رواية ملاذ العاشق الفصل الثامن 8 – بقلم اسراء معاطي

رواية ملاذ العاشق – الفصل الثامن

البارث الثامن

البارث الثامن

الدنيا كانت مقلوبة حوالين سفيان وملاذ، أصوات الرصاص بترن في ودانهم والعربيات بتحاوطهم من كل اتجاه.

سفيان بعيون جادة ووش متجهم، طلع سلاحه من الجناب وبدأ يطلق الرصاص بدقة قاتلة، وكل طلقة منه بتوقع كاوتش عربية أو بتخلي حد من المهاجمين يترنح.

وفي نفس الوقت، كان ماسك إيد ملاذ جامد، كأنه بيحاول يحميها بجسمه قبل سلاحه.

صوته كان حاسم وهو بيقربها لتحت الكرسي: – “انزلي يا ملاذ تحت… متطلعيش راسك لفوق مهما حصل!”

إدالها الموبايل بسرعة وهو بيضغط على الزناد من الناحية التانية:

– “فيه رقم اسمه صاحب عمري… رني عليه حالاً.”

إيد ملاذ كانت بترتعش ودموعها بتنزل من الرعب، قالت بصوت متقطع:

– “حاضر… حاضر.”

رنت علي الرقم، وفجأة رد كريم بصوته:

– “أيوه يا صاحبي؟”

سفيان صرخ وسط دوشة الرصاص:

– “كرييييم! عدي على الفيلا وهات كل الحرس معاك… وتعالى على طريق الكفور الزراعي بسرعة… أنا محاصر والعربيات محوطاني من كل حتة… أنا وملاذ بس!”

كريم قلبه وقع مكانه، رد بخوف وزعر:

– “إيه اللي خلاك تخرج من غير الحرس؟ إزاي تعمل كده؟!”

سفيان زمجر بصوت عالي، صوته كله غضب:

– “كرييييم مش وقته… اخلللللص وتعالى حالاً!”

قفل معاه وهو بيبص بسرعة للطريق، عيناه فيها خليط من التركيز والجنون.

خزنة سلاحه قربت تفضى، فأخد نفس عميق وقال لملاذ بصوت خافت:

– “اسمعيني… لو حصللي أي حاجه، اجري وما تبصيش وراك.”

ملاذ صرخت:

– “لا يا سفيان… ما تقولش كده!”

هو تجاهل كلامها، وحوّد فجأة بالعربية على طريق ضيق متفرع من الرئيسي… طريق الكفور الزراعي… والطريق كله ظلمة إلا من نور الكشافات.

المهاجمين اتفاجئوا من حركته، لكن بسرعة نزلوا وراه بعربياتهم.

الرصاص شغال كالمطر حواليهم، سفيان بيميل بجسمه علشان يحميها كل ما ييجي حد ناحية العربية.

وفجأة…

طلقة اخترقت كتفه.

صوته اتقطع لحظة، إيده ضعفت على الدركسيون… والعربية بدأت تترنح.

ملاذ صرخت بصوت عالي:

– “سفياااان!”

وبينما هو بيحاول يثبت نفسه، كان كريم وصل مع الحرس… عربياتهم السودا دخلت الطريق بسرعة، والاشتباك قلب حرب حقيقية.

الرصاص متبادل، في ناس وقعت، وناس هربت في نص الليل.

لكن عند سفيان… كان النزيف بيزيد، والعربية فقدت سيطرتها… وخبطت بقوة في شجرة كبيرة على جنب الطريق.

كل اللي سمع في اللحظة دي… كان صرخة ملاذ المدوية:

– “سفياااااااااااان!”

نهى كانت قاعدة مش فاهمة فيه إيه، غير إن كريم سابها ومشي بسرعة غريبة وهو واضح عليه الخوف. قامت، خدت دش، توضّت وصلت، وبعدها نامت وهي عمالة تفكر: هو لسه هيحصل معاها إيه؟ وإيه المجهول اللي مستنيها؟

عند ملاذ وسفيان وكريم…

بعد ما صرخت ملاذ باسم سفيان وقامت تحرك في وشه وهي بتعيط، رد عليها بصعوبة. قلبها وقع من مكانه وخافت عليه أكتر لما شافت راسه متخبطه في الدركسيون والدم سايح. هي كانت في العربية من تحت  ومتأذتش من الخبطه.

كريم جري على الخبطة، صوته عالي من الصدمة وهو بيصرخ:

– “سفيااان! سفيان رد عليا يا صحبي… أرجوك رد!”

كان بيعيط وقلبه بيتنفض وهو شايف صاحبه غرقان في دمه.

واحد من الحراس قرب وقال بسرعة:

– “كريم بيه… لازم نوديه المستشفى حالًا.”

سفيان فاق بصعوبة وقال بصوت مبحوح:

– “ملاذ… انزلي معايا.”

كريم والحارس سندوه لحد عربية كريم. ملاذ ركبت وراه، وحطت دماغ سفيان على رجلها وهي دموعها مش بتقف، بتبصله بخوف كأنها بتحاول تثبت إنه لسه عايش.

كريم ساق بأقصى سرعة، دماغه كله أفكار سودا… إزاي هيقدر يعيش من غير صاحبه اللي كان معاه طول عمره؟

وصلوا المستشفى، الحراس نزلوا بسرعة وفتحوا الباب، شالوا سفيان ودخلوه جوه. كريم كان بيزعق:

– “دكتور… بسرعة!”

الدكاترة والممرضين أول ما عرفوا هوية سفيان جريوا وخدوه أوضة العمليات.

بره… كريم كان بينهار، صوته مبحوح وهو بيقول:

– “يااارب…”

أما ملاذ فكانت واقفة في ركن، جسمها كله بيرتعش، والرعب مسيطر عليها. كانت عينيها شايلة كل الخوف والدموع، وواقفه تترنج ف مكانها.

كريم لاحظها، قرب منها بسرعة وقال:

– “مدام ملاذ… انتي كويسة؟”

ما لحقتش ترد، فجأة عنيها غمضت ووقعت في غيبوبة صغيرة. كريم مد إيده بسرعة والتقطها قبل ما تقع على الأرض.





أدهم كان في المستشفى الجديده اللي نقل يشتغل فيها بعد ما ساب القديمة، لأنه ما بقاش قادر يشتغل فيها وملاذ مش موجوده بشوفها قدام عينو كل يوم. شكله كان باين عليه التعب والجنون، شعره مشعت، دقنه نامية، والهالات السودا تحت عينيه مخلياه شبه المجانين. حالته دي كلها من بعد ما عرف إن ملاذ اتجوزت.

هو ما صدقش، وحلف إنه مستحيل يسيبها، وإنها ليه هو وبس… حتى لو وصل إنه يقتل الراجل اللي اتجوزها.

فجأة وصله خبر إن فيه بنت أُغمي عليها، واحتاجوا دكتور بسرعة. جري من غير تفكير، لكنه أول ما دخل… قلبه اتهز من مكانه.

اللي كانت على السرير قدامه… ملاذ.

دقات قلبه ضربت بجنون، عينيه اتعلقت بيها والحنين اللهفة كلها رجعت مرة واحدة. قرب منها، لكن وقّفته المفاجأة لما شاف واقف جنبها كريم.

أدهم اتجمد مكانه، صوته خرج متقطع بغضب مقدرش يخبيه:

– “هو حضرتك… جوزها؟”

كريم رفع عينه له وقال بهدوء:

– “لا

جوزها سفيان الجارحي.”

عيني أدهم اتسعت بصدمة ما قدرش يخفيها.

– “سفيان…؟!”

كريم استغرب نبرته وقال له:

– “فيه حاجة؟”

أدهم بسرعة غيّر ملامحه وقال متصنّع:

– “لا… لا خالص.”

كريم سأله بقلق:

– “طب والمدام مالها؟”

أدهم أخد نفس عميق يحاول يهدّي روحه اللي بتغلي، وقال وهو بيكشف عليها:

– “هي تقريبًا اتعرضت لضغط نفسي… عملها هبوط. تاخد محاليل وتفوق، وإن شاء الله تبقى كويسة.”

قال كلماته وهو بيحاول يخفي كل اللي جواه، وخرج من الأوضة بخطوات سريعة، وهو مش قادر يستوعب…

إزاي ملاذ بقت مرات سفيان؟

🏠 في بيت أهل ملاذ

أم ملاذ صحت مفزوعة من النوم، صرخت بأعلى صوتها:

– “ملااااذ!”

أبو ملاذ فتح النور بسرعة وقال بقلق:

– “بسم الله الرحمن الرحيم، مالك يا أم ملاذ؟!”

أم ملاذ ردّت بصوت متقطع وهي بتعيط:

– “بنتي… بنتي مش بخير! حلمت بيها بتصرخ وبتقولي: (الحقيني يا أمي)، وكانت واقعة في نار! بنتي بنتي مش بخير.”

أبو ملاذ حاول يهدّيها، جاب لها كباية مية وقال:

– “اشربي واستغفري ربنا، واستهدي بالله.”

شربت المية بس دموعها ما وقفتش، وقالت بعزم:

– “أنا رايحة لبنتي دلوقتي!”

أبو ملاذ قام يمسك إيدها وقال:

– “هتروحي فين دلوقتي يا ست الكل؟ اهدي ونامي، ووعد مني بكرة هروح اسأل عليها ولا اعرف مكان جوزها دا فين ونروح لها لحد عندها. اهدي ونامي دلوقتي.”

سمعت كلامه وهي بالها لسه مشغول ببنتها، ورجعت على السرير.

🏥 عند ملاذ

ملاذ بدأت تفوق وتستوعب هي فين. بصت حواليها لقت الأوضة فاضية. افتكرت كل حاجة، وشافت المحلول في إيدها، نزعته وقامت تمشي بخطوات مترنجة.

أول ما شافها كريم اللي كان قاعد قدام غرفة العمليات، قام بسرعة وسندها عشان تقعد على الكرسي.

– “إيه اللي قومك من السرير يا مدام ملاذ؟ حضرتك لسه تعبانة.”

ملاذ ردت وهي عينيها معلقة على باب العمليات:

– “هو لسه مطلعش؟”

كريم قعد جنبها وقال بحزن:

– “ادعيله.”

رفعت إيدها ودعتله، وبعدها سكتت لحظة وقالت بنبرة مترددة:

– “هو… سفيان ليه كده؟”

كريم بص لها باستغراب:

– “إزاي يعني؟”

قالت وهي شارده:

– “شخص غامض… معرفش عنه غير إنه عنده شركات ومصانع . ساعات بحسه قاسي جدًا… وساعات تانية بيبقى حنين قوي. أنا مش فاهمة حاجة.”

كريم ابتسم ابتسامة حزينة وقال:

– “صدقيني، هييجي اليوم اللي هو بنفسه يحكيلك كل حاجة. وعاوزك تعرفي إن سفيان… أطيب وأحن واحد في الدنيا.”

صوته اتخنق وهو بيقول:

– “ربنا يقومك بالسلامة يا صاحبي.”

في اللحظة دي خرج الدكتور من غرفة العمليات.

كريم قام بسرعة ومعاه ملاذ.

– “عامل إيه دلوقتي يا دكتور؟”

الدكتور قال بهدوء:

– “الحمد لله، طلعنا الرصاصة وكانت ف كتفو ف م اثرتش ب اي حاجه . الضربة  اللي كانت في دماغه ما وصلتش للمخ. هيفضل في الرعاية لبُكرة لحد ما يفوق. اطمنوا.”

كريم تنهد براحة، وملاذ قلبها هدي شوية. رجعت ألاوضه  اللي  كانت  فيها عشان ترتاح وتنام لانها حست انها تعبانه.

عند فاروق

فاروق كان قاعد سرحان، بيفكر إزاي يتخلص من سفيان نهائي.

دخل واحد من رجّالته وشوشه بحاجة.

فاروق قال له:

– “خليه يدخل.”

دخل الشخص وقعد قدامه بكل برود. فاروق بص له وقال:

– “ها يا دكتور، صفقة الأعضاء كملت ولا لسه؟”

الراجل رد ببرود:

– “لا… لسه.”

فاروق ضحك بسخرية وقال:

– “طلاما لسه… جاي ليه؟ جاي تديني حقنه ولا اي؟!

الراجل اتعصب وقام واقف وقال:

– “أنا عديت حاجات كتير من سفيان ابن أخوك… وهو ياما بوّظ صفقات لينا. لكن يوصل إنه يتجوز البنت الوحيدة اللي حبيتها؟! لأ… دي مستحيل أعديهالو هقتلو وب ايدي.”

فاروق اتجمد وبص له بتركيز وقال ببطء:

– “تقصد إيه يا… أدهم؟!”

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية ملاذ العاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق