رواية كارثة الحي الشعبي الفصل الخامس والثلاثون 35 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الخامس والثلاثون

الفصل الخامس والثلاثون

الفصل الخامس والثلاثون

اولا وحشتوني🌚💜💫

ثانيًا انا عايزة الفصل ده يوصل لـ ٦٠٠ فوت قبل بكرة ازاي معرفش 😂 الفصل اللي فات لما قولت على التفاعل عدى الـ ٦٠٠ يعني مش صعب عليكم 💃😂💜

*********************

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل الخامس والثلاثون:

وقعت مقلتيها عليه أخيرًا، ازدردت غصتها العالقة وتوقفت لوهلة فقط تشجع ذاتها على تلك الخطوة والمباركة له..

تابعت سيرها راسمة بسمة بسيطة على وجهها، موجهه أنظارها نحو عروسته وشعور بالألم يملئ قلبها ويخنقها فلولا

حماقتها

وتخليها عنه لما كان واقفًا جوار أخرى وكان

متزوجًا

بها هي..

لم ينتبه “أشرف” لها

فلايزال

ينظر بأعين “وعد” التي بدأ وجهها بالأحمرار أثر ارتباكها من تلك النظرات التي تشعر بأنها تخترقها لا يتابعون عقد قرآن نضال وداليدا…

اتخذ المكر مكانه على وجهه الوسيم وكاد يتحدث ويزيد من ارباكها وتلك الحالة عن تلك طريق بعض من كلمات الغزل التي قد تكون صريحة، مباشرة، وأخرى غير صريحة…

لكن ما أوقفه هو رؤيته لها من جانب عيناه تتوقف أمامه، فتحركت رأسه

تلقائيًا

شاعرًا بانه قد يكون يتوهم حضورها..

ابتسمت له مجبرة

متحاملة

على آلام قلبها، نادمة على تلك الخطوة التي كانت تشابه دس الملح على جرح حديث لم يلتئم بعد، قائلة بهدوء:

-الف مبروك يا أشرف، ربنا يتمملك على خير يارب.

ظل

يحملق

بها، وانعقد لسانه للحظات، جعلت الشك يعرف طريقه إلى قلب “وعد”.

مجيبًا بشيء من التوتر والصدمة:

-الله يبارك فيكي.

ابتلعت غصتها للمرة الثانية وظلت تنظر له وهو يبادلها إياها وكثير من التساؤلات تنهش عقله..وتجعله يفكر كيف أتت، ولماذا ؟!!

لم تتحمل “وعد” ذلك التبادل من النظرات المعاتبة

الندمة

من تجاه الفتاة، والشاردة ومشتته منه هو، وكأن هناك شيء ما خفي بينهم..

عقدت يديها أمام صدرها وسيطرت عليها غيرتها متسائلة بجمود وقوة، جاذبة أنظار زينة صوبها:

-مين دي؟؟

بلل أشرف حلقه الذي جف تمامًا وخرج صوته متحشرجًا وهو يجيبها:

-زينة جارتي من زمان..ودي وعد مراتي.

اكتفى بهذا القدر من التعريف، لم يذكر بأنها هي خطيبته السابقة.

وتفهمت

زينة هذا الشيء ومدت يدها نحو وعد التي ضاقت عيناها

وعصرت

ذهنها تتذكر هذا الاسم ومتى سمعته للمرة الأولى…

“خلاص يا زينة…هي خلصت…أنتِ اللي

بعتي

واستغنيتي

مش أنا…انا لحد آخر لحظة كنت

شاريكي

…بس واضح اني حبيت غلط واختياري كان غلط من البداية..كنت اهبل لما افتكرتك بتحبيني”

ارتخت ملامحها فهذا الاسم قد سمعته عندما جاء

لمنزلهم

رفقة عائلته للمرة الاولى وتسلل من جلسته كي يجيب على هاتفه و وقتها نهضت هي من خلفه واستمعت إلى تلك الكلمات المعاتبة التي لا تدري كيف لا تزال تتذكرها !!!

باركت لها هي الأخرى قائلة:

-الف مبروك ربنا يسعدكم.

حدقت بيدها الممدودة فرفعت يدها و وضعتها بيدها، مجيبة على مضض:

-شكرًا.

على الجانب الاخر انتبه جابر لـ زينة مما دهشة كثيرًا واقترب من والدته الواقفة خلف ابنها

وجوار

زوجها تنصت لكلمات المأذون:

-هي مش دي زينة ولا أنا شايف غلط..

نظرت نحو ما يشير فوجدتها هي بالفعل، ازدادت ابتسامتها

اتساعًا

وقررت التقرب منهم

واغاظتها

لكن

اوققها

جابر

محكمًا

قبضته على ذراعها:

-رايحة فين؟

-رايحة اشوفها واسلم عليها أصلها وحشاني،

وهسألها

برضك على أمها قليلة الأصل أصلها برضك كانت وحشاني..

ابتسم جابر من بين اسنانه ويده لا تزال تمنعها يهمس لها:

-لا صادقة بس ابوس ايدك خليكي واقفة مكانك ما

تروحيش

في حتة..على الأقل استني المأذون يخلص نضال وبعدين اعملي ما بدالك.

انتشلت يدها وكادت تتحرك ضاربة بحديثه عرض الحائط لكنها وجدتها قد غادرت ولم تعد تقف رفقة ابنها و عروسته..

صكت على أسنانها، قائلة بغيظ:

-روح منك لله

اديها

مشيت،

دورلي

عليها بقى..ما أنا لازم احرق دمها زي ما حرقت قلب ابني…

غادرت “زينة” المنزل بأكمله عقب إتمامها ما جاءت لأجله، ماسحة دموعها بسرعة فائقة كي لا يراها احد…

التفتت وعد له بكامل جسدها مستغلة انشغال الجميع بـ نضال وداليدا…قائلة ببرود:

-أنت اللي

عزمتها

مش كدة؟ بس يا ترى ليه لسة بتحبها ولا إيه؟

قطب حاجبيه

ذهولًا

من سؤالها:

-هي مين دي؟

ردت دون تردد

وبغيرة

شديدة:

-حبيبة القلب زينة…هي مش دي كانت خطيبتك ولا انا

بفتري

عليك!

لاحت الصدمة على ملامحه فلا يتذكر بأنه قد سبق له ذكر اسمها أمامها؟ ترى هل قاله بالفعل ولا يتذكر ذلك !

شارف على التحرك نحو

مقعدهم

المخصص و الدفاع والتبرير لها لولا صوت ذلك الغليظ الذي ولج المنزل وترك من جاء معهم وبحث عن أشرف والذي استطاع إيجاده رغم ذلك الازدحام:

-الف مبروك يا حبيب قلبي،

فرحتلك

من قلبي والله…

حملق به بصدمة من تواجده غير سعيدًا بما يحدث معه بتلك الليلة فـ بالبداية “زينة” والآن “محمد”.

مال عليه يقبله ويهمس له بشر بذات الوقت:

-هي مش

عروستك

دي اللي

قفشتنا

اليوم إياه؟بقولك ايه قابلني برة في الجنينة عشان نكلم على

رواقة

كدة بدل

الدوشة

دي ونعرف نتفاهم..

ابتعد عنه مباركًا لوعد

منطلقًا

من مكانه

مفارقًا

المنزل المقيم بداخلة تلك المناسبة نظرًا لبرودة الطقس بالخارج…

أوصد

“أشرف” جفونه ينظم أنفاسه، ويجمع بعض الكلمات الذي

سيهتف

بهم الآن.

فتح عيونه ونظر لها فوجدها تسلط بصرها عليه، قائلة بحسم:

-مردتش عليا انت اللي

عزمتها

مش كدة يا أشرف؟

تنهد وهو

يحاوط

كتفيها

يربت

عليهم، مردد بهدوء زائف يناقض ما بداخله من انفجارات وشيكة:

-لا مش أنا..والله ما أنا ولا كنت اعرف انها جاية اصلا، انا

هخرج

برة ثواني

وراجعلك

لم

يتمهل

للاستماع

لجوابها

تاركًا إياها وحيدة مع افكارها

وشيطانها

الذي أخبرها بأنه من الممكن أن يكون لحق بها للخارج…..

**********************

أنتهى

المأذون للمرة الثانية

داعيًا

للزوجين بالذرية الصالحة، تلاه بعض من الزغاريد الصاخبة السعيدة

والمباركات

للعروسين سواء من اهلهم أو أقاربهم، واحدًا فقط لم يبارك لهم ولم يكن سوى “جابر”.

دنا “نضال”

مطوقًا

خصرها فقد انشغل الجميع مرة أخرى متابعين زواج “عابد” و ” وئام” ، مقبلًا أعلى جبينها بحنو شديد، مقتربًا لمستوى اذنيها

بشفتيه

..

ارتجفت بين يديه وشعر هو بذلك مما جعله يبتسم مما هو قادر على فعله بها.

ظنت بأنه سيقول لها بعض الكلمات التقليدية مثل “مبروك” وهكذا، لكنه

ألجمها

عندما نطق أربع حروف فقط ببطء شديد متناسيًا كل شيء من حوله غير مدركًا ما فعلته تلك الأحرف بها

وبقلبها

وكيانها

بأكمله

بــحــبــك

“.

ابتعد عنها يرى تعابير وجهها

واسعدته

تلك الصدمة،

مسترسلًا

تلك المرة

وجهًا

لوجه:

-مش عارف ليه و ازاي بالسرعة دي، بس ده اللي حصل، أنتِ اجمل حاجة

حصلتلي

يا داليدا..

لمعت عيناها بدموع كثيفة، وثقل لسانها لا تستطع

الإيجاب

عليه..

اخفضت

بصرها، لم تعد تتحمل تلك النظرات

الشغوفة

المنطلقة من عيناه…

أنقذها اقتراب جابر منهم، مباركًا لأخيه

أولًا

:

-مبروك يا أخويا..الف مبروك.

ابتسم له محاولًا أن يتناسى ما مضى

وفعلته

الشنيعة مع حبيبته و زوجته من تلك اللحظة.

-الله يبارك فيك..عقبالك.

رد رافضًا ببسمة واسعة:

-لا يا عم بعد الشر..انت كدة

بتدعي

عليا..

هز نضال رأسه بحركة بسيطة تعبر عن استيائه من أخيه الذي لا يعلم أحد متى سيتغير ويصبح رجلًا عن حق..

حرك “جابر” رأسه نحوها مباركًا لها هي

الآخرى

بنبرة

غلفها

الضيق الذي لم

يدركان

اكان من ذاته أم من تلك الزيجة:

-مبروك يا مرات أخويا، وياريت ننسى اللي فات..و زي ما بيقولوا اللي فات مات..

ردد على مضض، فكم كان يرغب بفتاة أكثر

احترامًا

وأخلاقًا

لأخيه من تلك التي سبق لها محادثة غريب..لكن فات الوقت وباتت من نصيب أخيه.

ردت عليه بهدوء شديد رغم الصراع القائم داخلها لا تعلم حقيقة ما تشعر به نحوه..هل هو الغضب مما حدث، أم الإمتنان له فقد وقعت في عشق أخيه و تزوجت به بفضله هو وتلك الحقيقة لا أحد يستطيع إنكارها.

-الله يبارك فيك..

ردت عليه وهي تغفل عن أعين زوجها المعلقة بها، وما أن ردت كنوع من المجاملة معلنة موافقتها على حديثه، همس لها نضال:

-تعالي نقعد عقبال ما عابد و وئام يخلصوا.

تشبثت

به

وتحركا

معا نحو مقاعدهم وكل منهم يشكر ربه بسره، بينما ارتكزت أنظار “جابر” على ثراء فقط وليس انثى سواها..

************************

دفعه “أشرف”

محررًا

ياقته

بعدما قبض عليها

وجره

معه لإحدى الزوايا البعيدة عن الأنظار، مغمغم بأسلوب ثائر،

ناقم

:

-أنت بتعمل ايه هنا؟؟ وايه نتفاهم دي ايه اللي بيني وبينك عشان نتفاهم فيه يا زبالة انت..

اعترض الآخر وتحدث ببرود واعين تلمع بالشر:

-لا لا اهدا كدة وبلاش الاسلوب ده عشان مش

بياكل

معايا، وبعدين أنا جاي في خير واول ما عرفت أنه خطوبتك انهاردة

معوقتش

وجيت مع الرجالة اللي جم عشان اقوم بالواجب رغم اني زعلان منك انت وأخواتك بس يلا احنا ولاد النهاردة..

تابعة أشرف

مستنشفًا

بأن هناك شيء لم يفصح عنه بعد،

مخمنًا

نواياه وما سيتحدث به الآن..

صدق

حدسه

عندما أضاف وعيناه تجوب بالحديقة:

-شوف يا أخي الواحد جاي يقضي واجب

فيطلع

بمصلحة…ها

هتديني

كام عشان

افلسع

وسرك يفضل في البير.

ابتسم أشرف بسمة لم تدوم طويلًا وتحولت

قسماته

على الفور

لوعيد

وإنذار بالخطر وهو يمسك

بتلابيبه

يهزه بعنف وقوة:

-لا ما هو هيفضل في البير يا روح امك، ومش حتة عيل زبالة زيك وحرامي

بياكل

من الحرام هيعمل نفسه حاجة عليا

واسكتله

…ده أنا ممكن

ادفنك

مكانك

ومسميش

عليك…

رد الآخر

باستفزاز

:

-ما هو الحرام ده اللي كنت

هتاكل

منه برضو لولا السنيورة اللي كانت وقفة جمبك جوه وأنها

قفشتنا

، هي صحيح لو عرفت انك انت الحرامي هتعمل فيك إيه؟؟ ولا أهلها يا جدع..وشكلك قدام أمك وابوك وأخواتك لما يعرفوا انك كنت هتبقى حرامي..وكان زمانك زيي بضبط..ها ادخل

واجرصك

قدام أهل الحلوة؟

هزه من جديد بقوة قد باتت

اضعافًا

، وكاد لسانه أن يتفوه بالكثير فقد نجح في ثوران دمائه وجعله لا يرى من شدة الغضب..

آتاه صوتها الواثق من خلفهم وهي تعقب على كلمات ذلك اللص وتقترب من الأثنان أكثر وأكثر:

-حقك بس انت كدة

بتفضح

نفسك اصل انت عرفت منين حكاية السرقة دي؟! ده غير اني ساعتها مش

هسكت

وهقول

أنه أنت.

التفت لها “أشرف” أثناء حديثها

وانزعج

من تواجدها والحديث مع هذا، متمتم بحدة و نبرة آمرة لا تقبل نقاش:

-خشي جوه يا وعد.

كأنها لم تنصت و ربما قد تعمدت هذا متابعة بوعيد غاضبة من

تجرئه

بتهديد زوجها:

-وطبعا بعد ما وقعت بلسانك عشان انت غبي مش هيبقى قدامك غير حلين يا

هتنكر

وتكدبني

ومحدش

هيصدقك

عشان خلاص الفاس وقعت في الرأس يا

هتقول

إن أشرف كمان كان معاك وكدة كدة محدش

هيصدقك

..اصل مش

هيكدبوا

بنتهم

ويصدقوا

حرامي ولا ايه يا حرامي..

ثبت عيناه فوقها وتشكلت بسمة على وجهه من قوتها

وصرامتها

بالحديث مسببة رعب الآخر والذي خرجت كلماته

ملعثمة

متكررة:

-أ..أنتِ…أنتِ.

أوقفته قائلة بسخرية:

-مفيش أنتِ، انت اللي تطلع من هنا يلا بدل ما

اجرصك

انا وساعتها

هتمشي

بس وانت

مكلبش

..

ابتلع ريقه و وزع بصره عليهم وبدون أن يتحدث غادر من مكانه…

عقب رحيله نظرت إليه فوجدته يحدق بها مبتسمًا لها

بامتنان

وحنو

..تقدم منها خطوتين حتى أصبح أمامها مباشرة..ابتلعت ريقها ورغبت في التحرك للخلف والابتعاد مجددًا لولا يديه التي عرفت طريقها إلى خصرها…متمتم بحيرة:

-المفروض

اهزقك

دلوقتي عشان

اتكلمتي

معاه وأنا واقف، ولا

ارزعك

بوسة على اللي عملتيه ده !

اتسعت عيناها من

وقاحته

وتفاقم هذا الاتساع عندما رأته يميل نحو وجنتيها ينوي تقبيلها بالفعل..

دفعته بصدر يعلو ويهبط بشدة، مجيبة بتلعثم عائدة

لسؤالها

مرة آخرى وكأنها لا تصدق جوابه السابق:

-ولا ده ولا ده، انت تجاوبني انت اللي

عزمتها

ولا لا..

عض على شفتاه ومرر يده على رأسه ثم علق بنفاذ صبر:

-قدامي خلينا ندخل جوه الجو برد…

-مش قبل ما تجاوبني يا أشرف.

تبدلت

تعابيره

وكرر كلماته بلهجة مخيفة

جبرتها

على الرضوخ له على مضض:

-وانا قولت قدامي.

*************************

أوقف “أنس” شقيقته قبل أن يدخلوا داخل المنزل هامسًا لها:

-بت يا إيمان زي ما قولتلك اوعي تنسي.

تبسم وجهها وهي تجيب بكلمات بسيطة:

-عيب عليك و يلا بينا لحسن شكلنا

اتاخرنا

..

نفى هذا قائلًا:

-لا

متأخرناش

الأغاني لسة

مشتغلتش

..

ثوانِ فقط وكان بالداخل وهي بجواره

يتحركان

معًا، وعيناه تعرف ما يريد باحثًا عنها..

انتشله

صوت “إيمان” قائلة بهمس:

-وئام هي اللي قاعدة وفجر اهي تعالى.

سار خلفها

ماسحًا

بعينه فوق “فجر” منزعجًا من نقابها التي لم تتخلى عنه حتى بتلك المناسبة.

وقفت شقيقته جوارها مرددة:

-الف مبروك يا فجر عقبالك يارب..

نظرت إليها ولم تتردد

باحتضانها

،

هاتفة

بحب دون أن تنتبه

لاخيها

الذي لم يزيح عيناه عن حدقتاها:

-حبيبتي يا إيمان عقبالك يارب.

-وعد كتبت كتابها ولا وئام اول واحدة؟

-لا كتبت هي و داليدا..

ظهر الضيق على وجهها مصوبة كلماتها تلك المرة إليه:

-شوفت يا أنس قولتلك شكلنا

اتاخرنا

أهو كتبوا

وملحقتش

أحضر..انت السبب.

رد عليها بنبرة خافضة

مزيحًا

عيناه عن صديقتها

مطرقًا

برأسه قليلًا

للأسفل

:

-حقك عليا…عاملة ايه يا آنسة فجر اتمنى تكوني بخير، والف مبروك

وعقبالك

إن شاء الله.

ردت عليه منتبه لعدم تطلعه بها تلك المرة

وتلعثمه

بإلقاء

هذا الكم من الكلمات المتتالية:

-الحمدلله والله يبارك في حضرتك

وعقبالك

انت كمان.

حافظ على ملامحه وقال قبل أن يغادر من مكانه:

-انا برة يا إيمان لو

عوزتيني

اديني رنة..

غادر

ودهشت

فجر لكنها لم تعلق،

فأخبرتها

إيمان منفذة وصايا أخيها لها:

-انس ده قفل

مبيعرفش

يقول كلمتين على بعض

اكمنه

مبيكلمش

بنات ولا

بيتعامل

معاهم..واحلى حاجة فيه أنه ملتزم

وبيصلي

الفرض

بفرضه

، ده انا نفسي التزم زيه.. علطول

جايبلي

الكلام في البيت.. إيمان مش بتعجب بس شيخ أنس غير.

لم تعبأ بكلماتها كثيرًا واكتفت

بالابتسام

لها، عائدة

بانظارها

نحو وئام وعابد، لا تدري

بأنزعاج

“خليل” الواقف في الجهة المقابلة و رؤيته لهذا الشاب

يحادثها

*********************

وللمرة الثالثة يدعو المأذون للعروسين الذي أنهى عقد

قرآنهم

للتو..

ومثلما حدث تلقى “عابد” التهاني من الجميع وكذلك ” وئام”..

تقدم منها ملتقطًا يدها بين يديه رافعًا إياها أمام ثغره

ملثمًا

إياها بحب رغم ما يسيطر عليه من غيرة ونيران من تلك الهيئة المغرية.

ابتسمت له بخجل طفيف مستمعة

لكلماته

:

-خلاص بقيتي مراتي وعلى أسمي.

مع قوله الاخيرة مال على أذنيها يهمس لها بنبرة سريعة راسمًا بسمة زائفة متابعًا:

-ده أنا

هنفخك

على الفستان اللي مش فستان ده..

ذُهلت

من

تبدله

واختفاء تلك النبرة المحبة إلى تلك

الساخطة

مما ترتديه لا تعلم بأنه تحمل ولم يعد بإمكانه الصمود أكثر

فأذا

فعل هذا سينفجر بها…

دوى صوت الأغاني ونادى الشاب منسق الأغاني على الثلاث أزواج يدعوهم للرقص على تلك الأغنية الرومانسية الهادئة…

نهضت داليدا رفقة نضال وضمها إليه وكذلك فعلت

مطوقة

عنقه لا يصدق كلا منهما ما توصلوا إليه هامسًا لها جوار أذنيها:

-مكنتش اتخيل أني اتجوز بالسرعة دي..ولا حتى اني احب..بس أنتِ خليتي الصعب سهل و واقع…عارفة ليه؟

آتاه

همسها

المتسائل

بضعف:

-ليه؟

رد عليها بشغف وهيام:

-عشان أنتِ مميزة يا داليدا، دخلتي قلبي من غير استئذان، اللي حسة ناحيتك صعب

اوصفه

، انا بقيت حابب وجودك..

ادمنته

..زي ما ادمنت صوتك..وكل حاجة فيكي..أنتِ النص اللي كنت بدور عليه

ومكنتش

بلاقيه

…بس خلاص لقيته ومش

هسيبه

الا

اغمضت

جفونها تخفي دموعها عن أعين الجميع مقاطعة كلماته

وتصريحه

بعشقه نحوها

حامدة

ربها على أنه لا يرى وجهها الآن:

-بس

متكملش

..هعيط والناس

هتتفرج

علينا.

كذلك اقترب أشرف من وعد التي ما أن لامس جسدها

واحتضنها

كي يتراقص معها ارتجفت، محاولة إنكار ما تشعر به نحوه والذي يكون سبب رئيسي لما يحدث معها بحضوره…

ولكي تخفي ما تشعر به ابعدت بصرها عنه حتى اصبح هو فقط من يتطلع بها…يتأملها…وكلماتها..

تهديدها لهذا المدعو “محمد” تتكرر…سعيدًا بها..

وبقوتها

الذي لم يصادفها من قبل.

قطعت هذا الصمت خجولة من هذا الضوء الخافت المسلط عليهم ومراقبة المعازيم والحاضرين سواء الجالسون ام

الواقفون

تلك الرقصة بينهم، واندماج كل من داليدا و وئام مع أزواجهم..

-مقولتليش برضو أنت ا

لم يدعها

تسترسل

واضعًا

سبابته

أعلى شفتيها يخبرها بخفوت:

-هشش…ارقصي وعيشي اللحظة..انسي اي حاجة دلوقتي…

وبصي

في عنيا

متهربيش

بعيونك مني..

وكأن كلماته

كالسحر

والقاها

عليها…مستسلمة لطلبه

متلذذة

بتلك اللحظة وذلك اللقاء بين

عينيهم

وأيديهم……

بللت ” وئام”

المطوقة

عنقه شفتيها وقالت مستفسرة:

-ماله الفستان يا عابد، وحش؟

ابتعد بوجهه عن عنقها المكشوف يطرد رائحتها التي تغلغلت إليه، مجيبًا بجمود رغم البراكين داخله:

-مش وحش…المصيبة أنه مش وحش..بس

بتر جملته فكاد يخبرها بأنه يظهر مفاتنها ورشاقتها التي قد

تُحسد

عليها من البعض وتجعل آخرين

يتمعنون

النظر بها..

قطبت حاجبيها وتراجعت خطوة للوراء كي تستطع النظر داخل عيناه علها تعلم ماهية مشاعره.

-بس ايه؟

جذبه أحمر الشفاه التي تضعه

فأزداد

غضبه

فشدد

يده حول خصرها يدفعها داخل

احضانه

يبعد عيناه عن وجهها، متمتم:

-ايه اللون

المهبب

ده؟ يعني لو قصده

تفرسيني

مش

هتعملي

فيا كدة.. فستان أحمر و روج احمر…

جاءه

استفسارها

:

-وانت ايه اللي

مضايقك

الفستان مش عريان…

أردف بكلمات معدودة ولكنها غامضة، مردد:

-هتعرفي ايه اللي

مضايقني

بس مش دلوقتي.

***********************

بارح “جابر” مكانه واقترب من ثراء التي تتابع الفتيات وهما

يتراقصون

شاعرة بالسعادة من أجلهم..

منتهزًا

ذلك الظلام البسيط

وارتكاز

الضوء على

اشقائه

..واقفًا خلفها مردد بصوت عالي بعض الشيء كي تستطع استماعه ومعرفة وقوفه خلفها.

-وحشتيني.

استمعت إلى صوته والتفتت برأسها تحدق به للحظات.. ثم عادت تنظر أمامها وقلبت عيناها

بضجر

، قائلة بصوت وصل إليه:

-ما

تطلعني

من دماغك بقى.

وبدون تردد

وببسمة

ماكرة كان يجيبها:

-ولو طلعتك من دماغي

هطلعك

من قلبي إزاي؟

كزت على أسنانها من كذبه ومحاولته

للايقاع

بها مثلما اوقع بـ داليدا من قبل، قائلة وهي تلتفت إليه بكامل جسدها تنوي تغيير مكانها:

-وجع في قلبك إن شاء الله.

قالتها تاركة إياه واقفة جوار أبيها الذي كان يتابع وئام بأعين متأثرة مليئة بالدموع..

رأت هي تلك الدموع فقامت

باحتضانه

واضعة رأسها على صدره:

-متعيطش يا بابي..هعيط معاك والله…

قبل أعلى رأسها وسألها عن والدتها:

-اومال فين علياء..

أشارت له نحو مكانها فوجدها هي الأخرى بحالة لا تحسد عليها تبكي هي و روفان لا يعلمون متى مضى الوقت وكبرت

فتياتهم

إلى هذا الحد.

-هناك اهي بتعيط هي

وانطي

روفان.

***********************

استمر خالد

بوقوفه

جوار “ابرار”

جاعلًا

ابنه يقف أمامه، لا يرغب بالجلوس..واضعًا كامل تركيزه معها هي..مدركًا بانها تشعر بنظراته التي

تخترقها

تسارعت

خفقاتها

وشعرت بحرارة شديدة رغم برودة الطقس…ابتلعت ريقها و رغبت في الهروب بالحال…

وكادت تنجح لولا

هتافة

بأسمها

والذي وصل إليها بصعوبة لعلو صوت الأغاني:

-أبرار.

-نعم.

لم يكن يعلم بما

سيتحجج

أو سيتحدث فوجد لسانه

يردف

بتلك الكلمات المباشرة:

-في حد في حياتك؟

صدمها بهذا السؤال وجعل كثير من التساؤلات تغمرها.. تمالكت حالها بالوقت الراهن وقبل أن تتركه كانت تهز برأسها تنفي وجود أحد..

ورغم

تسرعه

وحماقته

بسؤالها

بتلك الطريقة إلا أنه سعد

وبتلقائية

مال بجسده نحو “وسام” الذي يتابع أشقاء جابر، يسأله بغموض:

-قولي يا وسام بتحب أبرار؟

لم يفكر الصغير واجابه بصدق:

-بحبها اوي يا بابا.

منحه بسمة واسعة وقبله على وجنتيه ينوي على الحصول عليها والتقدم إليها،

فمدام

ابنه يتقبلها ويحبها إذن ليس هناك مانع أو عائق لارتباطه بها والبدء من جديد.

***********************

انتهت تلك الأغاني الرومانسية التي تناسب تلك الرقصة الهادئة التي اشعلت قلوبهم، وحان دور المهرجانات الشعبية..

والتي تشارك بها اهاليهم

واشقائهم

يتراقصون

بسعادة طاغية تظهر بوضوح على وجوههم..…

تركتهم “دلال” والتي كانت تلتقط انفاسها بصعوبة اثر رقصها رفقة أشرف..واقتربت من زوجها الجالس جوار “خليل”

مكفهر

الوجه شاعرًا

بنغزات

داخل صدره يجهل سببها..

جلست دلال جوار سلطان قائلة:

-قاعد ليه يا ابو أشرف..قوم ارقص مع العيال وافرح.

-انا فرحان يا دلال مش لازم ارقص عشان أبين اني مبسوط كفاية هما مبسوطين..

-صدقت يا حاج الحمدلله، ربنا يسعدهم

ويفرحهم

قادر يا كريم،

ويهديك

يا جابر وتقع على

جدور

رقبتك كدة

وتيجي

تقولي بحب ياما.

قالت الأخيرة وهي تتذكر ” فاطمة” مغمغمة:

-احسن حاجة أني قولت لـ فاطمة

متجيش

لحسن دي عينها وحشة بالك لو جت معرفش ايه اللي ممكن يحصل بس هيحصل حاجات كتير احنا في غنى عنها..

ما لبث “سلطان” أن يجيبها لولا ظهور “زاهر” أمامهم مباركًا لسلطان الذي تعرف عليه مؤخرًا وقام بدعوته هو و والده…

-الف مبروك يا سلطان بيه، أبويا

بيعتذر

منك تعبان شوية..وانا بصراحة حبيت اجي

وابارك

ليك

وللعرسان

.

رحب به مغمغم بحرارة:

-الله يبارك فيك يا ابني نورت والله اتفضل اقعد.

رضخ له وجلس بالفعل بعد أن بارك لـ خليل و دلال، وعلى الفور بدأ بمتابعة الفتيات اللواتي

يتراقصون

بالمنتصف

بنظرات غير بريئة..

باحثًا عن فتاة جديدة تطابق تلك المواصفات الذي يفضلها…

وبالاخير

ثبتت عيناه على

الأكثرهم

جمالًا

بالنسبة له

وأكثرهم

مهارة بالرقص الشرقي الذي يعشقه…

هامسًا مع نفسه:

-صاروخ يخربيتك..

ظل يتابعها لم يعد يرى سواها، يتمنى خروجها من وسط الجميع

وتوقفها

عن الرقص كي يستطع محادثتها ومعرفة هويتها..

مرت ثواني، دقائق وكانت بالفعل تخرج من بينهم راغبة في

ارتشاف

الماء بعدما جف حلقها…متحركة صوب المطبخ وبالطبع هو خلفها لن يضيع تلك الفرصة

هباءًا

……….

يتبع.

فاطمة محمد.

رأيكم وتوقعاتكم. ❤️💫

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق