رواية جحيم حياتي البارت الثالث عشر 13 بقلم عائشة محمد
رواية جحيم حياتي الفصل الثالث عشر
في الصباح أنتهي يومهم الدراسي وكانت شهد كما هي لا تتحدث ، لا تبتسم ، لا تفعل اي شئ ، كانت صامتة شاردة ، كانت كلا من فريدة وروان يشعرون بالحزن من اجلها ، عانقتها فريدة قائلة
-شهد ، حبيبتي بالله عليكي أنا و روان مش قادرين نشوفك كده وفي نفس الوقت مش عارفين نعملك حاجة
-تحدثت روان قائلة
-عارفين إن الموضوع صعب بس زي ما عديتي حاجات كتير في حياتك هتقدري تعدي ده كمان ، زي ما بيقولوا الوقت دواء لكل شئ ، وصدقيني أحنا معاكي يا شهد و آسر كمان
-سمعت اسمي!!
نظروا خلفهم ليجدوا آسر يقف بجانب دراجتة النارية يضم يده لصدره ومبتسم ، أقترب آسر منهم قائلا
-اذيكوا عاملين ايه ، اذيك يا شهد
أبتسمت شهد بخفة وقالت
-كويسة
قال آسر وهو يمسك يدها ويجذبها له قائلا
-بعد اذنكوا هخطف منكوا القمر دي
نظر لهم آسر وأبتسم لهم بخفة كأنه يطمئنهم ويخبرهم أنه سيعتني بها ، أبتسمت روان وفريدة له وظلوا يتابعوهم ، نظرت شهد لآسر قائلة
-أنت عارف يا آسر أنا بخاف من......
جذبها آسر لتصعد قائلا
-متخافيش طول ما أنا معاكي وبعدين يلا علشان منتأخرش
صعدت شهد خلفة بحذر ، وضعت يدها ع كتفه قائلة
-أنا خايفة يا آسر
أبتسم آسر قائلا
--حلو....خايفة! يبقي نتجنن وتجربي حاجة بتخافي منها
أنهي جملتة لينطلق بدراجتة وتتمسك هي به بشده ، نظرت فريدة لروان قائلة بمزاح
-ربنا يسعدهم ، مش كانوا ياخدونا معاهم
ضحكت روان وقالت وهي تنظر خلف فريدة
-مفيش داعي اهو جه إلي هياخدك
عقدت فريدة حاجبيها و نظرت خلفها لتجد جاسم يقترب منهم
-واقفين كده ليه وفين شهد ؟ هي مجتش ؟
أجابت فريدة قائلة
-لا جت بس آسر لسة حالا واخدها وماشي
-كويس ، أنتِ عاملة ايه يا قطتي
قالت روان مقاطعة
-طيب اطير أنا
تحدث جاسم متسائلا
-هتروحي فين ؟
-يعني هكون هروح فين ؟ هروح
-طيب استني هنروح فريدة وبعدين نروح أنا وأنتِ
قالت روان معترضة
-لا مش عايزة أكون زي العزول بينكوا ، متخافش عليا أنا عارفة الطريق ومش عيله صغيرة
قالت فريدة متفقة مع جاسم
-يابنتي استني متروحيش لوحدك ما اخوكي موجود
قالت روان وهي تسير
-أنا مشيت اصلا ، باي
قال جاسم بسخرية
-عندية وبهيمة ، ها تحبي نروح نتغدا فين سوا ؟
رفعت فريدة حاجبيها قائلة
-غدا ايه ؟ اكيد مش هخرج معاك من روا اهلي ، تمام كاتبين كتابنا وكل حاجة بس برضوا لا
أمسك جاسم يدها قائلا
-متخافيش ، اتصلت بعمي وهو وافق ، طالما أنتِ يا فريدة لسة في بيت اهلك تأكدي إني مش هخرج معاكي ولا هقابلك الا بعلم باباكي وموافقتة ، ممكن يلا بقي علشان هموت من الجوع
أبتسمت فريدة قائلة وهي تمسكه من وجنتة كالأطفال قائلة
-بعيد الشر عنك يا قطتي
أبعد جاسم يدها قائلا
-امشي قدامي يا فريدة بالله عليكي
ضحكت فريدة وساروا سويا
_______________________________
رن هاتفها فأخرجته روان لتجده مروان ، أجابت روان قائلة
-حبيبي
أبتسم مروان قائلا
-عاملة ايه
-الحمدلله بخير ، وأنت
-الحمدلله يا حبيبتي ، أنا قلقان يا روان ، خايف ابقي بوهم نفسي ، مش عايز اروح اجيب نتيجة التحليل
قالت روان بعدم فهم
--لا ثواني كده! هو أنت هتروح لوحدك ؟
-ايوة!
هتفت روان بحزم
-مفيش الكلام ده ، أنا رجلي علي رجلك يا مروان ، مش هتروح لوحدك
-بس.....
قاطعتة قائلة بتذمر
-مفيش بس ، أنا هاجي يعني هاجي ، بالله عليك يا مروان خدني معاك
ضحك مروان قائلا بمشاكسة
-بكلم بنت اختي ياربي! طب يا ستي هاخدك معايا حلو كده
صاحت روان بسعادة قائلة
--هيييه ، أنا بحبك اوي
قال مروان بصوت شارد
-وأنا كمان يا روان
قالت روان وهي تطمئنة
-متخافش يا مروان ، أنا معاك ، وإن شاء الله خير
تنهد قائلا
-يارب يا روان
_______________________________
كانوا يجلسون معا في إحدي المطاعم يأكلون سويا ، كانت تنظر له فريدة بتمعن فقال جاسم
-مالك مبحلقة فيا كده ليه
-اصل أنت مخفف دقنك و الجرح باين
وضع جاسم يده ع ذقنة وأبتسم قائلا
-الجرح ده علي قلبي زي العسل
ضحكت فريدة قائلة بندم
-والله كان غصب عني ، اصل الخاتم كان واسع وكان بيلف في صباعي ، وبعدين أنت تستاهل ، حد قالك بوسني من خدي
نظر لها جاسم بنصف عين قائلا بخبث
-يعني هي المشكلة في خدك! لو كنت.....
قاطعتة وهي تضربه علي يده قائلة بخجل
-اتلم ، مش ده قصدي طبعا
ضحك جاسم وقال وهي يتذكر الماضي
-كنت اتضايقت اوي لما صاحبي اتكلم عليكي بشكل مش كويس وأتجننت عليكي اكتر ، ومقدرتش أمسك نفسي أكتر قدامك وحدث ما حدث ، بس عارفة الحرج ده أنا بحبه جدا بجد ، يعني كفاية أنه منك ، بس ليه ذكري مش عارف جميلة ولا لا بس هي ذكري
أبتسمت فريدة وقالت بسعادة
-الأيام إلي جاية كتير وهيبقي في ذكريات كتير بينا
_______________________________
كانوا يسيرون في طريق غريب لا تعرف إلي اين سيذهبون ولكنها كانت صامتة تغمض عيونها وتستمتع بهذا الهواء الذي يلفح وجهها ، تركت كل شئ خلف ظهرها مستمتعة بهذه اللحظة وهذا الهواء وهذا اليوم الذي ستقضية مع آسر ، لا يهمها اين سيذهبوا يكفي أنها معه فهو أمانها الأن....
بعد وقت طويل أتسعت عيونها عندما وجدت أنهم يقتربون من مدينة الالعاب (دريم بارك) ، ضحكت شهد بقوة قائلة وهي غير مصدقة
-دريم بارك!!
توقف آسر ونزل قائلا
-الصراحة ملقتش مكان احسن من ده وتطلعي فيه كل الطاقة السلبية الي جواكي
ضحكت شهد بسعادة قائلة
-ده أنا هصوت للصبح هنا
أمسك يدها وهو ينظر لها قائلا
-طب يلا بينا
نظرت ليده التي تحتضن كفها الصغير ثم نظرت له قائلة
-شكرا
أبتسم آسر قائلا
-أنتِ هبلة! بتشكريني علي ايه يا شهد ؟ بطلي هبل و يلا بقي علشان اليوم ميضعش علينا
ساروا سويا ذاهبين لداخل المدينة مستعدين لقضاء بعض الوقت في سعادة و شغف متناسيين كل شئ يحزنهم
_______________________________
كانت تجلس مع والدتها ووالدها ، شعرت روان بدوران خفيف فنهضت قائلة بتعب
-أنا هطلع اريح شوية علشان حاسة إني تعبانة
نظرت لها والدتها قائلة
-مالك يا روان ، وشك اصفر كده ليه ؟
-مفيش أنا كويسة هطلع بس استريح شوية
سارت روان ولكن شعرت أن كل ما حولها يهتز ، لم تعد تري بوضوح ، شعرت بنفسها وهي تسقط وبعدها أغلقت عيونها مستسلمة فاقدة الوعي ، ركض خالد و جميلة إليها سريعا يحاولون أفاقتها ولكن لا فائدة ، حملها والدها وركض بها للخارج واضعا روان بالسيارة وصعد هو ووالدتها و ذهب سريعا للمشفي
_______________________________
كانت تجلس بغرفتها ترسم ، فقد ملت من المذاكرة فقررت الترفيه عن نفسها قليلا ، كانت شاردة ولكنها كانت مازالت ترسم ، كانت تتذكر صاحب العيون الخضراء وتفكر به ، رن هاتف ريم فعادت لوعيها ونهضت ممسكة بهاتفها لتجيب ع صديقتها ، نهضت وهي لا تدري أنها قد رسمته ، لقد رسمت هذا صاحب العيون الخضراء بدقة ، رسمت تقاسيم وجهه ، رسمت عيونة التي تشبه عيون الصقر ، لقد كانت ملامحة محفورة بذاكرتها بدقة شديدة ....
_______________________________
-اطمنوا يا جماعة مفيش حاجة تقلق ، حصلها هبوط ومع الوقت والرعاية هتتحسن
تنهد خالد براحة قائلا
-الحمدلله يارب ، طب ينفع ندخلها ؟
-ايوة ، هي لسة مفاقتش لكن شوية وتفوق
قالت جميلة بأمتنان
-شكرا يا دكتور
دخل خالد وجميلة لروان النائمة ع الفراش وفجأة وجدوا مروان يهرول سريعا إليهم قائلا وهو يلهث
-في ايه ؟ مالها ايه إلي حصلها ؟
قال خالد بهدوء
-اهدي يابني مفيش حاجة ، هي حصلها هبوط و اغمي عليها لكن هتبقي كويسة
قالت جميلة مستأذنة
-بعد اذنكوا هتصل بجاسم اقوله
وقف مروان بجانب روان وأمسك يدها قائلا بحب
-الف سلامة عليكي
نظر بتمعن لملامحها التي بات يعشقها بشده فأبتسم قائلا بهمس
-ملاكي
_______________________________
أنتهت جلستهم سويا ، فقال جاسم وهو ينهض
-يلا بينا علشان باباكي ميقلقش عليكي
أبتسمت فريدة ونهضت قائلة
-يلا
خرجوا سويا ودلفوا للسيارة ، رن هاتف جاسم ليجدها والدتة فأجاب قائلا
-الو يا ماما
-الو يا حبيبي أنت فين ؟
-هوصل فريدة وهاجي ع البيت ، عايزين حاجة ؟
-أحنا مش في البيت ، روان تعبت واغمي عليها وأحنا في المستشفي ******
قالت جاسم بقلق
-ايه! طب و روان عاملة ايه ؟
قالت والدتة وهي تطمئنه
-اهدي يا جاسم ، روان بخير بس هي لسة مفاقتش ، حصلها هبوط
-طيب طيب أنا جاي
أغلق معها جاسم لتقول فريدة بقلق
-في ايه ؟ مالها روان ؟
-اغمي عليها وهي في المستشفي ، أنا هوصلك وهروح.....
قاطعتة فريدة قائلة
-اطلع علي المستشفي بسرعة
نظر لها جاسم وكاد يتحدث وهو معترضا فقالت بعند
-مش هروح يا جاسم الا لما اطمن علي روان
تنهد جاسم وقال
-طيب
_______________________________
كانوا معا يستمتعون بوقتهم معا ، كانوا يركضون ويلعبون كأطفال لم يتعدي عمرهم العاشرة ، كان آسر سعيد برؤية هذه الأبتسامة ع وجهه شهد ، كم تجعله أبتسامتها سعيد ، لم يكن يعلم أنه يعشقها هكذا
_______________________________
ذهبوا للمشفي ودخلوا ليطمئنوا ع روان ، قالت روان بسعادة
-فريدة
أقتربت منها فريدة وعانقنها قائلة
-الف سلامة عليكي
قال جاسم بتذمر
-يا سلام وبالنسبة لأخوكي الي كان قلقان عليكي برضوا عادي!
ضحكت روان و أبتعدت فريدة عنها لتعانق جاسم قائلة
-متقلقش يا جدع انا زي الفل
بعد قليل رن هاتف فريدة لتنهض قائلة
-أنا اطمنت عليكي يا قلبي ، همشي أنا بقي علشان أنا أتأخرت
نهض جاسم قائلا
-طيب هوصلها وهاجي
ذهبت فريدة وجاسم وقالت روان بتأفف
-بابا ، مروان....بالله عليكوا طلعوني من هنا ، أنا كويسة والله ، يا ماما قولي حاجة ، اقوم اعملكوا قردة علشان تصدقوا إني كويسة
نظر مروان لوالدها ثم قال والدها مستسلما
-خلاص أنا هقوم اظبط الدنيا وهنخرجك ياستي
قالت جميلة والدتها
-هاجي معاك....يلا
خرج والدها ووالدتها ليبقي مروان وروان سويا ، نظر لها مروان قائلا
-كده تخضيني عليكي
أبتسمت روان و أمسكت يده قائلة
-متخافش عليا أنا كويسة ، متنساش تقول لبابا أننا هنخرج سوا بليل علشان نروح نجيب التحليل
قالت مروان معترضا
-تؤ تؤ تؤ ، أنا هروح لوحدي وأنتِ هتقعدي في البيت تستريحي وأنا هبقي أقولك
قالت روان بطفولية
-لا بالله عليك ، علشان خاطري أنا عايزة اروح معاك
-لا يا روان ، أنتِ هتروحي تستريحي وأنا هبقي أقولك ، متتكلميش كتير بقي علشان أنا مش هرجع في كلامي
تذمرت روان وزفرت بضيق قائلة
-أنت ظالم
ضحك مروان بشدة وقبل جبهتها قائلا
-لو هبقي ظالم علشان خايف عليكي فأنا موافق ، اضحكي بقي متزعليش والله هقولك
أبتسمت روان وقالت
-خلاص مش زعلانة
_______________________________
عادت فريدة لمنزلها مع جاسم وصعدت للأعلي ، رأت والدها ووالدتها وتحدثت معهم قليلا ثم دخلت غرفة ريم وهي تصيح بأسمها
-ريم ، ريم
قالت حبيبة بصوت عالي لتسمعه فريدة
-ريم في الدرس يا فريدة
أستدارت فريدة لتخرج ولكن لفت نظرها شئ ما ع طاولة ريم ، أقتربت فريدة فوجدت ريم قد رسمت أحد الأشخاص ، ولكنها كانت مرسومة وكأنها حقيقية ، أبتسمت فريدة قائلة
-والله البت دي هتبقي رسامة قد الدنيا ، بتذهلني كل مرة برسوماتها ، ربنا يسعدها يارب
_______________________________
في المساء ، توجه مروان لمختبر التحاليل ، وأخذ مروان النتيجة ، كان مترددا في البداية حتي يفتح الورقة ولكنه تشجع وقام بفتح النتيجة لتظهر علامات الصدمة ع وجهه وتتجمع الدموع بعنيه ، شعر أن قدمه لم تعد تستطيع حمله فجلس ع إحدي الكراسي وهو مصدوم....
_______________________________
كانت تسير عائدة لمنزلها لتسمع صوت خلفها قائلا
-يا انسه ، يا انسه
أسرعت خطواتها وهي تتردد قائلة
-مش قصده عليا ولو قصده عليا مش هرد
شعرت به يزيد معها سرعة خطواتة قائلا بصوت أعلي
-يا انسه ، يا انسه
تنهدت ريم قائلة
-مفيش فايدة ، أنا هتصرف
أوقعت من يدها مفتاح منزلها فأنحنت قليلا لتجلبه ثم قامت بملئ يدها بالتراب ونهضت مستديرة لتقذف هذا التراب عليه وهي تصرخ قائلة
-بيعاكسني ، الحقوني بيعاكسني
تألم أنس قائلا
-منك لله ، منك لله ، بقي ده اخره إن حد يعمل خير
أنصدمت ريم عندما وجدتة هذا الفتي صاحب العيون الخضراء ، تكلم أنس مكملا
-في فلوس وقعت منك ، أنا غلطان كنت أخدتها
كان مازال يفرك بعينة ، أقتربت ريم منه قائلة بندم
-أنا اسفة ، اسفة والله كنت فاكرة أنك بتعاكسني ، طيب أنت كويس ؟
قال أنس بسخرية
-ده أنا كويس لدرجة إني مش قادر أفتح عيني
قالت ريم بسرعة
-ثواني أنا معايا ازازة ماية
أخرجت ريم زجاجتها وفتحتها ثم سكبت الماء بشدة علي وجهه ليقول انس بغضب
-أنت غبية يا بت
قالت ريم بغضب
-أنا مسمحلكش تشتمني ، أنا عايزة أساعدك
أستطاع أنس أن يفتح عينه بعد أن شعر أن هذا الصوت سمعه من قبل ، أندهش أنس قائلا
-أنتِ تاني
مد أنس يده بالمال قائلا
-اتفضلي فلوسك وامشي بدل ما تعميني
أخذت ريم مالها فقال أنس بسخرية
-هو في حد يبقي عايز يساعد حد يغرقة بالماية كده ، تبقي أستخدمي عقلك بالله عليكي بعد كده
تضايقت ريم وقالت بضيق
-احترم نفسك بقي ، عارف برضوا مش هعرف ارد عليك لأنك تاني مرة تساعدني ، شكرا
ذهبت ريم سريعا وهي تشعر بخفقان قلبها بشده وهو وقف يشاهدها حتي أختفت وكان ع ثغره شبح أبتسامة وهو يتابعها بعينه
_______________________________
بعد يوم طويل كانوا معا فيه ، لقد قضوا يوم رائعا سويا ، كانوا يقفون أمام منزلها يتحدثون بسعادة
-أنا فرحانة اوي يا آسر ، أول مرة اروح ملاهي ، مروحتش من ساعة ما كنت صغيرة ، اول مرة اجري والعب واضحك من قلبي ، ربنا يخليك ليا
أبتسم آسر وقال
-ويخليكي ليا يا شهد ، أنا ببقي فرحان لما أنتِ بتكوني فرحانة ، أنتِ عندي بالدنيا كلها
أبتسمت شهد فقال آسر بأبتسامة
-يلا اطلعي ونامي ومتفكريش في اي حاجة ، اصلا الواحد مفيهوش دماغ يفكر في حاجة بعد اللعب الي احنا لعبناه انهاردة ولا كأننا عيال صغيرة ، تصبحي ع خير
-تصبح ع خير
دلفت شهد لمنزلها وأطمئن هو عليها ثم ذهب
_______________________________
عادت ريم وكانت تجلس بغرفتها تتذكر صاحب العيون الخضراء ، لا تعلم لما تفكر به هكذا ، زفرت ريم قائلة وهي تضرب رأسها
-اطلع من دماغي بقي
-هو مين ؟
أستدارت ريم لتجد فريدة تقف أمام الباب فأرتبكت ريم وقالت بأرتباك
-محدش ، اقصد يعني إني عماله افكر في الامتحانات وكده
قالت فريدة بحنان
-متخافيش يا ريمو ، إن شاء الله خير ، اعملي أنتِ بس إلي عليكي
أبتسمت ريم بأرتباك وهزت رأسها ، نظرت فريدة لمكتبها وأخذت هذه الرسمة قائلة
-ع فكرة الرسمة دي عجبتني اوي
أتسعت عين ريم وهي تري هذه الرسمة ، صاحب العيون الخضراء ، كيف ومتي رسمتة ، أقتربت ريم من فريدة و أخذت الرسمة سريعا قائلة بأرتباك
-آآ..شكرا...
عقدت فريدة حاجبيها قائلة
-مالك ارتبكتي كده ليه ؟ وبعدين مين بقي إلي أنتِ رسماه ده ؟
ازداد أرتباكها و لم تستطيع أن تتحدث وكأن لسانها قد أنعقد وبشدة ، قالت فريدة متسائلة
-مالك يا ريم ، أحكيلي لو مخبيه عني حاجة ، أنتِ مبتعرفيش تخبي عني حاجة يا ريم ، بس علي كل حال أنا هسيبك براحتك
أبتعدت فريدة لتخرج فأوقفتها ريم قائلة
-ده الشاب إلي أنا قولتلك عليه ، إلي انقذني قبل ما العربية تخبطني ، من اليوم ده وهو في بالي
نظرت ريم لرسمتها وقالت
-مكنتش عارفة إن ملامحة اتحفرت في عقلي من مقابلة واحدة لدرجة إن ارسمة كده ، أنا رسماه وكأني بشوفه كل يوم ، مش عارفة ليه من ساعة ما قابلتة وأنا بفكر فيه....مش عارفة يا فريدة وهتجنن ، و انهاردة شوفتة تاني ، وقع مني فلوس وهو وقفني علشان اخدها ، أنا اتصدمت لما شوفتة وفي نفس الوقت فرحت ، مش عارفة ليه فرحت و قلبي بقيت حاسة أنه بيطبل
أندهشت فريدة قائلة
-أنتِ حبتيه!!
قالت ريم نافية
-لا لا ، أكيد محبتهوش من قابلة واحدة يا فريدة بس...بس ممكن أكون معجبة بيه ، أتشديت ليه ، يعني حاجة كده
جلست ريم ع فراشها قائلة بحزن
-بصي مش عارفة بقي
جلست فريدة بجانبها وعانقتها قائلة
-أنا كنت بحس بكده برضوا وقت ما كنت لسة معجبة بجاسم .....شايفة حالي يا ريم ؟ فضلت احب شخص لسنين وأنا متأكدة أنه عمره ما هيكون ليا بس سبحان الله ، أحنا الاتنين بقينا لبعض دلوقتي وهنعيش عمرنا كله مع بعض بإذن الله ، بس أنا برضوا مش عيزاكي تبقي زيي ، مش عيزاكي تعيشي إلي أنا عيشتة يا ريم ، حاولي تشغلي نفسك ، ذاكري واجتهدي علشان تخلصي السنة دي وأنتِ فرحانة ، مش هقولك متفكريش فيه كتير لأن ده مش بإيدك بس حاولي تركنية شوية علي جنب وتفكري في السنة إلي أنتِ فيها دي ، ماشي يا حبيبتي ، وإن شا الله ربنا هيحلها
أبتسمت ريم وقالت
-حاضر يا فريدة ، أنا بحسد نفسي إن عندي أخت زيك ، ربنا يخليكي ليا
_______________________________
كانت تجلس تنتظر خبر منه ، كانت قلقة عليه بشدة ، رن هاتفها الذي كان في يدها وعندما وجدتة هو أجابت سريعا قائلة
-كده يا مروان كل ده ، طمني
ظل صامتا لثواني لتقلق روان وتقول بخوف
-مروان متخوفنيش ، في ايه ؟
أستطاع أن يتحدث قائلا بحزن
-مش اختي يا روان
تجمعت الدموع بعيونها و قالت بحزن
-حقك عليا يا مروان ، أنا اسفة ، أنا إلي اديتك أمل علي الفاضي
-أنتِ ملكيش ذنب يا روان
مسحت روان دموعها وقالت
-بس متخافش أحنا هندور علي أختك وأكيد.....
قاطعها مروان قائلا بصوت يائس
-لا يا روان خلاص ، كفاية وجع قلب ، أنا أختي ماتت يا روان ، اختي ماتت .....فضلت عايش ع أنها ميتة ولما حسيت أنها عايشة وإن ممكن شهد تكون اختي طلع إحساسي غلط ، أنا تعبت يا روان ، طول عمري عايش لوحدي في الملجأ ولما كبرت كنت لوحدي
قال أخر كلماتة وهي يبكي لتحزن روان عليه قائلة
-أنت مش لوحدك يا مروان ، أنا موجودة وبابا موجود وماما موجودة وجاسم موجود ، أنت مبتقش لوحدك من ساعة ما دخلت البيت ده يا مروان
قال مروان بضعف
-ممكن أنام....بس أنتِ تفضلي معايا لغاية ما أنام
بكت روان قائلة بسرعة
-طبعا طبعا يا مروان ، كنت عايزة أقولك تاني يا مروان إني مش هبقي مراتك بس ، أنا هبقي مامتك وأختك و حبيبتك وبنتك كمان
-عارفة...أنا أول مرة أظهر ضعفي لحد يا روان ، أول مرة ابقي مسكور وضعيف كده قدام حد ، دايما كانت كل حاجة بكتمها جوايا ، مكنتش بسمح لحد يشوف ضعفي وكنت بحاول أشغل نفسي في شغلي دايما.....تسمحيلي اشاركك ضعفي دايما
-دي حاجة تسعدني يا مروان وبعدين أنت اصلا لازم تعمل كده لأن أنا كل حاجة ليك من ساعة ما كتبنا كتابنا ، مش صح ولا ايه ؟....أنا هبقي معاك في كل أوقاتك واشاركك في كل حاجة وهعوضك عن كل حاجة
قال مروان بحب
-وأنا كمان يا روان ، أنا بوعدك إني هعمل كل حاجة علشان أشوفك سعيدة ، أنا بحبك اوي يا روان
أبتسمت روان قائلة
-وأنا كمان يا حبيبي
_______________________________
كان جاسم وفريدة يتحدثون معا
-أختي شكلها هتعيد قصتي تاني
قال جاسم وهو لا يفهم
-يعني ايه ؟
قالت فريدة وهي تفكر بأختها
-واضح إن أختي معجبة بحد ، حد قابلتة مرتين بس في حياتها والمرتين كانوا صدف ، حاسة إن حياتي هتتكرر تاني فيها ، أنا خايفة عليها
-وتخافي عليها لية يا فريدة ، وبعدين مالها حياتك ، ما هي زي الفل اهي ، اينعم أنا وانتي تعبنا اوي زمان بس شوفي القدر ، دلوقتي أنا وأنتِ سوا وهنفضل سوا بإذن الله ، وحبه كده وهتبقي مراتي ، متخافيش عليها كل واحد هيعيش إلي مكتوبله ، وبعدين لازم الواحد يتعب علشان يفرح في الأخر ، مش كده ولا ايه يا الي عذبتيني
ضحكت فريدة قائلة ببراءة
-أنا عذبتك ، ده أنا نسمة
قال جاسم بمزاح
-طبعا...اومال
ضحكت فريدة وقال جاسم بسعادة
-نفسي أشوفك بالفستان الأبيض او بالبالطو الأبيض ، نفسي أشوف يوم تخرجك ويوم فرحنا
أبتسمت فريدة وقالت بسعادة
-أحنا صبرنا كتير اوي ولسنين طويلة ، مش قادر تصبر شوية كمان
قال جاسم بخبث
-لو بعد الصبر ده هاخد إلي عايزة أنا موافق
قالت فريدة بمزاح
-عليا الطلاج بالتلاتة أنت قليل الادب
ضحك جاسم ثم قال
-يارب الأيام تعدي بسرعة بقي
-يابني بقي ، يابني بقي هتعدي والله بس أنت اصبر يا عديم الصبر أنت
ضحك جاسم وظلوا يتحدثون و يمزحون ويضحكون سويا
تعليقات
إرسال تعليق