رواية رسائل زوجتي – الفصل الحادي عشر
بارت 11
“لا تكوني سيئة مثلي، أدرك أن قلبك طيب ولا يمكنه إيذائي وأعرف أنك غاضبة مني حينما استيقظتِ ليلتها ولم تجديني بجانبك.”
قالها بصوت متألم، يحاول أن يخفف من حدة الموقف.
“لااا عادي. ”
أجبتُه وأنا أحاول إخفاء الألم الذي كان يتسرب في قلبي.
“بلى، أعرف أنكِ انزعجتِ لكن صدقيني، لقد جاءت زمرد تبحث عني، تقول إنها شعرت بالوحدة فنزلت معها على أساس أنه عندما تنام، أعود لكِ ولكن يبدو أن المكان كان جديدا عليها، لذا لم تستطع النوم وبقينا نتبادل أطراف الحديث بشكل عادي حتى السابعة صباحا ثم لا أدري كيف غفت عيناي إلى الساعة التاسعة صباحا ولأنني تأخرت عن العمل، خرجت مستعجلا.”
كانت نبرة صوته تفيض بالاعتذار، لكنه لم يكن يقنعني.
“توقف، لم يعد يهمني الامر.”
حاولتُ أن أبدو غير مهتمة، لكن الألم كان واضحا في ملامحي.
“أعرف أنه تسرب إلى عقلك الشك ولكن ربي شاهد عني أنني كنت أنوي العودة إليكِ ولكن عيناي خدعتني وغفت وكنت أريد أن أشرح لكِ، ولكنكِ تمنعينني في كل مرة، صدقيني، لم يحدث شيء بيننا.”
قالها وهو يحاول تهدئتي، لكنه يعلم جيدا أن كلماته لا تصل إلى قلبي الذي يصدأ ببطء.
“وإن حدث، فعاادي… لا شأن لي فأنا سأتطلق عاجلا.”
أجبتُه وأنا أسمع قلبي ينكسر بين كلماتي.
“حسنا، توقفي، لا تتحدثي معي بهذا البرود، وربي، سأرمي بنفسي من الشرفة.”
قالها بنبرة يائسة، يتهرب من المسؤولية.
“إرمي، عاادي.”
كانت كلمات ملساء ولكنها تختبئ خلفها جروح كبيرة.
“قلت توقفي”
رد بصوت عال، لكني لم أتحرك.
“إرمي، لا يهمني.”
كانت عينيه محطمة، لكنني لم أكن أستطيع أن أراه كما كان، كان هناك فقط الظلام الذي يحيطنا.
“لك ذلك.”
كانت كلماته الأخيرة، التي أغلقت باب القلب.
وقف على حافة الشرفة، يدخن السجارة بيد مرتعشة، وتمايل كما لو كان تحت تأثير شيء ما، نظر إليّ بعينيه المرهقتين وقال بصوت يائس
“أقسم بالله، إن لم تتوقفي سأرمي بنفسي، لن تجدوني سوى جثة هامدة.”
“سرحات، مالذي تقوله؟”
صدمت من كلماته، وخفق قلبي بشدة.
“حسنا، آسفة، لم أقصد.”
“لاتقتربي مني، ابتعدي، هيا بسرعة”
قالها بصوت حاد، وكأنني لم أعد شخصا يعني له شيئا.
ابتعدتُ، لكن قلبي كان يصرخ من الألم
“حاضر، ابتعدت، والآن، انزل أرجوك.”
قال بصوت متهيج، دون أن يلتفت
“وجودي لم يعد يعني لك، أليس كذلك؟”
“سرحات، لو سمحت.”
“تريدين الطلاق إذن”
رد سريعا، وكلمات الطلاق كانت سكينا في قلبه.
“لن نتطلق، انزل”
أوقفني بصوته المتشنج
“عديني أولا.”
“أعدك، لن نتطلق… انزل.”
سكت قليلا ثم قال بصوت مختنق
“من أنا؟”
“أنت سرحات.”
قلتها بصوت ضعيف، أبحث عن الكلمات المناسبة.
“قلت، من أنا؟ وإلا…”
كانت نبرته تهدد.
“أنت زوجي، وحب عمري… حسنا، لاتتهور.”
“وأيضًا؟”
سأل بنبرة جادة، كما لو كان يريد تأكيد كل شيء.
“أنت روحي، وكل الأشياء الجميلة.”
أجبت بتردد، حتى لا أخسره.
“وأيضًا؟”
“أنت رجلي، وأسدي، وتمساحي إن شئت… هيا، انزل.”
“أين سأنام اليوم؟”
“طبعا في السرير.”
“سأرمي بنفسي، أفضل.”
“حسنا حسنا، ستنام في حضني.”
“ومن سيقبلني؟”
“أنا سأقبل حبيبي.”
“ومن سيعتني بي؟”
“أنا سأرعى زوجي،حسنا، انزل، الجيران سينتبهون لك.”
“لاشأن لي بهم… أتحبينني؟”
“طبعا أحبك، وسأحبك كل يوم، وفي كل مرة، هيا، انزل، لاتتلاعب بأعصابي، لو سمحت.”
“لا مزيد من الشجار والإهمال.”
“حاضر، يا قلبي… لا مزيد.”
“توقفي عن البكاء أولا.”
“ها توقفت، تعال، امسح دموعي.”
“لن آتي، الموت أرحم لي.”
“لا، ما زلت بحاجتك.”
أقتربت منه، لكن صوته كان يملؤه التوتر
“قلت لا تقتربي”
ركعت على ركبتي، وعيني مليئة بالدموع، وقالت بصوت مبحوح
“هيا، انزل، تعال يا قوتي، ضم ضعفي.”
قال بنبرة ضعيفة، بينما كلامه كان يحترق في قلبه
“أنا هش، أضعف مما تتوقعين.”
“انزل، أرجوك…”
“حسنا، أتيتك… سأحتضنك ولن أترك وردتي تذبل… أوه، حسنا، لا تبكي، يا صغيرتي.”
“شرير، لماذا تفعل هذا بي؟!”
صرخت بعاطفة جامحة.
“هذا لأنك أغضبتني كثيرا في هذه الأيام.”
“توقف، ابتعد عني، حينما تقتلع عن التدخين، سنتحدث…”
. #يتبع
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية رسائل زوجتي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.