رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل السابع والأربعون
الفصل السابع والاربعون
أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل السابع والأربعون:
-جابر عارف لو طلعت بتكدب ولا بتشتغلني هعمل فيك ايه؟؟
جحظت عيناه وصاح ينهره على تكذيبه إياه:
-يا جدع عيب اللي بتقوله ده يا جدع.. بقى أنا عايز مصلحتك وانت تقولي بكدب وبشتغلك…اقولك خليك عندك..بس مترجعش تعيط لما تقولك طلقني…
هنا ومرر”عابد” يده بخصلاته غيظًا..وغيرة شديدة..بينما عاد جابر مبعدًا الهاتف مستمع لكلمات نضال الهامسة:
-متسكتش…ولعها…شعلله…خليه يطلع نار من ودانه ومن كل حتة….
رد عليه بذات الهمس:
-يا عم متأفورش..بدل ما يجي ينفخنا ويطلعه علينا إحنا..
-يا جدع ولع ما يهمكش…هو حد واخد منها حاجة؟؟ ولع يا راجل الجو تلج…
زفر و وضع الهاتف على أذنيه متابعًا ما توقف عنده:
-صدقني يا أخويا انا قلبي عليك..والواد مش سالك..شكله عينه منها…وهي ضعيفة حزينة كئيبة دلوقتي…هتحب اللي يقولها اي كلمة حلوة ويهتم بيها….
شارف على المتابعة وعدم التوقف سعيدًا هو وأخيه بما يفعلونه….وكيف يكذبون ويفترون على هذا الشاب المدعو “مؤنس”…..
لكن وصل إليه صوت عابد الصارخ باهتياج وهو يأمره بحدة وشراسة ويقترب من الخزانة يلتقط معطف ثقيل:
-ابعتلي اللوكيشن على الواتس…….واتصرفوا متخلهوش يقرب منها ولا يكلم معاها هو ايه انتوا كياس جوافة ولا إيه؟!!!….
عقب جابر بمرح طفيف:
-لا أناناس…
لكزه نضال فتابع جابر بجدية:
-يعني نعمل ايه يعني..ابوها قاعد وراضي وموافق..احنا مالنا بقى يا قاضي….وبعدين اومال احنا بنكلمك ليه..مش عشان أنت أخونا وجوزها وهتعرف تشكمها وتبعده…يلا تعالى وهخلي نضال يبعتلك احنا فين بضبط سلام…….
اغلق معه وعلى الفور ضرب كفًا بآخر مع نضال وهو يغمغم بدندنة:
-خمسة عليا..خمسة عليا….
اتسعت بسمة نضال وصاح بشماته:
-كدة نقدر نقول الله يرحمك يا مؤنس الكلب…
بادلة تلك البسمة والشماتة قائلًا بتشفي وهو يراقب إرسال نضال لموقعهم عبر الواتس أب:
-ابن كلب ويستاهل…يلا بينا نخش بقى…
على الجانب الآخر، التهم الدرج بقسمات متبرمة..متذمرة مما يحدث…وكيف تسمح له بالتقرب منها……
دنا من الباب ثم قام بفتحه مفارقًا المنزل…صافعًا الباب بقوة..مسببًا في فضح أمره وانتباه كلا من سلطان ودلال لخروجه…
-الله !!! هو مش كان نايم؟؟؟
نهضوا الأثنان ولحقوا به على الفور…فتحوا الباب وخرجوا أيضًا فالتقطته حدقتاهم وهو مستقل السيارة وعلى وشك التحرك بها…..
صاحت دلال تستفسر منه:
-رايح فين يا ولا ؟؟؟؟
فتح النافذة وأجابها بعد أن أخرج رأسه:
-رايح في داهية ياما…
اتسعت عيناها ونظرت لزوجها معقبة:
-هي الداهية بتتراح يا سلطان؟؟
ابتسم سلطان وقال بخفوت:
-واضحة يا دلال.. واضحة..رايح لمراته..ولاخواته..
تنهدت براحة و رفعت يدها للسماء كي تدعو له:
-روح يا عابد يا بن بطني ربنا …
منعها زوجها من الاسترسال واضعًا يده على فمها يهمس لها:
-لا كدة هيروح في داهية بجد مش هزار…بصي قوليله لا إله إلا الله…متقوليش اكتر من كدة..
**************
جلس كلا من ” أشرف، نضال، جابر، خالد، أحمد، مؤنس، وسام، وعد، ثراء، داليدا، أبرار، تاليا” بشكل دائري على الأرضية وفي المنتصف العديد من أوراق اللعب (الكوتشينة) والتي تلائم عددهم…
مد أحمد يده وبدأ بإعداد الورق وتجهيزه للعب..راغبين في لعب الشايب كي يستمتعون بإذلال الخاسر وفرض الأحكام عليه.
بدأت الجولة الأولى وتم توزيع الورق وإخراج الاوراق المتشابه…ثم بدأ كل منهم بسحب ورقة بشكل عشوائي من الجالس جواره…….
وبعد وقت من اللعب و سحب الورق من بعضهم البعض خرج الجميع عدا “أحمد ، و وعد” وباتت اللعبة بينهم..
ابتلعت وعد ريقها بتوتر لتواجد الورقة التي قد تتسبب في خسارتها معها…
تنهدت وانتظرت سحب أحمد لواحدة منهم…اوصدت جفونها تدعي بأن يصيب ويأخذها وبهذا يقع عليه الحكم وتكن هي الفائزة وهو الخاسر بتلك الجولة….
وبعد لحظات من التفكير والتوتر سحب واحدة وما أن نظر بها حتى صاح ضيقًا…وصرخت هي مهللة لفوزها وأخذه الشايب…
-الله اكبر…. يحيا العدل… يحيا العدل..ده انا هنفخك…وهرزعك حكم ابن حرام..
ضحك الجميع وردت أبرار:
-ايه يا ماما حيلك حيلك..ايه ترزعيه دي..اسمها نرزعه…
ضحكت تؤيدها:
-صح..
حرك “جابر” شفتاه يمينًا ويسارًا هامسًا لأشقائه ولخالد و وسام:
-اللي هيقع تحت أيدهم هيتنفخ..معندهمش ياما ارحميني….الله يكون في عون الواد الغلبان ده….
انتهى مسمتعًا لعقاب ثراء التي طرحته بمرح أمام أحمد:
-ايه نفضيله التلاجة يقعد فيها يغير جو؟
نفت وعد برأسها مغمغمة:
-لا حرام الجو سقعة..
قالت الأخيرة وهي تطالع احمد معنفة إياه تحثه على الابتعاد:
-ابعد يا خسران انت عقبال ما تشوف هنهبب فيك إيه….
كز على اسنانه وابتعد بالفعل فصاحت مقترحة عليهم:
-احنا نجيب تلج ونرشقه في قفاه…
اتسعت عين وسام وصاح بطفولية:
-الجو سقعة أوي..حرام يا وعد.
-لا مش حرام..مع أشكاله مش حرام…
قالتها وعد ونهضت كي تأتي بالثلج من المطبخ…وقبل أن تغيب تحدثت بشماته واضحة وضحكة واسعة مصوبة كلماتها إلى “احمد” :
-ده انت هتتنفخ حالًا بالًا….
غابت قليلًا ونهضت الفتيات كي يحاوطونه فصاح أشرف ينصحه:
-أنا لو مكانك اطير…
هز نضال له رأسه يغمغم:
-متعرفش انت ناوين يعملوا فيك إيه…انا كـ نضال انتابتني قشعريرة من التخيل…
قالها وهو يحرك جسده بطريقة غريبة متخيلًا وضع الثلج البارد على جسده الدافئ..
انكمش وجه أحمد بعدم فهم وتساءل وهو يحاول أن يدنو من الشباب:
-هو صعب اوي كدة؟؟
اجابه مؤنس يحاول نفي حديثهم:
-ولا صعب ولا حاجة دول بيخاوفوك يسطا…
عقب جابر على حديثه بطريقة متهكمة:
-ابعد بنخوفوا دي.. قصدك اننا كدابين؟؟؟
-لا طبعا مقولتش كدة بس
قاطعة مغمغم بذات الهجوم:
-لا طبعا !! قصدك اني بفتري عليك..يعني طلعتني كداب وبفتري عليك…..
اتسعت عين مؤنس وكاد يتحدث لولا صراخ “احمد” الذي ملأ الاجواء بعد أن شعر بيد وعد تُدس داخل ملابسه بطريقة مباغتة تاركة قطعة الثلج…
ظل يقفز ويركض يمينًا ويسارًا محاولًا إخراجها تحت ضحكات الفتيات وشعور الشباب بالشفقة نحوه……
قام خالد بتقليد جابر بتحريك شفتاه يمينًا ويسارًا:
-يومكم فل يا رجالة…ده قريبهم وعملوا فيه كدة….ده احنا شكلنا مش هيطلع علينا نهار……
****************
تناهى إلى البقية صوت صراخ أحمد…فصاح آدم وهو يتبادل النظرات مع زوجته ثم مسح بعينيه على الجميع:
-هما بيعملوا ايه في ابني؟؟؟
رد عليه سليم مخمنًا:
-تقريبا كدة بيعذبوه…
أضاف بسام بمرح:
-أو بيكهربوه.
عقب مروان مخمنًا هو الآخر:
-أو بيسلخوه…
ضحك أيهم وهو يضيف:
-أو بيقطعوه نسايل زي حتة اللحمة..
علق “إياس” مسترسلًا:
-او كلوه..طفسين ويعملوها…
انفجروا ضحكًا عقب قولهم الأخيرة…فكادت “ميرنا” والدته أن تنهض حتى تطمئن على صغيرها فلحق بها آدم مغمغم:
-رايحة فين مش هو اللي صمم يلعب معاهم..يستاهل…سبيه.
بصق مروان عليه وعلق على كلماته:
-تصدق اسفوخس عليك..ابنك بيصرخ وانت شمتان فيه..وقاعد..ومش مكفيك قعادك لا…وبتمسك في أمه مش عايزها تطمن عليه…
زفرت “فجر” وصاحت محاولة تجنب “خليل” قدر المستطاع:
-ما خلاص بقى يا عمو..
حول بصره نحوها والتوى ثغره للجانب متمتم:
-قومي يا بت الطشيني وارزعيني جوز أقلام احسن..
-مروان…بنتي خط أحمر ها…دي فجر مش وعد…ولو أيهم بيسكتلك فـ أنا مش هسكت…
رددها بسام بتحذير فردت عليه رحمة تدافع عن زوجها وابنتها متناسية تواجد خليل وجلوسه رفقتهم:
-جرا إيه يا جوز اختي مالك ومال جوزي وبنتي…وبعدين بنتي مش محتاجة حد يقفلها..عشان لو كل الناس عندها لسان فـ بنتي عندها لسانين….
ابتسم مروان وصاح بفرحة:
-الله خناقة..يلا اردحوا لبعض كمان وكمان…
حمحمت مريم معيدة إياهم إلى رشدهم لتواجد خليل الذي طأطأ رأسه للأسفل ويخفي بسمته…
لزم الجميع الصمت تزامنًا مع نهوضه هو قائلًا ببسمة مكتومة:
-طيب تصبحوا على خير..انا هروح أنام.
نهض أيهم ورد بهدوء ووبسمة طفيفة:
-تنام ايه بس لسة بدري وبعدين متاخدش على كلامهم..هما كدة مع بعض من زمان..بيحبوا يهزروا كتير….
أعتذر خليل وصمم على المغادرة…وبالفعل ذهب مقابلًا قبل خروجه بأشقائه مخبرًا إياهم برحيله….
***************
بدأت الجولة الثانية وبدأ اللعب وخروج بعضهم من اللعبة والفرار من الفوز والخسارة الذين لا يرغبون بهم…فيكفيهم خروجهم سالمين دون وقوع أي أحكام وعقوبات عليهم….
بعد وقت وللمرة الثانية تتبقى وعد ولكن تلك المرة كان أمامها جابر…
وكان عليها هي سحب الورقة….وقبل أن تختار واحدة من اوراق جابر رفعت راسها تدعو الله بصوت عالي:
-يارب…يارب اقف مع عبدك الضعيف الغلبان يارب….
علق جابر بصوت هامس يكاد لا يسمع:
-ربنا ياخدك قال غلبان قال….
زفرت بصوت عالى ومدت يدها و اخذت الورقة التي وقعت عيناها عليها وحثها قلبها على اختيارها…وقبل أن تنظر بها كان جابر ينهض وهو يهلل:
-والله وعملوها الرجالة……الله اكبر…
اتسعت عيناها وفتحت فمها بصدمة تنظر بما اختارته فوجدتها ورقة الشايب….
كزت على اسنانها وازدردت ريقها بارتباك وقبل أن يتحدث أي منهم ويتفقون على الحكم كانت تشير بسبابتها نحو جلوس العائلة مغمغمة وهي تنهض:
-مش عارفة زي ما يكون ماما بتنادي..استنوا اشوفها كدة…
وقبل أن تنهض كان يمسك بها أشرف بعد أن لحق بها متمتم ببسمة واسعة:
-رايحة فين يا وعدي..هو دخول الحمام زي خروجه ولا إيه؟!
رسمت الهدوء والخذلان على وجهها مشيرة نحو نفسها، قائلة بلهجة ناعمة بريئة كبراءة الاطفال:
-كدة يا أشرف..عايز مراتك تتحاكم…ده بدل ما تقف معايا وتثبتلي انك الزوج الصالح اللي اقدر اعتمد عليه واثق فيه..وانك الظهر والحيطة اللي هسند عليها…لا حقيقي مصدومة فيك….
مط شفتاه اسفًا وصاح يعتذر لها أمامهم:
-معلش يا حبيبتي اتصدمي براحتك بس برضو هتتعاقبي..اصلك شايفة كل دول…نفسهم يحكموا عليكي..ودي فرصتهم وجاتلهم وجاتلي برضو….استني بقى….
انتهى محكمًا قبضته حول مرفقيها كي لا تهرب وتفر..موجهًا كلماته للجالسين أرضًا:
-يلا يا شباب اتفقوا عشان تنفذ…
ابتسم احمد بتشفي ونصر وقبل أن يتحرك ويتفق مع الجميع قال لها وهو يمرر يده على ذقنه بتوعد:
-ميبقاش اسمي احمد لو مخلتكيش تقولي حقي برقبتي…
انتهى مقتربًا من الجميع يتفقون سويًا بصوت خافض.. فأشارت نحوهم بتحسر متمتمة:
-شايف…شايف بيتفقوا على مراتك ازاي بربطة المعلم….وانت ساكت وفرحان وبتساعدهم.
رد بكلمة واحدة فقط وعينه تجوب على وجهها بحرية يتأمل انفعالاتها وما يصدر عنها من حركات تشابه الأطفال عند تبرمهم من شيء ما:
-احسن.
صكت على أسنانها وردت وهي تنظر داخل عيناه:
-طب على فكرة دي مش جدعنة..لو الكل باعني انت متبعنيش…ماشي يا أشرف ما..
كادت تتابع لولا تذكرها لما يشعله ويثير حنقه فقالت متعمدة غيظه:
-ومفيش أشرف من هنا ورايح هي اشف اللي موجودة يا اشف.……
رد عليها باستفزاز مقتربًا بوجهه منها:
-اشف اشف على قلبي زي العسل…
شعرت بالحرج وابعدت أنظارها عنه تتحاشاه….
مرت لحظات لم تخلو من متابعتها لهم بقلق مما هو قادم… أما هو فلم يحرك عينيه عنها……مبتسمًا بهيام دون أن يشعر أو يلاحظ أحد هذا…….
تفرقوا وعاد كل منهم لمكانه…فتحدث أحمد بتعجرف وغرور واضح…
-شوفي يا وعد يا بنتي إحنا قررنا إن الحكم بتاعنا يبقى خفيف..ظريف..صغنون..وبسيط خالص..وتعرفي تعمليه….
عضت على شفتيها متمتمة من بين أسنانها:
-اشجيني….
-شوفي يا ستي كل المطلوب منك أنك تروحي لعمك مروان وبمنتهى الهدوء والصراحة تقوليله مروان انت عجزت……..
-نــــعـــم وملقتوش غير مروان؟!
اماء بأيجاب، قائلًا ببرود ولا مبالاة لا يليق بعُمره الصغير:
-اه…ومش بس كدة أنتِ هتكملي وتشعلليه..لحد ما تخلية يجري وراكي..وبس كدة…يلا اتحركي…
****************
دخلت “وعد” وهي تقدم قدم وتأخر الآخرى..رفعت يدها وقامت بحك عنقها مستمعة لتساؤل رحمة:
-خلصتوا لعب ولا إيه؟؟؟
هزت رأسها لليمين واليسار دلالة على عدم انتهائهم…حدقت بـ مروان المتابع لشاشة التلفاز ويتجاهل حضورهم….
استجمعت شتاتها وتقدمت منه حتى باتت أمامه والبقية بالخلف يتابعون بترقب ما سوف يحدث الآن…
حمحمت بخفوت..ثم قالت بهدوء:
-مروان…عايزة اقولك على حاجة…
لم يستجيب وتعمد عدم الإيجاب فكررت كلماتها مجددًا:
-يـــا مــــــروان…..عايزة اقولك على حاجة…
رد عليها بحنق واضح ونبرة عالية:
-يا ستي ما تتكلمي ما أنا متنيل سامع..
أخذت نفسًا طويلًا ثم قالت دفعة واحدة:
-بص بقى بصراحة أنا بقالي فترة واخدة بالي من اللي انت فيه…وبصراحة اكتر شكلك عجزت وكبرت أوي…ده علياء جمبك بنتك يا جدع…وبناتك شكلهم احفادك…..انت لازم تصبغ شعرك وتداري الخصل البيضا دي…وتلعب رياضة……
هب مروان من جلسته أعلى الأريكة واقفًا فوقها مغمغم باسلوب أشبه (بالردح) متناسيًا حضور الشباب وتواجدهم فقط كل ما يهمه هو الدفاع عن ذاته فهو يرى حاله الاوسم… فـ مقارنة بينه وبين آدم قد يظنه البعض أصغر منه بالعُمر:
-مين ده اللي عجز وكبر وشعره أبيض….ومحتاج يصبغ ويلعب رياضة…جرا ايه يا أيهم ما تشوف بنتك العامية دي…خدوها اكشفولها نظر……انا مش عايز أقل ادبي..انا مهزق ولساني طويل وانتوا عارفين اقسم بالله امسك في رقبتها مسبهاش غير وهي طالعة في أيدي..
لم تتوقف عن استفزازه وتابعت:
-اسمع مني انا عايزة مصلحتك محدش فيهم بيكلم عشان متهبش فيهم زي البوتاجاز…بس انا لازم اقولك…انت لازم تفوق….ما تقولي حاجة يا وئام..قولي حاجة يا ثراء…..عرفوه أنه مبقاش مروان بتاع زمان…….يا راجل ده انا بشوفك وانت طالع السلم بتنهج..وبطلع في الروح…
حرك رأسه يحاول العثور على شيء ما غير عابئًا بضحكات الجميع ….حتى زوجته وبناته…فقد كانوا لا يستطيعون الحديث….
-ده انا اللي هطلع روحك في ايدي…
انتهى تاركًا الأريكة مندفعًا نحوها كي ينال منها..فركضت بأعين متسعة من امامه وهي تصيح توضح له:
-اغزي الشيطان…اغزي الشيطان…ده انا بهزر وده حكم الشايب وربنا……والواد أحمد اللي قالي اقولك كدة…بس الحقيقة انت صغير…ولسة حليوة……
لم يصدقها وظل يركض خلفها وهي تركض محاولة الفرار منه…أما عن الجميع فضحكتهم كانت تصدح بأركان المنزل………
*****************
اندست “وئام” إلى الحجرة التي تنام بها…. جلست أعلى الفراش وذهبت بذهنها وتفكيرها إليه وبما يفعله الآن….
ترى هل يفكر بها وتشغل ذهنه مثلما هو يفعل…لذلك رفضت اللعب مع البقية وفضلت المكوث مع عائلتها والان لكي تتخلص من الصخب المنتشر بالاسفل لجأت إلى هنا..
جذبت الغطاء وطفأت الأنوار مقررة النوم….متمنية أن تنجح بهذا وتكف عن التفكير بما لا يستحق….
نامت على جانبها وأغلقت جفونها….مرت دقيقة… إثنان وثلاث..حتى باتت عشر دقائق كاملة فشلت بهم فشل ذريع….
لم تستسلم وقررت المحاولة مرة أخرى…لكن ارتفاع رنين هاتفها منعها من تلك المحاولة للمرة الثانية…
التقطت الهاتف بلهفة وأمل على أنه هو…لكنها وجدته فادي….تأففت وأخذت لحظات من التفكير حتى أجابت عليه…
-ألو…
رد بمرح يحاول تخطي ما حدث بالمكالمة الأخيرة بينه وبينها:
-يا مساء الخير على الناس اللي سافرت ومقالتش..مش كنتي تقولي يا بنتي انك مسافرة كنت صرفت نفسي وجيتلك وشوفتك..أنتِ متعرفيش وحشاني قد ايه ولا ايه ..
نفت مجيبة:
-لا معرفش..
تابع ما توقف عنده:
-عارفة لو كنتِ قولتيلي من قبلها كنت عملت إيه؟؟
ورغم عدم شعورها بشيء نحوه إلا أنها شعرت بالفضول حول ما كان سيفعله….كي تبدأ بوضع المقارنات بينه وبين “عابد”… خرج استفسارها رغمًا عنها وسعد هو بهذا:
-ايه؟
-كنت لغيت كل اللي ورايا…وكرست وقتي ليكي أنتِ وبس….وئام انا عايز أشوفك…ودلوقتي قدامك اختيارين يا اشوفك لما ترجعي…يا اقوم واجيلك…تختاري إيه…
ردت رافضة ما قاله:
-ولا ده ولا ده…بقولك ايه فادي ؟؟
-ايه يا قلب فادي..
هنا وشعرت بوخزة بقلبها…وخزة تخبرها بخطورة ما تفعله من حديث مع رجل آخر غير زوجها وبدون علمه…. آخر قد باعها وتخلى عنها…. آخر لا يستحق أن يقال عليه رجلًا….احتدت ملامحها ولحقت ذاتها متحدثة بأسلوب صارم شرس:
-وجع في قلبك متتصلش عليا تاني عشان ممسحش بكرامة اللي خلفوك الأرض…كتك القرف عيل مقرف…
انتهت مغلقة في وجهه….مسببة في اشتعاله وصعود الدماء لرأسه…اعتصر قبضته حنقًا وحاول الاتصال بها فوجدها قد وضعته على قائمة الحظر….
اغمض جفونه وتمتم بفظاظة و نبرة تنذر بالشر:
-يا بنت الكلب…يا بنت الكلب……….
****************
بدأت الجولة التالية، وخرج الجميع عدا إثنان هما نضال، و مؤنس…..
تبادلوا النظرات المختلفة الكارهة من تجاه نضال والمرحة من تجاه مؤنس…
وقبل أن يفعلها نضال ويسحب ورقة من الإثنان اقتطف نظرة نحو حبيبته فبادلته إياها وعلى الفور تفائل وقال بصوت عالي وانامله تسحب الورقة:
-يا بركة دعاكي ياما…
سحبها ونظر بها بسعادة سرعان ما تلاشت..خاصة عندما نهض مؤنس وبدا يتراقص تحت تشجيع الفتيات له…..واشتعال الشباب بنيران الغيرة مما تلقاه من تشجيع….
أما نضال فوضع يده على فمه بعدم تصديق وصاح بندم:
-يا بركة دعاكي فعلا ياما…
وصل إليه صوت جابر وهو ينهره:
-فالح يا اخويا..بقى واد زي ده يطلعك خسران…يا خيبتك…
انكمش وجهه وبات على مشارف البكاء طالبًا منه بترجي ممسكًا بذراعيه:
-جابر..قولوا حكم عليه القيمة..اقولكم خلوني ابوس..انا عايز أبوس…
-أنت اهبل يالا..اوعى كدة يا مهزق انت..
-عشان خاطري يا اخي..
ابتعد جابر عنه وهمس لـ أشرف بشيء ما لم يستطع نضال معرفته….وبعد ثواني كان يعلو صوت أشرف معلنًا عن الحكم الذي تم الاتفاق عليه:
-بص يا نضال..احنا هنكون طيبين وحنينين…كل اللي عليك بوس أخوك جابر…بس كدة…
تبدلت تعابيره وصاح وعيناه لا تبتعد عن جابر:
-ابوس مين…ده على جثتي أنه يحصل…انا هبوس مراتي أحسن…
كاد يتحرك تحت صدمة داليدا واقترابه الفعلي فوقف أشرف مانعًا له متمتم بمرح:
-يا عم حد قالك انك كسبت…ده انت خسران وبتتعاقب…يلا ياض بوس أخوك جابر من رأسه….
دنا منه جابر وانحنى له مغمغم:
-يلا بوس….
كز على اسنانه متيقنًا بأنه من اقترح هذا عليهم..وقبل أن يفعلها رأت وعد تردده فصاحت:
-يا عم ما تبوس طب ده اسهل حكم لحد دلوقتي..وحساه حكم توتو…ومش مضبوط كدة شمه فيه ريحة مش كويسة..
رد عليها وقال:
-ما انا موافق ابوس..بس مش جابر..بالك لو داليدا والمصحف ما اقول لا…
-تبوس مين يا عم ما تهدأ وقول هديت مش بقولك شمة ريحة مش كويسة..
قالتها وعد بغيرة على داليدا بينما خرج صوت جابر الذي لا يزال يميل برأسه:
-يا عم انجز وبعدين ارغي…..
وعلى مضض فعلها متوعدًا لأخيه فـ دوره وسقوطه تحت يده قادم لا محال…..
****************
بعد وقت خسر أشرف أمام ثراء…وحان دوره لتلقي حكمه….او عقابه إذا صح القول…
وقبل أن يجتمعوا ويتفقون صاحت وعد مرددة بصوت عالي:
-لو سمحتوا ده جوزي وانا مش هسمح لحد يحكم عليه….
كادت بسمة تشق ثغره سعيدًا بها لا يصدق ما تفعله….لولا متابعتها قائلة بمكر:
-أنا بس اللي هحكم عليه…واللي مش عجبه يخبط دماغه في انشفها حيطة…
هز راسه بعدم تصديق مغمغم:
-اه يا جزمة…
جاءت “وئام” بتلك اللحظة وقالت وعيناها تتحرك على الحميع تخبرهم برغبتها في مشاركتها إياهم بعد فشلها في النوم..
-أنا عايزة العب معاكم…
-استني بس لما نشوف ست وعد البلطجية دي اللي مش عايزانا نحكم على جوزها…وبعدين ما أنا جوزي اتعاقب ومتكلمتش..
رددتها داليدا فوافقها نضال وهو يتسلل من مكانه واقفًا بها يحيط كتفها يهز رأسه بتأكيد:
-اه أشمعنا يعني..ولا هي كوسة بقى…
ردت وعد بتصميم وإصرار:
-والله ده اللي عندي..انا اللي هعاقبة يعني انا اللي هعاقبه…
تدخل أشرف وقال بطريقة خرجت مرحة:
-انتوا بتتخانقوا على إيه..وربنا باللي في رجلي وهطيح فيكم…
فضت ثراء ما يحدث قائلة بجدية:
-خلاص يا جماعة..سبوها تحكم عليه وخلاص…كدة كدة حكمها هيوفي بالغرض والنص…
احتج نضال وغمغم:
-لا دي كوسة بجد بقى…ومدام هي كدة انا عايز مراتي هي اللي تعاقبني…
نطق “خالد” وتمتم بهدوء:
-يا جماعة صلوا على النبي مش الشايب اللي هتعمل فيكم كدة….وانا مع آنسة ثراء سيبوا مدام وعد تحكم عليه…
ابتسم أشرف وتناسى ما هو فيه مؤقتًا..فرحًا بذلك اللقب الذي منحه خالد لها “مدام وعد”…
مال على أذنيها وهمس لها بعبث:
-خدتي بالك من مدام دي ولا مخدتيش…
-لا مخدتش…واجهز بقى يا بطل عشان اللي جاي تقيل عليك….
انتهت قائلة بنبرة عالية:
-انتباه بقى لو سمحتوا عشان وعد هتاخد حقها دلوقتي من الخاين ده…وانا ومن موقعي هذا اللي هو الصالة احب اقوله ينزل خمسين ضغط..يلا يا وحش..
قالتها وهي تربت على عضلات يديه…اتسعت عينيه من هذا الرقم التي طرحته..
كرره من خلفها بصدمة:
-خمسين ايه يا عنيا ؟!!!!
-ضغط يا روحي..
-وجع في روحك يا عيوني…
كبح نضال ضحكته وقال يبرر:
-يعني مش عايز اقولك أنه بيعمل خمسة بالعافية…
دافع جابر عن أخيه وصرخ على نضال وهو يضرب على ذراع أشرف بحماس يشجعه:
-اخرس يا كداب يا مفتري..أشرف بطل وهينزل الخمسين..مش كدة يا أشرف…
نفض يده وقال بانفعال:
-يا عم اتنيل واتلهي..خمسين مين بس؟؟ دي بتحلم..
جذبه وسام من سرواله وقال له:
-اساعدك يا اونكل؟؟
حسس على وجنتيه ونفى برأسه:
-لا يا حبيبي تسلم يا غالي يا بن الغالي…
رفع بصره متقابل بأعين وعد المتحديه له….مط شفتاه وسرعان ما غاب رفضه وضيقه وتحول لتحدي وإصرار على فعلها…..
خلع معطفه الذي يرتديه وانخفض بجسده مستندًا على راحة يديه…ثم بدأ بالصعود والهبوط…
بدأوا بالتصفيق له والعد…..
-واحد…اتنين…تلاتة..أربعة..خمسة… ستة… سبعة…تمانية…تسعة…. عشرة…ح
وفجأة بات يحتضن الأرض بصدر يعلو ويهبط بقوة….ضحكت وعد وقالت وهي تجلس جواره تربت على ظهره:
-لا عاش…اينعم مجبتش حتى العشرين بس حلو برضو….
******************
وبعد خسارة أشرف….تلاه جابر بخسارته تلك المرة…بعد أن تمكنت تاليا شقيقة وعد الصغرى من الفوز وتخلصها من الورقة وأخذه لها…..
وضع يده أعلى رأسه بعدم تصديق، قائلًا:
-يا سواد السواد يا جابر…
صدح صوت نضال مفكرًا بصوت عالي:
-أنا عندي عقاب حلو أوي…ايه رأيكم يضرب اي رقم على الموبايل وسواء رد عليه راجل أو بت..يقولها بحبك من زمان وطالب المنى والمراد…..ويرشق في آخر الجملة واحدة تجوزيني..
طالعه خالد بأشمئزاز بينما علق وسام:
-لا يا اونكل حرام..
ابتسم جابر وقال بحب:
-يا حبيبي يا وسام…حنين والله يا بني..
تابع وسام حديثه لنضال:
-هات صرصار بيطير وخوفه بيه بابي قالي أنه مكنش بيدافع عني ولا حاجة..وانه كان خايف..
ارتفع حاجب ابرار وقالت بعدم فهم:
-صرصار بيطير !!
أكد الصغير وهو يسرد عليها ما حدث اليوم:
-ايوة..انهاردة لقينا اتنين صرصار كبار وبيطيروا وجابر اول ما شافهم خدني واستخبينا تحت السرير….
رمقه نضال باستنكار زائف متمتم:
-اخص بتخاف من صرصار..صرصار يا جابر..
كاد يعلق لولا اضافة وسام:
-اه..افتكرت واونكل نضال كمان خاف منه وقعد يطنطط على السرير…صح يا بابي…
رد خالد بضحكة يحاول كبحها:
-صح يا قلب أبوك.
شعر نضال بالحرج ونظر لداليدا التي تختلس النظرات فقال بخفوت يدافع عن نفسه أمامها بعد أن فضح الصغير أمره:
-ده انا كنت بحاول امسكه..متصدقيهوش..ده عيل صغير مش فاهم اني بحاول اصطاده وامسكه…
ولكي يبدل مجرى الأحاديث قال يأمر أخيه:
-يلا طلع تليفونك وكلم اي حد واعمل اللي قولتلك عليه يلا..
رفض وتمسك برفضه متمتم:
-لا يا عم استغفر الله انا توبت خلاص..بالك لو كنت قولتلي من كام يوم بس كنت عملتها..بس خلاص توبت الف حمد وشكر ليك يارب..
قالها وهو يُقبل وجه وباطن يده يحمد ربه….فتأفف نضال واقترح عليه:
-خلاص طلع تليفونك نشوف كلمت مين انهاردة سواء مكالمة أو شات يلا….
هنا وتجرأ جابر ينظر نحو ثراء فوجدها تحملق به بنظرات غامضة وما أن حدث هذا التلاقي حتى قامت بإبعاد عيناها…..
تحرك قليلًا كي يتمكن من إخراج هاتفه…أخذه نضال وقام بالتفتيش به وبصوت عالي كان يردف:
-لا مش مصدق!!! مكلمتش انهاردة حد غير خطيبتك !!!!! هذا ما لم نسمع به من قبل….
تابع جابر رد فعل ثراء فوجدها على حالها….اوشك على تجنب النظر إليها لولا ذلك العرق البارز بعنقها والذي عكس ما تشعر به وجعله يتقن من غضبها التي تحاول أن تخفيه….
انتشل الهاتف من يد نضال فصاحت وئام بدهشة:
-هي ايه الأحكام النص كم دي؟!!!! فين الأحكام اللي بجد؟؟؟؟
رد نضال بسماجة:
-جاية في الطريق…
قلبت عيناها من سماجته وبعد وقت من ترتيب الورق وتجهيزه بدأوا من جديد وخسر تلك المرة مؤنس فصاح نضال يصوب حديثه لـ وئام :
-عايزة تشوفي الأحكام اللي بجد خدي دي بقى…مؤنس يخرج يقف برة في الهواء الطلق ده نص ساعة كاملة مش ناقصة ثانية واحدة…
استنكرت الفتيات هذا الحكم وصاحوا معترضين..رافضين…
نهشت الغيرة قلب أشرف.. جابر… ونضال….أما خالد فلم يشغل باله بهذا الصبي…واثقًا في ذاته..وفي حب ابرار تجاهه…
لم يبالوا برفضهم و وصمموا على هذا وايدهم احمد الذي قال:
-يا سلام يختي انتي وهي دلوقتي صوتكم طلع…طب عندًا فيكم بقى هينفذ…
وبعد احتجاج وشجار وتصميم بين الفتيات والشباب قرر مؤنس إنهاء ما يحدث و وافق على الخروج وتنفيذ الحكم…….
وبعد خروجه لعبوا من جديد وكانت الخاسرة “وئام” وقبل أن يقولوا اي شيء…ضيق جابر عيناه بخبث وهمس لأخيه بشيء وبدأ تنقاله فيما بينهم يعرضون إياه على بعضهم البعض…
لم تدري وئام لما يخططون ولكنها شعرت بالقلق..خاصة مع تلك البسمة الخبيثة الاشبه بالشيطانية التي ارتسمت على قسمات جابر وهو يردف:
-اخت وئام انا والأسرة الكريمة قررنا أنك تتصلي بعابد دلوقتي…وشوفي بقى عايزة تقولي ايه..عايزة تتخانقي اتخانقي..عايزة تحبي فيه حبي…ولكي حرية الاختيار…يلا….
انكمش وجهها ضيقًا وقالت رافضة:
-ايه ده لا طبعا مش هعمل كدة…
مطت أبرار شفتيها وقالت:
-ده حكم يا وئام لازم تنفذيه…
وبين تفكير وحيرة قررت محادثته قائلة:
-ماشي هكلمه بس هكلمه برة مش قدامكم عشان اعرف اتكلم.
لم يعترض أحد ونهضت والهاتف بين يدها وقبل أن تخرج تناهى لها صوت أشرف :
-خلي بالك هنتأكد لما ترجعي انك كلمتيه…وهنشوف مدة المكالمة قد ايه يعني متفكريش تضحكي علينا…
هزت راسها وخرجت فنهض بعضًا منهم يراقبوها من خلف النافذة الكبيرة….
.
وقفت بالخارج و رأت مؤنس وهو يبتعد ويسير…حتى أنه لم يشعر بها وبخروجها…
جاءت برقمه واتصلت عليه…وترقبت جوابه….
وصل إليها صوته بعد لحظات متمتم:
-الو…
انعقد لسانها ولم تعرف ما عليها فعله…..
قطب عابد حاجبيه وكرر حديثه:
-ألو…سمعاني؟؟؟
ابتلعت ريقها ولم تجد سوى حروف تلك الكلمة تخرج من فوها وهي تغمض عيناها بقوة:
-عابد أنا بحبك.
تسمرت قدماه صدمة من اعترافها…….أما هي ففتحت عيناها ولم تصدق ما اعترف به لسانها….لا تدري كيف خرجت تلك الكلمة وهذا الاعتراف…..
اغلقت بوجهه ودست يدها بخصلاتها وهى تردف مع نفسها بعدم استيعاب لما حدث:
-ايه اللي قولتيه ده؟؟؟؟؟ انا ازاي قولت كدة ازاي!!!!
دبت بقدميها ارضًا واستدارت كي تعود إلى الداخل لكن رؤيتها له أمامها وبعد اعترافها بحبها جعلها تتسمر وتشعر بالبرودة الشديدة تجتاحها….وتتملك منها…
راقبت خطواته البطيئة واقترابه منها والتي جعلتها تكتم أنفاسها…
والآن بات أمامها مباشرة وبصوت متحشرج واعين تجوب عليها هيامًا تساءل:
-أنتِ قولتي إيه؟؟؟؟؟؟؟؟!!
يتبع.
فاطمة محمد.
ويارب يكون الفصل عجبكم وانبسطوا منه دمتم سالمين. ❤️😘🙊
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.