شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل الثامن
[8]
نزلت بمستواها امامها و امسكت يدها، بدأت تتلمس اناملها و تحركهم لها و قالت مترجية:
شمس: هل يمكنكِ ان تقبضي على اناملي يا امي؟!.
أنتظرت ان تقبض على اناملها لكن لم يحدث نظرت لها و اكملت:
شمس: أرجوكِ هيا!!.
لم يحدث لها اي رد فعل، نظرت نحو آدم الذي ينظر نحو جدته بحزن شديد جعل قلب شمس ينقبض لتفتح ذراعيها له ليتجه نحوها ببطئ و يبادلها الاحتضان، همست في أذنه بينما تمسد خصلاته الفحمية بحنان:
شمس: لا تحزن يا آدم لقد وعدت والدك بأن أعيد له جدتك كما كانت في السابق، لهذا إبتسم لأنني لن أستطيع أن افعل كل هذا بمفردي.
حرك كفه الصغيرة على كتفها بمعنى حسناً لتفهم عليه و تبتسم ناظرة ل ميس، ابتعدت و طلبت من أحد الخادمات إحضار إفطاراً سهل الأكل من أجل أن تبدأ بالاعتياد على تناول الطعام تدريجياً، و سوف تبدأ بوجبات خفيفة من أجل عملية الهضم تكون سهلة لكي لا تسبب لها أي ألم أو مشكلات في الهضم.
بعد عناء كبير إستطاعت جعلها تنهي نصف كمية وجبة الافطار، تنهدت و عادت أدراجها إلى الداخل معها و مع آدم الذي كان حزينا رغم مواساة شمس له لكن تفكيره مختلف عن ما تعتقد شمس بانه يفكر بها، الفكرة مختلفة جدا كانه في اقصى الجنوب و هي في اقصى الشمال تماما.
مرت ساعتان و كانت شمس تعيد تأهيل اقدامها بطريقة خفيفة و سهلة سريعة، خرجت من الجناح بعد ان غطت ميس في النوم رغم انها مازالت لم تأتي فترة الظهيرة بعد لكنها نامت، أمسكت يد آدم و ذهبت نحو الجناح الخاص ب صقر و تفتح الباب مردفة:
شمس: هيا أريد التحدث معك في أمرا يخصك أيها الشقي.
أشار آدم لنفسه رافعا حاجبه الايسر بأستنكار لتومئ له بلا مبالاة تكمل خطواتها للداخل نحو الكرسي و تجلس على طرف يد الكرسي و جعلته يجلس قبالها و رفعت حاجبها الايسر و قالت و هو يناظرها بنظرات شكاكة:
شمس: هل يمكنني ان أسألك سؤالاً و تجيب عليه بصراحة؟!.
رفع التابلت امام وجهها:
آدم: و في ماذا سوف تفيدك صراحتي😒؟!.
شمس بأنزعاج: أيها الشقي سوف تفيدني بالتأكيد، أنا طبيبة و بسبب مهنتي اريد أن اعرف م السبب الذي يجعلك لا تريد التحدث!!.
نظر لها بنظرة لم تفهم معناها ابدا، تنهدت قائلة شارحة:
شمس: آدم، والدك يريدك أن تتحسن لان صمتك هذا سوف يؤثر على صوتك مستبقلا.
آدم يكتب: لم أفهم كيف؟!.
شمس: سوف يؤثر سلبا على احبالك الصوتية مستقبلا، بحيث لن تستطيع ان تتحدث بشكل طبيعي لو عدت للتحدث بعد ذلك، لكن لو عدت للتحدث في عمرك هذا سوف تتحدث بشكل طبيعي.
كان ينظر ل انامله الصغيرة و يفكر في حديثها، كتب سريعا و كانت ملامح الانزعاج بادية جليا على وجهه:
آدم: لن يحدث لي أي شيء، هل يمكنك ان تتوقفي عن هذا الحديث السخيف؟!.
قبضت على يديها بغضب و قالت بصراخ:
شمس: لما تعتقد بأن هذا الامر سخيف ايها الشقي؟!، انت لن تشعر بالندم عندما تحدث هذه المصيبة معك مستقبلا، لن تشعر بالندم ابدا هل تعلم لماذا؟! لا بالتأكيد لا لان والدك هو فقط من سيشعر بالندم و الذنب تجاهك لانه سيظن بانه كان مقصرا بحقك سيشعر بالاحباط و الألم لانه سيظن بانه لم يقدم لك العلاج المناسب.
نظر نحوها بصدمة و اصبح جسده يرتجف رغما عنه امتلئت عيناه بالدموع رغما عنه و بدات بالتساقط، نظرت نحوه باندهاش لتضع يدها فوق وجهها و تمسحه بسرعة قائلة مخاولة تهدأته:
شمس: انا أسفة سامحني لم اقصد هذا، لم اقصد بان اصرخ في وجهك ابدا لكنني فعلت هذا لانني قلقة عليك، انت مازلت طفلا صغيرا لا تعلم ما ينتظرك في المستقبل.
احتضنته شمس بسرعة و بدأت تربت عليه ليبدأ بالبكاء اكثر و صوته يخرج مع شهقات خفيفة منفلتة رغما عنه، ربتت اكثر عليه و زادت من قوة احتضانها له مردفة بنبرة أسفة:
شمس: صدقني أنا أسفة لم أقصد هذا، لكنك لا تعلم ما يخبأه لك القدر مستقبلا و لا تعلم م كتبه الله لك يا آدم، حاول بقدر أسطاعتك ان تستعيد ثقتك بنفسك و تعود للتحدث مرة أخرى لان صقر يتمنى ان يستعيدك كما كنت في السابق.
انهت حديثها بقبلة حانية على جبينه و بدأت بمسح دموعه:
شمس: حسنا توقف عن البكاء، فالرجل القوي لا يبكي ابدا، كن تماما ك والدك صلبا و قوي لكن ليس بارد مثل الجليد كن لطيفا و حنونا لكن لا تأخذ طبع البرود من والدك هذا ابدا.
نظرت له بنظرات انزعاج طفولية ليومئ لها بأبتسامة بينما يحك قمة انفه المحمرة بخفة، ابتسمت له ليمر من امامها ظل طائر، نظرت باهتمام نحو الشرفة لتجد الصقر يهبط مرفرفا بجناحيه داخل الجناح و يقف مقابل شمس و آدم، إبتلعت رمقها بتوتر و نظرت نحو عيناه العسلية و ريشه الاسود قالت بتوتر:
شمس: لماذا هذا الطائر يشبه والدك إلى هذا الحد الكبير يا آدم؟!.
تنهد بصوت عالي ثم كتب:
آدم: هذا يكون الصقر الخاص ب أبي، انه يشبهه فعلا الى حد كبير.
شمس بصدمة: بل قُل بأنه النسخة الحيوانية من والدك يا فتى!!.
آدم بخبث: هل تقصدين بأنه والدي لكن على شكل حيوان؟!.
ردت شمس بسرعة و غباء:
شمس: نعم يمكنك ان تقول شيئا من هذا القبيل.
نظر نحوها بابتسامة نصر ب عيناه الحمراء بسبب البكاء، ضيقت عيناها مع التواء فمها للزاوية و تحدثت بنبرة منزعجة:
شمس: لا تريحني نظرتك التي تبدو و كأنك انتصرت في شيئا ما.
رد عليها كاتبا بكل ثقة:
آدم: نعم، لقد أنتصرت في شيئا ما.
حركت رأسها للخلف قليلا و استغربت:
شمس: انتصرت في ماذا؟!.
آدم: لقد جعلتكي تقولين بأن أبي حيوان.
شمس بصدمة: ايها العفريت الصغير الشقي، اتفعل بي انا هكذا؟!.
آدم: نعم افعل، و لما لا😊😒؟!.
لطمت على وجهها بيأس و قالت بنبرة مختنقة:
شمس: يا الهي الصبر من عندك فقط الصبر لا أكثر.
صفقت مرة و اكملت:
شمس: حبيبي الصغير، كنت اقصد بأن والدك كأنه توجد لديه نسخة حيوانية و هذا ليس بمعنى انه هو الحيوان، ركز في كلامي جيدا ثم افهم ما اقوله و بعدها ابتسم كما تريد.
آدم: و إن قدمت لكي دليلا يثبت بأنك قلتي عن ابي انه حيوان، ماذا سوف تفعلين؟!.
حكت رأسها تفكر في حديثه:
شمس: لا أعلم، لكنني اريد ان اعرف م الدليل الذي سوف تقدمه؟!.
أبتسم بخبث شديد و كتب:
آدم: ما رأيك ان اقدم لكِ الدليل عندما يكون أبي هنا؟!.
شمس: حسنا لا مشكلة لدي ابدا.
آدم: ولا أنا، سوف اذهب لكي اقرأ قليلا في كتاب الاختبارات.
ربتت على رأسه بابتسامة:
شمس: حسنا، يمكنك الذهاب.
آدم: سلام 👋🏻.
لوحت له عندما خرج من الجناح، اعادت نظرها الى الصقر الذي ما زال يقف امامها، امسكت الوسادة الخاصة بالكرسي و القتها نحوه ليطير في الهواء و صاح بصوته بقوة، استرجعت ذكريات الحلم الذي راودها ف صوت صياح الصقر الذي في الحلم هو نفسه الذي يصدره هذا الصقر، اصابها الصداع فجأة لتغمض عيناها لثواني معدودة.
فتحت كمونتيها ثم نظرت نحو الصقر لكن لم تجده، تنهدت تحاول التفكير في بعض الاشياء التي يجب عليها القيام بها في فترة العصر، نزعت ثيابها و ارتدت بيجامة بيتية و امسكت شعرها جعلته على شكل كعكة صغيرة مرفوعة بشكل فوضوي ظريف، قفزت جالسة في منتصف السرير و كانت قد اخرجت جهاز اللاب توب الذي اخذته من صديقتها يسرا و بدأت بالبحث عن موضوعا ما كان يحيرها بشدة.
•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•
كانت جالسة فوق المكتب تأكل بطاطس مقرمشة بنكهة الفلفل الحار و الليمون متلذذة بطعمه بشدة كبيرة، شعرت بصفعة على عنقها من الخلف رغم ان الحجاب يغطيها، توقفت عن اصدار صوت القرمشة و لوت فمها بتهكم واضح و معها نظرات الانزعاج ل تلف وجهها نحو صاحبة الصفعة التي عرفتها بسرعة:
يسرا: ما هذا الذي فعلته الان يا بهية؟!.
نظرت نحوها بهية بلؤم تأخذ قضمة من البسكويت بنهكة الشوكولاته:
بهية: لقد رحبت بكِ مثلما ارحب كل مرة ماذا في ذلك؟!.
جلست امامها مكملة التهام قطعة بسكويت اخرى، لتزفر يسرا بحدة و حزن:
يسرا: انني اشتاق الى تلك الغبية كثيرا!!.
بهية بغباء: من هي الغبية؟!.
رفعت جيبتها القطنية التي كانت باللون الرصاصي لتظهر اقدامها الى ركبتيها و كانت ترتدي بنكال جينز اسود و ترتدي حذاء باليه مسطح، ركلتها بقوة في فخذها و يطبع خف حذائه المملوء بالتراب على فستان بهية الاسود، صرخت بهية بألم و تعض على شفتيها بقوة لتقول يسرا بأنزعاج و نبرة مخنوقة منها:
يسرا: هل تريدين ان تموتي؟!، يا غبية و من هي الغبية غيرك هنا!.
مسدت مكان الركلة بأنزعاج و قالت نافخة وجنتيها:
بهية: فقط توقفي عن ركلي من وقت للاخر، ف زفافي فد اقترب ولا اريد لجسدي ان يكون كيس الملاكمة خاصتك كما الماضي ف خطيبي يغار علي.
قبضت على كيس البطاطس المقرمش الجديد بين كفيها بقوة و تنظر بغل نحوها ل يفرقع بين كفيها و بسبب صوته الفازع جعل بهية تقفز من مكانها و تنظر برعب و توتر:
يسرا: يبدو بأنني سوف اقتلك قبل زفافكِ و ليس ان اسبب لكي بضع كدمات على فخذك الممتلئ هذا، انتي تشبهين البقرة يا فتاة.
بهية بصدمة: حقا؟!، هل يجب ان أخسر من وزني 5 كيلو ام 7 فقط؟!.
لطمت على وجهها و قالت بنبرة يأسة بصراخ:
يسرا: يااااا الهي ماذا بكِ يا فتاة تصدقين كل ما اقوله لكِ، انا امزح فقط ف انتِ تعلمين بان جسدك ذو وزن جيد.
بهية براحة: حسنا.
يسرا: لا اعرف لما اشعر بأن شيئا ما سيحدث معنا و يجعلنا في وضع لم نكن نرغب به!!.
نظرت لها بأستغراب لتقف عن الكرسي و امسكت وجهها:
بهية: ماذا بكِ يسرا؟!.
يسرا بحيرة: لا أعلم!!، لكن اعتقد بأن عائلتي تريد ان تعجل في امر زفافي لسبب لا اعلمه.
بهية: ماذا؟!، و انا ايضا افكر بهذا الامر تماما مثلك، لم بتبقى كثيرا على إجازة خطيبي لكي يأخذها و يأتي من أجل مقابلة أبي لكي يحددا موعد الزفاف.
انزلت انظارها نحو انامل يدها و بدات تلف الدبلة الذهبية بين بنصرها الايمن عدة مرات، تنهدت بصوت مرتفع مردفة:
يسرا: أتسأل ماذا فعلت شمس بعد ان رحلت من هنا؟!.
بهية: بالتأكيد سوف تبدأ بالبحث عن خطة بديلة من اجل ان تحمي نفسها منه هذا الوغد الحقير لو رأيته فقط اتممى ان اسكب عليه سطلا من الماء العكر فوق وجهه.
رددت بنبرة لئيمة قاتلة و تقبض كفيها بطريقة مضحكة، ردت:
يسرا: غبية، هي بالفعل بدأت بخطة بديلة كما انه يبدو بانها سوف تبدأ بتفكير ماذا سوف تقدم لنا على حفل زفافنا.
بهية تومئ: صحيح، لقد قالت بانها سوف تحضر لنا هدية مميزة.
يسرا: حمقاء، بدل ان تفكري ب شمس تفكربن بالهدية ان كانت ستكون مميزة ام لا؟!.
رفعت قدمها ناوية ركلها مرة أخرى لتقفز بهية صارخة بعيدا عنها:
بهية بنحيب: حبا بالله كفي عن ركلي!، هذا مؤلم منكِ جدا يا يسرا، ألم تتركي نادي الكارتيه منذ ان كنتي في ايام الثانوية معي؟!.
يسرا: نعم لقد توقفت عن الذهاب بالفعل.
بهية: و هل عدتي اليه مرة اخرى؟!، من خلفي؟.
يسرا بنفي: لا و لما سأعود لها من جديد، لن يقبل خالد بهذا الامر ابدا.
بهية: اعتقدت بانكِ قد عدتي لانه بدأت تستخدمين هذه المهارات المتخلفة علي كثيرا.
رفعت حاجبها الايسر بأزدراء منها لترفع سبابتها اليسرى و تضعها فوق شفتيها في المنتصف قائلة بنبرة تحذيرية:
يسرا: اقسم بالله يا بهية إن لم تصمتي حينها سوف اقتلك و بواسطة هذه المهارات المتخلفة ذاتها.
نفت برعب بينما تجلس فوق الكرسي بهدوء، نظرت نحو ساعتها لتجد ان آذان العصر على وشك ان يُآذن:
يسرا: اليس لديكي عمل عن الطبيبة اليوم؟!.
بهية بنفي: لا حبيبتي، فاليوم إجازة كنت قد طلبتها منها منذ فترة.
يسرا: حسناً، هل سوف تذهبين إلى البيت أم إلى المصلى معي لان صلاة العصر على وشك ان تقام في المسجد؟!.
بهية: لا بأس، هيا بنا نذهب إلى المصلى ثم نغلق المحل و نتمشى قليلا و نحن عائدون إلى المنزل.
يسرا: حسنا فكرة جيدة هيا بنا.
أغلقت يسرا المحل و ساعدتها بهية، ذهبتا نحو المصلى و كان قد صدح آذان العصر و هم في الطريق نحو المصلى، أدوا الفرض و خرجوا بعد فترة ليست بوجيزة، امسكت يسرا بكف بهية و سارتا في الشارع بخطوات سريعة هادئة تسألت بهية:
بهية: ألم تقل شمس پانها سوف تتصل بنا، لماذا لم تتصل إلى الأن؟!.
يسرا: لا أعرف، لكن هي قالت بانها سوف تتصل بنا عندما تستقر امورها لهذا فالنتركها وشأنها ف ما مرت به ليس بالهين سواء الأن او سابقا.
بهية موافقة: معك حق.
و اكملتا السير متحدثتان عن بعض الامور التي تحدث معهم في العمل او بعض المواقف المضحكة.
|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|•|
طرق الباب و أنتظر الأذن لكي يدلف الى المكتب ليسمع صوته البارد سامحا له بالدخول، فتح الباب و دلف إلى المكتب ثم اغلق الباب بقدمه و اكمل سيره إلى الداخل، مرر ملفا أحمر مردفا بصوت هادئ:
خالد: تفضل، هذا ملف ل صفقة جديدة انا تفحصتها جيدا قبل أن أتي به، يمكنك أن ترى إن كانت مناسبة لك أم لا.
أمسك الملف منه ليجلس خالد بتعب على الكرسي و تنهد بتعب عندما شعر بفقرات عنقه تطقطق دفعة واحدة، نظر نحوه صقر بنظرة خاطفة سريعة استشعرها الاخر لكنه تجاهله تماما، بنظرات خاطفة سريعة كان قد انتهى من دراسة الملف ليضعه فوق المكتب بعد ذلك أراح ظهره على ظهر مقعده و فرك بين عيناها لانه يشعر بالنعاس.
تأفأف خالد:
خالد: لا أعلم لما نحن في هذا الوضع الزري يا رجل؟!.
فتح عيناه و نظر نحوه بنعاس و خرج صوته ببحة رجولية باردة:
صقر: ماذا تقصد؟!.
خالد موضحا: أقصد وضعنا هكذا بهذا الشكل الممل، ليس كما السابق في النهاية.
صقر: معك حق، أنا سوف أعود إلى البيت بينما أنت و محمد حددا معا متى تريدان الإجازة بالتحديد لانني لن أقبل التهاون معكما بعد الإجازة، صدقني حتى لو كنت في يوم صباحيتك و حدث خطأ واحد في غيابك في هذه الإجازة لن أتردد في أن اجعل الحرس يأتوا بك إلى هنا.
رفع يداه بأستسلام:
خالد: كما تربد يا رئيس كما تريد.
خرج من المكتب بخطوات سريعة بينما اتجه الاخر نحو مكتبه بخطوات متكاسلة شديدة، خرج صقر من الشركة ليأتي محمد بالسيارة الخاصة به و سيارتين حماية خلفه، كان سينزل لكنه أشار له بالبقاء مردفا:
صقر ببرود: لا تتحرك، ابقى كما أنت ف انا أشعر بالتعب لن أستطيع التركيز في القيادة.
محمد: حسنا كما تريد.
صعد بجانبه ليتحرك نحو القصر و كان الصمت سيد المكان بشكل غريب جدا لكن صقر لم يهتم بهذا لانه كان قد اغلق عيناه منذ صعوده السيارة، بعد مدة نصف ساعة وصلوا إلى الفناء الامامي للقصر ليتحدث محمد و هو يصف السيارة:
محمد: صقر أستيقظ لقد وصلنا إلى القصر.
فتح عيناه بنعاس ليخرج من السيارة و اكمل سيره نحو باب القصر تاركا باب السبارة مفتوحا بلا مبالاة، لم يستغرب محمد من وضعه هذا لانه بين كل فترة و أخرى يحدث هذا معه!!، اغلق باب السيارة و اتجه نحو الحرس يدربهم قليلا و يتأكد من الحالة الامنية.
اما صقر فُتح له الباب بواسطة الخادمة ليتوقف سائلا اياها ببرود:
صقر: أين هي الفتاة التي اتت هنا البارحة؟!.
لم تستطع الفتاة ان تنظر في عينه و تجيب لهذا انزلت عيناها ناظرة للارض و خرج صوتها متوترا بسبب نبرته الباردة التي اخافتها:
الخادمة: لم تنزل من الاعلى منذ أن أنزلت صينية الغداء الخاصة بالسيد الصغير و السيدة ميس.
همهم بأستغراب ليشير لها بالذهاب لتختفي فورا من امامه في غمضة عين، طار النعاس من عينيه ليصعد درجات السلم سريعا و ذهب نحو جناح والدته وجد الباب مفتوحا ليدلف داخلا و قلبه يدق بسرعة لسبب غير معروف!، عدة خطوات أخرى جعلته يتوقف ناظرا نحو والدته بتعجب و إندهاش و اصبح نظره ينتقل بين والدته و شمس و لاحظ آدم الذي يتراقص فوق السرير من الفرحة؟!.
وضع يده على خصره و فرك بين عيناه سائلا ببرود:
صقر: لماذا تبتسمان ببلاهة هكذا؟!.
نظرت نحو شمس و قالت:
شمس: لقد اصبحت أفضل منذ البارحة.
نظر نحوها بأستغراب يهز رأسه لانه لم يفهم:
صقر: ماذا؟؟.
شمس بأبتسامة: أمي قد حركت يدها بمفردها الآن.
فتحت عيناها العسلية بصدمة و نظر نحو والدته ليتجه نحوها بسرعة و يبعد شمس عنها التي أستغربت من فعلته كما حال آدم الذي كتم ضحكته بصعوبة:
صقر: أمي!!، أمسكي أصبعي إن كنتي تسمعينني.
وضع أصبه السبابة بين كف يدها اليمنى التي كانت تمسك بها شمس قبل ان يبعدها عنها، إبتسمت شمس و وضعت يدها فوق فمها و اصبحت تراقب الوضع امامها بهدوء، رمشت ميس بعيناها عدة مرات ثم بدأت تحرك اناملها ببطئ و كانت ترتعش بخفة، كان نظرها معلقا في الفراغ نحو الحائط لكنها سمعت طلب إبنها، قبضت قبضة خفيفة على سبابته جعلت قلبه يرقص فرحا بين أضلاعه، نظر نحو شمس بأندهاش و كان يحاول ان يقول شيئا لكن من شدة فرحته هربت، نعم الكلمات هربت بعيدا عن نطق لسانه!!.
وضع كف يده على فمه ليخفي إبتسامته المتسعة، شعرت بالانزعاج لكبحه إبتسامته لتذهب نحوه و تنزل يده عن فكه بقوة و قالت بنبرة ساخطة:
شمس: لماذا تخفي إبتسامتك هل سوف أحسدك مثلا إن رأيتها؟!.
نظر نحوها بعينان حمراء غاضبة لترجع خطوة إلى الخلف عندما شعرت بالخطر منه و من نظراته التي سوف إفتراسا شديدا، قهقهت بتوتر و قالت:
شمس: أسفة لـ لم أقصد أن افـ ـعل هذا صدقني.
لم يبالي لها ليعيد نظره إلى والدته و امسك كفيها الاثنتين و لثمهما بقبلات حنونة كعادته، نزل آدم عن السرير و أمسك بيد شمس ليشدها نحو الباب، شدت هي على يده بدورها تنظر له بحزم تحثه على البقاء لكنه نظر لها بانزعاج لـ يرفع حاجبيه و ينزلهما مرة واحدة ثم اشار بنظره نحو صقر و ميس، ثواني مرت لتفهم ما اخبرها به لتومئ له و خرجا معا من الجناح.
أغلقت الباب خلفها و قالت بنحيب ناظرة نحوه:
شمس: يا فتى الا بمكنني ان اقتلع عينا والدك العسلية تلك؟!.
آدم كتب: لماذا تودين أقتلاع عيناه😕؟!.
شرحت بينما يسيران نحو غرفته:
شمس: لان عيناه حادة بشكل مخيف جدا لدرجة ان جسدي تصيبه القشعريرة عندما ألمحهما فقط، هي عسلية اللون و جميلة لكن مخيفة ايضا.
نظرت له في نهاية حديثها لتجده كتب لها:
آدم: و انتِ ايضا، عيناكِ غريبة اللون و جميلة أيضا، اول مرة في حياتي أرى لونا كهذا!!.
فتحت باب غرفته و دلفت:
شمس بلا مبالاة: لقد ورثتهما من جدي والد والدي، هل اخبرك بسر لكن لا تخبره لاحد؟!.
نظرت له بخبث في نهاية حديثها ليومئ لها بسعادة لترفع خنصرها له ليشبك خنصره الصغير ب خنصرها و رددت:
شمس: وعد.
اكملت ممسكة بخصره و تهمس في أذنه:
شمس: لقد كان جدك و جدي أصدقاء.
أبعدت رأسها عنه و إبتسمت لينظر نحوها ببلاهة شديدة، بالطبع لانه لم يرى جده سوى في الصور المعلقة في القصر لانه مات قبل ان يخلق من الاساس، اومئ لها و جلس فوق اريكته و بدأ يلعب بجهاز التابلت مبتسما بخفة، خرجت من غرفته مغلقة الباب و سارت نحو الجناح الخاص ب صقر.
فتحت الباب و ذهبت نحو الشرفة تشاهد الحصان و هو يهرول في ساحته الخاصة بحرية، تأملت حركته و رددت بشرود:
شمس: لقد جعلني أعاني ، كيف لي أن أجعله يعاني و بضعف ما فعله لي؟! ، أنا مجرد فتاة ضعيفة و جبانة تخشى حتى قتل حشرة !!، كيف؟! كيف يا ربي؟!.
اسندت راسها على السور الابيض بيأس لكنها استقامت سريعا حالما شعرت ب باب الجناح يفتح بواسطته هو و ينغلق بقوة هزت الجدران، تقدم نحوها بخطوات سريعة و نظراته تأكلها لم تدرك الوضع جيدا إلا عندما حُصرت منه بين جسده العريض و بين السور ليهمس بفحيح في اذنها:
صقر: ماذا حدث لكي تجعلي الممرضة تذهب و من دون علما مني ايضا؟!.
اتسعت عيناها بصدمة و شدت على قبضة يديها اكثر، اصبحت تنظر في الارجاء و تحاول عدم النظر في عيناه:
شمس بتلعثم: أنـ أنا لـ لا أعلم عن ماذا تتـ تتحدث هااا!!.
شهقت بألم عندما أمسكها بقوة من فكها و نظر في عيناها الخائفة عكس عيناه الغاضبة و صرخ بقوة:
صقر: يا فتاة لقد حذرتكي سابقا، لن تستطيعي ان تلعبي علي هذه اللعبة الرخصية يمكنني قتلك الان و لن يعلم أي احد مكانك او ماذا فعلت بكِ، لهذا اعترفي افضل لكِ.
عقدت حاحبيها بأنزعاج متناسية ألم فكها الطاحن و قالت بصوت محشور بسبب كفه:
شمس: يا جبل الجليد احترم انني زوجتك الجديدة على الاقل و بعد ذلك اقتلني كما تريد لكن ليس الان.
بدأ الغضب يغلي داخله اكثر ليقبض على على عنقها:
صقر: استمعي ألي انا لا أقبل اي تفسيرات غبية، عنقك هذا يمكنني كسره في ثانية و تخرج روحك إلى خالقها اقسم.
احمر وجهها لتضرب يده و صرخت بيأس:
شمس: سوف اختنق هكذا افلتني حالا و إلا سوف تندم لاحقا يا غبي.
صقر: لن افلت يدي إلا عندما تخبرينني الحقيقة خلف جعلكِ الممرضة ترحل.
شمس بأختناق: لانها متورطة في مكيدة، انها كبش فداء من عدو لك.
افلتها لتسقط ارضا و تبدأ بالسعال بقوة، جثى على ركبتيه و نزع لها حجابها بسرعة لينسدل شعرها الاشقر القصير بخفة، مسد ظهرها بسرعة و نظر نحوها بغضب و هي بادلته بأستغراب و ما زالت تسعل.
خرج صوته:
صقر: لما تدافعين عنها؟!.
شمس صارخة: الم تسمعني اخبرك بانها كبش فداء يا صقر؟!.
تجاهل حديثها و حملها كـ عروس بين يديه لتتمسك في عنقه بتوتر ليشعر بذلك ليتنهد مغلقا عيناه ثم فتحهما، قرب وجهه من وجهها و همس بحرارة:
صقر: لا تقلقي، لن اسقطكِ ابدا.
شمس: أتعدني بذلك يا صقر؟!.
صقر: اعدك وعد من رجل إلى إمراته.
بقيت انظارهما معلقة لثواني ثم اشاحت بانظارها بعيدا عنه و وجهها اصبح احمرا، شعر بالاستمتاع و هو يضايقها بهذه الطريقة، سار الى الداخل و وضعها في منتصف ثم قال نازعا قميصه:
صقر: أخبرني بالتفصيل لماذا حميتي تلك الخادعة؟!.
خبأت وجهها بكفي يديها و بدأت تتحدث:
شمس: صقر استمعي الي جيدا ولا تؤذيها لانه لا ذنب لها في ما حدث.
صرخ بغضب راميا قمصيه على الارضية السيراميكة بقوة:
صقر: ماذا تقصدين بانه لا ذنب لها؟!، اذا كانت متورطة سوف اقتلها و لن يهمني.
شمس: لهذا اخبرك ان تستمع الي أولاً هي اجبرت على فعل هذا لان عدوك كان يبتزها بـ عائلتها و خاصة والدها المصاب بمرض القلب، ألتزمت الصمت لانها كانت خائفة يا صقر و انت تعلم شعور فقدان احد عزيز على قلبك.
تنهدت مكملة و مازالت مغمضة العينين:
شمس: على اي حال هي كانت جديدة هنا لمدة شهر واحد فقط، الدواء المضاد الذي كانت تعطيه لوالدتك لم يؤثر بشكل كلي بعد، لقد اعترفت لي بكل شيء لكن المشكلة ليست هنا.
نظر نحوها بحاحب مرفوع و لم يهتم لوضعها:
صقر: و إنما اين؟!.
شمس: هي لا تعرف اسم الرجل الذي كان يحرض تابعه عليها، لم تره ابدا لهذا لم أتوصل إلى نتيجة محددة تدلنا على هويته او أي شيء.
صقر: اتركي هذا الامر علي انا سوف اهتم به.
شمس: لكن عدني بأنك لن تفعل لها أي شيء، هي ليس لها ذنب يا صقر.
تقدم نحوها بسرعة هادئة لم تشعر بها لتجد نفسها مستلقية على ظهرها و يديها مقيدتان فوق رأسها و صقر يعتليها بنظرات خبيثة، أبتلعت رمقها بتوتر ليردف:
صقر: لماذا لم تدافعي عن نفسك عندما كدت ان أخنقك بين يدي؟!، لم اعتقد بانك بهذا الضعف؟!.
ردت عليه ليخرج صوتها هامسا من دون وعي:
شمس: لانني كنت قد سلمت روحي سابقا، لهذا لم ادافع عن نفسي لانها ليست ملكاً لي من بعد الان.
و ها هي طعنة اصابت قلبه من دون ان يشعر، قرب وجهه من وجهها و حدق في كمونتيها عكس عسليتاه:
صقر: لهذا لم تمانعي احتضاني لكِ في مساء الأمس و رؤيتي لشعرك؟!.
شمس: نعم، و غير هذا انت زوجي و يحق لك ان ترى شعري.
صقر بخبث: احسنتِ، من الان و صاعدا لن يرى احد غيري هذه الخصلات ابدا و الا سوف اعاقبك بشدة.
اومئت له بسرعة نافية طلبه ليرفع حاجبه بانزعاج لتعيد إيماءة رأسها موافقة على قراره، انزل رأسه نحو عنقها يدفنها به لثواني مستنشقا عبيرها الآخاذ بقوة لتميل على راسه بـ راسها مغلقة عيناها، تشعر بـ نبضات قلبها اصبحت سريعة و تنفسها اصبح أثقل تجمعت الدماء في وجنتيها و اصبحت شفتيها ترتجف دون وعي، همس في اذنها لتشعر بـ كهرباء تسير على طول عامودها الفقري:
صقر: تمتلكين رائحة عبقة جميلة، تجعلني اريد ان اشتمها طوال الوقت.
لم تكن لديها القدرة على الحديث لكي ترد على كلامه، لم تكن تعتقد بانه بهذه الشخصية ابدا!!، عوضا عن هذا بدأت الدموع تجتمع في مقلتيها و اصبحت تبكي في صمت، شعر بدموعها الحارة ليرفع رأسه سريعا و نظر باندهاش نحوها و فجأة بدأ القلق يكتسي ملامح وجهه الحادة:
صقر: شمس!!، ماذا بكِ لماذا تبكين؟!.
وضعت يدها فوق عيناها و اصبحت تنفي:
شمس ببكاء: لا أعلم لما أبكي!!، هذه اول مرة أبكي من دون سبب.
صقر بشك: حقاً؟!.
شمس بصدق: اقسم لك.
و عادت تبكي مرة اخرى لكن بكاء هادئ مثل الطفلة الصغيرة، اعتقد بانها تبكي لانها لم تريد منه أن يلمسها لتزيل شكه قائلة:
شمس بغصة: لا تعتقد بأنني بكيت الان لانني لا اريد منك ان تلمسني، انا ابدا لن افعل مثل هذا.
ابعد يديها و جعلها تعتدل في جلستها لينظر الى كمونتيها الحمراء و تبادله النظرات بهدوء، مسح دموعها ثم قبل وجنتها اليسرى بسرعة و بعد ذلك ذهب إلى الحمام لكي يستحم.
بعد ان سمعت صوت انغلاق الباب و بدأ صوت المياه يعلوا لطمت فوق وجهها و قالت بصدمة:
شمس: يا إللهي لماذا جبل الجليد قبلني؟!، بل لماذا كنا في هذا الوضع من الاساس؟!.
امسكت الوسادة و غطت بها وجهها ثم صرخت بقوة و كانت الوسادة تحجب صوتها، ابعدت الوسادة عن عيناها و اصبحت تفكر في وضعهما و لماذا اصبح هكذا بهذه السرعة!!.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
Semo
S.m
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.