Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية للعشق نوايا الفصل التاسع 9 - ياسمين خالد

رواية للعشق نوايا الفصل التاسع 9 بقلم ياسمين خالد

رواية للعشق نوايا كاملة

رواية للعشق نوايا الفصل التاسع 9

لا تصدق انها علي سطح باخره عريضه تجوب الوطن العربي في رحله
موسعه من كل شكل ولون ..لا تصدق ان علاقتها بنور توطدت كثيرا منذ
تلك الأيام المليئه بالأحداث أشهر مروا علي رفقتها معه ..كان
محترما معها كثيرا كما لو انها بفندق لا بمنزل رجل غريب كانت تخشاه
بالبدايه ولكنه مازال يصر على أنها مثل أميره شقيقته برغم أنها تشعر
باحساسه المتحرك ولكنه يكابر ويعاند. أرسلت لعمها أنها بخير ولكنه
صدمها بأنه لا يهتم حتي ان ماتت او حتي قد فعلت المحرمات فسيد
لم يعد يريدها وهذا ما اراحها كثيرا ..تحادث شمس يوميا تطمئنها عليها
أخبرتها اخيرا أنها عند حبيبها منذ ان هربت لتنهرها شمس في بادئ الأمر
ولكنها فرحت لها فهي تعلم مدي تحفظ فرحه واحترامها ..القها في النار
ولن تحترق ...قاطع شرودها طرقات علي باب غرفتها لتاذن بالدخول
فهي تعلم من الطارق الذي تشهد أنه أصبح كل عائلتها ونيس أيامها فقط
لو أظهر حبه قليلا سيطمئن قلبها فالاحساس وحده لا يكفي هي تريد
دليل ..وقف علي باب عرفتها يتأمل بهاء طلتها ..فتره قصيره مده تقربه
منها ولكنه يشعر بانه يعرفها من سنوات ..يريدها بقربه بكل لحظه يشعر
حقا بحبها ولكنه خائف فتاريخه ظهر أمامها فجاه بدون انذار ...ظل
واقفا صامتا كعادته الفترة الاخيره لتوقفه عن شروده
" خبر يا باشمهندس واقف كده ليه اتفضل "
" طول منتي بتقولي باشمهندس دي حالنا مش حيتعدل "
ضحكت فهو قد يصل للجنون من كثره محاولاته معها ان تكف عن ذكر لقبه
هي لا ترفض لمجرد الرفض هي فقط لا تستطيع نطق اسمه سوى مع
نفسها ...جلس أمامها يربت علي يدها براحه هامسا بكوميديا قليله
" هو انا لازم دمي يتصفي واتصاب اودامك عشان اسمع منك نور..ياه دي
كانت ليله متعبه بس انتي ايه ولا اجدعها دكتور "
ابتسمت بخجل وهي تدير وجهها للناحيه الاخري ليهمس بغموض
" مبسوطه معايا يا فرحه؟"
" طبعا ليه بتقول كده "
شد علي يدها مكملا " بعد كل اللي عرفتيه عني وشوفتيه "
ربتت على يده هي الأخرى وهي تهمس بعقل صارت تتحدث به دائما
" محدش بيختار ظروفه صدقني انت ملكش ذنب ظروفك هي اللي
عاندتك زي مظروفي هي اللي كتبت عليا مكملش تعليم وابقي زي
منت شايف. وبعدين ده الكافر ربنا بيغفرله لما يتوب وانت اهه اتعاقبت
حتى لو بالظلم بس غسلت أخطائك واتعلمت يبقي ازاي انا ححاسبك
او أخاف منك وأنا عارفه انك مش كده ..دي كانت ظروف صعبه بس
وبعدين انا اتكلمت معاك قبل كده متفتحتش تاني بقى "
" انا ظروفي اتغيرت بيكي انتي يا فرحتي ..انتي اجمل اخت رزقني بيها
ربنا ..ثم مش انا برده اتكلمت معاكي في الموضوع بتاع تعليمك ده
وقولت حتكملي تعليمك يلا بقي نطلع علي سطح الباخره يا ابله "
ضحكت على مداعباته وعقلها يعود لتلك الذكريات التي اوصلتهما لتلك
الممتازه حتي ولو كان يعتبرها اخت ..
**
عوده للوراء قليلا :
" مين الانسه دي يا نور ؟"
لم يرد بل أشار لعم سعيد ان ياخذ فرحه إلى الأعلى لغرفتها وهو يؤكد
لنفسه ان الليله لن تمر بخير بينهما دموع عينيها تنبأه بأنها سمعت
شجاره مع كارم ...بينما نظر لأسرته المندهشه يتقدمهم إلى غرفه
الجلوس وهو يعلم ان الأمر لن يمر بخير ولكنه لن يتراجع هي حياته
وحده حر التصرف فيها .
**
يالها من صدمه تلقتها على رأسها لتنهمر دموعها ..حبيبها كان مسجونا
والشكوك احاطتها هو سجن ظلم ام أنه رجل فاسد يحتكر الأخلاق كعنوان
ظاهري فقط ..ولكن قلبها وحدسها يصدقان مظلمته فهو لا يبدو عليه
الشر ابدا ..ولكن ان كان صحيح فمالذي سمعته منه أثناء شجاره مع ذلك
الغريب ...طرقه افاقتها لتحاول مسح دموعها فتنهمر أكثر فقلبها ينزف
حقا ..كان العم سعيد ببتسامته المطمئنة ...جلس بجانبها رابتا علي
يدها لم ينطق سوي
" ححكيلك كل حاجه عشان تفهمي صح قبل متحكمي غلط علي الغلبان
اللي تحت واوعديني تثقي فيا وتصدقي قلبك قبلي كمان "
**
هتاف وليد علي آخره
" مين دي انت حتفضل ساكت ولا ايه ؟!"
همس نور ببرود حاول ان يضفيه علي صوته
" وليد كل اللي حابب اقوله اني فعلا معملتش حاجه غلط وثانيا كل واحد
له حياته يا اخي المهم اني لسه محافظ علي رضا ربنا واخلاقي كويس
اوي فمتظنش ظن سوء من فضلك "
ليهمس ادهم محاولا الا يجرح صديقه
" طب متقول مين دي واحنا مش حنفهم غلط ..انت واعي يا نور عندك
وحده غريبه في البيت وبتقول محافظ وبتاع انت جري لمخك ايه "
جلس نور امام والدته الصامته من بدايه الكلام ..امسك يدها هامسا بأمل
" البنت دي يا ماما انا اعرفها من اول مخرجت من السجن صدفتها
معايا من احلي الصدف ..ابنك بيعرف يضحك معاها ..مكنتش ناوي حتي
يبقي ليها مكان بحياتي وانشغلت في مشكله اميره وبعدت عنها والقدر
جبهالي تاني ياماما ..ملهاش غيري ياماما مش انتي مصدقه ابنك
انا عمري مخون ربي ياماما اقسملك هي زي اختي بالظبط والله ..
متسمعيش لحد انتي عارفه حياتي مدمره ازاي انا حاسس انها الدوا "
ابتسمت بصدق هامسه
" انا وثقه فيك يا بني والله وعارفه انك كبير وعاقل بس ايه حكايتها .
وعرفتها منين وهي فين طيب "
صمت لوهله قبل ان يبتسم
" انا مش حقدر اقولك حاجه ياماما دلوقتي بس صدقيني خليكي وثقه في
اخلاق ابنك طول عمري انتي عارفاني "
لينهره وليد
" حتي لو واثقين في اخلاقك ومتأكدين منها متخليش وحده عندك في البيت
والحجه انك محترم "
لم يملك نور الا ان يصرخ
" انا محترم غصب عنك يا وليد ..يا عديم الرحمه بقولك انا ملاذها الوحيد
ثم دي حياتي وانا حر فيها ..كنت فين يا استاذ ياللي خايف علي اخوك
من الفتنه لما كان ساجد بيهزأه ويعايره بسجنه ..كنت فين واختك بتبعني و
بتشتري جوزها اللي مطمرش فيه العيش والملح ..كنتم فين كلكم وانا
حياتي مدمره ..كنت فين وانت مكسوف تقول لعيالك ان عمهم واحد
مسجون ..كنت فين وانت شايف اخوك بيدمر يوم عن يوم "
وزفره تبعها جلسه بعنف علي الاريكه واغماض عين وهو يهمس بأرهاق
" انا عاوز انام وتعبان مش جيتوا شوفتوني ..ممكن تمشوا بقي "
وربط قوله بالفعل حاول رفع نفسه ليهمس بآه موجعه ليركض وليد
نحوه وادهم وسط جزع الام والاخت ..همس وليد بجزع
" مالك يا نور مالك "
حاول ان يتحدث فزاد الالم فشد علي يد وليد من الالم وهو يحاول ان
يخرج صوته
" دوايا ..دوايا يا وليد في جيب الجاكت بسرعه "
اسرع وليد ليمسكه ادهم في حين صرخت الام بولع
" مالك يا نور مالك دوا ايه "
**
انهي عم سعيد حواره بعد ان قص عليها قصه اميره ونور والمخدرات
يلاحظ صدمتها تاره وتاره اخري حزن وتأثر وتاره كره لتلك الظروف
اللعينه
" واخرتها بعد كل ده جوزها طلع واحد ندل وطلقها بعد مخلفت بأسبوعين
همست بألم
" انت ازاي عارف كل ده ..انت متأكد من كلامك ده "
" ليكي حق يا بنتي تستغربي بس نور بيحب يحيكلي بيرتحلي كأني زي
بباه ..صدقيني يا بنتي هي دي الحقيقه هو وقع تحت ظروف مقدرش
يجاريها والخوف ملاه ودي كانت اخرتها "
حاولت ان تتحلي ببعض القوه حتي لا تبكي هي تحبه تقسم انها تحبه
وتألمت لألمه لكنها عاندت
" وانا اعرف منين انك صادق طب انت واحد عشت معاه عمرك كله
انا بقي معرفهوش غير من قريب ومتعاملتش معاه اوي مش ممكن
يكون فعلا وحش ويستاهل السجن "
ربت عم سعيد علي كتفها برفق
" عندك حق بس انتي بقالك هنا يومين ومشوفتيش منه غير كل خير
ولسه الايام ياما حتثبتلك ..صدقيني مش حتلاقي احسن منه والله في
المعامله الطيبه "
كادت ان تصدق علي كلامه فهي تصدقه وتصدق انه حقا مصدوم ..لولا
سماع صراخ بالاسفل لتهرع هي وعم سعيد حيث غرفه الجلوس
لتصرخ ناسيه ان اهله امامه
" مالك يا باشمهندس ؟! "
نظر لها بألم بينما تفحصها الجميع فأدركت خطأها فهمست بحرج
" انا فرحه "
اخرجهم نور من صمتهم عندما همس
" ادهم طلعني اوضتي انا تعبان اوي بجد "
وكأن الجمله اعلانا بفض المجلس لتهمس الام بألم وهي تضمه
" انا مصدقاك يا حبيبي والله مصدقاك ..اخواتك بس خايفين عليك "
همس يحاول اخراج حروفه موزونه
" مفروض يخافوا علي واحد حي مش واحد مات من زمان "
**
الواحده بعد منتصف الليل ..لا تستطيع النوم تفكر بكلام عم سعيد هي
تصدق همست لنفسها
" منا اصلا لو مشيت من هنا حروح لمصير اوحش وعمي ويغصبني علي
سيد ..يعني هو انا كنت عايشه في الجنه منا عايشه طول عمري في هم
علي الاقل هنا انا جمب اللي بحبه ..ثم انا اصلا وثقه فيه ومش محتاره
ايه اللي بيجري بقي ..ده مش شكل واحد وحش ابدا منا ياما شوفت
الناس القذره في شارعنا وعارفه اشكالهم ..ده مش كده انا متأكده
ان ظروفه كانت صعبه علي رأي عم سعيد وبعدين عم سعيد
راجل حلو في نفسه كده استحاله يكدب بصي يا فرحه مش حتخسري
لو شوفتي بنفسك وبكره تحكمي بنفسك عليه "
وتنفيذا لحديثها النفسي البحت قررت ان تغادر غرفتها ..تستنشق بعض
الهواء في الحديقه ستأقلم نفسها بنفسها ان هذا هو منزلها الجديد ..غادرت
بصمت اعتقادا منها بأنه نائم وفي دقيقه كانت بالاسفل فتحت الشرفه بخفه
لتفاجأ به صارخه لمرآه فقد كان نائما علي اريكه الحديقه بنفس ملابسه
يبدو عليه الارهاق حقا ..سمعها لان عضلات يده تشنجت تفاجأت به
يهمس
" بعد اللي سمعتيه وشوفتيه انا مستعد ادورلك علي بيت صغير تعدي فيه
عشان تبقي مرتاحه اكتر ومتطلبيش مني تفسير لأي حاجه سمعتيها "
وجدت نفسها تزرف دموعا لا اراديا من قهر صوته بتلك الجمله ..اقتربت
منه بحذر لتجلس علي الارضيه اسفل الاريكه ..شعر بها ولكنه لم يفتح
عيونه حتي ...ولكنه فتحها عنوه عندما وجد يدها تحاوط يده وهي تهمس
بدموع
" انا عرفت كل حاجه وبالتفصيل كمان ..انا جنبك والله ومش حسيبك
ابدا كل واحد بيمر بظروف صعبه المهم نتخطاها ونتعداها وانت قوي
صدقني يا باشمهندس كلنا عندنا ظروف والله وصعبه كمان ..انا مصدقه
ان حضرتك حد مفيش منه اتنين والله الظروف بس هي اللي عاندتك "
حاولت اضحاكه هامسه
" وبعدين انا قررت امد اقامتي هنا فعيب بقي خلي عندك حسن استقبال
لضيوفك من تاني يوم يحصل كل ده "
قام معتدلا بجلسته وهو يسأل بغموض
" انت ازاي كده ..مش فارق معاكي انك عرفتي حقيقتي "
ظلت علي جلستها علي الارضيه وهي تقرر
" ويفرق معايا ليه ..دي مش حقيقتك يا باشمهندس انا عرفت معدنك من
اول مره شوفتك فيها ..اللي زيي شاف كتير يخليه يفرق بين الوحش
والحلو ..اللي اودام حضرتك دي عاشت طول عمرها في شارع مليان
مخدرات وقرف وتحرش وكل اللي يجي في بالك ..ام واب ماتوا موعاش
عليهم اصلا عم معندوش رحمه ولا قلب لو طال يبعني مكنش حيتأخر
الوحيد اللي كان مصبرني هو اخويا عمر الله يرحمه هو في الحقيقه
ابن عمي بس اخويا في الرضاعه ..مش هو ابنهم بس كأنه لا يمت
لهم بصله تحس انه كان ملاك وسط الوحوش ( ترقرقت دموعها ) ..كل
مكانت تيجي سيره جوازي من سيد الزفت ده كان بيقفلهم وبيمنعهم
يتمادوا وكأنهم مصدقوا موته ضرب واهانه وغصب علي حياه
انا مش عاوزاها ..في البدايه انا كنت مستسلمه عشان كنت مفكره
ان ده لمصلحتي ..انا معايا ثانويه عامه ..عمي رفض يخليني اكمل
تعليمي حتي بحجه الفلوس طبعا وانا زي الغبيه وافقته وبدفع التمن
دلوقتي ..لحد متحملتش بقي وقررت اهرب .بص انا حقولك كلمه ..لو
حتي انت الوحش اللي في اللعبه برده انا في امان وحيبقي احسن من
هناك عارف ليه ..انا عارفه انك شوفت كتير والله وحاسه بس مش ادي
برده أنا آه عندي عشرين سنه وحتم الواحد وعشرين كمان شهرين بس
الوجع النفسي والإحساس بالحرمان والنقص وكأني عندي ميه سنه
مش عشرين عشان كده فكها بقي انا فعلا مغيرتش فكرتي عنك ولا
حغيرها وعوزه حضرتك تبص لاودام وارمي اللي فات وانساه حترتاح
بجد "
كان يناظرها باعجااب غريب ليس إعجاب حب ولكنه إعجاب من
شخصيتها تلك وكلامها برغم كل ما تعانيه من الم وذل إلا أنها تنشر
الفرحه بوجودها فهي فعلا فرحه همس بعد صمت قصير
" ربنا بعتك ليا عشان احس اني فعلا عندي اخت أوعدك بجد اني احاول
اني أكون زي عمر واسندك زي ما كان بيعمل"
لا تنكر أنها انزعجت أنه يذكرها بتلك الاخوه المزعومة ولكنها همست
بسرعه " ايه اللي حضرتك بتقوله ده ربنا يخليلك أختك اعوضك ايه بس "
اومأ لها " مش بهزر وواعي للجمله انا اختي اه بحبها جدا وكل حاجه بس
اعمل ايه مش بيدي احساس الحزن اللي بحسه في وجودها "
" حاسه بيك والله عم سعيد قالي علي كل حاجه حتي طلاقها من جوزها
الندل ده "
" مهو عشان كده انا زعلان عليها ومنها ..يعني حتي بعد مشترت جوزها
هو بعها بالرخيص الندل الحيوان انا خايف تتبهدل بابنها ده لسه مكملش
شهر حتي عيني عليك يا زين اتكتب عليك تبقي ابن لواحد زي ده "
تنهدت " متزعلش نفسك هم كده في نوعيه من الناس تاخد بس
ومتفكرش حتي تدي. ..ويلا بقي احسن بجد حموت وانام وحضرتك
سهرت كتير وكنت تعبان ولازم ترتاح "
ساعدها علي النهوض فسألته وهما يدخلان الي المنزل
" متعرفش يا باشمهندس كليه مصارفيها هينه اقدم فيها انا كان
مجموعي حلو والله كنت جايبه 93 ادبي "
ضحك علي عفويتها اللامعه بعينيها لتكمل وهي تراه يضحك لأول مره
منذ صباح اليوم " أيوه كده تدوم الضحكه "
ربت علي كتفها ليشعر بتشنجها الخفيف
" ان شاء الله حقدملك في كليه مناسبه في اقرب وقت متقلقش يا بطل"
ابتسمت له بمتنان قبل ان يدخل كلا لغرفته ممنيا نفسه بقدر أفضل
ويوم اجمل .
reaction:

تعليقات