شمس الصقر (رواية صقر وشمس) الفصل العشرون 20 والأخير – بقلم سيمو

شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل العشرون والأخير

 

 

[النهاية]

قالت ميس بصدمة و الدموع ترقرقت في عينيها:

ميس: العمليات؟، لماذا هل هي بخير؟؟!

نفى صقر بهدوء:

صقر: لقد إنغرس جذع شجرة في معدتها و نزفت الكثير من الدماء و رأسها مصاب كذلك لهذا لا أعرف ماذا يحدث معها لكن ما يجعلني مطمأن عليها قليلاً هو أن سهيلة هي من تجري لها العملية يا امي.

تنهدت ميس تشعر بالراحة قليلاً لكن هذا لا يمنع من أنها ما زالت قلقة عليها، أمسك صقر بيدها و صعدا إلى الطابق التالي و سارا إلى نهاية الردهة التي تنتهي بوجود غرفة العمليات، أنزل صقر من على كتفه و أجلسه فوق مقاعد الأنتظار هو و ميس قائلاً:

صقر: سوف أذهب إلى غرفة العمليات العلوية حتى أكون أقرب أليها أنتظراني هنا حتى تخرج و سوف أتي لكما، حازم إن إحتاجا لأي….

حازم مقاطعاً: يمكنك الذهاب حضرة الرئيس لا تقلق هما في حمايتي.

أومئ و أتجه صقر نحو غرفة العمليات العلوية من الباب الجانبي للغرفة، صعد درجات السلم القليلة ثم فتح الباب الزجاجي بخطوات بطيئة وقع صداها في أرجاء الغرفة الباردة و المظلمة صوت نبضات قلبها بهدوء و ببطئ مرعب يصم آذانه، أغلق الباب و سار بضع خطوات ثم جلس فوق إحدى المقاعد المتواجدة أمام النافذة الزجاجية، هبطت أنظاره ببطئ نحوها يشاهدها بهذه الحال التي ألمت قلبه و أعتصرته بقوة شديدة لدرجة أنه شعر بالألم بالفعل و يتجعد وجهه من شعوره، يرى سهيلة تفعل هذا و ذاك في جسدها و كمية القطن التي تخرج في كل ثانية ممتلئة بدمائها.

عقله أصبح فارغاً بالفعل بسبب ما يراه، بسبب حالتها!!، بسبب ألمها!!، بسبب خوفها و بسبب كل شيء يمكن أن يتخيله، قبض على يديه و قال بنبرة قاتلة لا ترحم:

صقر: أقسم على أن أجعله يشعر بألمك أضعافاً مضاعفة و أقسم بشرفي أنا كـ رجل إن لم أجعله يموت على يدي هاتين لن أتركه أبداً.

إستمر صوت نبضات قلبها ينبض في الأرجاء أغمض عيناه لتنهمر دموعه فوراً ليضع كفيه فوق عيناه و أجهش مردفاً:

صقر: لا تتركيني أرجوكِ يا شمس، لا تفعلي بي ما فعلوه هم بي!، لا تتركيني و تذهبي كما فعلوا، أنا أرجوكِ لا تفعلي أنا أحتاجكِ بجانبي، لا تتركيني حتى لو أنا بذات نفسي أخبرتكِ بهذا أرجوكِ.

أستمر بالبكاء لمدة طويلة مصاحباً عدة شهقات تزامناً مع صوت نبضاتها جعل من هذا مشهداً مؤثراً جداً، أستمرت العميلة لأمثر من ساعة و نصف و كان هو توقف عن البكاء بصعوبة كبيرة ثم جمع شتات نفسه و هدأ من نفسه و أستمر في مشاهدتها تخضع للعملية، نزعت الطبيبة سهيلة قفازيها المملوئين بالدم و ألقتهما في سلة المهملات و بدأت في غسل يديها، أتخذ صقر خطواته خارج الغرفة حتى ينتظرها تخرج من غرفة العمليات.

دلف الردهة مجدداً ليجد آدم نائماً على قدمي ميس بينما هي كانت تمسك مصحف القرآن الكريم صغير الحجم في يدها و تقرأ بصمت، لاحظت وجود صقر لتغلق المصحف و تعيده في حقيبتها لكن قبل أن تتحدث فتحت أبواب الغرفة و خرج منها السرير المتحرك التي تستلقي عليه شمس بهدوء تحيطها الأسلاك و قناع الاكسجين مع المحاليل و كيس الدم، مظهرها يجعل القلب يدمي بالفعل لدرجة أن ميس غطت فمها كردة فعل طبيعية و ترقرت عيناها بالدموع مجدداً، أستمرت الممرضات في دفع السرير بينما تحكم صقر في نفسه من أن يلحق بها ليشيح نظره سريعا بعيداً عنها و تنهد بقوة سائلاً الطبيبة سهيلة:

صقر بتعب: كيف حالها الأن؟!، هل هناك أي شيء خطير على حياتها حالياً؟.

نفت سهيلة بهدوء و قالت شارحة:

سهيلة: هي الأن بخير لكن مؤشراتها الحيوية ما زالت ضعيفة قليلاً بسبب فقدان الدم الحاد و نحن نعوضه حالياً، كما أنه من الأحتمال أن لا تستيقظ لمدة يومين على الاغلب لانها تعيش صدمة ما بعد الحادث لكن لحسن الحظ أن الجذع لم يصب أي من أعضائها الحيوية كما أن إصابة رأسها لم تسبب أي أرتجاج دماغي فقط جرح صغير و ضمدناه بشكل جيد، سوف ننقلها للعناية المركزة لمدة يوم من أجل التأكيد فقط، يمكنك أن تبقى معها الليلة لكن يجب عليك إرتداء الأدوات الطبية المعقمة حتى لا يسبب هذا أي إدخال للجراثيم و المايكروبات.

صقر: شكراً لكِ يا سهيلة.

سهيلة بأبتسامة: لا داعي للشكر يا سيد صقر فنحن في النهاية أقرباء، أتمنى لها الشفاء العاجل عن إذنكم.

صقر: تفضلي.

رحلت سهيلة من أمامهم ليتنهد صقر مستنداً بظهره على الحائط مغمضاً عيناه لوهلة قصيرة ثم قال:

صقر: أمي عودي إلى القصر برفقة حازم حتى لا يبقى آدم في المشفى ثم في الصباح أنا سوف أعود و أصطحبكما معي.

لم تستطع ميس الاعتراض لأنها تعلم أنه في حالة لا تسمح له بالجدال لكن إن عاندت هي معه سوف يفقد السيطرة على نفسه و يصرخ في وجهها من دون وعي، هزت رأسها بصمت تمسح دموعها سريعاً قائلة:

ميس: حسناً بني سوف أنتظرك في الصباح، أعتني جيداً بشمس.

صقر بإبتسامة خفيفة: هل توصينني على روحي يا أماه؟!.

نفت ميس بهدوء:

ميس: لا يا بني، أتمنى لك السعادة و الهناء.

صقر: شكراً يا أمي.

ميس: تصبح على خير.

صقر: و أنتِ من أهل الخير.

حمل حازم آدم و سار به أمام ميس التي تبعته بينما توقف صقر لمدة دقيقة ثم نادت عليه الممرضة حتى يرتدي الزي الطبي قبل أن يدلف إلى غرفة العناية المشددة، إتجه مع الممرضة ثم أعطته رداءاً أخضر اللون و كمامة زرقاء و إرتدى جوارب بلاستيكية مقعنة أيضاً مع قفازات بيضاء و خرج متجهاً نحو العناية، تركته الممرضة أمام الباب ليقف هو لمدة نصف دقيقة ثم فتح الباب و دلف بهدوء و روية.

أتخذ خطوة إلى الداخل و نظر لهيأتها بصمت مفجع، عقله كان فارغاً من كل شيء يمكن أن يفكر به الأن!!، أكمل خطواته نحوها و جلس بجانب الكرسي المتواجد بجانب السرير ليرى يدها المغروس فيها إبر المحاليل ليمسكها بهدوء و يقبلها عدة مرات بخفة حتى لا تتألم ثم رفع رأسه و كان صامتاً أيضاً مع تعابير وجه باردة قليلاً.

نظر إلى وجهها الذي بدأ يستعيد لونه الطبيعي و سأل:

صقر: هل تشعرين أنكِ أفضل الأن حبيبتي؟؟.

إنتظر لوهلة كأنه سمع جوابها ليهز رأسه مرتين بخفة مكملاً:

صقر: لقد أخطأت مرة أخرى عندما لم أستمع لكِ، يبدو أن الأمر الذي جعلكِ تخرجين من القصر كان يتعلق بي و بحمايتي و حاولتي إخباري بذلك عندما كنت أتجادل معكِ لكن إنتهى بي الأمر بالتصرف بطيش.

أنزل رأسه بندم يعض شفاهه مراراً و تكراراً مردفاً:

صقر: لا أعرف ماذا يمكنني أن أقول لكِ و أنتِ في هذا الوضع بسببي أنا لكنني أعرف جيداً أن كلمة أسف لا يمكنها أن تعوضكِ أبداً أنا أعرف هذا.

مرت في ذاكرته تلك اللحظة عندما وقعت في المسبح و أصبح يؤنب نفسه مراراً و تكراراً لكنها جعلته يصمت بقبلة منها، قهقه بخفة و قال متسألاً:

صقر: أن قلت لكِ أنني أسف أكثر من مرة هل سوف تجعليني أصمت بقبلة مثل السابق أم أن هذه مخيلتي يا شمس؟؟.

صوت الجهاز الذي يطن كل ثانية بأزعاج كأنه كان يرد عليه بدلاً منها ليكمل:

صقر: لدي الكثير من الحديث الذي أريد إخباركِ به لكنه ذهب أدراج الرياح و لا أعرف أين!!، كل ما أريد قوله حالياً هو الحمد لله على سلامتكِ من هذا الخطر، كما أنني أحبكِ ي شمس أعشقكِ لدرجة لا تتخيلينها أبدأ.

صمت ثم أنزل رأسه مسندً إياها فوق السرير بجانب يدها لتبدأ عيناه بالأنغلاق شيئًا فشيئاً و يغرق في النوم دون وعي، هذا اليوم كان منهكاً و متعباً لدرجة تعدت حدود طاقته بالفعل، فشمس التي هي نقطة ضعفه الأن مصابة من أين له أن يستمد قوته؟!، صحيح أن والدته موجودة لكنها ليست مثل شمس كل ما يريده هو أن تبقى بجانبه لكن إنتهى بها المطاف في حالة نفسية جعلتها منعزلة لمدة ثلاث سنوات و تركته في أشد الأوقات حاجة لها، هذا لا يعني أنه لا يثق بها! لا أبداً هو يثق بأمه و جداً لكن شمس أخذت مكانًا مخصصاً في قلبه و كيانه، عندما كان في حاجة إلى شخص ما يشاركه أحزانه خرجت شمس من اللا مكان و إنتشلته من قوقعته دون أن يدرك ذلك، أصبح يتصرف بأنحراف عندما يكون معها، يزعجها بكلامه المنحرف و الغامض، يستمع لها و تستمع له، يعتني بها و تعتني به، يهتم بها و تهتم به إلى أن غرق في بحر عشقها الكبير ، غرق فيه فوراً من دون عناد أو حتى تصدي لأنه قبل بمصيره.

و هكذا مضت هذه الليلة دون أي مشاكل ….

°•°•°•°•°•°•°•°•°•°°•°•°•°•°•°°•°•°•°°•°


في مكان أخر**

أمسك هاتف نائبه و قال بأبتسامة:

محسن: جيد جداً، عاد النقيب صقر وحيداً مجدداً أحسنت عملاً.

النائب: لم أفعل إلا واجبي يا سيدي.

محسن بسعادة: لا، لقد فعلت الكثييير.

ألقى أمامه حزمة من المخدرات و المال و قال:

محسن: هذه مكافئتك على العمل.

النائب: شكراً لك ي سيدي.

رحل النائب بينما كان يمسك بهديته القيمة جداً ليخرج هو من هناو يدلف آسر من هنا، تحدث بتهكم جالسا أمام محسن:

آسر: ألا يوجد أي خبر جديد عن تلك الحقيرة؟؟!.

محسن بملل: لا يوجد، لكن أنظر إلى ضربتي القاضية على النقيب صقر، ما رأيك؟؟.

مد محسن الهاتف لآسر الذي أمسكه لتتحول نظراته إلى الصدمة عندما رأها و صرخ:

آسر: كيف تقول أنه لا يوجد أي خبر عنها و أنت قتلتها الأن؟!.

محسن باستغراب: ماذا تقصد؟!.

آسر: هذه هي شمس التي نبحث عنها، ألم ترى صورتها عندما أحضرتها؟!.

نفى محسن بسرعة مردفاً:

محسن: لا، لأنني أعطيت المال و الصور التي في الحقيبة إلى الرجال فوراً.

آسر بسرعة: حسناً لا يهم، أجعلهم يبحثون عنها في كل مكان حتى أقتلها أنا.

محسن: هذا سهل سوف أجعلهم يبحثون في المكان الذي وقع فيه الحادث و إن لم يجدوها يبدأون بالبحث في المستشفيات.

آسر براحة: هذا جيد.

و أخيرا أصبح آسر على حافة نجاحه ……

°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°°••°•°•°•°°•°•


في الصباح التالي**

أستيقظ صقر و خرج من العناية ثم إرتدى ملابسه مجدداً و توجه نحو الخارج ليجد حازم يقف بجانب باب غرفة العناية التي تتواجد بها، حدق به صقر بأستغراب:

صقر: أليس من المفترض بك أن تكون في القصر الأن؟!.

حازم: أسف يا رئيس لكنني جئت مبكراً حتى أحرس بذات نفسي غرفة العناية الخاصة بالرئيسة في أثناء غيابك حتى تكون مطمأن.

أومئ صقر براحة:

صقر: هذا جيد لقد وفرت علي الأتصال بك لأنني كنت أريدك أن تكون هنا.

حازم: لا تقلق يا رئيس من دون أن تهاتفني حتى أنا كنت سوف أتي.

صقر: شكراً لك.

حازم: هذا واجبي ليس إلا.

أومئ له صقر و تركه يحرس الغرفة بهدوء و من دون أن ينطق بأي حرف، خرج صقر من المشفى و توجه نحو القصر أخذ حماماً سريعاً ثم بدل ثيابه إلى أخرى نظيفة ثم خرج و هبط إلى أسفل، وجد ميس و آدم ينظران له بهدوء مع إبسامة خفيفة ليركض آدم نحو خاله صارخاً:

آدم: خالي صباح الخير.

صقر: صباح النور، هل أنت أفضل اليوم؟!.

آدم يومئ: نعم أنني أفضل، هل يمكنني الذهاب إلى المشفى أريد الأطمئنان على شمس.

صقر يومئ: حسناً ليست مشكلة، تناول إفطارك أولاً ثم سنذهب.

آدم: و أنت سوف تفطر معي لأنك البارحة لم تتناول أي شيء.

صقر: لا أستطيع ليس لدي شهية.

تقدمت ميس نحوه و قالت بحزم:

ميس: هذا ليس جيداً، تناول إفطارك و من ثم نذهب.

صقر مستسلماً: حسناً.

تناولوا الطعام معاً ثم بعد مدة قصيرة انتهوا ليخرجوا من القصر و يقود صقر عائداً إلى المشفى، دلفوا المشفى و صعدوا لأعلى حيث غرفة العناية المركزة ليلمح صقر من بداية الخروج من المصعد عدم تواجد حازم، إستغرب قليلاً لكنه فكر بأنه قد ذهب إلى أي مكان أخر ليفتح الباب حتى يجعلهم يرونها من بعيد لكن هدوءه إنقلب إلى إعصار من غضب جحيمي عندما نظر نحو السرير الفارغ، كانت الأجهزة منزوعة و هناك بضع قطرات من الدم على جانب السرير كما أن الكرسي كان ملقى على ألارض بأهمال!!، و إناء من الزجاج كان مكسوراً.

حدقت ميس بصدمة هي و آدم نحو العناية التي أصبحت فوضوية أيضاً لكن صراخ صقر و ضربه لحافة الباب هزت الجدران قائلاً:

صقر: لقد تم إختطافها مجدداً.

حدقت ميس في ظهره بشدة و بصدمة لتصرخ فيه بخفة:

ميس: ماذا تقصد بمجدداً يا صقر؟!.

نظر صقر لها بحدة دون وعي و قال:

صقر: لقد تم إختطافها عندما كنت أنا و هي في حفلة لأحياء ذكرى سنوية لأحدى شركات صديقي.

صدم آدم و ميس لدرجة أنهما لم يستطيعا التحدث مرة أخرى، ألتفت و خرج نحو خارج المشفى ليجد حارسين إحداهما يمسك الأخر الذي ينزف رأسه دماً، توجه نحوه صقر سريعاً و سأل:

صقر: من الذي إختطفها؟!.

نفى الحارس المصاب ببطئ بينما تعابير الألم تتخذ وجهه مسكناً له و أردف:

الحارس: لا أعرف من الذي إختطفها يا رئيس، لكن حازم حاول اللحاق بهم و اختطف معها في النهاية.

صقر: اختطفوا حازم أيضاً؟؟

أومئ له الحارس ببطئ ليقول بسرعة:

صقر: أذهب إلى الطوارئ بسرعة أنا سوف أهتم بالأمر.

تركهما و توجه نحو باقي الحراس ليقف و يصرخ بقوة:

صقر: إجتمااع.

أحاطه الحراس من جميع النواحي ليسأل بغضب:

صقر: كيف إستطاعوا الأفلات منكم هل أنتم أغبياء؟!.

إحدى الحراس: لقد تنكروا على هيئة أطباء و لم نعرف بذلك الأمر إلا عندما رأينا زميلنا مصاب كما أنهم خرجوا من الباب الخلفي للسيارات.

أنزلوا رأسهم بخوف للأرض ليردف بقوة:

صقر: أبدأوا بالبحث في جميع الأرجاء التي يتواجد فيها محسن اليسري الأن و أنت…

أشار إلى إحدى الحراس ليتقدم خطوة برأس منخفض:

صقر مكملاً: أذهب إلى مركز الشرطة و أحضر ذلك الشرطي من حادثة الأختطاف السابقة و أخبره بما حصل و الأن أذهبوا.

الحراس: أمرك يا رئيس.

أنتشر الحراس مثل النمل في الأرجاء ليدلف المشفى مجدداً ذاهباً نحو والدته و آدم، وقف أمامها و قال:

صقر: أرجوكِ عودي إلى القصر الأن و أعتني بـ آم جيداً، و أنتبهي من أي شيء يمكن أن يحدث في الطريق.

تنهدت ميس بقوة لتربت على كتف صقر بحنان قائلة بنبرة قوية:

ميس: أذهب و أبحث عن شمس و لا تقلق علينا.

صقر: تركت لكما سيارة في الخارج كونا بخير.

ميس بأبتسامة: حسناً بني أذهب.

صقر: دعواتكِ يا أمي.

ميس: ليحفظك الله من كل شر و من كل شيء سيء.

رحل صقر من أمامها بقوة تحيطه هالة من البرودة ليمسك آدم يد جدته بقوة مردفاً:

آدم: جدتي أنا خائف على خالي و على شمس كثيراً.

ميس بقلق: أنا أكثر منك يا حبيبي، لكن لنساعدهم قليلاً.

آدم: هل سوف تتحدثين مع توأمك؟!.

نظرت نحوه ميس بصدمة و قالت:

ميس: كيف عرفت هذا أيها الشقي؟!.

آدم: لقد حزرت فقط.

سارا نحو الخارج و صعدا السيارة ليبدأ الحارس بالقيادة عائداً نحو القصر و في الطريق قالت ميس بعد تفكير:

ميس: هل عرف من الذي تسبب بهذه المشكلة الأن؟!.

أومئ آدم مردفاً:

آدم: أعتقد بأن السبب في هذا هو محسن اليسري كما أخبرتني شمس سابقاً، كما أنه السبب في مقتل جدي و والدي.

صمتت ميس لأنها كانت تشك في هذا الأمر من قبل لكن دون أن تتحدث مجدداً ربتت على كتف آدم و أحتضنته لعدة ثواني، أخرجت هاتفها و ضغطت على عدة أرقام في الثانية الواحدة ثم ضغطت على إيقونة الأتصال ليبدأ الهاتف بالرنين و ما أن فتحت المكالمة تحدثت ميس بنبرة قوية تليق بها:

ميس: أرسل بعضاً من حراسك أن يبحثوا مع حراس صقر عن محسن اليسري و صقر سوف يتولى الباقي.

أغلقت الخط بهدوء بعد ثواني من سماع الرد من الجهة الأخرى لتربت على رأس آدم بأبتسامة خفيفة:

ميس: سوف نساعد صقر الأن.

آدم: هذا جيد جدتي.

ميس براحة قليلاً: نعم حفيدي العزيز هذا جيد.

أغلقت عيناها و قالت بهدوء:

ميس هامسة: أتمنى أن تكون بخير و أن لا يصيبها أي مكروه.

ليصلوا إلى القصر و تبدأ الحراسة المكثفة الأن.

°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°


أحداث


سريعة**

كان جميع الحراس يبحثون في الأماكن التي يمكن أن يتواجد فيها محسن لكن لا فائدة، كان يقود سيارته في الأرجاء بجنون و بسرعة شديدة لكن رن هاتفه برسالة نصية ليخرج الهاتف من جيبه سريعاً و يرى فيديو جعله يتوقف على جانب الطريق، فتح الفيديو بقلب يدق بنبضات سريعة جداً ليرى مشهداً جعله يغلي و ينفجر مثل البركان الثائر.

الهاتف بدأ بالتصوير على ثلاثة أشخاص متواجدين في ذات المكان لكن بمسافات بعيدة قليلاً ليظهر صوته الذي يعرف قائلاً:

محسن بسخرية: هل كنت تعتقد بأنك سوف تهرب مني يا نقيب صقر؟!.

صمت قليلاً ليوجه الكاميرا نحو حازم الفاقد لوعيه بينما كان مقيداً في كرسي خشبي و وجهه ممتلئ بالدماء و على فمه قماشة بيضاء ليرى حارساً يسكب فوقه دلواً من الماء عليه بلا رحمة ليتحرك حازم بفزع من برودة المياه و هز رأسه عدة مرات حتى تبتعد المياه عن رأسه قليلاً ثم رمش بعيناه عدة مرات لكن الحارس الخاص بمحسن لم يمهل حازم الوقت حتى يستطيع إستيعاب موقفه لينهال عليه باللكمات في جميع أنحاء جسده و الأخر يحاول أن يتماسك بقدر إستطاعته ليظهر صوت أنين يصرخ لكنه مكتوم لتهبط كاميرا الهاتف نحو الأرضية و كانت شمس.

دق قلب صقر بعنف عندما رأى هيأتها ليقبض على المقود بغضب و تمالك نفسه بصعوبة ليكمل الفيديو.

كانت شمس ملقية على الأرض و تنظر ل حازم الذي يتلقى ذلك الكم الهائل من الضربات لتحاول أن تصرخ لكن صوتها يخرج مكتوماً بسبب القماش، تحدث مرة أخرى:

محسن: هل هذه هي زوجتك العزيزة يا صقر؟!، تؤ تؤ تؤ تؤ يا الاسف سوف تقتل اليوم على يد أبن عمها الذي كان يبحث عنها لأنها جلبت العار لعائلتها، يا لك من مسكين كيف تمكنت من أن تتزوج مثل هذه الفتاة يا صقر أنها لا تليق بك لكن لا تقلق يوجد الكثير غيرها لنرى أولاً ردة فعل زوجتك الحبيبة عندما ترى أبن عمها.

ما أن أنتهى محسن من حديثه دلف آسر إلى ذات المكان لتتجمد شمس في مكانها و لا تتحرك أبداً، عيناها في عيناه لكنها تبدو متيبسة لتبدأ بالزحف إلى الخلف ليضحك آسر عليها من مظهرها المرتعب فيقول آسر بقهقهة:

آسر: إذا كنتِ تخافين من هذه اللحظة لماذا هربتي إذا يا أبنة عمي العزيزة؟!، كل هذا حتى لا تتزوجينني فقط؟!.

بدأت شمس بالبكاء و تنظر نحو محسن و نحو آسر مرة، أختتم محسن الفيديو و قال:

محسن: حظ أوفر في المرة القادمة يا صقر.

أنتهى الفيديو بأطلاق النار على رأس الممرضة التي كانت تعمل على رعاية والدته لتسقط جثة هامدة و يسمع صوته الهامس بشر:

محسن: الرصاصة القادمة في رأس زوجتك.

و أنتهى الفيديو بشاشة سوداء جعلت منه وحشاً هائج صرخ يضرب المقود بيده عدة مرات من شدة الغضب، ذلك الحقير يعمل مع آسر لا بل آسر من يعمل مع محسن، خرجت رسالة تحذيرية من هاتفه بذات صوت الإنذار كما حدث في الأمس فيدير الهاتف نحوه مباشرة و يرى شاشة سوداء تحتوي على:


” لقد تم إرسال رسالة لك من قبل رقم مجهول


وفقاً




لتعليمات


المبرمج سوف يتم


تزامن


هاتفك مع هاتف


المستخدم


و


إظهار


الموقع في الحال”

فرحة غامرة إجتاحت قلبه أصبح موقناً و لدرجة كبيرة أن من جعل هاتفه هكذا هي شمس، تدريجياً بدأت الشاشة السوداء بالأختفاء و تظهر الخريطة مع نقطة حمراء تستمر بالنبض ببطئ، كانت تتواجد شمس في مصنع مهجور و للأدق مصنع كان ملكاً لوالد صقر لكن تم إغلاقه منذ زمن بعيد جداً، لم يهتم صقر بهذا ليخرج من الخريطة و بدأ يتصل بوحدة الحراسة الخاصة به حتى يتجهوا نحو الموقع خلفه و كان الاقرب للموقع هو صقر بشكل غريب و سوف يحتاج الدعم إلى الوصول للموقع لمدة لا تقل عن ساعتين بينما هو عشرة دقائق و سوف يتواجد هناك.

°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°°••°•°•°°•°•°•°

أرتبكت شمس بشدة عندما رأت هيأته أمامها لكنها شعرت بالأرتياح قليلاً عندما سمعت حديث محسن الموجه لآسر:

محسن: لقد أرسلت له الفيديو و لنرى ماذا سيفعل، فهذا المكان لا يستطيع أن يجده و لن يخطر في باله أبداً لأنه يخصه.

آسر: لا يهمني كل ما يهمني هو أنني عثرت عليها هي و سوف أقتلها بيداي.

حاولت شمس الزحف إلى الخلف و لأن قدميها و يديها مقيدتين فبدت كدودة تحاول التحرك لكنها شعرت بألم رهيب في معدتها جعلها تتوقف و تحاول الصراخ من قوته لكن لا فائدة فصوتها مكتوم، جذب أنينها المكتوم آسر و محسن ليتوجه نحوها آسر سريعاً و يمسك رأسها بقوة جعلتها تأن ليبعد القماشة عن فمها و تحدث:

آسر: يبدو أنكِ مجنونة بما فيه الكفاية حتى تتزوجي من صقر آدم أليس كذلك؟!.

إبتسمت بسخرية منه و قالت بنبرة خبيثة:

شمس: على الأقل هو أرجل منك و ليس مثلك أنك مجرد فتى صغير يدعي الرجولة بأفعاله الطائشة.

صفعها بقوة على وجهها ليرفع رأسها نحوه مجدداً و نظر في عيناها بحقد و جنون مع نبرة مخبولة:

آسر: هذا ما تعتقدينه بعد أن تزوجتي منه!!، ما هو المميز فيه و الذي يملكه هو و لا أملكه أنا؟!.

شمس بهمس: الرجولة هي الشيء الذي لا تملكه و لن تملكه أبداً، لكن أعلم أنك أنت و محسن لن تخرجوا من هذا الأمر بسلام بل أشك بأنه سيجعلكم تبقون على قيد الحياة خاصتاً أنت يا محسن أيها الحقير.

نظرت نحو محسن بعينان باردة و قاتلة جعلت جسد الأخر يرتجف قليلاً لكنه تحدث بثقة:

محسن: ما الذي يجعلكِ بهذه الثقة المزيفة؟!، على الأقل سوف يستغرق عدة أسابيع أو شهراً كاملاً حتى يعرف مكانكِ برفقة ذلك الحارس الغبي و جثة الممرضة تلك.

ضحكت شمس بخفة و كانت تشعر بالألم من طعنة الجذع فأكتفت في النهاية بالأبتسامة ليستغرب الأثنين من ردة فعلها:

شمس: هو في طريقه إليك.

محسن: هه و كيف هذا هو لن يستطيع أن يجدني من مجرد رسالة أرسلتها له من رقم مجهول.

شمس: لا أعرف لكنه قادم و سيقتلك.

شعر بالغضب يتصاعد عنده ليتوجه نحوها مبعداً آسر بقوة و قال:

محسن بحقد: حتى لو كان سيقتلني سوف أقتلكِ أنا قبل أن يقتلني حتى أشفي غليلي منه و أذيقه من نفس الكأس الذي أذاقني إياه هو و والده.

شمس بأستفزاز: هذا لا يهمني كل ما يهمني هو أنك سوف تموت اليوم أعلم هذا جيداً.

حسناً طفح به الكيل و بدأ بركلها في معدتها لتصرخ بقوة من الألم الذي هاجمها بقوة في معدتها لدرجة أنها سعلت دماً و الأخر في كل ركلة يركلها في معدتها يشتم بأبشع الألفاظ ليبعده آسر بغضب:

آسر: سوف تقتلها أخبرتك أنني أنا من يريد أن يقتلها لما لا تفهم هذا؟!.

محسن بغضب: أصمت أنها تستمر في الحديث بكلام فارغ مثلها تماماً كان يجب علي أن أجعلها تصمت بالقوة.

تركه آسر ثم توجه نحو شمس ليراها تسعل دماً مرة أخرى لم يرف له جفن ليقول بنبرة مؤنبة:

آسر: بسببكِ يا شمس قتلت فتاة لا ذنب لها أنظري هناك أصبحت جثة هامدة لا روح فيها كل هذا ذنبكِ أنتِ فقط.

نظرت له شمس برؤية مشوشة و ضبابية بينما بدأت تشعر بملابسها تصبح رطبة بسبب النزيف عندما فتح الجرح مجدداً، همست ببضع كلمات جعلته ينزعج منها:

شمس: لقد قتلت بسبب خوفكما و بسبب الجبن الملتصق بكما، هذا ليس بسببي لا تتوقع مني أن أشعر بالذنب أنك قتلتها لقد قتلت بسبب الخوف و لانك عديم الرجولة فقط.

أخرج سلاحه و كان سيطلق النار عليها لكن صوت إطلاق النار من الخارج أوقفه بصدمة و جعل محسن ينظر للخارج بصدمة أكبر ليأمر حارساً أن يخرج و يرى من السبب في إطلاق النار، ليذهب الحارس عنوة و يختلس النظر ليعود أدراجه بصدمة و ركض صارخاً:

الحارس: أنه النقيب صقر يا سيدي، ماذا نفعل الأن؟!.

محسن بغضب: كيف علم المكان بهذه السرعة هذا لا يمكن أن يحدث!!.

آسر: هل يمكن أنه علم مكاننا بسبب أحداً ما خاننا؟!.

محسن بأنزعاج: لا أعرف لكن كل ما أعرفه هو أنه بالتأكيد بسبب تلك الحقيرة.

لم ينتظر صقر كثيراً ليبدأ بالقيادة حتى تتقلص المدة الموجبة عليه بالفعل و يصل إلى الموقع بعد بضعة دقائق قليلة، أخرج المسدس من أسفل المقعد الجالس عليه و تأكد من ذخيرتها ثم أخذ مخزنين من الذخيرة إحتياطياً و خرج من السيارة متسللاً، توجه نحو المدخل سريعاً ليجد خمسة رجال و ظهر أمامهم مثل ملك الموت عزرائيل بنفسه و من شدة صدمة الخمسة أطلق النار على رؤوسهم بأحترافية تامة و من دون أي أخطاء أبداً.

توجه للداخل بقوة و الغضب ظاهراً عليه و كل من يظهر أمامه يطلق عليه النار بسرعة لكنه توقف عندما خرج آسر ممسكاً شمس من كتفها و المسدس على رأسها، نظر نحوها يتفحصها ليجد ملابسها ممتلئة بالدماء مجدداً ليلعن حظه من تحت أنفاسه ليسمع تهديد آسر:

آسر: أترك المسدس من يدك و إلا سأفجر رأسها كما حدث مع تلك الممرضة.

نظر نحو شمس ليجدها تهز رأسها له بقوة و تصدر أصواتاً تدل على رفضها التام لكن آسر شد على كتفها بقوة لتأن فيصرخ صقر به بقوة جعلته يرتجف رغماً عنه:

صقر: إياك و أن تؤذيها و إلا ستندم أشد الندم.

إصطنع آسر القوة و صرخ فيه بالمقابل:

آسر: كفاك حديثاً فارغاً و أرمي سلاحك الأن.

رمى صقر السلاح أرضاً ليحيط به عدد لا بأس به من الرجال فينظر لهم صقر بإستصغار بنظرات باردة بعثت القشعريرة في أجسادهم لا إرادياً، أبعد احد الحراس سلاحه أكثر ثم أتى أحدهم من الخلف يمسك بيده قضيباً من الحديد و على ركبتيه من الخلف ضربه بقوة ليجثي رغماً عنه، تألم قليلاً لكن شمس أصبحت تتحرك بعنف بين يدين آسر ليمسكها الأخر بقوة و يثبتها رغماً عنها، ظهر محسن أمام صقر واضعاً يده في جيبه يمثل البرود و قال بنبرة ساخرة:

محسن: لم أتوقع أن تأتي بهذه السرعة يا أبن آدم!!.

أبتسم صقر بأستفزاز مع ملامح ساخرة منه:

صقر: أنا دائماً أخالف توقعاتك لهذا توقف عن التفكير بشأني و أهتم بشأنك و عد الدقائق القليلة المتبقية لك في هذه الدنيا فأنا عزرائيلك الذي سيقبض روحك و تدعها تذهب لبارئها.

ضحك محسن بقوة من كلامه ليقول بقهقهة:

محسن: هل تعتقد بأن حديثك هذا سوف يخيفني و يجعلني أرتجف؟!، أنسى الأمر دعني أقدم لك عرضاً مشوقاً أولاً، لا أنتظر دعني أقدمه لها هي.

أخرج مسدساً من أسفل ملابسه و أطلق النار على ذراع صقر الأيمن بسرعة مع ضحكاته التي رنت في الأرجاء، نظرت شمس له بصدمة و حاولت الفرار من يد آسر لكن لا فائدة أبداً و بدأت بالبكاء بالفعل فـ الألم إزاد أضعافاً مضاعفة و صقر مصاباً الأن أمسك صقر ذراعه و تعابير الألم رغماً عنه رسمت على وجهه لكنه ضحك و قال بسخرية:

صقر: هل تعتقد أن مجرد رصاصة سوف توقفني عن قتلك و تردعني؟!.

إبتسم محسن و قال بجنون في وجهه:

محسن: لا، علمت أن هذا لا يمكن أن يردعك لهذا جهزت لهذا العرض.

إنطلقت رصاصة أخرى من مسدسه نحو كتف شمس لتسقط أرضاً بقوة، صرخ صقر بأسمها بينما هي بدأت تفقد وعيها تدريجياً دون مقاومة، نظر آسر له بصدمة و صرخ به:

آسر: لماذا فعلت هذا؟!، لم نتفق على ذلك!!.

نظر له محسن بحدة و قال بغضب:

محسن: أصمت لا أريد أن أسمع منك ولا حرف حتى يا آسر.

صمت آسر و لم يرد عليه بل كبت غضبه و إنزعاجه منه ليكمل محسن حديثه:

محسن: إجلب ذلك الحارس الغبي إلى هنا بسرعة.

ذهب آسر و أحضر حازم ليرى صقر جاثياً أرضاً فصرخ بقوة:

حازم: رئيس صقر لـ…….

لم يكمل كلامه لأنه ضرب خلف رأسه مما جعله يسقط أرضاً و أصبح يشعر بالدوار، نظر صقر بتهكم نحوهما و أصبح ينظر في الأرجاء ليفكر داخلياً:

صقر: يبدو أنه لا يوجد سوا هؤلاء الرجال كما أنني قتلت أكثر من عشرة أشخاص في الخارج لابد أنه لم يجلب الكثير من الرجال بسبب مجيئي المفاجئ، أصمدي يا شمس سوف أجعلهم يندمون أشد الندم.

وقف بسرعة و ضرب الرجل الذي يمسك في يده قضيب الحديد عندما أخذه من يده و ضربه بقوة على رأسه من الخلف ليرتد أرضاً من دون وعي، أمسك أحدهم و جعله درعه الحامي إلى أن وصل إلى كومة من الصناديق الحديدية و إحتمى خلفها لتأتي رصاصة نحوه من الجانب فتصيب الممسك به ليسقط جثة هامدة، لم يهتم به صقر ليمسك السلاح من خلف ملابسه عندما كان يسقط و بدأ في التصويب بيده اليمنى بمهارة عالية، إحتمى آسر و محسن في إحدى الأماكن لكن محسن شتم تحت أنفاسه بغضب شديد:

محسن: لقد قتلهم جميعاً إبن ال*****، و أنا ذخيرتي تكاد تنفذ.

سمع صراخ آسر من الجانب لينظر له فيجده ساقطاً على الأرض ممسكاً بقدمه اليسرى، لم ينتظر محسن كثيراً و كان سوف يستدير حتى يهرب لكنه وجد حازم جاثياً على ركبتيه ممسكاً برأسه الذي ينزف ليرفع رأسه نحو صقر الذي خرج من مكانه فيبتسم بجنون، رأاه صقر يقف خلف حازم مباشرة ليصرخ صقر بقلق عليه:

صقر: حااازم أنتبه.

تزامناً مع صراخ صقر إنطلقت الرصاصة من مسدس محسن لتستقر في كتف حازم أعلى قلبه قليلاً ليسقط فاقداً وعيه هو الأخر لكن صقر لم يقف هكذا إنطلقت رصاصتين نحو محسن واحدة في يده التي تمسك السلاح و الثانية في قدمه ليسقط الاخر صارخاً، توجه صقر نحوه بوجه بارد و قال بصوت يشبه فحيح الأفاعي:

صقر: هل تعتقد بأنني سأتركك هكذا؟!، إنتظر دقيقتين فقط حتى أقتل ذلك المخنث و أتي إليك لا تتعجل الموت يناديك.

نظر صقر نحو آسر الذي كان يتلوى من الألم بسبب الرصاصة، نزف صقر الكثير من الدم بسبب إصابة ذراعه ليشعر بها مخدرة تماماً و التعب أصابه فجأة على غير العادة لكنه تقدم دون إهتمام لتعبه و أمسك آسر من تلابيبه قائلاً:

صقر: أنت رأيت شعرها من دون إذني.

رصاصة إنطلقت نحو قدمه السليمة ليصرخ الأخر متألماً بقوة ساقطاً أرضاً مجدداً، أشهر السلاح مجدداً في وجهه ليقول ببرود:

صقر: أردت أن تتزوجها رغماً عنها.

رصاصة إستقرت في فخذه الأيمن و أكمل:

صقر: حاولت لمس جسدها رغماً عنها.

رصاصة إستقرت في فخذه الايسر ليكمل مجدداً:

صقر: جعلتها تهرب من البيت بسببك أيها ال***.

رصاصة إنطلقت نحو ذراعه الأيسر و أستمر بالصراخ بسبب الجرعات الجديدة التي تكاد تزهق روحه:

صقر: حاولت قتلها بسبب تهمة العار حين هربت بسببك فقط.

رصاصة أصابت ذراعه الأيمن ليصرخ مجدداً لدرجة أن صوته ذهب لم ينتهي الأمر بعد ليقول ببرود أشد:

صقر: جعلتها تخاف منك لدرجة أنها إصيبت بالحمى و كانت تخاف أن تنام بمفردها من الكوابيس التي كانت تروادها بسببك، لهذا كنت أريد تعذيبك أكثر من هذا لكن لدي حساب أصفيه مع الـ ***، سلاماً على روحك التي ستحترق في نار جنهم.

همس آسر بصدمة عدة مرات رغم ألمه الشديد:

آسر: لا تقتلني أرجوك، لـ……

لم يكمل حديثه ليصمته صقر إلى الأبد برصاصة تستقر في منتصف جبينه و أصبح جثة هامدة تماماً، تحرك من أمام جثة آسر ببرود و توجه نحو محسن الذي كان ينظر نحوه بأبتسامة:

محسن بجنون: سوف تموت زوجتك لا محالة….

إنطلقت رصاصة نحو كتفه تحديداً في ذات المكان الذي إصيبت به شمس ليصرخ على آثرها دون وعي لكنه في نهاية المطاف ضحك من شدة الألم، دفعه بقدمه ليواجهه بظهره ثم رصاصة إستقرت فوق قلبه تماماً مكان الرصاصة التي أصيب بها حازم، ترك صقر المسدس من دون التفوه بأدنى حرف ليركله على معدته بقوة جعلته مستلقياً على ظهره مجدداً، إلتقط القضيب الحديدي ثم توجه به نحو محسن المنهمك في دوامة الألم ليفاجئه بجرعة جديدة حين إخترق القضيب الحديدي معدته بقوة ليسعل دماً بكمية كبيرة ليس هذا فقط بل أعاد الكرة أكثر من مرة و همس:

صقر: هذا لأنك جعلتها تعاني.

أخرج القضيب من معدته لتتراشق عدة قطرات من الدم في الارجاء و كان قد فقد وعيه بالفعل، ضرب قدمه اليمنى إلى أن سمع صوت تحطمها بالفعل و همس:

صقر: هذه لأنك قتلت شقيقتي التي لم تذنب في حقك.

ضرب قدمه اليسرى إلى أن تحطمت هي الأخرى:

صقر: هذه لأنك قتلت زوجها أيضاً.

توجه نحو دلواً مملوءاً بالماء و سكبه فوق ليستيقظ فازعاً ثم عاد للصراخ من الألم من جديد، قال صقر و بدأ في ضرب ذراعيه:

صقر: هذا ما أريد سماعه، صراخك الذي لن يفيدك في شيء أبداً لأنك تستحق ما يحدث لك.

تحطمت ذراعيه تماماً و إزداد نزيف ذراع صقر بشكل أكثر لكنه لم يهتم أيضاً، توقف و نظر في عيناه مباشرة و السلاح في منتصف رأسه:

صقر: كنت أريد أن أستمر في تعذيبك لكنك لا تستحق هذا أبداً.

أنهى صقر حديثه بالرصاصة الاخيرة المتواجدة في السلاح و تنهي حياة الشخص الذي سبب له أكثر معانات حياته على الإطلاق، إبتعد من فوق الجثة ليشعر بالدوار المفاجئ فجأة فيترنح لكنه تمالك نفسه و ألقى السلاح بعيداً عن يده ليتوجه نحو شمس و مع كل خطوة يخطوها تصبح رؤيته ضبابية أكثر و أكثر إلى أن تعرقل في خطوته و سقط أرضاً على وجهه فاقداً الوعي.

أتت قوات الدعم الخاصة بصقر و معها قوة الشرطة و سيارتين إسعاف ليتفاجئ الحراس و الشرطة من بشاعة المكان الممتلئ بالدم و غير هذا كمية الجثث التي زادت عن عشرين جثة، تم نقل شمس و صقر و حازم نحو المشفى سريعاً.

•°°•°•°•°•°•°•°°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•


أحداث


سريعة**

تم إجراء عملية سريعة لحازم و لصقر في ذات الوقت و لم تأخذ نصف ساعة بينما أستمرت عملية شمس و لم تخرج سهيلة مجدداً من غرفة العمليات منذ أن دخلت لها، كانت ميس هي و آدم ينتظرون في غرفة صقر الذي بدأ يستيقظ بالفعل من المخدر لتتحدث ميس براحة:

ميس ببكاء: حمداً لله على سلامتك يا بني، لقد أقلقتني عليك جداً.

رمش بعيناه عدة مرات ثم نظر إلى ميس و سألها بصوت مبحوح:

صقر: أمي….. شمس؟، كيف حال شمس؟!.

ردت عليه بصوت حزين بينما تمسح دموعها التي تستمر بالهبوط:

ميس: ما زالت في غرفة العمليات تخضع للجراحة.

أعتدل فوراً لتصرخ ميس عليه بقلق:

ميس: لا يجب عليك أن تتحرك لقد حذر الطبيب من أن تتحرك حتى لا يفتح الجرح مجدداً يا بني.

نظر صقر إلى والدته و قال بهدوء بنبرة لا تقبل النقاش:

صقر: أنا أصبت في ذراعي و ليس في قدمي لهذا سوف أنتظر في الخارج إلى أن أطمأن عليها يا أمي.

لم تجب عليه ميس فيتقدم آدم و يمسك يده ثم بصمت خرجوا من الغرفة ليسأل على على حازم:

صقر: كيف حال حازم يا أمي؟!.

ميس: أنه بخير الحمد لله، الرصاصة كانت بعيدة عن قلبه و هو ليس في حالة حرجة.

صقر: الحمد لله.

جلس ثلاثتهم على مقاعدة الأنتظار حتى تخرج أي ممرضة من غرفة لتخرج إحداهما على عجلة من أمرها ليوقفها صقر بقوة لترتعب منه:

صقر: ماذا حدث في الداخل هل زوجتي بخير؟!.

أرتبكت الممرضة لتبدأ بالنظر بعيداً هنا و هناك و كان سيصرخ بها لكنها قالت بسرعة بخوف:

الممرضة: إننا نفقد المريضة، مؤشراتها الحيوية تضعف بشكل مستمر.

تركته الممرضة و توجهت نحو بنك الدم حتى تجلب المزيد من أكياس الدم من زمرة دم شمس، دلف صقر غرفة العمليات و وجد صوت طنين الجهاز الذي يعلن عن توقف نبض القلب يعم في أرجاء الغرفة، رأته إحدى الممرضات و كانت ستخرجه لكن مظهره مخيف لوحده لتبتعد لا إرادياً عن طريقه، وضعت سهيلة جهاز الصعق فوق صدرها ليرتفع جزئها العلوي لأعلى ثم يرتطم في السرير مجدداً، طلبت سهيلة رفع قوة الصاعق إلى أقصى حد و فركت الصاعقين ببعضهما البعض ثم صعقت صدرها مرة أخرى إلى أن وصلت المحاولة إلى عشر مرات بالفعل.

توجه نحوها صقر بأعين فارغة من الصدمة لتبتعد سهيلة عنها بحزن شديد حتى يمر من أمامها ثم توقف بجانب رأسها، قناع الأكسجين متصلاً بفمها لينزعه عنها ببطئ ثم همس بهدوء مصدوم:

صقر: هل سوف تتركيني أنتِ أيضاً يا شمس؟؟.

إنتظر جواباً منها لكن لم يحدث هذا، أمسكها من ملابسها ليرتفع جزئها العلوي ببساطة و صرخ بغضب في وجهها:

صقر: هل أنتِ تريدين أن تذهبي هكذا حتى من دون توديعي أيتها الحمقاء الغبية، كنتِ دائماً فتاة غبية و لا تزالين كذلك أيضاً.

ترقرقت عيناه بالدموع و بدأت بالهبوط بالفعل و جميع الممرضات و سهيلة على وشك البكاء ليهزها بعنف قائلاً بنبرة تملك:

صقر: حياتكِ ملكي أنا أليس هذا ما قلتهِ لي؟!، إذن أنا لا أريدك أن تذهبي هكذا لا يمكنكِ أن تموتي إلا بأذني أنا هل فهمتِ، روحكِ ملكِ أنا فقط!!،جسدكِ ملكِ أنا فقط!، حياتكِ كلها منذ نعومة أظافركِ حتى نشيب معاً هي ملكِ أنا فقط يا شمس هل سمعتني؟! ملكِ أنااا.


( طبعاً هو في حالة لا وعي يا جماعة عشان كدة هو مش عارف


بيقول


إيه تمام احنا


بنموت




بإذن


من ربنا طبعاً و


روحنا


ملك الله وحده عشان كدة محدش فيكم ياخد كلامه جد بقى هما بتوع حب و


جواز


و


إحنا


بتوع


فرفشة


و


إعجاز


😂


السنجلة


حلوة بردو)

أخذ نفساً عميقاً ثم ألصق جبينه بجبينها و قال مغمضاً العينين يبكي مثل الطفل:

صقر: أرجوكِ لا تتركيني وحيداً مجدداً، أنا أحبكِ و أنتي تعلمين هذا يا شمس!، رفقاً بقلبي و بي أرجوكِ أنتِ الوحيدة التي تعذبني و الوحيدة التي تشفيني من جميع جروحي و أحزاني و تشعرني بالسعادة و الحنان، اقسم لكِ بأنني لن أزعجكِ رغماً عنكِ و لن أجبركِ على فعل شيء فقط عودي لي أنا أرجوكِ.

أنهى كلامه من هنا و عاد جهاز نبض القلب برسم نبضاتها التي عادت عليه مجدداً، رفع رأسه و نظر إلى الجهاز بصدمة رامشاً عدة مرات حتى يبعد الدموع عن عيناه ليجدها عادت إلى الحياة، أستشعر أنفاسها الحارة على الرغم من أنها خافتة إلا أنها حارة، إتجهت سهيلة نحوها سريعاً و أعادتها إلى السرير مردفة:

سهيلة: أرجوك أتركها قليلاً فقط حتى أستطيع تثبيت المحاليل مجدداً و أعيد القناع حتى تتنفس جيداً، نحن إنتهينا من العملية لكن سأتأكد منه مجدداً و بعد ذلك إبقى معها في العناية، من المحتمل أن تستيقظ هذه الليلة.

صقر: حسناً سأنتظر في الخارج.

أومئت له سهيلة بأبتسامة ليخرج هو و على وجهه أكبر إبتسامة كانت قد رأتها في حياتها على الأطلاق، مسح دموعه ثم جلس بجانب والدته و هز رأسه مع إبتسامة سعيدة جعلت ميس تبكي فرحاً و آدم يضحك بفرحة عارمة.

في منتصف الليل كان صقر مستيقظاً بينما يمسك يدها و يقبلها في كل دقيقة تمر أو يلعب في أناملها بخفة مع وجه طفولي، يرسم دوائر وهيمة على كفها بأبتسامة غبية جداً فتحرك سبابتها قليلاً ليتوقف عن العبث و نظر لها بصمت، تحرك رأسها قليلاً فقط ثم عيناها رمشت عدة مرات قبل أن تنفتح بنعاس و همست بضعف:

شمس: صقر.

و فوراً جلس بجانبها ممسكاً بيدها و رد عليها بنبرة سعيدة:

صقر: يا عيون و قلب و روح صقر.

نظرت نحوه ببطئ ثم إبتسمت بخفة و همست:

شمس: لماذا كنت تصرخ عندما كنت في غرفة العمليات؟!.

قهقهة بخفة ثم قبل يدها و قال بأنزعاج قليلاً:

صقر: لقد كنتِ تريدين تركي ماذا تريدينني أن أفعل أقف و أشاهدكِ هكذا، لا يهون قلبي علي فأنتِ من ملكته منذ زمن كيف أترك مالكة قلبي تذهب؟!.

سألها بتعبير مضحك لتبتسم فقط ثم أغمضت عيناها و همست:

شمس: هيا أخلد إلى النوم.

صقر بطاعة: أمركِ يا حبيبتي من بعدكِ يا مولاتي.

بدأت تعود إلى النوم و هو نام على السرير المتواجد في نفس الغرفة بعد أن تم نقلها من العناية بساعتين.

°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•


بعد مرور شهر و نصف**

بدأت شمس تستعيد عافيتها كما السابق و أفضل أيضاً صقر و حازم تعافيا تماماً أيضاً، تواصل صقر مع عائلتها و أتت أسرتها لزيارتها و رؤيتها عندما كانت متواجدة في المشفى، كانت صدمة بالنسبة إلى سامي و زوجته التي أصبحت تتهم محمد و شمس فيما حدث ليقرر صقر التدخل و فهم سامي الوضع لكن زوجته لم تفهم أبداً، و قرر محمد الأنتقال من بين العائلة و يستقر في القاهرة لأن معظم أعماله هناك و كان هذا القرار سعيدًا بما فيه الكفاية حتى يجعل سامية سعيدة و مطمأنة على أولادها.

بعد تعافي شمس تماماً فاجئها صقر بإقامة حفل زفاف صغير إجتمع فيه جميع الأقارب و الأصدقاء و كانت مافجئة جميلة جداً لـ شمس و لم تصدق ما حدث أبداً في ذلك اليوم إلا أنها إستعابت الأمر بعد إنتهاء الزفاف تماماً و لم يكن يخلوا من المواقف الطريفة و المضحكة أبداً لدرجة جعلتهم يسقطون من الضحك.

كان صقر يقود السيارة بأتجاه بحر الأسكندرية حتى يذهب إلى الشاليه الخاص به لتشعر شمس بالنعاس كالعادة و تقرر النوم، وصل بعد مدة قليلة ثم حملها بين ذراعيه و دلف بها إلى الشاليه ثم إلى غرفة النوم التي كانت جاهزة من وقت سابق، أدخل الحقائب و المستلزمات المهمة التي أحضرها ثم أغلق السيارة من بعد و توجه نحو الحمام حتى يأخذ حماماً بارداً بما أنهم في بداية الصيف و الجو حاراً طواااال الوقت.

أيتيقظت شمس تفرك عيناها بنعاس شديد و تثأبت عدة مرات لتسمع صوت إنغلاق الباب فتنظر نحوه ببطئ بأعين ضيقة قليلاً لكنها إنفتحت على مصرعيها عندما وقت على صدره المنحوت لتشعر بالحرج الشديد لتمسك بالوسادة و تلقيها عليه ليمسكها بينما وصل حديثها الصارخ إلى مسامعه:

شمس: ألا يمكنك في مرة أن تخرج من الحمام دون أن تكمل إرتداء ملابسك؟؟ لمرة واحدة فقط؟!.

ألقاها عليها بأنزعاج:

صقر: لا أعرف، كما أنني مرتاح هكذا هل أخبركِ أحد أن تنظري لي أنا لم أجبركِ في النهاية على النظر لي كما أنه ليس ذنبي أنكِ منحرفة.

تخصرت شمس بطفولية:

شمس: أنا التي أصبحت منحرفة الأن يا صقر؟!.

صقر بخبث: نعم أنتِ، لأنكِ في الأونة الأخيرة أصبحتي تقبلينني بكثرة و أنا نائم ليس هذا فقط بل تستمرين في إحتضاني و لمس شعري و عضلاتي يا أنسة شمس.

شد على أخر كلمتين بخبث و إنزعاج في ذات الوقت لتخجل منه بشدة و تمسك المنشفة الموجودة على طرف السرير ثم تركض نحو الحمام مخرجة لسانها له بطفولية ليقهقه عليها بشدة، إتجه نحو المطبخ و بدأ بتحضير بعض الوجبات الخفيفة ثم جلس أمام شاشة العرض و حضر مجموعة من الأفلام الأكشن، عاد إلى المطبخ حتى يحضر صحن البوشار لكنها أوقفته على حين غرة تحيط خصره العاري بيديها و قال بنبرة أسفة:

شمس: أنا أسفة يا صقر على تقصيري.

جذبها نحوه ثم حملها من خصرها و أجلسها فوق الكاونتر و نظر إليها ليجدها ترتدي إحدى قمصانه تنهد ثم أبتسم قائلاً:

صقر: هل أنتِ فعلاً أسفة و ترتدين إحدى قمصاني السوداء أيضاً يا شمس؟!.

وضعت طرف سبابتها بطفولية على فمها و ضحكت بعفوية بينما تهز قدميها بلطف لتضع يديها على كتفيه و قالت بغنج:

شمس: أنا فعلاً أسفة يا صقر لكن إن كنت تريد أن….

وضع يده على فمها بأنزعاج و قال بنبرة مزعجة أيضاً:

صقر: يكفي هذا التمرد لن أتحمل أكثر من هذا لقد جنيتي على نفسكِ فلتتحملي العواقب.

حملها فوق كتفه لتتمسك بخصره و صرخت بصدمة:

شمس: صقر لا تتهور إنتظر يا صقر.

صقر بأنزعاج: أبعدي يديكِ عني حالاً.

أبعدت يديها و بدأت تهز قدميها لكنها شعرت بنفسها تطير لمدة ثانية في الهواء ثم إرتطم جسدها على السرير و هو يعتليها و لم يمهلها ليبدأ بتقبيلها بعمق فتتوقف عن الجدال معه و تصبح هادئة، توجه نحو عنقها و عضها بقوة قليلاً لتصرخ بخفة ثم نظر نحوها:

صقر: هذا كان قليلاً مما أشعر به عندما عضضتني في السابق كما أنني لم أرسم خريطتي بعد أنتظري فقط.

بدأ برسم علامته عليها و كان جسدها حساساً لدرجة كبيرة لدرجة أن عضة بسبطة يمكن أن تصبح مزرقا في ثواني فقط، همست بخفة في أذنه:

شمس: توقف عن عضي أرجوك.

صقر: أنا أسف لن أستطيع التوقف من بعد هذه اللحظة، أنتِ ملكِ الليلة.

لم تعترض شمس أبداً على حديثه ليبدأ ليلته الأولى معه بكل حب و حنان لتصبح زوجته قولاً و فعلاً كما تمنى و فعلاً من يصبر ينول في النهاية.

°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°°°•°•°•°•°°•°°•°•°


بعد مرور عدة سنوات**

عاد آدم من مدرسته ليدلف القصر فيجد جسداً ضئيلاً إلتصق في جسده و قال صوتاً طفولياً جداً ضرب وتره الحساس فوراً:

—: آتم لدد عدت إستت إليت كتييييراً.

(آدم لقد عدت إشتقت إليك كثيييراً)

حملها فوراً بين ذراعيه و قبلها على شفتيها قبلة سريعة ثم أصبح ينظر في الأرجاء و لم يجد أحداً تنهد براحة بينما هي أمالت رأسها بجانبية تنظر له بعفوية ليسألها:

آدم: ألم أخبركِ أن لا تأتي أمامي بهذا الشكل يا زوجتي العزيزة؟!.

— بعبوس: ماددا أفعل أنني افتددك بسدة و أنت تعلم هاددا.

(ماذا أفعل أنني أفتقدك بشدة و أنت تعلم هذا).

آدم متنهداً: حسناً يا حبيبة لكن هذا لن يحدث مرة أخرى حسناً؟!.

أومئت له بطفولية ليسمع صراخ صقر قادم من غرفة المكتب مما جعل آدم ينظر بأنزعاج نحو خاله الذي خرج من مكتبه:

صقر بغضب: أترك أبنتي يا حيوان من سمح لك بأن تحملها؟!.

أحتضنها آدم بشدة لتبادله حبيبة الأحتضان و تقبله بذات الطريقة التي تقبله فيها شمس ليقول آدم ببرود:

آدم: أنها زوجتي و أنت تعلم هذا تماماً، مسموح لي أن أحملها أقبلها ألاعبها أجعلها حزينة سعيدة هي زوجتي و انا زوجها.

شد شعره بتوتر ثم صرخ بيأس:

صقر: لقد مللت منكما بالفعل و طفح بي الكيل.

خرجت شمس من المطبخ ثم قالت بأبتسامة:

شمس: مرحباً يا آدم.

آدم بأبتسامة: مرحباً شمس.

صقر بغيرة: لا تبتسم لزوجتي أيها الوقح.

لم يرد عليه و توجه نحو السلم صاعداً نحو غرفته برفقة حبيبة التي تسند رأسها على كتفه بنعاس، كان سيتحدث صقر لكن شمس أسكتته قائلة:

شمس: أصمت قليلاً أنت تعلم أنها سوف تنام معه لهذا إطمأن.

صقر بيلأس: لكن….

شمس بجدية: لا لكن هذه إهدئ فقط ولا تتحدث كثيراً، تحدثت مع أمي و قالت أنها تريد أن تبقى لمدة شهر أخر هناك.

صقر يومئ: بما أنها تشعر بالراحة فالتفعل ما تريده.

شمس بأبتسامة: أتمنى لها حجاً مبرورا و ذنب مغفورا.

صقر: و أنا أيضاً.

أمسكها من كتفيها ثم نظر في الأرجاء بسرعة لتستغرب هي من فعلته هذه ليقبلها قبلة طويلة قليلاً فوق شفتيها ثم أبتعد عنها و إحتضنها هامساً:

صقر: أحبكِ.

شمس بخجل شديد: و أنا أيضاً أحبك.

أبتسمت تدفن رأسها في صدره بخجل شديد ليقهقه عليها لأنها لم تتغير أبداً.

هكذا كانت حياتهم، شجار مع آدم الذي قرر من تلقاء نفسه أن يتزوج حبيبة غصب عن صقر و من دون موافقته و كل يوم شجار بسبب حبيبة، حياة جميلة بعد عدة عقبات منها السهلة و منها الصعبة، الحياة دائماً تعلمنا أن نعافر و نجتهد فيها لأن المستقبل مجهول و الماضي قد ذهب و لن يعود لنركز على الحاضر و نعيش اليوم بأجمل إبتسامة و نكون هادئين في وجه الصعاب حتى تتفاجئ منا و ليس العكس، لنواجه المشاكل بهدوء و نركز على حلها بالتوافق و التفاهم دائماً، لنهتم بأنفسنا كما نهتم بغيرنا فالنفس عزيزة و ليست مثل الريشة الطائرة أينما نفخنا فيها بقوة تطير بعيداً، كوني هادئة رزينة جميلة الفكر كوني سعيدة و محبة لجنون الضحك و التفاهة في بعض الاحيان لكن في وقت الجد كوني جادة و في وقت الضحك كوني ضاحكة و ليس مضحكة.

الاهتمام و الحنان، التفاهم و التعاطف، الاحترام و الثقة هم أساس الحب إن لم يكن هناك إحترام بين الطرفين لن يكون هناك حب، إن لم يكن هناك إهتمام لن يتواجد الحب أبداً، إن لم يكن هناك تفاهم سوف تستمر المشاكل، إن لم تكن هناك ثقة سوف يستمر الشك إلى المدى البعيد و لن يتوقف، كونوا صريحين في علاقاتكم السليمة التي لن تجرحكم بل التي تجعلكم مرضيين و مُرضيين.

و إلي باعك بيعوا 😂😏.

كدة أنتهت رواية شمس الصقر💙⁦☺️⁩.

يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق