رواية كارثة الحي الشعبي الفصل الثالث والعشرون 23 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الثالث والعشرون

الفصل الثالث والعشرون

الفصل الثالث والعشرون

تفاعل حلو بقى وفوتات كتير عشان اتمسح مني وكتبته تاني 🙂🙂🤦🏻‍♀️

_______________

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل الثالث والعشرون:

-وأنا مش موافق.

حافظ على بسمته مكررًا طلبه للمرة الثالثة، رافضًا تقبل ذلك الرفض:

-وأنا بطلب من حضرتك أيد وئام..

ارتفع جانب فمه ساخرًا منه وهو

يرمقه

بنظرة شاملة:

-ده انت

مبتفهمش

بقى..بقولك مش موافق.

أخذ نفسًا عميقًا حبسه داخل صدره لحظات ثم زفره دفعة واحدة

موضحًا

له ما

يعايشه

:

-صدقني انا بحبها..وافق ومش

هتندم

..اقسم بالله بحبها..

وهشيلها

في عيوني..

لزم مروان الصمت، فقط يحدق به بنظرة عميقة…ثوانِ وكان

يباغته

بسؤاله قائلًا

بترقب

وهو يعقد ساعديه أمام صدره:

-طيب لنفترض دلوقتي اني فضلت مصمم على رفضي..وانت فضلت مصمم على طلبك..هتعمل ايه؟؟

هتجوزها

من ورايا مثلا؟

هز رأسه يمينًا

ويسارًا

ينفي تلك الفكرة تمامًا، قائلًا بنبرة

ملتاعة

.. تحترق بنيران العشق:

-مستحيل اعمل كدة، بس كمان مش

هستسلم

..يعني لو اي دكر فكر بس يتقدملها

هسيح

دمه فعلًا..

وهفضل

اطلبها..مش

هبطل

ولا

هستسلم

..لحد ما توافق…

تبسم وجه “مروان” فلم يخيب ظنه..وفعل ما توقعه..متيقنًا بتلك اللحظة بأنه يستحق ابنته وبجدارة..

انتابه

الأمل مع رؤيته لتلك البسمة التي احتلت وجه أبيها…والذي هتف

مبديًا

موافقته على طلبه للزواج بها:

-وأنا موافق…

تراقص قلبه…وازدادت خفقاته من فرحته الشديدة…الكبيرة…فلا يتواجد شخص سعيدًا مثله بتلك اللحظة…..

مردد بعدم تصديق:

-أنت بتكلم جد مش كدة؟!!!

شارف على

اجابته

كي يخبره بأنه

صادقًا

…فمنعه عابد الذي أشار له بيديه متابعًا بلهفة وسعادة:

-انا خدت موافقتك خلاص…

استناني

ساعة هروح اغير واجيب أهلي واجي…

هرول من أمامه حتى أنه لم ينتظر موافقته

راكضًا

نحو منزلهم كي يخبر عائلته تاركًا مروان يبتسم ويتابع أثره

متراهنًا

مع ذاته بأنه سيكون سبب تغيير أبنته…..

تنهد مغلقًا الباب كي يخبر عائلته

وتتجهز

أيضًا…

_____________

ولج المنزل وهو ينادي على الجميع

مهللًا

راغبًا في حضورهم كي يستعدون للذهاب والتقدم لها…

حضر “أشرف” و “خليل”

مستفسرين

عن

صياحه

وكذلك دلال…

اقترب من والدته

محتضنها

حاملًا

إياها عن الأرضية ليبدأ دورانه بها…

تزامنًا مع حضور أبيه…جابر..ونضال…

-في ايه يا واد يخربيتك دوخت يا بن

الهبلة

نزلني

….

استجاب لها

محررًا

إياها من أحضانه مردد بحماس وهو يستعد للصعود لغرفته وارتداء الاجمل:

-وافق خلاص…

وهتجوزها

..يلا اجهزوا بسرعة قبل ما يغير رأيه انا مش ضمنه…

كاد يفارق مكانه

لتلتقطه

قبضه والدته

وتساؤل

أبيه:

-انا مش فاهم حاجة؟؟؟ اهدأ كدة وفهمنا..

-عمي مروان موافق أني اتجوز وئام.. وأنا قولتله ساعة

وهنكون

عندهم..

ظهرت السعادة على وجه والدته وكذلك

اشقائه

..فتحدث سلطان مقترحًا والذي سعد هو الآخر من أجله:

-طيب ما

تستنى

لبكرة

ما كدة كدة بكرة

هنروحلهم

عشان أخواتك…

أصر وتمسك بحديثه ألا وهو الذهاب اليوم قبل الغد:

-مفيش بكرة..هو انهاردة…يلا بالله عليكم

انجزوا

….

قال الأخيرة وهو يلتهم الدرجات

صاعدًا

لغرفته..

تبادل أشقائه النظرات المرحة وتحركوا كي

يتجهزون

بينما دنت دلال من زوجها

هامسة

له عقب رحيلهم:

-بقولك إيه بما أننا رايحين بقى انهاردة..يبقى بالمرة نطلب داليدا و وعد

لعيالك

..ما هو مش

هنفضل

نتنطط

كدة كتير عند الناس….

حاوط

سلطان عنقها مردفًا بمرح قبل أن يتركها ويصعد باتجاه غرفته..

-بقولك ايه أنتِ.

-ايه، قول

سمعاك

يا أبو أشرف؟؟؟

-اسكتي خالص مش عايز اسمع صوتك أو اقتراحاتك دي…

______________

-ازاي يعني مش فاهم؟؟؟ انت مش كنت مش موافق وقولت لابوه لما جه

وكلمك

أنها متقدملها عريس وانت موافق عليه ؟؟؟

ردد أيهم كلماته الساخرة عقب أخبار مروان عائلته عدا العشر فتيات بأن عائلة سلطان ستأتي بعد قليل كي يتقدمون لـ ابنته “وئام”.

لم يكتفي سليم بكلمات أيهم الساخرة وتابع بدلًا منه:

-ومش بس كدة ده كمان قال أنه

بيطفشه

بالذوق وأن عياله مش

بينزلوله

من زور…

علق مروان يسخر منهم هو الآخر كي يخفف تلك

المشاحنة

مدركًا غضبهم منه:

-سبحانه…مغير الاحوال..اهو عابد بقى

ينزلي

من زور..صحيت انهاردة لقيتني

ببلعه

عادي.. وبصراحة كوباية الماية ساهمت جامد في بلعه…

ضحك “بسام” على أخيه عاليًا معقبًا:

-عليك تخلف يا واد يا مروان

مشفتوش

على حد..ولا

هشوفه

بأمانه يعني..

أوشك ”

إياس

” و “آدم” بالتدخل لولا محمود الذي تدخل

مصفقًا

بيداه

موجهًا حديثه إليهم:

-كفاية

رغي

..واطلعوا اجهزوا دول قدامنا يعني ممكن في أي وقت

نلاقيهم

قدامنا…

وبالفعل تحرك الجميع وذهب كل منهم إلى غرفته…ولم تتبقى سوى علياء التي رمقته بنظرة أخيرة

حانقة

قبل أن تصعد هي الأخرى وتبدل ملابسها….

غائبين عن تلك التي

استرقت

السمع

لحديثهم

واسرعت

من خلفهم قاصدة غرفة وئام كي تخبرها بما أدركته للتو…

______________

انفرج الباب فجأة ولسانها لا يتوقف عن الهتاف

بإسمها

:

-وئام…وئام ..

وجدتها تجلس أمام المرآة ترتدي فستان طويل زهري اللون، لا يظهر أي شيء من جسدها..يناقض تمامًا اختياراتها و ذوقها…

وتلملم

خصلاتها للخلف…و ثراء بجوارها تقوم بمساعدتها…

نظرت لها من خلال المرآة تتساءل عن سبب

هتافها

ذلك:

-في إيه يا وعد؟؟

تفحصت

هيئتها

بتعمق

ثم سألتها بطريقة مباشرة

وبحماقة

لا تنتهي:

-هو أنتِ تعرفي أنه جاي مع أهله ولا إيه؟؟؟ معنى كدة أن أنا اخر من يعلم في البيت ده ولا إيه !!

-بتكلمي عن إيه؟؟ لو قصدك على العريس فـ بابا قالي انهاردة أنه في عريس جاي بليل

واداني

الفستان ده وقالي البسه..

انحنت جالسة على ركبتيها أمامها والبسمة تعود

لثغرها

مردفة:

-يعني أنتِ متعرفيش هو مين؟؟!

تبادلت النظرات مع ثراء ثم قطبت حاجبيها قائلة بهدوء بات يناسبها:

-لا معرفش، هو أنتِ تعرفي..

هزت رأسها بتأكيد

هامسة

لها والبسمة لا تغيب عن قسماتها:

-اه..بس عارفة لو قولتي لحد اني قولتلك

هبططك

.

انفعلت

وئام

وأردفت

بحنق:

-ما تخلصي يا وعد بقى..

-ايه ده أنتِ

بتزعقيلي

طب مش

قايلة

نهضت تنوي الرحيل

فلحقت

بها متمسكة بها مرددة بهدوء وجدية شديدة:

-خلاص خلاص..متزعليش قولي عشان خاطري…

عادت تبتسم قائلة بخفوت:

-العريس يبقى عابد توأم الواد ابو

قميص

بنفسجي وابن دلال على

سنح

و رمح…..

_____________

تأفف

“جابر” وهو يقف أمام المرآة بعدما ارتدى ما طالته يده من قميص أبيض وسروال أسود ومعطف أسود…حيث كان في حالة يرثى لها لما حدث اليوم من فشل مخططه..وفضح آمره أمامها..

فلا يغيب عن خلده تلك النظرة التي

حدقته

بها عقب مغادرة السائق…

حقًا

تمنى أن تنشق الأرض

وتبتلعه

كي يختفي ولا تطالعه بتلك الطريقة التي جعلته يتهرب بعيناه…

مستمعًا

لكلماتها

الأخيرة الموجهة للسائق الخاص بها:

-يلا يا عمو خلينا نمشي…

نفخ

ماسحًا

على وجهه وهبط من الغرفة سريعًا…بل من المنزل بأكمله فلم ينتهي أحد غيره…

اوقف إحدى سيارات الأجرة

واستقلها

وغاب

عن المنزل تاركًا تساؤلات

واستفهامات

عدة عن سبب غيابه.!!!!!

فقد انتهى الجميع وأصبحوا جاهزين وانتبهوا لاختفائه فـ أين هو؟؟؟؟؟؟؟

أخرج “عابد” الذي ارتدى قميص أبيض اللون وسروال أسود مطابقًا لملابس أخيه الغائب..هاتفه متمتم بوعيد وشر أمام عائلته بعدما جاء برقمه و وضع الهاتف على أذنيه ينتظر إجابته:

-اقسم بالله ما هيرتاح ولا هيهداله بال الا لما اشرب من دمه…ده وقت يختفي فيه المتخلف ده..

عقب “نضال” مقترحًا عليهم غاضبًا منه هو الآخر:

-يا عم لو مردش نروح إحنا..مضايقش نفسك..

اخفض عابد الهاتف وهو يحرك عيناه على الجميع مردد من بين أسنانه:

-بيكنسل…بقولكم ايه انا مش مستني حد يلا…

رفض أبيه معللًا:

-ازاي يعني..وبعدين هو احنا هندخل على الناس وايدنا فاضية ؟؟ اتنين من أخواتك يروحوا يجبولك بوكيه ورد، وكام علبة جاتوه…وان شاء الله يبان قبل ما يجوا بالحاجة…

فُتح الباب بتلك اللحظة وطل من الباب وهو يحمل بيد باقة من الزهور البيضاء التي تغلغلها بعض الورود الحمراء، واليد الأخرى تحمل علبة من الحلوى..

وخلفه رجلًا يساعده في حمل ما تبقى من علب تحوي على (الجاتوه) الملائم بتلك المناسبات مغمغم:

-خش بقى الله يكرمك حطهم جوه…

انصاع له الرجل تاركًا ما بيده وكذلك فعل جابر الذي خرج نقودًا محاسبًا الرجل الذي لم يكن سوى سائق الأجرة الذي استقلها بعودته….

-اتفضل يسطا متشكرين… وعقبالك…

رحل الرجل ونظر لهم للتو فوجد الصدمة..والدهشة..تحتل قسماتهم…

لانت ملامحه مشيرًا نحو الأغراض، متمتم:

-في إيه كنت بجيب ورد وجاتوه مينفعش ندخل وايدنا فاضية..يعني عيب بصراحة..ولا إيه؟؟؟

تبادلوا النظرات المدهوشة واسرع عابد بأحتضانه مربتًا على ظهره مردد بأمتنان:

-ايه ياض ده اول مرة احس أنك بتفهم وبتفكر…

ابتعد عنه ليحك جابر رأسه، قائلًا بمرح:

-مش عارف أنت بتعيب فيا ولا بتشكرني بس ماشي..يلا بقى..

ابتسم سلطان على تفكير جابر بأخيه، واقترب منه مربتًا على ظهره هو الآخر…

بينما همست دلال وهي تلوي فمها:

-يختي يتحسد..اول مرة يعمل حاجة عدلة..

تقدموا من الباب كي يرحلوا فأوقفهم صوت نضال تلك المرة…

-بابا..

التفت إليه أبيه بنظرات متسائلة…

تنحنح بوقفته قبل أن يقترح عليه:

-اشمعنا عابد انهاردة واحنا بكرة؟؟ ما تخلينا كلنا مع بعض…

هللت والدته موافقة على حديثه، قائلة:

-جدع ياض يا نضال..نفس كلامي… وكدة كدة إحنا عندهم فـ بالمرة بقى…

قلب عينا بملل رافضًا حديثهم:

-لا…احنا رايحين عشان عابد..وعيب اوي كلمة بالمرة دي..احنا اتفقنا مع الناس على ميعاد..يبقى نلتزم بيه…عابد بقى جه على غفلة وأبوها موافق واكيد قالهم دلوقتي..واكيد برضو أنهم ميعرفوش أننا ممكن نطلب داليدا و وعد..فخلينا زي ما احنا الله يباركلكم…يلا…

_______________

-أهلا..أهلا نورتونا..

تحدث “محمود” والد سليم وجد الفتيات بتلك الكلمات المرحبة بـ سلطان.. وعائلته..

قابل سلطان ذلك الترحاب بحرارة مغمغم ببسمة واسعة:

-البيت منور بصحابه…

ابتلع “عابد” لعابه بصعوبة منتظرًا تلك اللحظة التي ستأتي بها..ويراها ويشبع ذلك الشوق والحنين بداخله تجاهها…

نظر لتلك الباقة الذي يحملها وبسمة جذابة ترتسم على وجهه فـ حلمه الذي كان أشبه بالمستحيل..لم يعد مستحيلًا وعلى وشك التحقق…

رحب بوالدتها و والدها الذي لم يتردد تلك المرة بإظهار بسمته..والترحيب بهم بشكل جيد اختلف كثيرًا عما كان يفعله ويتعمده معهم من برود…

فقام بالابتسام بوجهه الجميع عدا “جابر” ذلك الذي لا يطيقه حتى الآن..فرؤيته فقط تغضبه..وتجعله يشتعل..رُبما لأنه كلما تطلع إليه لا يرى سوى نفسه..

رحبت علياء بـ دلال وكذلك فعل البقية معهم..أخذين منهم ما جاءوا به…عدا تلك الورود ظل متمسك بها حتى يراها..

أشاروا نحو الصالون وتحركوا تجاهه…وكان جابر الأخير..فظل يلتفت حول نفسه وكأنه يبحث عنها لكنه لم يجدها ولم تظهر حتى الآن…..

_______________

تقف بـ دورة المياه تناظر أنعكاس صورتها بالمرآة المعلقة القابعة بالداخل…ويدها تجفف آثار المياه على وجهها المبلل…

عضت على شفتيها بحماس وترقب للغد…الذي سيأتي به رفقة عائلته ويجلسون مع عائلتها ويطلبها كي تصبح زوجة له…

تركت المنشفة وخرجت من المرحاض ملتقطة هاتفها من أعلى الفراش…

جال بذهنها ما فعلوه من أفعال طفولية.. مراهقة..لا تتناسب مع أعمارهم…

ابتسمت بأتساع مغمغمة بخفوت هزل:

-وربنا العيال ما بيعملوا كدة..

ثم لاح الخبث والمرح على محياها مسترسلة حديثها مع نفسها وهى تتمدد على جوفها أعلى الفراش:

-بس ده ميمنعش برضو أني ابلكك تاني..

أطلقت ضحكة خافتة من فوها… سرعان ما باتت شهقة عالية لاقتحام وعد الغرفة مرددة على مسامعها بنبرة سريعة:

-بت يا داليدا..حمايا وحماكي..وحماتي وحماتك اللي هما هما تحت..جايين يطلبوا البت وئام لـ عابد..

______________

خطف “سلطان” نظرة نحو إبنه، ثم بدأ بحديثه المرح موجهًا إياه نحو رجال العائلة وتحديدًا مروان ومحمود:

-من غير رغي وكلام كتير..انا حابب اناسبكم واطلب بنتكم وئام لـ عابد ابني.

انتهى منتظرًا موافقتهم.. فأسرعت دلال تلاحقه بالحديث قائلة بابتسامة عريضة:

-لو كنا نعرف من قبلها والموضوع مجاش على سهوة كنا اتفقنا نطلب الـ ٣ بنات في يوم واحد..بس مش مشكلة احنا فيها أهو..ايه رأيك يا ابو داليدا..ايه رأيك يا ابو وعد…

حول سلطان عيناه نحوها هامسًا لها بخفوت شديد لم يصل لسواها:

-شكلك هتطلقي انهاردة يا أم أشرف..

رمقته بنظرة معاتبة لم تدم طويلًا…عائدة بحدقتاها نحوهم تترصد ردهم..

رغب نضال بالنهوض وتقبيل وجنتاها لما فعلته…بينما ضيق أشرف عيناه..وترقب تعقبيهم على احر من الجمر..

بينما همست رحمة لـ روفان:

-ازاي يعني الكلام ده؟؟؟ البنات مش جاهزة..

همست لها روفان قائلة:

-هنطلعلهم أنا وأنتِ ونخليهم يجهزوا بسرعة..

-ايه العك ده، فرقت ايه انهاردة من بكرة مش قادرين يصبروا..

تدخلت دلال مخمنة ما يتحدثان حوله، قائلة:

-على فكرة البنات زي القمر… وجمالهم رباني يعني لو نزلوا سلموا علينا باي حاجة برضو هيفضلوا قمر..وبعدين يلا بقى عايزين نفرح ونقرأ الفاتحة ونتفق…

ابتسم لها الاثنان ..واوشكت كوثر على التعليق وابداء رفضها ليسبقها محمود مردفًا:

-تمام معندناش مشكلة.. اطلعي يا روفان أنتِ و رحمة ادوهم خبر..وأنتِ يا علياء نادي وئام…

تلهف جابر لاستماع اسم ثراء متمنيا منادتها هي الأخرى لكن خيب ظنه وتحطمت آماله فلم يذكرها بشيء..

تحركت روفان..رحمة..علياء..قاصدة كل منهم غرفة ابنتها..

دخلت روفان على ابنتها لتجدها تجلس رفقة وعد..وأبرار التي آتت وشاركتهم منذ دقائق معدودة..

-أنتِ هنا يا وعد؟؟؟

-أه.

تنهدت بفرحة موجهه حديثها للاثنان:

-طيب يلا اجهزوا عشان الشباب عايزين يقرأو فاتحتكم مع وئام…

جحظت عين الاثنان وتيبسوا مكانهم كالتمثال..فصاحت بهم روفان وهى تصفق بيداها:

-يلا يلا انتوا لسة هتتصدموا…وأنتِ يا أبرار اخرجي نادي رحمة…

على الطرف الآخر…

طرقت علياء على الباب بخفة ثم ولجت دون أن تنتظر الرد..

وجدت ثراء تجلس أمام أختها ويتحدثون سويًا محاولة إقناعها بتلك الزيجة…فـ حتى الآن لا تدري ما ستفعله بالاسفل هل ستوافق وترضخ كما آمرها والدها..ام انها ستثور وتحرجه أمامهم…

بارحت مكانها وبؤبؤ عيناها يجوب على ابنتها التي كانت تبدو فائقة الجمال بوجهها الصافي الخالي من أدوات التجميل… وفستانها المحتشم…

حاوطت وجهها بين راحة يدها، مردفة بحب:

-ايه الجمال ده؟؟ تعرفي أن وشك احلى كتير من غير ميكب…

ايدتها ثراء قائلة:

-لسة كنت بقولها الميكب بيغير شكلك وبيكبرك…

مدت لها يدها كي تتشبث بها مرددة:

-طب يلا ننزل عشان مستنينكم تحت…وقبل ما ننزل عايزاكي تعرفي انك لو مش عايزة أو مش حبة انك ترتبطي دلوقتي..انا هبقي في ظهرك..وهوقف الجوازة…

_______________

هبطت الدرجات بـ رقة وخفه وعلى جانبيها كلا من والدتها واختها..

وقعت عينه عليها…ولم يستطع إبعادها عنها…متأملًا ملابسها و وجهها الذي بات أجمل بطبيعته…كذلك طريقة سيرها التي خلت من تلك العجرفة والغنج الذي اعتاد عليهم.

تململ “جابر” بجلسته وازدرد ريقه ينوي إصلاح ما حدث بينهم…لكن كيف !!!!!

لا يدري بالوقت الحالي..فقط ما يدركه بأنه يرغب بتصحيح الوضع..

خرج صوت “دلال” مردفة بنبرة عالية:

-بسم الله ماشاء الله…الله أكبر..ايه الحلاوة والجمال ده كله..تعالي يا عروسة ابني تعالي…

انصاعت إليها واقتربت منها فقامت الأخرى بجذبها داخل أحضانها ولسانها لا يتوقف عن المدح بها…

نهض عابد ينتظر دوره واقترابها منه هو الاخر…

انتهت من دلال و سلطان لتحثها والدتها على الترحيب بـ عابد..

وقفت أمامه بخطوات مترددة وأعين تتجنب النظر إليه…فقد فقدت تلك الشجاعة والجرأة التي كانت تتسم بهم من قبل..

مد يده لها بالباقة فأخذتها منه برقة أذابت به..وجعلته لا يغفل عن ذلك التغيير الجاري..

حاول جابر الحديث مع ثراء ولكن مع هذا الكم من الأفراد قرر التراجع بالوقت الحالي…

تحركت “وئام” وهي تحمل باقة الزهور متشبثة بها لم تتركها…

جلست جوار والدتها واضعة إياها فوق قدميها…واختها بجوارها تجلس على يد الأريكة…

مرت لحظات لم تخلو من النظرات المتبادلة المختلفة سواء كان بأشتعالها أو بحرجها من كلا جابر و ثراء…

وكذلك عابد الذي تشتت !!

وتسرب إليه بعض القلق حيالها فتلك ليست عادتها أو سلوكها…!

نفض كل ذلك مؤقتًا وانشغل بتلك اللحظة الذي انتظرها كثيرًا واليوم يحظى بها…

هبطت داليدا..و وعد رفقة والدتهم وكذلك أبرار التي ساعدت رحمة و روفان على تجهيزهم في وقت قليل للغاية…

فقد كانت هيئتهم بسيطة حيث ارتدت داليدا فستانًا باللون الذهبي يشابه الخاص بـ وئام…بينما أصرت وتمسكت وعد بسروال من الجينز…وكنزة قطنية اوشكت رحمة بسببها على الفتك بها..لولا فض روفان ذلك الشجار….

نهضت دلال مرة آخرى حتى تفعل معهم ما فعلته مع وئام متحدثة بسعادة طاغية:

-الله اكبر..الله اكبر..ايه الحلاوة دي يا عيال..ده أنا نفسي جزعت من حلاوتكم ..ومحتاجة احدق..

علقت وعد بطريقة مرحة:

-عندنا جوه جبنة قديمة مقولكيش…ولا اجبلك حتة فسيخ..

ضحكت رحمة كي تنقذ الموقف واضعة يدها على ظهر ابنتها لتقوم بغرز أظافرها بلحمها…

تألمت وعد وتمالكت وهي تصر على أسنانها..بذات اللحظة نهض أشرف ونضال..

أردفت روفان تشجع ابنتها على الترحيب بهم:

-سلمي يا حبيبتي..

دنت من دلال اولا ثم سلطان..واخيرًا جاء الدور على نضال الذي مد يده وبادلها السلام على مضض من تجاهها هامسًا لها بخفوت شديد:

-احلى مسا على الناس الكويسة اللي متبلكة..افك البلوك ولا بلاش..

إجابته من بين اسنانها وبصوت هامس هي الأخرى:

-بلاش..عشان هبلكك تاني..انا غلطانة اصلا اني فكيته..

انتهت منتشلة يدها من يداه..تحركت خطوتان فوقعت عيناها على جابر الذي كان يتابع ثراء بتركيز شديد..

قطبت حاجبيها واعتراها القلق الطفيف….غائبة عن عيون الآخر والذي انتبه لتلك النظرة الخاطفة نحو أخيه…

أما أشرف فقد كبح بسمته على ملابسها التي لا تناسب بتاتًا…

لاحظت محاولته في الا يطلق ضحكة عالية..فتناست من حولها وصاحت واضعة يدها في خصرها:

-ايه اللي يضحك..اراجوز واقف قدامك ولا إيه؟؟؟؟؟

انتبه الجميع لما يحدث…وتسلطت العيون عليهم…

توتر أشرف وحك مؤخرة رأسه وكاد يعقب لولا صوت رحمة مشيرة للفتيات الثلاث نحو المطبخ كي يعدون المشروبات ويحضرون الحلوى:

-وعد..داليدا..وئام..يلا.

وصل إليهم المغزى وتحركوا معًا ولم تتركهم أبرار أو ثراء….

مضى لحظات انتظروا وصولهم كي يقرأون الفاتحة ويتفقون على موعد الزواج…

-أنتوا ايه رأيكم عايزين خطوبة ولا نفرح ونجوزهم علطول..

رفض محمود تلك الفكرة واقترح عليهم:

-لا بلاش جواز علطول..الولاد ميعرفوش بعض لسة..لازم يعرفوا بعض اكتر الاول..

اعترض مروان مردفًا:

-بس أنا مش عايز كل شوية يكلمني ويقولي نخرج يا عمي ونتفسح يا عمي ومعرفش ايه يا عمي…انا معنديش الكلام ده…

تراقص قلب عابد واقترح مردد:

-خلاص ممكن نكتب الكتاب مع الخطوبة ايه رأي حضرتك؟؟

ابتسم مروان مستحسنًا اقتراحه…في ذات الوقت حضرت الفتيات وكل منهم تحمل صينية معبئة سواء كانت بالمشروبات أو الحلوى ويسيرون خلف بعضهم البعض..

رمقتهم دلال بفخر وإعجاب بهم قائلة:

-بجد ما شاء الله عليهم كلهم زي القمر..اه والله ومش بجامل على فكرة دي الحقيقة…ربنا يحفظهم يـــــــــارب..

برقت عين جابر وكاد يحولها تجاهها لولا ما حدث وارتطام قدم داليدا التي تتقدمهم بقدم الأريكة مما أدى إلى سقوطها رغمًا عنها…ولحق بها كل من وعد..وئام…اللتان كانوا يسيرون خلفها مباشرة…

هب جابر عن الأريكة هاتفًا بصياح ومرح لا يستطع السيطرة على ضحكاته التي انطلقت بالأرجاء عقب انتهائه من الحديث:

-الله اكبر..الدعوة رشقت..و وصلت بدري بدري….قد ايه أنتِ مبروكة يا أمــــــــاه…………

يتبع.

فاطمة محمد.

رأيكم وتوقعاتكم 💜💫

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق