شمس الصقر (رواية صقر وشمس) الفصل التاسع 9 – بقلم سيمو

شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل التاسع

[9]

[9]

اتى المساء مسدلا ستاره الاسود بنجومه البراقة و القمر يتوسط تلك الستارة بنعومة خفيفة بصحبة نجامته الجميلة، خرجت شمس من جناح ميس بعد ان اطعمتها وجبة العشاء و تركتها لترتاح، اعطت صينية الطعام للخادمة و من ثم دلفت سريعا غرفة آدم لتجده جالسا بملل على الاريكة مستندا على ظهرها برأسه و ينظر إلى السماء بتشتت.

تحمحمت بجدية مصطنعة و تسير نحوه بخطوات مهرولة بعد ان ناظرها ببرود مثل والده لتقطب حاجبيها بانزعاج قليلا لكنها اردفت:

شمس: أيها الشقي ألا تريد ان اخبرك كيف جدي و جدك يعرفان بعضهما البعض؟!.

نظر نحوها بحماس شديد جعلها تبتسم هي الاخرى لتنزع الخف المنزلي عن قدميها و تجلس القرفصاء امامه ثم امسكت يده اليمنى و باشرت الحديث بحماس:

شمس: لكن قبلا ما رأيك هل اخبرك بها هنا ع الاريكة أم على السرير؟!.

أشار لها بيده سريعا على الاريكة لتومئ له مثل الطفلة:

شمس: عندما كنت في السابعة من عمري كنت اخرج مع جدي كثيرا…..

°•

Flash Back

•°

عندما كانت شمس تبلغ من العمر سبعة سنوات كانت كثيرة الخروج مع جدها الذي تعشقه، كان لديه عدة املاك في القاهرة لهذا السبب دائما عندما يحظى بفرصة لأخذها معه يأخذها هي فقط، في ذلك الوقت كان والدها محمد مرتاح البال لانها مع والده لكن زوجته كانت تخاف و غير هذا دائما م كانت تغار منها سلفتها في البيت و ايضا آسر كان يغار منها بشدة، لكن مع اصرار محمد ان تهمل هذه الامور كانت تتقبل الوضع و تصمت.

في يوم كان يجب على عزت أن يمضي عقد على محل كان قد أبتاعه منذ فترة و قرر اخذ شمس معه و وافقت شمس بسعادة عارمة، جهزت لها والدتها بعض الثياب التي تناسبها في حقيبة صغيرة و حقيبة تحتوي على بعض الثياب ل عزت ايضا و من ثم غادرا نحو القاهرة، جلست بجانب جدها واضعة حزام الامان حول جسدها الصغير ليبتسم لها عزت بعيناه الكمونية التي تشبه عيناها ليقول بصوته الأجش:

عزت: يا شمس لا تصدري أي صوت بينما انا اقود السيارة حسنا؟!، و لأن الطريق طويل إذا شعرتي بالجوع او احتجتي أي شيء اخبريني و انا سوف البيه لكِ بكل تأكيد، اتفقنا؟!.

اومئت له بطفولية و تردف بصوتها اللطيف:

شمس: حاضر يا جدي سوف أكون كالنسمة فقط دائما كالعادة.

عزت بأبتسامة: أحسنتِ حبيبتي.

بدأ عزت بالقيادة نحو وجهته المقررة، بعد مدة طويلة قليلا كانت شمس تشغل بالها في مشاهدة الطريق شعرت بالجوع لتمسد بطنها و تقول بطفولية سمعها جدها:

شمس مواسية: لا تبكي يا معدتي العزيزة سوف اجعل جدي عزت يجلب لنا الكثير من الطعام لكي لا تبكي مجددا.

انفجر عزت ضاحكاً على حفيدته لتبتسم شمس ببرائة و عفوية نحو جدها:

عزت: المعدة جائعة و يجب علي أن ألبي النداء بسرعة. و ألا سوف يحكم علي القاضي بعقوبة كبيرة جدا.

شمس بأصطناع: نعم، سوف احكم عليك بأنك لن تتلقى راتبك اليومي لمدة شهر..

هزت رأسها نافية بسرعة بينما نظر لها عزت تارة بصدمة و تارة اخرى على الطريق:

شمس: لمدة شهرين نعم شهرين لن تتلقى راتبك لمدة شهرين هذا كافي.

تحولت نبرته إلى أخرى منزعجة جعلتها تنفجر ضحكا:

عزت: يا أبنة الـ ؛ لا تجعلينني أسبكِ يا شمس إلا الراتب اليومي الخاص بي حسنا سوف أجلب لكِ كل ما تطلبينه لكن راتبي اليومي لا.

كان الراتب اليومي الخاص به عبارة عن ثلاث قبلات من شمس واحدة على جبينه و اثنين على وجنتاه، استمرت شمس بالضحك و اردفت بخبث رغم صغرها:

شمس: إذا هيا بنا بسرعة نحو أي منطقة أستراحة و إلا لا وجود للراتب اليومي لمدة ثلاثة أشهر هيهيهيهي.

ضحكة شريرة صدرت منها ليزيد عزت سرعة قيادته نحو منطقة الاستراحة التي كانت امام مرمى عيناه، وصل إلى الاستراحة و نزل مغلقا السيارة بالمفتاح من أجل عدم حدوث أي مكروه ل شمس و طلب من موظف الوقود أن يملئ الخزان له بالبنزبن و قد خطى خطواته السريعة نحو المطعم لكي يجلب لها الطعام الذي تريده لكي لا يعاقب، دفع الحساب و خرج سريعا ليفتح السيارة و يصعد بها مجددا مناولا الطعام لها لتمسكه بفرحة عارمة ليتنهد واضعا رأسه على المقود ليعلم أن العقوبة لن تأتي.

تحرك مجددا و بدأت هي بتناول طعامها و بينما هي تأكل قالت:

شمس: جدي ألست جائعا؟!.

عزت: لا، لست جائعا حبيبتي عندما اكون جائعا سوف أخبركِ لأجعلكِ تطعمينني.

شمس: هيييييي هذا جيد.

إومئ لها عزت بأبتسامة و ركز بنظره على الطريق، وصل عزت إلى القاهرة في المساء كانت شمس في ذلك الوقت قد غرقت في النوم العميق كعادتها المحبة للنوم، حمل شمس بين ذراعيه و اخذ الحقيبتين في يده و من ثم اغلق السيارة بمفتاح التحكم عن بعد و صعد درجات السلم لكي يصل إلى الشقة خاصته، فتح الباب ثم اضاء المصابيح لتنير المكان اغلق الباب بقدمه ثم تقدم نحو غرفة النوم و أنام شمس عليه، وضع الحقيبتين على جنب و اخرج ثياب مريحة و اتجه بها نحو الحمام ليأخذ حماما سريعا و يخرج متوجها نحو السرير و يسلتقي بجانب شمس يهزها برفق:

عزت: شمس حبيبتي استيقظي لكي تبدلي ثيابك يا صغيرتي.

تنهدت بأنزعاج:

شمس: حسناً حسناً، لقد استيقظت أيها المزعج.

قهقه عزت عليها ليخرج لها بيجامة نوم باللون الابيض و الوردي اعطاها لها لتمسك بها و تتجه بخطوات ناعسة نحو الحمام، أستحمت هي الاخرى بسرعة و ارتدت ثيابها و خرجت من الحمام بينما تجفف شعرها الطويل الاشقر، رأت السرير لتركض نحوه بسرعة و تستلقي بجانب جدها الذي فتح ذراعيه لها مرتمية داخلها ليحتويها سريعا:

شمس: تصبح على خير يا جدي.

عزت بنعاس: و انتي من أهل الخير يا حبيبتي.

سريعا غرقا في النوم، مضت الليلة على خير و مضى خلفها يومين أخرين كان فيهم عزت قد مضى عقد المحل و اتم الأجراءات جميعها و جعل شمس تحظى ببعض المرح كالعادة، و قبل عودتهم بيوم كان عزت عائدا من حديقة الملاهي بعد أن تعب هو و شمس من اللعب طوال النهار و كانت الشمس على وشك المغيب قالت شمس بتعب و حماس في ذات الوقت:

شمس: كم كان اليوم ممتعاً يا جدي، شكرا جزيلاً لك على هذه المفاجأة الجميلة.

عزت: العفو يا حبيبتي، كل شيء في سبيل جعلكي سعيدة فقط.

تذكرت شمس امراً هاما لتصفع جبينها بخفة ليسألها عزت بأستغراب:

عزت: ماذا الأن أيضاً؟!.

شمس: لقد نسيت أن أعطيك راتبك اليومي.

عزت بصدمة: حقاً؟!، لم ألاحظ هذا أبداً!.

شمس: دعني اعطيك اياها الان.

عزت بحزم: ليس الان يا شمس أنا اقود.

شمس بجدية: ليست بالشيء الكبير هي مجرد ثلاث قبلات.

عزت: يا شمس اسمعي كلامي و إجلسي بهدوء.

شمس بمرح: لن يحدث شيء فقط ابقى مركزا على الطريق و لا تتدخل في عملي.

حاول مرارا أن يعترض قرارها لكنها فكت حزام الأمان و جثت بركبتيها على المقعد الذي كانت تجلس عليه و كانت ستقبله على وجنته لكن ظهرت سيارة مسرعة أمام عزت جعلته ينحرف عن الطريق بسرعة لتصرخ شمس متمسكة بكتف عزت الذي احتضنها سريعا بعد ان فقد سيطرته على السيارة لتصتطدم بأحدى أعمدة الأنارة من الجانب الأيسر حيث يجلس عزت ليصتطدم رأسه بالمقود بينما شمس قد فقدت وعيها من قوة الصدمة.

لقد كانت مدينة الملاهي بعيدة قليلا عن المدينة لهذا تحتاج لنصف ساعة حتى تخرج من طريق يعج بالاشجار الكثيفة، و فرت السيارة المسرعة بعيدا جدا، صدفة كان آدم و أبنه صقر الذي يبلغ من عمره 12 عاما عائدان من ذات الطريق لكن لعمل أخر، كان آدم يتحدث صقر:

آدم: لقد تمت الصفقة و هذا جيد.

صقر: نعم، أخيرا سوف أحظى ببعض المرح مع رعد.

آدم: حسنا هذه مكافأة لك يوم كامل إجازة.

صقر: شكرا لك، لكنني استحق هذا.

نظر آدم نحو إبنه نظرات ساخطة ليبادله الأخر بأخرى باردة ليشيحا أنظارهما عن بعضهما البعض في ذات الوقت بلا مبالاة، نظر صقر جيدا إلى الطريق هو و آدم:

صقر: أبي أنظر يبدو أن هذه السيارة قد حصل معها حادث أو ما شابه!!.

آدم: نعم لاحظت هذا دعنا نرى ما بها.

صقر يومئ: حسناً.

أوقف آدم السيارة و نزل منها هو و صقر متوجها سريعا نحو مقعد السائق ليجد عزت فاقدا الوعي و في حضنه شمس ايضا، صرخ آدم على صقر سريعا:

آدم: صقر أذهب و أفتح الباب الخلفي و تعال ساعدني في حمل الطلفة و انا سوف اهتم بأمر الرجل.

صقر: حسناً.

ذهب صقر ليفعل ما أمره به والده بينما أعاد ظهر عزت إلى الخلف لينظر له آدم بعناية ليجد أن جبينه ينزف لكنه دقق في ملامح وجهه لتتسع عيناه بصدمة و قال هامسا:

آدم بهمس: هذا عم عزت!!، يا إللهي.

أتى له صقر و قال:

صقر: أبي هيا لكي لا يزيد الوضع خطورة و نحن لازلنا في منتصف الطريق فقط لكي نصل إلى المدينة و من أجل أن نصل للمشفى و غير هذا الشمس على وشك المغيب.

آدم: حسنا سوف أخرج الفتاة و أحملها أنت بينما انا أخرج العم عزت.

صقر: هل تعرف هذا الرجل.

آدم: نعم، لكن ليس هذا وقت الشرح الان.

صقر: هيا.

أخرج آدم شمس من أحضان عزت و يعطيها ل صقر الذي أخذها في حضنه سريعا، كان صقر طويلا عكس شمس التي تبدو طفلة رضيعة بين يديه دق قلبه بقوة و بسرعة بعد حملها ليشعر بشيء غريب لكنه تجاهل الوضع تماما و نظر إلى والده الذي كان بالفعل قد اخرج عزت و اتجه به نحو السيارة في المقاعد الخلفية، أنامه فيها و من ثم تأكد من اغلاقه للباب بإحكام ثم عاد نحو السيارة لكي يأخذ كل شي يخص عزت ك محفظته و بطاقاته الخاصة جميعا و عاد نحو السيارة و سبقه صقر بالجلوس في مكانه و في حضنه شمس، صعد آدم الأخر في مكانه و انطلق يقود مسرعا ليقول:

آدم: أتصل على هاني من هاتفي لكي يأخذ السيارة الخاصة بالعم عزت و يصلحها بسرعة.

صقر: حسنا.

أخذ هاتف والده من جانبه و بدأ يهاتف المدعو هاني من أجل أخذ و أصلاح سيارة عزت ليلبي الاخر الطلب سريعا من دون تردد، بعد مدة من الوقت وصل عزت أمام المشفى لينادي في قسم الطوارئ من أجل المساعدة ليأتي عدد من الممرضين برفقة سرير متحرك و ينقلوا عزت عليه بينما بقي صقر محتضنا شمس يرفض أن يعطيهها للممرضة مدعيا إنه هو من سوف يضعها في غرفة الفحص بنفسه لدرجة أن آدم لم يستطع ان يجعله يستسلم عن فكرته و هكذا أصبح آدم مشوشا لانه لاول مرة يرى صقر بهذا التصرف.

تقدم صقر ب شمس نحو غرفة الفحص و دلف إلى الغرفة واضعا إياها على السرير لتقول الممرضة:

الممرضة: أنا ذاهبة لكي أجد أي أحد من أجل فحصها لأن الرجل المصاب يريد عناية.

صقر: حسنا.

خرجت الممرضة تبحث عن أي أطباء لتجد طبيبا و ترسله لهناك بينما هي ذهبت لتساعد في تشخيص عزت بسرعة، وقف آدم بجانب صقر مردفا:

آدم: صقر إبقى هنا معها و إن كنت تريدني في أي شيء هاتفني فقط لكن مهما حدث لا تترك هذه الفتاة وحيدة حسنا؟!.

صقر بومئ : حسنا لن اتركها.

و قبل أن يرحل آدم دلف الطبيب مسرعا لكي يبدأ الفحص لكن صقر صرخ به بقوة ممسكا يده التي كادت تلامس يد شمس:

صقر بغضب: ماذا تفعل؟!.

نظر آدم نحو صقر بأستغراب كحال الطبيب:

الطبيب: انني افحصها ماذا سأفعل إذا؟!.

صقر: لن تفحصها أنت أفهمت؟!، ألا يوجد طبيبة هنا؟!.

الطبيب: لماذا لن افحصها كما أنها طفلة صغيرة!!، انت توقفني عن خدمتي دعني اقوم بعملي ولا تتدخل ارجوك.

صقر بغضب أشد: اخبرتك بأنك لن تفحصها و لن تضع إصبعا واحدا عليها إذهب من هنا و دع أي طبيبة تأتي لهنا.

وضع آدم يده على كتف صقر متحدثا:

آدم: صقر افهم انها مجرد طفلة لن يحدث شيء إذا فحثها طبيب.

إلتفت صقر نحو والده و قال بنبرة قوية مع عيناه العسلية التي بدات تصبح حمراء:

صقر: أخبرته و سوف أخبرك انت ايضا ان لم تكن طبيبة إمرأة لن يتم فحصها ابدا هل فهمتني يا أبي؟!.

حسنا لقد أصدر القرار ولا رجعة فيه تنهد آدم بقلة حيلة لانه يعلم إبنه تمام العلم بأنه لن يتراجع عن قراره هذا ابدا، اشار آدم للطبيب بأن يخرج ليتفهم الطبيب الامر و يومئ له خارجا يبحث عن أي طبيبة من أجل فحص شمس ليردف آدم قبل ان يخرج:

آدم: كما تريد سوف تأتي طبيبة لهنا فقط إهدى.

اومئ له صقر ليخرج آدم و يتركه مع شمس و ما أن خرج من الغرفة رأى طبيبة تتجه إلى ذات الغرفة ليطمأن، دلفت الطبيبة سريعا نحو شمس و تسألت بينما تفحصها:

الطبيبة: منذ متى و هي فاقدة الوعي؟!.

أجاب صقر و نبرة الحيرة تملئه ممزوجة بالقلق:

صقر: لا أدري لكم من الوقت بالتحديد، لأنه كانت مع رجل كبير في السن و تعرضا لحادث سيارة بسيط وجدتها انا و والدي فاقدة للوعي و منذ ذلك الحين و هي لم تحرك ساكنة.

الطبيبة تومئ: حسناً.

بدأت بتفحص نبضات قلبها قلبها لتجدها متسارعة قليلا و سرعة تنفسها طبيعية، بدأت بأبعاد ملابسها لترى إن كانت قد تعرضت لاصابات أو رضوض داخلية لكن كل شيء على ما يرام، رفعت رأسها متنهدة بأرتياح شارحة للواقف امامها بتوتر ملحوظ مديرا ظهره لها عندما كانت تبعد ثياب شمس:

الطبيبة: لا تقلق، هي الان بخير مجرد صدمة عصبية طفيفة من الحادث غير هذا هي لم تصب بأي خدوش أو رضوض في جميع انحاء جسدها.

أمسك صقر يد شمس متنهدا بأرتياح شديد لم يعلم سببه، هل هو بسبب صغر سنها؟! أم بسبب بشاعة الحادث الذي تعرضت له رغم إنه بسيط؟!، طان مشوشا لدرجة الجنون لكنه خرج من تشوشه هذا عندما سألته الطبيبة بنظرات شكاكة:

الطبيبة: هل انت على صلة قرابة بها ايها الشاب؟!.

رمش عدة مرات بينما يحدق في عيناها بحيرة جعل من شكله ظريفا لكنه ادار رأسها نحو شمس و اعاد انظاره إلى الطبيبة التي تنظر نحوه بشك لكنه تذكر فجأة حديث عندما عرف هوية الرجل العجوز و الذي كان إسمه عزت- بالنسبة له – ليقول عاقدا حاجبيه:

صقر: نعم أنا على صلة قرابة بها لأن والدي يعرف العم عزت الرجل الذي كان بصحبتها كما أنها حفيدته أيضا و قد رأيتها عدة مرات سابقا.

جعل نبرته واثقة و صادقة بشكل مزييف لدرجة أن الطبيبة صدقته فورا لتخرج بعد أن تمنت الشفاء العاجل لها بينما هو تحولت نظرته من الواثق إلى المذهول بشكل كبيييير، صفع جبينه بقوة لدرجة أنه تآوه بخفة من قوتها نعم يا سادة كانت هذه أول مرة يكذب بها صقر في حياته كلها منذ ولادته ليردد بخفوت من فعلته:

صقر: يا الله سبحانك أني كنت مم الظالمين، ماذا فعلت؟!، استغفر الله لقد كذبت و بسبب من؟! بسبب هذه الطفلة الغبية!!.

أنتصب واقفا و يشير نحو شمس ببلاهة مفرطة و ينظر لسقف الغرفة لتستفيق شمس على جملته الأخيرة التي جعلتها تنتفض بأستقامة مع حالة الغضب التي تأتيها و تصرخ به بقوة جعلته ينظر نحوها بفزع:

شمس: من هي الغبية أيها الطفل الغبي الكبير؟!.

كان ما يزال يشير إليها ليسألها بحيرة:

صقر: متى أستيقظتي أيتها الشقية؟!.

شمس بغضب: ألان عندما قلت ” بسبب هذه الطفلة الغبية” أيها الطفل الغبي الكبير.

غيرت صوتها بطريقة ظريفة جعلته ينصت لها لثواني ثم أنفجر ضاحكاً لترن في أذناها ليدق قلبها اسرع من ذي قبل و تحمر خجلا، جلس على السرير و أجلسها جيدا معه ممسكا إياها من أكتافها لتشيح بوجهها بعيدا عنه عاقدة ذراعيها اسفل صدرها و هو توقف عن الضحك، في هذه اللحظة عادت بها الذاكرة لوقت الحادث لينقشع الخجل عن وجهها بعيدا ثم همست بخفوت صادم:

شمس: جدي!!.

لم يسمعها صقر جيدا ليقول لها:

صقر: ماذا قلتي؟!.

لفتت رأسها نحوه بسرعة جنونية لدرجة أن شعرها الاشقر الذهبي صفع وجهه بخفة لتقول شمس بنبرة خائفة مرعوبة و الدموع اصبحت على حافة عيناها الكمونية ليلاحظ لون عيناها العجيب:

شمس: جدي….. جدي أين جدي هل هو بخير؟! كيف حاله؟!.

صقر: هو بخير والدي معه الان لا تقلقي.

غطت وجهها الصغير بكفيها الاصغر حجما و بدأت تشهق بعنف مرددة بصوت مخنوق:

شمس: كل هذا بسببي لو لم أتحرك من مكاني لم يكن ليحدث هذا، كل هذا بسببي.

لامت نفسها على ما حدث  معهما و بدأت بالبكاء اقوى و هي بين قبضتيه بالفعل، مسح فوق رأسها برفق و قال بصوت هادئ:

صقر: إهدئي قليلا و أخبريني ما حدث بالتفصيل، لكن كفي عن البكاء و النواح هكذا.

كانت مطيعة لحد غريب لكن ما جعلها تمتثل لرغبته هو نبرته الهادئة و أستشعارها لصدق رغبته في معرفة ما حصل، مسحت وجهها بقوة و أخذت نفسا عميقا لكي تحاول ان تهدأ من نفسها الباكية و بدأت بالتحدث بصوت مرتجف و ينصت هو لها جيدا:

شمس: لقد كنا عائدين من مدينة الملاهي التي هي خارج المدينة، و كنت اتحدث مع جدي عن أن اليوم كان الذي قضيناه معا كان ممتعاً و أيضاً أنا نسيت أن أعطيه راتبه اليومي، لهذا كنت قدر اصريت على أن اعطيه راتبه اليومي و هو يقود رغم أصراره لمنعي لكنني لم أستمع لحديثه، نزعت حزام الامان عني و كنت قد اقتربت منه لكي اعطيه راتبه و كان يصرخ علي طالبا مني عدم القيام بذلك لكن فجأة ظهرت سيارة مسرعة جدا تشتت جدي و انا بدأت بالصراخ ليأخذني في حضنه و من ثم لم أعلم ما حصل.

وضعت راسها بين يديها بيأس و ندم و الدموع اخذت مجراها مجددا على وجنتيها المحمرين، هو كان قد فهم و استطاع ان يستوعب سبب الحادث لكن ما حيره اكثر هو امر الراتب اليومي هذا ليسألها بفضول:

صقر: حسنا أهدئي انا فهمت ما حدث لكن ما هو الراتب اليومي هذا الذي كان جزءا من الحادث؟!.

مسحت شمس دموعها مجددا ثم رفعت رأسها و نظرت في عيناه و كان يبادلها هو الاخر النظرات بصمت، جثت على ركبتيها أمامه و وضعت كلا كفيها على أكتافه بينما هو يشاهدها بصمت قربت وجهها من وجهه ليرمشا معا في ذات اللحظة ثم أقتربت من جبينه و طبعت قبلة حانية عليها، أغلق عيناه كما هو حالها ثم ابتعدت نزولا نحو وجنته اليمنى لتراه مغمضا عيناه بعد ان فتحت خاصتيها، زادت نبضات قلبه التي اصبحت عنيفة و أضطرب تنفسه بقوة ليحيط خصرها الصغير بكفيه لتزيد من هيجان حالته هذه عندما طبعت قبلة على وجنته اليمنى ثم انتقلت إلى وجنته اليسرى و ابتعدت عنه بينما هو مغلقا عيناه، همست بخفوت استطاع سماعها:

شمس: هذا هو راتبه اليومي ل جدي.

خطفها بسرعة في احضانه و بادلته سريعا منفجرة بالبكاء مرة أخرى، ربت عليها و زاد من قوة احتضانه محاولا أن يهدأها اكثر من ذي قبل لكنه همس بيأس:

صقر: يال حظ جدك بكِ.

لم تستطع سماعه ليكمل هو محاولة تهدأتها لتخطر في باله فكرة جهنمية جعلته يبتسم بخبث شديد، اشد من خبث الشيطان بمراحل معدودة:

صقر: هل تريدين رؤية جدك؟!.

همس في أذنها لتتوقف عن البكاء و ترفع رأسها ليصتطدم أنفها بأنفه بخفة، ابعدت نفسها عنه بسرعة و أومئت له بطفولية لتزداد إبتسامته الخبيثة خبثا و قال:

صقر: أعطني راتبا اليوم و سوف أجعلك ترين جدك الان.

نظرت شمس نحوه بصدمة و قالت مبررة هازة رأسها:

شمس: لكن الراتب اليومي مخصصا لجدي فقط و ليس احدا اخر.

أشاح صقر وجهه عنها و قال ببرود مصطنع:

صقر: حسناً إذن لن تري جدك.

صاحت بعجلة و خوف:

شمس: لااا، سوف افعل أي شيء من أجل أن أرى جدي.

نظر نحوها بأبتسامة و قال:

صقر: اعطني الراتب اليومي و سوف اخذك في الحال.

هزت رأسها سريعا بطفولية:

شمس مرددة: حسناً حسناً كما تريد لكن لا تخبر أحداً بأنني قد أعطيتك الراتب اليومي، وعد؟!.

مددت أصبعا الخنصر الصغير بعد أن انتهت من حديثها ليلف خاصته هو خاصتها و يردد:

صقر بأبتسامة: وعد و ليس اي وعد انه وعد شرف، لكن هيا بسرعة كل ما كنتِ اسرع بفعلها كلما رايتِ جدك اسرع.

شمس بطاعة: حسناً.

اقتربت منه ليحيط خصرها مرة أخرى لكن هذه المرة كنوع من التملك، وضعت كفيها على اكتافه و طبعت قبلة على جبينه هذه المرة أستنشقت عبير شعره الآخاذ الذي كان منعشا لرئتيها بشكل كبيير، نزلت نحو وجنته اليمنى و طبعة قبلة و على الجهة اليسرى كذلك، لم يتحدث او تتحدث هي حملها سريعا بين ذراعيها لتتشبث بتشيرته الاسود بقوة شاهقة لأنه فعل ذلك على حين غرة، بينما الابتسامة تشق وجهه الوسيم كانت هي تخبئ رأسها في جوف عنقه و منفجرة من الخجل بسبب فعلتها، و كان هذا أول إنتصار يحصل عليه بمفرده من دون مساعدة والده – بل كأنه كنزا – لانه دائما كان يحتاج دفعة من الثقة الصادرة من والده لكنه هذه المرة انجزه بمفرده و كان فخورا بنفسه.

خرج من غرفة الطوارئ و الابتسامة ما زالت على وجهه ليتجه نحو والده الذي رأاه حالما أدار رأسه للجهة اليسرى حيث تدفن شمس رأسها في عنقه، لاحظه آدم ليستعجب من مظهر صقر المبتسم على غير العادة و كان سعيدا غير ايضا انه لاحظ وجود شمس التي تحاول جاهدة تخبأة وجهها الخجول، تسأل آدم حالما وصل صقر بجانبه:

آدم: صقر ماذا هناك؟!، و لما الفتاة الصغيرة معك بينما يجب عليها أن ترتاح؟! و غير هذا لما أنت تبتسم بتلك الشدة؟!.

رفع صقر سبابته اليمنى نحو شفاهه و استأنف الحديث شارحاً:

صقر: لقد أستيقظت منذ فترة و كانت دائما تسأل عن جدها و هي تبكي، هدأتها أولا ثم جأت بها إلى هنا لكي تراه، هل من أخبار؟!.

تجاهل آدم حركة صقر له لكي يصمت، و إجاب:

آدم: هو بخير تماما فقط جرح سطحي في جبينه و قد كنت سوف أدخل إلى الغرفة بعد قليل لانهم أخبروني بأنه استيقظ، لكن يبدو بأنه يجب علي أن أدخلكم معي الان.

صقر: نعم، يجب عليك ذلك.

سمح لهم الطبيب بالدخول إلى غرفة عزت لتنزل شمس من بين أذرع صقر راكضة نحو عزت الذي فتح احضانه لها سريعا، تعرف صقر على عزت عندما شرح له والده بانه هو الذي كان يملك مبنى الشركة الحالي و ايضا كان له معرفة سابقة به من خلال العمل و التجارة، و منذ ذلك الوقت و كان آدم و عزت أصبحا على صلة وثيقة ببعضهما البعض.

كانت هذه هي أول مقابلة بين شمس و صقر، كان هذا إول إنتصار لـ صقر ثم من بعدها أتت إنتصراته الساحقة إنتصاراً تلو الاخر، كانت هذه لحظة و موقف مصيري بينهما، كانت هذه بداية كلا منهما من أجل الأخر، كانت هذه مشيئة الله و مشيئة القدر لكليهما.

°•

End Flash Back•°

ما أن انتهت من سرد السر ل آدم كان قد غط عليه النعاس لتمسكه من يده و تنيمه على السرير ثم دثرته بملائة خفيفة و قبلت جبينه بحنان، خرجت من الغرفة مغلقة الانوار و الباب خلفها ثم إتجهت تشعر بالنعاس هي الأخرى، مددت ذراعيها في الهواء و تثائبت بكسل شديد لتفتح باب الجناح لتجده مظلما، دققت النظر اكثر لتجده مستلقيا على الجانب الخاص به من السرير و ساعده الايمن أسفل رأسه.

إتجهت نحوه على أطراف أنامل قدميها و عضت على شفتيها بحماس شديد، جلست بجانبه جاثية على ركبتيها فوق السرير بهدوء، دققت النظر في ملامحه الهادئة، شعره الاسود، بشرته السمراء الشرقية، ذقنه و وجنتيه الملتحيان بخفة، أنفه البارز، أهدابه الطويلة الخفيفة، و شفتاه!!، أشاحت وجهها بخجل شديد لكنها اصرت على فعلها، اقتربت من وجهه ثم اغمضت عيناها ملثمة جبينه بقبلة حنونة مستنشقة ايضا عبير شعره الآخاذ الذي أنعش رئتيها بشكل أقوى هذه المرة، نزلت لأسفل حيث وجنته اليمنى و قبلتها لبضعة ثواني ثم إلى اليسرى و طبعة قبلة أيضا لبضعة ثواني.

لم تشعر بذلك الذي يكاد يجن من فعلتها، نبضات قلبه عنيفة جدا، تنفسه اضطرب بشدة و عضلاته إنقبضت أيضا، لم يستطع تحمل لمساتها الرقيقة تلك و قبلاتها الحنونة التي قذفته في مجموعة من الأمواج العاتية التي لا يستطيع الصمود أمامها، مع لمساتها تلك استرجع تلك الذكرى على الفور، ما أن فصلت شفتيها عن وجنته اليسرى تحرك سريعا منقضا على خصرها النحيل و أعتلاها لتشهق برعب بينما تشعر بأنفاسه الساخنة على معالم وجهها.

إقترب من وجهها و أغمض عيناه لتغمض هي عيناها تلقائيا و استندت بجبينه على خاصته لدرجة انه جعل أنفه يلامس انفها أيضاً، أختلطت أنفاسها الساخنة و اصبحت حالتها ك حالته تماما عندها همس بنبرة حماسية يعيدة خافتة استشعرتها:

صقر: إذا كان أنتِ أيتها الفتاة….. الطفلة الغبية.

شعرت بالسعادة تغمرها عندما تذكرها لتهمس بأبتسامة:

شمس: نعم انها انا أيها الطفل…. الغبي الكبير.

قرص خصرها لتتآوه أسفله ليوضح:

صقر: خطأ، ليس مسموحا لكِ بأن تناديني بهذا الأسم من الان و صاعدا يا فتاة، هل فهمتي؟!.

لم يعجبها هذا القرار، بأنه يناديها بذلك اللقب و هي لا، لم ترد عليه و بقيت صامتة ليقرصها بشكلا أقوى هذه المرة و ردد:

صقر: هل فهمتي؟!.

عضت على شفتها السفلية بقوة و رددت على مضض بخفوت وصلت إلى مسامعه:

شمس: لقد فهمت.

صقر: أحسنتِ.

أنهى كلمته بقبلة على شفتيها أذهبت بأنفاسها ادراج الرياح، لم تستطع مبادلته لانها تفاجأت من هذا قبضت كفها اليسرى على كتفه الأيمن و كفها اليمنى على خصره من الجهة اليسرى و كانت قد لمست جزءا من عضلاته المشدودة، أبعد شفتيه عن خاصتها و لثم وجنتها اليمنى بقبلة عميقة، كانت ما زالت مغمضة العينان ليستلقي بجانبها و يحتجزها في أحضانه بقوة جعلتها تشعر بقليل من الالم فقط لكن عوضا عن هذا رفعت رأسها و دفنتها في جوف عنقه بخجل شديد منه مع إضطراب أنفاسها الساخنة، همس بصوته الرجولي الذي جعلها تشعر بالقشعريرة تسير من عامودها الفقري إلى أخره بينما يميل براسه على خاصتها:

صقر: من الليلة و صاعدا لدي راتبا يومياً.

شمس بنعاس: حاضر.

قبل وجنتها اليسرى و همس:

صقر: نامي الأن و أنتي في أمان معي، لن يجرؤ أي أحد على أن يأخذك مني حتى المخنث إبن عمك ذاك.

شدت على قبضتها التي على خصره بقدر استطاعتها ليحتضنها هو الاخر بشكلا أقوى، ثواني معدودة و غرقا معا في بحر النوم بشكل هانئ و مريح منذ مدة طويلة لكليهما و مدة طويلة جدا جدا بالنسبة له هو.


•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•



Semo





S.m

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق