رواية كارثة الحي الشعبي الفصل الثاني والأربعون 42 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الثاني والأربعون

الفصل الثاني والأربعون

الفصل الثاني والأربعون

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل الثاني والأربعون:

لم

تريحه

تلك الكلمات وهذا الاعتراف بل أضاف بذات الوجع:

-كفاية عليك الشيخ خليل…المحترم…اللي

مبيسبش

فرض…اللي

مبيرفعش

عينه في واحدة….اللي دايما بتثق فيه

وبتحبه

اكنك

مخلفتش

غيره…….

مظنش

اني لو مشيت وسبت البيت هتزعل..بالعكس

هتفرح

لانت تعابير “سلطان” الغاضبة

المنفعلة

وانعقد

لسانه..لم يتوقع أن تخرج تلك الكلمات ويظهر هذا الألم بنبرة وعين إبنه…ألم حقيقي..لا

يزيفه

أو يحاول

خداعهم

به…تراكمات نشأت بداخله منذ سنوات والآن يفجرها

بوجوهم

….لأول مرة يلزم الصمت أمامه…فقط يحاول أن يعلم ما يدور بداخله وبماذا يفكر وكيف وصل إلى هذا الحال..….

لم يهتم “جابر” بحالة أبيه..نظر نحو والدته والتي كانت

عاقدة

لحاجبيها

والاستنكار يأخذ مساره على وجهها…تقدم منها بخطوات بطيئة مستمعًا لصوتها الذي خرج

يعنفه

ويسخر منه ومن كلماته بذات الوقت:

-أنت بتقول إيه يا

موكوس

يا بن

الموكوسة

بقى إحنا مبنحبكش؟!!!

ابتسم لها بذات الألم

يكز

على فكيه بقوة، مجيبًا عليها بحدة وانفعال صدر منه رغمًا عنه:

-بضبط…

موكوس

…فاشل…صايع… بتاع بنات…مفيش منه فايدة ولا رجا….كل دول

القابي

وصفاتي….تيجي كدة نعمل مقارنة صغيرة بين كلامك مع اشرف وكلامك معايا؟ تيجي..يلا..يلا بينا.

رفع ذراعيه وضرب على صدره يشير نحو ذاته وبصوت رج أركان المنزل من قوته

وقهرته

وافتخاره

الزائف تلك المرة بهذا الكم من الصفات الذين

أطلقوها

عليه:

-أنا الفاشل….

والصايع

…..

والموكوس

.. أنا اللي

موريش

شغلانة

غير الكلام مع البنات انا……بس هو.

أشار نحو “أشرف” الصامت والذي

تسلله

الضيق الشديد نحو أخيه، متابعًا:

-هو حبيب أمه…لو عمل ايه برضو بتحبيه

وبدلعيه

…والله لو

شوفتيه

بيعمل الغلط قدامك

هتبرريله

وهتحطيله

مليون عذر….يا شيخة لما بشوفك

بدلعيه

ولا

بتحضنيه

ولا لما

بيختفي

عن عينك وأشوف

لهفتك

عليه قلبي بيتقطع….بس مش بسببه هو لا…انا

مبكرهوش

..ولا عرفت أكرهه..ولا أكره اي حد منهم…بس انا بكره الفرق اللي عملتيه ما بينا….

تجمعت الدموع

بمقلتيه

وعلقت غصة مريرة بحلقه…

صُعب عليه ابتلاعها..رغب بالمتابعة وإخراج ما بقلبه علة يرتاح ويصبح بخير وعلى مايرام…لكن إذا أضاف حرف آخر ستسقط دموعه أمامهم وهذا ما لا يحب

حدوثة

….

نطق “عابد” الذي لم ينال إعجابه ما يحدث وتحدث

مستغلًا

سكونه تلك اللحظات:

-هو انت فاكر أنهم عشان

بيحبوا

اخواتك عننا بشوية يبقى

بيكرهونا

…انت عبيط يالا…وايه

الشويتين

اللي انت عملهم دول.. إيه

الأفورة

دي…وايه

بنكرهك

دي !!!! الكلمة دي كبيرة أوي ومش في محلها…ولو احنا بعاد عنك فأنت السبب في ده…مش إحنا..

انتهى عابد فتابع نضال ما توقف عنده اخيه بنبرة يشوبها شيء من السخرية:

-احنا ملناش دعوة

بفشلك

ولا

بصياعتك

..

مترميش

قرفك

علينا الله يخليك…

هنا وضحك بصوت عالي…ضحكات سرعان ما باتت هستيريا لا يستطيع إيقافهم….

رفعت دلال يدها وبدأت بالضرب على صدرها بشكل متكرر والألم والوجع من أجل فلذة كبدها

حليفًا

لها..

رمق “خليل” أبيه فوجده على ذات الحالة..عينه لا تنزاح من أعلى إبنه الذي اتضح به اليوم جانب لم يظهر من قبل…

لوح جابر بذراعيه يتأسف لهم جميعًا ومحاولته

بالإيقاف

عن الضحك الذي

ادمع

عيناه مستمرة…

ثانية….اثنان وثلاث…..دقيقة كاملة وكان ينجح بالتوقف أخيرًا..أخذ نفسًا

عميقًا

..وهو يدس يده في جيبه يخرج مفاتيح سيارته ومفتاح المنزل

ويقذفهم

ارضًا

أمام عيونهم:

-مفاتيح العربية اهي مش

لازماني

…. وكمان مفتاح البيت…

كذلك أخرج محفظة نقوده ودفعها أيضًا على الأرض…

حاول العثور على شيء آخر يتركه لهم فلم يجد…وبعد أن انتهى جابت

حدقتاه

عليهم جميعًا…قائلًا:

-مش معايا حاجة تانية…انا ماشي

وانسوني

…زي ما أنا هعمل…..

قال الأخيرة

مندفعًا

من مكانه.. يولي الجميع ظهره….يحرر أخيرًا دموعه الذي حبسها كثيرًا……..

اتسعت عين دلال ولحقت به وهي تهتف

بأسمه

ودموعها هي الأخرى تهبط من أجله:

-متمشيش يا واد…انا بحبك يا غبي…هو في واحدة

مبتحبش

عيالها…واد يا جابر…

لكن لا حياة لمن تنادي…لم يهتم وكأنه بات أصم عن

هتافها

وصفع

الباب من خلفه..كادت تفعلها وتخرج من خلفه لولا الحاق نضال وخليل وعابد لها ومنعها من فعلها فلن ينصت أو يتراجع مهما فعلت………

اعتصر

أشرف قبضته وترك

اشقائه

يهتمون بوالدته وخرج هو يلحق به…

-جابر…جابر…استنى يا بني…

مسح دموعه

بأنامله

بحركة عنيفة ثم التفت إليه يصرخ به:

-مش

هستنى

ومتمشيش

ورايا…

سبوني

في حالي بقى

وارجعوا

لحياتكم

..

بادله

أشرف

صياحه

معقب:

-وانت فاكر اننا

هنعرف

لو

سبتنا

ومشيت….انت مصدق بجد اننا

بنكرهك

ومبنحبكش

…احنا حتى لو عايزين ده مش

هنعرف

…… وبعدين

هتسيبنا

وتروح فين احنا بنحبك يا متخلف….

هز جابر راسه بعدم تصديق ودموع تتجدد وعلى وشك

الانهمار

على وجنتيه، معلق بصوت

متحشرج

:

-كدب…وتبقى مصيبة لو

بتحبوني

وبتعملوا

معايا كدة..اومال لو

بتكرهوني

بقى…..

كاد يعلق أشرف لولا

اضافته

بألم:

-خليك عندك..انا مش عايز اشوف حد منكم ولا اتكلم معاكم…

عاد يوليه ظهره متابعًا سيره…توقف أشرف

واستجاب

لطلبه وظل يتابعه حتى اختفى تمامًا……

************************

قرع الجرس

فاتسعت

عين “خالد” بفرحة يطالع ابنه يردد:

-الاكل وصل..

صفق “وسام” الذي لم يتركه خالد وقام

بمصالحته

مخبرًا

إياه بأنه سيأتي له بطعام من الخارج…

مرددًا

بأعين تتابع والده الذي دنا من الباب وبيده محفظة نقوده:

-انا بحب بابي…..

ضحك خالد وفتح الباب

فتفاجئ

من تواجد جابر أمامه …وكانت حالته وهيئته

يعكسان

ما

يعايشه

ويصارعه

..

فعيناه

كانت حمراء

كالدم

والتعاسة

تصاحبه…و

حدقتاه

تفيض بالألم..

طرح سؤاله بوجهه

المنكمش

بذهول:

-مالك يا جابر؟؟؟ في ايه !!

تحاشى

النظر بعيناه مباشرة يجيبه بهدوء ونبرة لم

يعتادها

منه:

-سبت البيت..

وملقتش

غيرك

اجيله

…انت اول واحد جه في دماغي..ممكن ادخل؟

افسح له وهو يعتذر منه

شاعرًا

بالأسف

نحوه:

-أنا آسف اتفضل…

دخل وسار صوب الأريكة ودفع بجسده عليها..مبتسمًا بصعوبة شديدة

مداعبًا

خصلات وسام

المتفحص

لوجهه..

اغلق خالد الباب وتقدم منهم فقال وسام محدث جابر:

-جابر بابي زعلني وبعدين

صالحني

وطلب بيتزا..تاكل معانا؟

ازدرد

غصته

وأجاب رغم عنه:

-لا يا حبيبي الف هنا…

جلس خالد على المقعد يستفسر منه بقلق:

-مالك؟؟

اتخانقت

مع ابوك ولا إيه؟

نفى برأسه معلق بعيون شاردة:

-مش هو بس..ومع أمي.. وأخواتي..تقدر تقول اني انفجرت…يمكن عشان سكت كتير…كتير اوي..ويمكن عشان مكنتش بتكلم…بسمع

التهزيق

والتريقة

واضحك..يمكن يكون ده اللي خلاهم

يفتكروني

مبحسش

….

ضيق عيناه ولم يستطع فهم شيء سوى أنه تشاجر معهم..لكن السبب ما زال مجهول:

-لا براحة

وفهمني

..

أراح ظهره للخلف

زافرًا

بصوت مسموع..ثم بدأ يقص عليه ما حدث اليوم..وكيف جاء والد أروى وشقيقها

وتشاجروا

معه وكيف تدخل والده وفصل بينهم وأمره بالذهاب…..كما سرد عليه اتفاقه معه بالذهاب وطلب الفتاة للزواج…..وكيف انفجر بهم

كالقنبلة

الموقوتة وترك لهم كل شيء ورحل من المنزل دون أن ينظر خلفه.

لاح الضيق والاهتمام على وجهه خالد، ولم يتحدث أو يقاطعه طيلة حديثه…لم يكتفي جابر بهذا الحد بل تابع بألم:

-محدش فيهم فكر ليه بقيت كدة ومين السبب في كدة…مش شايفين اني محتاج اهتمام..محتاج احس اني مهم وانهم

بيحبوني

….

محتاجهم

جمبي

..محتاج ابويا

ياخدني

في حضنه

ويطبطب

عليا..محتاج أمي تدعيلي مش تدعي عليا…محتاج أخواتي يحبوني..

يصاحبوني

..انا

مبستحملش

حد فيهم يبقى زعلان…اه ساعات

بضايقهم

وبنتخانق

بس بحبهم عشان مليش غيرهم…ليه

محبونيش

زي ما بحبهم.. ليه مصممين يشوفوا الوحش وبس..واي حاجة حلوة بعملها معاهم

بتتمحي

؟؟

اعتصر

جفونه ورغم عنه سالت دموعه

لتتسابق

على وجهه أمام خالد يسترسل بنبرة جعلت الأخر يتعاطف معه:

-ليه خلوني ادور على كل ده برة…انا كنت محتاج احس اني شخص مرغوب فيه..عشان كدة

تابع خالد بدلا عنه

مقاطعًا

إياه:

-عشان كدة بتكلم بنات بعدد شعر رأسك.. عشان تثبت وتقول لنفسك انتوا مش حبني ومش

شايفني

غيركم بيعمل ده…

وبيجروا

ورايا…بس أنت مش صح يا جابر…مش صح أنك عشان تعوض نقص جواك

تأذي

غيرك..انت كدة عملت اللي

بيتعمل

فيك..

وبتأذي

بنات متعرفش تعامل أهلهم معاهم ازاي ولا إيه اللي دفعهم

لكدة

….انا مش بدافع عنهم ولا بقول هما صح بس يمكن يكونوا

بيعانوا

هما كمان

وبيعوضوا

حاجة

نقصاهم

أزال جابر دموعه براحة يده،

منصتًا

لبقية حديثه:

-ابوك لو مكنش بيحبك مكنش فكر فيك…اصل البنت هتفرق ايه مع ابوك؟؟؟

متفرقش

معاه في حاجة انت اللي تفرق معاه عشان كدة فكر فيك

وعايزك

تفوق

وينقذك

قبل ما تغرق أكثر…عايزك تتحمل المسؤولية ونتيجة أفعالك…وبعدين بتقول ابو البت وأخوها جم

واتخانقوا

معاك وأخوها ضربك وانت ضربته..تفتكر بقى عمل إيه في أخته ؟؟؟؟؟

صمت لحظات

وتعاطفه

وشفقته

نحو جابر تزداد رويدًا رويدًا:

-لو عايز نصيحتي وافق يا جابر..و

وريهم

انك مش فاشل..وانك راجل

بيتحمل

نتيجة

افعاله

وريهم

انك مش صايع..اتغير..وقرب من أخواتك…

حببهم

فيك….وبعدين عندك عابد ونضال اللي زيهم زيك بضبط شايفين معاملة والدك مع خليل و والدتك مع اشرف ومع ذلك

معملوش

زيك….

انتهى

زافرًا

بقوة

مربتًا

على كتفيه مغير نبرته يرغب

بإضحاكه

:

-اقول عليك إيه يا شيخ…لا شيخ ايه..اقول عليك إيه يا مقطع السمكة

وديلها

نكدت

عليا وعلى الواد شوف

بيبصلك

إزاي…

حول جابر بصره نحو وسام فوجده

يحملق

به بحزن من أجله..

ورغم عدم قدرة الصغير على فهم واستيعاب حديثهم إلا أنه أدرك من بكاء جابر وبعض كلماته أن أهله هم السبب بذلك..رفع يده الصغيرة ومسح بها على وجنتي جابر يزيل دموعه… متمتم

بطفولية

أسرت قلبه..

راغبًا

بالتهوين

عليه:

-متعيطش انا بحبك..

وبابي

كمان بيحبك..

وابرار

بتحبك..وثراء.. وداليدا…

انتهى ينظر لأبيه يطلب منه:

-بابي.. هات لجابر بيتزا..

وشوكلت

..

ابتسم له خالد ورغب بمتابعة مرحه يتساءل:

-بتقول

سبتلهم

العربية

والمحفظة

اومال جيت ازاي؟؟ انت بطير ولا إيه؟

نفى جابر يخبره:

-لا كان معايا خمسة جنيه

مدورين

.. فضة يعني ركبت بيهم أتوبيس الشعب..

ضحك خالد وقال وهو ينهض:

-أنا

هطلبك

بيتزا عشان تاكل معانا و

قاطعة جابر بمرح طفيف رغم ما يعتريه من أوجاع:

-لا

مبتشبعنيش

أنا عايز كفتة مشوية…

***********************

-أنا عايزة ابني يا سلطان…عايزة ابني يا أشرف.. عايزة ابني يا عابد..عايزة ابني يا نضال..عايزة ابني يا خليل…

اتصرفوا

و

رجعوه

..

تحدثت دلال

بشهقات

تصدر عنها ودموع لا تتوقف منذ أن فارقها وخرج من المنزل…

ربت خليل على ظهرها مغمغم بحنان وضيق:

-اهدي يا أمي عشان خاطري..وهو

هيرجع

هيروح فين يعني..

زاد بكائها قائلة

بنحيب

:

-انا قلبي واكلني عليه..ده

فاكرنا

مش بنحبه…والله العظيم بحبه يا خليل…

ثم نظرت لزوجها القابع أمامها على الأريكة يدفن وجهه بيده

شاردًا

بأفكاره وبعض الذكريات والمواقف تعاد أمام أنظاره..تتابع:

-أنا بحبه يا سلطان…لقيه

وهاته

عشان خاطري…

انتهت تنظر

لعابد

الذي أخرج هاتفه وجاء

برقمه

….قائلًا:

-أنا بتصل عليه اهو…ولو

مردش

هكلم خالد ممكن يكون عنده….

صك “نضال” على أسنانه فرغم كل شيء إلا أنه قلق حياله وينشغل قلبه عليه…يتمنى أن يكون بخير…ويفوق من تلك الغيبة التي طالت كثيرًا……

نهض أشرف من مكانه واقترب من الشرفة

غاضبًا

من أخيه..ومن ذاته..ومن

اشقائه

..و والده و والدته..أي من الجميع…….

لم يجيب جابر على عابد مما جعله يأتي برقم خالد الذي كان على وشك الاتصال بهم

وإخبارهم

بتواجده بمنزله…

-الو…جابر عندك يا خالد؟؟؟

سأله بلهفة حاول إخفائها

فوصله

جوابه:

-ايوة..قاعد مع وسام برة…وكنت لسة

هكلمكم

..جابر زعلان اوي يا عابد

وحاسس

انه منبوذ..ومش شايف غلطه..وده مش صح..

تنهد عابد

بأرتياح

وتحدث بصوت عالي يبلغهم بتواجده بمنزله:

-جابر عند خالد في البيت..

اطمنوا

تنفست دلال الصعداء..تحمد ربها…كذلك تسللت الراحة قلب سلطان.. أشرف..خليل..ونضال..

تحرك عابد

مبتعدًا

عنهم يجيب على كلمات خالد

متجاهلًا

مكالمات وئام

المُلحة

:

-عارف يا خالد..خليك معاه..وفهمه..فهمه اننا بنحبه…..مهما عمل ومهما قال بنحبه…

-حاضر.

اغلق معه فوجدها لاتزال مستمرة

بأتصالاتها

… أجاب عليها بصوت

مختنق

:

-نعم…

هزت قدميها بقوة وعنف وهي تجلس على طرف الفراش تتساءل

بصياح

:

-كنت بتكلم مين و

واخدك

اوي كدة ومش عايز ترد عليا ها؟؟؟

لم يعجبه طريقتها بالحديث فلم يرد أن تطاول معه أكثر ويصل الأمر بأن

تحادثه

هكذا أمام أحد، مغمغم بحدة:

-بكلم اللي بكلمه..ايه اسلوبك ده وايه صوتك ده؟؟؟؟

-يعني إيه بتكلم اللي بتكلمه….

هنا واتخذت الصمت

رفيقًا

لها

لثوانِ

، مخمنة مع من كان يتحدث:

-أنت كنت بتكلم فاتن صح؟

ومتكدبش

انا عارفة أنك كنت

بتكلمها

..

اعتصر

جفونه

وقبضته

معًا، مغمغم بقوة:

-أنا مش ناقصك…واه

اعتبريني

كنت

بكلمها

مدام انتي مصدقة ده…

************************

طلت “رحمة” برأسها من خلف الباب بعد أن طرقت عليه

طرقتان

متتاليتان

….قائلة بمرح وهي تطالع ابنتها

المتسطحة

على الفراش بعد أن أخذت

حمامًا

دافئًا

:

-ممكن أدخل؟

ردت “وعد”

تشاكسها

:

-يعني لو قلت لا مش

هتدخلي

مثلا..ما أنتِ

هتدخلي

برضو تعالي يا ماما…

دخلت بالفعل و أغلقت الباب خلفها..ثم أخذت

مكانًا

لها بجوار ابنتها…

طالعتها

بحب

محاوطة

وجهها بين راحة يدها، معترفة لها:

-كنت رايحة أنام..بس قولت قبل ما انام اقولك كلمتين

محشورين

في زوري…

هزت رأسها

وغمرها

الفضول فقالت رحمة:

-عايزاك تعرفي اني بحبك…مهما قسيت عليكي برضو بحبك..وان

قسوتي

دي من حبي ليكي واني عايزاكي تكوني دايما احسن واحدة…حتى احسن مني أنا..انا بعمل ده لمصلحتك..ممكن طريقتي تكون

بتزعلك

بس أنا كدة ربنا خلقني كدة دبش..

منحتها وعد بسمة واسعة تعلق بحب وهي تقبل يدها:

-عارفة يا ماما…عشان كدة لما بزعل برجع افكر

نفسي أن محدش

هيحبني

زي ما أنتِ بتحبيني ومدام

بتزعقيلي

على حاجة تبقى الحاجة دي غلط..بس اعمل ايه انا كدة ربنا خلقني دماغي ناشفة

ودبش

زيك…

تركت وجهها

ولكزتها

بطريقة مرحة تعقب:

-انا اقول على نفسي بس أنتِ متقوليش يا كلبة..

ثم تنهدت

وبدات

بسمتها

بالاختفاء

والتبخر

تدريجيًا تتذكر ما شعرت به واحتل كيانها بعد إدراكها لاختطاف ابنتها…فـ بالله كان قلبها على وشك الوقوف…شعرت بانها سيحدث لها شيء وتفقد الحياة…لكن ما أن علمت بخبر ايجاد أشرف لها حتى سعدت وشعرت بانها قد استعادت روحها من جديد…

-أنا كنت هموت انهاردة….كان نفسي بس اشوفك

واتاكد

انك كويسة..قلبي كان

هيقف

..حمدالله على سلامتك يا حبيبتي..

مالت وعد برأسها تقبلها على وجنتيها..ثم احتضنتها واضعة رأسها على صدرها، قائلة:

-الله يسلمك يا ماما…

تغلغلت السعادة قلب رحمة وقالت تقترح عليها:

-ايه رأيك أنام جمبك انهاردة

وندي

ابوكي

الصابونة

تحمست وعد وصاحت بفرحة وهي تخرج من أحضانها:

-الله..انا موافقة

جــــــــــدا

وبالفعل تمدد

الأثنان

واخذتها

رحمة داخل أحضانها

جاعلة

إياها تتوسط صدرها…

مغلقين

الأضواء…ذاهبين

بسبات

عميق والفرحة لا

تسعهم

***********************

آتى “نضال”

برقمها

وانتظر جوابها عليه…

راغبًا

في

التساير

معها.. والتخلص مما يعتريه…على يقين تام بأن الحديث معها

سيريحه

ويجعله يهدأ…

ردت عليه بعد

ثوانِ

فقط بصوت هادئ:

-ألو…

زفر، قائلًا بضيق واضح على نبرته:

-أنا مخنوق يا داليدا…مخنوق أوي..

قلقت عليه وقالت

بأهتمام

:

-مالك يا نضال؟

عض على شفتاه وقلب عيناه

بيأس

قبل أن يجيب ويسرد ما حدث مع أخيه:

-جابر ساب البيت ومشي…

اتخانق

معانا وصوته علي على بابا وماما وعلينا كلنا..

شايفنا

مش بنحبه…مضايق عشان بنقول عليه صايع وبتاع بنات وفاشل…

بيحسسنا

اننا

بنفتري

عليه…غيران من أشرف عشان امي بتحبه شويتين زيادة..ومن خليل عشان قريب من بابا….

علقت داليدا محاولة بثه الراحة والطمأنينة:

-بس انتوا

بتحبوه

… وأنت لو مكنتش بتحبه مكنتش

اضايقت

ولا حطيت الموضوع في دماغك…يمكن

غلطكم

الوحيد انكم مش

بتبينوا

الحب ده…اتكلموا معاه..وحاولوا تقربوا منه..يمكن حاله يتعدل..

تنهد بصوت عالي

مبدلًا

مسار الحديث:

-سيبك خلاص..لما نشوف ايه اللي هيحصل بكرة..قوليلي منمتيش ليه لحد دلوقتي؟

ردت بنبرة

غلفتها

بالمرح تنوي التخفيف عنه مثلما كان يفعل معها اليوم وحاول

إضحكاها

حتى نجح بهذا:

-كل ما اجي انام افتكر واحد كدة وهو هيموت

وبيشحت

البوسة و واقف على السرير

وبيهرب

من البلكونة زي الحرامية…

تبسم وجهه مغمغم بمرح بسيط:

-متفكرنيش..كل ما افتكر اني بعد

البهدلة

دي

مخدتهاش

بتحسر

وبنقهر

…وبعدين

بتفكريني

ليه أنا مجنون وممكن تلاقيني عندك دلوقتي..

قهقهت

قائلة:

-لا خلاص انا اسفة..وبعدين أهدأ بقى ها أهدأ..

-ما أنا هادي أنتِ اللي

فكرتيني

….

هنا وتذكر ما حدث اثناء تناولهم الطعام وكيف وافقت على السفر و اقترحت لعب “الشايب”

فصاح بغيرة:

-أنتِ ازاي يا بت أنتِ توافقي تسافري مع قريبك

السمج

ده

وتبعدي

عني..لا ومش

مكفيكي

كدة..لا عايزة تلعبي الشايب كمان…ده انا كان نفسي امسك في

زمارة

رقبتك…والعب انا في وشك

اخليهولك

شبه خريطة العالم…

كبحت

ابتسامتها مرددة:

-ايه ده انت بتغير ولا إيه؟؟

-اه يختي بغير…

وبشيط

..

وبطلع

دخان من وداني..

اتصرفي

انا عايزك

متسافريش

قوليلهم

مش عايزة

قوليلهم

مليش مزاج اي حاجة بس

متطلعيش

معاه..

-مينفعش البنات

هتزعل

ولو على مؤنس فهو زي اخويا و

قاطعها بغيرة باتت اقوى:

-اديكي قولتي بلسانك زي.. يعني مش اخوكي…ده ابن عمتك…بقولك إيه

متعصبنيش

…. يعني ايه

تسافروا

وتقعدوا

في مكان واحد…لا بجد ******

اتسعت عيناها من ذلك اللفظ الذي أطلقه من فمه، قائلة بعتاب:

-نضال عيب كدة.. وبعدين انت مش

بتثق

فيا ليه؟

رد يبرر:

-ايه دخل الثقة دلوقتي..اكيد بثق فيكي بس كمان بغير عليكي..

مبحبكيش

تكلمي راجل غيري..ولا تضحكي لغيري…ولا

تهزري

مع غيري…مش تحكم مني وفرض سيطرة…على قد ما هو خوف من اللي قدامك ومن نيته..أنتِ

تتحبي

يا داليدا وقوي وده اللي

بيخوفني

……

ظهرت السعادة على وجهها من كلماته التي

لامستها

وجعلتها ترغب في رؤيته ويلقي حديثه ذلك

وجهًا

لوجه……

قائلة دون أن تشعر:

-وانت كمان

تتحب

يا نضال..ومش عايزاك تخاف عشان عيني مش شايفة غيرك وقلبي كمان مش عايز غيرك..

لم يصدق ما سمعه للتو…أهذا اعتراف صريح بأنها تعشقه

وتبادله

مشاعره؟؟!!!

تقوس فمه ببسمة واسعة غير مصدق

متسائلًا

:

-يعني إيه عيني مش شايفة غيرك وقلبي مش عايز غيرك؟؟؟ أنتِ

بتـ

قاطعته بتوتر مدركة ما فعلته وكيف ذل لسانها:

-تصبح على خير يا نضال..بكرة هبقى اكلمك

ومضايقش

نفسك….سلام….

أغلقت لا تنتظر سماع جوابه….زادت بسمته وحدق بالهاتف

واعترافها

وذلتها

بالحديث تتكرر على مسامعه مسببة في تسارع

خفقاته

************************

بعد منتصف الليل، ارتفع رنين هاتفها بالغرفة بهذا الوقت مسببًا في

إستيقاظها

وإستيقاظ

والدتها التي

حثتها

على الرد او قفل الهاتف بصوت

ناعس

واعين مغلقة…

التقطت “وعد” الهاتف و وجدته هو…

سيطر عليها القلق من اتصاله بهذا الوقت الذي تخطى منتصف الليل

ونهضت

من جوار والدتها

والجة

دورة المياة تجيب عليه بداخلها…

-ألو…

آتاها

صوته

هادئًا

على غير العادة:

-وعد ممكن تخرجي

وتقابليني

في المكان بتاعنا..

دهشت من طلبه الذي سبق لها وطلبته

وتشاجر

معها وارتفعت نبرته لخروجها بهذا الوقت..

ابتسمت بسمة جانبية تجيب برفض:

-لا مش ممكن… الوقت متأخر وأخاف

اتخطف

تاني يا عم..وبعدين انت

قايلي

خروج في الوقت ده مينفعش..بتغير كلامك ليه بقى؟؟؟

رد بهدوء

تغلغلة

ترجي بسيط يخبرها بمدى احتياجه لها بهذا الوقت

خصيصًا

:

-عشان انا محتاجك دلوقتي…عايز اتكلم معاكي يا وعد…عايز..

لم تدعه يتابع

مخبرة

إياه

بموافقتها

وهبوطها

في الحال….

-أنا جاية

حالًا

خرجت من دورة المياة بهدوء تام وحرص شديد..موجهه بصرها نحو والدتها تتأكد من نومها…وما أن تأكدت حتى بدأت بالتحرك بحذر

منتشلة

معطف طويل

وارتدته

فوق ملابسها تاركة خصلاتها

منسابة

محاوطة

وجهها…ثم جاءت

بالمفتاح

وانطلقت من الغرفة مغلقة الباب بهدوء شديد…..

خرجت من الباب

وخطت

نحو البوابة

لتتذكر

على الفور أمر البواب الذي يجلس عقب منتصف الليل ويبدل

بالصباح

مع البواب الآخر…ضربت على جبينها فكيف لها أن تنسى امره وكيف لها أن تخرج بهذا الوقت..من المؤكد بأنه

سيفضح

امرها إذا فعلتها…

ظلت تقترب حتى وقفت جوار شجرة…فشعر بها  الكلب مما جعله ينبح

عاليًا

فقامت برفع

سبابتها

أمام شفتيها

تحثه

على الصمت مغمغمة بخفوت:

-هش

هتفضحني

وهتقفش

وكأنه فهم ما تريد

واستجاب

إليها

لازمًا

الصمت

معاودًا

النوم….سرقت نظرة نحو البواب فوجدته

مستيقظًا

يرتشف

بتلذذ

من كوب شاي ساخن…

انتظرت لبعض الوقت حتى كادت تتجمد..

مجيبة

على أشرف الذي رن من جديد تخبره بخفوت:

-مش عارفة اطلع البواب

مرزوع

..و…

صمتت تتابع

نهوضه

وابتعاده عن البوابة تاركًا إياها مما جعلها تختبئ خلف الشجرة التي تقف جوارها….واتسعت بسمتها وقالت تخبره:

-اقفل اقفل انا جاية…

تسللت خلسة وبسرعة شديدة قبل أن يراها ويعود مكانه ذاهبة نحو المكان المنشود…

وصلت إليه فوجدت أشرف

بأنتظارها

…لمعت عيناه وتحرك من مكانه

مباغتًا

إياها

بأحتضانه

لها…..

ضمها إليه…

دافنًا

وجهه في ثنايا عنقها….ويداه

تحاوط

خصرها…

مشددًا

من جذبها نحوه…..

موصدًا

جفونه بقوة، قائلًا بصوت مكتوم:

-انا محتاجك اوي يا وعد…..مضايق..على قرفان على مخنوق….ومفيش غيرك جه في بالي..كنت عايز أشوفك…..

ابتلعت ريقها وجابت عيناها من حولهم فالمكان خالي لا بشر فيه ولا حركة…

أضاءة

خافتة للغاية…وهو وهي فقط….

ترددت

وتبعثرت

مشاعرها مما يحدث وهذا العناق…تألمت من حديثه

واستماعها

لتلك النبرة الجديدة تخرج منه…

رفعت يدها بجرأة

وربتت

على ظهره تتساءل بهدوء دون أن تحاول الابتعاد او التحرر من احتلال

عناقه

لجسدها

:

-مالك يا أشرف احكيلي..

قالتها

وأصابعها

تتسلل إلى

خصلاته

..

تدسها

بهم

مستمعة

لجوابه

:

-مش عايز اتكلم…عايز احضنك وبس.

ألجمها

..وتسبب بسير رعشة بجسدها….شدد من ضمها أكثر مما جعلها تعلق بمرح:

-عليا

الطلاج

أبويا لو شافني أو حد من عمامي

ليموتوني

ويغسلوا

عارهم

بأيدهم

ابتسم على كلماتها

وأجاب

دون أن يبتعد:

-أنا كاتب عليكي يا بت.

-لا مدام كاتب عليا فل.. احضن يابا

ميهمكش

انطلقت

ضحكاته

على كلماتها المرحة التي جعلته يضحك عنوة…

مبتعدًا

عنها…

سعدت

لتمكنها

من

إضحاكه

وتغيير مزاجه

المتعكر

توقف أخيرًا وجاب

بحدقتاه

على خصلاتها

المنسابة

..رفع يده

ومررها

عليهم مغمغم:

-شكلك حلو أوي…

لا تعتاد على مثل تلك الكلمات..حبست أنفاسها..وظلت تحدق فيه فقط..لا تتمكن من الايجاب…

اما هو فلم يتمكن من كبح تلك الرغبة التي

اعترته

ومال عليها تدريجيًا برأسه حتى أصبح بمستواها مقبلًا وجنتيها بقبلة عميقة

شغوفة

اغمضت جفونها تلك المرة وانتظرت ما بعد ذلك…لكنها فتحت جفونها بعدما شعرت

بابتعاده

وبأن أنفاسه لم تعد قريبة كما كانت…

وجدته ابتعد واكتفى بتلك القبلة فقالت باستنكار وسخرية:

-بس كدة !!!! ده انت لو

بتبوس

بنت أخوك مش

هتبوسها

كدة….

انتهت واضعة يدها على فمها…واتسعت عيناها مما تفوه به لسانها الأحمق…

فاضحًا

شأنها أمامه…

-أنتِ قولتي ايه !!!!

قالها بشيء من الصدمة والبسمة تغزو شفتاه…ابتلعت ريقها وقالت قبل أن تركض من أمامه خجلًا:

-مقولتش….تصبح على خير….

تركها ترحل وكلما تذكر تلك الجملة تبسم وجهه…..

سار خلفها وتابعها يتأكد من دخولها المنزل…

فوجدها تقف مع البواب وتصرخ عليه محاولة إنقاذ ذاتها:

-بكرة الصبح هقول لعمو مروان عليك..حلو اوي ده سايب البوابة وخرجت ودخلت وانت ولا على بالك..عارف لو عرفوا هيعملوا فيك إيه..

ارتبك البواب وتساءل بخوف:

-ايه؟؟

أخبرته كاذبة:

-هيعملوك شاورما…بس يلا أنا طيبة وانت طيب برضو وهداري عليك ومش هقول لحد انك سبت البوابة وانا عرفت اخرج منها…..

***********************

في صباح اليوم التالي، فتحت دلال الباب لذلك الطارق بهذا الوقت..بعيناها الباكية فالنوم قد فارقها بالليل ولم يزورها الا لساعة واحدة فقط…..

تهلل وجهها وتبدلت حالتها تمامًا وهي تراه أمامها من جديد….

لم تنتظر واسرعت باحتضانه وضمه بحب واشتياق كأنه قد غاب لسنوات وليس لساعات فقط..

بادلها عناقها مستمع إلى كلماتها المعاتبة:

-بقى احنا مبنحبكش ومش بنحب غير أشرف وخليل وبس يا حمار…ده أنت حبيب قلبي…ده انت لما بتسيب البيت قلبي بيتقطع عليك…انا منمتش من امبارح انا وابوك عشان انت مش في البيت..تعالى…ادخل يلا..

سحبته من ذراعيه بعد أن قطعت هذا العناق….و ولجت إلى الصالون المتواجد به زوجها الممسك بمصحف صغير يقرأ منه…

استمع لكلماتها وصوتها القريب المهلل الفرح…فقال بخفوت وهو يغلق المصحف الشريف.

-صدق الله العظيم.

دخلت الصالون ومعها جابر…نهض سلطان وطالعه بنظرات لم يستطع جابر تحديد ماهيتها…

لا يدرك بأن قلبه سعد لعودته…وبانه يرغب بعناقه وضمه…..

لم يتمالك سلطان ذاته مدركًا بأنه سببًا فيما توصل إليه ابنه…فكان عليه أن يتعامل معه بطريقة أخرى كي يتقبل منه النصيحة…لكنه اتبع الجفاء…والنبرة العالية الأمرة..لم يحتويه…وظل يرشده إلى الصواب..بل يأس منه وتركه يفعل ما يشاء…..جعله يشعر بأنه يفضل أخيه الأصغر عليه…والآن لن يكرر ذلك الخطأ…ولن يتركه…سينقذه وينتشله مما هو فيه…..متبعًا اسلوبًا وطريقة أخرى كان عليه إتباعها منذ البداية….

التهم المسافة بينهم واحتضنه بقوة…..عناق جعل الآخر يدمع وينزف قلبه……..فقد اشتاق لهذا الحنان….وتاق إليه كثيرًا…..

مغمغم بكلمات مرحبة بعودته:

-نورت البيت…نورت بيتك يا بني…

ابتسم جابر ولم يعلق……

ابتعد سلطان عنه يحدق بوجهه وكان على وشك اخباره بتراجعه عن حديثه معه….لكن سبقه جابر قائلًا برأس مطرقة للاسفل:

-أنا موافق اتقدم لـ اروى يا بابا………..

يتبع.

فاطمة محمد.

رأيكم وتوقعاتكم ومتنوس الفوت عشان الفصل يوصل لـ ٦٠٠ فوت❤️💫

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق