شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل التاسع عشر
[19]
وصلت القصر لتشعر بالبرودة تسير أسفل عامودها الفقري لسبب ما تجهله، هي بالكاد تستطيع النظر أمامها من كمية الأفكار التي ترتطم في بعضها البعض و تكاد تسبب لها الصداع، دلفت الصالة لتجد آدم و ميس فتبتسم و سارت نحوهما قائلة:
شمس: أمي كييف حالكِ اليوم؟!.
نظرت نحوها ميس بأستغراب و قالت بسخرية خفيفة:
ميس: الحمد لله، لكن ألم تسأليني هذا السؤال بالفعل العديد من المرات اليوم!!.
عقدت حاجبيها بغباء مع إبتسامة أغبى:
شمس: حقاً لم ألاحظ ذلك أنا أسفة.
قهقهت ميس عليها لتميل شمس على آدم و تقبل وجنته اليمنى:
شمس: أستعد سوف أخذك في رحلة السعادة غداً.
نظر نحوها آدم بحماس كأنه يقول لها “حقاً؟؟” فتومئ له مردفة:
شمس: رحلتنا سوف تكون في مدينة الملاهي التي ذهبت إليها عندما كنت صغيرة لأنها جميلة جداً جداً.
أحتضنها آدم بشدة و كان سعيدًا لدرجة كبيرة جعلت إلابتسامة لا تفارق وجه شمس و ميس التي قالت لاحقاً:
ميس: بالمناسبة لقد أتى صقر من الشركة مبكراً على غير العادة إذهبي لكِ تري ما به لأنه يبدو كالغاضب و أنا خفت منه للحق.
رمشت عدة مرات و شعرت بنبضات قلبها تتسارع لدرجة الجنون حتماً ما سوف يحدث الأن لن يكون بالجيد أبداً، أومئت لها و ذهبت صاعدة إلى الجناح بخطوات بطيئة لأنها كلما أقتربت خطوة نحو الجناح تشعر بهالة مشؤومة جداً، أمسكت مقبض الباب لتديره و تدلف بأبتسامة قائلة:
شمس: صقر ما الذي حدث هل أنت بـ ـخـ ير؟.
تقطعت كلمتها الأخيرة لأنها وجدته يقف في وسط الجناح منزلاً رأسه مما جعل خصلاته الفحمية تغطي عيناه و يداه موضوعة في جيوب بنطاله ببرود شديد مما جعلها تصمت لا إرادياً، أغلقت الباب ببطئ و سارت بضع خطوات لكن صوته خرج فجأة ليجعلها متحجرة:
صقر ببرود: أين كنتِ؟.
بسبب نبرته التي أفزعتها لا محالة جعلت لسانها من حجر مما جعلها لا تتحدث في تنظر له بصمت، رفع رأسه و نظر له بحدة لتتخذ خطوة للخلف لا إرادياً:
صقر: لماذا خرجتِ من دون إذني؟.
فتحت فمها لتتحدث لكن كلماتها خرجت متلعثمة دون وعي:
شمس: حـ حاولت الأتصـ ال بك لكنك لم لم ترد علي.
صقر: هذا لا يعطيكِ الحق بأن تخرجي من دون إذني في النهاية.
رغم خوفها الشديد منه لم تستطع منع نفسها بأن تشعر بالأنزعاج أيضاً قالت بنبرة يأس:
شمس: حاولت أن أتحدث معك عدة مرات لكنك كنت تقفل الهاتف ولا ترد على مكالماتي الكثيرة، كما أنني قبل أن أخرج طلبت الأذن من أمي بالفعل و هي وافقت لم أخرج هكذا لأنني أعرف الجيد من السيء.
صرخ بغضب طفيف مما جعلها ترتجف:
صقر: لكنكِ لم تنتظري مني الرد حتى يا شمس لتستطيعي الخروج ألا يهمكِ رأيي؟! ألا تعتبرنني زوجكِ؟! و هل نسيتِ أمر وجود ذلك المخنث هنا؟!.
شمس مبررة: لم أستطع الأنتظار لأنه شيء بالغ في الأهمية لهذا أخذت الأذن من أمي كما أن رأيك بالتأكيد يهمني و أعتبرك زوجي و كل حياتي بالفعل، لم و لن أنسى وجوده منذ تلك اللحظة لكن ما جعلني أخرج هو لسبب مهم جداً.
أمسكها من كتفيها و هزها:
صقر: ما هو هذا السبب المهم الذي جعلكِ تخرجين من البيت دون إنتظار إذني أنا؟؟.
كانت ستخبره لكنه صدمها من حديثه عندما تركها بدفعة بسيطة للخلف:
صقر: لا، لا أريد أن أعرف هذا السبب اللعين أحتفظي به لنفسكِ، عندما تعتبرينني زوجكِ أخبريني به.
أتجه نحو الباب و فتحه لتخرج من صدمتها صارخة:
شمس: صقر أنتظر السبب هو……
لم تستطع الأكمال لأن صفق الباب بقوة جعلها تتوقف عن إكمال حديثها لا محالة، ضربت الأرض بقدمها بسخط شديد و تخصرت تهز قدمها اليسرى بأستمرار، كانت تريد إخباره لكنه خرج دون أن يستمع إليها حتى!! فركت جبينها بتوتر و أردفت بنبرة مندهشة:
شمس: ما الذي جعله يتصرف هكذا و بهذا الشكل الغريب؟!، هل هذا بسبب خروجي من دون إذنه فقط!!؟.
جلست على طرف السرير متنهدة بتشوش، بعد مرور وهلة أخرجت هاتفها و جهاز اللابتوب ثم الفلاشة التي تحتوي على نظام الأختراق عالي الدقة، بدأت بمزامنة البرنامج على هاتفها و بدأت بتعديلات على إشارات الأنذار و أضافت رقم هاتف صقر عليه ثم تنهدت قائلة:
شمس: لقد فعلت هذا للأحتياط أتمنى أن يكون كل شيء على ما يرام.
أعادت الجهاز و الفلاشة إلى مكانه مجدداً ثم أتجهت إلى غرفة الملابس لتغير ثيابها إلى أخرى منزلية، خرجت من الجناح و توجهت لأسفل حتى تبحث عنه لكنها لم تجده، عادت أدراجها إلى الصالة و تجلس بجانب آدم و سألته:
شمس: آدم هل رأيت صقر يخرج من القصر منذ نصف ساعة؟.
رفع التابلت و كان يحتوي على كلماته:
آدم: نعم، لقد خرج منذ ذلك الوقت و لم يعد.
شمس متنهدة: حسناً، هل أنت متحمس لرحلة السعادة؟.
آدم يومئ: نعم كثيراً جداً 😊.
شمس: هذا جيد دعنا نخرج للعب في الحديقة الخلفية.
خرجا للحديقة الخلفية و بدأا في اللعب معاً بسعادة.
في المساء**
حل الظلام بالفعل منذ مدة ليست بالطويلة و كانت شمس تشعر بالتوتر لعدم مجيء صقر منذ أن خرج من القصر هذا غير محاولتها للمرة الألف في مهاتفته لكنه يستمر في إغلاق المكالمة من أول رنة، أتى موعد العشاء و تم ترتيب طاولة السفرة بالفعل و من ثم إستدارت عندما سمعت وقع أقدامه في محيطها، كان قد بدل ثيابه إلى أخرى عادية لتميل رأسها جانباً بطفولية تفكر في ذلك لكنه مر من جانبها دون أن يبالي لها، ها قد عدنا إلى نقطة الصفر.
سارت متنهدة ليجلس هو مكانه و تأتي ميس برفقة آدم و تراهما على هذا الحال الصامت لتقول:
ميس بأستغراب: هل حدث شيء بينكما؟!.
شمس بسرعة: لا يا أمي لم يحدث شيء أبداً كل ما في الأمر أنه تحدثت مع صقر عن العمل في الشركة و لأن صديقه ما زال في إجازته في العمل متراكم عليه لهذا هو منزعج، لكن مع الوقت سوف يصبح جيداً لا تقلقي.
ميس: حسناً، ليست هناك مشكلة هيا بنا نتناول العشاء قبل أن يبرد.
جميعهم أومئوا لها ثم أتخذوا مكانهمو بدأوا بتناول وجبتهم، كانت تسترق النظر من الحين إلى الأخر و هو يعرف أنها تفعل ذلك منذ مدة لكنه لم يبالي و قرر تجاهلها رغم أن ذلك جعله منزعج لكن لا بأس، و المصيبة هو لم يستمع إلى أسبابها عندما كانت تريد أن تخبره لكنه فر هارباً بسرعة بحجة أنه يريدها أن تعرف قيمته عندها.
بعد مضي مدة، صعد الجميع إلى أماكنهم الخاصة لكن صقر أخذ آدم نحو غرفته و لم يعد، بدلت ثيابها مرة أخرى و جلست في منتصف السرير تنتظره أن يأتي لكنها شعثت خصلاتها الشقراء بيأس مع نبرة منزعجة من تصرفه:
شمس: سوف ينام مع آدم!!، ذلك المنحرف الكبير سوف أريك الويل أقسم لك.
أبتسمت بخبث ثم ذهبت نحو الخزانة و فتحت أخر درج فيه و بدأت في إخراج قمصان النوم و تتفقدها، أصبحت تنظر بأعين متسعة بشدة بسبب تصاميمها المخلة و كمية القماش القليلة، داهمها الخجل في جميع أنحاء وجهها و قالت بوجه منفوخ:
شمس: هل حقاً بجب علي أن أرتدي هذه الأشياء التي لا تكاد تغطي شيئاً من جسدي و تستره؟!، يا الله إجعل من أخترع فكرة هذه القمصان أن يتفحم في ناار جنهم و إن كان يمتلك شعراً فأحرق شعره شعرة شعرة، و إن كان أصلع إجعلها مثل الفرن الحامية و يرتدي هذه القمصان و يرقص بها أيضاً.
أختارت قميص أسود من الستان اللامع لحسن الحظ يبدو مثل القميص العادي لكنه على حجم أصغر و طويل يصل إلى أعلى ركبتيها بقليل فقط، مع حمالات رفيعة تكاد تنقطع من رفعها لكنه ما زال أفضل من غيره، تنهدت بحزن من رفع الحمالات لتقول بتهكم:
شمس: أوغاد أغبياء حتى الحمالات المسكينة لم تسلم من تعديلاتهم، الرحمة يا الله.
أرتدت القميص و من ثم أرتدت أعلاه الروب الخاص به، أتجهت بخطوات بطيئة نحو المرآة تنظر إلى هيأتها لتخجل من نفسها، لكن هذا الحل الوحيد أمامها أمسكت بأحمر شفاه باللون الأحمر القاني دون لمعة أبداً ثم مشطت شعرها على الجانب الأيمن بطريقة سلسة لكن مغرية أيضاً، لم ترد أن تضع مسكارا أو كحلة سوداء حتى لأن عيناها بارزة بما فيه الكفاية، أتجهت نحو رف زجاجات العطور الخاصة به لتبدأ بالبحث عن مرادها، كان تتفحص الرائحة من غطى الزجاجة العلوي و كل رائحة أجمل من الأخرى لكن العطر الفواح التي كانت تبحث عنه دغدغت حاسة شمها بقوة مما جعلها تبتسم و هي تستنشقها، بدأت ترش على عنقها مرة و أعلى صدرها الظاهر ثم على ساعدها الأيسر لتترك الزجاجة و تفرك ساعدها الأيمن ببعضهما و تأكدت من هيأتها ثم خرجت نحو الباب.
فتحت الباب و أطلت به من رأسها ليس و كأن أحداً سيكون موجوداً من الأساس في الردهة لكنها تفعل ذلك من دون وعي كعادة منها عندما تقدم على فعل مصيبة أو كارثة ما، سارت بخطوات سريعة إلى غرفة آدم و طرقت الباب تتمنى أن تسمع رده و يسمح لها بالدخول لكن ذلك لم يحدث، تنهدت بأنزعاج ثم فتحت الباب مطلة برأسها لتجده نائم بجوار آدم و يعطي ظهره للباب بينما آدم و كأنه غير موجود من الأساس بسبب حجمه الضئيل، دلفت بخطوات خفيفة و إقتربت منه و ركزت على حاسة سمعها حتى تعرف إذا كان نائماً أم يصطنع النوم لتبتسم بخبث بعد وهلة قصيرة.
وقفت بالقرب منه مما سمح لرائحة عطره أن تدغدغ أنفه بقوة شديدة أزعجته لكن هذا لم يغير من ملامحه الخارجة أبداً لكن بركانه الداخلي بدأ يغلي لدرجة تفوق تصوره، أمالت عليه بجذعها و جعلت معدتها المسطحة تلامس كتفه و طبعت قبلة على وجنة آدم و لأن أحمر الشفاه جف بسرعة لم يترك أثراً أبداً، إتسعت إبتسامتها أكثر و أكثر عندما نظرت إلى ملامح وجهه لتهمس بجانب إذنه و أنفاسها كانت ساخنة فهي ضربت وتره الحساس و بقوة:
شمس بهمس: كنت أريد أن أعطيك راتبك اليومي و أنت مستيقظ لكن أنتهى بي الحال في التسلل لغرفة آدم و أعطيك إياه و أنت نائم هذه خسارة.
جعلته ينام على ظهره و هو ما زال يصطنع النوم بمهارة عالية، أمالت عليه مما جعل شعرها المنسدل على كتفها الأيمن يلامس نصف وجهه الأيسر لتقهقه بخفة، أمالت أكثر و طبعت قبلة على جبينه ثم إنزلقت نحو وجنته اليمنى و طبعت قبلة لتستشعر التغير السريع في وتيرة تنفسه التي خفتت بشكل كبير، لكن حدث شيء غريب قلب موازين خطتها قليلاً و هو أنها عندما أتجهت يميناً حتى تقبله على وجنته اليسرى أدار وجهه مما جعل شفتيها تلامس شفتيه لتتصنم في مكانها لوهلة لكنها تحركت بسرعة طابعة القبلة على وجنته السيرى و إستدارت راحلة من الغرفة ما أن سمع صوت إنغلاق الباب إستقام بسرعة يشعث شعره بقوة منها و قال بغضب حاد:
صقر: لقد نجحتي في إستفزازي يا شمس، ما هذه المصيبة التي فعلتها لي بحق الله؟!.
يشعر و كأن نااار تحترق في صدره مثل الحمم البركاني، عاد يستلقي على ظهره محاولاً إسترجاع نومه الذي ذهب عنه و تفكيره في ما فعلته به أصبح عالقاً فيه.
بينما هي بسرعة نزعت الروب عن جسدها و دثرت جسدها باللحاف جيداً تحاول تفدفئة جسدها البارد بينما وجهها ساخن من الخجل، غطت وجهها باللحاف تحاول نسيان تلك اللحظة عبر النوم و هذا نجح قليلاً.
•°•°•°•°•°
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
في اليوم
التالي
بعد الظهر**.
خرج صقر في الصباح الباكر نحو الشركة دون أن يرى شمس أو حتى والدته و من دون تناول وجبة إفطاره أيضاً، أستغربت ميس من فعلته لكنها طمأنتها بشكل متقن جعلها تصدقها بينما شمس تبكي بشكل مضحك على نفسها من الداخل، تجهزت هي و أرتدت ثيابها.
و تجهز آدم مرتدياً تيشرت شتوي أسود مكتوب عليه بالأنجليزية “King” بخط مزخرف فخم باللون الأبيض و بنطال جينز داكن مع حذاء رياضي أبيض و أسود و أخيراً شعره الفحمي مرفوع لأعلى بشكل جذاب لتقول شمس بتأثر بينما تقف ميس بجانبها:
شمس: آاااااااه قلبي الصغير لا يتحمل من كمية هذه الوسامة.
ميس: أوافقكِ في هذا يا كنتي العزيزة، لا تتأخروا في المجيء حسناً و إلا ستكون العواقب وخيمة جداً من صقر و أنتِ تعلمين لن أستطيع مساعدتكِ في هذا الأمر كثيراً.
نظرت لها شمس بحاجب مرفوع و هزتها من أكتافها بيأس كبير:
شمس: أنتِ والدته يا إمرأة كيف تخافين منه لهذه الدرجة أخبريني؟، إذا أنا زوجته لا أخاف منه لهذه الدرجة!!.
ميس بسخرية: أنا لست مستعدة على فقدان نصف ما تبقى من حياتي بسبب غضبه، أنصحكِ بعدم إثارة غضبه لأنه عندما يكون في تلك الحالة لن يعرفني أنا حتى.
أرتعدت شمس فوراً حالما مرت ذكرى ضربه لمختطفها عندما كسر فكه و ذراعيه هذا أيضاً غير الكسور الأخرى، أومئت لها شمس و مدت يدها لآدم تمسكه من كفه الصغيرة ثم أخذت خطواتها نحو الخارج، إستقلت السيارة و هو بجانبها ثم تأكدت من تثبيت حزام الأمان له و لفت حزام الأمان حول جسدها ثم إنطلقت، و لم تجعل أي من الحراس يلحقها حتى حازم بذات نفسه.
نظرت شمس له قليلاً ثم عادت بأنظارها نحو الطرق و أردفت بشك:
شمس: أنني أخاف على الفتيات الصغار الأن.
لوح لها بيده بمعنى “لماذا” لتوضح له بقلب مفطور:
شمس: من وسامتك الشديدة يا فتى أنك بسم الله ما شاء الله تحفية فنية أبدع الله في خلقها، قلوبهم سوف تصبح مفطورة بسببك في ثانية.
هز آدم رأسه بيأس من طريقة تفكيرها لتتنهد بأنزعاج و قالت بتمتمة:
شمس: فعلاً أنت تشبه خالك سوف إجن منكما في يوم من الأيام.
ضحك آدم عليها بشدة مما جعلها تقهقه معه أيضاً، أكملت القيادة بسرعة عالية قليلاً حتى تصل أسرع لأنها تريد العودة قبل أن يحل الظلام، وصلت إلى طريق المملوء بالأشجار على الجانبين و كانت خضراء جميلة، و لأن أواخر الشتاء أصبح الطقس جيد مؤخراً أشعة الشمس دافئة مع نسمة هواء باردة قليلاً فقط ليعطي شعوراً جميلاً عن رحلة السعادة.
وصلت إلى مدينة الملاهي لتصف السيارة في مكان مخصص لتهبط منها و آدم خلفها ليمسك بيدها سريعاً، أغلقت السيارة عن طريق مفتاح التحكم البعدي و سارت نحو شباك التذاكر واحدة لها و واحدة لآدم، بدأت رحلة السعادة بالذهاب نحو لعبة صحن الفناجين الدوارة و سرعتها عالية مما جعل الأمر ممتع جداً، ثم إلى الداخل نحو الألعاب الألكترونية بداية من كابينات سباق السيارات في المضمار إلى المسدسات الخاصة بلعبة الزومبي ثم الرقص على أنغام الحركات الموسيقية الجميلة، تنهدت شمس بتعب قليلاً لتقول:
شمس: تعال نشتري بعض أكواب العصير لأنني أشعر بالعطش هل تريد العصير الطبيعي بنكهة البرتقال أم المانجا أو الفراولة؟؟.
رفع أصبعه السبابة و الوسطى يدل على الرقم أثنان لتومئ ممسكة يده:
شمس: كوب من عصير المانجا إذاً حسناً أيها الشقي.
إبتاعت كوبين من العصير و جلسا في الخارج يشربانه، نظرت شمس للناس المارين من أمامهم و قالت بينما تهز قدميها يميناً و يساراً:
شمس: كنت أود لو كان صقر هنا!، هل كان تواجده سيكون ممتعاً؟!.
أومئ آدم لها بسرعة ثم عاد لأرتشاف بعضاً من العصير، أومئت هي الأخرى بدماغ فارغ من التفكير لكنها سألته مجدداً:
شمس: هل تريد أن تأكل شيئاً قبل أن نعود لرحلة السعادة؟!.
نفى بشدة ثم رمى الكوب الباستيكي في سلة النفايات من مكانه لتدخل في الهدف فتصرخ شمس بدرامية:
شمس: هدااااااااااف هييييييه أحسنت أيها الشقي.
إبتسم بأنتصار ثم قلدت شمس فعلته و نجحت أيضاً لتمسك يده و تركض بسعادة في الارجاء و جميع الناس تنظر لهم بسعادة لأنه هذه فائدة مدينة الملاهي أن تصنع السعادة على وجوه البشر لكن الشعادة الأكبر عندما تكون برفقة العائلة و الأصدقاء و بما أن شمس كانت بمفردها مع آدم كان هذا كافياً حتى تجعله يضحك و يستمتع معها، كانت تريد ركوب الأفعوانية و السفينة الكبيرة لكنهم لن يسمحوا للأطفال أن يلعبوا هذه الألعاب لهذا أختارت ألعاب أخرى مثل السيارات اللاسلكية الأحصنة الدوارة ضرب الكرات في العلب المعدنية لتحصل على كرة فرو من أحدى البرامج الكارتونية و تقدمها لآدم الذي نظر نحوها ببرود و طلب منها إعادتها لهذا تنازلت عنها شمس و رحلت من أمام الكشك الصغير، أستمرت الرحلة لمدة طويلة جداً و لعب العديد من الألعاب الجميلة التي إحتوت على ضحكاته الرنانة و حفظت تلقائياً في ذاكرتها، و مع صور تذكارية جميلة غادرا مدينة الملاهي ليعلن هكذا عن إنتهاء رحلة السعادة.
أستقلت شمس و آدم سيارتها ثم غادرت من أمام مدينة الملاهي و على حين غرة ألمها قلبها لمرة فقط مما جعلها تقرن حاجبيها بألم طفيف و تجعدت ملامح وجهها قليلاً لتمسده بيدها اليمنى بهدوء و تمتمت بصوت خافت:
شمس بهمس: هل حدث شيء في القصر أثناء غيابي أو أصاب صقر بمكروه ما؟؟.
نفت بهدوء لتنظر إلى المرآة الجانبية بجانبها و تجد سيارة سوداء بذات مواصفات خاصتها، همهمت بأستغراب ثم راودها الشك قليلاً لتتجه يمين الطريق فتنحرف معها السيارة إلى اليمين أنحرفت يساراً لتنحرف معها أيضاً زادت من سرعة قيادتها لتبدأ الأخرى بزايدة سرعتها أيضاً، همست بأعين متسعة من الصدمة لتمسك المقود بيدها اليسرى و يدها اليمنى على مغير غيارات الحركة و السرعة:
شمس: أنا ملاحقة مِن قبل مَن؟؟، يا إللهي أنقذنا.
نظرت نحو آدم الذي بدأ يصيبه النعاس لتعض على شفتيها بقوة لا يمكن أن يحدث هذا، مدت يدها نحوه ببطئ و قالت بلطف عكس الخوف و الرعب الذي دب في قلبها:
شمس: آدم هل يمكنك أن لا تنام أريد إخبارك بشيء مهم جداً أنت أملي الوحيد الأن.
فرك آدم عيناه ليطرد النعاس ثم نظر نحوها بأهتمام شديد و أعطاها إشارة حتى تبدأ بالتحدث لتومئ بعد أن أخذت نفساً عميقاً:
شمس: كلانا الأن في موقف حرج جداً، إذا حدث أي شيء أخبر خالك صقر أن السبب في ما حدث لي أو لكلينا لا سمح الله هو رجل أسمه محسن اليسري، هو السبب في موت جدك و والديك و السبب في حالتك حالياً لكن كن قوياً هذا ليس وقت التفاجئ، أعلم أن هذا صعب عليك لكن يجب أن تكون قادراً على إستيعاب هذا الأمر، الأن نحن ملاحقان من قبل تلك السيارة التي في الخلف لهذا لا تحاول النظر حسناً؟.
أومئ آدم بعد أن تفهم كل ما يجري حوله و الأهم من هذا هو أنه حفظ كل كلمة قالتها شمس و بالحرف الواحد، وضع يده على ذراعها الذي بجانبه و ربت عدة مرات لتقول بأمل:
شمس: أنا الأن سوف أحميك بحياتي لأن هذا لن بمر على خير، حياتي فداً لك يا آدم كل ما علي القيام به الأن هو أن أجعلك أمناً و سليم حتى تستطيع إخبار صقر بما أخبرتك به، و الأن تشبث جيداً.
أومئ لها لتبدأ هي بزيادة سرعتها إلى حد الجنون و بدأت في الطريق المملوء بالأشجار، لاحظت السيارة سرعة قيادتها ليقول السائق:
السائق: لقد تم إكتشافنا ما هي أوامرك يا نائب؟!.
النائب: قم بهاجمتها.
السائق: أمرك يا نائب.
النائب هو ذات الشخص الذي كانت تقابله الممرضة سابقاً، عرف منذ مدة قصيرة بأن الممرضة أفشت بجميع الحديث الذي سمعته بعد أن تم إختطافها و تعذيبها أيضاً أن من أخبرته بتلك الأمور هي زوجة صقر، و لأن النائب لا يعرف شكل شمس حتى عندما جلب آسر نسخ حتى يبحث الرجال عنها لم يأخذ واحدة أبدا لهذا لا يعرف بأنها الشخص المطلوب من قبل آسر.
زاد السائق من سرعته و اصبح متقارباً من سيارة شمس جداً و صدمها بقوة للجانب مما جعلها تتمسك بآدم لأن الأصتدام من جهته هو، صرخت تفك حظام الأمان:
شمس بخوف: آدم عد إلى الخلف بسرعة بسرعة.
أومئ ليقف و يسرع في الأنتقال إلى الخلف و عندما كان بين المقعدين تلقت سيارة شمس صدمة أخرى جعلتها تنحرف أكثر لليسار و أنكسرت المرآة الجانبية مع بعض التصدعات و الخدوش على جانب السيارة، تعثر آدم عندما حدث الأصطدام لكنه وقف سريعاً و جلس خلف مقعد شمس و تشبث فيه بكل ما أوتي إليه من قوة، نظرت شمس إلى الطريق أمامها عندما كانت تنظر إلى آدم، وجدت لافتة تقترب منها لتسرع بتوجيه المقود نحو اليمين و صدمت السيارة الأخرى مما جعلها تنحرف لليمين بقوة بسبب قوة الاصطدام، أمسكت الهاتف الخاص بها و صرخت بقوة قائلة:
شمس: نداء الأنذار لصقر رقم واحد، نداء الانذار لصقر رقم أثنين، نداء الأنذار لصقر رقم ثلاثة.
أضائت شاشة هاتفها بالمثلث الأحمر يدل على الوضع الخطير و بدأ بإصدار صوت مزعج جداً تماماً كإنذار الحريق، فهم آدم أن هذا برنامج إنذار تم من قبل شمس كم هي ذكية حقاً، أعادت شمس إستخدام تلك النداءات المتكررة حتى يتم تصنيف مستوى الخطر من الأول إلى الثالث، الرقم واحد مستوى الخطر عادي أو سهل، الرقم أثنين مستوى الخطر يكون من الدرجة المتوسطة، الرقم ثلاثة مستوى الخطر يكون مستوى مرتفع جداً، هكذا برمجت إعدادات الأنذار و خصوصاً على رقم هاتف صقر.
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
في الشركة**
جلس بتعب على الكرسي خلف المكتب بعد الأجتماع الطوييل جداً، صغط عدة مرات على المنطقة التي بين عينيه لكن إهتزاز الهاتف و إصداره لصوت غريب جداً جعله يخرجه من جيب سترته الداخلي بأستغراب شديد لينظر إلى شاشة هاتفه فيجده مثلث أحمر يومض بشكل سريع جداً و من ثم خرجت شاشة سوداء تحتوي على جملة واحدة فقط جعلت قلبه يسقط في معدته:
” شمس تتعرض
لخطر
كبير يكاد يهدد حياتها سوف يتم تزامن هاتفها مع هاتفك حالاً”
حدق بشدة في تلك الجملة و شعر بالخوف الشديد ثم أختفت الجملة و ظهرت خريطة GPS و سيارتين واحدة تحمل نقطة حمراء الخاصة بشمس و الاخرى التي تلاحقها تحمل النقطة الزرقاء، كانتا يقتربا و يبتعدان على هذا المنوال أمام عينيه، خرج من المكتب بسرعة و طلب الدعم صارخاً بقوة:
صقر بغضب: حازم جهز وحداتين من الدعم و توجه نحو الغرب على طريق مدينة الملاهي بسرعة أنا سوف أذهب إلى هناك قبلك.
حازم بجدية: أمرك يا رئيس.
خرج صقر بخطوات راكضة من الشركة و أستقل سيارته سريعاً يقود بأقصى سرعة يمتلكها و اصبح يتمتم بينما يقود:
صقر: أرجوكِ كوني بخير أرجوكِ يا شمس.
قلبه يدق بعنف و التوتر، الخوف و الرعب مسيطران تماماً على كل ذرة في جسده بشكل جحيمي، زاد من سرعته لاقصى حدودها متوجهاً نحوها بينما يمسك الهاتف و ما زالت الاشارتين في خضام الاصطدام.
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
و هذا إصطدام أخر من سلسة الاصطدامات أصبحت تفكر شمس بسرعة إذا خرجت من هذا الطريق سوف تصبح فريسة سهلة، نزعت حزام الأمان من على جسدها و نادت على آدم:
شمس: آدم تعال و أجلس في حضني بسرعة.
فعل آدم ما أخبرته به و جلس في حضنها لتلف يديها حول جسده الضئيل ثم قالت:
شمس: الأن سوف نقفز من السيارة و ننحدر نحو طريق الأشجار الكثيفة و نهرب منهم هذه فرصتنا الوحيدة سوف أحميك لهذا لا تتحرك أبداً حسناً؟!.
أومئ لها ثم زادت من سرعة السيارة و فتحت الباب و أمالت بجسدها لتسقط خارج السيارة تزامناً مع حركة يدها على المقود نحو اليمين لتصطدم بقوة بالسيارة الأخرى و بما أن الزجاج كان أسود هم لم يستطيعوا أن يعرفوا أن شمس قفزت، ما أن أصطدمت سيارة شمس بهم بقوة أنقلبت بقوة في الهواء ثم تدحرجت على الطريق عدة مرات لتصبح مثل قطعة خردة بالية.
أما شمس أعتقدت بأنها سوف تسقط و ينتهي الأمر لكنها أستمرت بالتدحرج بأستمرار من حافة الطريق المنحدرة جداً، حاولت قدر الإمكان أن لا يصاب آدم بأي خدش لكن و هي ما زالت تتدحرج لاحظت بطرف عينها جذع شجرة ساقط كانت خائفة من أن يصاب به لهذا تركت آدم أمامها و أستمرت هي في الدحرجة إلى أن توقفت عند إنغراز شيء في معدتها بقوة و إصطدم رأسها بالجذع الساقط لصرخ ألماً بقوة، سعلت كمية دم بسيطة من فمها و رأسها بدأ ينزف بالفعل.
العالم يدور من حولها لترمش عدة مرات فيخف الدوار قليلاً لكن ألم معدتها يزداد في كل ثانية تمر، تلمست مكان إنغراز الجذع لتجد الدم يخرج منه بغزارة لكن إن حاولت سحب جسدها من الجذع المغروس فيها سوف تنزف دماً ضعف الكمية الحالية، أنزلت رأسها أرضاً و تنفسها أصبح خافت لكنها تذكرت آدم لتنادي عليه بصوت خافت جداً لم يستطع سماعه، أعتقدت أنه أصابه مكروه لتبدأ بالبكاء عليه و من شدة الألم أيضاً!!.
أستقام آدم من على الأرض و نظر حوله ليشعر بألم طفيف على جانب جبينه الذي خدش عندما تركته شمس، نظر حوله ليجدها تواجهه بظهرها عن بعد بضع مترات قليلة ليذهب نحوها بسرعة و الخوف و القلق مسيطران عليه بالكامل لكن ما أن وقف بجانبها صدم من كمية الدم التي أسفلها و من مظهرها المفزع، رأته شمس بطرف عيناها لتبتسم بخفة و رفعت يدها ببطئ نحوه متمتة بأسمه عدة مرات:
شمس: آدم، آدم أنت بخير!! الحـ مد لله.
سقط جاثياً على ركبتيه من الصدمة و شعر بألم كبير في صدره ليصرخ بقوة و بأقصى إستطاعته ليس هذا و حسب بل صرخ بأسمها و بقوة، فتحت عيناها بصدمة و السعادة رغم ألمها إجتاحت صدرها و قالت:
شمس: لقد تحدثت!!، الحمد لله.
رؤيتها أصبحت ضبابية مع مرور الثواني عليها لتسمعه يقول بصوت طفولي مترجي يبنما يمسك يدها المملؤة بالدم:
آدم ببكاء: أر…..أرجوكِ لا…لا تتر….تتركيني أرجوكِ.
أستجمعت قواها لترد عليه:
شمس بضعف: أنا أسفة……هذا ليس بيدي صدقني.
آدم برجاء: أر…أرجوكِ أنني أحتاج…..
توقف عن إكمال حديثه ليسمع صوت بعض الرجال ليقول بخوف:
آدم: أنهم يبـ….ـحثون عنا ال….الأن ما…ماذا افـ ـعل؟.
لم تفكر شمس كثيراً بدأت بوضع دمائها على وجه آدم الذي كان يبكي فقط و أستمرت في فعل ذلك حتى أصبح وجهه شبه مغطى بالدماء لم تنسى عنقه من الأمام و الخلف و من ثم أستجمعت ما لديها و ضربته خلف عنقه ليسقط فاقداً وعيه، همست بينما سمعت صوتهم يقترب منهما أكثر و أكثر:
شمس: أنا أسفة يا آدم.
بدأت رؤيتها تصبح ضبابية إلى أن شعرت بروحها تسحب في الظلام الدامس بقوة و شعورها بالألم يتلاشى شيئاً فشيئاً.
صرخ السائق منادياً على النائب عندما وجدهما قائلا:
السائق: لقد وجدتهم هنا يا سيدي تعال بسرعة.
أتى النائب نحوهما ليجدهما في منظر بشع جدا بالنسبة له مما جعله يتقزز من هذا المشهد لكن رغم ذلك إلتقط صوراً لوضعهما و من ثم قال:
النائب: هيا بنا نذهب من هنا، لقد إلتقطت صوراً لهم بالفعل و أرسلتها للرئيس.
السائق بأستغراب: ألن تتأكد إن كانت ميتة أم لا؟؟.
النائب بسخرية: أيها الأحمق من الذي سوف يبحث عنهما في هذا الوقت لقد شارفت الشمس على المغيب كما أن هذه المنطقة تتواجد فيها الثعالب بكمية جيدة لهذا ليس هناك أي مشكلة في ذلك لنرحل و حسب.
أومئ له السائق ثم خرجا من المنطقة ثم هربا من المكان بسرعة.
بعد مدة 15 دقيقة**
دلف صقر إلى ذات الطريق و خلفه ثلاثة سيارات، لاحظ صقر سيارة شمس مقلوبة رأساً على عقب و محطة بشكل يرثى لها بالفعل ليتوقف و يخرج من السيارة بفزع و رعب صارخاً بأسمها عدة مرات، إقترب سريعاً من السيارة و جثى على ركبتيه يبحث عنها داخل السيارة بمساعدة حازم و عدد من الحراس، قال حازم بسرعة:
حازم: رئيس يبدو بأنها خرجت من السيارة قبل أن تتحطم بهذا الشكل، كما أننا في منطقة كثيفة الأشجار كما لاحظت منذ قليل.
صقر بسرعة: سوف ننقسم إلى فريقين أنا و فريقي سوف نتجه يساراً و أنت يا حازم برفقة الفريق الثاني نحو الجهة اليمنى.
ركض صقر بسرعة نحو الجهة اليسرى هو و فريقه و حازم نحو الجهة المعاكسة، بدأ البحث بشكل مكثف و الظلام بدأ يسدل ستائره بالفعل لا توجد إلا بضع خيوط من أشعة الشمس كأنها تعطيه بعض الأمل قبل أن تذهب، أقترب من مكان تواجدهما لتدغدغ أنفه رائحة يعرفها جيداً جداً لم و لن ينساها أبداً في حياته، و هي رائحة الدماء!!.
ركض بسرعة نحو مصدر رائحة الدماء الذي يزداد مع كل خطوة يخطوها بالفعل ليتوقف منصدماً من جثتيهما الراقدة على الأرض و الدماء ظاهرة بوضوح من مجرد نظرة منه علم أنها شمس و آدم، ركض بسرعة نحوهما ليمسك آدم و يجد وجهه مليء بالدم ليفزع بشكل كبير عليه:
صقر بخوف: آدم أستيقظ هيا!! أستيقظ يا آدم!!.
رفعه عن الأرض و أعطاه لأحد الحراس و قال بغضب:
صقر: أذهب به أمامي نحو مشفى المدينة التابع لنا بسرعة.
الحارس: حالاً سيدي.
ذهب الحارس بينما يحمل آدم و معه أثنين أيضاً بينما الحراس الثلاثية الباقيين أتصل إحداهما بـ حازم و أخبره بموقعهم ليغير وجهته نحو اليسار فوراً، نظر صقر إلى هيئتها الدموية بخوف و قلق ليبتلع رمقه بصعوبة ليشعر بالغصة تتكون في منتصف حلقه، نظر إلى حالتها عن قرب ليجد جسدها مغروساً في إحدى أفرع جذع الشجرة أمسكها من خصرها بتأني و وضع رأسها على حجره ثم مرة واحدة سحب خصرها إلى الخلف ليبعدها عن الفرع المغروس داخلها لتخرج الدماء بغزارة و معها سعلت دماً أيضاً.
لم ينتظر أو حتى يتحدث بل حملها بين ذراعيه و توجه نحو الخارج ليجد السيارة تنتظره و الذي يقودها هو حازم بنفسه بينما الحراس إستخدموا السيارتين الباقية حتى ينطلقا خلف سيارة صقر مباشرة، دلف صقر إلى المقاعد الخلفية ثم بدأ حازم بالقيادة بسرعة رهيبة جداً أما صقر فكان يضغط بقوة فوق الفوهة التي تخرج الدماء بأستمرار، أمسك بأحدى قمصانه الموجودة في أرضية السيارة التي كانت في الحقيبة صغيرة قليلاً و وضعها مكان يده و ما زال يضغط بقوة، صرخ بقوة و يأس في حازم:
صقر: أسرع يا حازم أسرع.
حازم: أمرك يا رئيس.
لم ينزعج حازم من صراخ صقر عليه لأنه يعلم تماماً هذا الشعور كأنك على وشك فقدان شخصٍ عزيز على قلبك، رفع صقر سبابته اليسرى نحو أنفها ليجد تنفسها خافت بشكل كبير لدرجة يكاد أن يكون معدوماً من الأساس فزع بشكل أكبر و مسح الدماء من على وجهها الشاحب و قال بأعين ترقرقت فيها الدموع:
صقر: أرجوكِ أصمدي قليلاً يا شمس سوف نصل قريباً إلى المشفى أصمدي قليلاً من أجلي.
أحتضن رأسها و بدأت دموعه بالهبوط بالفعل مسبقاً يكبح ذاته بشدة حتى لا يصرخ عليها و ينادي بأسمها لأن ذلك لن يجدي نفعاً حتى، قبل جبينها عدة مرات متمتماً:
صقر: أنا أسف أنا أسف فقط لو أتيت في وقت أبكر أنا السبب مجدداً في ما حدث لكِ بالتأكيد أنا السبب.
أستمر في لوم نفسه مثل المرة السابقة إلى أن وصل أمام المشفى، ما أن دلفت السيارة حدودها خرجت عدة ممرضات بسرير نقال من باب الطوارئ وضعها صقر على السرير بسرعة و أمسك يدها على طول الطريق بينما ممرضتين يدفعان السرير و واحدة منهم تجري التنفس الاصطناعي بالقناع إلى أن وصلوا غرفة العمليات لتمنعه ممرضة أتت من اللامكان قائلة:
الممرضة بأحترام: لا يمكنك أن تدخل غرفة العمليات أنا أسفة.
كان سيصرخ عليها لكن طبيبة يعرفها جيداً وقفت بجانب الممرضة و قالت بأبتسامة نحو صقر:
الطبيبة: إطمأن سيد صقر سوف تكون بخير معي أنا أرجوك إنتظر هنا حتى ننتهي من إجراء العملية حينها يمكنك أن تتواجد معها كيف ما شئت.
صقر بأمتنان: أشكركِ يا سهيلة أشكركِ من كل قلبي.
تجاهلت الطبيبة سهيلة و دلفت سريعاً نحو شمس و باشرت في إجراء العملية لها هي و فريق الممرضات، كان يسير يميناً و يساراً بأستمرار حتى أتى حازم قائلاً بسرعة:
حازم: يا رئيس إن غرفة آدم في الأسفل الطبيب المسؤول عن حالته يطالب برؤيتك لأم هام.
صقر: حسناً.
سار معه و نزلا لأسفل عبر السلم بسرعة و دلفا إحدى الغرف ليجد آدم نائما فوق السرير بوجه نظيف لا تزينه سوى ضمادة جروح صغير أعلى جبينه ليستغرب من حالته لكنه سأل الطبيب في الحال:
صقر: ماذا هناك يا حضرة الطبيب، هل يوجد في آدم أي خطب ما؟!.
نفى الطبيب بهدوء ثم قال شارحاً:
الطبيب: آدم في حالة جيدة جداً لكنه فاقداً لوعيه فقط، ما جعلني أريد مقابلتك هو أنه عندما أتى كان وجهه ممتلئ بالدماء لدرجة أنني كنت سأخضعه لعملية جراحية طارئة لكن عندما بدأت في مسح الدماء من على وجهه وجدت فقط جرح صغير على جبينه، و جرح صغير كهذا لا يمكنه أن ينزف كميه الدماء التي كانت على وجهه سابقاً.
إومئ صقر بتفهم و كان سيتحدث لكن صوته الذي جعل قلبه يرتجف من جديد يستدير نحوه بقوة مصدوماً:
آدم: خالي.
إقترب منه صقر بسرعة و بدأ بتحسس وجهه قائلاً بأبتسامة خافتة:
صقر: يا حبيب خالك، الحمد لله على عودتك للتحدث الحمد لله.
أرتمى آدم في أحضانه و أصبح يبكي صارخاً:
آدم: خالي شمس… انها في خطر شمس في خطر.
صقر: لا تقلق هي الأن في أيدي أمينة.
خرج الطبيب و حازم المصدوم من الغرفة ليكمل الطبيب عمله بينما حازم كان يحرس الغرفة مع صدمته، هدأ صقر آدم من البكاء و سأله:
صقر: آدم كيف خرجت أنت و شمس دون علمي؟؟.
آدم بهدوء: لقد خرجنا حتى نذهب إلى حديقة الملاهي و عند عودتنا لاحظت شمس بأن هناك سيارة تلاحقنا، أخبرتني أن أقولك لك بأن الشخص الذي تسبب في مقتل والدي و مقتل جدي آدم و السبب في حالتي هو شخص أسمه محسن اليسري.
صدم صقر و ردد بصدمة:
صقر: محسن اليسري!!.
آدم يومئ: نعم إنه هو، قالت لي بأنه هو السبب و أيضاً قالت لي أنه يجي عليك أن تعلم بهذا الأمر في حال حدوث أي شيء لها و قالت لي بأنها ستحميني حتى لو كلف ذلك حياتها، و الأن هي في غرفة العمليات بسببي أنا.
قال بنبرة مذنبة جداً لكن صقر خرج من صدمته و قال له بقوة:
صقر: هذا لا يهم الأن، الندم أو الذنب الذي تشعر به لن يفيدك في شيء، هل هناك أي شيء أخر تود إخباري به؟؟.
آدم: لقد قفزنا من السيارة و بدأنا بالتدحرج بسبب المنحدر لكنها تركتني و عندما وقفت وجدتها تنزف الدم بغزارة من الجذع المغروس في جسدها حينها صرخت فجأة و خرج صوتي، أصبحت أترجاها أن لا تتركني أبداً و قالت بأن هذا الشي ليس بيدها و عندما كنت سأتحدث معها مرة أخرى سمعت صوت الرجال الذين كانوا السبب في الحادث بعد أن اخبرتها بهذا وجدتها تغطي وجهي بدمائها بسرعة و من ثم شعرت بضربة قوية خلف عنقي و من بعدها لم أشعر بشيء إلا عندما إستيقظت منذ قليل.
ربت صقر على رأسه بخفة و قال بأبتسامة:
صقر: فتى قوي، أحسنت فعلاً.
آدم ينفي: لم أفعل شيء أبداً شمس هي من حمتني بينما تلقت الضرر عني.
صقر: حسنا، لقد أخبرتك أن هذا لن يفيد هيا بنا نذهب حتى ننتظرها تخرج من غرفة العمليات.
آدم: أجل هيا بنا.
حمله آدم على كتفه ثم خرج من العرفة ليجد والدته أتية بخطوات راكضة بينما تبكي متجهة نحوهما لتصل أمام صقر و تسأل:
ميس ببكاء: صقر، آدم حفيدي العزيز هل أنت بخير؟!.
أومئ آدم بأبتسامة و خرج صوته الطفولي لكن برزانة للتشعر بالسعادة:
آدم: الحمد لله يا جدتي أنني بخير.
ميس بفرحة: الحمد لله يا حبيبي الحمد لله على عودتك مثل السابق.
نظرت إلى صقر و سألت بقلق:
ميس: شمس أين هي؟!.
صقر بحزن: أنها في غرفة العمليات.
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.