شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل السابع عشر
[17]
أتى الصباح مع أشعته الدافئة التي تسللت من بين النافذة لتنير الجناح بنور لطيف، تنهد صقر ليستيقظ و شد على جسد شمس أكثر لكنه تذكر على الفور أنها متعبة ليبعد رأسه قليلاً ناظراً لها بقلق بتفحصها بكف يده ليجد درجة الحرارة قد أنخفضت اغمض عينيه متنهداً يربح رأسه على الوسادة و ينظر إلى وجهها الناعس، تلمس خصلاتها التي أصبحت بجانب خصرها!!، نعم فلقد مر شهرين و نصف على زواجهما لكن إبتسامة لاحت على شفتيه مقهقهاً عندما تذكرها و هي تشرح له الخطة الخبيثة تلك.
“Flash
Back”
عاد من الأسطبل و دلف إلى جناحه ليجدها تجلس فوق السرير و تشد خصلات شعرها تحاول أن تخفي حماسها الشديد ليسألها بأستغراب:
صقر: شمس لماذا تشدين شعرك هكذا؟!.
نظرت نحوه بسرعة لكنها رمشت عدة مرات بسبب الدوار الذي هاجمها لتقول:
شمس: لقد وجدتها.
صقر: ما هو الذي وجدته؟؟.
شمس: الخطة التي ستجعل من أمي تتحدث.
تجمد قليلا في مكانه و لكنه نظر بحدة نحوها على حين غرة دون تحكم منه ليقشعر جسدها لكن صوته خرج:
صقر بجدية: ما هي؟!.
جلس على طرف السرير و نظر نحوها لتقول بعد أن أبتلعت رمقها بتوتر:
شمس: ألم تكن رغبتها في أن نجلب طفلاً ملحة قليلا؟!.
صقر: نعم صحيح!!.
شمس: إذاً هذه هي الثغرة التي كنت أنتظرها.
صقر: بحيث؟!.
شمس شارحة: بحيث سوف أذهب عندها و أخبرها أن تساعدني و أكون أنا في حالة خوف و رعب منك، هي بالتالي سوف تساعدني بالطبع لهذا ستجعلني أخبرها سبب الحالة التي أنا بها، أنا سأخبرها بأنك تريد أن تحقق رغبتها في أن تحمل طفلك على الرغم من أنك لم تلمسني و لم يحدث بيننا شيء و هس سوف تتفاجأ كرد فعلي متوقع، في تلك اللحظة أنت سوف تقتحم الجناح بعد أن تصرخ على عدة مرات من خلف الباب لكن صوتك سيكون غاضب لأنني تركتك و هربت من الجناح عندما أتتك مكالمة هاتفية سريعة، سوف تكسر الباب او تفتحه و تسحبني من يدي و إن كان توقعي صحيحاً فهي سوف تساعدني على أن أوقفك و إن لم تفعل أستمر بسحبي إلى الخارج في كالتا الحالتين أيضاً و عندها أما تصيب أو تخيب الضربة.
نظر قليلا لها ثم أومئ قائلا:
صقر: متى سوف نبدأ بتنفيذها؟!.
شمس بحماس: الليلة.
اتسعت عيناه لينظر لها بصدمة مندهشاً:
صقر: لماذا الليلة؟!.
شمس: حتى لا نفقد فرصتنا الثمينة، لنستغلها و نتوكل على الله.
صقر: توكلنا على الله.
هز رأسه موافقاً ليذهب إلى الحمام يأخذ حماماً سريعاً و يبدل ثيابه بينما هي بدأت تعبث قليلاً في هاتفها، بعد مرور عشر دقائق جلس مجدداً بجانبها فحدق قليلاً في وجهها المتحمس و سأل:
صقر: هل تودين الحديث مع أهلك؟!.
أطفئت هاتفها و نفت متنهدة ليسألها:
صقر: لا تردين توريطهم!!.
شمس بهدوء: أجل، يكفي حالهم الحزينة و مشاكلهم بسبب عمي و أبنه و جدتي العجوز.
جعدت ملامح وجهها بأنزعاج كأنها مصت الليمون فقهقه عليها و سألها:
صقر: لماذا؟!.
شمس مصارحة: جدتي ذات تفكير قديم تقليدي، أولاً كانت تريد أن تمنعني من إكمال تعليمي عندما أنتهيت من مرحلة الثانوية لكنني عارضت و بشدة و ذهبت رغماً عن أنفها الكبير ذاك، و ما جعل الحال يسوء أكثر أنه من بعدي تمرد شقيقاتي زاد لكنها لم تفتح فمها لأنها تعلم أنني من أجبرتهم على هذا مما جعلني محقودة من قبل بنات عمي، لأنهما عندما أنتهيا من الدراسة لم يسمح عمي لهم بأكمال التعليم و زوجهم بسرعة، أشعر بالذنب على زوجيهما بالفعل مصيبة ككبيرة أخذها بل ألتصق بها.
صفقت بيدها بقوة مقهقهة لينفجر صقر من الضحك على تعبيرها و طريقة شرحها، لم تتمالك شمس نفسها أكثر و أنفجرت هي الأخرى من الضحك لكن عطسة مفاجأة قطعت مسيرة ضحكها مما جعلها تصاب بالدوار لدرجة أنها أمسكت رأسها، توقف صقر عن الضحك تدريجياً و أمسكها يسأل:
صقر بقلق: ماذا حدث هل انتِ بخير؟!.
شمس بقهقهة: أنا بخير لكنني أشعر بالقليل من الدوار.
صقر بأستغراب: هل أنتِ مصابة بنزلة برد؟!.
شمس: لا أنني لم أشعر بشيء.
صقر بحدة: أصمتي.
دهشت شمس و لم تستطع أن تتحدث ليقرب وجهه من وجهها ليلامس جبينه جبينها، أبتعد بعد وهلة قصيرة و قال بتهكم:
صقر: حرارتك طبيعية لكن لما بدأ وجهك تصيبه السخونة؟!.
لكمته شمس في كتفه و قالت بخجل:
شمس: هذا لأنك أقتربت مني فجأة.
صقر: يا فتاة أني أحذركِ.
ضيقت عيناها بحقد و عضت طرف سبابته التي كان يرفعها في وجهها و لأن العضة كانت مفاجئة آن منها و نظر نحوها بغضب يهز كفه لكنها سبقته و قفزت من فوق السرير مثل الأرنب و سارعت بالهرولة مثل الفهد نحو الباب و صوت ضحكاتها مسموع، قال هامساً:
صقر بوعيد: أقسم بأنه عندما يأتي الوقت سوف أرد لكِ العضة بأثنين يا شمس.
نظر لقمة سبابته ليجدها محمرة بشكل قاني و تركت أثر لأسنانها لكنها تنهدت و لعق سبابته قائلا بيأس:
صقر: حتى طعم عضتها لذيذة، ماذا كانت تأكل عندما كانت صغيرة؟!، سوف أسألها لكن لاحقاً.
أتى المساء سريعاً ليصعد الجميع إلى غرفه بعد تناول وجبة العشاء جميعاً، دلفت شمس هي و صقر إلى الجناح و قالت متجهة إلى الحمام:
شمس: سوف نبدأ خطتنا الأن أستعد.
ألقى بجثته فوق السرير قائلا ببرود:
صقر: أنا جاهز دائماً.
بعد وهلة من الزمن سمع صوت أنفتاح الباب ليتثائب بنعاس بينما يستقيم بأعين مغمضة و فتح عينه اليمنى لتتسع عيناه من مظهرها مما جعله يرمش عدة مرات بينما تقف أمامه بخجل شديد، تنهد يمسح وجهه بكفيه لعلها هلوسة من شدة نعاسه لكنها لم تكن كذلك، ذهب نحوها بسرعة شديدة و حك رأسه بيأس منها مردفاً بنبرة باردة مع نظرات أبرد:
صقر: ألم تجدي غير هذا حتى ترتديه؟!.
لم تستطع النظر في وجهه لتقول بتعلثم:
شمس بأحراج: لم يكن بيدي لكن هذا حتى تصدق و تقع في فخنا، و يكفي أحراجاً لي أيضاً.
أخرج تنهيدة قوية ثم قال بنبرة شبه هامسة لتفهم شعوره في تلك اللحظة:
صقر: سوف تذهبين بي وراء الشمس، رفقاً بي يا حبيبتي أرجوكِ!!.
صرخت بخجل تقف على روؤس أصابع قدميها قائلة بخجل مع نبرة نحيب:
شمس: أقسم لك بأنني سوف أكون لك لكن أنتظرني، أعلم أنني مقصرة في حقك و في واجباتي تجاهك لكنك أدرى بحالتي و الله شاهد على ذلك، سامحني!!.
أحتضنها لتبادله سريعاً و تشد أقوى منه تستشعر دفئه و تجعل رائحته العطرة تدغدغ أنفها و جميع حواسها لتسمعه يقول:
صقر: لقد أخبرتكِ بأنني سوف أنتظركِ لكن لأقول الحق كنت سأتهور حتماً هذه المرة و أنفذ رغبة والدتي لكنكِ ضربتي وتري الحساس.
قهقهت بين احضانه و هو معها لتبتعد عنه و تحاول أن تشد القميص الأبيض الفضفاض على جسدها و جعلها في مظهر طفولي مع أنسدال شعرها على طول ظهرها و وجنتيها المحمرين من الخجل ليسألها:
صقر: ألا تشعرين بالبرد لأنه يظهر ساقيكِ هكذا؟!.
شمس: للحق أشعر لست عديمة إحساس في النهاية لكن ما باليد حيلة سوف أفعل أي شيء حتى أجعلها تتحدث.
صقر: حسناً لكنني عندما أحتضنتكِ شعرت بحرارة جسدكِ مرتفعة هل أنتِ متأكدة بأنكِ لم تصابي بنزلة برد؟.
ضيق عيناه الحادة ناظراً لها لتنفي بقوة:
شمس: لم أشعر بشيء صدقني، لا تقلق علي أنا بخير.
كاذبة، في هذه اللحظة هي شعرت بالدوار و حرارة جسدها تصبح أعلى مع كل ثانية تمر وليس دقيقة، أخذت خطواتها للأمام لكنه قبض على كتفها بخفة و قبلها بعمق مما جعل تنفسها توقف و الفراشات خلقت بقوة في معدتها و لا ننسى نبضات قلبها التي أصبحت في سباق مارثون، أبتعد بأبتسامة عنها و قال بينما يلعق شفتيه بنهم و قال بأنحراف:
صقر: شفتاكِ مثل السكر و أشد منه حلاوة، لكن مهما قبلتكِ لن أشعر بالأكتفاء إلا عندما تصبحين ملكي لكنني أشك في ذلك تحملي العواقب يا حلوة.
شمس بأحراج: صقرررر، أصمت أايها المنحرف الكبير.
لكمته عدة مرات على صدره و تركته تخرج ركضاً من الجناح صافقة الباب بقوة، قهقه بخفة بينما يشعر بالسعادة تملئ قلبه بعد معاناته لعدة سنوات هو يستحق هذه الفرحة و السعادة لهذا حمد الله كثيراً كثيراً في قلبه على هذه النعمة، بعد مرور وهلة أستقام و بدأ يجري سيناريو يتطابق مع خطتها.
“End Flash Back”
أنحنى نحو وجهها و بدأ يلثم معالم وجهها بقبل ناعمة لطيفة و من ثم كشر عن أنيابه مثل الصقر الذي يطلق سراح مخالبه لتقبض على فريستها لكن فريسته هو كانت عنقها الأبيض الظاهر من عنق ملابسها ليعضها بلطف يمنع نفسه من الضحك، رغم أنها لطيفة إلا أنها جعلتها تصرخ من الرعب لدرجة أنها لكمت معدته المنحوتة بقوة بواسطة ركبتها اليمنى مما جعله يبتعد عنها ساقطاً على ظهره بينما يقهقه، تنفست بسرعة و أستقامت تمسك عنقها بينما نظرت بعينان مرتجفة نحوه لتجده يقهقه ممسكاً معدته.
مسدت عنقها و قالت بأنزعاج:
شمس: هل أنت غبي لكي تجعلني أستيقظ بواسطة عضة منك؟!.
تنهد ثم توقف عن الضحك و قال رافعاً حاجبه ببرود:
صقر: هل أنتِ فقط المسموح لكِ بالعض هنا، يا كلبة؟!.
جثت على ركبتيها فوق السرير و تخصرت بتهكم و بدأت:
شمس: ليست الكلاب فقط من تعض يا حضرة النقيب؟!.
صقر متهكماً: حقاً!!، كنت أعتقد أن الكلاب هي فقط من تعض.
شمس: لا يوجد هناك الأسد، الفهد، النمر، الذئب، الضبع، القطة….
قطعها يحكم قبضته على خصرها و يدغدغ قمة أنفها بأنفه:
صقر: إذن أنتي قطتي الشرسة و حمامتي الوديعة.
شمس بأنزعاج: لا تأكل عقلي بهذا الكلام المعسول.
صقر: لكنني أقول الحقيقة، هيا بنا نخرج من جناح والدتي حتى أجعلكِ تتناولين الأفطار و تأخذي دوائكِ، صحيح بعد يومين سوف نذهب إلى حفلة إلى شركة صديق لي و هي الذكرى العاشرة لأنشاء الشركة.
أومئت له بهدوء بينما تمسك بيده تخرج معه من الجناح.
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
أتت فترة ما بعد العصر ليأخذها صقر إلى الخارج نحو الأسطبل هي و آدم حتى تغير من الجو قليلاً هي و هو، أخرج رعد من الأسطبل و جهزه واضعاً عليه السرج و ثبته تثبيتاً محكماً ثم أدخله نحو الساحة المخصصة له، صعد و من ثم مد يده لها لتنظر لها و تقول بتردد:
شمس: ألن نكون بوزن ثقيل عليه؟!.
صقر: رعد حصان عربي أصيل و جسده قوي عكس باقي الأحصنة العادية لهذا لا تقلقي.
نفت مردفة:
شمس: لا أولاً خذ آدم في جولة بعد ذلك سوف أخذ جولة.
صقر: حسناً كما تريدين، تعال يا بطل.
مد يده ليمسك آدم بها و رفعه بمساعدة شمس رغم أنها لم تكن ملزمة لكنها ساعدت و أنتهى الأمر، أبتعدت شمس و وقفت بجانب السياج الخشب بينما تراهما يستمتعان بالجولة و يتحدث صقر معه بأبتسامة كبيرة، صاح الصقر في السماء قبل أن يهبط فوق السياج بجانب شمس التي نظرت له متعجبة و لكنها لم تهتم بعد ذلك، بعد مدة خمس دقائق أخرى هبط آدم لتسأله شمس بحنان:
شمس: حبيبي هل أستمتعت بالجولة مع خالك؟!.
أومئ لها بسعادة و شرح لها ما يقوله ببضع حركات:
شمس مستنتجة: كانت جميلة جداً كالعادة لكنك تريد الذهاب و اللعب مع الجدة حتى لا تشعر بالوحدة؟!.
أومئ لها آدم ليلوح لها و أبتعد سريعاً متجاوزاً الحواجز بمهارة، أستدارت ذاهبة نحو صقر بينما كان ينظر له عندما قفز إلى الجهة الأخرى و رفع أبهامه الأيسر غامزاً بخبث ليعض صقر شفته السفلية قائلاً بهمس:
صقر: أقسم بأنك طفل خبيث، يا معين يا الله.
نظرت له شمس و قالت بأستغراب:
شمس: هل كمت تقول شيئا ما؟!.
صقر: أبداً لم أكن أتحدث ألا لنفسي.
نظرت نحوه و مدت يدها بينما ترفع حاجبها الأيسر بأستهجان واضح ليقهقه عليها و أمسك يدها رافعاً أياها سريعاً لتشهق هي بخفة متشبثة به، جلست جيداً أمامه و أمالت جسدها على صدره ليقول:
صقر بيأس: لا تستغلي الوضع لأنني صامت.
شمس بقهقهة: ماذا أفعل لك أن كنت حساساً من أقل لمسة مني.
لم يتحدث معها بل عضة قوية على عنقها تركت إجابته مطبوعة لتصرخ منه:
شمس: حسناً حسناً حسناً أنا أسفة توقف عن عضي!.
صقر ببرود: لم تري شيئا بعد كل هذا فقط تمهيداً.
لم تستطع الرد عليه لتمسد مكان عضته القوية التي كهربت أجزاء جسدها بقوة، وضع يد على خصرها و بدأ يتحسس محيطها و يقول:
صقر: صحيح نسيت أن أسألك، أنتي و صغيرة ماذا كنتِ تأكلين؟!.
شمس بأستغراب: ما هذا السؤال الغريب؟!، ما السبب!.
صقر نافياً: من دون سبب، أريد أن أعرف فقط لأنني عندما أقبلكِ أتذوق طعماً حلواً لا أستطيع مقاومته.
أصتبغ وجهها خجلاً بقوة شديدة لدرجة أن عيناها أصبحت تدور في حلقات حلزونية و قالت من دون وعي:
شمس: أنت منحرف يا صقر فعلاً منحرف، توقف عن قول هذه الأشياء لي أنا فتاة أيضاً و أشعر بالحرج و الخجل كما أنني أملك بعض الحياء لهذا كن رحيماً علي بحديثك هذا.
قهقه و بدأ بالجولة فوق الرعد قائلا:
صقر: من يكون رحيماً على من؟!، كلانا متساويين لهذا ليس هناك نقاش في هذا الموضوع.
شمس بأنزعاج: كم أنت متسلط.
لم يرد عليها و تجاهل حديثها ليحل الصمت عليهم لمدة من الوقت، لكنها أمسكت مكان قلبها من فوق صدرها و أصبحت تمسده بقوة ليلاحظ حركتها و يقول:
صقر: هل صدركِ يؤلمكِ؟!.
نفت بسرعة و أنتهت من تمتمة المعوذات قائلة:
شمس: لا، لكن قلبي إنقبض فجأة و أنا لست مستبشرة بالخير من هذا الأنقباض لأنه كل مرة يحدث هذا معي تحدث مصيبة بمعنى الكلمة، سترك يا الله.
صقر: لا تقلقي تفائلي بالخير، إن شاء الله لن يحدث أي شيء لكِ لهذا كوني مطمأنة، هل تحبين أن نتوقف؟!.
شمس بأبتسامة: لا، دعنا نكمل لمدة إضافية أيضاً.
صقر: حسناً.
أستمرت الجولة لبضعة دقائق أخرى و كان مع بعض الأحاديث الجانبية السريعة و من ثم أنتهت، سارت شمس برفقة صقر عندما كان يعيد رعد إلى الأسطبل لتدلف شمس معه و قالت تنظر في الأرجاء:
شمس: الأسطبل جميل جداً، هل يوجد هناك عش أو مكان ينام في الصقر؟!.
أشار صقر إلى زاوية معينة و قال:
صقر: هناك يكون مكانه المفضل.
شمس: سوف أذهب لكي ألقي نظرة و أعود.
صقر: حسناً.
بينما يهم صقر بنزع السرج من فوق ظهر الرعد، سارت شمس نحو مكان الصقر لتصل بعد عدة خطوات قليلة لتتفاجئ بقوة من ما رأته لكنها أبتسمت مجدداً و أصبحت تنادي:
شمس: صقر هل يمكنك أن تأتي إلى هنا قليلاً؟!.
صقر: مهلاً، لحظة و سوف أتي.
أدخل رعد إلى مكانه و سارع بخطواته نحو شمس ليجدها تمسك بين يديها حمامة بيضاء، نظر بصدمة و قال:
صقر: من أين أتت هذه الحمامة؟!.
نظرت له شمس بحيرة و قالت:
شمس: لقد كانت هنا في عش الصقر، ألست على علم بوجودها؟!.
نفى بسرعة و أمسك الحمامة يتفحصها و قال بصدمة أكثر هامساً:
صقر: هذا محال!!.
شمس: ماذا؟!.
صقر: هذه الحمام كانت فريسة للصقر قبض عليها منذ ثلاثة أشهر تقريباً و لحسن الحظ كان يوم أفتراسها يصادف اليوم الذي أتيتي فيه إلى شركتي عندما تقابلنا أول مرة.
فغر فاهها و قالت:
شمس: أنت تمزح صحيح!!.
صقر: أبداً لست أمزح، لا أعرف السبب الذي أبقاها حية إلى الأن!، هذا غريب جداً ليس من عادته.
شمس: سبحان الله مغير الأحوال 💜.
صقر مردداً: سبحان الله.
نظر إلى الحمامة و تفحصها قائلا بأبتسامة:
صقر: عندما كانت بين مخالبه تحسرت عليها لأن عمرها قصير و تذكرتكِ أيضاً عندما أتيتي طالبة المساعدة مني، فكرت أيضاً بأنكِ تشبهين هذه الحمامة المسكينة التي أصبحت روحها و حياتها تحت رحمة أو بطش مخالبه الحادة التي قد تسلب حياتها، لكنكِ مختلفة قليلاً و يبدو بأن هذه الحمامة تشبهك أيضاً.
نظر لها ليجدها تبتسم و تلعب بيديها لا تعرف ماذا تقول، أمسكها من يدها و خرجا برفقة الحمامة خارج الأسطبل ليراه الصقر من فوق جذع الشجرة و هبط نحوه، نظر نحو الحمامة التي تبادلت النظرات معه ليصيح بصوته لكن بخفوت قليلاً حررها صقر من كفيه و جعلها تطير لأعلى ليلحق بها الصقر و يصيح بقوة قاطعاً السماء برفرفة جناحيه، أبتسمت شمس و عادت هي و صقر إلى الداخل في صمت غريب قليلاً.
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
في يوم حفلة الشركة**
هبط كلاهما من السيارة و أتجه نحوها بهيبة تليق به لتتشبث بذراعه تبعد طرف فستانها حتى تستطيع السير دون عرقلة، دلفا معاً إلى القاعة المخصصة للحفل و همست عندما أصبحا محط الأنظار:
شمس: صقر أياك و تركِ وحيدة و لا تدعنا نتأخر لأنني أشعر بالنعاس لسبب مجهول.
صقر: حسناً لن نتأخر سوف نبقى هنا لمدة ساعة حتى يلقي الخطاب و من ثم نرحل.
شمس: حسناً.
بدأ الناس يتوافدون نحوه عندما لم تبدأ بعد الحفلة و أصبحوا يلقون التحية عليه و هو ببرود بالطبع بينما كانت شمس تحيي نسائهم من دون مصافحة فقط إيماءات رأسية مع إبتسامة بعضها بأصطناع و الأخر بحسن نية صافية، أستمر هذا الحال لمدة أكثر من نصف ساعة لتشعر شمس بدبوس الحجاب السفلي ينفك لتمسك طرف الحجاب بسرعة و همست في أذنه:
شمس: سوف أذهب إلى الحمام لأن حجابي على وشك أن يفك، سوف أعود بسرعة.
صقر: حسناً، لانه سيلقي خطابه بعد ثلاثة دقائق و من بعدها نستطيع الرحيل.
شمس: حسناً لكن لا تغير مكانك حتى لا أتوه.
أومئ لها بصمت لترحل بسرعة من القاعة و تتجه إلى الحمامات النسائية، وقفت أمام المرآة و بدأت بإعادة لف حجابها و تجعله أكثر إحكاماً عن ذي قبل، أبتسمت و تأكدت من ملابسها ثم خرجت من الحمام لكنها شعرت بشخص ما خلفها لتنظر بسرعة للخلف فلم تجد أحداً، أعادت أنظارها للأمام و عقدت حاجبيها بأستغراب لتخطوا خطوتين فقط و تشعر بأحد ما يضع قماشة على أنفها و فمها لتبدأ بالتحرك بعنف و تحاول أن لا تشتم الرائحة المخدرة التي عرفتها سريعاً لكن أنتهى بها الحال تستنشقه و بقوة، بدأت رؤيتها تصبح مشوشة بشدة و الصداع و الدوار يداهمها لدرجة أن قدميها أنزلقتا بسبب عدم قدرة وعيها المتلاشية تدريجياً لكن كل محور تفكيرها في تلك اللحظة هو صقر، لتسقط أرضاً فاقدة الوعي.
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
بدأ رئيس الشركة بإلقاء الخطاب بالفعل لينظر صقر في ساعة يده يحاول أن يفكر في سبب تأخيرها و بدأت أفكاره تتشتت و يعتقد بأن الحمى قد عادت إليها و سببت لها الدوار ليفزع قلبه بشدة من هذا التفكير، و فكر في إحتمالية أنها تاهت لكنها لسيت بهذا الغباء حتى تنسى الطريق بهذه السرعة، و هو يمضي الوقت في التفكير عن سبب تأخيرها أنتهى الرئيس من إلقاء خطابه ليسرع بخطواته نحو حمامات النساء و هو يسير في الممر و أقترب من وجهته دهس على شيء أسفل قدمه مصدراً صوت إنكسار ليبعد قدمه و ينظر إلى الشيء المكسور منحنياً يمسكه بصدمة:
صقر: سوار شمس!!.
أتجه نحو الحمام لتخرج منه سيدة متوسطة العمر ليسألها بأحترام:
صقر: لو سمحتي يا سيدتي هل توجد أنسة في الداخل ترتدي فستاناً بسيط باللون الكشميري ذات طول متوسط مع أعين غريبة اللون.
نفت السيدة سريعاً و قالت بلطف:
السيدة: لا يا بني لم يكن يتواجد أحد إلا أنا في الداخل.
صقر: حسناً، شكراً لكِ سيدتي.
السيدة: العفو يا بني.
رحل سريعاً و ضغط على زر ساعته الفخمة و ردد بصوت رجولي مع ملامح مرعبة سوداوية:
صقر: إلى كل وحدات المراقبة أغلقوا جميع المداخل و المخارج لفندق نهر الشرق و أحضروا الدعم الطارئ، تحكموا في غرفة المراقبة الخاصة للفندق لأنه توجد مهمة طارئة…
و أكمل بنية قتل ألهبت أساريره المكبوتة منذ زمن:
صقر: لقد تم إختطاف زوجة رئيسكم.
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
Semo
S.m
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.