رواية حياة (ادم وحياة) – الفصل الثالث
* الفصل الثالث*
الساعة 6:00 صباحاً ..
قطعت طرقات الباب ذكريات حياة ..
فدخل والدها .. الذي تفآجئ عندما رآها مستيقظة..
_ايه يا حياة انتي صحيتي يا حبيبتي؟!
“انا منمتش اصلا يا بابا” .
_نعم !! ازاي انتي مش الساعة ٢ قولتي انك داخله تنامي؟؟
“بس لما دخلت الاوضة النوم راح من عيني ”
_انا مش قولتلك كذا مرة متقعديش لوحدك كتير .. مش كفاية اللي انتي فيه بقالك فترة يابنتي ..
“يابابا اطمن والله انا كويسة” ..قالتها مع ابتسامة مكسورة ..
_طب ازاي كويسة وبقالك ٤ ساعات قاعدة فى اوضتك لوحدك !..يابنتي ده احنا ما صدقنا روقتي شوية وهنفرح بيكي خلاص ..
“ان شاء الله يا بابا ان شاء الله” قالتها وهي تنظر في اللا مكان مع ابتسامة باهته ..
_انا عايزك تبقي عروسة منورة مش عايزك تبقي بهتانه ومضلمة..انتي بنتي الوحيد لازم تبقي ملكة يا حياتي..
“ان شاء الله يابابا ..متقلقش هشرفك انت وماما والعيلة كلها” قالت جملتها الاخيرة مع ابتسامة جانبية ساخرة..
لاحظ والدها ذلك فشعر بحزن شديد على حال ابنته الوحيدة وحاول ان يزيل عنها الحزن ..
_طيب يا حياتي قوليلي بقا بتفكري في ايه يا لئيمة انتي يا شقيه..
قال جملته هذه وهو يدغدغها بين زراعيها ..
فضحكت حياة وهي تبعد يداه عنها ..
“يابابا بقا انا كبرت ع الحركة دي ” قالتها حياة بحزن مصطنع
“.. وبعدين انا مش بفكر ف حاجة اصلا”
_يابت ..يابت .. ٤ساعات ومش بتفكري ف حاجة ده انتي بتفكري ف كل حاجة هه هه .. قال جملته هذه وهو يغمز بعينيه لها..
“فكك بقا يابابا هتفرق معاك بفكر ف ايه .. الله”
_ع بابا يا حياة..ده انا مفيش حد ف الدنيا دي فاهمك غيري، ومحدش بيحس بيكي غيري.. ده انتي عوضتيني عن كل حاجة وحشة ف حياتي . كنتي امي وبنتي يا حياة ده انتي عوضتيني عن حنان امك واهتمامها بيا..جاية بعد كل ده تقوليلي هتفرق معاك!!
“انا اسفة يا بابا بجد، متزعلش مني، مصدعة شوية بس.، ممكن عشان طبقت ومنمتش من امبارح”
_ولا يهمك يابنتي ، تحبي اعملك حاجة تاكليها طب ، او اعملك نسكافيه عشان الصداع ده ؟؟
“لأ لأ يا بابا ، انا مش عايزة حاجة ربنا يخليك ليا ، والنسكافيه هيفوقني وانا محتاجة اني انام”
_خلاص ياحياتي اللي يريحك ، طب تحبي نقعد نتكلم شوية ، تفضفضي مثلا ، تحكيلي عن حاجة مديقاكي حاجة مزعلاكي، حاجة مفرحاكي .. المهم تحكي اي حاجة.. قال جملته هذه وهو يبتسم لها بحنان..
“طب وايه رأيك تحكي انت !! ”
_انتي يا لقيمة كل مرة تضحكي عليا ومتحكيش حاجة وانا اللي بحكي ..
“اصل يابابا بحب اسمعك وانت بتحكي وبذات حكاويك انت وماما”
ضحك الوالد على جملة حياة ..
_طيب ياستي لو ده هيريحك ويبسطك انا موافق احكيلك ..
“حبيبي يا بابا والله ”
“احكيلي بقا”
_عايزة تعرفي ايه يا ستي !! ..
“امممم هقولك .. بص احكيلي حدوتة على ذوقك اياً كان بتتكلم عن ايه”
_حدوتة !!
_يعني انتي كبرتي على الزغزغة ومكبرتيش على الحدوتة !!
ضحكت حياة كثيراً ومن ثم اجابته ..
“ايوة يا بابا دي حاجة ودي حاجة تانية خالص ، هتحكي ولا انام زعلانة ؟!”
_لا لا وتنامي زعلانة ليه ؟؟
_بصي يا ستي .. كان يا مكان يا سعد يا اكرام ولا يحلى الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام ..
“عليه الصلاة والسلام”
_كان في بنت اسمها مريم حبت واحد جداً وهو كمان حبها ، ووقفت قدام أهلها عشانه ، وعملت المستحيل وهو عمل عشانها القليل ، راح اتقدملها واهلها رفضوه عشان مش مرتاحينله برغم ان شكله كويس وشغلته كويسة ، بس كان مجرد احساس وهما كانوا ماشيين ورا احساسهم ، وغالباً بيكون احساس الاهل صح بنسبة ٩٩٪ ، او ١٠٠٪ .. قعدوا يقولولها يابنتي ده وراه سر ده شكله مش مطمنا ،وهي تقولهم انا معشراه اكتر منكم انا اعرفه من سنتين وبحبه والله بحبه وهو كمان بيحبني وشاريني ، كفاية انه اتقدملي على سنة الله ورسوله يعني مطلبنيش في الحرام ، فراح ابوها ضربها بالقلم على كلمتها دي ، وقالها انتي بتقفي قدامنا وتعصينا عشان راجل ولا يسوى ده جزاتنا اننا خايفين عليكي ، قعدت تعيط وتقولهم عمركم ما عملتوا عشاني حاجة انتوا مش بتحبوني انتوا بتمثلوا كدا .. وبعدها بشهر الموضوع اتقفل واقنعتهم انها مش هتكلمه تاني وعلاقتهم انتهت وانها هتبقى بنت مطيعة .. وللأسف صدقوها بنتهم بقا ومربينها .. ف جه ف يوم صحوا من النوم ملقوهاش ولا حتى لقوا هدومها ولقوها سرقت فلوس ابوها كمان .. ساعتها لما ابوها عرف كدا قعد يعيط على بنته الوحيدة واللي عملته فيهم ومات بحسرته ، امها بقا اخدت بدل الصدمة اتنين وبرغم كدا عاشت بس عاشت مشلولة ،بصراحة كانت اقل حاجة ممكن تحصلها ، ف الجانب التاني بقا كانت مريم اتجوزت حبيبها عرفي وعاشوا شهر واتنين سوا في سعادة وبعد كدا بدأ يظهر على حقيقته .. بدأ مينزلهاش الشارع وخلاها تتنقب وبقا كل يومين يضرب فيها ويقولها البنت اللي تهرب من اهلها مسيرها تهرب من جوزها ، والبنت اللي تكدب على اهلها تبقا كدابة في كل حاجة ومينفعش تتصدق ، والبنت اللي تفقد ثقة اهلها فيها ،وتسرق اللي ربوها وكبروها عشان راجل تبقا ست تستاهل ضرب النار ..
وانتي بقا عملتي كل ده .. عايزاني اثق فيكي !! عايزاني احبك !! عايزاني ارحمك !! عشان تضحكي عليا انا كمان وتهربي مع واحد غيري فاجرة وتعمليها وقام ضربها بالقلم .. قعدت تعيط على حالها وعلى نفسها وقلبها اللي وصلها لكل ده ، بقت تقول انا استاهل ، وقررت تهرب تاني وترجع لأهلها وتعتذرلهم وقالت اكيد هيسامحوني .. وبعد فترة طويلة وبعد محاولات كتيرة انتهت بالفشل والضرب قدرت انها تهرب بس المرة دي من غير هدومها ولا فلوس مجرد عباية ونقاب على وشها ،، واول ما رجعت لقت البيت مهجور فسألت الجيران على اساس انها واحدة قريبتهم من بعيد، قالولها ان بنتهم هربت والراجل مات بحسرته وامها اتشلت ف المستشفى .. وقعت ع الارض وانهارت ف العياط وفضل نازل عليها انا السبب ، انا السبب ، انا السبب ، وماشية ف الشارع تقول نفس الجملة لدرجة الناس فكروها مجنونة ، واول ما وصلت المستشفى وطلعت لمامتها لقتها قاعدة ع السرير وشكلها يصعب على الكافر ، شافت المنظر وقعت ع الارض من العياط لحد ما قامت لامها وقعدت تبوس ايديها وتعيط وتقولها سامحيني يا امي سامحيني .. فبتبص ع وش امها لقت دموع نازلة من عنيها وبتبصلها بصة مكسورة ، راحت مرجعة راسها لورا وماتت .. ايوة ماتت كانت صابرة كل ده عشان تشوفها، اكيد عايزة توصلها حاجة .. فانهااارت مريم من العياط واعدت تصوت وتقولها قوومي يا امي انا رجعت مش هعمل كدا تاني صدقيني ، يا امي انا غلطت متعاقبنيش بفراقك انتي وابوياا .. والدكاترة قعدوا يشدوا فيها ويبعدوها عنها ،لحد ما جت ممرضة وعطتها جواب قالتلها مامتك كانت سيبهولك لحد ما تيجي .. ففتحت مريم الجواب وهي منهارة وبتقرا لقت مكتوب فيه !
(انا وابوكي مش مسامحينك ليوم الدين يا مريم) ..
…….
وبس ياستي دي كل الحكاية باختصار شديد ..
كانت حياة منصتة باهتمام شديد والدموع تنزل من عينيها بغزارة ..
“هي دي الحدوتة يابابا تعكنن عليا كدا قبل مانام ،وانا بقولك مش تنيمني زعلانة ، مش حرام عليك”
ضحك الوالد على حياة ..
_مش انتي اللي اصريتي ، انا بديكي حكمة وعظة منها ..
“لا حقيقي متشكرة مش عارفة أقولك ايه والله”
_خلاص طيب انا هسيبك تنامي بس لما تصحي نقعد نتكلم وانتي تحكيلي عن اللي مضايقك .. اتفقنا ؟
“حاضر يا بابا ان شاء الله ،بس بالله عليك اوعا ماما تدخل تصحيني”
ضحك والدها ع جملتها الاخيرة فهو يعلم زوجته عندما تيقظها ماذا تفعل ..
_حاضر ..هحاول هحاول .
قالها وهو يضحك.
“حبيبي يا بابا ، يلا تصبح ع خير بقا ”
“تصبحي انتي ع خير ، انا خلاص اصطبحت بوشك”.
ابتسمت حياة فاقتريت من والدها ودخلت بين زراعيه فضمها اليه بشدة ..
” ربنا مايحرمني منك يابابا يارب” .
..فقبلها والدها في منتصف جبينها ورب على ظهرها بحنان .
_ولا يحرمني من وجودك في حياتي يا حياتي يارب ..
فتركها واتجه الي الباب ثم نظر اليها وهو يبتسم فخرج واغلق الباب خلفه.
فزفرت حياة بضيق ووضعت رأسها ع الوسادة ثم اغمضت عينيها بشدة وهي تتمنى ان تنام .
#يتبع
#بقلم_روان_رشاد
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية حياة (ادم وحياة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.