شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل الثامن عشر
[18]
رمشت بعينيها قليلا ثم فتحتهم بسرعة بعد ان ادركت حقيقة امر كانت تعتقد بانه لن يحدث ابدا و هو ان تخطف!! و الفاعل من؟!، مجهول.
تنهدت و هدأت نفسها بدات في امعان النظر لمحيطها المتواجدة به لكي تحلل وضعها، كان المكان مليء بالغبار و المعدات غربية الشكل بالنسبة لها و كمية الحديد المتواجدة من حولها بشكل غريب!!، حسنا هي عرفت انها متواجدة في مصنع لكن لتصنيع ماذا؟ لا تعلم و ليس مهما.
نظرت لجسدها الجالس فوق كرسي من الخشب القديم، حركت قدميها لتجدهم مربوطتين بحبل سميك و حركت يديها لتجدهم مربوطتين ايضا، و حركت شفتيها لتجد شريط لاصق على فمها بدأت بتحريك لسانها على الشريط اللاصق بعد ان فتحت شفتيها بصعوبة بالغة، نجحت في ابعاده عن نصف فمها لتتنفس براحة قليلا، حاولت الوقوف من اجل ان تجعل يديها خلف ظهرها بدلا من ظهر الكرسي لتقف بسرعة و تسقط جالسة على الكرسي بعد ان كادت تفقد توازنها.
تنهدت براحة و بدأت بالوقوف ببطئ و جلست فوق يديها انحنت نحو قدميها لتصل يديها الى الحبل و بدأت بفكه بعد ان ابعدت طرف الفستان، بعد وهلة انتهت من فك الحبل مررت يدها من اسفل قدميها لاعلى ابتسمت بأنتصار بعد ان رأت يديها، ابعدت الشريط اللاصق عن فمها و بعد ذلك بدات في عض الحبل من اجل ان تفكه هو الاخر عن يديها كلهذا وسط صمت مريب و ظلام لا ينيره سوى لمبة برتقالية اللون في وسط الغرفة المتواجدة فيها.
وقفت و بدأت بالسير في الارجاء لكنها رأت نافذة تستطيع الوصول لها بواسطة الكرسي لتمسكه بسرعة و تضعه بجانب الحائط و من ثم ترفع الفستان الى منتصف ركبتها و وقفت فوق الكرسي لتنظر من النافذة لتجد الظلام مخيم على الارجاء و ايضا بضعة شجيرات يافعة قليلة متناثرة في ارجاء الارض الجافة حول المصنع كما انها على ارتفاع طابق واحد اي هي في الطابق الثاني، تنهدت و قفزت ثم بدات بالتفكير بصوت هامس:
شمس: من الذكي الذي اختطفني؟ و لماذا و ما مصلحته؟، لا يمكن ان يكون آسر لا لا يمكن!!.
توترت بسبب هذا الاحتمال لكنها توقفت عن الشعور عندما سمعت صوتا تميزه جيدا و كان قريب من الغرفة المتواجدة بها، وقفت و اتجهت ببطئ نحو الباب ذو النافذة الزجاجة المكسورة اكثر من نصفها و نظرت من خلالها باعين متسعة، فقد كان صقر واقفا في الاسفل و خلفه عدة رجال و كان يقف امامه رجل و بالكاد تراه، اعادة نظرها لصقر لتجده بملامح حادة و شبه غاضبة رغم انه هناك مسافة بينهما الا انها اسطاعتان تميز ملامح وجهه.
ابتعدت عن الباب و بدأت تفكر في طريقة للخروج من الغرفة، نظرت في الارجاء لتجد زجاجة امسكتها و اتجهت بها نحو الفستان قاطعة اياه لمنتصف فخذها و بما انها ترتدي بنطال جينز فلا بأس بهذا، انتهت لتضع الزجاجة في مكان بعيد لتمسك بقطعة حديد دائرية و قضيب من الحديد متوسط الطول لكنها ثقيلة الوزن قليلا وقفت بجانب الباب تمام و من ثم تنهدت تقوي نفسها بان تستمر في خطتها، اومئت لنفسها ثم ألقت قطعة الحديد الدائرية بقوة فوق قطع من الحديد لتصدر صوتا قويا جعلت الحارس في الخارج يذهب نحو الباب و ينظر من النافذة المكسورة و ينظر نحو الكرسي ليجده فارغ صرخ بصدمة قائلا:
الحارس: أين ذهبت الفتاة؟!.
بدأ في فتح الباب ليدلف داخلا ب بضع خطوات لتقف شمس خلفه مباشرة و تضربه فوق رأسه جعلته يصرخ و يسقط فاقدا وعيه، عادت الى جانب الباب تنتظر صدور اي صوت لكن لا شيء، اخرجت رأسها ببطئ لتنظر في الارجاء لتجده نظيف خرجت و التصقت بالحائط و كانت تسير بمحاذاته بعد عدة غرف وجدت السلم لتسمع صوت قادم قائلا:
الرجل: اين ذهب ذلك الغبي؟ و لما تاخر هكذا؟.
الثاني: لا أعلم، سوف يعود بعد قليل لا تقلق.
عادت شمس إلى الخلف بهدوء و سارت نحو الجهة الاخرى و بينما كانت تعود أستمعت إلى صوت صقر البارد:
صقر: أين هي؟؟.
نظر نحوه المعني بنظرات حاقدة و قال بسخرية:
جمال: هل تقصد زوجتك المصون؟؟.
لم يرد عليه صقر بل أكتفى بنظرات باردة صادرة نحوه ليكمل الاخر بملل:
جمال: حسنا حسنا هي فاقدة الوعي في الأعلى هذا فقط.
تقدم منه صقر بعدة خطوات بطيئة مردفا:
صقر: ماذا تريد يا جمال من النهاية؟؟.
جمال مجيبا: أعد لي أسهم شركتي و سوف أترك زوجتك في حال سبيلها و تعود إليك.
صقر: و أن رفضت طلبك هذا؟.
حرك كتفيه ببساطة:
جمال: ودع زوجتك إذا، سوف أقتلها أمامك.
أشار بيده نحو الرجلان ليفهما منه و صعدا لاعلى معا ناويان أن يأخذا شمس لكنهما تفاجأ عندما وجدوا صديقهم فاقد وعيه و أمامه الحبل المقطوع و بقايا الجزء السفلي من فستانها، كانت هذه فيها قد عادت شمس إلى نفس الغرفة و وقفت خلف صناديق كثيرة، دفعت الصناديق بكتفها و جعلتهم يسقطوا فوقهم، ليحدث هذا صوتا مزعجا و تناثر الغبار في الارجاء ممزوجا بأصوات تألم الرجلين.
نظر جمال هو و صقر نحو الاعلى حيث مصدر الصوت و كذلك باقي الرجال نظروا لاعلى باستغراب، تقدمت شمس و توجهت نحو الرجلين و تحدثت أسفة بينما تلوح بالعصا التي بين يدها:
شمس: أسفة، لكن هذه الضربة لأنكم عبثتم مع الشخص الخاطئ.
نظر نحوها الاول بصدمة لتهوي بعصاها على رأسه جعلته يفقد وعيه و فعلت نفس الشيء في الرجل الاخر مرددة مرة أخرى:
شمس بغباء: عذرا سوف تكون مؤلمة قليلا لكنك سوف تنام براحة مثلهم.
كان سيصرخ لكنها سبقته بضربه على رأسه ليفقد وعيه هو الاخر، خرجت بخطى سريعة و قالت بتهكم:
شمس: ألن يكون هذا غبيا أن جعلتهم يخرجون مرة أخرى و يفضحون أمري، وجب علي أن أجعلهم ينامون قليلا.
سارت نحو الجهة اليمنى من الغرفة و نزلت بهدوء مردفة بغباء:
شمس: أتمنى أن لا يكون نومهم هذا أبديا!!.
توقفت بينما تسمع صوت صقر الساخر من جمال:
صقر: أاااه كم أنت أحمق يا رجل!! بفعلتك هذه سوف تندم إلى مدى عمرك لانك إختطفت الشخص الخطأ صدقني سوف تندم.
جمال بصراخ: لن أندم لبقية عمري، لقد أمسكتك من يدك التي تؤلمك، أذهبا أنتما الأثنين و أخبراني ماذا حدث للاغبياء الاخرين.
ذهب الاخرين بحثا عنها في الاعلى لكنهما صدما عندما وجدا الثلاثة فاقدين الوعي و هي لم تكن موجودة، نظر كلا منهما لبعضهم البعض و خرجا سريعا و تحدث احدهم ناظرا ل جمال:
1: لقد هربت يا سيدي و لم تكن موجودة ابدا في الغرفة لابد و انها في الاسفل.
أبتسمت شمس بطفولية قائلة:
شمس بهمس: أوبس يبدو أنني قد كشفت!! يجب أن أذهب إلى صقر لكنه في الجانب الأخر و الذي أمامي هو الذي خطفني.
عضت أبهامها تفكر في حل سريع و من ثم وقع نظرها على حبل غليظ معلق في السقف مربوطاً بمصباح متوسط الحجم و كان مكانه بجانب جمال تماماً لتبتسم بخبث سريعاً و تبدأ بفكه من عقدته و أمسكت به بقوة لانه ثقيل الحجم، أخذت نفساً عميقاً و قالت صارخة بصوت عالي:
شمس: صقر أبتعد من مكانك بسرعة.
حدد صقر مكانها سريعاً بينما أستدار جمال خلفه، تركت الحبل ليبدأ بالأرتفاع لأعلى و المصباح يهوي لأسفل و يصدر صريراً عالياً، أبتعد صقر للخلف عدة خطوات متفاجأً بينما رفع جمال رأسه لأعلى و أنظاره على المصباح الذي يهوي فوقه ليبتعد من مكانه بصعوبة.
تركت شمس القضيب الحديدي من يدها و ذهبت ركضاً بسرعة نحو صقر لكنها لم تلاحظ أين يقف جمال إلا لاحقاً و الذي كان بالصدفة يعترض طريقها أيضاً، كانت ستغير مسارها سريعاً لكنه أمسكها بسرعة و طوق عنقها بساعده لتصرخ:
شمس: أيها القذر أبتعد عني حالاً.
بقيت ردة فعل صقر باردة لكن داخله بركان يغلي لأنه يلمسها بهذه الطريقة، أستدار جمال نحوه و قال ينظر لشمس:
جمال بخبث: أريد أن أعرف متى تزوجت من هذه المثيرة يا صقر؟!.
صقر ببرود: تزوجتها في يوم مماتك.
عبست تعابيره بينما تحاول بكل قوتها أن تبتعد عنه لكن هيهات:
جمال: يوم مماتي؟!!، ألست خائفاً أن أفعل شيء لزوجتك و هي بين قبضتي الأن؟!.
أبتسم صقر بخبث تلاحظ شمس درة فعله هذه و تتوقف عن المحاولة و تسمع رده:
صقر: ألم أخبرك منذ قليل بأنك سوف تندم مدى حياتك على هذا الفعل الطائش، لماذا لا تصدق؟!.
حدق به جمال مرة و على شمس مرة ليقول بقهقهة:
جمال: يااا رجل أنها مجرد امرأة لا تقوى على فعل شيء حتى أنها لا تقدر على الدفاع عن نفسها ببساطة أنها مثل الحشرة تماماً.
تصنمت شمس بين قبضته بينما صقر ينتظر ردة فعلها الذي كان متأكداً منها:
شمس ببرود: مثل الحشرة هاااه؟!.
جمال مؤكداً: نعم مثل الحشرة.
شمس ببرود: حسناً.
لم تنتظر ثانية لتفتح فمها و تعضه بأقصى ما لديها من قوة لتجعله يصرخ محاولاً إخراج يده من فكها لكنها أحكمت القبض عليهما ليس هذا فقط بل رفعت قدمها من الخلف و ضربته بقوة حيث مستقبله أصبح خلف الشمس لا محالة ليركع من الألم، تركته لتبصق من فمها و أحتل حديثها نبرة إشمئزاز كلية:
شمس: أنت قذر بالفعل، تعتقد أن جنس حواء مثل الحشرات أنظر ماذا فعلت لك!، مجرد إنسان قذر يلقب نفسه رجلاً لكنك مجرد ذكر لا يعلم معنى الرجولة أتحسر على لقب رجل منك لأنه بالتأكيد يشعر بالعار منك.
بدأ الأشتباك الجسدي بين رجال جمال و رجال صقر، تنهدت الصعداء و أعتقدت أنها أنتهت من أمره لكن لا تحت أنظار صقر الشبه سعيدة لاحظ أنها تسقط على ظهرها بسبب جمال عندما عرقلها ليعتليها سريعاً و صفعها قائلاً بغل:
جمال: أنا رجل غصب عنكِ و سوف أثبت لكِ ذلك.
صرخت شمس من لمسته على كتفها و بدأت عيناها تمتلئ بالدموع لكن في لحظة كان يبتعد من فوقها لتجده على الأرض و صقر يعتليه ليقرب وجهه من وجه جمال و قال بنبرة قتل ظاهرة لترتعش شمس منه:
صقر: أتجرؤ على أثبات رجولتك المنحطة على زوجتي أيها المخنث ال****، سوف ترى عقاب ذلك.
أنهال صقر عليه باللكمات فوق وجهه و يستهدف فكه تحديداً و لم يتوقف عن لكمه إلا عندما سمع صوت إنكساره، وقع نظر شمس على وجه جمال الذي أصبح دموياً بمعنى الكلمة لتشعر بالرعب و الفزع و تغطي عينها بكفيها فوراً، بينما صقر لم يتوقف عن هذا أمسك يده اليمنى و قال بنية قتل أشد من سابقتها و على وجهه إبتسامة مجنونة:
صقر: هذه اليد التي صفعتها بها سوف تفقدها.
و بضربة واحدة منه جعلها تنكسر ليصرخ بألم أكبر من ذي قبل ليس هذا فقط و أنتقل إلى يده اليسرى و كسرها هي الأخرى و أنهال عليه باللكمات مجدداً، لم تستطع شمس تحمل صوت الصراخ و أصبحت تصرخ أعلى:
شمس برجاء: أرجوك توقف عن هذا يا صقر أرجوك، أنه لا يستحق أن تدخل السجن بسببه أرجوك توقف.
بدأت بالبكاء ليتوقف صقر عن لكمه و قبضته المملؤة بالدماء توقفت في الهواء نظر لها بسرعة ليراها في هذه الحالة ليبتعد من فوق جمال و يسرع نحوها قائلاً:
صقر بأسف: أنا أسف لأنني جعلتكِ تخافين مني أنا أسف.
كان سيلمسها لكن يده ممتلئة بالدم ليمسحها في ثيابه سريعاً و أحتضنها بقوة:
صقر: أقسم أنني لن أفعل ذلك إلا عند الضرورة أرجوكِ توقفي عن البكاء، هيا بنا نرحل من هنا.
نزع جاكيت بذلته و لفه حول جسدها و حملها بين ذراعيه سريعاً و خرج من المصنع، صوت سيارات الشرطة أصبح يدوي في المكان بأكمله و تحاوط المصنع، خرج الشرطي المسؤول عن هذا التبليغ و أتجه نحو المصنع سريعاً ليجد صقر يخرج منه ليتوقف و يقول له ببرود:
صقر: لقد تم الأعتناء بكافة رجال جمال و به هو أيضاً أحرص على أن يتلقى العقوبة اللازمة و إن أحتجت لأي أقوال ف حازم نائب رئيس طاقم الحراسة في الداخل يمكنك أن تتحدث معه.
ألقى الشرطي التحية العسكرية و قال بأحترام:
الشرطي: أمرك يا سيدي.
رحل صقر من أمامه و أتجه نحو سيارته و يجلس في المقاعد الخلفية هو و شمس بينما من تولى القيادة هو أحدى الحراس، لم يتفوه بأي كلمة كانت عوضاً عن هذا أصبح يحدق بجسدها كافة و قال بصدمة من مظهر ملابسها:
صقر: بالله عليكِ قطعتي الفستان إلى هذا المظهر البشع!! تبدين مثل الفتاة الحمقاء.
رفعت نظرها نحوه بغضب و أنزعاج ثم قرصته مردفة بأعين دامعة:
شمس: هذا ليس وقت مزاحك يا صقر، كنت خائفة إلى حد الموت عندما وجدتك تضرب ذلك الرجل و كنت أعتقد بأنه آسر لكن الحمد لله لم يكن هو.
نظر نحوها بأبتسامة هادئة و مسح دموعها قائلا:
صقر: أنا أسف لأنني جعلتكِ تتعرضين لهذا الموقف لا أعرف كيف حصل ذلك لكنني أعدكِ بأن هذا لن يتكرر.
إحتضنها لتبادله بسرعة و تشد عليه قائلة:
شمس: كم الساعة الأن؟!.
صقر: لقد قاربنا على منتصف الليل.
شمس صارخة: ماذاااا؟!!.
رفعت رأسها بسرعة ليضرب رأسها بذقنه فتصرخ متأوها تمسك برأسها و هو يمسك بذقنه و قال يشعر بالألم قليلاً:
صقر: ألا يمكنكِ أن تتوقفي عن ردة فعلكِ السريعة!! هذه ثاني مرة بالفعل تفعلين ذلك.
مسدت رأسها بقوة و قالت:
شمس: هذا خطأك من الأساس من قال لك أن تجعل رأسك قريبة من رأسي!!.
صقر بصدمة: أيتها الشقية من الذي كان يحتضني منذ قليل؟!.
شمس بسرعة: أنا لكن أنت من بادر في فعل هذا.
صمت و كان ينظر لها لتتنهد هي قائلة:
شمس: لا عليك هذا خطأنا نحن الأثنين.
قالت ذلك بأبتسامة خفيفة لتشعر السيارة تقف و تقول بصدمة:
شمس: هل وصلنا بهذه السرعة؟!.
صقر: نعم، هذا أفضل لا بد و أن أمي قد نامت هي و آدم.
شمس: هذا أفضل.
صقر: بالفعل.
خرجا من السيارة ليمسك بيدها و يتجها نحو الباب الذي فتحه هو، بخطوات سريعة كانا في الجناح لتجلس على طرف السرير و تنزع الحذاء المسطح عن قدمها تتنهد بتعب من الوضع الذي مرت به، جثى صقر أمامها و قال بقلق:
صقر: هل أنتِ بخير؟! أو هل أنتِ مصابة في مكان ما لم أراه؟!.
نفت بهدوء لترى بقع من الدم على قميصه الأبيض لتقول بفزع:
شمس: توجد بعض الدماء على قميصك هل انت مجروح؟!.
ألقى نظرة سريعة على القميص ليقول بملل:
صقر: لا أنها دماء ذلك المخنث بعد أن أخذ عقابه.
شد على قبضة يده بينما الملامح المرعبة أتخذت مكانها على وجهه، أمسكت شمس يده و قالت:
شمس: حسناً لقد أنتهى الأمر لكن لم يكن هناك داعي حتى تجعله معاق إلى تلك الدرجة.
نظر نحوها بعيناه الحادة و قال بنبرة حادة:
صقر: هذا ما أستحقه بالفعل، يديه القذرة لمست جسدكِ و صفعكِ أيضاً، غير هذا كان ينبح مثل الكلب قائلاً بأنه يريد أن يثبت رجولته عليكِ لم بخلق بعد من يفكر في لمسكِ غيري أنا.
أرتجفت من نبرته لكنها تعلم ما السبب، قاومت أرتجافها و سألته:
شمس: هل تشعر بشيء تجاهي يا صقر؟!.
صقر بتشوش: ماذا تقصدين؟!.
نظرت إلى يديها و قالت بخفوت:
شمس: أقصد هل تشعر فقط بأنني زوجتك و أنت فقط من يحق لك لمسي و تريد حمايتي لأنني زوجتك فقط أم هناك سبب أخر؟!.
علم صقر ما تريد سماعه شمس ليقول بقهقهة خبيثة:
صقر: بالطبع هناك سبب أخر، لكنني أريد مقابل حتى أخبركِ به.
أعطته راتبه اليومي بحماس ليقهقه أكثر و سأل:
صقر: هل ما تريدين سماعه مهم إلى تلك الدرجة؟!.
شمس تومئ: نعم مهم جداً جداً لدرجة لا تتخيلها أنت.
لم يكن يتوقع هذا الرد منها ليهز رأسه بيأس من حالته و قال:
صقر: حسناً، ما تفكرين به تجاهي صحيح مائة بالمائة يا شمس…
أخذ نفساً عميقاً و أغمض عيناه يخرجه بهدوء بينما التوتر و شعوره بنبضات قلبه تزداد في كل ثانية فتح عيناه و نظر نحوها ليكمل بصدق:
صقر: أنا أحبكِ يا شمس، لا ليس حباً بل أعشقكِ.
نبضة تليها الأخرى ليصبح قلبها مثل طبول الهنود الحمر أثناء الأحتفال و قلبها يحتفل بيومه الخاص، أبتسمت بسعادة و تنقض عليه بأحتضان كبير مردفة:
شمس: و أنا أيضاً أحبك أحبك أحبك.
بادلها إحتضانها بقوة مع إبتسامة كبيرة جداً، كانا على هذا الحال لمدة لا تقل عن خمسة دقائق ليقول:
صقر: سوف أستخدم الحمام أولاً و أستحم بسرعة و من ثم يحين دوركِ حسناً.
أومئت له بهدوء ليتجه نحو الحمام بعد أن نزع ثيابه في غرفة الملابس و بقي بالبنطال و لحسن حظها هي لم تراه لأنها كانت تجهز ملابسها الجديدة، أستحم سريعاً و خرج من الحمام لتستخدمه هي من بعده تستحم بسرعة أيضاً، أرتدت ثيابها و خرجت من الحمام لتجده مستلقي على السرير و ينظر للسقف بشرود، جلست فوق معدته بسرعة و استدنت بكفيها الصغيرين على صدره العريض لتشعر بتشنجهم لترفع نظرها نحوه لتجده يرفع حاجبه الأيسر و يبدو عليه التهكم من تصرفها لتقول بغباء:
شمس: ماذا؟!.
صقر بأنزعاج: لا شيء أبداً، ماذا تفعلين فوقي و لما تجلسين بهذا الشكل؟.
شمس مدركة: أوووه أسفة لكنني أحببت فعل هذا بدون سبب وجيه هل هناك مانع!!.
نفى صقر بتهكم مع إبتسامة سخرية:
صقر: لا، لا يوجد هناك مانع أبداً يا شمس.
عقد يديه فوق صدره لتميل نحوه بغنج و قالت بنبرة عبوس مصطنعة:
شمس: ماذا هناك لماذا تشعر بكل هذا الأنزعاج؟!.
صقر متنهداً: لا يوجد شيء أنزعج منه لكن….
توقف عن الكلام ليلاحظ وجنتها اليسرى محمرة لأنها لم تكن هكذا منذ مدة مضت، أمسك رأسها ليقربها منه و أمعن بها جيداً لتسأله بأستغراب:
شمس: ماذا هناك؟!.
صقر بغضب مكتوم: صفعة ذلك الحقير جعلت وجنتكِ حمراء، هل تؤلمكِ؟!.
نفت شمس: لا أبداً.
مسدها صقر بخفة و من ثم قبلها بخفة لتشعر شمس بالخجل الشديد لترفع نفسها صارخة:
شمس: توقف عن فعل هذا.
صقر بصدمة: أيتها الحمقاء أنها مجرد قبلة ثم نحن متزوجين لما الخجل و غير هذا هي كانت على وجنتكِ و ليس على شفتيكِ!!.
غطت عيناها بأحراج منه و قالت بهمس:
شمس: مهما كان مكانها ما زال هذا محرجاً جداً.
صقر بخبث مخفي: مهما كان مكانها؟!!.
شمس تومئ: نعم مهما كان مكانها.
لم ينتظر كثيراً ليبدأ بتقبيلها بشغف و هي في حالة تجمد من فعلته، لم تعتقد بأن كلامها سيحفزه بهذا الشكل لترمش عدة مرات و تعود الفراشات للتحليق بقوة في معدتها و هذا ما يسمى بالألم العاطفي و تسارع نبضات قلبها إلى حد الجنون مع إنقطاع تنفسها تماماً، شعرت بقبضته التي تحاصر خصرها تصبح أقوى لتبتعد متآوة منها:
شمس تآن: مهلاً هذا مؤلم!!.
رمش عدة مرات ليبعد بده عن خصرها و قال بسرعة:
صقر: أسف لقد فقدت السيطرة مجدداً على نفسي أنا أسف هل ما زالت تؤلمكِ؟!.
مسد خصرها بسرعة بينما نظراته القلقة جعلت قلبها ينتعش من هذا الشعور، نفت بهدوء لتقول بتعب قليلاً:
شمس: لم تعد تؤلمني، أخبرني كيف عثرت علي؟!.
صقر: أنا صقر آدم الأسيوطي في النهاية كيف لا أعلم مكانكِ، رغم أن ذلك أخذ بعض الوقت لكنني وجدتكِ و هذا الأهم.
شمس بفضول: أعلم أنه لا شيء صعب عليك لكن أريد أن أعرف كيف.
صقر متنهداً: حسناً، كان ذلك بعد أن لاحظت غيابك.
“Flash Back”
بعد أن أصدر صقر أوامره أتى الكثير من الرجال و حاوطوا الفندق من جميع الجهات، أغلقت جميع المداخل و المخارج المتواجدة في الفندق بالفعل و تولى أمر غرفة المراقبة خمسة حراس و من ضمنهم حازم الذي تولى مهمة البحث في وقت الأختفاء، بينما صقر فتح باب قاعة الحفل و خلفه ما يزيد عن 30 حارس بأسلحتهم طوقوا المكان ببرود شديد بينما جميع الحضور قد أصابهم الرعب من مظهره المرعب هذا و ملامحه الحاد بشكل مسود جداً، ليبدأوا بالتهامس فيما بينهم.
أتجه المسؤول عن الحفل و هو نادر ليسأل بقلق:
نادر: سيد صقر ماذا هناك و لما كل هاؤلاء الحراس هنا؟!.
نظر صقر نحوه بعد أن ألقى نظرة فاحصة سريعة على جميع وجوه الحضور و قال:
صقر: زوجتي تعرضت للأختطاف يا سيد نادر و لا أعلم متى حدث ذلك بالضبط لكنه كان قبل أن تبدأ خطابك بخمس دقائق، غادرت لكي تذهب إلى الحمام و لم تأتي حتى عندما أنتهيت من خطابك و عندما بحثت عنها بمساعدة إحدى السيدات لم أجدها و عوضاً عن هذا وجدت إسوارتها مرمية على الأرض و هذا يعني أنها تعرضت للأختطاف.
أصاب نادر التوتر لكنه قال سريعاً:
نادر: كيف يمكنني أن أساعدك؟!.
صقر: أريد قائمة المدعويين و الحضور.
نادر: هذا سهل.
صفق بيده مرتين لتأتي قائمتين و بدأ صقر و نادر بتصفحهم سريعاً ليقول نادر بتفاجئ:
نادر: لقد أتى جمال يوسف إلى الحفل لكن لما أسمه ليس مدرجاً ضمن قائمة الحضور؟!.
صقر بسرعة: هل أنت متأكد؟!.
نادر يومئ: نعم أنا متأكد، لقد ألقى علي التحية قبل إلقاء الخطاب بعشر دقائق تقريباً.
أصدر صقر أمراً سريعاً:
صقر: إلى جميع وحدات المراقبة، أبحثوا عن جمال يوسف في أسرع وقت و مكان تواجد حالياً، وحدة المراقبة الأولى أجلب لي نسخة من تسجيل الكاميرات إلى القاعة بسرعة عند مدخل و مخرج الفندق.
تنهد بقوة و يشعر ببركانه أنفجر بالفعل في لحظة، أقتحم حازم المكان واضعاً جهاز اللاب توب فوق الطاولة و قال شارحاً:
حازم: رئيس، لقد غادر قبل إلقاء الخطاب بدقيقتين و كانت خلفه سيارة إحدى حراسه أيضاً و هذا تزامناً مع الوقت الذي تم إختطاف الرئيسة فيه بعد أن قدرت الوقت الذي يحتاجه الشخص على السير من طريق الردهة الذي يؤدي إلى الحمامات وصولاً إلى موقف السيارات السفلي غير هذا كما هو ظاهر بأن من أختطف الرئيسة في هذا التسجيل كان يرتدي في يده اليمنى خاتم فضي على شكل جمجمة و هو ذات الخاتم الذي ظهر في يد الشخص الذي كان بجوار جمال في سيارته.
قال بنية قتل جعلته ينفجر من الغضب ليقول متوعداً:
صقر: أقسم إن فعل لها شيء سوف أقتله، أنطلقوا في جميع الأماكن التي أعتاد الذهاب إليها.
حازم: لقد تم إنتشار الحراس في الأرجاء بالفعل يا رئيس.
و من بعدها مباشرة تلقى حازم إتصالاً كان مضمونه عنوان المكان الذي يتواجد به جمال لينسحب صقر و معه جميع الرجال من الفندق بينما أرسل البعض حتى يتوجهوا نحو مركز الشرطة لتقديم الأبلاغ.
“End Flash Back”
قال صقر بنعاس:
صقر: فقط هذا ما حدث و أنتِ تعرفين الباقي، لكنني أريد أن أعرف ماذا فعلتي في الرجال الذين ذهبوا لكي يحضروكِ من الاعلى؟!.
حكت رأسها بغباء:
شمس: ضربتهم على رأسهم لكي يفقدوا الوعي و إثنين منهم أوقعت عليهم عدة صناديق مملؤة بالحديد الثقيل هذا فقط.
قهقه صقر و جعلها تنام فوق صدره و من ثم دثر جسديهما باللحاف و قال:
صقر: هذا أغبى شيء سمعته منكِ لكنهم يستحقون ذلك.
شمس: أعلم، تصبح على خير.
صقر: و أنتِ من أهله و معي يا حبيبتي.
طبع قبلة فوق رأسها و من ثم إلى مملكة سلطان النوم بسرعة.
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
بعد عدة أيام**
في
المقهى
**
كانت تجلس شمس بهدوء و مقابلها الممرضة التي كانت تعمل في القصر إلى حين أكتشفتها شمس، سألت شمس:
شمس بجدية: أخبرتكِ بأن تتصلي بي في حالة وجود أمر طارئ أليس كذلك؟!.
أومئت الممرضة: هذا صحيح، أتصلت بكِ حتى أخبركِ من هو الرأس الأعلى في ما حدث مع والدة السيد صقر.
سعلت شمس بشدة عندما كانت ترتشف بعض المياه و قالت بسرعة:
شمس: تحدثي بسرعة و سوف أصمن لكِ السلامة لكِ و لعائلتكِ.
الممرضة: في أخر مرة تقابلت فيها مع الرجل الذي كان يهددني سمعته يتحدث على الهاتف و يقول أسم محسن تفاجئت جداً عندما علمت بما قاله و كان مضمونه” لا تقلق يا سيدي زوجته لم تعلم بأننا من قتل شقيقته و زوجها ولا حتى والده” شعرت بالرعب الشديد لأن محسن ذاك هو من كان السبب في دمار عائلة السيد صقر لقد قتل والده قبل سبع سنوات و قبل ثلاثة مضت كان السبب في الحادثة التي قتلت شقيقته و زوجها و السبب في إنتكاس حالة السيدة ميس و السيد الصغير آدم، كان هذا قبل بضعة أيام فقط و أتصلت بكِ اليوم عندما علمت بالأمر.
تلقت شمس الصدمات الواحدة تلو الأخرى مما جعلها تفقد جميع حواسها، إذن محسن هو من كان السبب في هذا لكن الأمر لم يقتصر على معرفتها بهذا الأمر بل ما جعلها تشعر بالرعب أكثر هو أن آسر متورط مع محسن أيضاً، فكرت شمس سريعاً بردة فعل صقر عندما يعلم بالأمر التي كانت جحيمية بالنسبة لها، أخرجت مبلغاً كبيراً من المال و أعطته للممرضة قائلة:
شمس: خذي هذا المال و أنتقلي من هنا فوراً و بأي ثمن أخرجي من هنا في الحال، و أنا سأضمن سلامتك من بعد.
أخذت الممرضة المال بتردد لتشكر شمس و ترحل، بينما شمس التي كانت في مصيبة تريد أن تعرف ماذا تفعل الأن من جهة علمها بالسبب الذي أودى بحياة آدم و بأبنته و زوجها و من جهة تورط آسر مع محسن و الذي من المحتمل بأنه هو من يساعد آسر على البحث عنها و من جهة صقر الذي تريده أن يبقى سعيداً إلى الأبد لكن ماذا؟!!، أبتسمت بسخرية:
شمس: يا فرحتي التي لم تتم بعد يبدو بأن الأمر سينتهي بمقتلي بالفعل هذا الأحتمال الأكبر لا محالة.
هزت رأسها تخرج من المقهى و تستقل سيارتها متجهة نحو القصر مجدداً.
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.