رواية حياة (ادم وحياة) – الفصل الرابع
*الفصل الرابع*
الساعه 12:00 ظهراً ..
=يابنتي قووومي بقااا .. كفاية نووم .. اخيييه على كسلك ..
امسكت والدتها زجاجة بها ماء بارد ، وقامت بسكب الماء على رأس حياة .
فقامت حياة مفزوعة وهي تشهق بشدة..
“هاااااااه..آآآآآآح.. يامامااااا حرااام عليكي والله، انتي عايزة مني ايه بس ، انتي مش هتهدي الا لما تجبيلي ف مرة جلطة”
=عشان تبطلي الكسل اللي انتي فيه ده ، كل ده زفت نوم، ما هو انتي ابوكي مدلعك وسايبك براحتك.
“والله يا ماما منمتش كويس،سبيني بس ساعة كمان”.
=قومي ياختي قومي .. يصوتوا عليكي ساعة وينفضوا يا بعيدة، قال ساعة قال.
هنا تدخل الوالد بسرعه .
_في ايه يا نسمة بس، براحة ع البت شوية،دي كانت تعبانة امبارح، ومش عارفة تنام.
=تعبانة!! ماهي تعبانة من اللي بتعملوا ف روحها ، كان مستخبلنا فين ده بس ياربي..
قومي يلا يابت اغسلي وشك وافطري بسرعه عشان نلحق ننزل نجيب بقيت حاجتك.
” حاضر .. حاضر يا امي هقوم”
ثم خرجت والدتها من الغرفة وهي تزفر بضيق شديد وتهمس ف سرها بكلمات غير مفهومة..
ثم نظرت حياة لوالدها بحزن شديد .
“هو ده يابابا اللي اتفقنا عليه الصبح؟”
_انا اسف ،بس والله دي من ساعة ما صحت وعايزة تصحيكي وانا عمال الهيها عنك،بس غفلتني وانا بصلي ودخلت تصحيكي والله.
“ماشي يا بابا .. شكرا ليك، انا هقوم اغسل وشي خلاص اهو”
_انا عارف انك منمتيش كويس ،روحي معاها المشوار ده واشتري بقيت الحاجه بتاعتك واما تيجي انا هخليها تسيبك تنامي.
“حاضر يابابا”
_انا هطلع استناكي برا عقبال ما تغسلي وشك وتصلي الضهر، عشات نفطر سوا .. ماشي يا حياتي .
“ماشي يا بابا”
ثم خرج والدها من الغرفة واغلق الباب خلفه..وهنا انفجرت حياة من البكاء دون سبب واضح .. بكت من كثرة صغوطات الحياة .
(عندما تقسو عليك الحياة وانت لا تبكي وتحبس بداخلك .. ف هذه اللحظة عندما يفيض بگ .. فإن بكائك سيخرج عند اقل مشاكلك تفاهه ) !
وهذا بالفعل ما حدث مع حياة ..
الآن قامت حياة من سريرها وذهبت للحمام ولكنها بدلآ من ان تغسل وجهها وتتوضأ ، قامت بخلع جميع ثيابها وذهبت الي حوض الاستحمام ، والمياه الدافئة تتساقط ع جسدها مما جعلها تشعر بقليلآ من الراحة واغمضت عينيها وتركت نفسها للمياه.
وساعدتها المياه ع استعادة الذكريات مرة اخرى..
#
flash_back
ذهبت حياة بعد ان هاتفتها نهله لتخبرها عن موعد تسلم الوظيفة الي الشركة ع اكمل وجه ،واستلمت زي الوظيفة (اليونيفورم) الذي كان عبارة عن جيب اسود قصير عند الركبة وبلوزة حرير بيضاء وچاكيت اسود قصير ..
ثم اخذتها نهلة الي مكتبها وجلست معها لتشرح لها ماذا ستفعل كما امرها مستر آدم ، وكانت حياة سريعة الفهم والحفظ ، مما ساعد نهلة كثيراً على اعطاء حياة اكبر قدر من المعلومات .
_كفاية كدا يا حياة لحد النهاردة ، انا عطيتك اساسيات الشغل اللي تقدري تمشي عليه وبكرة هكملك بردو ، وانتي لو وقف معاكي اي حاجة تليفون الشركة عندك اهو ورقمي اهو تتصلي بيا هتلاقيني عندك .
اعطتها نهلة ورقة بها ارقام الشركة بأكملها ..
“متشكرة اوي اوي يا نهله تعبتك معايا بجد .. مش عارفة اقولك ايه “..
_قوليلي بس يا ستي عملتي ايه لمستر آدم خلتيه يوافق انه يشغلك بسهوله كدا ويهتم بيكي ، لا ويخليكي تاخدي كورسات كمان جنب شغلك ع حساب الشركة .
ابتسمت حياة ابتسامة خجولة لنهلة ثم قالت :
“والله يانهلة معملتش حاجة خالص .. اكيد ربنا عايز كدا ، انا كان نفسي اتقبل وربنا كتبهالي ، الحكاية حكاية نصيب”
_انا معاكي انه نصيب .. بس ايه الاهتمام ده كله !!
قالت جملتها الاخيرة مع غمزة .
“نيتك وحشة ع فكرة وبتفهمي الناس غلط ، هو بس حس بيا وبحالي ، وبعدين متنسيش ده قالي هحطك شهر تحت الملاحظة”
_بردو .. بس مش كداا .. ع العموم ربنا يهنيكي ف شغلك الجديد ، ولو احتجتي اي اي حاجة اتصلي بيا .
قالتها نهلة ثم همت بالذهاب مع ابتسامة بسيطة ع وجهها .
وهنا زفرت حياة براحة وهي تسند ظهرها ع الكرسي.. وتفكر فيما قالته لها نهلة ، ولكنها اوقفت تفكيرها سريعاً وحدثت نفسها :
“ايه اللي بفكر فيه ده بس انا واحدة مخطوبة وهو كمان الله اعلم يكون خاطب ولا متجوز ، فوقي يا حياة انتي جاية لشغل مش جاية تعاكسي المدير”
ثم فجأة سرحت بخيالها فيه وفي ملامحه فكان آدم يمتاز بجمال رجولي جذاب ، گان اسود الشعر، واسود العينين، وذو لحية سوداء ليست طويلة بل خفيفة مما زادته جاذبية، وطويل القامة فكان يتمتع بجسم رياضي جذاب .
ثم قطع رنين الهاتف تفكير حياة .
“الوو..” قالتها بصوت عذب منخفض.
*الو..تعاليلي يا حياة .*
عرفت حياة انه مستر آدم فقفزت مسرعة
“حاضر يا فندم .. حالا هكون عندك”
ثم بدات تعدل في ثيابها وشعرها وذهبت لتطرق عليه الباب فجائها صوته من الداخل ..
*اتفضل*
ابتسمت لتلك الكلمة ،ثم فتحت الباب ودخلت واغلقته خلفها ..
“ايوة يا فندم .. حضرتك عاوزني ف ايه”
نظر اليها وعلى ثيابها فكأنها فصلت من أجلها وابتسم ابتسامة جانبية ثم قال في حزم :
*جيتي متأخرة ليه النهاردة ؟*
“والله يا فندم انا جيت ف ميعادي ، بس عقبال ما خدت اليونيفورم ودخلت لبسته اخد وقت”
*طيب بعد كدا المفروض تكوني موجودة قبل مني ، اجي الاقيكي قاعدة ومجهزة كل شغلي*
“حاضر يا فندم تحت امرك”
*طيب تقدري تروحي دلوقتي وتشوفي شغلك وانا لو احتجتك هناديكي*
“حاضر يا فندم”
ثم التفتت وهمت بالذهاب ، وعندما خرجت زفر زفرة طوويلة وهو يقول.
*كنتي فين من زمااان يا حياة*
………………
فجأة استيقظت حياة من تفكيرها ع طرقات باب الحمام .
_يا حياة يابنتي ردي عليا طمنيني، طب انتي كويسة !
“ايوة ..” قالتها بحشرجة .
” .. احم احم .. ايوة يابابا كويسة ثواني وطالعه”
_يابنتي بقالك نص ساعه جوا كفاية كدا .
تعجبت حياة من قول والدها فكيف مر ذلك الوقت بهذه السرعه .
“طالعه اهو يابابا خلاص”
ثم بعد دقائق خرجت حياة وجدت والدها يجلس ف قلق .
“مالك يابابا بس انا كنت باخد شاور ، وده اللي اخرني”
_بردو يا حياة .. شاور ف نص ساعة يابنتي ، انا شوية وكنت هكسر الباب ، ثم اني عمال انادي عليكي واخبط مش بتردي .
“ماهو بصراحة يابابا انا نمت جوا من غير ماحس”
_طيب ياحياة ادخلي صلي وتعالي نفطر انا وانتي بسرعه قبل ما امك تيجي .
“هي راحت فين ؟”
_راحت تزور جارتنا عشان تعبانة شوية.
“خلاص يابابا ماشي،خمس دقايق هكون عندك”
_بسرعه عشان عايزك تفطري معايا.
“حاضر يابابا”
ثم ذهبت حياة لتصلي ،
وعندما وصلت للسجدة الاخيرة ظلت ساجدة تبكي وتدعو وتهمس ف اذن الارض ولا احد يسمع ماذا تقول .
ثم انتهت من الصلاة ومسحت وجهها حتى لا يلاحظ والدها بكائها وخرجت لتفطر معه ..
“انا جييت”
قالتها وهي تحضن والدها من الخلف وهو جالس على طاولة السفرة ..
_ساعة مستنيكي ، يلا نلحق نفطر قبل ما امك تيجي تصوتلنا اننا لسه مكلناش ولا انتي لبستي. ، قالها وهو يضحك مع ابنته .
“يلا يابابتي ياحبيبي”
جلست تأكل هي ووالدها .
وبعد ان انتهوا من الافطار جلسوا يتحدثوا سويا ..
“قولي يا بابا انت اتجوزت ماما ازاي وعن حب بقا ولا صالونات، انت عمرك ماحكتلي الموضوع ده”
ضحك الوالد ومن ثم اجابها وهو يسترجع ذكرياته .
_والله يابنتي انا قعدت احب ف امك قبل الجواز سنتين وهي كانت بتحبني ،مكنش معايا اتقدملها، وكانت كل شوية تيجي تصوتلي وتتعارك معايا عشان اروح اكلم باباها وتقولي جايلي عريس واهلي هيوافقوا ومعرفش ايه وهي مكنش بيتقدملها حد ههههههه فكنت بصبرها بكلمتين حلوين، وبعدين اتخرجت واشتغلت وربنا رزقني، متأخرتش عليها روحت اتقدمتلها وعملنا خطوبة ٣سنين ،والله يابنتي كانوا احلى ٣ سنين بينا ،طبعا كان في مشاكل بس مش زي بتاعت بعد الجواز ، وبعدين اتجوزنا وقعدنا سنتين منخلفش ولفينا على دكاترة قالولنا محدش عنده مشكلة فصبرنا وبعدين امك حملت بس الحمل مكملش و الجنين مات ف بطنها .. ففقدنا الامل اننا نخلف ، اقترحت عليا كتير اتجوز وانا مرضتش عشان بحبها ،رغم ان صفاتها كلها اتغيرت بعد الجواز وبقا طبعها وحش وعصبية وبرغم من كدا مرضتش اوجعها واتجوز عليها ، بعدين ربنا كرمني عشان صبرت ورزقني بيكي ، صبرت ونولتك يا حياتي ، اصريت ان اسميكي حياة عشان تيجي تعوضيني عن كل حاجة وحشه ف حياتي وتكوني سند ليا لما اكبر ، وكان عندي امل انك بعد ماجيتي امك تتغير وترجع زي الاول بس كنت غلطان .. وبس ياستي دي الحكاية باختصار شديد واديني مستني افرح فيكي بقا ..رغم اني هبقا غيران عليكي منه” قالها الاخيرة وهو يضحك معها .
“حبيبي يا بابا ” قالتها ثم قامت ووضعت قبلة حانية على جبينه ..
ثم دخلت والدتها ..
=الله الله.. انا قولت هاجي الاقيكي لابسة ومستنياني، معرفش اني هاجي الاقي العشق الممنوع هنا.
ضحك الاثنان على جملتها ..
ثم همت حياة بالوقوف وهمست في اذن والدها ..
“انا هجري ع اوضتي البس قبل ما تيجي تاكلنا انا وانت”
ضحك الوالد ع جملتها مما عصب نسمة ..
=بتقوليله ايه يا مضروبة انتي ؟!
“ولا حاجة يا قلبي خمسه وجيالك”
=جتك القرف فيكي وف اللي مدلعك ..
_يا حببتي سيبيها تدلع شوية اهيه هانت وهتسبنا وتروح بيت جوزها ..
=وحياتك لاكسر وراها زير مش أولة ..
ضحك الوالد كثيراً علي زوجته ..
وبعد دقائق خرجت حياة من الداخل بعباءة سوداء محتشمة وحجاب زهري اللون ..
“يلا بينا يا ماما ”
=يلا يا ست الشيخه ..
#يتبع..
#بقلم_روان_رشاد
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية حياة (ادم وحياة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.