رواية رسائل زوجتي الفصل الثالث عشر 13 والأخير – بقلم مجهول

رواية رسائل زوجتي – الفصل الثالث عشر والأخير

 

 

بارت 13

اهتمامه لم يزعجني، عادي، لقد تجاهلته حتى أنا كنت أقدم لها يد العون وأسعى لتوفير الراحة لها.

في البداية، كنت سيئة معها، وكرهي لها كان ظاهرا، ولكن مع مرور الوقت شعرت أنني دنيئة جدا، لا يمكن أن أكون بهذه القسوة، فمهما كان، يبقى الجانب الإنساني حيا فينا، صحيح أنني كرهتها، ولكن مع مرور الأيام، أصبحت من أحب الناس إلى قلبي. لقد كانت خيرا علينا.

لكن في الشهر العاشر من حياتها معنا، مرضت، نعم، زمرد أصبحت طريحة الفراش إثر ذلك الورم الخبيث، بالرغم من فوات الأوان، إلا أنها كانت تتعالج بالكيمياء عسى أن يتلاشى ذلك الورم، زمرد لم تكن تجيد القراءة، لكن بمجرد أن علمها سرحات القراءة والكتابة، أخذت تعلم غيث الكتابة والقراءة.

وليلى حفظت ربع القرآن على يدها، علمت أولادي الكثير من الأشياء الجميلة، وكانت نعمة من نعم الله علينا، اعتنت بأولادي وكأنهم أولادها.

كنا كل جمعة نطبخ كميات هائلة من الأطعمة ونرسلها للجيران، تقول إن الصدقة تذهب المصائب، رغم أنها كانت زوجة زوجي، إلا أنه لا يوجد أنقى من قلبها حتى مع زوجي، فقد عاملته كأخ، فقط احتراما لمشاعري لكن بعد أن مرضت، مرضت جدران البيت معها، كنت أرعاها كما رعتنا، وكانت تمطرني بدعوات الخير.

لكن عندما ساءت حالتها، وسقط شعرها بسبب جلسات الكيمياء، أصبحت تطردنا من الغرفة فقط كي لا نراها في تلك الحالة لكن سرحات أصر أن ننام جميعا معها، وبالفعل في أيامها الأخيرة كنا ننام بجانبها ولا نتركها أبدا حتى في ليلتها الأخيرة، صلينا الفجر معا، ثم قالت

“عذراء، أرجو أن تطفئي الأضواء، أريد أن أغفو قليلاً.”

لكنها نامت ولم تستيقظ بعدها أبدا، لقد غادرت روحها جسدها، عاشت معنا مدة سنة وعشرة أشهر في حالة جيدة، وشهرين طريحة الفراش، توفيت زمرد، توفيت نجمة السماء، وأخذت كل شيء جميل معها، حزن صغاري لفراقها، حزنت القطط والطيور لفراقها، لكنها تركت آثارا خالدة في أرواحنا.

ألف رحمة عليك يا زمرد، يا جوهرتنا.

أححم، أححم مرحبا، هذا أنا، سرحات. وأخيرا سنحت لي الفرصة بالحديث، من المحزن أن تتخلى الحياة عن أمثال زمرد، ومن المؤسف أن ينقرض هذا الصنف من البشر، حقيقة، تألمنا وتوجعت قلوبنا على رحيل زمرد ولكن الغريب في الأمر… أن السيدة عذراء، حتى بعد وفاة زمرد، لازالت غاضبة مني وتطردني من الغرفة كما أنني طلبت منها أن ننجب عصفورة ونسميها زمرد، ولكن مازال عنادها قائما…

وكنت أنا من يشعر بالعجز أمام جفاء ردودها، فقد أغلقت كل باب للتفاهم فرفعت صوتي أخيرا، محاولا كسر الصمت

“بربك يا عذراء، ماذا تريدين؟”

ردت فجأة، وكأنها كانت تنتظر أن أقولها، وكأنها كانت متأهبة لذلك الموقف:

“أريد قتلك.”

لم أستطع أن أستوعب كلماتها

“يا إلهي، تريد قتل زوجها!”

قلتها بدهشة، لكن ردها كان سريعا، قاسيا

“نعم، أقتلك، وأتزوج برجل غيرك.”

لم أستطع إلا أن أضحك في مرارة، كما لو أنني أرفض أن أصدق ما يجري.

“توقفِ، لا تتحدثي، الأسطر الأخيرة ستكون لي..”

تصوروا، يا سادة، دفعت لها المال مقابل هذه الأسطر.

حسنا، يا عذراء، أعتذر منكِ أمام الجميع على كل ما حدث، أدرك حجم الألم الذي مس قلبك وأرجو منكِ الصفح، متأملا أن يلين قلبك، ويزول عنادك، وتضمد جراحك، وتعود المياه إلى مجاريها…

مع حبي الكبير لكِ، معشوقتي عذراء.

#النهاية…

يتبع.. (رواية رسائل زوجتي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق