رواية مغرم بك الفصل الثالث والثلاثون 33 – بقلم الهام رفعت

رواية مغرم بك – الفصل الثالث والثلاثون

الفصل الثالث والثلاثون

الفصل الثالث والثلاثون

الفصـل الثالث والثلاثـــون

مُغـرَم بـكِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اقتربت من والدتها وهي جالسة على تختها بغرفتها تبكي فمنذ الأمس وهي كذلك، تنهدت لين وعينيها تتطلع عليها بشجن فقد باتت معتزلة الجميع، وقفت أمام والدتها لبعض الوقت حزينة على وضعها ووجهها المسجور، جلست على التخت مقابيلها ثم سألتها بتردد:

-ماما، من امبارح وحضرتك كده، ليه زعلانة؟

في نفس الوقت كانت لين مستغربة من ردة فعل والدتها بعد انفصال زين عن زوجته، ظلت مريم كما هي لا تنطق بحرف، لم تقتنع لين بذلك لتتابع بتفهم:

-تلاقيكي زعلانة إنه متجوزش نور، هو دا صح؟!

نظرت لها مريم بعينين حمراوتين، ردت بابهام:

-سافرت وسابته

لم تتفهم لين مقصدها لتكمل مريم بغموض جعل الأخيرة لم تعرف مقصدها:

-اللي حصل زمان بيتكرر، سافرت وهو هيتعذب أنا عارفة هو كان بيحبها، وكل ده كان بسببي

إلى حد ما فطنت لين بأنها تتحدث عن زين وسفر زوجته، قالت معارضة:

-حضرتك مش السبب خالص، إنتي معملتيش حاجة

حدقت مريم بها بغرابة فهي تتحدث عن زين أخيها، تابعت لين بندم:

-أنا السبب، كنت باقول لزين عليها كلام مش كويس، وبسبب كلامي هو عمل معاها كده

هتفت مريم بانفعال:

-إزاي تعملي في أخوكي كده، هو بيحبها ليه تفرقي بينهم

ثم هزتها بعنف من ذراعها التي قبضت عليه بقوة، تخوفت لين من أن تضربها وظهر ذلك عليها، قبل أن تزيد مريم من تعنيفها تذكرت بأنها قبل مرة فعلت ذلك مع أخيها فلما اللوم الآن، ببطء تركت ذراع ابنتها لتزوغ في ذلك، تنهدت لين براحة ثم وقفت لتقول باعتذار:

-سامحيني يا مامي، أنا عملت كده علشان آيان اتجوز صاحبتها، افتكرت كانت لعبة منها علشان يسيبني

ابتسمت مريم بحسرة وهي تعاتبها:

-ليه يا لين، متعمليش في أخوكي كده، لازم تدوري على سعادته، علشان متندميش

طاشت لين في حديث والدتها لتدرك الآن خطئها، سألت بقلة حيلة:

-أعمل أيه يا ماما، لو قولتله إني كنت ببلغه كلام غلط عنها هيزعل مني ومش هيكلمني

ردت عليها بنفي:

-لا متقوليش حاجة، كلامك مش هيفيد دلوقت، هو أصلاً بيحبها ولو هي وحشة قدامه برضوه بيحبها، المشكلة إنها سابته!!

لاح الأسى على قسمات لين فقالت لها مريم بتعقل:

-عاوزاكي بس تقفي جنبه وتخففي عنه اللي هو فيه……….!!

_________________________________

أمسكت بالمزهرية ثم قامت بإلقائها عليه بغل متجاهلة وجود أخيها وزوجته، تحاشاها مازن ببراعة مرددًا:

-يا بنت المجانين

هتفت خلود بهياج:

-ليك عين توريني وشك

ثم وجهت بصرها لأخيها متابعة:

-ماجد جرالك أيه، البني آدم ده اتجوز عليا وطلقني، قوليله يا ملك

رد ماجد ببرود مستفز:

-عارف كل حاجة

شهقت خلود لتخاطبه باندهاش:

-عارف وساكت واختك مبهدلها، دا طلقني واتجوز عليا، اتهمنى إني كسرت ابني

اقترب منها مازن متخذًا حذره من تطاولها ثم قال بشرح:

-كل ده كان تمثيل صدقيني، الجواز ده كان لعبة وقعت فيها، ندمت بعدها إني كنت زعلان منك، سامحيني يا خلود

حدجته باستشاطة من تأمله مسامحتها له، هتفت بغيظ:

-نسيت إنك اتهمتني بموت ابننا الصغير، نسيت عملت معايا أيه وكنت حتى مش طايق تبوصلي

وجد مازن بأنه كان طائشًا غير مدركٍ لقضاء الله، تدخلت ملك لتقول بتبكيت:

-في دي إنت غلطان يا مازن، لو على إنها تسامحك في جوازك واللي حصل بعده ماشي، إنما اللي فات فيه كلام تاني

نظرت له خلود بنفور فقط تذللت له، شعر مازن بالخزي من نفسه ليسألها بعشم:

-طيب مش هترجعي معايا، صدقيني يا خلود ندمت وفهمت من اللي مريت بيه قد أيه أنا كنت غلطان ولازم أرضى بكل اللي ربنا يعمله

ردت بحسم غير مهتمة بحاله:

-خلاص يا مازن اتفضل مع السلامة، كل اللي بينا نسيته، اللي حصل خلاني أشوف جانب أناني فيك، يلا إمشي ولو على الولد أكيد هسمح تشوفه

نظر لها مازن طالبًا الرحمة والتسامح، تدخل ماجد ليقول لها بترجٍ:

-فكري يا خلود، مازن راجعلك ندمان ولازم تفكري دلوقت في ابنك اللي هيتحرم من جو الأسرة ومن وجود أبوه

للحظات أثّر حديث أخيها فيها لكن ما تعرضت له من ظلم ليس منه فقط، من عائلته أيضًا جعلها تبغض الرجوع، قالت برفض:

-لا مش هرجع له

ثم تحركت شبه راكضة لتصعد للأعلى لا تريد المزيد من كلامهم الذي يذكرها بما فات فهي تريد أن تتناسى…

نظر ماجد لمازن ثم حدثه بتريث:

-سيبها دلوقت على ما تهدي، مش من أول مرة

ابتأس مازن وهو يستجديه:

-كلمها وعقلها، أنا بجد زعلي على ابني هو اللي خلاني اقول إنها اهملته، متنساس إنها خرجت عن طوعي لما نزلت المية وأنا كنت منبه عليها إنه ممنوع

قالت ملك مشفقة على وضعه:

-ارجع البلد دلوقت شوف هتتصرف إزاي مع الست اللي اتجوزها، وأوعدك إني هتكلم معاها ليل ونهار

ابتسم لها مازن بامتنان وهو يردد بصدق:

-وفهميها إني محبتش غيرها وعاوزها ترجع………!!

__________________________________

أخذها للنادي معه ليخرج من جو الفيلا ليتنزها سويًا يوم العطلة قبل عودتهما للجامعة بعد غد لاستكمال دراستهما، سبح آيان في حوض الاستحمام لبعض الوقت ليتجاهل جرحه الذي ما زال في فترة النقاهة، لم ترتضي زينة بذلك لتقف عن حافة الحوض مخاطبة إياه بتوبيخ:

-آيان اللي بتعمله ده غلط، إزاي تشيل الرباط من على الجرح وكمان تنزل المية

رد وهو يسبح باستهتار:

-أنا كويس، وكمان المية حلوة

-بس دا غلط جرحك لسه مخفش

رددت تلك العبارة بقلق، لم يبالي بحديثها ليستمر في سباحته، وقفت مزعوجة من إهماله هذا لتعاود التحدث معه بجدية:

-آيان تعالى اطلع كده مينفعش، هزعل منك لو مخرجتش حالاً من المية

بدت محبتها له ظاهرة وخوفها عليه في نبرتها، هذا ما جعل نور التي وقفت بعيدة عنهما مسافة كافية كي لا تراها تسعد بحديثها معه بهذا الشكل، تجاهلها آيان أيضًا لتتأفف من ذلك معتزمة استخدام اللطف معه حين قالت بتوسل:

-طيب لو قولتلك علشان خاطري أخرج

اضطر آيان للتوقف مكانه ثم نظر لها ضامًا شفتيه بعدم رضى، تغنجت زينة وهي تقول بدلالٍ ناعم:

-اطلع دا حتى اسمي على اسم أبوك

ابتسم رغمًا وكذلك نور التي أعجبت بكل ما يصدر منها فما تريده أن تبادل ابنها نفس الحب، استسلم آيان لرغبتها قائلاً:

-مجنونة

ثم سبح ليصل لحافة الحوض، رفع نفسه حين استند بذراعيه كي يصعد فأخرج أنين متألم، جثت زينة سريعًا على ركبتيها وهي تقول بتوجس:

-بالراحة يا آيان، تلاقي الجرح شد عليك

تألم آيان ولم يستطع أن يخفي ذلك، انفزعت نور لتهرول ناحيتهما مرددة بخوف بائن:

-ابني حصلك أيه يا قلب ماما؟

ثم جثت هي الأخرى على ركبتيها فتفاجأت زينة بها، استغرب آيان وجودها قائلاً:

-ماما حضرتك هنا؟

لم تعقب على سؤاله لتحدثه بحزم:

-حاول تخرج علشان جرحك ميحصلوش حاجة خطر

ثم أمسكت ذراعه كي تعاونه على الخروج، كذلك زينة التي عاونته أيضًا، استطاع آيان أن يخرج لیجلس علی الطاولة القریبة فأحضرت زينة له المنشفة ثم لفتها حوله بأحكام كي تجفف الماء، نظرت لها نور بشيء من القبول فهي تريدها أن تكون كذلك، تنهدت لتقول بجدية حاسمة:

-يلا علشان تلبس وتروح للدكتور يطمن على الجرح………..!!

__________________________________

التموا حول الفراش وهي راقدة عليه ليطمئنوا عليها بعدما أفاقت من غيبوبتها، ظل كارم دائب بجوارها ولم يتركها لحظة، أنحنى عليها بجزعه ليسألها باهتمام:

-عاملة أيه دلوقت يا ايمان؟

تجولت بنظراتها علی من حولها لتردد بضعف شديد:

-رجعولي بنتي

رد عليها مروان بجدية:

-هنرجعها يا ايمان، هعرفلك سافرت فين متقلقيش، مش هاسكت غير لما اعرف مكانها وأیهم قبل ما یمشي قال هیتصرف

بتعب بكت وهي تردد:

-ربنا ينتقم من اللي كان السبب، ربنا ما يوفقه اللي كسرها وضيّع فرحتها، يا رب أشوفه حزين وميفرحش أبدًا

عاب كارم عليها قائلاً:

-خلاص يا ايمان متدعيش عليه حرام

نظرت له لترد بألم:

-ومش حرام عليه اللي عمله في بنتي وفي الآخر حرمني منها

قال مروان بتفهم:

-الولد طلع فعلاً بيحبها، جوازته من قريبته متمتش، الله أعلم أيه اللي حصل علشان يسيبوا بعض

ردت بعدم اكتراث:

-ميهمنيش، اللي يهمني بنتي اللي سافرت ومعرفش حاجة عنها

رد كارم عليها غير مقتنع بإلقاء اللوم كله على زين:

-هو مقلهاش تسافر، ليه ما رجعتش ليكي، سافرت ليه وعارفة إنها بكده هتبعد عنك وتزعلك……..!!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

خارج الغرفة القاطنة فيها السيدة إيمان بالمشفى وقفت مايا تتحدث مع أختها جاسمين، حدثتها باستنكار:

-ليه مش عاوزة ترجعي لعمرو، ما أيهم فهمك الموضوع وطلع مش هيتجوز عليكي ولا حاجة

ردت بهيئة مقتطبة:

-مستكبر يجي يرجعني، دا كان هنا قريب من اسكندرية، يعني فيه يجي وياخدنا نرجع معاه

ردت معترضة:

-بس هو معملكيش حاجة على رأي أيهم، إنتي اللي دايمًا بتشكي فيه وبتألفي من راسك حاجات مش موجودة

ردت بتجهم:

-هو طول عمره بارد معايا، بيكلمني آه حلو بس مش بيوريني الحب اللي بين أي اتنين، ناشف حتى في كلامه

جهلت مايا ذلك لتتعمق في ذلك، تابعت جيسي بحنق:

-وحتى لو زعلت وسبت البيت وادلعت عليه زي أي ست، يقول خليها ترجع ومش في دماغه، ابقى معنديش كرامة لو رجعتله بنفسي

تيقنت مايا أنه لابد من وجود الحب والود ليتحمل بعضهما الآخر، سألتها بمعنى:

-طيب لو مجاش يرجعك هتعملي أيه……..!!

___________________________________

وقف أمام مكتبه بالشركة يأخذ أشيائه الخاصة وقد قدم استقالته، في علبة كرتون شبه كبيرة وضع زين فيه مقتنياته الخاصة ليترك الشركة اليوم، كان مشتتًا ضالاً في خطوته التالية ليكمل حياته هكذا، كلما تذكر تتجمع العبرات في عینیه، قرر أن يعمل ليل نهار ليشغل فكره بشركة صغيرة سيبنيها بنفسه فإن ظل هكذا سيموت ندمًا، انتهى زين ثم أغلق العلبة الكرتون ليتهيأ للرحيل، ولج زين خاله عليه حين علم بوجوده فأخفض الأخير نظراته بحرج، دنا زين منه فقال بهدوء كمد:

-أنا بس جيت آخد حاجاتي من الشركة

وقف زين أمامه وما زال مُصرًا علی قرار ترکه للشرکة، أمره بصلابة:

-اقعد عاوز اتكلم معاك

هز رأسه ليتوجه حول المقعد المقابل لمكتبه كي يجلس، جلس زين على المقعد المقابل له مستفهمًا بنبرة جادة للغاية:

-عاوز أعرف دلوقت حصل أيه، من قبل ما تتجوز “لما” لحد ما طلقتها

نظر زين له قليلاً مترددًا في قول الحقيقة، لكن نظرات زين الصلبة جعلته يقول مرغم:

-حاضر هحكي لحضرتك من الأول

أنصت له زين وهو يقص عليه سبب زواجه منها ومحبته لها، ليدخل في زواجه منها وكيف كانت حياتهما معًا ومنها شكه في وجود علاقة تجمعها بأيهم إلى أن انفصلا وهذا ما صدم زين، حتى سرد له زين اعتدائه عليها وإذلاله لها، استمع له زين حتى توقف الأخير عن الكلام ثم نظر له منتظر أن يعنفه، خالف زين توقعاته حين قال بمعنى جاد:

-راضي بكل اللي عملته؟

نفى بهزة خفيفة من رأسه وقد لمعت عيناه بحزن، تابع زين بتهكم:

-اتجوزتها ليه طالما هي كده؟، لعب عيال الجواز علشان تستهتر بيه، مناسب ناس علشان تذل بنتهم، اللي أعرفه إنك لو عايزها تنسى كل حاجة، تبدأ من جديد، البنت مشوفتش منها حاجة وحشة يبقى متصدقش أي حد يقولك حاجة

تعثر في الدفاع عن نفسه ليتابع زين بعدم رضى:

-وكمان فيه واحد عاقل يصدق إن أيهم هيبص لبنت عمته الصغيرة وهو متجوز وعنده بيته وعياله وراجل أعمال محترم ومعروف

اقتنع زين بما يقوله خاله فظنه حينها زاد الغمامة حول عينيه، تابع زين باطلاع:

-ليه مفكرتش إن ده ممكن حد عاوز يوقعكم في بعض، مرة واحدة اكتشفت ده فيها، ومش معنى صاحبت آيان فترة تفتكرها بنت مش كويسة، ما أختك كانت عاوزة آيان واتجوز غيرها

انتبه زين لتلك النقطة ونظر له بتفكير فاستطرد بمغزى:

-يبقى لو اتجوزت واحد عمل فيها زي ما عملت مش هنلومه بقى، ترضاها لأختك؟!

رد زين بندم:

-حضرتك عندك حق، أنا مش عارف أعمل أيه، خلاص سافرت، مش هقدر اكمل حياتي مع حد غيرها

تذكر زين بُعد نور عنه وابتسم بحزن، رد عليه بدراية:

-تستناها، ولو ليك نصيب فيها هترجعوا لبعض………..!!

___________________________________

فتح باب جناحه في فندقه الخاص ليتفاجأ بحضورها إليه، نظر لها أيهم بقتامة وهو يسألها:

-جاية ليه؟

امتعضت رسيل من جفائه معها ثم تحركت لتلج للداخل وبيدها تزيحه عن طريقها، لم يعلق أيهم ليغلق الباب ثم توجه نحوها، مررت رسيل نظراتها على الجناح متسائلة:

-وإنت هنا مبسوط على كده؟

رد ناظرًا إليها بتأكيد استفزها:

-أنا هنا بعيد عن وجع الدماغ، يعني لازم أكون مبسوط

ابتسمت رسيل بمكر وهي تتطلع عليه بغموض، ادعت حرارة الجو قائلة وهي تنزع حجابها:

-أصل الجو حر

ألقته على الفراش ثم أسدلت شعرها وحررته لينثال على كتفيها وظهرها، قال أيهم بمعنى:

-أشغلك التكييف

ردت برفض وهي تقلل من الثياب التي عليها:

-خلاص هقلع الفستان علشان ما أخدش برد

ثم وقفت أمامه بثوب رقيق يصل لفوق الركبة ويظهر كتفيها بالكامل وألقت ثوبها الخارجي بجوار حجابها على الفراش، تأملها بشوق داخلي متعمدًا ألا يضعف أمامها وهذا ما كانت تسعى رسيل لتحقيقه، جلست على الأريكة قائلة بثبات مزيف وهي تضع قدم فوق الأخرى لإغواءه:

-تعالى أقعد جنبي عاوزة اتكلم معاك

ابتلع ريقه ثم جلس بجوارها فتابعت بمفهوم:

-أنا مش متضايقة إنك عاوز نبعد، على فكرة دا حل سليم، بس ليه مش هتطلقني طالما مش هنرجع تاني

رد بعبوس:

-إنتي عاوزة تطلقي يا رسيل؟

ردت باستفزاز مقصود:

-وفيها أيه، هو أنا هفضل كده بقية عُمري، أنا محتاجة راجل…..

قاطعها حين لف شعرها الطويل حول قبضته ليتمكن أكثر منها فتألمت، ردد من بين أسنانه:

-محتاجة راجل يعملك أيه؟

تخوفت رسيل من تطاوله عليها فهي تعرفه، ردت بتوسل:

-لسه تعبانة يا أيهم أوعى تمد إيدك عليا، يلا سيب شعري ونتكلم بهدوء

فك قبضته وهو يدفعها للخلف فنظرت له قائلة باكفهرار:

-إيدك على طول سابقة لسانك، هتتعلم تغيّر معاملتك معايا إمتى؟

رد بانزعاج:

-لما تتعلمي تتكلمي بعقل وتفهمي بوقك ده بيقول أيه

قالها وهو يضغط على ذقنها بغيظ، تألمت رسيل ثم وبخته بامتعاض وهي تنهض:

-بجد مرتاحة منك، خليك هنا مع نفسك، أنا بس جيت اقترح عليك نطلق

نهض قائلاً بصرامة:

-مافيش طلاق، ولو قلقانة عليا ممكن اتجوز واحدة تريحني

ببراعة لم تعلن رسيل غِيرتها كالسابق بل ردت عليه بثقة:

-إنت بتحبني وعينيك فضحاك، إحلف إنك دلوقتي مش عاوزني

ضغط أيهم على نفسه کي لایظهر رغبته فیها ثم تحرك ليجلب ثيابها ليقول بصلابة زائفة وهو يعود بهم نحوها:

-البسي وامشي، أنا علشان الولاد مش عاوز أطلقك، ومتنسيش إننا متطلقين مرة

حدجته رسيل بنظرات نارية ثم انتزعت الثياب من يده فقد فاز عليها، شرعت في ارتداء ثيابها مرددة باستياء:

-براحتك يا أيهم، مفكر من غيرك هنموت ولا مش هنعرف نمشي حياتنا، أنا لو وقعت في مصيبة عُمري ما هاجي ليك أطلب مساعدتك

ثم بعدم اكتراث ارتدت حجابها دون تنميق لتتحرك تاركة إياه يتتبع خروجها بتحير فداخله يريد العودة معها، تنهد باختناق وهو يقول:

-هيحصلكم أيه يعني، أنا معنديش أعداء ولا أي حاجة تخوفني عليكم…………!!

___________________________________

وقفت أمام مخفر الشرطة تبكي وتنتحب وهي تنتظر سيارة المقبوض عليهم أن تأتي، بعد وقت طويل وقفته حنان وصلت السيارة فركضت نحوها بتلهف، ترجل منها الجناة واحدًا تلو الآخر حتى جاء دور والدها، بشغف خاطبته حنان قبل أن يلج للداخل ويتعثر عليها رؤيته:

-بابا، عامل أيه يا بابا؟

التفت لها عيسى ليقول بيأس:

-خلي بالك من نفسك ومن أختك، ارجعي البلد وسط أهلنا يا حنان

جاء غريب من خلفها محاولاً ألا يظهر كاملاً ثم وقف بجانب حنان قائلاً له بنبرة تفهمها عيسى:

-متقلقش إنت يا عيسى، هرد جميلك قريب

هز عيسى رأسه متفهمًا عليه ليسحبه فرد الأمن لداخل مبنى الحبس، بكت حنان بشدة فربت غريب على ظهرها قائلاً:

-خلاص متعيطيش أنا هتصرف

ردت شاهقة ببكاء:

-معقول هنعرف نخرجه؟

هتف بحقد:

-المهم دلوقتي ننتقم من اللي عمل كده في أبوكي، أنا عارفه كويس ومحضرله حاجة هتبسطه خالص

سألت بترقب:

-يعني هتساعدني ننتقم من الراجل ده ونخرج بابا؟

رد مؤكدًا بضراوة:

-متخافيش هنتقملك!

-هتعمل أيه؟

رد بغلول وهو يتذكر ما فعله أيهم بابنه الوحيد وحرمه منه:

-بسيطة قوي، هخلصك من واحد من عياله، ولو فيه فرصة هخلص عليهم كلهم، حتى المدام بتاعته

لم تكن حنان بتلك الشراسة لتقتل أطفال لكن تريد أن تنتقم لوالدها، أكمل غريب بعزيمة:

-المهم تكلمي أختك دلوقت علشان تهرب من البيت اللي هي فيه وتاخديها البلد في الصعيد بعيد عن هنا

تذكرت أمر أختها لتقول بتعجب جعل غريب يتوجس:

-أنا بكلمها من الصبح مبتردش عليا وتليفونها مقفول، حتى اللي في السراية قافلين، خايفة يكون حصلها حاجة…….!!

__________________________

_________________

__________

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية مغرم بك) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق