رواية حياة (ادم وحياة) الفصل الثاني 2 – بقلم روان رشاد

رواية حياة (ادم وحياة) – الفصل الثاني

*الفصل الثاني*

*الفصل الثاني*

وصلت نهلة وحياة الي مكتب المدير ..

_ثواني ياحياة هدخل استاذنه واناديكي ..

فطرقت نهلة على الباب فجاءها صوت غليظ من الداخل

*ادخل..*

فدخلت نهله وأغلقت الباب خلفها ..

ومرت دقيقتين .. شعرت بهم حياة كأنهم ساعتين .. لدرجة انها قررت الذهاب والتخلي عن الوظيفة ..

ثم خرجت نهله من الداخل .. ووجهها احمر

_اتفضلي يا حياة ..

“مال وشك احمر ليه كدا .. هو قالك مشيها !؟”

_لا لا والله ابدا.. مقلش كدا .. لو قال كدا هقولك ادخلي ازاي طب !.. ادخلي بس انتي وخلي على وشك ابتسامة بسيطة ..

“خلي بالك لو كلمني وحش انا هسيبه وامشي”

_ادخلي بس انتي .. وخليكي عارفة انه طبعه وحش وكلنا اخدين على كدا .

“بردو..ميتكلمش معايا وحش”..

فزفرت نهله بضيق ثم أمسكت يد حياة وطرقت ع الباب وتركتها وذهبت ..

حتى سمعت حياة صوت غليظ من الداخل .. *ادخل..*

وقفت حياة في تردد .. وهي تنظر لنهلة وهي تغادر المكتب .. اتدخل ام تذهب .. !!

وبعد دقيقة ..

” يارب ساعدني ”

“.. توكلت على الله”

ثم فتحت الباب وهمت بالدخول وعلى وجهها ابتسامة بسيطة من التوتر بالأضافة الي وجهها الأحمر ..

*بقالي ساعة قولت ادخل .. كل ده بتدخلي حضرتك !؟ *

تعجبت حياة من اسلوب حديثه معها .. كيف له ان يتحدث معها هكذا .. ثم انه لم ينظر لها حتى .. ما هذه الوقاحة !!.

ثم اجابت بثقة ..

“اولا من الاحترام انك بعد ما تاخد الاذن بالدخول تستنى شوية قبل ماتدخل .. ده لو حضرتك عارف الاتيكيت والاحترام .. ثانيا بقا مسمهاش ادخل زي ما حضرتك قولت اسمها اتفضل ..”

ثم صمتت وهي تشعر بالراحة وكانها ازاحت جبل من على صدرها .. بل ازاحت الخوف والاحراج من داخلها ..

فرفع نظره اليها لكي يوبخها عما قالته .. ولكنه عندما رفع عينيه عليها .. صمت .. صمت باندهاش .. ونظر لها نظرة ذات معنى .. وكان العالم اجمع توقف عند هذه اللحظة .. وتحدث في نفسه ..

*ايه ده .. ايه الجمال ده ..*

وهو سارح بعينيه عليها .. على جسدها باكمله .. وعلى شعرها وملامح وجهها البريئة ..

حتى لاحظت حياة تلك النظرات .. فنظرت بخجل الي الارض .. وكانت تحدث نفسها :

“هو بيبصلي ليه كدا ؟ ..وبعدين ده شكله هادي ازاي معروف عنه العصبية والمعاملة الوحشه .. اكيد مكنش قصده لما كلمني وحش .. ”

ثم قطع آدم الصمت ..

*وبعدين .. كملي*

“اكمل ايه حضرتك ؟”

*كملي نصايح .. اتفضلي انا سامعك*

“لا خلاص..انا خصلت اللي عندي .. اقدر امشي ؟”

*وتمشي ليه ؟*

“اكيد بعد الكلام اللي قولته لحضرتك .. مش هتقبلني .. فأمشي بكرامتي احسن ”

*وايه اللي قولتيه يزعل بس ..*

“يعني حضرتك مش مدايق مني”

*لا مش مدايق .. تعالي .. اتفضلي اقعدي*

ذهبت حياة اليه .. وجلست امامه وهي مازالت تنظر الي الارض ..

*طب تقدري ترفعي راسك..عشان نعرف نتكلم*

“لا حضرتك مش ضروري كدا احسن”

*مانا مش بعرف اكلم حد الا وهو باصصلي..عشان نعرف ناخد وندي..صح ولا ايه*

“حاضر ..”

فرفعت حياة وجهها اليه ..

وهنا حدثت كهرباء الحب كما يسمونها ..

نظر الاثنان في عيون بعضها البعض لمدة ثواني .. ولكنها مرت عليهم ساعات وليست ثواني .. وكأن الاثنان يتحدثان بلغه لا احد يفهمها سواهم ..

هنا شعرت حياة بدقات قلبها .. بل سمعتها ..وكأن شوبان عاد الي الحياة ليعزف على اوتار قلبها ..

وف نفس اللحظة شعر آدم بما تشعر به حياه .. بل اكثر .. شعر بأن قلبه كأنه كان متوقف عن الحياة وعندما نظر الي عينيها عادت اليه الحياة ..

في هذه اللحظة كان الصمت سيد الموقف .. وتولت انفاسهم العزف ..

ثم قطع آدم الصمت قائلا بصوت ضعيف كأنه يخرجه بشده من حلقه :

*انتي مين..اقصد يعني اسمك ايه ؟*

فأجابته بنبرة هادئة ممزوجة بقليلا من الحنان

“انا حياه .. اسمي حياه حلمي عبد الحميد”

*حقيقي عاشت ألاسامي..اسمك حلو جدا وله معنى*

“ميرسي جدا..بابا اللي صمم يسميني حياه..لاني جيت بعد سنين من جوازهم .. وانا بنته الوحيدة ..فسماني حياه ..قالي انتي يوم ما اتولدتي وانا رجعتلي الحياة ”

*ماشاء الله .. باباكي شكله بيفهم* قالها وهو يبتسم نصف ابتسامة ..

“اكيد طبعا بيفهم” قالتها وهي تنظر له رافعه احد حاجبيها ..

*حيلك حيلك… انا بهزر معاكي..وبعدين انا بشكر فيه مغلطتش يعني*

“تمام حصل خير ..”

*بس انا حاسس اني اعرفك .. او شوفتك قبل كدا*

“ممكن .. الله اعلم”

*طيب ياستي كلميني عنك..*

زفرت حياه بضيق قبل ان تبدا حديثها .. وهمت بالكلام ..ثم قاطعها آدم :

*ايه مالك بتنفخي كدا ليه .. انا بسالك عشان لازم اعرف عنك كل حاجة وبعدين اقرر اقبلك ف الوظيفة ولا لأ* ..

“مش لازم تقبلني انا اصلا فقدت الامل من ساعة ماجيت”..

*وده ليه!!*

” اول ما جيت وقفني راجل الامن برا وخد بطاقتي وقعد يقولي انتي الصحفية مش عارف ايه وشغاله في مش عارف ايه” كانت تتحدث حياه بطريقة مضحكة ،فكانت تقلد رجل الأمن ..

فضخك آدم على طريقتها الساخرة ثم قال :

*طيب ياستي هو شغله هنا كدا .. لازم ياخد بطاقتك .. انما بقيت الكلام اللي قالو ده انا هنزله عليه جزا..ولا تزعلي نفسك*

“لا لا حرام ..خلاص انا مسمحاه”

*طيب كتر خيرك.. وايه حصل تاني*

“استاذه نهله اصلا عملتلي تحت انترفيو .. وبعدين حطمتني ان حضرتك مستحيل تقبلني” قالت الاخيرة بحزن مصطنع ..

*ومستحيل اقبلك ليه .. انتي مش متعلمه*

همت حياة مسرعه ..

“لا طبعا متعمله .. وخريجة كلية تجارة بتقدير امتياز والله كمان”

*طب اشتغلتي ف حتة قبل كدا*

“لا” قالتها بحزن

*طيب زعلانة ليه!! انا اه كنت عايز واحدة عندها خبره .. بس مش مشكلة نعلمك..كفاية انك صريحة وقولتي مشتغلتش .. بنات كتير قبلك قالو اشتغلنا وكانوا كدابين .. وانا اكتر حاجة بحبها الصراحة*

“والله يا فندم مش هتلاقي حد صريح زيي .. ”

*منا خدت بالي* قالها وهو يهز رأسه بالايجاب مع ابتسامه بسيطة ..

*طيب متجوزة يا حياه ؟*

“لا يا فندم انا مخطوبة من شهرين ” قالتها وهي تنظر الي الارض ..

فرد آدم بغضب حاول ان يخفيه ولكنه فشل ..

*طيب وخطيبك ده هيسمحلك تشتغلي عادي يعني؟*

“ايوة يا فندم وايه يخليه يمنع”

*وياترى بقا عن حب ولا صالونات*

“حضرتك الاسئلة دي ملهاش دعوة بالانترفيو ولا تخص الشغل ف حاجة”

*لا تخص الشغل ولو متخصش الشغل هسألهالك ليه يعني ..واتفضلي جاوبي* قال الاخيرة وهو يزفر بضيق..

“صالونات يا فندم .. وكمان كنت مغصوبة عليه” قالت الاخيرة وهي تدمع ..

نظر اليها نظرة بها كل المعاني.. ورد بعصبية ..

*وهو في الزمن ده حد بيغصب حد ع الجواز*

“ماما يا فندم خافت عليا من العنوسة .. لان كل ما كان يتقدملي حد ارفض عشان مستقبلي وتعليمي .. واول ما خلصت كلية مع اول عريس جه وافقت عليه”

*وهو بقا اسمه ايه ، وشغال ايه؟*

نظرت حياه اليه نظرة تسائل .. ماخصوص هذا بالمقابله الآن ..

“هو حضرتك مش اخد بالك ان انا اللي هشتغل مش هو”..

” لا اخد بالي .. وياريت تجوبي من غير ما تسألي كتير كدا ..”

زفرت حياة بضيق من طريقة حديثه معاها .. ثم همت واقفة و قالت :

“هو انت بتتكلم معايا ليه كدا انا على فكرة مش جاية اشحت منك..وعن اذنك مش هطول عليك اكتر من كدا ..”

*تعالي هنا مينفعش تمشي كدا الا لما نخلص الانترفيو*

“وهو الانترفيو بيسال اسئلة شخصية اوي كدا”

*ايوة .. مش لازم اعرف شغال ايه .. افرضي طلع شغال شغلة مش كويسة ممكن تضر بسمعة شركتي*

“نعم!! وهو لو شغال شغله مش كويسة هنوافق عليه ازاي ..وهوافق انه يتجوزني ازاي ..!*

شعر بالاحراج من ردها..ما الذي قاله .. وما الذي يفعله !!

تباً .. أيعقل ان تكون هذه غيرة !؟

ولكن كيف .. وهو لم يعرف عنها كل شئ بعد .. لم يرها من قبل الا منذ دقائق معدودة ..

ولكنه يشعر انه يعرفها .. يعرفها جيداً !!

بماذا سيجيب الآن ..؟

*طيب يا حياة .. انا كشغلي لازم اعرف عنك كل حاجة لانك هتبقي زي مابيقولو دراعي اليمين مش سكرتيرتي بس .. واعتبري نفسك اتقبلتي من دلوقتي .. ممكن تجاوبيني ع كل اسئلتي بقا*

شعرت حياة بفرحة شديدة .. وظهرت على ملامحها وصوتها تلك الفرحة ..

” مواافقة” قالتها مع ابتسامة كبيرة وعيون لامعه ..

فشعر هو بالفرحة لذلك ..

ثم سريعاً خفضت صوتها باحراج ..

“موافقة .. اتفضل اسالني”

* ردي ع سؤالي الاول!*

“هو يا فندم اسمه نادر محمد .. وشغال ف شركة المياه..وبس”

*وهتتجوزي كمان قد ايه؟*

“سنتين يافندم ..سنتين ان شاء الله”

فرد هو ف نفسه بصوت لا يسمعه احد ..

*ان شاء الله مش هيحصل .. ان شاء الله مش هيحصل*

“بتقول حاجة يافندم ” قاطعت همهمته حياة بتلك الجمله ..

*ولا حاجة ياحياة ولا حاجة .. دلوقتي انزلي لنهله وسجلي بياناتك كلها وهتديكي الميعاد اللي تيجي فيه*

“تمام يا فندم متشكرة جدا بجد”

*العفو.. بس ده ميمنعش اني هحطك شهر تحت الملاحظة، شغلك كويس وعجبتيني يبقا ع بركة الله ، لقيتك مش عارفة تشتغلي وهتتعبيني وتبوظي الشغل يبقا انا اسف هنضطر نمشيكي *

“ان شاء الله اكون عند حسن ظنك يافندم”

همت حياة واقفة مع ابتسامة رقيقة بها كل معاني الشكر .. وكادت ان تذهب حتى نظرت اليه نظرة اخرى حزينة ..

*مالك ياحياة.. في حاجة*

“بس انا يا فندم مش معايا لغه”

*امممم..هخليكي تاخدي كورس جنب شغلك*

“ميرسي جدااا بجد.. عن اذنك يافندم”

*اتفضلي..*

فتحت حياة الباب وخرجت من المكتب مع زفرة اطمئنان ..

“الحمدلله” ..

وف نفس اللحظة كان يهاتف آدم نهله ..

_الو ..

*ايوه يا نهله .. دلوقتي حياه نزلالك خدي كل بياناتها واديها ميعاد تنزل فيه الشغل*

_نعم..! قالتها نهله بصدمة ..

*ايه مسمعتيش .. اعيد كلامي تاني !*

“لا لا عفواً يا فندم .. حاضر تحت امرك ..

ثم اغلق آدم الهاتف وجلس يحدث نفسه :

*مخطوبة بقالك شهرين .. وهتتجوزي كمان سنتين.. يعني لسه في وقت، لسه بدري .. انا ونتي والزمن طويل يا حياة ..*

#يتبع..

#بقلم_روان_رشاد

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية حياة (ادم وحياة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق