رواية الحب كما ينبغي – الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل الثالث والثلاثون:
-ميــــن ده!!!!!!!
طرح كل من آسر وأحمد سؤالهم وهما يرون ذلك الرجل الغريب والمريب في ذات الوقت يسارع باحتضان جابـر.
التفت إليهم الرجل عقب إنتهائه من احتضان صديق عُمره، يجيب على سؤالهم معرف لنفسه:
-محسوبكم المعلم زهران، جزار قد الدنيا، وصاحب عُمر جبورة، مش كدة يا جبورة؟
ابتسم جابـر له وهو يؤكد على كلماته:
-صح يا زهورة يا صديق عُمري.
تدخل صابـر بتلك اللحظة لا يبالي بأمر الضيوف بل كان يشغله أمر ذلك الصديق والذي ظهر من العدم، متحدث بطريقة شبة ساخرة وجامدة:
-أيوة وصديق عُمرك ده ظهر فجأة كدة!!! أنتوا أصحاب من أمتى ممكن أعرف؟
هنا ومال “زهران” على أذن جابر يهمس له وعيناه تترصد ذلك الشاب:
-مين الواد اللي نازل فينا تحقيق ده؟ واحد من عيالك ولا من عيال أخواتك.
وبذات الهمس أخبره جابـر:
-لا ده ابني صابـر اللي حكتلك عنه.
هنا وارتفع حاجبي زهران وقال مبتسمًا مصوبًا حديثه لصابـر:
-أنت بقى قالب التلج ابن جبورة صاحب عُمري، اتاريني شبهت عليك، سبحان الله متختلفش حاجة عن ابني نضال فيكم شيء من بعض.
هنا وبعد انتهائه من الحديث انتبه لهذا الكم من الأشخاص أمامه…
وخاصة النساء والفتيات……
اتسعت بسمته وصاح بصوت عالي:
-بسم الله ما شاء الله اللهم صلي على النبي.
مسك به جابر من ذراعيه يهمس له:
-حيلك حيلك يا صديق عُمري.
-وهو أنا قولت حاجة ده أنا ببدي إعجابي بس، صحيح كنت هنسى جبتلك كام كيلو لحمة من محل الجزارة بتاعتي بس إيـه مقولكش يستاهلوا بُقك وبُق العائلة الكريمة… الله ده أنا نسيت كريمة بقولك إيـه يا صاحب عُمري عندكم فحم!
أجاب عليه جابـر:
-كريمة إيـه بس وفحم إيـه أنت عايز تفسدلي أخلاق العيال أكتر ما هي فاسدة.
هنا وصاح يؤكد له تحت نظرات الجميع المتابعة لذلك الحديث والذي رآه البعض شيق والبعض الآخر رآه ممل:
-عيب عليك طب أنا أربعة وعشرين ساعة بشرب في كريمة قدام عيالي وهما ولا الهوا محدش فيهم فسدت أخلاقه والعيال زي الفل، بقولك إيـه مش هتعرفني على العائلة الكريمة ولا إيـه، ولا أنا جيت في وقت غلط أخد كريمة وامشي طيب؟
-لا تمشي إيـه معقول يعني أول مرة تجيلي البيت أمشيك قفاك يقمر عيش أيعقل يعني؟
نفى زهران برأسه ينفي هذا قائلًا:
-لا ميعقلش ومش أصول يا صاحب عُمري وأنا عارفك بتفهم في الأصول، يلا عرفني بس استنى اجيب كريمة عشان تعرفهم علينا سوا.
وبالفعل التقط زهران الأرجيلة والذي أطلق عليها اسم كريمة من شدة هيامه بها، وتقدم هو وجابر من سلطان يعرفه على صديق عُمره:
-أبي أحب أعرفك على صديقي وصديق العُمر المعلم زهران على سنح ورمح.
هنا واعترض زهران متمتم:
-لا سنح ورمح دي بتاعتك، خش على عمو باسم الشهرة يا صاحب عُمري علطول.
ابتسم جابـر له وتفهم مقصده فعاد يصحح:
-صح صح، أبي أحب أعرفك على صديقي وصديق العُمر بأكمله المعلم زهران أبو كريمة، وكريمة هنا مش بني آدمة لا دي اسم الشيشة بتاعته أصله لقاها عشرة عُمر فحب يديها اسم فاحتار بين أصيلة وكريمة أصل محسوبته فيها الصفتين.
وما أن انتهى حتى نظر نحو زهران قائلًا:
-ده والدي يا صديقي الحاج سلطان على سنح ورمح.
رفع زهران يده يرغب في تبادل التحية مع سلطان والذي رحب به بحفاوة متحدث بمرح:
-أهلًا يا معلم زهران نورتنا والله أول مرة أعرف أن جابـر ابني عنده صاحب، بس أوعى تفسد أخلاقه جابـر حتى السيجارة مبيشربهاش.
-أنت هتوصيني ولا إيـه لا متخافش مستحيل افسد أخلاق صاحب عُمري ده أنا أخاف عليه زي عنيا.
تابع جابـر تعريف زهران على زوجته، أشقائه و زوجاتهم والآن حان دور شكري فصاح جابر وهو يشير إليه:
-الأستاذ شكري نسيبنا ودول بناته، إسلام، جهاد، برق، رضا، عصمت، إحسان، روضة، وضياء.
القى زهران عليه التحية ثم مال على جابر يهمس له:
-مش ده الراجل اللي حكيتلي عنه على القهوة وقولتلي مش بيقدر وبيقل من المرأة وبيضرب بناته ومسميهم أسامي صبيان.
أكد له جابـر وهو يهمس له بذات الطريقة:
-هو بعينـه برخامته.
-أنا قولت كدة برضو عيب عليك ده أنا القطها وهي طايرة.
انتهى من الهمس معه وهو يدور برأسه ينظر تجاه الشباب وهو يسأل بصوت عالي:
-قولتلي أنه في واحد من عيال أخواتك نسوانجي قد الدنيا مين فيهم بقى كان اسمه إيـه يا زهران افتكر….. يوه مش فاكر دلوقتي للأسف.
مع قوله الأخيرة أشار تجاه يوسف يسأله:
-أنت النسوانجي.
اتسعت عين يوسف وسارع بالنفي:
-لا لا يا عمو نسوانجي إيـه حضرتك هتلبسني مصيبة ده أنا كلها شهر وأتجوز متبوظليش الجوازة أرجوك لو سمحت.
-حضرتك!!! وأرجوك و ولو سمحت لا أنت كدة محترم أكيد مش أنت..
أبصر سلطان جابـر بتوعد وهو يردف يجذب أنظار الجميع إليه كي ينهي تلك المهزلة سريعًا:
-يلا يا جماعة نتعشا ونأكل لقمة سوا ويبقى بينا عيش وملح يلا يا معلم زهران لازم تأكل معانا.
رحب زهران بتلك الفكرة وتحرك الجميع والتصق هو بصديق عُمره كي يجلس بجاوره.
~~~~♡♡♡♡~~~~
ترأس سلطان الطاولة الكبيرة للغاية كي تتسع لهذا الكم من الأشخاص.
وبجواره على يساره جلست دلال أما على يمينه جلس شكري وبجواره الفتيات..
أما عن جابـر فجلس بجوار زهران وبجوار زهران جلس أحمد وبجواره جلس صابـر وبجواره آسـر.
بينما جلس محمد بجوار إسلام، وكذلك جلس يوسف بجانب برق، أما البقية فجلسوا بالمقاعد الشاغرة.
ابتلع سلطان ما بفمه وكان أول من يفتح الحديث وهو يمد يده ويضع بعض الأصناف أمام شكري.
-اتفضل يا شكري كل ألف هنا، وأنتوا يا بنات متكسفوش، يوسف حط لخطيبتك ورق عنب أكيد مش طيلاه وأنت يا محمد حط لخطيبتك اللي هي عايزاه وأنت يا معلم زهران.
انتبه إليه زهران وقال بأحترام:
-نعم يا عمو.
لم يكبح سلطان ضحكاته وأجابه على الفور:
-كل يا قلب عمو مش بتاكل ليه أنت مش محتاج عزومة ده أنت صاحب عُمر ابني جابر، حطله يا جابر ياكل..
نظر أحمد لصحن زهران الممتلئ على آخره فـ انحتى تجاه صابـر يهمس له:
-طبقه مليان على عينه وجدو يقوله مش بتاكل ليه ده ناقص يجي ياكلني أنا شخصيًا.
سيطر صابر على ضحكاته التي كادت تنفلت من تعليق أخيه لا يدرك شيء عن نظراتها التي لا تتحرك عنه وكلما أخذ صنفًا ما من الطعام تلتقط مثله تمامًا.
وصلت كلمات أحمد إلى زهران مما جعله يحرك رأسه نحوه ويسأله:
-أنت أحمد اللي أضرب بالمطوة صح كدة؟
في تلك اللحظة تحركت عين أحمد لتسقط تلقائيًا على روضة والتي فعلت المثل تمامًا ورفعت بصرها تناظره ولكن ما أن وجدته يبصرها أبعدت عيونها عنه تبصر الصحن أمامها.
تنحنح أحمد ثم أجاب زهران:
-أجل يا معلم أنا هو بشحمه ولحمه وجرحه.
وأثناء الأحاديث الدائرة بين شكري وسلطان والبعض الآخر، لم يكتفي زهران بذلك السؤال فبعد دقيقة عصر بها ذهنه يحاول تذكر اسم الشاب والذي أخبره جابـر بأنه ماجن عاشق للنساء..
تذكر أخيرًا وصاح بطريقة افزعت البعض منهم:
-افتكرت، هو آسـر اللي جابر قالي أنه أبوه طرده من البيت عشان بتاع نسوان، أنا نسيت وحاسس أني بتلخبط مين فيكم آسـر…
أثناء حديثه توقف الطعام بحلق آسـر وبدأ يسعل، مما جعل أحمد يلتقط كوب الماء ويمنحه لصابر وهو يردد:
-اعطيه يشرب الواد هيروح مننا فطيس..
نظر زهران تجاه آسـر الذي يسعل بشدة يسأله بترقب:
-أنت آسـر النسوانجي صح.
وبدون أن يشعر رفع آسر بصره يطالع ضياء فوجدها لا تبالي به أو بما يحدث من الأساس.
ابتلع ريقه و أجاب على زهران الذي يتجاهل إشارات جابر لالتزام الصمت:
-أنا آسـر آه بس مش نسوانجي ولا حاجة أنا برئ من الكلام ده.
-لا يا شيخ بس ده جبورة مأكدلي أنك بتاع نسوان وأبوك طردك، وكمان قالي أن أحمد كان مضروب بمطوة، وصابر قالب تلج وبارد حتى أنا قولتله عندي نسخة منه في البيت، وقالي أن في واحد فيكم طفشان وهج من البلد خالص…..
انقطع عن متابعة حديثه بفضل يد جابر التي وضعت على فمه يمنعه من المتابعة، يهمس له بترجي:
-إيـه يا صديق عُمري اللي بتعمله ده بس أنت جاي تفضحني وتفشي أسراري معاك، يرضيك يقولوا عني فتان أيرضيك!!
هز زهران رأسه ينفي له وسريعًا أزال جابر يده عنه مستمعًا لجوابه:
-لا طبعا ميرضنيش بس أنا كنت عايز أعرف مين آسـر ده عشان أديله شوية نصايح، أقولك على حاجة لما الضيوف يمشوا ليا قاعدة معاه لازم اديله شوية نصايح.
في تلك الأثناء كان يوسف يكبح ويحاول التماسك وعدم التهور فقد راودته فكرة وشعورًا يحاول تجاهله ولكن لم يعد بمقدرته الصمود أكثر.
نظر ليدها اليسرى الموضوعة أمامه على الطاولة والتي كانت لا تأكل بها.
ابتلع ريقه ولم يمنع نفسه من مد يده للمس يدها والإمساك بها.
شعرت بملمس يده الباردة على يدها الدافئة..
منتشلًا إياها على حين غرة يمسك بها بعيدًا عن أنظارهم منتهزًا انشغالهم بمتابعة جابـر و زهران…
ترددت برق وشعرت بجسدها يتجمد لا تستطع سحب يدها أو حتى مبادلته مسكه ليدها..
وثواني وكان وجهها يعبس من فعلته وسحبت يدها وهي تشعر بالخجل والضيق في آن واحد، مبتلعة ريقها وعيونها تدور على الجميع بتوتر وارباك، مما جعله ينتبه ويفيق لنفسه ويشعر بغلطته.
على الطرف الآخر وقبل أن يبدأ زهران بالتحدث بصوت عالي يصل للجميع مال يهمس لجابـر مجددًا:
-بص بقى واتفرج على صاحب عُمرك وهو بيربي اللي ما يتسمى واللي مش بيقدر المرأة ده.
وبقلق سأله جابـر:
-ناوي على إيـه يا صديقي.
-متخافش.
-لا أخاف وأقلق واترعب كمان زهورة عدي الليلة.
-هتعدي اسمع بس وشوف بعينك اللي هعمله فيه.
حمحم زهران ثم تحدث بصوت عالي وهو يسرد تلك القصة الكاذبة والتي لا تمت للواقع بصلة:
-حابب بقى احكيلكم قصة حصلت زمان مع واحد جارنا، كان إيـه بقى يا صاحب عُمري.
-إيـه يا صديق عُمري.
– كل يوم يصبح ويمسي بنته بعلقة لحد ما البت بنته ماتت من الزعل والقهرة وبعد كدة عفريتها بقى يطلعله كل يوم لحد ما اتجنن وعقله فوت.
ابتلع شكري ريقه بينما صاح آسـر يسأله بسخرية:
-لا يا شيخ!!
-آه يا فلتان زمانك مش مصدقني ولا إيـه!
رد عليه أحمد يحاول تهدأته:
-أهدا يا اونكل نحن لا نتشاجر بل نتساير لذلك فليهدأ روعك.
-حاضر يا ابن صاحب عُمري، صحيح نسيت ده في شنط تاني في العربية فيها لحمة برضو بعد الاكل هديك المفتاح يا واد يا صابـر قوم هاتهم منها.
توقف صابـر عن مضغ الطعام وارتفع حاجبيه وهو يميل برأسه للأمام قليلًا ثم نظر صوب زهران:
-حضرتك قولت إيه معلش مسمعتش سمعي تقيل أصله.
ابتلع زهران ريقه من نظراته ثم قال يحاول إصلاح الموقف:
-بقولك في شنط فيها لحمة في العربية ممكن بعد ما تخلص أكل يا صابر يا بني معلش تقوم تجيبهم، أصلي حبيتك والله بتفكرني بابني نضال أنت لازم تتصاحب أنت وهو وتبقوا صحاب عُمر زيي أنا وأبوك كدة.
مال من جديد يهمس لجابـر للمرة الذي لا يتذكر عددها متمتم:
-ابنك كان هيبلعني ببصة يا صاحب عُمري ينفع كدة!!
وهو يردف الكلمات الأخيرة وقع بصره بالصدفة على ضياء.
اتسعت بسمته وتوقف عن الحديث مع جابر وسألها يفتح معها حديث:
-قولتيلي اسمك إيـه يا بنتي؟
لاحظته ضياء فسارعت بإيجابه بعد ابتلاعها ما بفمها:
-اسمي ضياء يا عمو.
-الله.. اسم جميل شبهك يا بنتي، ياريت كان عندي ولد تالت كنت جوزتهولك، بس مع الأسف معنديش، بس في صاحب ابني اسمه دياب ممكن نوفق رأسين في الحلال و…..
ثار آسـر وهب من جلسته قائلًا بغضب وسخط:
-هو في إيـه يا عمو أنت هو حضرتك خاطبة ولا حاجة وأحنا منعرفش.
نفى جابـر سريعًا متمتم:
-لا يا آسـر آسورة ده صديق عُمري وجزار قد الدنيا مش خاطبة ولا حاجة هو بس بيدبس الناس في جوازات، أنت اتعصبت ليه دلوقتي.
لم يجد ما يجيب به..
ما الذي سينطق به!!!
هل يخبرهم بأن النيران نهشت صدره ما أن سمع كلمات زهران.
لم يهتف بحرف زائد وعاد جالسًا..
ابتسم زهران ومال يهمس لجابـر:
-جبورة.
-إيه يا زهورة.
-الواد ده شكله بيحب البت دي عشان كدة اتعصب لما جبت سيرة العريس.
وافقه جابر وقال:
-خدت بالي وشامم ريحة إعجاب وحب بس عملت عبيط و عشان كدة لو خدت بالك زنقته في الزاوية وقولتله اتعصبت ليه قال يعني مفهمتش بس على مين ده أنا بلقطها وهي في الجو ده أنا جابر جبورة على سنح ورمح.
~~~~♡♡♡♡~~~~
بعد الإنتهاء من تناول الطعام، عرض سلطان على شكري أن يسمح للفتيات بالخروج لحديقة المنزل كي يمنح يوسف ومحمد فرصة للحديث بأريحية مع الفتيات…
وعلى مضض وافق شكري بعدما لم يجد ما يمنع هذا مع وجودهم معًا.
وقبل تحرك الفتيات والذي نهض يوسف ومحمد للخروج معهم همس شكري لجهاد بالبقاء سويًا و تحذيرها بألا ينفرد أي شاب منهما بواحدة من بناته..
وافقته جهاد قائلة له تلك الكلمات بصوت خافض:
-حاضر ده كدة كدة كيس جوافة أنا ولا إيـه ولا يكونش رافعة اريل، متخافش الكلام ده مش هيحصل على جثتي.
بعد دقائق جلس محمد وإسلام على مقعدين من المقاعد المتواجدة بالخارج، وبعيدًا عن البقية بعدما تركتهم جهاد وغضت بصرها عنهم.
بدأ محمد الحديث أولًا هاتفًا بقلق:
-سقعانة ولا حاجة؟؟
هزت رأسها تنفي شعورها بالبرد:
-لا الجو إلى حد ما لطيف أوي غير أن لبسي تقيل فالحمدلله مش سقعانة، وأنت سقعان؟
نفى هو الآخر شعوره بالبرد متمتم بنبرة دافئة:
-لا أبـدًا، أنا زي الفل.
بعد منحه رده سكن لوهلة، ثم ثبت بصره عليها وهو يستفسر منها:
-لسة زعلانة مني يا إسلام؟
شردت وأطالت النظر إليه، ثواني فقط وكانت تجيب عليه بصراحة وصدق:
-كنت زعلانة ومضايقة ومتنرفزة ومتعصبة منك كمان أول ما عرفت، وحط تحت كنت دي مليون خط، بعد كدة كل ده اتحول لخوف كنت خايفة تستغنى ومتتمسكش بيا وتستسلم للكلام اللي قولتهولك، من جوايا كان نفسي تفضل ماسك فيا متسبنيش ومتبعنيش ولا تتخلى عني وتفضل شاريني.
مال محمد برأسه للأمام وهو يؤكد لها ويطمأنها:
-وأنا عُمري ما هستغني عنك ولا هبيعك، مقدرش اتخلى عنك، أنتي الحاجة الحلوة في يومي، بصة واحدة من عيونك كفيلة تخليني مبسوط طول العُمر، لو فقدتك أو خسرتك يا إسلام فـ أنا كدة خسرت وفقدت نفسي، ومن تاني حابب اتأسفلك على كل اللي فات..
على الطرف الآخر، كان يسير يوسف بجوار برق الحانقة من فعلته يسيران معًا بهدوء وصمت تام يحل بالأجواء فقط صوت الهواء الذي يتخبط بـ أوراق الشجر من حولهم.
ابتلع ريقه واستجمع قواه يعتذر لها عما فعل بعدما شعر بغضبها منه:
-أنا أسف.
توقفت عن السير واقفة بمواجهته وجهها بوجهه هاتفة بترقب:
-علـى؟؟
استطرد يشرح لها متأملًا أن تفهمه وتتفهم مشاعره والذي لم يستطع التحكم بها ودفعته لتلك الفعلة:
– على أني مسكت أيدك، أنا عارف أنك أضايقتي أنا مش أعمى، وصدقيني معرفش إيه اللي حصلي بس اندفعت زي الحمار المتهور ومسكتها و ضايقتك أنا أسف والله مش همسكها تاني، أنا غبي أنا أسف.
زمت شفتيها ثم سألته بترقب ورغبة في التأكد:
-كلام رجالـة؟
ابتسم لها مؤكدًا بحب:
-لا كلام يوسف، أنا يعني.
بادلته مزاحه وهي تتحرك وتبدأ سير مرة أخرى:
-طيب إذا كان كدة سماح المرة دي بس إياك تتكرر تاني مفهوم.
-مفهوم يا فندم أنتي بس تؤمري وأنا عليا التنفيذ علطول.
تجلس جهاد، روضة، ضياء، إحسان، عصمت، رضا أرضًا.
بعضهم يتأمل السماء والبعض الآخر يتأمل مشهد الأشجار من حوله.
فكانت جهاد من ضمن المتأملين في السماء، مطلقة تنهيدة طويلة وهي تردد بخفوت:
-أمتى بقى الجبل هينطق والتلج يسيح.
دهشت روضة من كلماتها الغير مفهومة، تسألها:
-جبل إيـه اللي ينطق وتلج إيـه اللي يسيح.
-اسكتي أنتي مش هتفهمي، بس هيحصل يومًا ما إن شاء الله…
حصلت روضة على هذا الرد من جهاد وبعدما انتهت، سألت ضياء بقلق مصوبة كلماتها إلى جهاد:
-جهاد هو كدة بابا لو عرف أننا سبنا إسلام وبرق مع محمد ويوسف مش هيتنرفز ويتعصب علينا.
أجابتها جهاد ببساطة:
-هيعرف منين وبعدين ما هما حوالينا أهو ومش بعيد عن عنينيا أحنا بس اديناهم فرصة يتكلموا يعرفوا بعض أكتر، اللي عنده كلمة عايز يقولها يعرف يقولها ويقر بيها.
هنا وتذكرت أمر رضا فسارعت بالتحرك والميل بجسدها والإمساك بـ رضا على حين غرة مسببة فزعها، قائلة بتهديد و وعيد:
-عارفة يا مقصوفة الرقبة أنتي لو نطقتي وقولتي كلمة لأبوكي أنا هعمل فيكي إيـه.
-في إيـه خضتيني حرام عليكي وبعدين عيب تقوليلي كدة أنا مش فتانة عشان اروح افتن، وأوعي بقى أنا مش قاعدة معاكم أنا هدخل أقعد جوه.
-خشي بس على الله يا رضا على الله بُقك ده يتفتح، والله أطلع لأبوكي درجاتك المنيلة وأوريه مستواكي التعليمي البايظ يا أم كحك وملاحق أنتي قومي.
~~~~♡♡♡♡~~~~
داخل المنزل حيث تدور الأحاديث بين سلطان وشكري وباقي ابنائه عدا جابـر والذي كان يتشارك الحديث مع صديق عُمره مثلما أطلق عليه ويدعوه يجلسون بعيدًا كي لا يزعج دخان الأرجيلة أحد.
يحاول أعطائه بعض النصائح كي يكف عن شرب الأرجيلة أو كريمة مثلما يحب يدعوها.
-أنت تعرف أن الشيشة بتأثر على الصحة بشكل عام والرئة بشكل خاص.
سحب زهران نفسًا ثم زفره وهو يردف:
-لا يا شيخ، مكنتش أعرف لا، إيه كمان يا صاحب عُمري.
وقبل أن يجيبه جابـر ويتابع ما لديه من نصائح جاء أحمد وتدخل جالسًا بجوارهم يسأل زهران:
-أونكل هل تسمح لي بسؤال.
-قول يا قلب الأونكل.
-هو حضرتك متجوز؟؟؟ عندي فضول رهيب عايز أعرف عنك أكتر وأكتر بما أنك صديق عُمر أبي.
أجاب جابـر على سؤال ابنه تحت أنظار ومتابعة من آسـر وصابـر:
-ده أتجوز تمانية ده.
اتسعت عين أحمد وصاح بصدمة ليست هينة:
-تمانية!!!! تمانية إيـه هما مش كانوا أربعة.
ضحك زهران وعقب يصحح له:
-هما مش تمانية أوي يعني، قول سبعة، بس فيهم اللي طلقتهم وفيهم اللي ماتوا، بس حاليًا أنا سنجل لحد ما الاقي بنت الحلال.
شعر جابـر بالأسف على زوجاته المتوفيات فصاح يردد:
-رحمة الله عليهم.
ثم تدخل آسـر وسأله بذهول وتعجب:
-أنت لسة مستني بنت الحلال هو أنت فيك نفس ده أنت رجلك والقبر.
اتسعت عين جابـر و زهران من حديث آسـر وتحدث جابـر أولًا ينهره:
-رجله والقبر إيـه بيقولك أتجوز تمانية ده شوية وهيكملهم دستة تعرف أنت تجوز تمانية.
أجاب آسـر ببساطة:
-لا معرفش، بس صاحبت فوق التمانية، يعني أنا عديته.
رد زهران ببساطة:
-محدش يعرف يعديني وبعدين أحنا هنا بنتكلم في جواز مش صحوبية اش جاب لجاب، خلي بالك الحلال أحلى كتير اسمع مني يا واد.
بعد توقف زهران عن الحديث انتبه لنظرات صابـر المرتكزة عليه.
تنحنح ثم هتف بصوت خافض محدثًا جابـر:
-بقولك إيـه يا صاحب عُمري.
-إيه يا صديق عُمري.
-ابنك مش عجبني ما تجرب تجوزه يمكن ربنا يهدي حاله، أنا برضو نضال كان كدة بس ربنا هداه شوية من ساعة ما قرأ فاتحة وخطب البت سلمى.
-ياريته يوافق ابني وحفظه وصمه عِندي ودماغه انشف من الحديد ومش حاطط الجواز في دماغه.
سحب زهران نفسًا من الأرجيلة وهو يقترح عليه:
-خلاص دبسه اللي ميجيش بالكيف يجي بالعافية، دبسه في واحدة بنت حلال.
-زي ما أنت عملت مع ابنك ودبسته في سلمى، طب مين تنفعله هلاقيها فين اللي تستحمله دي..
-يعني هو كل البنات الحلوة اللي موجودين دول مش عجبينك.
شرد جابـر يحاول التفكير، ثم برقت جهاد إلى ذهنه فصاح بلهفة وصوت خافض كي لا يستمع الشباب المنتبهين إلى حديثهم:
-لقيتها هي جهاد مفيش غيرها.
-ملقتش غير جهاد، ده أنا عندي خطيبه سلامة اسمها جهاد برضو دي اللي حكتلك عنها بتحطله الشبكة كل اتنين وخميس في السَبت ويسيبوا بعض وبعدين يرجعوا.
-أيوة أيوة حكتلي بس مش شرط يعني عشان الاتنين اسمهم جهاد يبقى هتحط الشبكة في السَبت لصابر ابني كل اتنين وخميس يمكن تحطها كل تلات وجمعة.
-صح وجهه نظر تحترم بصراحة.
نهض صابـر واقترب بمقعده يسألهم بهدوء وبرود انعكس تأثيره عليهم:
-هو إيـه الحكاية بضبط أنتوا الاتنين عمالين تتوشوشوا من بدري وتقولوا لبعض صاحب عُمري وصديق عُمري، وأنا عارف أنكم ولا صحاب ولا أصدقاء عُمر ولا نيلة وأنكم أكيد لسة متعرفين على بعض، إيه حكايتكم واتعرفتوا على بعض إزاي أحب اسمع.
ترك الاثنان حديثه بأكمله ولم يعلقوا سوى على كلمة “نيلة”…
قائلين بنفس واحد:
-نيلـة!!!
نظر الاثنان لبعض ثم هتف جابـر بصدمة:
-واضح كدة يا صديق عُمري أني معرفتش اربي الواد بيقولي نيلة.
-هو قالك لوحدك يعني ما أنا شريك معاك.
-متغيروش الموضوع واحكي يلا يا بابا اتعرفتوا إزاي وأمتى.
ابتلع جابـر ريقه ثم قال:
-فاكر من كام أسبوع كدة لما أتاخرت برة ورجعت من غير العربية، اليوم اللي عربيتي عطلت فيه و وديتها تتصلح افتكرت؟
-آه ماله اليوم ده.
-هو ده بقى اليوم اللي ابتدت فيه صحوبيتنا أنا و زهورة.
-احكيلهم يا جبورة بالتفاصيل من أول ما التوكتوك اللي أنا كنت راكبه أنا وكريمة والتاكسي اللي أنت كمان ركبه خبطوا في بعض وأنا وأنت نزلنا……..
وبالفعل بدأ جابـر يسرد عليهم كيف تعرف عليه منذ بضعة أسابيع فقط عن طريق الصدفة وما حدث بهذا اللقاء والذي كان كالآتي…………..
-هو يوم باين من أوله من أول ما ركب معايا الراجل اللي بيتكلم ولا كأننا دخلنا على مسلسل يوسف الصديق ده.
نظر جابـر لسائق سيارة الأجرة يحتج على كلماته الذي خصه بها عقب التصادم الذي حدث بسيارته مع سائق عربة التوكتوك قائلًا:
-ما بك يا رجل تكلم بأدب، احترم نفسك واحترم شنبك ده.
تجاهل السائق كلماته ثم بدأ شجاره، يتجه نحو سائق التوكتوك متشاجران معًا، فتركهم زهران الذي هبط هو الآخر رفقة كريمة يتشاجران معقبًا على طريقة تحدث جابـر متمتم:
-مالك يا جدع أنت أنا أخر مرة اتكلمت كدة كان مع حب عُمري في السينما وقتها كان فيلم لـ أميتاب باتشان وعشان نظرها ضعيف ونسيت النضارة كنت قاعد بقرأ ليها الترجمة.
-حقــًا!!!!!!!!! كم أنت رومانسي يا رجل؟!.
-رومانسي؟؟ أنا فعلا رومانسي وقلبي كبير، بس محدش حاسس بيا تعالى لما احكيلك أنا قلبي ارتاحلك من أول ما شوفتك أنا وكريمة.
كاد يتابع لولا مقاطعة جابـر له معقبًا وهو يلتفت حوله ليرى أين الفتاة المدعوة كريمة:
-كريمـة!!!! أين كريمتك فـ أنا لا أرى أي فتيات حولنا.
-لا كدة هزعل وهمشي..تغلط فيا عادي تغلط في ابني سلامة عادي برضو تغلط في ابني نضال عادي….بس مش أوي يعني عشان الواد طالع حمقي شوية مش خلقه واسع زيي… لكن تغلط في كريمة ازعل وازعلك، كريمة دي بألف راجل وألف ست.
أشار بأريجلته أثناء حديثه فتفهم جابـر وصاح بفهم:
-لا تمشي إيـه ده أنا حبيتك وحبيت كريمتك، وبعدين هو أنت متعرفش أضرار كريمة تعالى أما احكيلك عنها.
احتج زهران على كلماته متمتمًا:
-لا كدة ازعل للمرة التانية دي كلها مميزات مفيهاش أضرار، أنا يا جدع أنت كل ما ارتحلك تصمم أنك تضايقني.
-يا جدع ربنا ما يجيب مضايقة تعالي لما نشوفلنا قهوة نقعد فيها افضفضلك أصل أنا كمان ارتحتلك أوي وقلبي انفتحلك، إلا أبو كريمة اسمه إيـه؟!.
-محسوبك المعلم زهران.
-ده يا ألف ويلكم يا معلم زهران أنا بقى محسوبك جابـر سلطان على سنح ورمح.
وبالفعل بعد تعارفهم، غادر الاثنان معًا تاركين خلفهم سائق عربة التوكتوك وسائق سيارة الأجرة لا يزالون يتشاجرون معًا، باحثين عن قهوة مـا…….
بعد مرور بعض الوقت.
جلسا الاثنان على إحدى المقاهي.
جاء صبي القهوة، وسألهم على الفور وبنبرة مرحبة:
-تشربوا إيـه يا بهوات؟!.
رد زهران أولًا وهو يمد له يده بالأرجيلة:
-اغسلي كريمة واعملي حجر حلو كدة أنا بشرب المعسل قص مليش في الفواكة، وعاملها كويس، أي خدش أو ضرر يحصل لكريمة مش هيكفيني القهوة كلها و……
قاطعه صبي القهوة وهو يتساءل بدهشة:
-كريمة مين يا حاج؟؟؟؟
سبق جابـر زهران في الرد على الصبي يخبره بانفعال:
-ماذا دهاك يا رجل؟!، فـ كريمته هي شيشته واضحة وضوح الشمس لا تزعجه أرجوك فخلقه في مناخيره.
أشار زهران نحو جابـر مصوبًا حديثه للصبي:
-شايف، شايف الناس اللي بتفهم صحيح أختار الجار قبل الدار.
ضيق جابـر عيناه وهو يردد كلمات زهران الأخيرة بدهشة:
-جـار!! بس أنا مش جارك.
عقب زهران على الفور ينفي:
-إزاي يا جدع مش جاري إزاي؟!! ما أنت قاعد جمبي أهو تبقي جاري ولا مش جاري؟!
-لا جارك بالفعل، تصدق اقنعتني أنا كـ جابر اقتنعت بقولك إيـه سلم عليا وخد بوسة على دماغك النضيفة دي تسلم دماغك يا سيد المعلمين.
كان الصبي يقف أمامهم يراقبهم بأعين مدهوشة يكاد يجزم تناولهم شيء ما أو هروبهم من مستشفى الأمراض العقلية.
-ها يا بهوات هتاخدوا إيـه برضو مقولتوش؟.
-آه ده باينه غبي بقى وهيتعبنا معاه.
نطق الاثنان بتلك الكلمات بنفس واحد مما جعلهم ينظران لبعضهما البعض بدهشة، فهتف زهران أولًا:
-سبحان الله أنا أول ما شوفتك حسيت أنك صاحب عُمري اللي بدور عليه طول عُمري، أصل أنا في حاجتين بدور عليهم طول عُمري صاحب العُمر وحب العُمر.
رد جابـر بأعين متسعة بصدمة:
-طول عُمرك وصاحب عُمرك وحب عُمرك كل ده عُمر، أنت مثير للريبة يا رجل، فـ لتحكي لي قصتك هيا كلي آذان صاغية إليك، اشجيني ولا أقولك استنى نمشي الواد ده، خد يا بني كريمته واعمل زي ما قالك وهاتلي عصير.
سأله الصبي بنفاذ صبر:
-عصير إيه؟!.
رد جابـر بعد تفكير لم يدوم طويلًا:
-عندكم قصب؟؟ أصل نفسي في قصب أوي.
علق زهران على طلبه:
-قصب إيه ده يا صاحب عُمري اللي تلاقيه هنا في القهوة؟!.
عاد جابـر يبصر الصبي يخبره:
-طب خلاص هاتلي عصير مانجا، يلا روح ومتعوقش.
بعد ذهاب الصبي صاح زهران يخبره:
-بعد ما ناخد قعدتنا إن شاء الله هوديك تشرب قصب عند حد بحبه ولا تزعل نفسك يا صاحب عُمري.
ابتسم له جابـر ثم سأله:
-قولي بقى يا صديق عُمري أنت إيـه حكايتك بقى وإيـه قصتك احكيلي وفضفضلي متخليش حاجة في قلبك.
بدأ زهران بسرد حكايته عليه قائلًا:
-مفيش كل الحكاية بدأت لما حبيت إني أتجوز وروحت عشان اطلب إيدها لقيتها متجوزة.
زاد فضول جابـر تجاه قصته ورد بذهول وصدمة من زواج المرأة قائلًا:
-يا للهول، يا للعجب، أحزنتني حقًا وتأثرت كثيرًا، كمل كمل وبعدين.
رد زهران يخبره:
-وطبعا محبتش شكلي يبقى وحش قدامهم، و روحت قايلهم أنا جاي اجوز ابني الكبير نضال لبنتكم سلمى.
-هو أنت متجوز يعني ولا أرمل ولا مطلق ولا كلهم ولا إيـه بالضبط؟! متكروتنيش احكي من الأول و واحدة واحدة وبراحة براحة وبشويش بشويش عشان افهمك وابقى معاك على الخط.
-أنا خدت كل الألقاب، محسوبك أرمل ومحسوبك مطلق واللي تحبه كمان بس أنا دلوقتي سنجل.
-أخبرني يا زهران كم عدد زيجاتك حتى تلك اللحظة والساعة والدقيقة والثانية؟!.
-تمانية…لا سبعة معلش أصلي بتلخبط، واللي أنا كنت رايح اتقدملها كانت هتبقى التامنة.
-تمانية مرة واحدة!!!!!!!!!!!!!!!!! ده أنت جبل لا جبل إيـه ده أنت أسـد، والأسـد اتحسد عشان كدة خابت معاك المرة دي أنت أكيد اتحسدت.
-هو نضال ابني مفيش غيره..
-أنا كمان على فكرة أخويا اسمه نضال بس مقولكش يطيق العمي ولا يطيقني معرفش ليه، بالك زمان أيام ما كنت شقي أصل محسوبك شقي قديم وكنت حليوة، اللي أنت شايفه دلوقتي ده أثر الزمن فيا، زمان بقى كنت إيـه، المهم كنت بخاف على نفسي من الحسد وبما أن أخويا نضال أقل وسامة مني فكنت ببعت للبنات اللي أنا بكلمهم صوره عشان بس متحسدش واخد عين.
-لا يا شيخ بس أنت لسة حلو زي ما أنت وشباب ده أنا ممكن أشوفلك عروسة تجددلك شبابك.
رفض جابـر رفض قاطع يخبره بانفعال بسيط:
-لا، لا عـذرًا فـ أنا متزوج ولدي ابناء ومخلص لزوجتي وأولادي ولا أفكر بتجديد شبابي، ده أنا حفيت زمان عشان أبوها الكلب يوافق عليا…استغفر الله العظيم خلتني شتمت حمايا الراجل المحترم.
-كلهم بيقولوا كدة في الأول، إلا صحيح عندك كام عيل؟!.
-تلاتة في عين العدو اتنين توأم أحمد وصابر، أحمد الكبير أكبر من صابر بخمس دقايق بحالهم وزهر أخر العنقود بسكوته النواعم بتاعتي متجوزة واد ابن كلب ميفرقش حاجة عن حمايا كلهم ولاد كلب….استغفر الله العظيم يارب، أنا مش فاهم إيه القعدة اللي كلها ذنوب دي.
-بنت يـــاه ده أنا طول عُمري كان نفسي يبقى عندي بنت، أنا بقى عندي ولدين الكبير نضال والصغير سلامة، بص قعدت تدخلني في حوارات ونسيت أنا كنت بقول إيه الأول.
جاء صبي القهوة ووضع الأرجيلة أمام زهران ومشروب المانجو أمام جابـر ثم رحل.
بعد رحيله هتف جابـر يذكره:
-كنت بتكلم على ابنك وأنك دبسته في الجوازة لما لقيت الست متجوزة وبعدين كمل كلي آذان صاغية إليك والله، كمل كمل وبعدين ماذا حدث؟
-أصلا الست اللي أنا عايز اتجوزها هي أم خطيبة ابني سلامة الصغير ودول بقى علاقة مش مفهمومة بقى يا صاحبي، بتديله الشبكة كل اتنين وخميس في السَبت، هما مجانين زي بعض، وابني الكبير مصاحب واد كدة صايع بيشرب سجاير اسمه دياب…
أخذ نفس من الأرجيلة ثم نفخه وتابع على الفور:
-وأنا بقى بصراحة خايف يفسد أخلاق ابني.
-معاك حق لازم تخاف منه، إزاي يعني بيشرب سجاير إيـه قلة الادب والرباية دي مبيشربش شيشة زيك ليه يا صديق عُمري؟!.
هنا ومد زهران بخرطوم الأرجيلة تجاه جابـر يعزم عليه:
-تاخد نفس؟؟؟!.
رفض جابر وهو يهز رأسه:
-لا شكرًا لك، خد أنت النفس عني، أنت مدام شربت أكن أنا شربت يا صديقي.
أخذ زهران نفسًا بالفعل ثم أضاف:
-المهم بقى نضال وسلمى هيجيبوا الشبكة خلاص ونضال همد شوية والموضوع هيتحل، أنت بقى إيه مشكلتك وشك مهموم احكيلي أنتَ كمان وفضفض…
أخذ جابـر نفسًا عميقًا ثم بدأ يسرد عليه:
-ابني الكبير أحمد اضرب بمطوة، وابني التاني قالب تلج الواد تقيل تقل ده عاملي أنا شخصيًا رعب، آه ربنا هاديه الفترة دي بس قلقان عليه.
هتف زهران بجدية:
-كأنك بتتكلم عن نضال ابني والله كمل يا جابـر ياخويا كمل.
أسترسل جابـر حديثه الذي كان يتفوه به قبل أن يقاطعه زهران:
-وفريد ابن أخويا سافر وهج وطفش من البلد وآسـر ابن أخويا برضك كان سايب البيت بعد ما عابد أخويا طرده أصله بتاع نسوان بس خلاص رجع الحمدلله، يوسف ومحمد بقى ولاد أخواتي برضو بيحبوا بنات راجل أنا وآسـر وصابـر ابني ضربنا ابوهم، راجل قليل الأدب ومهزق.
علق زهران بأعين متسعة:
-ليه بس عملك إيه قولي وأنا اروح اتصرف معاه.
-عنده تمن (ثمانية) بنات بيمد ايده عليهم وبيضربهم ومسميهم باسامي ذكور يا زهران يا صديقي…
هب زهران من جلسته واقفًا يردد بعنفوان وغضب:
-لا لحد ضرب المرأة وهنا نقف أنا بقدر المرأة جدًا وكله إلا المرأة..
هب جابـر هو الآخر يؤكد على كلماته:
-والله وأنا كمان، وده اللي أنا قولته للراجل المهزق ولأبويا الحاج سلطان على سنح و رمح، أنا كمان بقدر المرأة جدًا ولا أقبل الإهانة عليها.
بعد مرور الكثير من الوقت والأحاديث المتبادلة بين الاثنان، نادي زهران على صبي القهوة فسارع بالقدوم نحوهم…
سأله جابر وعيناه تدور من حوله:
-أخبرني من فضلك، ألا يوجد مطاعم قريبة من هنا، فأنا أشعر بالجوع الشديد.
-في عربية كبدة قريبة من هنا.
رفض زهران ذلك الاقتراح يخبر جابـر:
-لا لا أنا مباكلش كبدة عربيات بتبقى مستوردة لازم أكلها صابحة من الجزارة بتاعتي.
-هل لديك محل جزارة يا صديق عُمري؟
قال زهران وهو يقلد طريقة حديثه:
-أجل يا صاحب عُمري لدي محل جزارة.
هنا وتدخل الصبي الذي لايزال واقفا يسألهم بانفعال وعصبية طفيفة:
-هتطلبوا حاجة تاني يا بهوات ولا هتحاسبوا ولا إيه؟!
رد زهران وهو يترك خرطوم الأرجيلة:
-في إيه ياض هو أحنا قاعدين فوق رأسك ما تيجي تدينا قلمين أحسن.
أيد جابر حديثه قائلًا:
-ما تيجي تلطشنا قلمين أحسن صحيح مينفعش كدة تمشي حاف من غير الأقلام، لا ده أنا عندي أسود مش عيال ممكن اجيبهم يمسكوك يدبوك العلقة التمام واللي هي.
-وأنا ممكن اجيب نضال ابني يبلعه وصاحبه دياب الصايع بيضرب حلو أوي عجن جوز اخته وكسره، بس مش هجيب سلامة.
رد الصبي عليهم بنفاذ صبر:
-اللهم طولك يا روح، أنا قولت أنكم شكلكوا شاربين حاجة من أول ما شوفتكوا وجايين تطلعوا اللي شاربينه عليا واحد يا عيني مسمي الشيشة كريمة والتاني بيعيش طفولة متأخرة والله عيب على سنكم.
اتسعت عين الاثنان وصاح جابـر أولًا بذهول:
-سننــا!!!!!!!!!!! لا ده أنا شكلي هرجع للشقاوة من تاني شكلك متعرفش أن اللي بيلعب مع الديب لازم يستحمل التعذيب.
بينما صاح زهران بتهليل وهو يمسكه من ياقة قميصه:
-ده أنت يومك مش فايت أنت شايفني إيه جايلك مركب طقم سنان ولا ماشي على عكاز ده أنا شباب أكتر منك..
هلل جابـر هو الآخر يخبر الصبي ويضع يده على كتف زهران مساندًا له:
-آه ابننا شباب يا اخويا ده متجوز تمانية ده، تقدر أنت تتجوز تمانية.
رد الصبي وهو يضحك عليهما:
-ولا عارف أتجوز واحدة والله.
ضحك جابـر هو الآخر على كلمات الصبي فهو يراه معه كامل الحق ثم أبصر زهران يخبره:
-خلاص يا زهورة سيبه معلش عيل برضو وغلط غلطة مش هنمسك في الغلطة أحنا الكبار برضو بس مش كبار سن لا كبار قيمة ومركز وهيبة.
وافقه زهران وهو يبتسم له:
-ماشي يا جبورة اللي تشوفه عشان خاطرك بس هسيبه.
بعد دقائق فارق الاثنان القهوة.
وقبل رحيل جابـر و زهران وذهاب كل منهما إلى وجهته تحدث زهران ببسمة محبة:
-اشوفك مرة تانية أنا خلاص أخدت رقمك وهجيبك فرح ابني يا صاحب عُمري.
ابتسم جابـر له بسمة بشوشة وهو يوافقه ويودعه بحرارة و وعد بلقاء آخر:
-على الرحب والسعة، أراك لاحقًا يا صديق عُمري، لنا لقاء آخر قريبًا بعون الله……………………..
»»»»»»»»»»
انتهى جابـر من سرد لقائهم الأول يخبرهم بأنهم بالفعل تقابلوا بعدها…
صاح أحمد بعد انتهاء جابـر بتعجب:
-يعني بعد كل صاحب وصديق عُمري اللي بتتقال دي تطلعوا عارفين بعض من كام أسبوع بس، وإيـه الراحة والثقة في بعض دي جبتوها منين، ده أنا قولت بقالكم فوق العشرين سنة صحاب، حقًا أنا مصدوم وقايم مش مكمل قعدة معاكم.
نهض أحمد وظل صابـر وآسـر..
ابتسم صابـر ساخرًا ثم قال:
-أنا قلبي كان حاسس والله.
ابتلع جابـر ريقه وكذلك زهران ثم تبادلا النظرات وعلى الفور هتف جابـر:
-صحيح نسيت أقولك زهورة جايبلك عروسة إيـه رأيك موافق ونقول مبروك ونشرب الشربات..
لم يجيب صابـر عليه واكتفى بالنهوض وهو يضرب كف بالآخر…
فسأله زهران:
-ماله ده!! وبعدين أنا مجبتلوش حاجة أنت اللي قولت على جهاد لكن أنا عندي عريس للبت الحلوة اللي…
اقترب آسـر من زهران وقال بتحذير مقاطعًا حديثه عن ضياء:
-اسمع بقى يا صاحب عُمر جابر جبورة، موضوع العريس ده تنساه تمحيه من ذاكرتك خالص وميتفتحش تاني، أتفقنا.
وببسمة خبيثة أردف زهران:
-أتفقنا بس متتحمقش أوي كدة اهدأ كدة، تأخد نفس؟؟
-هو ناقص ده أخلاقه بايظة وفاسدة من غير حاجة، بس هو فعلا كان ناقصه يشيش………….
~~~~♡♡♡♡~~~~
خرج أحمد من المنزل باحثًا بعينيه عن الفتيات.
لحظات فقط من البحث وكان بصره يقع عليهم يراهم جالسين أرضًا يتسايرون ولا يتواجد برفقتهم يوسف أو محمد، بل رآهم على مسافة ليست بالبعيدة أو القريبة منهما كل واحد يجلس مع فتاته.
تبسم وجهه ثم عاد لداخل المنزل.
غاب بضعة دقائق ثم عاد وهو يحمل صينية تحوي أكواب من مشروب الكاكاو الساخن الملائم لذلك الجو.
ليصدح صوته من خلفهم قائلًا بأسلوب مرح:
-أسعد الله مسائكم.
التفتت إليه جهاد تبتسم له هي الآخرى:
-مين أحمد بشحمه ولحمه جاي يقعد معانا، إيه ده كاكاو ده ولا إيـه لو آه يبقى جاي في وقته.
انحنى بالصينية الذي يحملها تجاهها لتأخذ كوب منه بحذر، ثم اقترب من روضة وحرك الصينية نحوها وهو يخبرها بخفوت ومرح:
-اتفضلي يا… رضوى.
كانت البسمة تزين ثغره وتلمع عينيه أثناء حديثه معها ونطق الاسم الذي أطلقه عليها وأحبته كثيرًا.
لكن وجوم وعبوس وجهها جعل تلك البسمة تتبخر مع الهواء الطلق مندهشًا من تلك الحالة والتبدل الحادث معها تجاهه، فلا يغيب عنه تجاهلها له وتعمدها عدم الحديث أو الإحتكاك معه.
أخذت الكوب وهى تشكره بهدوء وجدية:
-شكرًا.
جاء دور ضياء وألتقطت الكوب هي الآخرى كذلك إحسان وعصمت..
بعد انتهائه منهم لم ينسى الأربعة المتبقين فاقترب من يوسف وبرق أولًا وشكره الاثنان وشعر يوسف نحوه بالإمتنان قائلًا بحب:
-شكرًا يا أحمد مشروب جاي في وقته والله تسلم أيدك.
-حبيبي.
كذلك دنا من محمد وإسلام وأخذ كل منهما كوبًا له.
فسأله محمد يمزح معه:
-أوعى تكون أنت اللي عمله مش طالبة وجع بطن وإسعاف والذي منه.
-هي دي شكرًا اللي بتقولهالي شايفة يا إسلام خطيبك، ربنا يكون في عونك إن شاء الله، بقولك إيـه لما يبرد خديه واشربيه وحلال عليكي الكوبيتين وخسارة فيه.
انتهى من تقديم المشروب الساخن فاتجه بعد انتهائه تجاه جهاد وشقيقاتها كي يجلس معهم ولا يتركهم جالسين بمفردهم حاملًا مشروبه.
ولكن ما أن جلس أرضًا حتى وجد من تنهض وتترك تلك الجلسة وتغادر.
وبالتأكيد لم تكن سوى روضة..
فما تفعله لا تفعله بغضًا وكرهًا له بل تفعل هذا من شدة حبها نحوه، فلا تريد إيهام نفسها أو التعلق به أكثر من هذا وبالأخير ينكسر ويتحطم قلبها بفضل هذا الحب.
ملقية تلك الكلمات على مسامعهم:
-طيب أنا سقعت أوي فهدخل أقعد جوه.
شعر بالإختناق والضيق بسبب فعلتها وقبل أن تلج وتغيب عن بصره ترك مشروبه مع جهاد ونهض يلحق بهـا، مناديًا إياها:
-رضوى استنى معلش.
توقفت واستجابت لطلبه توليه كامل اهتمامها تسأله:
-نعـم في حاجة ولا إيـه.
وبصراحة وتلقائية سألها وهو يشير تجاه نفسه:
-أنتي زعلانة مني؟؟ أنا عملت حاجة ضايقتك أو زعلتك مني من غير ما أخد بالي؟
نفت تخبره بهدوء:
-لا خالص والله.
-أومال في إيـه طيب حاسس أنك متجنباني زي ما يكون مش عايزة تتعاملي معايا رضوى بجد لو في حاجة قولي، أنتي متعرفيش أنا بعزك قد إيـه وأكيد زعلك يعز عليا فياريت لو في بجد و زعلتك مني قولي.
خرج صابـر أثناء حديثهم سويًا فابتسم بسمة جانبية ومر من جوارهم…
أما عن روضة فكانت تنظر إليه فقط، تلتزم الصمت تسمع كل كلمة تخرج منه.
يعجبها حديثه وكلماته.
يجعلوها تهيم به وتتعلق به أكثر فـ أكثر…
ابتلعت ريقها مع تعالي ضربات قلبها، تحاول بكل قوة أن تتماسك وألا تجعل قلبها يخفق بتلك السرعة بجانبه.
ولكن رغمًا عنها تلعثمت وقالت:
-صدقني مفيش حاجة لو في كنت قولتلك عن أذنك….
في ذات الوقت انتبهت جهاد لمجئ صابـر وحضوره للخارج فسارعت بالنهوض وهي تنادي عليه…
-صابـر، استنى خد أقولك.
توقف صابر عن الحركة و تقدمت منه حتى باتت واقفة أمامه ببسمة مشرقة.
مدت يدها بالكوب الخاص بـ أحمد وهي تخبره:
-اتفضل أشرب كاكاو يدفيك.
نظر صابـر للكوب القابع بيدها ثم نظر داخل عينيها يجيبها:
-مش عايـز، اشربيه أنتي.
-لا ما أنا معايا بتاعي وده بتاع أخوك بس مش خسارة فيك.
وهنا والتقطه صابـر من يدها قائلًا بضيق بسيط:
-ولما هو بتاع أحمد مش بتاعك بتعزمي بيه ليه؟
وببساطة قالت:
-وهو أنا بعزم على حد غريب يعني ده أنت أخوه.
التقط صابـر نفسًا طويلًا ثم تقدم منها خطوتان وهو يسألها بترقب وأعين قد ضاقت قليلًا وحاجب معقود:
-ما تجيلي دوغري وسكة، وكفاية بقى لعب وتهريج وقلة أدب، أنتي عايزة مني إيـه أو بلاش عايزة مني إيـه، منتظرة مني إيـه يا جهاد.!!!!!!
ضاقت عينيها هي الآخرى وحاولت فهم ما تعنيه كلماته معها:
-أنا مش فاهمة أنت بتكلم عن إيـه وبعدين حد قالك عليا أني مش دوغري!! وفين اللعب والتهريج وقلة الأدب اللي بتكلم عنهم دول ما تجيلي أنت سكة و دوغري.
ابتسم بسمة لم تفهم مغزاها ثم رأته وهو يميل نحوها قليلًا قائلًا:
-أنا كدة كدة دوغري يا آنسة جهاد الدور والباقي عليكي، اوعي تكوني فكراني عبيط ولا أهطل عشان متعرفش على صوتك وأعرفك، تبقى تعبانة في دماغك أنا عارف من بدري أن أنتي اللي كنتي قرفاني مكالمات، إيـه كنتي منتظرة مني إيـه أجي اتجوزك مثلًا!!!
شل جسدها وتجمدت مكانها وارتجفت يديها بعدما أدركت معرفته بما فعلت…
لم يمنحها فرصة للحديث، وتابع بنبرة قاسية:
-هو أنتي متخيلة بجد أني ممكن أتجوزك خصوصًا بعد اللي عملتيه!!! لو فاكرة كدة تبقي بجد تعبانة في دماغك……….
أثناء حديثهم خرج آسـر هو الآخر بعدما اختلى بنفسه داخل غرفته وفكر كثيرًا قبل أخذ هذا القرار…
اقترب من مكان جلوس ضياء مصوبًا حديثه لها دون أي مقدمات:
-ضياء ممكن اتكلم معاكي خمسة؟
اعتراها الدهشة وقالت:
-ما تكلم هو أنا حيشاك.
-مش هنا.
قالها وهو ينظر صوب شقيقاتها لتتفهم بأنه يريد الحديث معها بعيدًا عنهم.
نهضت وتحركت معه وابتعدا قليلًا، ثم وقف فجأة أمامها مستجمعًا شجاعته يسألها:
-ضياء توافقي بعد ما تخلصي امتحانات ونتيجتك تظهر وقلبك يطمن، تتجوزيني وتكملي بقية حياتك معايـــا………………..
««يتبع»»………
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.