شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل الخامس عشر
[15]
نظر محمد و خالد إلى بعضهما بصدمة بينما إتكأ صقر بجذعه على طاولة خشبية بجانب الحائط و ناظرهم ببرود بعد تلاشي إبتسامته ليقول ببرود أرجفهم جميع من كان متواجد في الغرفة:
صقر: هيا بنا إلى الخارج، شمس اريدك لمدة دقيقة انتظرك في خارج الجناح.
شمس بسرعة: حسناً، سوف أتي خلفك حالاً.
خرج الثلاثة أولاً لتنظر شمس نحو يسرا و بهية ممسكة بالوسادة مجدداً و صفعتهما عدة مرات بغل مردفة:
شمس: أقسم بالله بأنني سوف أعلم الأدب لكن عندما أعود.
و قبل أن أن تستمع إلى ردهما قفزتمن فوق السرير و ركضت سريعاً نحو باب الجناح لتفتحه و تخرج منه مغلقة الباب، أستدارت نحو صقر الذي كان يقف بمحاذاة الباب لتقول:
شمس: نعم؟!.
مد لها بطاقة بيضاء مع نقوش سوداء و صفراء ذهبية بشكل مميز لتمسكها بأستغراب:
شمس متسألة: هذه بطاقة الجناح الخاص بنا، صحيح؟!.
صقر يومئ: صحيح أنها هي، عندما يحين وقت حفل الزفاف أريدك أن تتواجدي هناك هل هذا مفهوم؟!.
أومئت له فوراً مع إبتسامة عفوية:
شمس: مفهوم مفهوم، هل تريد أي شيء أخر؟!.
صقر ينفي: لا، أنا سوف أذهب مع الشباب.
رفعت شمس أنظارها عن البطاقة و قالت:
شمس بجدية: أنتبه لنفسك جيداً.
صقر بأستفزاز: هل ترينني طفلاً صغيراً مثلاً؟!!.
تلعثمت شمس بوجه خجل:
شمس: لـ لا لم أقـ أقصد هذا، كل ما في الأمر أنني قلقة عليك لا أكثر.
نظر نحو صقر بأبتسامة و رحل دون أن يفتح فاهه بأدنى حرف، نظرت نحو ظهره برأس مائل و تعابير مستغربة لكنها تجاهلت الأمر و طرقت على الباب عدة مرات فتفتح لها بهية.
دلفت نحو الداخل و من ثم أغلقت الباب بقوة ممسكة بهية من تلابيب ملابسها بيد و أتجهت عائدة نحو غرفة النوم بوجه غاضب، ألقت بهية على السرير بقوة فتتآوه الأخرة نتيجة السقوط على السرير، نظرت يسرا نحوها بهدوء نسبي و كانت ستتحدث لكن شمس سبقتها قائلة:
شمس: أيتها النتنة الغبية، ألم ترسلي لي رسالة بعنوان الفندق الذي سيقام فيه حفل زفافكما!، ما الذي أتى بكم هنا و غيرتم رأيكم لتقيموه هنا.
رفعت يسرا يدها شارحة:
يسرا: أقسم لكِ بأن الأمر حدث سريعاً أنا لم أعلم بالأمر إلا في الصباح الباكر و هذه الغبية كذلك.
نكزت بهية بمرفقها تحثها على الحديث لتتحدث بهية خارج الموضوع:
بهية بحماس: أنسي هذا الموضوع و أخبريني كيف حصلتي على هذا الزواج و بهذه السرعة؟!.
نظرت لها كلاهما بحاجب مرفوع بغيظ شديد و تحدثت يسرا:
يسرا: غبية، سوف اشرح لكِ أنا.
شمس: حسناً.
يسرا: عندما أرسلت لكِ عنوان الفندق كان ما زال الفندق هو المكان المحدد لكن عندما كنا سوف نتجه له صباحاً أتى لخالد مكالمة جعلته يغير إتجاه مسيرنا إلى هذا الفندق، و عندما سألته قال لي بأن رئيسه في العمل يحضر له مفاجأة و أتضح أن المفاجأة هي حفل الزفاف سوف يقام هنا، هذا كل ما في الامر.
تنهدت شمس تجلس في منتصف السرير و تمسح وجهها بأرتياح مردفة:
شمس: كنت قلقة عندما فكرت بأنني لن أحتفل معكما، كل ما صعب الأمور قليلاً هو أنني لم أعرف أوجه خالد و محمد و إلا كنت عرفت ذلك فوراً.
قهقهت بهية و يسرا معاً لتقول بهية بغباء:
بهية: ليس و كأننا سألنا عن وظيفة كلا منهما عندما كنا في فترة الخطوبة.
شمس متذكرة: صحيح ما الذي جعلكما أن لا تسألهما هذا السؤال؟!.
تنهدت يسرا:
يسرا: ما جعلني لا اسأل هو أنه قال لي بأنه يعمل في وظيفة مع صديقه من أيام الشرطة و هذه الوظيفة ثابتة و أمنة لهذا لم اسأل ما مضمونها فعلاً.
بهية مؤيدة: و أنا ايضاً مثلها.
هزت شمس رأسها بيأس منهما، نظرت نحوها يسرا لتشعر بها مهمومة قليلاً:
يسرا: شمس هل تواصلتي مع أهلك منذ هروبكِ؟.
نفت شمس مردفة:
شمس بحزن: لم أفعل هذا حتى لا أورطهم، يكفيني بأن والدي ساعدني على الهروب من ذلك البيت الغبي و أيضاً انا جعلته يطمأن علي بالفعل، لكنني اشعر بشعور سيء في هذا الصباح لكن ما هو لا اعلم حقيقة.
وضعت يدا فوق صدرها أعلى قلبها الذي يشعر نبضاته المنقبضة و العنيفة على غير العادة، أبتسمت يسرا و بهية كلاهما أمسكت بيد من يديها و امسكتاها بقوة لتتحدث بهية بشقاوة غامزة:
بهية: هيا اخبريني هل حدث بينك و بين صقر أي شيء منذ زواجكما؟!.
قهقهت يسرا على حديث بهية و نظرت إلى شمس الصامتة مع وجهها المصبوغ بالأحمر فتتمتم هامسة:
شمس: لم يحدث شيء بيننا من هذا القبيل يا عديمة الحياء!!.
فتح فمهما من الصدمة لتسألها يسرا بجدية:
يسرا: هل هذا صحيح شمس؟!.
شمس تومئ: أقسم بالله أنه صحيح، عندما تزوجت به كنت قد وضعت حياتي، روحي و جسدي بين يديه بالفعل لكنه لم يستغلني أبداً و لم يفكر لمجرد التفكير فقط بهذا الشأن!، مقابل حياتي قدم لي الأمان و القوة و أسمه أيضاً الكافي في جعل أعتى رجل يهتز من سماع اسمه فقط، صحيح انه بارد و ذو تصرفات جليدية لكنه حنون مع أبنه و والدته و معي أيضاً.
قالت بأبتسامة لتصرخ كلاهما في ذات الوقت:
يسرا/بهية: أببببببننننننه؟؟؟.
شمس ببساطة: نعم أبنه!، حسنا ليس تماما أنه أبن شقيقته المتوفاة منذ ثلاث سنوات لهذا منحه الاذن حتى يناديه بـ ” أبي” حتى لا يشعر بأنه يتيم.
صفعت يسرا جبينها بيأس بينما غطت بهية وجهها مرتاحة:
يسرا: يا فتاة ما هذا المأزق الذي ورطتي نفسكِ فيه؟!.
شمس: إذا بدأت الحديث لن أنتهي أبداً أقسم لكما بعد شهر العسل الخاص بكما سوف نجتمع و نتحدث بالتفصيل الملل الملل، لكن هيا الأن دعونا نتجهز لأننا بالفعل أقتربنا من منتصف الظهيرة.
وافقتاها ليخرجوا من الجناح و يتجهوا نحو الغرفة الخاصة بالتجهيز، كانت خبيرة التجميل تنتظرهما منذ خمس دقائق، أدوا الفرض جماعة و من ثم بدأت خبيرة التجميل بعملها مع يسرا و بهية بينما أنسحبت شمس حتى تذهب إلى جناحها هي و صقر و تجلب اغراضها الخاصة و من ثم تعود إليهم، خرجت من الجناح و أتجهت نحو المصعد حتى تتجه نحو الطابق المحدد فقد أختار صقر جناح من درجة رجال الأعمال (Vip) فمن الطبيعي تواجد هذا الجناح في الطابق الاخير من الفندق.
صعد المصعد نحو وجهته المحددة لتخرج منه و تسرع بخطواتها نحو الردهة الشمالية و تقف أمام باب أسود مع زخرفة ذهبية طبعت عليها رقم الجناح، مررت بطاقة الدخول بجانب المقبض الفضي و يفتح الباب، أبتسمت دالفة و من ثم اغلقت الباب فتستدير منصدمة من فخامته و حجم مساحته الكبيرة، حدقت فيه بعناية و أنسحبت بصعوبة بالغة تبحث عن غرفة النوم لتجدها اقصى اليمين و بابها مفتوح، تقدمت أكثر حتى رأت جسده يتوسط السرير نائما على معدته و يديه أسفل رأسه و أمام عنقه محاصرة ضد السرير و اللحاف يغطيه حتى منتصف ظهره، حدقت به بنعومة ثم أتجهت نحوه ببطئ حتى لا يشعر بها.
جلست بجانبه بهدوء لتحدق في ملامحه النائمة فتهز رأسها حتى تتذكر موقفها، مدت يديها رافعة اللحاف أكثر إلى أن غطى أكتافه و عنقه لتنزل رأسها نحو خاصته و تطبع قبلة عفوية على وجنته، أستقامت سريعاً ممسكة بفستانها الذي كان معلق بالفعل بجانب بذلته التي حضرتها له و خرجت سريعاً عائدة إلى غرفة التجهيز.
قضت شمس وقتاً ممتعاً مع بهية و يسرا لا سيما مع كثرة المزاح و الضحك الصادر منهم و اخذوا صورا و لعض مقاطع الفيديو التذكارية أيضاً، أنتهت خبيرة التجميل من الماسكات المرطبة للبشرة و المفتحة أيضاً لتجعلهم يرتدوا فساتين الزفاف و تبدأ بلف الحجاب الخاص بكليهما و أنتهت بعد نصف ساعة لكل واحدة.
ملاحظة: البنات الي لابسة الفستان مش هما مواصفات يسرا و بهية.
بينما شمس أرتدت فستانها و لفت حجابها بنفسها و حتى أنها أرتدت حذائها المسطح بالفعل.
أمسكت هاتفها و ألتقطت عدة صور معهما لتنظر في الساعة و تصرخ بصدمة جعلت يسرا و بهية يرتجفان من الخوف:
شمس بهلع: يا أمي!!، لقد تبقت دقيقة فقط علي الذهاب و إلا سوف أفقد حياتي من قبله.
تحدثت يسرا على عجل:
يسرا: ماذا هناك يا شمس؟!.
صرخت عندما وجدت الأخيرة ترفع فستانها و ركضت نحو باب الغرفة بشكل مضحك:
شمس: حياتي على المحك، حياتي على المحك!.
فتحت الباب و صفقته بقوة لتنظر يسرا نحو بهية لترفع بهية كتفيها بلا مبالاة مردفة:
بهية: فتاة هوجاء كعادتها.
يسرا بقلة حيلة: صحيح!!.
و جلستا على السرير منتظرتان مرور النصف ساعة بفارغ الصبر😂💁🏻♀️.
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
تأكدت من عدم وجود أحد في الردهة يميناً و يساراً لترفع فستانها إلى ركبتيها ليظهر بنطال الجينز أسفله يحيط سيقانها بنعومة و رشاقة، أنطلقت مثل الصاروخ نحو المصعد و صعدت به لاعلى مع وجه مرتبك من تأخرها، لم تصدق اللحظة التي فتح بها باب المصعد و أنطلقت راكضة نحو باب الجناح لدرجة أنها تركت جسدها ينزلق بتوازن على الأرضية الملساء و تمسك بحافة الباب عندما كادت أن تتجاوزه، فتحت الباب و دلفت الجناح مغلقة إياه بقدمها و أتجهت نحو غرفة النوم لتجده ما زال نائماً!!.
سقط قلبها في معدتها و ينزلق معها جسدها ببطئ لأسفل تلتقط أنفاسها التي ذهبت أدراج الرياح منذ لحظات، نهضت بتثاقل و جلست بجانب صقر تهزه بخفة:
شمس: صقر أستيقظ لم يتبقى سوا نصف ساعة على بدء حفل الزفاف.
تململ في نومته بأنزعاج مستديراً على ظهره و الوسادة فوق وجهه و أردف بصوت محشور بسبب الوسادة:
صقر بنعاس: أنا متعب، خمس دقائق فقط و سوف أنهض.
صمتت شمس و أستمرت في التحديق الصامت به إلى أن مرت خمس دقائق بالفعل، نادت عليه بخفة:
شمس: صقر لقد مرت الخمس دقائق بالفغل، هيا أستييييقظ.
أبعد الوسادة عن رأسه ببرود ليعتدل و ينظر لها أيضاً ببرود، وجدها مرتدية فستانها و جاهزة فيقول:
صقر: جيد أنكِ أستمعتي إلى حديثي و أنتظرتني لمدة خمس دقائق.
أبتسمت في وجهه بعفوية ليقطع تلك الإبتسامة بقبلة سطحية على شفتيها و يغادر السرير متجهاً إلى الحمام حتى يستحم بسرعة، بينما هي أستمرت في صدمتها لأكثر من دقيقتين.
خرجت منها صافعة وجهها مرتين و من ثم تأكدت من بذلته حتى لا تنسى شيء، رفعت فستانها حتى وصل فخذيها لتجلس على طرف السرير مددة قدميها على الارض تحركهم بملل شديد، سمعت صوت أنفتاح باب الحمام و من ثم أنغلاقه لتنظر نحوه فتجده يرتدي بنطاله القطني فقط بينما صدره ما زالت قطرات الماء تنجرف منه و شعره مبلل صرخت بأنزعاج طفولي جعلته ينظر نحوها بأستغراب:
شمس: صقر ما الذي جعلك تخرج من الحمام هكذا دون أن تجفف جسدك و شعرك سوف تصاب حتماً بنزلة برد حتى و أنت بهيئة جسدك تلك.
أتجهت نحوه سريعاً ممسكة بمنشفة متوسطة بيضاء و بدأت تمرر المنشفة على عنقه من الامام و الخلف، أكتافه، يديه ،ظهره، صدره و أخيراً وصولاً إلى خصره في الاسفل كل هذا تحت أنظاره الحادة التي أفترستها سريعاً و لم تدرك، أمسكت كف يده و جعلته يجلس على طرف السرير واقفة أمامه و بدأت تجفف شعره بعناية و لطف لكن مع وجه منزعج منفوخ الوجنتين.
أبتسم بخبث ليحاوط خصرها و يقربها منه لكنها كانت مشغولة بتجفيف شعره حتى أنها لم تهتم بملابسها او كونها جاهزة لأن الأمر لم يهمها، أنتهت من تجفيف شعره و كانت تنوي أن تستدير حتى تضع المنشفة في الحمام لكنها شعرت به يشد على خصرها فتنزل لتجد يديه محاصرة خصرها المسكين نظرت نحوه بأستغراب لوهلة قبل أن تلاحظ إبتسامته الخبيثة و قال:
صقر: أنكِ تصعبين الأمور علي بأهتمامك هذا، أنتبهي إلى تصرفاتك يا شمس لأنكِ زوجتي و حلالي، صحيح أنكِ قدمتي حياتكِ، جسدكِ و روحكِ لي مقابل أسمي القوي و الأمان الذي قدمته لكِ لكنني رغم هذا لا أريد أن أجبرك على أن تصبحي زوجتي فعلاً بالغصب لأنني قبل أن أفكر بكِ كزوجة أفكر بكِ كشقيقة لي لهذا أنا سوف أنتظرك حتى تكوني مستعدة أتفقنا؟!.
نظرت له بأعين لامعة من الدموع لتغطي وجهها و تشهق بخفة ليجلسها على فخذيه سريعاً و يبعد يديه يسألها مقهقهاً:
صقر: هل حديثي إلى هذه الدرجة يؤثر عليكِ؟!.
أومئت له شمس بـ ” لا” و بـ ” نعم ” في ذات الوقت قائلة بصوت مخنوق:
شمس: أنا أبكي من سعادتي لأنك قدرت حياتي و كل شيء قدمته لك، لم أعتقد أنك سوف تفعل هذا أنا بالفعل محظوظة بأنني كنت من نصيبك و قسمتي.
أجهشت بالبكاء ثانية محتضنة أياه و يبادلها بقوة يمسد ظهرها مردفاً:
صقر: حسناً توقفي عن البكاء لم يبقى الكثير من الوقت إذهبي إلى الحمام لكي تغسلي وجهكِ و أنا أتجهز، هيا بسرعة.
أبعدت رأسها عنه و مسحت دموعها بقهقهة و أستدارت تنفذ حديثه، أتجهت هي إلى الحمام و هو أتجه نحو بذلته و بدأ بأرتدائها سريعاً، خرجت هي من الحمام و ساعدته بأرتداء جاكيت البذلة ليكتفي بتمرير أنامله في خصلات شعره الكثيفة مرجعاً إياها إلى الخلف، تأكدت شمس من حجابها و أتجهت نحوه ليمسكها من كف يدها و يخرجا من الجناح.
نزلا بأستخدام المصعد لأسفل ليلف ساعده حول خاصتها و خرجا من المصعد، كانت تحيط به هالته القوية كالعادة و هي أيضاً القوة و الرقة في ذات الوقت، سارا نحو مدخل القاعة لتقع جميع أنظار الحاضرين عليهما بما أن الباب كان مغلق و فتحه له حارسا القاعة، ضغطت شمس بخفة على يد صقر و قالت بأبتسامة بينما تناظر الحضور:
شمس: صقر؟!، لما ينظرون نحونا هكذا؟.
ناظرهم صقر ببرود و قال بثقة:
صقر: هل نسيتي من أنا؟!.
شمس ببرود: لا يا حضرة النقيب لم أنسى من أنت.
صقر ببرود: هيا بنا أذن.
تنهدت بقلة حيلة من أنفصامه الصعب هذا لتسير معه نحو موقع العروسين، أفلتت يده ذاهبة نحو بهية و يسرا تسلم عليهم مجدداً و تباركهم و صقر كذلك لكن خالد تحدث بعبوس:
خالد: أين ذهبت بعد أن تركتنا في القاعة في الظهر؟!.
صقر ببرود: ذهبت للنوم، لانه بسببك أزدادت علي جبال من الأعمال الخاصة بك.
نظر نحوه بغيظ و نبرة خبيثة:
صقر: سوف أذيقك المر بعد شهر عسلك السخيف و تندم على اليوم الذي خرجت فيه من بطن أمك.
رغم صداقتهما الطويلة لكن خالد أرتعش من نبرته ليقول محمد ناكزاً أياه بتوتر:
محمد: صقر ليس هذا وقت حديثك، سوف تجعل الفتى يفقد ثقته بنفسه و هذه ليلة العمر، أما تصيب أو تخيب يا رجل!!.
كان يفرك كفيه ببعضهما البعض و يناظر الحضور بأبتسامة مصطنعة عكس توتره فتقع أنظاره على صقر الذي يناظره ببرود و لم يهتم:
صقر ببرود: يبدو بأنك أنت الذي تخاف من هذه الليلة هنا و ليس هو!.
ناظره بأحراج يحك خلف عنقه لينفجر خالد ضحكاً عليه بينما صقر أنفلتت منه إبتسامة خفيفة، حدقت بهم بهية بغيظ بينما يسرا و شمس انفجرتا من الضحك عليهم لأن صقر قلب الوضع سريعاً، أردفت بهية بتهكم:
بهية: أتمنى أن يعض زوجكِ كلب شرس يا شمس.
شمس بقهقهة: زوجي لديه فوق الخمسين كلب حراسة حول القصر و تريدين كلباً يعضه، اصمتي و اختاري أمنية غير هذه السخيفة.
يسرا بخبث: بهية أنها تشكك في قدرات أمنياتك يا فتاة.
ناظرتها بهية بأعين ضيقة و أنهالت عليها بعدد من الأمنيات التي لا تعد و لا تحصى لتكتفي شمس بالضحك عليها فقط.
بذلة
“محمد”
” البدلة بتاعت صقر مش لاقية صورة ليها😂😂”
بدأ الحفل في معناه الحقيقي عندما بدأت فقرة الرقص البطيء الخاصة بالعروسين و بعد خمسة دقائق أنضم لهم باقي المرتبطين و المتزوجون أيضاً، ناظرتهم شمس بسعادة عندما كانت تجلس على كرسي بجانب أحدى الطاولات و برفقتها صقر فقط الذي كان يناظر هاتفه ليطفئه واضعا أياه في جيب جاكيت بذلته الداخلي، رفع بصره نحو شمس ليجدها تبتسم و أنظارها على العروسين.
أمسك يدها بلطف متجهاً بها نحو المسرح، قالت بأستغراب:
شمس: ماذا تفعل يا صقر؟!.
صقر: سوف نرقص.
شمس بهلع: لكنني لا أعرف.
صقر: ليس مهماً.
شمس: لكن….
صقر مقاطعاً: من دون لكن.
وقف في مساحة فارغة و رفع كفيها لتستقر فوق كتفيه، و كفيه حاصرت خصرها ليبدأ بجعلها تتمايل على أنغام الموسيقى الهادئة التي تعم الأرجاء، نظرت شمس له بتوتر مردفة:
شمس: أخاف أن أدهس على قدمك بالخطأ دعنا نتوقف حالا.
صقر بأصرار: شمس أنها مجرد رقصة و حتى أن دهستي على قدمي بالخطأ فهذا لأنها أول محاولة لكِ.
شمس تصارح: بصراحة ليست أول مرة لأنني كنت أرقص مع أبي لكن دائما ينتهي به الأمر بقدم متورمة و أحياناً مع يسرا.
قربها منه أكثر و همس في أذنها بحرارة جعلتها تخجل:
صقر: إن لمسك والدك مرة أخرى من دون أن أعلم سوف تعاقبي.
شمس: لكنه والدي يا صقر.
صقر ببرود: أعلم أنه والدك و أنتِ أبنته لكنكِ زوجتي.
صمتت شمس لأنها لا تعلم ماذا تقول، لم ترد أن يتسمر هذا الشجار لتطبق فمها و أستمرت بالرقص معه لمدة خمس دقائق، عادت إلى الطاولة هي و هو تشعر بالعطش لتشرب بعض الماء.
تناولت العشاء هي و صقر مع باقي الحضور و من ثم أتت كعكة الزفاف الطويلة المزينة بالكريمة البيضاء مع بعض الورود الوردية، استمر الزفاف إلى الساعة الحادية عشر ليأخذ محمد بهية و يهرب من الباب الخلفي و برفقته خالد و يسرا، أنفجرت شمس من الضحك بنعاس ناظرة لصقر:
شمس: لقد هربوا في النهاية.
صقر: نعم و نحن سنهرب أيضاً لأنكِ سوف تنامين و أنتي واقفة.
أومئت شمس ليمسك كتفها و يتجها إلى خارج الفندق لتجد السيارة جاهزة:
شمس متذكرة: صقر لكنني لم أرتب أغراضنا الخاصة!.
صقر: لا تقلقي لقد جعلت أحد الموظفين يرتبهم و هم بالسيارة بالفعل.
أومئت له و أتجهت نحو الباب لتفتحه و تستقر فوق المقعد و بجانبها صقر الذي تولى القيادة، أسندت رأسها على النافذة و النعاس داهمها، نظر نحوها ليجدها نائمة بسلام ليبتسم و يركز على القيادة إلى أن وصل القصر في منتصف الليل تماماً، فتح له الحرس باب القصر ليدلف داخلا بعد أن صف السيارة في مكانها، هبط منها و أغلق بابه ثم اتجه نحوها هي يفتح الباب بهدوء لكنها فزعت عندما شعرت بجسدها يهوي ليسندها صقر فتتمسك به بسرعة:
صقر: لا تقلقي أنتِ بخير، لقد وصلنا إلى القصر هل تستطيعين السير؟!.
شمس بنعاس: نعم، استطيع.
صقر: سوف نرى.
هبطت من السيارة و من ثم تمطأت بكسل و أكملت سيرها لتتعثر في أحدى الحصاة الصغيرة لكنها توازنت بصعوبة لتضرب الأرض بقدمها اليمنى بأنزعاج، أستدارت نحوه و مدت يدها بحزن:
شمس: همبف، صقر هل يمكنك أن تحملني رجاءاً!؟.
أتجه نحوها يردف:
صقر: ألم تقولي لي بأنكِ تستطعين السير بمفردك؟!.
شمس: نعم قلت هذا لكنني لا أستطيع الأن، إن كنت تريد حملي فأفعل و إن لم ترد قل ببساطة أنك لا تريد حملي.
أتجه نحوها و حملها بسرعة فتشهق متمسكة به ليقول بعد أن طبع قبلة على وجنتها اليمنى:
صقر: بالطبع أريد ذلك.
شمس بهمس: أنت منحرف يا حصرة النقيب.
صقر ببرود: حسناً منحرف معكِ فقط، أليس هذا من حقي يا أنسة شمس!!.
اصتبغ وجهها خجلاً دافنة رأسها في جوف عنقه ليقهقه عليها، فتح باب القصر ليصعد نحو جناحه بخطوات سريعة متوازنة، فتح الباب و دلف داخل الجناح ثم أغلقه بقدمه ليضعها على طرف السرير مردفاً:
صقر: أنا سوف أبدل ثيابي داخل الغرفة و أنتي بدلي فستانك في الحمام و احذري في خطواتك حسناً؟.
أومئت له متجهة إلى الحمام بعد أن أعطاها إحدى بيجاماتها الخاصة و هو أتجه نحو غرفة الملابس، بعد خمس دقائق خرج من الغرفة ليجدها تجلس في منتصف و تبدو عليها هالة الجدية بينما النعاس طاغي عليها، جلس بجانبها و سألها:
صقر: ماذا بكِ الأن؟!.
شمس نافية: ليس هناك شيء لكنني أريد أن أذهب بعد غد إلى إحدى الصيدليات المختصة من أجل علاج أمي لأن غداً هي أخر الجرعات لهذا سوف أذهب بنفسي حتى أتي به.
صقر: ألا يمكن لأحد الحراس أن يأتي به بدلاً منكِ؟!.
نفت مجدداً تنظر له بأعين نصف مفتوحة:
شمس: لا، كما أنني ما زلت أفكر في فكرة حتى أجبرها على الحديث لكنني أتوقع بأنه لا يوجد سبب كافي حتى أجبرها على الحديث.
صقر: ليست مشكلة، نامي الأن و غداً يمكنك أن تفكري جيداً.
أومئت و كانت ستستلقي لكنه أوقفه قائلا:
قصر: أين راتبي اليومي؟!.
أرجعت رأسها للخلف بيأس لكنها نظرت له فتتطبع قبلة على جبينه و أخرى على وجنته اليمنى و وجنته اليسرى أنزلت رأسها و نظرت في عيناه كأنها تقول ” هل أنت راضي الأن؟!” فيومئ لها مرة واحدة و بعد ذلك جعلها تنام أنتظر إلى أن غرقت في النوم ثم نام هو خلفها.
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
وقفت في مكان مظلم فجأة لتنظر حولها و كان الظلام يحفها الرؤية منعدمة تماماً، فجأة شعرت بشيء يبلل الفستان الأبيض التي كانت ترتديه فتضع يدها فوق معدتها و ترفعها نحو عيناها فتجد كف يدها مملوء بالدم الأحمر القاني، فزعت قليلاً و نبضات قلبها إزدادت سرعة من الدم الذي تنزفه من دون سبب فجأة.
وجدت يد ترتطم فوق الأرض دوى صداها ببطئ في الأرجاء لتنظر أرضاً بجانبها فتجده آدم فاقداً وعيه و ينزف دماً هو الأخر، جثت أرضاً تهزه منادية عليه لكن صوتها لا يخرج كان وجهه مليئا بالدم بشكل بشع جداً لكن صوت وقع أقدامه الأتي من خلفها ببطئ بارد، جعل جسدها يتوقف عن الحركة و تنفسها أصبح خافت مع كل خطوة باردة منه يخفق قلبهاعدة مرات بالثانية أستدارت ببطئ و سمعت صوته:
—-: لقد بحثت عنكِ كثيراً يا شمس.
أتسعت عيناها بصدمة لتسقط جالسة و فكرت:
شمس: آسر كيف أتى إلى هنا؟!.
أبتسم بخبث أمامها و قال مؤشراً لجسد آدم الذي فارقته روحه:
آسر بنية قتل: لقد قتلته لأنه حاول حمايتكِ مني، يستحق هذا مجرد فتى غبي، شمس أنتِ لن تستطيعي الهروب مني و كل من يقف في طريقنا سوف يموت كحاله تماماً.
دفعته بقوة على الأرض و كانت ستضع يدها على عنقه تنوي قتله خنقاً على ما فعله ب آدم لكنها سقطت في دوامة مظلمة فجأة.
فتحت عيناها بقوة لترفع نظرها نحو الشرفة لتجد الصباح قد حل بالفعل، تنهدت مستغفرة ربها عدة مرات لا تحصى و أعتدلت على السرير تمسح وجهها بكفيها عدة مرات وجدت باب الحمام يفتح لتجده يخرج من الحمام لتنظر له براحة حالما وقت عيناها عليه، سمع تنهيدتها القوية ليسألها بقلق:
صقر: هل أنتِ بخير يا شمس؟!.
ضغطت على عيناها تمنع دموعها من السقوط فتقول بأبتسامة مصطنعة:
شمس: أنا بخير لكنني أشعر بالخمول بسبب النوم ليس ألا، لا تقلق.
صقر يومئ: حسناً، أستحمي و أنزلي خلفي لأنني جعلتهم يجهزون الأفطار في الحديقة لأن الجو مشمس و جيد.
شمس: حسناً لن أتأخر.
جفف شعره جيداً بينما هي ذهبت نحو الحمام تحاول أن تجعل ذكرى الكابوس تذهب من عقلها لكنها كلما أغمض عيناها ترى مظهر آدم غارق في دمه تفزع بشدة و كأنها سوف تغرق، خرج صقر من الجناح و خرج نحو الحديقة حيث تجلس والدته و آدم يلعبان مع بعضهما فينظر نحوهما بسعادة و يفكر كيف كان سيكون حاله إن لم تأتي شمس و تقتحم حياته هكذا فجأة، هز رأسه يخرج الفكرة من رأسه لأنه لا يريد لهذه اللحظة أن يشعر بها بالسوء.
بعد دقيقتين وجد شمس تسير بأبتسامة نحو ميس و آدم الذي أقبل نحوها محتضناً أياه لتبادله شمس الاحتضان بقوة و بدأت تسأل ميس عن حالها فتومئ لها ميس بأبتسامة و يتجها نحو صقر و يجلس ثلاثتهم على الكراسي الباقية و بدأوا بتناول الطعام، في منتصف هذه الفترة أشارت ميس نحو صقر و شمس ليسألها صقر:
صقر: هل تريدين شيئا يا أمي؟!.
أومئت ميس بسرعة و رفعت يديها في وضعية حملها لطفل رضيع و أعادت أنظارها نحوهما، لكن نظرات شمس و صقر أتجهت نحو آدم الذي صفق بحماس من الموضوع و يومئ بسعادة عارمة ليتبادلا النظرات ليقول صقر:
صقر: رغبتكِ هي حمل طفلي أنا و شمس في أقرب وقت ممكن؟!.
أومئت مجدداً ليبتسم صقر ممسكاً بيدها:
صقر: إن شاء الله قريباً سوف تسمعين هذا الخبر المفرح قريباً.
بينما أصتبغ وجهها بالخجل الشديد مع تعابير الصدمة التي نظرت بها نحو صقر الذي نظر نحوها بخبث شديد يختبئ خلف إبتسامته كأنه يقول لها ” لقد وضعتكِ تحت الأمر الواقع و لن تستطيعي الهروب” نظرت شمس نحو ميس بسرعة و تومئ بصمت لتنظر إلى طبق طعامها بهدوء.
في فترة العصر**
أقتحمت المكتب بقوة و قالت بصراخ طفيف :
شمس: ما الذي قلته بينما كنا نتناول الفطور؟!، هل حقاً أنت تنوي فعل ذلك يا صقر؟!!.
ناظرها صقر ببرود ليترك القلم من بين أنامله و أردف بنبرته العادية:
صقر: لقد قلت ذلك حتى لا تتحدث عنه مجدداً، ألا يمكنكِ التفكير في هذا الأحتمال قبل أن تأتي ألي صارخة كأنني أذنبت بحقك!!.
تنهدت شمس جالسة على المقعد و قالت:
شمس: لقد أخفتني، اكن ما الذي جعلها تفكر في هذا الموضوع الأن؟!.
صقر: يبدو بأنها هي و آدم أتفقا على هذا الأحتمال.
أومئت شمس مفكرة في الموضوع عندما تذكرت ردة فعل آدم عندما تحدثت ميس عن الأمر:
شمس: هذا أحتمال أكيد لأنه بدا متحمساً جداً.
صقر بخبث: أنا أكثر منه أضعافاً مضاعفة.
ناظرته بأحراج و صرخت:
شمس: منحرف يا حضرة النقيب.
و خرجت صافقة الباب بقوة من شدة خجلها.
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•
أتى المساء مسدلاً ستائره بخفة مع الوقت لتاتي وجبة العشاء الذي تشاركها أربعتهم بهدوء كالعادة و بعد ذلك لعبت شمس مع آدم بينما ذهبت ميس للنوم بعد أخذها لجرعة الدواء و صقر نحو المكتب يكمل عمله المتراكم.
بعد نصف ساعة ذهب آدم إلى غرفته لينام و خرجت شمس للخارج تقف بجانب المسبح، لاحظها صقر من مكتبه من باب المخرج الزجاجي ليبتسم و أعاد نظره إلى الملف الذي بين يديه، نظرت ليديها المرتجفة من أمر مجهول تجهله هي أيضاً لتهبت نسمة هواء باردة لفحت وجهها فتغمض عيناها حتى تستنشق بعض الهواء الذي ينعش رئتيها لكنه ظهر بهيأته الدموية بشكل مفزع و صوته الشبيه بفحيح الأفاعي الذي رن في عقلها أيضاً لتفزع بقوة جعلتها تفقد توازنها و تسقط في المسبح دون أن تصدر أي صوت!!.
لفحها البرد القارص بسبب برودة المياه في جميع أنحاء جسدها لتشعر بالدوار الذي هاجمها بقوة جعلها متجمدة تماماً، رؤيتها أصبحت سوداء و لكنها ترى فقاقيع أنفاسها التي تحملها المياه لأعلى بسبب خفة وزنها، حاولت تحريك رأسها لكنها شعرت بالدوار أكثر و هي تستمر بالغرق لأسفل و أنفاسها لأعلى إلى أن أستقرت في قعر المسبح المظلم.
بعد عدة دقائق رفع صقر نظراته نحو مكان شمس فلم يجدها ليعيد أنظاره إلى الملف غير مدرك لأختفائها لكنه أنتبه و نظر نحو المسبح مجدداً و وقف أيضاً، نظر في أنحاء الحديقة بسرعة فلم يجدها أيضاً لاحظ حركة مياه المسبح التي كانت هادئة منذ لحظات ليخرج بسرعة من الباب الزجاجي و يتجه نحوه بسرعة ليجد آثار طرطشة المياه على الحافة لتتسع عيناه و يقفز دون تفكير في المسبح.
غاص قليلاً لأسفل و نظر يبحث في الأنحاء لكن المكان مظلم، زاد من قوة غوصه لأسفل إلى أن وصل القعر و بدأ يتحسس الأرضية، مضت نصف دقيقة و هو يبحث لتلمس يده أناملها فيمسكها سريعا و تحسس خصرها و صعد غوصا لأعلى، سعل عدة مرات بعد أن مزق توتر سطح المياه بقوة و أتجه بسرعة نحو حافة المسبح، لم يهتم لشعوره بالبرودة الذي أجتاح جسده ليرفعها و يضعها فوق الحافة و خرج هو أيضاً.
جثى بجانبها و تحسس نبضات قلبها ليجدها خافتة و تنفسها كان شبه منعدم، شبك أنامله ببعضهما البعض و بدأ بالضغط فوق صدرها حتى تخرج المياه التي أبتلعتها لكن لا جدوى، رفع مؤخرة عنقها و سد أنفها بأصبعه السبابة و الأبهام و بدأ يجري لها التنفس الأصطناعي مرتين ثم يضغط على صدرها ثلاث مرات لم يجدي هذا نفعاً، ليصرخ بيأس في أخر مرة يضغط بها على صدرها و دموعه تشكلت في عيناه بالفعل، ( ضغطة) بدأت تسعل بقوة و الماء يخرج من أنفها و فمها بغزارة، جعلها تستقيم بسرعة مخرجة جميع المياه التي أبتلعتها لتتمسك بساعده بوهن لم ينتظر كثيراً ليحملها بسرعة و بخطوات راكضة دلف القصر من المكتب و صعد نحو الجناح و إلى الحمام مباشرة، وضعها أسفل الدُش و فتح المياه الساخنة على جسدها الذي يشبه قطعة الثلج.
حملها بين أحضانها و المياه الساخة تنهمر فوقهما بغزارة، ضرب وجنتها بخفها منادياً:
صقر بخوف: شمس أفتحي عيناكي، هيا أفتحيهما!!.
زاد من تدفق المياه بغضب و نظر نحوها، القلق، الخوف، الرعب، الفزع، التوتر، الحزن، اليأس و الغضب جميع تلك الأحاسيس هاجمته دفعة واحدة و توقف عقله عن التفكير، سعلت شمس بخفة و فتحت عيناها ليبدأ جسدها بالأرتجاف بين أحضانها، مسد وجنتها بحنان و نادى أسمها بقلق:
صقر: شمس، أنتي بخير لا تقلقي لقد أنقذتكِ لا تخافي أنا بجانبك.
رمشت عدة مرات ثم قالت بصوت يرتجف:
شمس: صـ…. صقر أشـ…..أشعر بالبرد الشد…الشديد.
صقر بسرعة: لا تخافي سوف تشعرين بالدفأ الأن، أنا أسف لأنني أتيت متأخراً أنا أسف، أنا أسف.
سمعته لكنها لم تستطع الرد عليه، أستمروا على هذا الحال لأكثر من نصف ساعة أسفل المياه، أوقف المياه لينزع عنها ثيابها مغمض العينين و نزع ثيابه هو الأخر ليرتدي روب الأستحمام الأبيض و هو جعلها ترتدي الأسود حتى يمتص الحرارة و يجعلها تشعر بالدفئ، حملها إلى السرير و دثرها باللحاف سريعاً و أمسك جهاز التحكم ليرفع درجة حرارة المكيف، أخرج هاتفاً من درج الكوميدينو و أتصل على رئيسة الخدم حتى تحضر كوباً من الشراب الساخن و لم يهتم أياً كان نوعه المهم أن يكون ساخن، لبت الرئيسة طلبه بسرعة و أعطته أياه و رحلت ليتجه هو به نحو شمس و يرفعها من أكتافها قائلا:
صقر: شمس أفتحي عيناكي حتى تشربي هذا الشراب الساخن لكي تشعري بالدفئ.
فتحت عيناها بتثاقل ليقرب الكأس الساخن منها و ترتشف منه البعض، تأكد من أنهائها للمشروب و أسند الكأس على الكوميدينو و سألها:
صقر: هل تشعرين بالدفئ الأن أم لا؟!.
أومئت له مرة واحدة ليحتضنها مجدداً و يقبل رأسها عدة مرات مردفاً بندم:
صقر: أنا أسف هذا بسببي لقد أتيت متأخراً، أنا أسف أنا أسف أنا أسف.
خرج صوته مبحوحاً و قالت:
شمس بهمس: لا تتأسف أنت لم تفعل أي شيء لي، كل ما في الأمر أنني سقطت عن طريق الخطأ داخل المسبح، أشكرك لأنك لاحظت أختفائي.
صقر بغضب: لو أنني وصلت في وقت أبكر قليلاً لما كان حدث ما حدث لكِ و لم يكن وضعكِ سيزداد سوءاً إلى هذه الدرجة.
شمس بيأس: لم تكن السبب يا صقر.
صقر بأصرار: بل أنا السبب في هذا أنا السبـ…..
قطعت حديثه بقبلة جعلته يصمت نهائياً و يتوقف عن لوم نفسه فيصدم من فعلتها، أبتعدت عن رأسه تتنفس بانتظام و قالت بهمس بينما هو مستمر في صدمته:
شمس: تستحق هذه الصدمة حتى تصمت عن لوم نفسك لأنك لم تفعل شيء و لم تتسبب لي بالأذى.
أومئ لها بصدمة مجدداً و أنتظر مرور عدة دقائق ثم قال:
صقر: هل فعلتِ ذلك لهذا السبب؟!.
شمس بهمس: فعلت ماذا؟!.
صقر: فعلتِ هذا.
و عاد يقبلها لكن هذه المرة بعمق أكثر، أبتعد مستنداً رأسه على خاصتها و قال:
صقر: جعلتني أصمت حتى لا ألوم نفسي لكن هذه القبلة هي عقابك على عدم أعطائي الراتب اليومي.
هزت رأسها بيأس منه ليجعلها تنام، أتجه هو نحو غرفة الملابس و أرتدى ملابس بيتية سريعة ليعود نحوها و ينزلق أسفل اللحاف محتضاً أياها يعطيعا المزيد من الدفئ حتى تنام براحة أكبر.
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.