رواية اهداب والماضي الفصل الثالث 3 – بقلم سيلا محمد

رواية اهداب والماضي – الفصل الثالث

« حقيقـــة … عسل كما العلقَـم »

بالأمس…. كانت ضحكاتِـها الرنَّـانـة تتردد فى المكان شـوقِهـا الثائِـر على خجلِـها … عبـق نشوتِها لا يَزال يرسِم حُلـم لا يُكـف عن تِكرارِه ….
فهـا هى و الحب جرعـة لا تكتمِل إلا بهما …..
هي و العشق روايـة لا تنتهي …. و إن بَاتت اليوم على النقيض…
دموعِهـا تنسال من أوجاع حقيقة تلو الأخرى …
تكاد لا تُصدِق …. أذَاك أباها الذى تحمل اسمه ، وكيف يقترن الكُره بالسماح على ما اقترف ….!!
عادت كما الجدار الذى ظن أنه صلْـدْ ، و قد تكسَّـر ….
هي الحزن الذى تجسد ، كجبـل شاهق يجثُـم على صدرها ….
أذاك مستقبلها الذى رسمته بِيديها ، أم أنها تتوهم من فرط خيلائِـها ….

— ” ليتني لم أتلقَ تلك الرسالة …. ليتني لم أفعل …. ليتني …!! ”
ظلَّـت فريدة على نفورِها القاطع ….
عمن يتحدث ذاك الرجل ؟! …… عن والدها … و الأدهى عن والدتها …. التى عانت ما عانت ثم أسلمت الروح إلى ربها وحيدة فى مصحة للأمراض العقلية…..
و يُطالبها أن تُصدِق …… بل و تستسلم لأرض الواقِـع ….
وبعد بُرهة من صمت ، أشفق عليها “فريد” بمُحياهـا ….
صرخت ” فريدة” ، ضاربِة بمن حولها عرض الحائط :
— ” لأ ….. لأ ……كله ده كذب …. إنت بتكذب عليا…..أنا لا يمكن أصدق …. بابا لا يمكن يكون بالبشاعه دي … أينَعم هو ظلم أمي كتير ، و وجعها أكتر …لكن لا يمكن يكون عديم الرحمة والضمير كده …..؟!..
إنت عايز تشوه صورتهم قدامي ، عشان زعلان على والدِتك …. حقك تزعل عليها ، لكن مش هسمَحلك تغلط فى بابا ولا ماما …..!!

تيبست ملامح ” فريد ” … و ازدادت سوداويتيه قتامة ، ليصيح فى وجهِـها :
— أنا مبكذبش …. ده اللى حصل ….. و بلاش تتكلمي عن والدِتك بالفخر ده ، لإني مظِنش ده هيكون رأيِك بعد ما تعرفي إنها مجرمة ، و حاولت تقتلني .. ولا خافت ربنا ، و لا ضميرها وجعها ……
……. لم يترك “فريد” الفرصة والمجال لشقيقته …ليكشف لها أدق الدلائل ، و أصوبها….
ليستكمل بعنف :
— إنتِ فاكره إن والدتِك ماتت بسبب معاناتها مع والدِك ، و إنها المجني عليها اللى انوجعت منه ، و اتحملت إهاناته زي ما فَهمِتك …
لا يا أختي العزيزة …. والدتك ماتت بعد ما حاولت تتخلص من أمي ، و تقضِي عليها … ماتت بعد ما خطفتني من البيت ، و حاولت ترميني فـ النيل …. راقبِت والدِك ، ويوم ما إجى يزورنا فـ البيت و يطمن علينا …. إنتظرت لما مشى ، و أدى الواجب اللى عليه … زيارة روتينيه بيغطى بيها موقِفه ، و يملا بِيه خانة الأب … وخطفتني مـ الجنينة ….
و لولا العناية الإلهيه …بعتت خالي ومراته فى الوقت المناسب….. كنتي هتفضلي زي ما كنتي متخيله …. بنت وحيده …. لا ليكي أخ ولا أخت ….

استمرت على إنكارها لما سمعت من مصائب ، كادت تودي بحياتها ؛ ثم نهضت تنشد الرحيل بلا عودة ….
استقامت فى محاوله منها المسير الى الجهة المعاكسة لطريقه ، إلا أن “فريد ” جذبها إليه فى قوة :
— على فين يا ” فريدة “هانم ….. ماشيه كده بسرعه من غير ما تسمعي باقي اللي حصل…. لأ ملكيش حق ….. و طالما قررتي إنك تشرفيني بمقابلتِك الغالية ، يبقى حق أمي عليكي إنِّـك تعرفي الحقيقه كلها كامله ، و إنَّـك تسمعي من الألف لليـاء … لإني مش هتنازِل عنها النهارده …زي سنين عمري اللي فاتت كلها …

و لأنها أدركت أن الحياة لا يحكمها سوى مفهوم القوة والضعف … الذكاء والغباء … الدموع و الآلام ….
فكان عليها أن تتوقف … لن تخسر قضيتها أمامه …
هو الذى يظن أن والدتِها قد أذنبت فى حقهم ، و عليها أن تؤكد له العكس ……
لذا جلست من جديد …. تتسارع أنفاسِها كمن كانت فى صِراع مع الجدل …
انتفضت فى إرهاق ، ثم أردفت :
— إنتَ كذاب ومخادع … أنا مش مسئوله عن أوهام فـ عقلك المريض ده …. لكن لازم تعرف إن اللى إنت بتقوله ، وبـتِتِهم بيه أقرب الناس لقلبي ، هتتحاسب عليه ….

ارتسمت ابتسامة ساخرة ، لمُـقلتين يغزوهُما الدموع ، ليصبح “فريد “صورة متناقضة من الألم و سخرية القدر ، ثم جلس إلى جوارها هذه المرة ، ليقول بشِفاه مرتعشه:
— خـالِي ومراته كانوا جايين يزورونا ، و بما إن مراته كانت أول زيارة ليها القاهرة ، فكرت تاخد صور تذكارية لكل مكان تُشوفه ، و طبعًـا الكورنيش كان من أهم أولوياتها …. وهى بتصور ؛ شافت والدِتِك شايلاني على إيدها ، و هترميني من فوق الكوبري … ومش بس هى اللى شافت….
لأ …كان فيه غيرها كتير …… بس خافوا يقربوا منها تنفذ تهديدها …. خالي الوحيد اللى اتجرأ و هجم عليها من ظهرها …. لِحقني بعد ما كنت خلاص قربت …….
المهم …أمى لما خرجت الجنينه تدور علينا ، و ملقتنِيش…كانت هتتجنِن ، لولا واحده من الجيران بلغتها بالسِت اللى شالتني و هربت … والنتيجة إن والدتي من القلق جالها أزمة قلبيه ، و دخلت المستشفى …”
ثم وضع إحدى يديه فى جيب سترته الداخلى ، ليُخرِج من داخله صورة تذكارية …ما إن تفحصتها “فريدة ” حتى صرخت …
لم تكن تلك الصرخة مفادها الفرح ، كما يطلقون فى العادة … ولكنها كانت صرخة من ألم ….صرخة من وجع … صرخة من خذلان ….
…… ما بين يديه دليله القاطع على تبرئـة والدته من آثـام ، و ذنـوب لم تقترفها بعمرها الماضي المُرقَّـع بالأوجاع …
دليل أكد فيه اليقين ؛ مشهد والدتِها ، حامله طفلاً صغيرًا ؛ تكاد تُسقِطـه من بين ذراعيها …
وفى تلك اللحظه …. انهارت فريدة ، ليجتمع حولها عشرات من رواد ذاك المطعم ، فى محاولة منهم لتهدئتها ، أو تقديم يد العون و المساعده …..

شعر “فريد ” بالشفقـة تجاه شقيقته الكبري ، ليحاول السيطرة على انهيارها ، ثم طالبها بالنهوض .
انفض الجمع من حولهم ، ليَدَعوا ” لفريدة” حرية الاختلاء بنفسها دون حرج ….
فى حين انحنى عليها “فريد” قليلاً ، حتى شعرت بأنفاسه التى تخضبت من مشاعر التعاطف البائسة …قائلا :
— سامحيني يا “فريدة ” … أرجوكِ تسامحيني ….. أنا كل همِّي هو والدتي اللى رحلت فى عز شبابها … ماتت و سابتنـا فى قمة احتياجنا ليها …..

تمالكت ” فريدة ” حالها قليلا …. فيكفـي شقيقها ما عاناه ، و ما احتمل….لذا سألته فى لهفه :
— وبعدين.. إيه اللى حصل بعد كده ؟!

أجاب دون أن يسلط نظراته عليها كما السابق :
— خالي أخدني منها بصعوبه ، بعد ما حالتها كانت أشبه بالجنون ….. الناس وقتها بدأوا يتشجعوا ، وحاوطوها وأقسموا ما يسيبوها إلا قُدام البوليس ….
و هناك….. فِضلتْ تخرف بكلام مش مفهوم ، و تصرخ بهيستريا ….. لغايت ما مدير الأمن حولها على مستشفى الامراض العقليه…. لكن …..

تساءلت “فريدة ” ببعض الحذر :
— لكن إيه ….؟!

ابتلع ريقه الجاف ، ليُجيب فى صوتٍ خفيض:
— لكن الدكتور المسئول عن حالتها أكد إنها واعية ، و مفيش عندها أي عارض نفسي أو ذهني يفرض عليها إنها تدخل المشفى ، و إن وجودها هناك رغبة منها ….
و إنتِ طبعا عارفة الباقي …..

هنا ….. لم يكن السؤال محل الطلب او الاحتياج ، ولكنه تسطير لما حدث بالماضي قمة الرجاء ….
لتردف فريدة وسط عبراتها :
— زورتها كتير فى المستشفى …. كنت كل مرة بحاول أعطيها أمل فى بكره ….. قالت لي إن بابا كان بيتوجع عليها ، و كان يتمنى يضحى بكل ما يملك ، وترجع لحضنه من تاني …..ولما الموضوع طوِّل ، و حالتها بدأت تتراجع ….. بابا انقلب حاله …. سهر طول الليل فى الملاهي ، يرجع سكران من كتر الخمر.. لغايت ما انهارت الشركة ، و أعلن إفلاسه …. ومن بعدها قرر يبعد …

ابتسم فريد ابتسامة ساخرة ليقول :
— عايزة تعرفي حقيقي بابا راح فين ….؟! …. أقولِك أنا … راح لوالدتي بعد ما خرجت من المشفى ، خرجت علشان يحمِّلها نتيجة استهتاره ….
علشان يتهمها إنها السبب فـ اللي حصل لوالدتك ….. و لما تعب …. امي هى اللى لازمته ، وسهرت على راحته ، و كانت الوحيدة اللى فضلت ترعاه ….
علاجه اتكلف كتير لدرجة إني اضطريت أسيب المدرسة ، واشتغل فى محطة بنزين …..
مرت سنين …. و بابا حالته بتتحول من سيء لأسوء ، وقتها كان عندى ١٥ سنه ….
كل يوم أخرج مـ البيت، و أرجع على نفس الوجع …. إلا يوم واحد …. واحد بس …. رجعت فيه ، لاقيت ماما بتقولي إنها مبسوطه جدًا ، و إن بابا حالته اليوم ده كانت أحسن لدرجة إنه طلب أنها تلازمه طول الوقت
و ألـح عليها إنها تسامحه ، مش بس كده دي شاركته الفراش كمان …. و تاني يوم صِحينا ، لقيناه اختفى … مِشى من غير ما يفكر فينا لحظه ….. و الجواب اللى استلمتيه ده ، كان آخر رباط بيني و بينه ….
عدت الايام حاولت فيها أقوم بدوري على أكمل وجه ، لكن المفاجأة الحقيقية كانت ، لما ماما اكتشفت إنها حامل ….
مش عارف إذا كان ده من حُسن حظها ولا سوء حظها … بس ربنا رزقنا بـ ” لـؤي ” …..
عشنا فى البيت فترة ، لغايت ما تراكمت علينا الديون .. وقتها قررت أبيع البيت عشان أسددها ، خصوصًا لما خالي إجى و أخدنا معاه اسكندريه….
هى دي حكايتي …. و هي دي مأساة أمي ، اللى عاشت مظلومه مع زوج أناني … حرمها من كل حقوقها ”

مأساة صنعها القدر …. مأساه تتألم لها القلوب ….
مأساة تجسدت من إجرام إمرأة زلزلت كيانها وخَـزات الغيرة ، حتى تركت المنطق فى أجواف الغفران … و سارت إلى الجريمة بثبات و بلا تردد ..
و رجل شَكَّـل المعنى الصريح للأنانية و الجُحُـود …تلاعب بإمرأة ، ذنبها الوحيد أنها أنثى عاشقة لزوجها … تلاعب بها كما يتلاعب الليث بفريسته …. و عندما انتهى من وجبته الشهيه … قرر الإغفال عنها ، و غلق الأبواب بلا وازع من تأنيب الضمير ……

نهضت ” فريدة ” ، تُربِت على كتِف أخيها فى إشفاق ، هامسة فى حنان :
— سامحني يا “فريد “… سامحني يا حبيبى …. والله ما كنت أعرف ، و لا تخيلت فـ يوم ؛ أكون أنا الجانية عليك إنتَ و والدتك …. سامحني ، و حاول تِـطوي صفحة الماضي …. و طمني عليك وعلى “لـؤي ” … أخباركم إيه …؟! …. لسه عايشين من خالك ؟!…..

أجاب “فريد ” بعد أن كفف دمعه الحار ، بمحرمة ورقيه … لتظهر على شفتيه شبح إبتسامه :
— أيوه …..لسه قاعدين عند خالي …. ” لؤي ” دلوقتي عنده ٨ سنين …. كنت ناوي أجيبه معايا تشوفيه ، لكن تراجعت فـ قراري باللحظه الأخيره …..
بصراحة أنا مكنتش ضامن رد فِـعلك ولا تصرفك هيكون إزاي بعد مقابلتنا دي …. عشان كده قولت التأجيل أفضل .

شعرت “فريدة ” ببعض الحُزن من سوء حظها ، فقد كانت على شوق لرؤية الصغير ” لـؤي : لتردف :
— خُســارة … كان نفسي أشوفه و أعوضكم عن اللى فات ….استنى ….
…… ثم فتحت حقيبتها ، لتُخرج من داخلها دفتر الشيكات بغرض مساعدة أخويها ، و رد الحقوق إليهما ولو قليلاً ؛ إلا أن “فريد” ارتسمت على ملامحه أمارات الغضب ، و الاشمئزاز ليصيح :
— هو إنت ناويه تعملي إيه …..؟! … واضح إنك فهمتي غلط يا مدام ” فريدة ” …. أنا لما طلبت أشوفِك …كان حلمي و أمنيتي إني أشوف أختي الكبيرة، وأقابلها، و أطمِّـن عليها ….
مش عشان الفلوس زي ما إنت متخيلة … أنا لا يِلزمني فلوسِك ، و لا شفقتِـك ، ولا حتى نظرِتك دي……
أنا بس كنت بحلم أتواصِل مع أختي الكبيرة … و …..

هتفت “فريدة” فى امتنان :
— “فريد” …. أنا مقصدتِش أبدًا الفكره اللي إجت فـ دماغك ….أنا مش بتعامل معاك بإشفاق ….. بالعكس أنا اللى مشفقة على حالي ….. لكن هنعمل إيه ، إذا كان ده النصيب والقدر …. الشيك ده مجرد هديه …. هدية بسيطة من أختك الكبيرة … معقول هتكسفني …..و تزعلني منك …..!!

لم يُرد “فريد” إحزان شقيقته…. و قد عـزَّ عليه قول لا ، لكـن رجولته فرضت هيبته على هامش الموقف … ليبتسم فى خجل يصحبه الرجاء :
— أرجوكِ يا “فريدة “…بلاش تضغطي عليا … أنا الحمد لله مُتيسِّـر الحال … و شغلي ماشي تمام ، و معنديش أي مشكله فى الفلوس …. أوعِدِك …. لو احتجت مساعدة ، مش هـطلبها إلا مِنِك إنتِ ….”

ليسـا ذراعين يحتويان جراحِها فحسب ؛ و إنما وطن صغير ..لا محل له على الخريطة ، ولكن بقلبها موقعه…
و فى رحلتها الشاقة …. وجدت السعادة على هيئة رجلين … أحدهما صار لها زوجًا ، و والِـدًا لأبنائها …
و الآخر عثرت عليه اليوم …..

وها هي الآن تشعر بأمانها الداخلي ، لتُشرق ملامحها الجميله مُعقِبة على فِعلته:
— يعنى مُصمم برضه تكسفني يا “فريد” ….. رافض هدية أختك الكبيرة … مكنتش متخيلة إنك بالقسوة دي …. حقيقي أنا زعلانه منك…”

تَحزنْ …. و كيف تفعل ، و قد أقسم برب القلم ، حين وطأت إلى مجلسه ، ألا يدعها تتألم بعد اليوم ….
ليهمس :
— طب خلاص متزعلِيش … أنا ميهونش عليا زعلِك …. و أدي الهدية يا سِتِّـي ….ثم أردف بمزاح :
_بس يا ترى المبلغ يستاهل …. ؟!

تفرست فريدة ملامحه الوديعه …لينفجر كلاهما ضاحكين ، تشدو فراشات السعادة ، و تتطاير من حولهما فى حنينٍ جارف .
فى حين تساءلت ” فريدة ” فى سرعه :
— دلوقتي بقى عايزين نتفق عـ الميعاد القادم …. هشوفك إمتى وفين … ؟! … و بليز يا ” فريد ” …. المرة الجاية هات معاك “لـؤي ” … نفسي أشوفه ….. ”

رافقها فريد إلى سيارتها ، ليُصافحها فى ود ، و محبة نشأت مؤخرًا بين شقيقين ، ليقول :
— إيه رأيِك فى الأسبوع الجاي ….!! ….. مش عايز أشغِلك ، و عارف إن بيتِك ، و أسرتِك ليهم الأولوية

نَفَـت ” فريدة “ذاك التصريح ، لتُصِـر على شقيقها ضرورة اللقاء للمرة الثانية قبل نهاية الأسبوع ، ليكتمل اللقاء بِـوعد مُصرَّح به …تكتمل جوانبه يوم الأربعاء القريب … ليودعها آملاً من ربه رؤيتها التى أحيت بداخله الكثير ….. وانتهى اللقاء الأول على خير ما يُرام ……

عادت “فريدة ” إلى منزلها الهادىء هائمة … و ربما الهيام هنا يختلف …. فقد أودعت أسرتها ، فردين أخرين …. شقيقها ” لـؤي و فريد ” ..
انتهى النهار سريعًا ..يليه ليل هادىء دافىء …. تتخلله لمسات العشق ….. ليعقبه النهار كمنوال لا ينتهي الا بأمر القدير …
ليأتي اللقاء الثانى الذى انتظرته ” فريدة ” بفارِغ الصبر…..ومع اللهفة استقبلت شقيقها الصغير الرائع ” لؤي ” …
ذاك الفتى الصغير …صاحب الملامح الوديعة ، ذو العينين كـزُرقة المحيط ، خصلاته المُنسدلة على كتفيه تبرق كما أشعة الشمس اللامعه …..
استقبلته بأحضانها …. ببحر عينيها …. بإحتواءها كأم و ليست شقيقة ….. إحتوته كما لو أنها تلتمس الإحتواء بقُربًِه و اقترابه .

ثم تعددت اللقاءات بينهم …. لقاءات سرقتها فريدة من الزمن ، لقاءات لا يعلم بها زوجها الحبيب ، فحين قررت ألا تُصارحه كان منطقها الرأي السديد ….
— ” لا يحق له العِـلم …. وحدها تستحق أن لا تَـشي بأخويها … و ألا تُفشِـي أسرار والِدتها الراحلة …. وما فعلت … و لكن ….
— هل أصابت ” فريدة ” فى إخفائها الأمر عن زوجها ” مدحت “….. ؟! …. أم أن للأقدار شـأنٌ آخر ….!!

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية اهداب والماضي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق