رواية كارثة الحي الشعبي الفصل السابع والخمسون 57 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل السابع والخمسون

الفصل السابع والخمسون

الفصل السابع والخمسون

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل السابع والخمسون:

-جرا إيه يا حبيبتي هو سكتناله دخل بحماره ولا إيه…مالك؟؟ انا لحد دلوقتي حطة جزمة في بُقي وساكتة علشان مزعلكيش..بس خلاص فاض بيا…..ك

وفجأة لزمت الصمت وابتلعت حديثها بجوفها وهي ترى نظرات زوجها المتوعدة..و عين “ناهد” التي تحملق بقدميها التي تقف عليها…..

دارت بعيناها على الجميع المتسمرين ويناظرون قدميها ويديها ولم تدري ما الذي عليها فعله كي تصلح ما فعلته للتو….

بينما خرج تساؤل وعد المصدومة:

-ايه ده..مشيتي على رجلك ازاي يا حماتي…وايدك كمان….

حاولت عصر ذهنها محاولة إيجاد شيء ما..أو كلمات…ولكن لم تستطع….

لم ينقذها سوى “جابر” الذي صاح مهللًا:

-ســبــحانه…..الشافي المعافي…امبارح وقعتي وانهاردة قدرتي…هي دي أمي….الف حمد وشكر ليك يارب…..

قال الأخيرة وهو ينحني ساجدًا لله عز وجل..منقذًا والدته بعد أن تحولت الأنظار نحوه هو…..

نهض عن الأرض وحدق بوالدته التي ابتلعت ريقها وصاحت على أبنائها:

-تعالوا سندوني يا عيال..تعالى يا جابر يا قلب أمك قعدني تاني…لحسن لسة وجعاني والله…..

تحرك جابر وقام بإسنداها والتحرك معها نحو الصالون…وقبل أن يغيب بداخله اقتطف نظرة نحو ثراء التي لم يحصل على جوابًا منها بعد….

بينما اوصد سلطان جفونه من قسمها الكاذب..وضم قبضته دون أن يراه أحد يتوعد لها…..

بينما القى خليل الذي هز رأسه بضيق هو الآخر كلماته الهامسة على أذن أشرف:

-مفيش فايدة..الكدب ده اخرته وحشة اوي..وبعدين دي بتحلف انا مش مصدق بجد…

بادله أشرف همسه قائلًا:

-لا صدق دي امك…وبعدين مستغرب ليه أنها بتحلف كدب…هي امك كانت بتبيع سبح..

تبادلت الفتيات الأنظار المغتاظة مما فعلته بهم اليوم واستغلالهم بهذا الشكل…..بينما كتمت ناهد ضحكتها وانتبه خالد لهذا مما جعله يضيق عيناه شكًا بوالدته…

اقترب منها تاركًا ابنه رفقة أبرار وتحدث معها بخفوت:

-بتضحكي على ايه يا ماما ممكن اعرف؟؟

-هكون بضحك على ايه يعني..بضحك على الست دي..أصلها ممثلة فاشلة.. وانا كشفتها من اول ما شوفتها…وعرفت انها بتستغل الغلابة دول وبتضحك عليهم.. وحبيت اكشفها فناديت على جوزها علشان عارفة انها بتجنن مني.. مش عارفة ليه!

عض على شفتاه من الداخل وقال من بين أسنانه:

-يارب صبرني…..بقولك ايه يا ماما انا شايف ان قعدتك هنا طولت اوي و

-لا لسة بدري مش هسافر انا قاعدة مع ابني حبيبي وحفيدي القمر….ويلا خلينا نمشي القاعدة مبقتش لطيفة خلاص كلهم كشفوها……

________________

داخل هذا الملهى الليلي الذي اصطحب عابد نضال إليه….يجلسون على إحدى الأرائك القابعة في زاوية ما….وبصحبتهم العديد من الفتيات والشباب الذي بات عابد على صلة بهم….

راقب “نضال” الفتيات التي تتراقص شاعرًا بالاشمئزاز مما يحدث حوله..وبما أصبحت بعض الفتيات عليه…..

غافلًا عن نظرات تلك الفتاة التي بصحبتهم وعيناها التي تكاد تلتهمه…….

زفر نضال وضيق عيناه من هذا الألم الذي يجتاح رأسه نتيجة للاغاني الصاخبة…..

نظر لأخيه الجالس جواره ويتراقص بجسده يهمس له جوار اذنيه:

-عـابد…انا عايز امشي…المكان هنا مقرف…انا غلطان اني سمعت منك وجيت معاك..قوم بينا نخلع…دول عاملين زي الشياطين…

ناظره عابد وحرك رأسه حتى أصبحت جوار رأس أخيه يهمس له:

-انشف ياض..وبعدين انت جاي علشان تغير جو..انبسط ومتبصش حوليك..شوفلك واحدة واقعد اتساير معاها…يلا..

رفض نضال هذا وصاح بانفعال:

-يا عم مش عايز..طلع معنديش ميول إنحرافية.. قوم خلينا نمشي..مش هسيبك لوحدك مع الاشكال دي يلا…

انتبهت الفتاة المعجبة به لكلماته وتدخلت في الحديث بينهم..متحدثة بدلال كان مبالغ به:

-ايه يا عابد ماله أخوك؟؟ مش طايقنا ليه؟؟ اوعى تكون مكسوف….

قالت الأخيرة تصوبها نحو نضال..ناهضة من مكانها على الأريكة المقابلة لـ أريكة نضال وعابد…متحركة بفستانها القصير..مشيرة لـ عابد بيدها كي يفسح مجالًا لها….

وبالفعل جلست جواره وبالمنتصف بينهم…موجهه كافة انظارها واهتمامها لـ نضال، مكررة كلماتها الذي لم يعقب عليها..ممررة يدها على وجهه بذات الوقت:

-مقولتش برضو مكسوف ولا ايه يا قمر؟ ما تفك كدة..

-وانا هكسف ليه؟؟ اذا كنتي أنتِ الست ومش مكسوفة من قلة ادبك..انا هكسف؟؟

كادت تجيب معجبة برده القوي لولا متابعته ونهره لها دافعًا يدها التي تجرأت ولمسته…

-بقولك ايه انا غتت والله وهمجي لو مبعدتيش ممكن اقوم اديكي جوز أقلام …سبيني في حالي..انا راجل متجوز…

وعلى غير المتوقع وجد ضحكاتها الانثوية تصدح عاليًا متمتمة:

-وايه يعني متجوز؟!…ما معظم اللي هنا متجوزين وطفشنين…مش انتوا طفشانين برضو يا شباب؟؟؟

رفعت نبرتها مع هتافها الأخير محدثة الجالسين معهم…فأكدوا هذا متبادلين معها الضحكات…..

ظنت بانها بتلك الطريقة ستجعله يلين ويتساير معها وربما يحدث ما هو أكثر….لا تدري بأن ما حدث لم يزيده إلا نفورًا…….

تأففت فتاة أخرى وحدثت الجالسة جوار نضال:

-بس بقى يا جنة سبيه…

رمق نضال الفتاة وصاح بأستنكار ونبرة عالية:

-انتِ اسمك جنة؟؟؟؟؟!!! عليا الطلاج اللي سماكي جنة ظلم الاسم…أنتِ المفروض يبقى اسمك جهنم….الله يحرقك..قومي من هنا…

________________

-أنتِ إيه الكدب بيجري في دمك…مبتخافيش ربنا…حصلت انك تحلفي كدب…..يا شيخة اتقي الله بقى….اتقي الله وبطلي اللي أنتِ فيه ده علشان انا خلاص….اخري جاب اخره معاكي يا دلال….

صرخ سلطان على دلال عقب ذهاب الجميع ولم يتبقى سواهم….

نظر جابر لاشقائه بقلق….وعلى الفور تدخل أشرف متمتم:

-اهدا يا بابا علشان متتعبش…وماما خلاص مش هتعمل حاجة تاني صدقني….

كادت تؤكد له لولا صياحه الذي استمر وبات مفرط عن ذي قبل….

-لا بتعمل..انت بتكدب عليا ولا على نفسك..كلكم عارفين انها كل مرة بتزيد في الغلط والكدب..وانهاردة خلت منظرنا زبالة..والذوق انعدم من عندها وخلت البنات ولاد الاصول اللي مرضيوش يقولوا لا علشان متربين يعملولها البيت والأكل….بقى ده كلام يا ناس……

نفت على الفور وهي تهز رأسها:

-لا مش أنا يا سلطان اللي قولتلهم يعملوا حاجة..هما اللي ألحوا عليا علشان يعملوا.. صدقني..

-برضو بتكدبي.. برضو….أنتِ ايه يا ولية اللي بيجري في عروقك ده كدب مش دم؟؟؟؟

ابتلعت ريقها وصاح جابر يدافع عن والدته:

-لا يا بابا البنات فعلا اللي الحوا على ماما..ماما مش بتكدب….

انتهى مردد في سره:

-استغفر الله العظيم يارب..سامحني يارب..مضطر اقول كدة علشان الموضوع ميكبرش…

بينما مال أشرف وهمس له:

-يابن الكدابة…

همس له هو الآخر:

-والله يا اخويا كان نفسي اقولك انت كداب..بس انت مش كداب..انت صادق..انا ابن كدابة فعلا..وانا كداب برضو بس ربنا هيسامحني أن شاء الله علشان انا نيتي خير..لو مقولتش كدة أبوك هيطلق امك..يرضيك يا أشرف ابوك يطلق أمك….

أشارت دلال نحو جابر وعلامات النصر ترتسم على محياها مرددة:

-اهو شوفت…كدبت انا بقى؟؟؟

سارعت بالرد على ذاتها مغمغة:

-مكدبتش…انا مبقولش غير الحقيقة… وبعدين شكلنا لا وحش ولا حاجة..هما جم من بدري وقعدوا ساعات انا بقى خفيت في الساعات اللي هما قعدوها دي..ايه هنعترض ولا إيه؟؟؟؟؟

ضرب سلطان كف بالآخر وهو يصيح بغضب منها:

-مفيش فايدة فيكي…والله ما فيه فايدة..الكلام معاكي زي عدمه بضبط……بس أنتِ حرة..متبقيش تزعلي مني بقى..

خرجت الأخيرة بلهجة صارمة..محذرة….لم تنال اعجابها وعلقت عليها متابعة صعوده لاعلى:

-ايه هتعمل ايه؟؟ هتجوز عليا ولا إيه؟؟؟ وليه لا والله تعملها…بس لو عملتها مش هقعدلك فيها ساعة واحدة..سامع يا سلطان…..

وبصوت عالي وصل إلى مسامعها استغفر خليل ربه بنفاذ صبر لاحقًا بوالده صاعدًا لاعلى قاصدًا حجرته:

-استغفر الله العظيم…ربنا يهديكي يا أمي.

زادت ملامحها غضبًا وبدت هجومية.. صارخة عليه:

-وهو كان حد قالك اني مجنونة…..ربنا يهديك انت وابوك..

رد جابر عليها:

-ربنا يهدينا كلنا يا أمي..وبعدين ده بيدعيلك والله..يعني حاجة حلوة…..

زفرت بصوت عالي والتقطت جهاز التحكم واشعلت التلفاز.. وبدأت بالتقليب به…وجابر متابعًا لها…ولغضبها التي تصبه بجهاز التحكم من خلال الضغط على الزر بقوة…..

بينما كان أشرف يراسل وعد على تطبيق الواتس اب..ويحثها على مصالحة وئام وأخباره إذا رفضت مصالحتها كي يتدخل ويقوم بحل هذا الخلاف الذي استطاع رسم العبوس على وجه زوجته الحبيبة….

استقرت دلال على إحدى الأفلام المصرية القديمة تاركة الجهاز محدثة جابر وأشرف:

-اتفرجوا على افلام زمان..واتعلموا الرومانسية…والله افلام زمان دي مفيش منها…اه والله..ولا تربية زمان…ده الواحدة كان تسأل ابنها سؤال بس كدة يجاوب عليها من اول مرة ويريحها..لكن دلوقتي اعوذ بالله العيال بيعاملونا كأننا احنا اللي عيالهم…

فهم الاثنان تلميحها وتنهد جابر قبل أن يطرح سؤاله:

-طيب ما تيجي دوغري يا دلال وهاتي اللي عندك ملوش لازمة ده كله!

لوت شفتيها وصاحت:

-ما انا يا اخويا لما باجي دوغري مش بتجاوب…بس ما علينا..قولي أخوك عابد عمل ايه لما شاف وئام بالحجاب….ولو عرفت أطلقوا ليه قولي و ريح قلبي وطمني على اخوك..

رفض بهدوء و وضح لها:

-لا..مش هينفع عارفة ليه؟؟ علشان الموضوع ميخصنيش..ويخصه هو..وهو لو عايز يحكيلك براحته..لكن انا اتكلم وادخل في أموره..لا أنا آسف..وارجوكي متزعليش مني…بس حطي نفسك مكاني..تقبلي انك تدخلي في أمور خالتي نجلاء؟؟

-اه عادي مدام لمصلحتها…..

بلل شفتاه وعلم بأنه مهما تحدث لن يُحدث حديثه فرق…..

حسم أمره وقال:

-طيب انا لا ومش هعمل كدة…ولا هقول حاجة…

-يعني أنت عارف اللي حصل بينه وبين البت وئام..

أكد بلا مبالاة:

-اه…

وبحنق شديد صاحت ناهضة:

-طيب حلو اوي..متكلمش وخليك ساكت…..ربنا ياخدني وارتاح منكم…حاجة تقرف…..

بعد مغادرتها نظر إليه أشرف وتساءل بشك:

-انت تعرف بجد اللي حصل بينهم وسبب طلاقهم؟؟

-اه ومتسألنيش علشان مش هقول…عايز تعرف عندك عابد روح أساله…

رفض أشرف وصاح:

-لا مش عايز أعرف..علشان انا كمان عارف..

انتبه له جابر وسلط بصره عليه متمتم بشك:

-تعرف ايه بضبط؟؟ وعرفت منين؟ اوعى تكون بتوقعني في الكلام علشان تروح تقول لامك..

-لا طبعا هو أنا عبيط…وبخصوص عرفت منين فـ وعد اللي قالتلي…

ضيق جابر عيناه وتحدث بترقب:

-قالتلك أن عابد فاكر وئام خانته !

-هو مش فاكر هو واثق..بس هي معملتهاش….وعد قالتلي كل حاجة وكل اللي حصل.

تساءل بجدية:

-كل حاجة كل حاجة؟؟

-اه كل حاجة كل حاجة….

وعلى الفور هلل بطريقة مرحة خرجت هكذا رغمًا عنه:.

-ده انت مراتك الفتانة دي هتتشوي في نار جهنم…

ضحك أشرف وقام بلكزه متحدث بمرح:

-بس ياض متقولش كدة في وشي على مرات أخوك.

-طب اديني قفاك علشان اقول واشتم براحتي..

-يا واد بس بقى..خليني اكلمك في المهم…انا بفكر في حاجة كدة هتربي اخوك و وئام…و هخلي وعد تساعدني في ده…تحب تبقى معانا؟؟

-احب طبعًا شوف هتعوز مني ايه وأنا في الخدمة…..

ابتسم له أشرف وسرعان ما تذكر أمر نضال الذي ابلغه بخروجه رفقة عابد والقى شكه هذا على جابر يشاركه به:

-متعرفش عابد ونضال فين؟؟؟ انا مقلق من خروجهم سوا ده…تيجي نكلمه؟

وافق جابر وجاء برقم نضال فلم يجيب…

-مش بيرد هجرب اتصل على عابد.

وبالفعل اجرى هذا الاتصال..وبعد ثواني كان يجيبه عابد …

-عايز ايه ياض؟؟؟

تناهى إلى مسامع جابر صوت الأغاني العالية والتي جعلته ينصت لأخيه بصعوبة:

-انتوا فين كل ده؟؟ونضال جمبك ولا لا..

-اه جمبي..احنا سهرانين والسهرة لسة طويلة وصباحي…ما تيجي تسهر معانا..

مط جابر شفتاه بأسف وقال بترقب:

-طب قولي انت فين؟

وبالفعل ألقى عليه مكانهم ثم اغلق معه ونهض فسأله أشرف:

-انت هتروحلهم ولا إيه؟

-اه هروح اجبهم..الاتنين اتهبلوا باين على كبر..ولو سبناهم دنيتهم هتخرب ..

_________________

وصل جابر هذا الملهى..وجاب بعيناه التي تفادت أن تطيل النظر أو تحملق بأي فتاة…يستغفر ربه في سره ودون أن تتحرك شفتاه…..

متسائلًا بينه وبين ذاته عما كان يحب بتلك الاماكن ولما كان دائمًا يتلهف للذهاب إليهم…..

حامدًا ربه الذي آفاقه وانتشله من تلك الحياة وأنار بصيرته وجعله يكره كل هذا…

سقط بصره على عابد ونضال الجالس جواره تمامًا بعد أن نهضت الفتاة..يحاول مع أخيه كي ينهضون ويفارقون هذا المكان….لكن محاولاته حتى الآن تتكلل بالفشل..فـ عابد يتجاهله وينشغل عنه..

وصل جابر إليهم فرأى اللهفة بعين نضال الذي نهض واقترب منه يهمس له:

-أنا عايز امشي واخوك مش عايز يقوم..اعمل حاجة..خلينا نغور من هنا انا عايز ارجع….

في ذات الوقت لم ينتبه عابد إليه لانشغاله مع فتاة من صديقاته تتودد إليه..وتحثه على مشاركتها الرقص..

نهض معها مطوقًا خصرها وقبل أن يتحرك رأى جابر و وقوفه مع نضال فصاح:

-أنت جيت…اهلا وسهلا..تعالى اقعد…واتعرف عقبال ما ارقص واجيلك…

وقبل أن يتقدم رفقة الفتاة التي تتشبث به تصدى له جابر وصاح من بين اسنانه:

-ترقص! مش مكسوف من نفسك وانت بتقولها؟؟ وبالنسبة للحلوة هتحزمك ولا إيه ظروفها…

ابتسم له بسماجة وقال باقتضاب:

-لا هترقص معايا يا ظريف…يلا يا بيبي.

رغب بالتحرك معها فلم يتحرك جابر وعاق هذا مرة أخرى:

-على اخر الزمن هترقص مع واحدة اسمها بيبي..

قطبت الفتاة حاجبيها وتطاولت عليه متمتمة:

-انت اهبل ولا بتستعبط.

رد جابر عليها دون النظر إليها:

-اسكتي انتِ يا بيبي…رد عليا يا عابد على اخر الزمن تعرف واحدة اسمها بيبي……

كتم نضال ضحكته وهمس لـ جابر:

-واد يا جابر بيبي ده دلع مش اسم…اخوك بيدلعها.

اتسعت عين جابر وصاح:

-استغفر الله العظيم….يلا بينا من هنا ده مكان كله فسق وفجور…..ربنا يحرقكم كلكم…

كادت الفتاة أن تتحدث ليقاطعها جابر قائلًا:

-اخرسي أنتِ قولت وابعدي كدة بدل ما تولعي واحنا واقفين…يلا يا بني من هنا…مش عايز اغلط…

رد عابد بوجهه غاضب:

-جابر حل عن دماغي..وخد أخوك ده معاك انا غلطان اني قولتلكم تعالوا.

رد نضال عليه:

-واحنا هنبقى غلطانين لو مشينا وسبناك…يلا.

ارتفع حاجبيه وتذمر بغضب تزامنًا مع شعور الفتاة بالضجر وذهابها للرقص بمفردها:

-وانت مالك..كنت ولي امري..ولا انا مستني منك الأذن…

-لا ده مالي ونص انا اكبر منك بخمس دقايق..والخمس دقايق دول مش هيروحوا هدر..ويدوني الحق أني امرك وانت تنفذ..

-صح..

هكذا ردد نضال موافقًا جابر…مضيفًا من عنده:

-ولو مسمعتش كلامنا ومشيت معانا حالا بالا..هتصل بـ بابا وهقوله انك بتسهر في مكان لمؤاخذه الستات فيه مش لابسين والرجاله رافعين الاريل..

تابع جابر ما توقف عنده نضال:

-اه..وشوف أبوك هيعمل ايه بقى فيك لما يعرف.. هو اصلا مستنيك تغلط….وشايط من أمك..

رد عابد بلامبالاه:

-مش هتعملوها…ولو عملتوها انا هقول أن نضال كان معايا…حتى انت كمان هنا..يعني هتيجي على دماغكم برضو.

نفى جابر ودافع عن نضال:

-مش هيحصل…اللي هيحصل كالاتي انا ونضال عرفنا أنك سهران في هذا المكان الملئ بالفواحش.. وقررنا اننا نتبعك وعرفنا مكانك منك قال يعني عايزين نسهر معاك بس الحقيقة جينا علشان نخدك وننقذك….ولو جدع اثبت غير كدة…أبوك مش طايقك اصلا..وبعدين اللي انت بتغيظها وعايز تحرق دمها مش هنا…فكل ده اونطة…يلا.

زمجر عابد به ومسك بتلابيبه لتذكيره إياه بـ وئام:

-انت بتقول ايه انا مبغظش حد ولا عايز احرق دم حد…انا محدش يفرق معايا ولا بفكر في حد اصلا…

رد جابر عليه وهو يدفع يده:

-بُقو…..بُقو…..وربنا انت بُق..وامشي علشان منكلمش أبوك…..

لم يبالي عابد أو لم يصدق أنهم سيفعلون هذا وتحرك نحو الفتاة التى تتراقص……

تابعه نضال وجابر الذي كز على اسنانه وصاح يأمره:

-نضال خرج موبايلك واعمل نفسك بدور على رقم أبوك وحط التليفون على ودنك يلا….

انصاع نضال لحديثه وراقبوا عابد الذي تبدل وجهه ما أن رأى نضال على وشك التحدث مع أحدهم مخمنًا بأنه والدهم وأنهم لم يكونوا يمزحون……..

سارع بالذهاب إليهم وانتشل الهاتف من نضال وقبل أن ينظر به ويكشف كذبهم كان جابر ينتشله من يده بحركة مباغتة متمتم:

-بتاخد التليفون ليه..هو مش انت مش همك وعامل فيها شبح؟؟ روح يلا كمل شبحنة….و ورينا هتقول لابوك إيه…..

صك على أسنانه وعلى مضض أخبرهم بإتيانه معهم…مغادرين ذلك المكان……. مما جعلهم يشعرون بالنصر…..

_________________

-عملتي إيه؟؟ صالحتيها؟

طرح أشرف سؤاله على وعد التي يحدثها بالهاتف…..

نفت هذا وقالت:

-لا مش عارفة..ومترددة…خايفة تحرجني أو مترضاش ترد عليا…وبعدين لسة لحد دلوقتي قاعدة مع فجر في اوضتها والبت ثراء معاهم…يعني الكسفة هتبقى جماعية…..

رد عليها بمكر:

-لا بالعكس..ده أنتِ تستغلي انهم جوة علشان يساعدوكي…وبعدين انجزي بقى…

ابتسمت وقالت:

-عايزني اصالحها علشان مبتحبش تشوفني زعلانة صح؟

-صح..وعلشان لو فضلتوا متزعلين هتفضلي مبوزة وانا اللي هيتنكد عليا..طب وعلى ايه ده كله…صلحيها احسن…

-قصدك ايه بـ هيتنكد عليك دي..هو أنا نكدية؟؟

-بصراحة؟

أكدت بحنق:

-اه وانجز.

-طب مش قايل…ايه أنجز دي..قولي اتفضل يا جوزي يا حبيبي أنجز….

وعلى مضض قالت:

-اتفضل يا جوزي يا حبيبي…انجز….وقولي هو أنا نكدية؟ يعني شايفني نكد وهنكد عليك عيشتك…

-بصراحة هو مفيش حد مش نكدي…يعني صعب تلاقي واحد بيضحك ومبتسم للحياة أربعة وعشرين ساعة…لازم يجي عليه وقت ويكشر ويبقى مش طايق حتى هدومه…بس أنتِ فيه فرق…والفرق انك احلى وأجمل نكدية شوفتها في حياتي..وعندك احلى جوز عيون….

زحفت الحمرة إلى وجهها الذي بات يطلق حرارة…ولم تجد جواب على غزله..مستمعه لبقيه ما لديه:

-بقولك ايه يا وعدي..ما تسلفيني عيونك دي واهو اعمل بيها اي مصلحة واخونك بيهم…

وبانفعال عقبت:

-انت عايز تخوني يا أشرف…

-يعني هو أنتِ سبتي كل الكلام الحلو ومسكتي في اخونك وبعدين خدي هنا ما انا لو خونتك هتعرفي علشان هكون بخون بعيونك يعني هتبقى شايفة كل حاجة…

وبغيرة ساخرة ردت عليه:

-لا يا شيخ…

-اه يا شيخة..

-اشرف متعصبنيش وقولي ممكن تخوني بجد؟؟

-حبيبتي انا راجل مش خاين…بس ممكن اخونك في حالة واحدة بس؟؟

وبفضول ممزوج بغضب تساءلت:

-ايه هي؟

-حالة اني ابقى مستلف عيونك…وبما أن ده مستحيل …فـ خيانتي ليكي مستحيلة……….اطمني..

تنهدت براحة وتمنت لو أن بإمكانها أخباره بمدى عشقها..وما يغمر قلبها من سعادة لتواجده بجوارها..

وقبل أن تنطق بشي جديد دخلت داليدا الغرفة ودنت منها مستمعه لكلماتها:

-طيب تصبح على خير بقى هن

لم تُتممها لهمس داليدا لها:

-اساليه على اخوه ومش بيرد ليه؟؟؟ ولو يعرف مكانه…

اماءت لها بموافقة وقالت:

-اشرف متعرفش اخوك نضال فين داليدا بتكلمه مش بيرد…

نفى وكذب عليها متمتم:

-لا معرفش..

اغلقت معه وقبل أن تغادر رددت داليدا:

-وبعدين أنا مرتاحة…وعد..انا شكلي بتخان…

-وانا بتهان…..

قالتها مطلقة ضحكاتها متابعة:

-يا ستي نضال ده عبيط..يخونك ايه بس اكيد لا..

-ولو اه…جبتي انتِ الثقة دي منين..انا عايزة اعرف بجد بيعمل إيه دلوقتي..مش يمكن قاعد مع بنات..وبيضحك وبيهزر وانا هنا دمي محروق…

ردت وعد معنفه إياها:

-مش أنتِ اللي عبيطة..قولتلك اديله على دماغه بس بحنيه..أنتِ شكلك موتيه خالص…وتقلتي العيار….على العموم هنعرف مفيش حاجة بتستخبى وتعالي دلوقتي معايا علشان عايزة اصالح وئام يلا…هي ابرار فين؟

-قاعدة معاهم في الاوضة…

________________

فتحت وعد الباب وطلت برأسها ثم دخلت وداليدا من خلفها مغلقين الباب…

تحاشت وئام النظر إليها.. وانتظرت حتى جلست كي تنهض هي مخبرة فجر والبقية:

-أنا هروح انام تصبحوا على خير…

لم تتركها وعد و أسرعت بالوقوف أمامها متمتمة:

-هو ايه إذا حضرت الشياطين ولا ايه…

حذرتها وئام وقالت بجمود:

-متكلميش معايا لو سمحتي..

-لا هتكلم وهتكلم وهتكلم..مش بمزاجك…اقولك عاركيني لو ده هيريحك…بس اتكلمي معايا..مش لاقيه حد اجر في شكله بالله عليكي…ما تقولوا حاجة يا بنات..خليكم محضر خير…الله!!

تدخلت داليدا وقالت:

-خلاص يا وئام علشان خاطرنا وخاطرها..متخليش الزعل يكبر..وبعدين هي معترفة انها غلطت..مش أنتِ معترفة يا وعد؟

هزت راسها متمتمة:

-اه معترفة….وهحب على رأسها كمان….

انتهت مسرعة نحوها ممسكه برأسها مقبلة اعلاها….وما أن فعلتها حتى بدات بتوزيع قبلاتها على وجهها مردفة بمرح:

-خلاص بقى حقك عليا…مش هنسحب من لساني تاني وعد..

ابتسمت ثراء و وقفت جوار وعد:

-أنا لو مكانك و وعد بتبوسني كدة هسامحها علطول دي مبتعملهاش مع أي حد دي….

نفت ابرار متحدثة بمرح:

-لا اكيد بتعملها مع حبيب القلب…..

توقفت عما تفعله رامقة ابرار بنظرة مشتعلة مغمغمة:

-باللي في رجلي وفي وشك اقسم بالله يا مهزقة..وبعدين أنا مش ببوس أشرف..انا بديله على دماغه وبنكد عليه بس..

ضاقت عين ثراء وصاحت:

-كدابة ومش مصدقاكي…..

-عنك ما صدقتي المهم يا وئام صافي يا لبن؟؟؟

وببسمة بسيطة ردت وئام:

-حليب يا قشطة.

قفزت فرحًا وصاحت مهللة بسعادة وهي تحتضنها من جديد:

-حبيبتي كنت متأكدة انك بتحبيني وهتسامحيني…انا هروح اقول لـ أشرف أنك صالحتيني…..وانتوا احكولها هي وفجر على دلال واللي حصل…..

خرجت وتركتهم يضحكون عليها محدثة أشرف الذي سعد من أجلها وقبل أن تنهي المكالمة كي تتابع جلستها معهم صاح يستفسر منها:

-مش عايزة تعرفي هنعمل ايه علشان نربي عابد و وئام؟؟؟؟؟

اتسعت عيناها فضول ولهفة وقالت:

-مش عايزة ازاي يعني..ده انا عايزة ونص قول قول هنعمل ايه…

وببسمة واسعة ماكرة قال:

-هقولك وهنبدأ تنفيذ من بكرة علشان لازم يتربوا ويعرفوا قيمة بعض كويس اوي..

يتبع.

فاطمة محمد…

الرواية مواعيدها اتنين وتلات وخميس يا حبايبي علشان كتير بيسألوا على المواعيد❤️….

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق