رواية حياة (ادم وحياة) – الفصل الثالث عشر
*الفصل الثالث عشر * (النهاية)
*انا اسف ..
=انت ايه ؟؟ .. اسف ؟؟ .. شيطان بيتأسف ؟!
*انا مش شيطان ..
=هتفضل تنكر حقيقتك لحد امتى ؟!
*انا مش بنكر حقيقتي ، اللي بقوله ده الصدق ..
=امال انت إيه ؟!
*انا .. انا ادم ..
=ادم انهي فيهم ؟!
*أدم … أدم اللي باعت المرسال ..
=تبقى شيطان ..
*خرجني من هنا ، و أوعدك مش هرجع هنا تاني ..
ضحك الشيخ محمد ..
=انت عمال تعيد ليه في الكلام !! .. سبحان الله هو مش انتوا معروف عنكوا التكبر والغرور ، في شيطان يخاف و يتحايل على انسان كدا ؟؟! ..طيب بص انت صعبت عليا لأنك ملكش ذنب في اللي بيحصل ده وانت مبعوت هنا غصب عنك ، وهطبق عليك قانون الرسول عليه الصلاة والسلام ، هنعمل اتفاق لو قبلت هتخرج من هنا ، لو مش قبلت هتروح في العدم ، اتفقنا !! ..
كان آدم كلما ذكر الشيخ محمد إسم (الله عز وجل) او (الرسول عليه الصلاة والسلام) يغمض عينيه بشدة تألماً مما يسمع ، ولو لا يديه في الأصفاد كان وضعها على اذنيه لكي لا يسمع ..
*مش اعرف ايه الاتفاق الأول بعدين أقبل أو لا ؟؟
= تمام ، دلوقتي انت تأسلم ، تبقى مسلم ، يتغير شكلك للأحسن ويتغير أسمك للاحسن ، وأول ما تعلن اسلامك هتتفك الاصفاد من ايديك لأن الاصفاد دي عمرها ما تحبس مسلم ، وهتبقى جند من جنود الله ، وافقت كان بها ، موافقتش مش هقدر اجبرك ..
نظر ادم للشيخ بتحدي ..
*ܡ ܣ ܬ ܚ ܝ ܠ .. م س ت ح ي ل … مستحيل ..
ضحك الشيخ محمد ..
=هاهاهاهاها .. انت للأسف كنت مفكرني غبي وبيتضحك عليا ، وعايز تفهمني إن اللي بيكلمني الفترة دي كلها ادم على لسانك انت ،عشان تخرج انت سليم وتجيب اللوم على آدم بس ، وأن ادم قاطع لسانك زي ما السحرة بيعملوا ، مع العلم انك من اول ما دخلت البيت هنا وانا مكتف ادم في بيته ، لأن ادم حسابه معايا مش دلوقتي ، وانت عمال تقول انا ادم انا ادم ، صح يا عزازيل ؟!!!
تفاجئ عزازيل مما سمعه .!! كيف عرف إسمه !!
حقاً .. كيف عرف انه هو من يتحدث وليس آدم !!
=متفاجئ ليه ! ، والله ..شوف والله.. لا بجد والله ، مفيش اغبى ولا اضعف منكم ، ربنا بس معاقبكم بتشويه صوركم وخلقتكم عشان كدا بتستغلوها في تخويف البني آدميين ، وتدخلوا جسمهم أول ما يخافوا ..
اخذ عزازيل يعض على اسنانه تغيظاً من قسم (الله) الذي يذكره الشيخ محمد بكثرة ..
*انت عايز مني ايه ؟..
=انا حقيقي هتجن منكوا ، يعني ادم يبعتك عشان بيحب حياة وعايز يشوفها بعينك تقوم انت كمان تحبها ، دي اخرة اللي يستعين بشيطان ..
*بحبها وهفضل احبها دي مراتي انت فاهم ، دي مرااااااااتي ..
(كل تلك الفترة وكان الشيطان عزازيل هو زوج حياة ، ويفعل كل ذلك من أجل نفسه ) ..!!!
=ما خلاص العهود والمواثيق اللي تثبت جوازكوا انتهت واترمت يا عزازيل ..
صرخ عزازيل بقوة هزت المنزل ، واخذ يحاول ان يكسر تلك الأصفاد ..
*انت بتقول ايييييييه ، مينفعش اللي بتعمله ده ، دي حامل مني ..
=عارف .. وابنك كمان خلاص مات ..
صدم عزازيل مما سمعه .. وبكى بحرقة وكانت لأول مرة منذ أن خلقه الله يبكي ..!
=عندك شياطين وجن كتير في دنيتكم ، كنت اتجوزت من بني جنسك ، الرسول عليه الصلاة والسلام حرم زواج الأنس من الجن ، عارف انت لو محبتهاش واتجوزتها انا كان ممكن اعفو عنك ، لأ وانت ماشاء الله كنت رايح تخلف منها ، هنتوقع إيه يعني من شيطان كافر !! ..
نظر عزازيل للشيخ محمد بغيظ والدموع تنهمر على وجهه ..
*موت إبني امتى ..؟
=لما قولتلك سيبها وانت مرضتش ، لما رميت عليك القسم ..
(ما يقصده الشيخ محمد هو القسم الموجود في الفصل السابق )
*انا هنسفك من على وش الأرض يا محمد ، انت وادم ..
=طيب ادم عملك إيه ؟ ، ده حتى كان منفذلك كل طلباتك !! ..
*كفاية انه وصلني للي أنا فيه دلوقتي ، وضيع عليا كل حياتي وخدمي ..
ذهب الشيخ محمد وامسك بالملح الموضوع على الطاولة كان قد أتى به من الخارج ، ثم ذهب لعزازيل واخذ يضع حوله الملح على شكل دائرة .. كان يتخطى الأصفاد وكأنها غير موجودة !!
=أوعدك يا عزازيل ، وانا كأنسان مسلم وعدي دين عليا ليوم الدين ، على عكس وعد الشيطان الكافر .. هنتقملك من أدم وهقضي عليه زي ما هقضي عليك دلوقتي ..
*سيبني يا محمد ، بقولك سيبني ، هتندم على كل اللي عملته ده ..
=ندمني انا عايز أندم .. دلوقتي انا هسألك سؤال وأجابته هتتوقف عليها حياتك كلها ..
نظر عزازيل له ينتظر سؤاله !!..
=الشيطان عنده روح ولا معدوم الروح ؟!
تعجب عزازيل من سؤاله ، وأجاب بتعجب والدموع سائلة على وجهه !!
*أكيد عندنا زيكوا … ما أنا روح ..
أبتسم الشيخ محمد ، ابتسامة منتصر في الحرب .. ثم وقف أمامه مباشرة وشاور بيده اليمنى بأصبع السبابة على عزازيل وقال :
=وَيَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗ ..
=قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي .. قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي ..قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي ..وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗ ..
شهقت حياة وفتحت عينيها وكأن روحها خرجت منها ، أو عادت اليها .. !
كانت تنظر في السقف ولا تحرك عينيها وكأنها فارقت الحياة ..
لم تلاحظ والدتها ذلك بعد ..
طرق الشيخ محمد على الباب ثم دخل الغرفة ..
واتى بكرسي وضعه بجانب السرير ..
تركت نسمة والدة حياة المصحف ونظرت إلى حياة ثم صدمت من منظرها ..
_بنتي ، بنتي يا ناااااس ، بنتي مالهااااا ..!
=استهدي بالله يا ام حياة وروحي اعمليلي كوباية شاي ، بنتك كويسة مفيهاش اي حاجة الحمدلله ..
_امال بصة للسقف ليه كدا ، ومش بتتحرك !؟
=لسه بتستوعب اللي حصل ، سبيها متخافيش عليها ، هتقوم تجري دلوقتي في الشقة ..
_ونبي يا شيخ !! .. بالله عليك !!
=قولي إن شاء الله ، يلا بقا عايز اشرب كوباية شاي راسي وجعاني ..
_حاضر يا شيخ ، حاضر من عنيا ..
قالتها وهمت مسرعة للخارج وعينيها لا تفارق أبنتها ..
=انا عارف يا حياة إنك سمعاني ، دلوقتي حواليكي ضلمة ومش عارفة تخرجي منها ، وحاسة أنك مشلولة الحركة ، صح ؟!
هزت حياة رأسها ببطئ بالإيجاب ..
=ركزي معايا عشان تخرجي منها ، محدش هيعرف يطلعك منها غيرك انتي ، ماشي ؟!
كررت حياة هزة الرأس ..
=شاوري بأيدك اليمين على خيال الإنسان اللي في الضلمة هناك ده ..
رفعت حياة إصبع السبابة للأعلى وشاورت على سقف الغرفة ..
=اقري آية الكرسي ، حاولي تعلي صوتك على قد ما تقدري ..
آخرجت حياة صوتها بصعوبة شديدة ثم قرأتها ، ولكن بطريقة مقطعة وكانت تقف كل لحظة ويكمل لها الشيخ محمد ، وكأن هناك من يضع يده على فهمها كي تتوقف !! .. ولكنها قاومته ..
=دلوقتي أقري سورة الزلزلة ..
قرأتها كما في المرة السابقة وساعدها أيضاً الشيخ محمد ، جعلها تقرأها ثلاث مرات ، وفي كل مرة الدموع تتزايد على وجنتيها ..
وأصبح في الغرفة رائحة حريق ، وكأن هناك من أشغل كاوتش سيارة !! ..
=دلوقتي أنطقي الشهادة بصوت عالي ..
بدأ صوتها في الاعتدال ونطقت الشهادة ..
ثم بعدها شهقت ، وأستفاقت أخيراً ..
أبتسم الشيخ محمد واقترب قليلاً منها ..
=الف حمد الله على سلامتك يا حياة ..
أبتسمت له حياة ، ووجها بدأ في الإنارة ببطئ ، حتى وصل وكأنها وضعت لمبة لتنيره بعد الظلام الذي كان يغطي وجهها بالكامل ..
“الله يسلمك .. ”
_حاسة بإيه دلوقتي ؟!
“دوخة بسيطة وصداع جامد ..”
_معلش هتروح دلوقتي ، كله هيروح دلوقتي .. ده أثار التعب بس ، قومي بس اقعدي عشان نعرف نتكلم سوا ..
قامت حياة وجلست تستند ظهرها على الوسادة ..
اقترب منها الشيخ محمد وأمسك رأسها بشدة واخذ يتلو بعض السور القصيرة ، والآيات الطويلة ..
ومن ثم أمسك كوب به ماء ممتلئ بالملح وقرأ عليه قليلاً وأمرها ان تشربه بأكمله ..
كانت والدتها قد أتت أخيراً ومعها كوب الشاي كما طلب ..!
فطلب منها أن تأتي بوعاء كبير ، ومنعها من أستخدامه فيما بعد ..
فأسرعت بإحضار الوعاء ..
=سمي الله ٣ مرات يا حياة وأشربي المياه دي مرة واحدة من غير ما تتنفسي أو تستطعمي ..
“مستحيل ، انا كدا أموت .. ”
=مش هتموتي ولا حاجة ، أشربي احسن ما أمسكلك العصاية ..
كان يتحدث الشيخ محمد بجدية وغضب شديد ..
بكت حياة ومن ثم آبت بالقبول ..
شربت الكوب بأكمله ، ثم أخرجت ما في بطنها بالكامل ، والذي كان عبارة عن دماء سوداء ..!!
ثم أسترخت على الوسادة ..
••• وأخيراً قضي الأمر •••
=الصداع والدوخة لسه موجودين يا حياة ؟! ..
هزت حياة رأسها بالرفض ..
=طب قولي الحمد لله بقا ..
“الحمدلله رب العالمين .. أرجوك انا عايزة أفهم كل حاجة ، أنا كنت فين وبعمل إيه ، وإيه اللي حصل دلوقتي ..”
=ما أنا طلبت كوباية الشاي دي عشان أعرف أحكي كل حاجة وأنا فايق .. بس عايزك تكوني إنتي كمان فايقة معايا ..
“انا فايقة ..”
=بصي يا ستي في البداية أحب أعرفك أن للأسف الشديد ، انا أعرف آدم ومربيه كمان ، لأن والده كان صديقي ووصاني عليه ، أنا حفظته القرآن وعلمته حاجات كتيرة ، بس للأسف أستخدمها في الأذية ، الحب عماه عن طاعة ربه .. واللي إنتي متعرفيهوش أو نسياه أن آدم كان زميلك في الجامعة ..
“نعمممم ..!!!! ”
=لو هتفضلي تعلقي عليا كتير يبقى مش هحكي حاجة ، أنا قولتلك هحكيلك الموضوع بتاعك من الأساس ، وفي أخر الموضوع حابة تسألي في أي حاجة انا معاكي وهجاوبك .. اتفقنا !!..
“انا اسفة .. اتفقنا ”
=آدم شافك كام مرة وأنتي في أخر سنة فأتعلق بيكي أوي ، حاول يلفت انتباهك كتير بس أنتي مدتهوش فرصة ، لحد ما اتخرجتي وفضلتي معلقة معاه في دماغه وفي قلبه ، وبعدها اتخطبتي ، هو اتكاد وحزن جدا وحب ياخدك من خطيبك ،فبعد شهرين تقريباً من خطوبتك ،عملك السحر وقدر يتحكم في دماغك وحياتك كلها ، عن طريق لحظة حزن شديد منك على والدك !! دخلك جن في جسمك يسيطر عليكي ويشوفك بعينه ويعرف اخبارك منه ، بدليل الخرابيش والكدمات اللي في جسمك دي !! ..و بدأ الموضوع والحكاية اللي ألفها ليكي وعيشهالك ، من يوم ما كنتي قاعدة ماسكة الجرنال بتقري عن الوظيفة اللي في الشركة تقريباً !! ، ساعتها انتي كنتي في الحقيقة دخلتي في الغيبوبة خلاص ، جابولك دكاترة كتير ملقوش فيكي حاجة ، وجابولك شيوخ محدش قدر على ادم وعلى السحر اللي عاملهولك وفي منهم مكنش عارف اصلا فيكي إيه ، ولما كلموني عليكي أنا متأخرتش وجيت على طول ، وأول ما شوفتك عرفت إيه بيحصل وفيكي إيه وعرفت أنه أدم ، بدليل لما شوفتيني عنده في المكتب وخاف مني !! ، عملك قصة حب جميلة ولا قصص ألف ليلة وليلة ، مكنتيش بتفوقي من الغيبوبة إلا نادراً جداً ، حتى لما بتيجي تقري في القرآن مش بتستحملي وترجعي للغيبوبة تاني ، عمل معاكي زي الدكاترة النفسيين (المعقدين)مابتعمل مع المرضى لما يحبوا يعيشوهم قصة خيالية بس هما بأدوية وهو بأسحار ، عيشك حلم لمدة كام شهر كان بيبعت المرسال وخدمه يحكي في ودنك القصة اللي عيشاها ويصوروها قدامك ، بدليل صحبتك مرام لما ماتت !! حب يحزنك عليها لأن كتر الحزن يقربه منك اكتر واكتر ، شوية حزن كمان منك وكان ممكن يخفيكي من الدنيا للعالم التاني !! ، و بدليل المشاوير اللي كنتي بتنزلي فيها تشتري الشوار بتاعك انتي ووالدتك وانتي اصلا مخلصة حاجتك كلها !! ، بدليل الحجاب والعباية السودا وأنتي عمرك ما لبستيهم ، بدليل باباكي يا حياة ..
“ايوة بقاااااا ، سيبك من كل اللي فات ده وفهمني بابا مات امتى ، وازاي انا كنت بشوفه وأكلمه عادي كدا ..
=آدم كان ذكي جداً وأي حد بيأذي بيكون ذكي جدا لأن تفكيره بيكون تفكير شيطان مش إنسان ، أدم عملك مزج في خيالك بين قصتين ، قصة عيشاها مع والدك ووالدتك ، وقصة تانية بتفتكريها وكأنها ماضي (اللي هي بتكون معاه هو ) ، عشان يشوقك تكملي الحكاية وتعرفي أدم في الآخر راح فين .. فاهمة حاجة ولا بتكلم على الفاضي ..
كانت تنظر له حياة بتركيز شديد وتحاول أن تستوعب مايقول ..
“تقريباً فاهمه ..”
=لأ ركزي شوية انا عارف انها حكاية تلغبط ، باختصار تاني بقالك كام شهر مش في الدنيا معانا كنتي زي ما بيقولوا كدا مخطوفة ..
“طب وبابا بردو ؟؟!
=نرجع لوالدك تاني ، والدك اتوفي بعد الخطوبة بفترة وطبعا كان غالي عليكي فطبيعي حزنتي عليه بس حزنك كان جامد جدا (عياط ليل ونهار ، وعياط كتير في الحمام وده أكبر غلط ) ، هو أستغل حزنك ده لأن ساعة الحزن والضعف الجسم بيتفتح *بيكون سهل دخول أي روح فيه* ، بعتلك المرسال والجن وقتها ، وهو كان عارف إنك بتحبي والدك اوي فحاول يدخله في كل القصة اللي ألفها ، بدليل حاول يحكيلك حدوتة زي ما كان والدك بيحكيلك بس فشل وحكالك واحدة حزينة ومش حلوة زي مانتي متعودة ان والدك بيحكي حواديت أطفال او مفرحة !! ، حاول يظبط كل حاجة على قد ما يقدر عشان متتغشيش في لحظة وتفوقي .. فهمتي بقا ؟! ..
كانت حياة تستمع له وهي شاردة تتذكر ما مضى والدموع تملئ عينيها ..
“أنا فاكرة الحدوتة دي كويس جدا ، طيب وإيه الغرض انه يحكي حاجة زي كدا ؟! “..
=دي حكاية طويلة أوي مش وقتها دلوقتي ياحياة ..
“لا معلش انا عايزة اعرف كل حاجة بالتفصيل ..”
=مريم اللي حكالك عنها دي تبقى أم ادم ..
“البنت اللي هربت من اهلها وماتوا بسببها دي أم أدم !!!!!!”
=للأسف .. بقيت الحكاية بقا اللي حكهالك أدم أن والدته طلعت حامل ودخلت مستشفى الأمراض النفسية بسبب اللي حصل ، وابو أدم انا كلمته ان لازم يروح يجيب ابنه ،وهو كان رافض بحجة أنه ممكن ميكنش أبنه ، المهم أقنعته وراح جاب الولد ورباه وعامله كويس ولما مات وصاني عليه كملت تربيته وفي الاخر صمم أنه يعيش لوحده سبته مأجبرتوش يعيش معايا ، وبس كدا ..!!
“أنا حقيقي مصدومة جدا ..”
=حقك .. كل حاجة حصلت تجن ، كويس أنك سليمة وقاومتي اللي حصل ده كله ، إنتي ربنا بيحبك والله ..
نظرت له حياة بتساؤل ؟ ..
“ونادر !!..”
=ماله ؟؟!.
“ده كمان كان خيال و كذب !!..”
=لا نادر حقيقي يبقى خطيبك وكان زعلان عليكي جداً وبيدعيلك كتير أنك تقومي بالسلامه ..
“بس انا كنت بشوفه وبكلمه في خيالي ..”
=حياة إنتي فاكرة شكل نادر أصلا ؟!
شردت حياة تحاول أن تتذكر ولكنها لم تستطيع ..
ثم هزت رأسها بالرفض بحزن ..
=أدم محى من راسك شكل نادر ، كان بيظهر نادر في الحكاية بس كزيادة واقعيه ..
بكت حياة بشدة ..
“أنا هتجن ، أنا مبقتش عارفة مين موجود ومين مش موجود ، مبقتش عارفة مين صادق ومين كذاب ، مبقتش عارفة انا نايمة ولا صاحية !!”
=حقك .. بس صدقيني فترة وهتفوقي من كل اللي إنتي فيه ده ..
“أنا اتمنى بجد ، إني أفوق ، انا اتمنى ” ..
“طب ممكن سؤال ؟!”
=أكيد طبعا اتفضلي ..
“انا سمعت آية قرآنية جت في ودني كدا وبعدها على طول أنا حسيت روحي بتتسحب مني وروحت للضلمة ، وحسيت نفسي مشلولة ..
=كانت الآية بتقول إيه ؟!
“انا مش فكراها اوي عشان حرام أحرف في القرآن ، بس كان فيها جملة بتقول (قل الروح من أمر ربي ) !! ”
أبتسم الشيخ محمد ..
=يابنتي بالآية دي أنا جمعت روحك وروح آدم قدام بعض ، لأن محدش هيقضي عليه غيرك ، لازم ترفضي وجوده من جواكي ، خليتك تقري قرآن عليه ونهتيه ..
“مات ؟!..”
=أتحرق ..
ثم طرق الباب ..!!
همت والدة حياة لتفتح الباب والحزن يملئ قلبها مما سمعت ..
_اهلاً يا نادر يابني ، تعالى اتفضل عندي مفاجأة ..
*أكيد حياة فاقت صح ..*
_صح ، قلبك حس ولا إيه ؟؟ قالتها نسمة مازحة ..
*حس طبعاً ، حتى جيت جري أهو ..*
كانت حياة تنتظر بشدة أن ترى نادر … تريد أن ترى خطيبها وزوجها المستقبلي الذي لا تعرف شكله حتى ، ولكن صوته يبدو مؤلوفاً عليها !!
كانت أنفاسها بطيئة جداً ، وتسمع دقات قلبها التي تعلو مع تقدم خطى آدم ..
أقترب آدم … ودخل الغرفة … ثم !!
شهقت حياة ووضعت يدها على فمها من الصدمة !!!
كيف هذا .. ؟!
صرخت وقامت من سريرها تجري في أنحاء الغرفة لتختبئ ..
“أدم .. الحقوني أدم موجود في الاوضة ، أدم رجع تاني ، أدم مماتش ، الحقني يا شيخ ، خلي بالك يا ماما ده قدامك ” ..
فزعت والدتها بشدة..
_بسم الله الرحمن الرحيم ، فين يابنتي انا مش شيفاه ..
“قدامك بالظبط والله واقف ” ..
صرخ الشيخ محمد في حياة ووالدتها ليصمتوا ..
=في إيه استهدوا بالله ، تعالي يا حياة اقعدي وهفهمك كل حاجة ..
كانت حياة تقف تحتضن نفسها والدموع تملئ عينيها ..
“انا خايفة أقعد ، أدم قدامك ”
تحدث نادر بتعجب :
*أدم مين ؟؟! .. يا حياة فوقي أنا نادر خطيبك*
توقفت حياة عن البكاء ، واخذت تنظر إليه وتتأمله ، ثم ضحكت بهستيرية ..
“ههههههههههههه ، انتوا عايزين تجنوني صح ،انا لسه بحلم ، انا هروح انام يمكن لما اصحى افوق من كل اللي بيحصل ده ”
نامت حياة على سريرها وغطت نفسها بالكامل ..
=قومي يا حياة وأنا هفهمك ، قومي بس واستعيني بالله ..
“تفهمني إيه ، انا عارفة إني اتجننت خلاص..”
=والله مفيش جنان ولا حاجة ، قومي وهتفهمي ..
قامت حياة وأعتدلت في جلستها وأخذت تنظر لنادر في حزن وعدم استيعاب ..
تقدم نادر وجلس بجانبها ، شعرت حياة بالخوف منه فضمت قدميها لها ..
=دلوقتي انا سألتك انتي فاكرة شكل نادر ولا لأ ، قولتيلي لأ .. حصل !؟
هزت حياة رأسها بالإيجاب ..
=تمام .. دلوقتي عشان أدم يعرف يقرب منك محى نادر من راسك وبقى هو نادر ..
“ازاي بقى هو نادر ونادر كان موجود !؟”
=مش عايزاك تسألي وتفكري كتير عشان متتعبيش ، أدم كان مستخدم شكل نادر عشان تحبيه ، لانك بعد فترة خطوبتك بشهرين حبيتي نادر بعد رفضك له لما اتقدملك ..
*حياة انا حاولت أساعدك كتير والله ، أسالي والدتك انا عملت ايه وجبت كام دكتور وكام شيخ ، لحد ما ربنا رزقنا بعم محمد *
“انا بشكرك جدا يا نادر بجد أنك استحملت فترة تعبي دي كلها ..”
*إنتي عبيطة ،في حد ميستحملش مراته *
قالها مازحاً وهو يمسك أنفها ..
أبتسمت حياة ..
“بس أنا محتاجة فترة عشان أفوق من اللي حصل ده”
رد الشيخ محمد سريعاً ..
=حقك يابنتي ، تقعدي كام شهر كدا ، بس مش لوحدك ، تقعديهم مع نادر ووالدتك تعوضي أيام الغيبوبة دي ، وبلاش تقعدي لوحدك وقت طويل بعد كدا ، وأنا عاملك حجاب عشان يحفظك حطيه تحت المخدة قبل ما تنامي ، والكدمات والخرابيش اللي في جسمك دي فترة وهتروح لوحدها ، ولو أحتجتي أي حاجة رقمي مع والدتك وهبقى أجي اطمن عليكي كل فترة ..
“حقيقي أنا متشكرة جدا يا عم محمد ربنا يباركلك يارب .. ”
=ربنا يبعد عنك كل أذى يا حياة ، وخلي بالك على نادر عشان بيحبك بجد ..
نظرت حياة لنادر بأبتسامة وهي بداخلها تحاول تقبل الوضع ..
ثم همّ الشيخ محمد ذاهباً ..
_خليك يا شيخ لسه بدري هروح أحضر الغدا بالله عليك ..
=بدري من عمرك يا أم حياة انا بقالي ساعات قاعد معاكم ..
_قعدة عن قعدة تفرق وبعدين نص ساعة كمان مش هتخسر حاجة ..
=تتعوض باذن الله ، قريب هاجي ازوركم ..
همّ الشيخ محمد ذاهباً ..
*حياة حبيبتي هروح أوصل الشيخ محمد وأرجعلك تاني ده في كلام كتير عايز اقولهولك * ..
هزت حياة رأسها بالإيجاب ، ثم قبلها من يدها وذهب ..
بعدها بدقائق ، نامت حياة تحاول أن تستريح من المغامرة الشاقة التي مرت بها ..
وفي السيارة كان الشيخ محمد ونادر يتحدثان ..
*أنا همسك ادم ده أقتله في ايدي على اللي عمله في حياة ..*
=متنساش بردو أنك غلطان ، وغلطك مش هين ، رايح تدي راجل صورة خطيبتك وتاريخ ميلادها عشان يخليها تحبك ؟؟
*انا عارف إني غلطان ، بس انا وثقت لأنه صديقي المقرب ..*
=مهما كان مدى الصداقة ، يقولك هات صورتها اخليها تحبك توافق كدا بكل سهولة ؟!
*غصب عني لأني كنت محتاج تحبني زي ما بحبها*
=تعرف لو حياة عرفت أنك انت اللي عملت فيها كدا ، أو حتى تعرف انه صاحبك هتعمل إيه ؟؟!
*عارف .. بس والله انا مش قصدي أني أأذيها خالص*
=صاحبك يا استاذ أستخدمك سلم عشان يوصل لحياة ..
*والله لو قابلته هقتله..*
=هو مات خلاص ..
صدم نادر مما سمعه وأوقف السيارة ..
*مات ازاي؟؟*
=مالك زعلت عليه ليه ؟! ،
*مزعلتش بس استغربت !*
=مش مات يعني فارق الدنيا ، لأ روحه هي اللي ماتت بقا يعتبر مش عايش أساساً ولا واعي لحاجة بتحصل ، كدا يعتبر أدم انتهى .. وأحب افاجئك كمان بحاجة !!
*إيه تاني ؟!*
=مش أدم اللي عمل لحياة كل ده ، وأدم أصلا ميعرفش أنه هيحصل كل ده ، أدم عمل اول خطوة حضر الجن وبعته ، وعزازيل حب حياة وأتولى الأمر بعد كدا ..
*عزازيل مين ده كمان ؟!*
أبتسم الشيخ محمد مرة أخرى ..
=مش مهم تعرف مين .. المهم أنه عزازيل أذكى بكتير من آدم وقدر يضحك على آدم وحياة ..
*دماغي وقفت بجد ..*
=من امتى ودماغك بتشتغل ، المهم دلوقتي إن كل شئ انتهى والحمد لله ..
*الحمدلله رب العالمين*
=حاول تنسيها اللي حصل ، وتبدأ معاها من جديد ..
*أكيد طبعاً إن شاء الله ..*
لننظر نظرة أخيرة على آدم كيف وضعه الآن !! ..
إذا دخلت منزله ستجد الفوضى تعم المكان ، وتجده يجلس بجانب الشباك ، مدمع العينين ، لا يأكل ولا يشرب ، والسواد تحت عينيه ، والتشقق يملئ شفتيه ، وشارد في اللامكان ، ويستمع إلى أغنية قديمة لا يسمع غيرها ، ولا يفعل أي شئ سوى الجلوس والاستماع إليها فقط..
••أنا هويت وأنتهيت••
بعد مرور ثلاثة أشهر .. تزوجا نادر وحياة ..
نسى نادر ما حدث ولكن حياة لم تنسى قط !!..
وتتذكر ذلك بأستمرار ..
الساعة 4:00 فجراً ..
_مازالت مستقيظة حتى الآن..
تفكر فيما مضى،تفكر في اوجاع وآلآم الماضي..
“دائماً ما تأتي اوجاع الذكريات بعد منتصف الليل..عندما تكون وحيداً لا احد بجانبك..فقط أنت والفراغ”
_تتذكر حياتها منذ بداية تخرجها حتى اللحظة التي تكتب فيها الآن ما حدث في الماضي ..!!!
..
(
النهاااية
)..
#بقلم_روان_رشاد
#R_R
#رواية_حياة ♥️
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية حياة (ادم وحياة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.