رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
ياريت يا بنات التفاعل يعلى شوية واللي مبيعملش فوت يعمل عشان نسبة الفوتات بالنسبة لـ المشاهدات على الفصول قليلة جدا، فـ فضلا اللي حابب الرواية يعمل فوت على الفصول كتشجيع وحافز ليا❤️
وبالنسبة مواعيد الرواية فهي بتنزل اتنين وتلات وخميس 💫
***********************
أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثالث والثلاثون:
دخلت ” ثراء” إلى غرفتها عقب
استأذنها
منهم بالاسفل
متعللة
بحاجتها
للاستذكار
، توجهت نحو الفراش
متنهدة
بصوت عالي يعبر عن استيائها
وانزعاجها
،
فكلمات
“ابرار” لا تزال يتردد صداها بأذنيها.
“جابر كان
بيكلمها
وهي
اتوهمت
انها حبيته، والحيوان كان
بيبعتلها
صور اخوه نضال على أنه هو،
اتكلموا
فترة ولما زهق
بلكها
، وداليدا وقتها
اتجرحت
ومعرفتش
هو عمل كدة ليه، و لما شافت نضال في
العزومة
اول مرة
افتكرته
هو، بس الحمدلله الصورة وضحت، واكتشفت أنه جابر مش نضال”
مسحت على وجهها وهي
تكز
على
فكيها
غيظًا
واشمئزاز
من هذا الحقير وما فعله مع داليدا..
انفرج الباب فجأة و ولجت منه “ابرار” التي أغلقت الباب من خلفها، قائلة:
-دورت عليكي تحت قالولي انك هنا.
انتبهت إليها
وتابعتها
بعيناها متسائلة:
-في إيه؟
ردت بندم وضيق
يليح
على قسماتها:
-أنا اتكلمت مع داليدا كنت هقولها اني قولتلك كل حاجة على جابر، بس هي مش
عايزاكي
تعرفي، مكسوفة انك تعرفي
وقالتلي
هتكلم نضال
وهتقوله
يخلي اخوه يبعد عنك.
استنشفت
ضيق ابرار فابتسمت لها بخفة محاولة
تهوين
وتخفيف حزنها ذلك، مغمغمة:
-طيب خلاص، ولا كأنك قولتيلي حاجة، داليدا مش هتعرف ومش هقول حاجة قدامها متقلقيش..
بادلتها
بسمتها قائلة بترقب:
-بجد يا ثراء..
-اكيد بجد، أنتِ مكنش قصدك حاجة لما قولتيلي أنتِ
خوفتي
عليا، وعارفة انك بتحبي داليدا
وخايفة
تعرف انك قولتيلي،
فنقدر
نعتبره سرنا الصغير اللي محدش
هيعرف
عنه حاجة..
لم تنتظر “أبرار” أكثر
واندفعت
تحتضنها تشعر بالامتنان نحوها…..
*************
وطأت “فاطمة” بقدميها داخل المنزل رفقة كلا من دلال و عابد ونضال، تحرك بؤبؤ عيناها
تفحصًا
للمنزل
وأثاثه
..اتسعت حدقتاها
انبهارًا
مرددة باعجاب لم
تكبحه
:
-ده ايه الحلاوة دي، ده إحنا مش عايشين يا ولاد، ايه اللمبات دي كلها، منورة اوي كدة لي
لم تستطع
استرسال
حديثها نتيجة لما حدث من انفجار معظم المصابيح..
ضربت دلال على صدرها مرددة بصدمة جلية:
-يالهوي دول
فرقعوا
!!!!!
بينما ضرب نضال على وجهه برفق وحسرة هامسًا لأخيه:
-يلا بينا
نفلسع
قبل ما يجي علينا الدور..
حاول عابد تكذيب ما يحدث، معلقًا على كلماته:
-بص ممكن تكون صدفة، يعني مفيش حد كدة، أيوة أكيد صدفة..يارب تبقى صدفة..
لم تبالي فاطمة بما حدث وتابعت سيرها وعيناها لا تتوقف عن تفحص الأغراض..جذب انتباهها تلك الساعة المعلقة على الحائط والتي تشبهه تلك الساعات القديمة المتواجدة بأفلام الأبيض والأسود، قائلة بترقب:
-الله !!! هي الساعات الحلوة دي لسة موجودة؟ دي اكيد غالية، بس بصراحة حلوة اووي…
انتهت جملتها تزامنًا مع سقوط الساعة عن الحائط
وارتطامها
بالأرض
متهشمة
إلى عدة قطع…
دنت دلال منها على الفور وهي ترفع كف يدها بوجهها، قائلة بحسرة على ما حدث للساعة:
-دي كنت جيباها يوم الخميس الساعة خمسة يوم خمسة في شهر خمسة يخربيتك يا فاطمة، البيت
هيتخرب
، خشي على المطبخ وأنتِ ساكتة…
حدقت بها الاخرى مدافعة عن ذاتها تحت انظار عابد ونضال المتابعين لما حدث
مترقبين
نهاية ما يحدث
مخمنين
بأن والدتهم ستقوم
بطردها
:
-أنتِ
بتخمسي
في وشي ولا ايه، لا ازعل والله، اوعي تكوني
فكراني
عيني وحشة، ابدا، دي بتبقى صدفة يا ست دلال..
عضت على شفتيها
ندمًا
لجلبها
لتلك المرأة منزلها، هامسة مع نفسها:
-هو انا جيباها
تنضف
البيت
وتساعدني
ولا تخرب البيت وتجيب اجله
واجلي
، يا لهوي يالهوي…اعمل ايه
اطردها
طيب؟
هللت
المرأة وهى ترى “جابر” يهبط الدرج يتقدم منهم، فصاحت مرحبة به بحرارة:
-ازيك ياض يا جابر، انت مالك متغير كدة ليه يا ولا ومحلو..
حدق بها جابر وتعرف عليها على الفور وقبل أن ينهي الدرج وجد ذاته يهبط
بقيته
بكامل جسده…
-يالـــهــــوي ابني…..
خرجت صرخة من فوه دلال مندفعة نحوه كي تطمئن عليه منحنية لمستواه..بينما تعالت ضحكات عابد ونضال على أخيهم
شامتين
به…
كذلك
هرولت
فاطمة كي تطمئن عليه:
-ايه اللي
وقعك
يا واد يا جابر، مش تاخد بالك، ادي آخرة الاستهتار…
علقت دلال بحسرة:
-استهتار ايه بس، صلي على النبي في قلبك
ومتكلميش
تاني، بصي
عايزاكي
تخرسي
يا فاطمة لو عايزة تأكلي عيش تعرفي؟؟؟
لوت شفتيها
بامتعاض
، معقبة:
-ومش هعرف ليه يعني..
رمق جابر الاثنان
متسائل
بألم:
-هو انا وقعت ازاي؟؟ وانت وهو
بتضحكوا
على ايه،
مشفتوش
حد
بيقع
قبل كدة…
انتهى
ناهضًا
بمساعدة أمه،
فالتفتت
فاطمة
للاثنان
وكانت على وشك التحدث لكن قبل أن تفعلها حث نضال عابد على الفرار من أمامها:
-واد يا عابد اجري يالا إحنا عايزين نخش دنيا…..
**************
جاء المساء وحضر سلطان رفقة خليل الذي ذهب إليه بعدما أخبرته دلال بتواجده حتى الآن بالمطعم..
رحبت به دلال
وحثتهم
على الصعود إلى غرفهم من أجل تبديل ملابسهم، وغسل أيديهم حتى تحضر العشاء..
دخلت المطبخ وهي تتقدم بقدم وتأخر القدم الأخرى..فقد حدثت كوارث عدة اليوم معها بالمطبخ عندما حاولت صنع حلوى ما فكلما شكرت تلك المرأة في شيء ينتهي أمره في الحال..
وجدتها تقف أمام المقود تسخن الطعام
فأمرتها
بإطفاء
النيران ومساعدتها في تعبئة الصحون دون أن تتحدث:
-اطفي خلاص
وساعديني
يلا
ومتفتحيش
بُقك خالص
عايزاكي
خارسة
يا فاطمة..بُقك ده
ميتفتحش
..
رضخت لها
ولزمت
الصمت
وساعدتها
مثلما أمرت ثم بدأوا بتحويل الطعام على السفرة…
هبط سلطان من الاعلى وكذلك أبنائها الخمس….
وقبل أن يبدا أحد بتناول طعامه تحدث أشرف
موجهًا
حديثه لأبيه:
-بابا انهاردة بعد ما جبنا الشبكة، انا ونضال
اتكلمنا
مع ابو وعد و ابو داليدا وطلبنا منهم نكتب الكتاب مع الخطوبة وهما وافقوا و
اندفعت دلال مقاطعة حديثه
بتذمر
واضح:
-هو انا اخر من يعلم ولا إيه، هو أنا مش
شوفتكم
وانتوا خارجين من عندهم
مقولتوش
ليه؟؟؟؟ وبعدين تكتب ليه دلوقتي افرض البت طلعت متعبة ومش عايز تكمل معاها زي اللي قبلها، تكون
دبست
نفسك…
رد عليها
بوجوم
وما زادها غيرة:
-اه وهو ده المطلوب انا عايز
ادبس
نفسي..وبعدين هي مش
مشورتك
أنتِ وبابا من الاول، وانا بصراحة مش عايزها تضيع مني عايز
ادبس
فيها
وادبسها
فيا….
نهض عن الطاولة قائلًا بجمود:
-عن اذنكم..
أوقفه صوت أبيه، مغمغم بهدوء:
-رايح فين يا أشرف اقعد
كُل
..
-لا يا بابا مليش نفس كلت كتير في بيت حمايا
وشبعان
…انا بس نزلت عشان ابلغ حضرتك…
فارق مكانه وما أن اختفى تمامًا عن أنظارهم حتى صاح خليل:
-بصراحة يا ماما حضرتك
مزوداها
معاه..يعني منين كنتي عايزة وعد
ومنين
قاطعته صارخة به:
-اسكت انت
وملكش
دعوة…
انزعج سلطان من طريقة حديثها مع خليل
فعقب
بتهكم:
-لا
ميسكتش
ده اخوه وحقه يقول
ويكلم
مش
هتمنعيه
يكلم يا ام أشرف..
مال نضال على عابد هامسًا له:
-امك بتحب أشرف
وابوك
بيحب خليل..وانا وانت وجابر الزفت نكرة..
عقب عابد يؤكد له:
-هو انت لسة واخد بالك، ده من زمان اوي..
بالاعلى تحديدًا غرفة أشرف..
وضع هاتفه على أذنيه يرغب في محادثتها والتأكد من مغادرة ذلك الشاب رفقة عائلته…
وبأنها
قد باتت بمفردها ولا تقضي
وقتًا
معه..
اتسعت عين “وعد” بحماس وهي ترى اتصاله وبرق بعقلها فكرة شيطانية..ترتب عليها تقدمها من ابن خالها وأخذه من وسط الجميع وخروجها معه للحديقة..
تساءل عما يحدث وسبب أخذه بتلك الطريقة:
-في ايه يا بت، الجو
سقعة
..
رفعت أمام مرأى عيناه هاتفها تخبره بهمس شديد:
-اشف
بيتصل
…
ضيق عيناه وتحدث بذات الهمس:
-طب وأنا مالي.. وبعدين احنا بنكلم كدة لية؟؟
ردت بعفوية
وضحكة
طفيفة على حالها:
-مش عارفة بس انا عايزاك ترد عليه..
جحظت
عيناه
فزعًا
وصاح بها:
-نعم يختي؟!!!! انتِ عايزاني اموت ولا ايه، ده انا
معملتلوش
حاجة
وفعص
ايدي ولا
الطمطماية
، عايزاني أرد عليه ده كدة يقتلني وش….
-يوووه متبقاش جبان وبعدين انت قولت أنه
بيغير
عليا وانا مش مصدقة وعايزة أصدق..
-يختي صدقي بعيد عني..ده ايه ده هو
العُمر
بعزقة
…
تأففت بطريقة طفولية بعد أن انتهت المكالمة ولم تجيب عليه:
-اهي فصلت.. اوف..
علق بتحدي
وانظاره
مثبته بالهاتف:
-هيتصل تاني..
وبالفعل دوى رنين هاتفها من جديد،
فتوسلت
إليه من جديد:
-عشان خاطري يا مؤنس عايزة
اختبره
..
-قولت لا..
اختبريه
بعيد عني أنا مش عايزه يكرهني..ولا دماغه
تحدف
شمال…
صمتت تفكر في شيء آخر
فخطر
لها فكرة جديدة
فاقترحت
عليه بلهفة:
-خلاص لقيتها انا هرد عليه وانت تبقى واقف جنبي واول ما
ارفعلك
حواجبي
وابصلك
اوي اتكلم ونادي عليا…ويا سلام لو جيت
هزرت
معايا
هحبك
اوي…
-اللهم ما طولك يا روح…
-يلا يلا هرد و زي ما قولتلك…
ردت على ذلك
المستشيط
بنيران الغيرة:
-أيوة يا اشف..
تحدث من بين أسنانه:
–
مبترديش
ليه على الزفت..
تأسفت
له ببراءة بعيدة كل
البُعد
عنها:
-معلش
مسمعتوش
اصلي كنت في المطبخ بعمل
لمؤنس
صوابع زينب أصله بيحبها من ايدي..
صُدم
مؤنس وأشار نحو نفسه باستنكار، متمتم بخفوت لم يصل للآخر:
-الله يخربيتك انا مبحبش ولا طلبت حاجة يخربيت معرفتك
وقرابتك
…
وضعت سبابتها أمام ثغرها
تحثه
على إلزام الصمت، متابعة:
-ايه ده روحت فين يا أشف…
-معاكي بس بفكر
هطلع
روحك و
ورحه
ازاي يا روح اشف….
هنا
وابتسمت
باتساع مشيرة لابن خالها بعيناها كي يتحدث مبتعدة عنه عدة خطوات كي يظهر له بأن الصوت قادم من بعيد..
استجاب لها ونفذ لها ما أرادت،
هاتفًا
باسمها:
-وعد…وعد…
حمحمت
قائلة لـ اشرف بنعومة لم تليق بها:
-ثواني يا أشف خليك معايا مؤنس
بينادي
هشوفه
عايز ايه…أيوة يا مؤنس….
لم ينتظر مثلما أخبرته بل أغلق
قاذفًا
الهاتف أعلى الفراش،
محررًا
العديد والعديد من السباب اللاذع،
غاضبًا
من ذاته بسبب ما يعتريه من شعور سيء يكاد يفتك به…شاعرًا بحاجته للذهاب إليهم والنيل منهم، مردد مع ذاته
باهتياج
محاولًا تهدئة ذاته كي لا يتهور ويفعل ما لا يحمد عقباه:
-انت مضايق ليه دلوقتي…
متضايقش
ولا تحط في دماغك تعمل اللي تعمله…
ومتتحركش
من مكانك عشان
متبوظش
الدنيا..اهدا….كلها سبع أيام
وهتوريها
…
حدقت بشاشة الهاتف قائلة:
-احييه ده قفل في وشي!!!
-ومضايقة احمدي ربنا وبينا نخش جوه بدل ما
نلقيه
طب فوق دماغنا…يلا بسرعة…
-اه يلا انا
هطلع
اشوف ميشو
واحطله
أكل هتلاقيه جعان…
****************
-تعالي يا زينة يا بنتي شوفي حبيب القلب اللي
نسيكي
كأنك ما كنتي،
وخطوبته
الاسبوع الجاي وأمه بكل
بجاحة
جاية
تعزمنا
…ولية
بجحة
بصحيح..
طرحت كلماتها وهي تتوقع أن تغضب..تنفعل..تصرخ عليها تنفي ما تقوله..لكن جاءها الرد منافي
لتوقعاتها
تمامًا، قائلة بهدوء متجهة نحو غرفتها:
-بجد..ربنا
يتممله
على خير
ويسعده
..
لم تصدق ما سمعته
بأذنيها
..لحقت بها و ولجت من خلفها الغرفة صارخة بها:
-ايه يا بت البرود ده؟؟ بقولك
هيخطب
تقوليلي ربنا
يتممله
على خير..ربنا
ياخده
يا شيخة..
ردت بسخط وندم:
-بعد الشر،
متدعيش
عليه يا ماما واه ربنا
يتممله
على خير..ويارب تبقى بني
ادمه
كويسة وتعرف
تفرحه
ومتبقاش
زيي
وتجرحه
..و ارجوكي
متكلميش
عنه كدة قدامي عشان هو لا لعب بيا ولا آذاني بالعكس أنا اللي عملت ده وانا اللي
سيباه
وخلفت وعدي معاه….
رمقتها
باستهجان،
وعقبت
بسخرية:
-طيب يا
حنينة
معتش
هكلم عنه تاني…ومدام انتي
بالحنية
دي ابقي روحي
باركيله
ولبي
الدعوة…
-ومروحش ليه هروح
وهباركله
هو وهي كمان…وانت
شيليه
بقى من دماغك عشان طريقي انا وهو مبقاش واحد
وملناش
نصيب مع بعض…
****************
ظل “نضال” ثوانِ يحدق بشاشة هاتفه لا يصدق بانها
تهاتفه
تلك المرة…غزت بسمة محبة
شغوفة
شفتاه وتحرك نحو الغرفة كي يجيب عليها بأريحية ويرى سبب اتصالها، متأملًا أن تكون قد اشتاقت إليه مثلما يشتاق إليها:
-هو انتِ
بتتصلي
بجد ولا انا نايم وده حلم؟!!
بللت شفتيها وقالت بنبرة جادة:
-لا بجد، ومش متصلة
اهزر
يا نضال انا عايزاك في موضوع مهم أوي..
اعتراه
القلق وجلس على طرف الفراش، متمتم بجدية
تماثلها
:
-خير يا داليدا؟
-جابر أخوك
بيحوم
حولين
ثراء يا نضال، وده انا مش عايزاه، انت اكتر واحد عارف أخوك وعارف أنه مش جد
ومبيحبش
وبيلعب
بالبنات.. وثراء مش لعبة ولا
تسلاية
..هي تستاهل راجل يحبها بجد ويبقى عارف ومقدر قيمتها بس اللي هو
بيعمله
ده مش لطيف نهائي..ولو انت مش هتعرف تتصرف معاه قولي
وهتصرف
أنا…
انفعل وقال بغيرة مفرطة:
-تتصرفي ازاي يعني؟؟ عايزة تكلمي معاه ولا إيه..
-لا كلامي مش هيبقى معاه، كلامي ساعتها هيبقى مع والدك
وهحكيله
كل حاجة..
انتفض وصاح بها
يحذرها
:
-انتِ مجنونة؟؟؟ اوعي تعملي كدة طبعا..وجابر
هتصرف
معاه..
تسللها
الفضول وتساءلت:
-هتعمل إيه؟
-هقول لـ أشرف وعابد وخليل انه
بيضايقها
وأنه بالشكل ده
هيأثر
على حياتنا
وهيبوظها
وده مينفعش
وهنقنعه
بمزاجة
أو غصب عنه
هيقتنع
…
****************
لبت “إيمان” نداء أخيها ودخلت غرفته
تستفهم
عما يريده:
-في ايه
بتنادي
ليه؟؟
-فاكرة فجر صاحبتك؟
دهشت من ذكره لها وقالت:
-مالها فجر؟؟
قال ببسمة جانبية:
-عايز اشوفها تاني حاسس اني نسيت ملامحها ومحتاج اشوفها مرة تانية
ونكلم
انا وهي…
-لا
ومتستعبطش
يا أنس..ولو عايز تشوفها ممكن اوريك صورة لينا مع بعض..
رفض تلك الفكرة، مغمغم:
-صورة ايه بس، الصور دلوقتي بتبقى كلها فلاتر، انا عايز اشوفها على أرض الواقع
ونكلم
بقى أنا المرة اللي فاتت
ملحقتش
..
مطت
شفتاها تفكر في حل ما، لحظات وجاءت له بهذا الحل:
-لقيتها أنت هتيجي معايا الاسبوع الجاي خطوبة وكتب كتاب
قرايبها
وتبقى فرصة تكلموا مع بعض..
-حلو اوي الكلام ده، ولو دماغها عجبتني
هتلاقيني
جاي بقول لـ بابا وماما اني عايز
اتقدملها
….
قفزت
فرحًا
مهللة بسعادة:
-بجد يا أنس؟؟
-بجد طبعا.
*****************
دقات
مُلحة
على الباب تعبر عن مدى إصرار صاحبها..
هب خالد من أعلى فراشه فقد كان على مشارف النوم..دنا من الباب وفتحه
بقسمات
متبرمة
، مستاءة..
وجدها هي مرة أخرى، اغمض عيناه وبصوت مسموع عالي استغفر ربه:
-استغفر الله العظيم يارب..
تشبثت
بملابسه قائلة بنبرة
مترجية
:
-خالد انا آسفة على اللي عملته انهاردة وعارفة اني غلط
ومكنش
ينفع اعمل كدة، بس انا مش بأيدي حاجة اعملها…مجاش في دماغي غير كدة
وخليت
نورا صاحبتي تساعدني.
مرر يده على رأسه وهو
يزفر
بحنق
، متسائلًا بنبرة شرسة:
-أنتِ ايه يا بنتي مفيش دم ولا كرامة للدرجة دي، هو أنا
طلقتك
من نفسي، يعني انا مجنون مثلا، عملت كدة من دماغي، هو مش أنتِ السبب في كل ده؟؟؟
وافقته
مردفة بدموع
مزيدة
من
تشبثها
أكثر بملابسه:
-أيوة انا السبب،
وندمانة
..انا انهاردة بعد ما انت مشيت، خليت نورا مشيت و قعدت افكر مع نفسي،
وتخيلت
لو كان كلامك بجد وانت حبيت تجوز وعملت ده، انا كنت هعمل إيه؟؟ عارف كان إيه اللي
هيجرالي
يا خالد انا كنت
هتجنن
..حمدت ربنا انك كنت بتهزر..واصلا كان لازم افهم انك بتهزر وانك
كشفتني
..انت مش
هتقدر
تحب ولا تجوز غيري يا خالد..قول انك لسة بتحبني زي ما أنا لسة بحبك..
طفح كيله ولم يتحمل اكثر، دفعها بعنفوان ليس
بمعتاد
، مغمغم بعصبية جعلت الذعر
ينتابها
:
-مبحبكيش يا نيفين ولا أنتِ كمان بتحبيني ولا حتى بتحبي إبنك، وبعدين مين قالك أني مش هقدر
انساكِ
أو حتى اتجوز وأكمل حياتي، هو المفروض حياتي تقف من بعدك ولا ايه؟؟
-اه المفروض تقف زي ما هي وقفت من بعدك، خالد صدقني انت بتحبني بس
قاطعها بنفاذ صبر:
-مفيش بس..والله يكرمك مش كل شوية نفس الكلام، انا زهقت دي مبقتش عيشة…ارجوكي..ارجوكي
قفلي
على الموضوع ده
ومتكلميش
فيه تاني، وتقبلي الواقع…
انتهى
صافقًا
الباب في وجهها تاركًا إياها مع
ندمها
…
وامنيتها
بعودة عقارب الساعة..
ولج غرفته من جديد وهو يكز على اسنانه يفكر في كلماتها التي علقت معه وأثارت
استفزازه
لأقصى درجة
“انت مش
هتقدر
تحب ولا تجوز غيري يا خالد”
ضم قبضته بغضب وهمس بوعيد:
-متهيألك اني مش هقدر يا نيفين…بس انا هقدر
وهنساكي
وهحب
وهتجوز
………..
***************
يمسك بين يديه تلك القطعة من الشوكولاتة التي رفضت أخذها، وإعادتها له من جديد…يحدق بها بتركيز شديد…
لحظات مضت وضعها خلالها جواره على الفراش
وانتشل
هاتفه وجاء
بصفحتها
الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) والذي وجدها بعد بحث طويل،
باعثًا
لها رسالة كانت تحوي على كلمتين فقط
“أنا آسف”.
وضع الهاتف جواره وأخذ قطعة الشوكولاتة من جديد، كاد يعبث بها
ويقلبها
بين يده مثلما ينوي الفعل مع صاحبتها لكن وصله إجابتها..
”
اسفك
مش مقبول”
قرأ الرسالة ببسمة خبيثة
مقسمًا
على عدم تركها
ومحاولاته
الذي لن يسأم أو ييأس من تكرارها…
ارسل لها مرة أخرى
” طيب اعمل ايه عشان
تسامحيني
”
تحركت عيناها التي تطلق شرار على حروف رسالته، مدركة
بنواياه
تجاهها..
ارتفع حاجبها الأيسر وكتبت
“ولا اي حاجة”
انتهت واضعة إياه على قائمة الحظر مما جعله يشتعل أكثر ويزداد غضبه نحوها جاهلًا عن نواياها الجديدة هي الاخرى نحوه وهي ” قلب السحر على الساحر”….قائلة بتوعد:
-أنت اللي جبته لنفسك، استحمل بقى اللي هيجرالك واللي هعمله فيك…..
يتبع.
فاطمة محمد.
رأيكم وتوقعاتكم. ❤️💫
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.