رواية مغرم بك الفصل الثلاثون 30 – بقلم الهام رفعت

رواية مغرم بك – الفصل الثلاثون

الفصل الثلاثون

الفصل الثلاثون

الفصـل الثلاثـــــون

مُغـرَم بـكِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

استلقى على تخته محدقًا بالأعلى ليجد دون إرادة عيناه تدمع، استسلم زين لما هو فيه وبات غير قادرٍ على تحمل المزيد، دعس على قلبه وعشقه المستطير بداخله لها ليتركها، شعر بالضعف ليعاتب نفسه في الانسياق وراء مشاعره لفتاة لم تُقدّر علاقتهما لتظل كما هي، لم يندم على لمسه لها فتلك اللحظات التي قضاها معاها كانت كالماء له التي روت ظمئه وأحبها بكل ما حدث فيها، قال بأنفاس متذبذبة:

-بأحبك!!

صمت ليتذكر الوقت الذي جمعهما، أدرك بأنها كرهته حينها لكنها لم تعرف بأنه بالفعل يريدها، أحس بأنه شفى غليله منها لیتابع بغيظ:

-بس متستاهليش حبي ده، اللي عاوزوه أخدته وخلاص

ثم ابتسم كونه أول من لمسها، أرضى غروره بفعلته معها فهي تستحق ذلك منه لعدم احترام وجوده معها، تنهد بضيق ليعتدل جالسًا وعلى ثغره بسمة ساخطة، ردد باستياء ممن حوله:

-بس ليه محدش مهتم باللي أنا فيه، محدش ليه حس باللي جوايا، كأني مخلوق علشان أرضيهم بس على حساب سعادتي

دفن زين وجهه بين راحتيه بائسًا كون أن بداخله لم يرغب في بُعده عنها، تجلد قائلاً:

-هزعل ليه، بكرة تكون قدامي وأنا بتجوز ووقتها بجد هكون انتقمت، قدام عينيكي يا “لما” هتشوفيني مع غيرك، هتتعاقبي على كل اللي وصلتيني ليه!!

زفر بقوة ضجرًا لينهض من مكانه ثم توجه للمرحاض ليبدل ثيابه كي يستعد للقادم في مواجهتها……..!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

هتف بقسمات مقتطبة حين أخبرته بما حدث قبل مجيئه:

-يعني أيه ساب مراته وعاوز يتجوز نور، وسيادتك بكل بساطة مسألتهوش حصل أيه ومبسوطة إنه عاوز يتجوز بنت أختك!

نظرت له مريم الجالسة أمامه بحنق قائلة بلا مبالاة:

-هو أنا كان ليا رأي في البنت اللي اتجوزها، ولا حتى غصبته يسيبها، هو اللي جاي يقول طلقها وعاوز نور وندم

انتفض حسام من جلسته لينهض قائلاً بانفعال:

-هو لعب عيال، مكملش يومين على بعض وجاي يقول ندمت، مش بنت ناس دي وليها سمعة وأهل يسألوا عنها، أيه البرود بتاعه ده

ثم تحرك ليواجهه ويوبخ فعلته، حالت مريم دون خروجه من الغرفة حين نهضت واقفة أمامه فانزعج، هتفت باحتجاج:

-سيبه يا حسام، هو إنت هتغصبه ولا أيه، براحته واختياره صح وهو فعلاً كان غلطان لما اتجوز من البنت دي، نور لايقة عليه وأحسن منها ومتربية وعارفينها كويس

كلحت ملامحه ليفتح شفتيه ليرد عليها، لم تعطيه الفرصة لتكمل بنظرات ذات مغزى:

-واللهُ أعلم تلاقيها بنت مش كويسة، ولا تلاقيها مكنتش بنت أصلاً واستغلته، زين عاقل قوي وعارف هو بيعمل أيه، مش عيل خايب علشان نعاتبه على اللي عمله

نظر لها حسام مقتنعًا إلى حدٍ ما بكلامها، هو يعرف ابنه جيدًا وربما في الأمر ما جعله ينفر من الأخيرة، تابعت مريم محمسة إياه:

-سيبه براحته دا ابنك الوحيد، يمكن يكون مضغوط وزعلان دلوقت، عاوزين نفرحه ونقف جنبه أحسن ما نلومه ونزود همه

رد بتعقل:

-بس الناس هتقول أيه، هو شوية يا مريم، أكيد كلهم هيتكلموا، متنسيش إن أخوكي مناسب قريبتها وأكيد هيتضايقوا من اللي حصل ده

هتفت بنبرة غير مهتمة حملت العصبية:

-اللي يزعل يزعل، المهم عندي ابني وراحته، خلاص كلمت سلمى ومن بكرة هنروح نتقدم لنور ونجوزهاله………!!

_____________________________________

أخذ الغرفة ذهابًا وإيابًا وهو ينتظر خروجها من المرحاض بعدما مل من إنتظارها على الفراش، وقف آيان موضعه ثم حدق بالباب قائلاً بنفاذ صبر:

-اللهم طولك يا روح، بتعمل أيه جوه كل ده، دا لو مستني واحدة بتولد كان زمانها ولدت وعملت السبوع كمان

ثم نفخ ليتبرم في نفسه، تحرك ناحية الباب ليستعجلها ثم دقه مرددًا بضيق:

-زينة انا حمضت وأنا مستني، هتخرجي إمتى يا حبيبتي؟

من الداخل جلست على حافة المغطس مترددة في الخروج وهي ترتدي هذا الثوب الفاضح فهي ما زالت غير متأقلمة معه، لتظهر بشكل جيد اضطرت لوضع بعض المساحيق، لا تعرف لماذا؟، لكنها أحبت ذلك، مخادعة يتمنعن وهن الراغبات، انتبهت له يخاطبها فردت بنبرة مشدودة:

-خارجة أهو، ثواني بس

رد ساخرًا مما تفوهت به:

-من ساعتين قولتي ثواني وخارجة، بتعملي أيه جوه؟

ضيق الخناق عليهم لتغمغم بتأفف:

-قولت هيزهق وينام بس مش باين، مضطرة أخرج وأمري لله

رفعت صوتها لترد عليه على مضص:

-خلاص خارجة

ثم نهضت لتتحرك مقدمة قدم ومؤخرة أخرى، غطت نفسها بالشال لتستر نفسها وهي متوترة للغاية، وصلت للباب ثم فتحته ببطء فتهلل الأخير شغوفًا لرؤيتها، حين ظهرت أمامه هتف باشياق كما المسافر:

-حمد الله على السلامة يا حبيبتي

أحرجها بكلماته لذا ردت بعبوس:

-بتتريق حضرتك

ثم ازاحته بيدها لتمرق من أمامه فشهق لا يريد أن يتخاصما، تحرك ليلحق بها مرددًا بأسف:

-زعلتي ولا أيه يا حبيبتي مش قصدي

رسمت الضيق حتى تهرب من حصاره لها، جلست على طرف الفراش وهو أيضًا فارتبكت، تابع بغزل:

-أيه الجمال ده!!

ثم وضع يده على شعرها فانتفضت وهي تنظر إلى وجهه بقسماته الوسيمة، ردت مبتلعة ريقها بتوتر:

-ملكش دعوة بيا

تجاهل ما قالته ليستمر في وصلة الشوق تبعه هاتفًا بنظرات تمني:

-استنيت كتير يا حبيبتي، يعني زعل مش هديكي فرصة

ثم وجه بصره لشفتيها الصغيرة التي تملؤها الحمرة فذابت أوصالها من نواياه، تأمل وجهها الرقيق مرددًا:

-لسه خايفة مني ولا أيه؟

قبل أن ترد قطع لحظتها الرومانسية والخاصة دقات على الباب باتت فظة تثير الحنق، انزعج آيان قائلاً:

-أيه قلة الأدب دي!!، مين اللي بيخبط ده؟

-افتح يا حبيبي أنا مامي

سريعًا غطت زينة جسدها بالشال الذي انسدل من على كتفيها وتوترت، نهض إيان ليفتح لها وهو يتأفف في نفسه، فتح الباب فابتسمت له نور بزيف، سألت بسخافة وهي تلج الغرفة دون استئذان:

-بتعملوا أيه؟

نهضت زينة مدهوشة، تحرك آيان من خلفها مجيبًا بتلجلج:

-مافيش يا ماما عاوزة حاجة؟

نظرت نور لزينة بغموض جعلها مستغربة، قالت بمكر:

-كنت جاية أقولكم على خبر مش عارفة يمكن يخليكم تزعلوا من بعض، قـ قصدي يزعلكوا ولا أيه!!

وقف آيان أمامها جاهلاً عما تقصده، سألها بفضول:

-أيه يا ماما خير؟

ترقبت زينة ردها بشغف فردت نور مدعية الحزن:

-زين طلق “لما”

شهقت زينة واضعة يدها على فمها غير مصدقة ما تقوله، بينما هتف آيان باستنكار:

-مش معقول يا ماما، زين بيحب “لما” وكان هيتجنن علشان يتجوزها، أيه اللي هيخليه يطلقها

ردت رافعة كتفيها بعدم معرفة:

-معرفش أي حاجة، كل اللي عرفته إنه هيتجوز نور وهيعملوا فرحهم بسرعة قوي

بدا الغضب على ملامح زينة ثم وجهت نظرها نحو آيان، والذي نظر إليها لا يعرف ماذا يقول؟، خاطبته هي بتجهم:

-عاوزة أكلم “لما” واطمن عليها

هتفت نور بامتعاض:

-تلاقيها نكدت عليه، أصل باين معظم بنات اليومين دول ميستهلوش ولاد الناس المحترمين!!

أدركت زينة بأنها تلمح عليها، ردت بعدم رضى:

-وحضرتك شيفانا أيه، أنا كمان بنت ناس محترمين قوي

تدخل آيان سريعًا لينهي تلك المشادة بينهن:

-في أيه لكل ده، لو سمحتي يا ماما ممكن تتفضلي

وجهت نور بصرها ناحيته لتهدر فيه باعتراض:

-بتطردني يا آيان من أوضتك

بادر في الرد عليها نافيًا باحترام:

-لا يا ماما حضرتك فهمتي غلط، دا أنا أسيبلك الأوضة وتنامي مكاني

رمقته زينة بنظرات نارية ثم انتوت له، ابتسمت نور بغرور وهي تنظر شزرًا لها، قالت بمحبة وهي تضع قبلة على خده:

-حبيب ماما، تصبح على خير أنا بس كنت جاية ابلغكم علشان نحضر كلنا

رد آيان بحذر خيفةً من ضيق زينة أكثر:

-إن شاء الله يا ماما

استدارت نور لتغادر وهي متشفية فيهما فحتمًا ستنقلب لحظاتهما الرومانسية، أوصد آيان الباب من خلفها ثم عاود لزينة قائلاً بمغازلة:

-الحمد لله مشيت، إحنا كنا بنقول أيه يا قمر؟

ضمت ذراعيها حول صدرها لترمقه بغيظ، سحبها لأحضانه متابعًا:

-مال الجميل مكشر ليه؟

حاولت التملص منه مرددة بحنق:

-ابعد كده، بقى عاوز تنيمها مكانك

لم يسمح لها آيان بالبُعد عنه ليتملك منها فتابعت وهي مستمرة في تملصها:

-خلي عندك دم دي بتقول زين و” لما” سابوا بعض

-وإحنا مالنا، بكرة هكلمه، خلينا في اللي إحنا فيه

ثم انحنى ليقبلها فمالت وجهها للجانب قائلة:

-مش هخليك تقربلي

وصل لقمة غيظه ليستخدم الشدة معها، دفعها للفراش وهو معها لیرد بتصميم اربكها:

-هقرب، وريني هتمنعيني إزاي…………!!

___________________________________

أخذها بسيارته لينطلق بها نحو أقرب مشفى لفيلته، حين وصل أيهم استلمها منه الأطباء ليهرعوا بها ناحية غرفة العمليات، والتي جلس أيهم أمامها منتظرًا أن ينتهوا ليتوه بالكامل غير مستوعبٍ ما هو فيه الآن، قال بأسى:

-حامل يا رسيل ومبتقوليش، طول عمرك عيلة ومش هتكبري أبدًا، تخبي عني أنا!!

وضع كفه على وجهه كمدًا فرؤيته لها تعاني تؤلمه هو، تابع باستياء:

-يا رب تخرج بخير، أنا مش عاوز غيرها، يا رب ما يحصلها حاجة علشان ولادنا

ثم انكب على نفسه حزينًا، لحظات قلائل وحضرت عمتها سميرة برفقة والده مروان حيث أبلغهما أيهم أثناء ذهابه للمشفى، هتفت سميرة بهلع وهي تدنو منه:

-رسيل بنتي حصلها أيه؟

تنبه أيهم لهما ثم نهض، تابعت سميرة بتحير الخائف:

-دي كانت راجعة من السفر كويسة ومفيهاش حاجة

رد أيهم بقسمات شاجنة:

-رسيل باين اجهضت

شهقت مرددة بدهشة:

-إزاي دا حصل؟، حملها كان كويس ومافيهوش حاجة

رمقها أيهم باكفهرار لعلمها بذاك الحمل هاتفًا بمقت:

-حضرتك عارفة وأنا جوزها آخر من يعلم، مخبين عليا حاجة زي دي

هتفت بنبرة منفعلة:

-كله بسببك، كانت خايفة منك لتبعد عنها لما تعرف بحملها

رد باعتراض شديد وقد تعالى صوته عليها:

-مكنش هيحصل ده، بتخمني من راسك ردة فعلي

لم يُعجب مروان بحديثه الفظ معها وعدم احترامه لسنها، لم تعقب سميرة على طريقته معها لتكمل بضيق:

-نسيت المرة اللي فاتت حصل أيه، دي سقطته علشانك، مش عاوزة تزعلك

هتف بتوضيح:

-كانت مرة وخلصنا وصالحتها علشان باحبها ونسينا اللي فات، قالت عاوزة تاني ولاد مرفضتش رغم إني مش عاوز تاني، بس علشانها مرفضتش

-تلاقيك لما عرفت سقطها ولا سمعتها كلمتين نكدت عليها، أنا عارفاك كويس إنت لا عاوز تخليها تخلف ولا نيلة

حدجها أيهم بنظرات عدائية أغاطتها فهو لن يفعل كل ذلك، رد عليها بامتعاض:

-طول عمرك بتكرهيني ومش هتتغيري أبدًا، تلاقيكي فهمتيها كده وخلتيها تخبي عليا

تدخل مروان قائلاً بانزعاج:

-أيهم عيب تتكلم معاها كده دي أكبر منك ولازم تحترم وجودي كمان ومتخليش زعلك ينسيك الذوق

تأفف أيهم ليشيح بوجهه، نظرت له سميرة بحنق ليتابع مروان بتعقل:

-المهم رسيل دلوقت نطمن عليها

جلس أيهم مرددًا بجهامة:

-كله بسبب غبائها، هتفضل طول عمرها من غير عقل وتعباني معاها، حب وبتلاقي، خايفة من أيه دي؟

ردت سميرة باستفزاز:

-خايفة تسيبها، أنا عارفة بتحب فيك أيه، فارض سيطرتك عليها ومربيلها الرعب منك، مش بعيد تكون بتضربها من ورانا

تحكم أيهم في عدم رده عليها فسوف يتعصب، بينما رد مروان عليها بمعارضة:

-سميرة كفاية مافيش الكلام ده، حبهم لبعض متدخليش فيه، عاوزاها تكره جوزها يعني

-ما بقول لحضرتك مش طيقاني

رد أيهم على والده باستهزاء، تجاهلته سميرة فقال مروان بتريث:

-يا ريت تسكتوا على ما نعرف هي عاملة أيه، مش معقول شغل العيال ده

هتفت سميرة بإصرار:

-هسكت بس مش قبل ما يقول حصل لرسيل أيه علشان البيبي ينزل……….!!

____________________________________

لم تمكث بغرفتها كما أمرها لنترك الفيلا دون أن ينتبه لها أحد، حيث غادرت “لما” قبيل أن تشهد واقعة ما حدث لرسيل، توجهت لأحد الفنادق بالمدينة لتقضي فيها تلك السويعات والتي مرت عليها كلمح البصر، ربما كونها غير باغية الرحيل بتلك الطريقة، فجميع من أحبتهم في هذه البلد، أصدقائها أيضًا هنا، كيف ستتحمل غيابهم عنها، بكت “لما” وهي جالسة بالغرفة مبتئسة بشدة، رددت ببكاء موجع:

-هتوحشوني قوي، سامحيني يا مامي في اللي هاعمله معنديش حل تاني

ظهرت نيتها حين وجدت من تنتظر قدومه يطرق باب غرفتها عليها، كفكفت عبراتها لتنهض بتخاذل لتفتح، حين وجدته أمامها بلا وعي ارتمت في أحضانها مرددة ببؤس:

-بابا

ضمها والدها لأحضانه قائلاً باشتياق:

-بنتي “لما”، كيفك يا عمري اشتقتلك كتير

تعلم أنها كوالدتها تخلت عنه ورفضت البقاء معه، ولج للداخل بها ثم أغلق الباب ليتحدث بأريحية، ردت ببكاء خفيف:

-سامحني يا بابا، مكنتش أعرف إن حضرتك تيجي أول ما أطلب من حضرتك، فكرت كرهتني ومبقتش عاوز تشوفني

أبعدها عنه هاتفًا بأبوة لم تنتقص:

-لا تقولي هيك، بتضلك بنتي وحتة مني، ما صدقت حالي وقت حكيتيني وإن بدك تعيشي معي، ما بتعرفي فرحتي وقتها!!

هزت رأسها لتؤكد:

-هرجع معاك أمريكا، مش هزعج حضرتك بوجودي و….

قاطعها بعدم رضى:

-لا تكملي، إمك هي السبب كرهتك فيني، لا تنسي أنا والدك وبتحملي اسمي

مسحت بعض عبراتها لتستفهَم بمعنى:

-هنسافر إزاي أنا مجهزتش ورقي، أنا مش عاوزة أفضل هنا لحظة

لم يضغط عليها في معرفة السبب الحين حيث تأنى، رد بشرح مبسط:

-هنسافر الغردقة يومين على ما يجهز ورقك، كلمت حدا بعرفه وقالي هينهي الأوراق بسرعة

لاح شعور بداخلها جعلها تنفض تلك الفكرة فقد اعتادت على الجميع هنا وأحبت المكان، لكن لحفظ كرامتها رفضت أن تظل، قالت بجدية:

-خلينا نروح الغردقة دلوقت، أهو بعيد عن هنا………!!

___________________________________

فاقت من المخدر حين شارف النهار على البزوغ، فتحت رسيل عينيها ببطء وهي تشعر بدوار في رأسها، وعيت بعد وقت لما حولها فهي بالمشفى!!، انتبهت لعمتها واقفة تبتسم لها بحزن وبجوارها زوجها السيد مروان، بعينيها جابت الغرفة بحثًا عنه فسألت باهتمام استفز سميرة:

-فين أيهم؟

لم تكترث سميرة لحالها لترد باغتياظ:

-عنده اللي أهم منك، بعد ما سقطتك ما حسش على دمه واستنى تفوقي، وسيادتك جاية تسألي عليه، دا ميستهلش

لم تقوى رسيل على الرد لتعبها الشديد، هتف مروان عائبًا عليها:

-سميرة الموضوع مش كده، أيهم قال عنده شغل مهم مينفعش يتأجل وقدامك كلموه يحضر

تجاهلت سميرة ذلك لتخاطب رسيل بتحنن:

-سيبك من أي حد يا حبيبتي، المهم إنك بخير، شدي حيلك كده واهتمي بنفسك وصحتك مافيش حاجة تستاهل زعلك

وضعت رسيل يدها على بطنها لتتحسسها فلاحظت سميرة لتكمل بعطف:

-متزعليش نفسك، ربنا عاوز كده، يمكن خير يا رسيل

لمعت عيناها بدموع وهي ترد بحزن:

-كمان سبني وأنا كده، وقال بيحبني، خلاص مبقاش عاوزني، هو قال كده، اللي بينا الولاد وبس

ثم بكت لتجلس سميرة بجوارها قائلة بتأنيب:

-كمان إنتي اللي زعلانة، كفاية عبط بقى واهتمي بنفسك، أنا مش هسيبك ليه يتحكم فيكي، أول ما تخفي هنرجع البلد سوا بعيد عنه

هتف مروان باعتراض:

-كلام أيه ده يا سميرة، بتشجعيها تبعد عن جوزها، خليكي محضر خير!

ردت بنزق:

-ابنك هو السبب في اللي هي فيه دلوقت، وكمان مش همه حاجة وسابها قبل ما يطمن عليها

لم يعرف مروان ماذا يقول؟ فالتفتت لرسيل لتحدثها بحزم:

-خليه يتربى ولازم يكون ليكي شخصيتك، طول عمرك خايفة على إحساسه وهو ولا هنا

ردت رسيل بنحيب متعب:

-كان نفسي أخلف المرة دي، تلاقي أيهم زعلان دلوقت علشان مقولتلوش، كنت غبية لما خبيت عنه

-دا بالعكس مبسوط قوي دلوقت

ردت سميرة باندفاع فقالت رسيل بعدم إقتناع:

-لا مش ممكن، أيهم مش بيحب يشوفني تعبانة

هتفت سميرة بسخط غير مبالية بنظرات مروان المحذرة لها:

-بس بيحب يشوفك مبتخلفيش، علشان دا اللي حصل، الدكتور قال صعب تخلفي تاني يا رسيل

فغرت فاهها لتردد بعدم تصديق جعلها تنصدم:

-أنا مش هخلف تاني، مش ممكن………………………..!!

________________________

__________________

__________

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية مغرم بك) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق