رواية حياة (ادم وحياة) الفصل التاسع 9 – بقلم روان رشاد

رواية حياة (ادم وحياة) – الفصل التاسع

* الفصل التاسع *

* الفصل التاسع *

•مين دي؟؟ قالها العجوز بهدوء شديد..

*دي السكرتيرة الجديدة يا والدي* قالها آدم وهو ينظر الي الارض بأحراج ..

•وهي السكرتيرة الجديدة بتقعد مع المدير في المكتب ولا المفروض مكانها برا على مكتبها الخاص؟؟ ما زال العجوز يتحدث بهدوء ..

*على مكتبها الخاص يا والدي* ومازال آدم ينظر الي الارض في خوف..

•امال هي كانت بتعمل ايه هنا؟ قالها بصوت عالى صارم ..مما جعل آدم ينتفض ..

•انا قولتهالك مرة واتنين ودي التالتة ، لو مبطلتش وساخة في شركتي هرميك في الشارع وانت عارف كويس انا اقدر اعملها ، شكلك نسيت نفسك يا آدم ، انا لولا ابوك الله يرحمه وصاني عليك كان زمانك شغال موظف زي اي موظف ، بس عشان كان غالي عليا مسكتك شركة من شركاتي لا واكتر كمان ، عايز تتخلى عن كل ده كمل اللي انت بتعمله.

*حضرتك ياوالدي فاهم غلط ،والله انا معملتش حاجة من اللي في دماغك ،حضرتك دايماً ظالمني* .. كان يتحدث آدم بتوتر شديد يظهر عليه..

•انت عارف كويس اني مش بظلم حد ..

*عارف ، بس انت فاهمني غلط*

•لا فاهمك ولا فاهمني ، الموضوع انتهى ، وده آخر تحذير مني ليك .. سبحان اللي مصبرني عليك .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الخارج.. كانت تجلس حياة في توتر وخوف بسبب ماحدث..

ثم فُزعت عندما رن الهاتف ..

وزفرت بأطمئنان عندما علمت انه جرس هاتفها المحمول ..

فأجابت:

“الو..”

*حياة ، وحشتيني*

“ايه يا نادر عامل ايه” كانت تتحدث حياة بتوتر شديد ..

*بقولك وحشتيني تقوليلي ايه يا نادر عامل ايه ؟؟ ، وبعدين مال صوتك انتي طالعه على السلم*

“اه ايوة لسه طالعه من على السلم”

*طيب اهدي كدا واتنفسي براحة*

“حاضر”

*وحشتيني بقا*

“انا هقفل يا نادر معلش ، ورايا شغل كتير”

*حياة.. في ايه مالك؟..متخبيش عليا*

“ماليش وعشان خاطري اقفل ، بقولك ورايا شغل ، ولا عايز حد يزعقلي”

*ده لو حد عملها والله كنت جيت مسحت بكرامته الارض وانتي عارفاني كويس، مجنون بيكي واعملها*

“ربنا يخليك ، عن اذنك.. عاوز حاجة”

*عاوزك معايا*

“منا معاك ، وهخلص شغل واكلمك”

*طيب بصي*

“نعم..”

*هاتي حاجة حلوة*

“حاجة حلوة ازاي يعني مش فاهمه”

*لا شغلي دماغك وحاولي تفهمي شوية ، بقولك وحشتيني وهاتي حاجة حلوة ، هتكون ايه الحاجة الحلوة دي*

“هتكون ايه يعني ياعم الخفيف” قالتها حياة وهي تجز على اسنانها ..

*حياة .. انا عايز بوسة*

“ايه ده ، انت بتقول ايه انت اتجنيت”

*انتي محسساني بقولها ف وشك ، انا بقولك هاتيها ف التليفون ، ايه الجنان في كدا ، انتي خطيبتي على فكرة مش ماشي معاكي في الحرام*

“اقفل اقفل مش ناقصة هبل على الصبح” ..

قالتها حياة ثم اغلقت الهاتف مباشرة ..

ولكنها لاحظت ان التوتر والخوف توقفا عندما حدثت نادر ، خاصة بعد ان اخبرها انه لن يترك من يوبخها ..

ثم سمعت باب المكتب يغلق بقوة، مما افزعها ، فخرج الرجل العجوز من المكتب وهو يقف امام حياة وينظر لها نظرة باستحقار ومن ثم همً بالذهاب ..

مما جعل حياة تبكي ..

فقامت من مجلسها واخدت هاتفها وحقيبتها وهمت بالذهاب ..

ولكن اوقفها رنين هاتف المكتب ..

نظرت اليه والدموع تسير على وجنتيها ..

وكانت في تردد هل تجيب ام تذهب وتترك كل شئ خلفها ..

ولكنها دون ارادة ذهبت واجابت على الهاتف..

“الو..”

*حياة تعالي*

“انا اسفة يافندم ، انا ماشية”

*مينفعش تمشي على فكرة*

“لا ينفع ، وهمشي عن اذنك”

*لازم تقدمي استقالة الاول وبعدين يا اوافق يا ارفض*

“حاضر يا فندم هقدم لحضرتك حالاً استقالة”

*تعالي الاول وبعدين قدمي استقالتك زي مانتي عاوزة*..

صمتت حياة.. ثم اغلقت الهاتف ولم تجيبه ..

وقفت تفكر قليلاً .. حتى تركت حقيبتها على المكتب ، وذهبت لتطرق الباب ..

فجآئها صوته من الداخل ، يسمح لها بالدخول ..

ثم دخلت الي المكتب ..

“نعم!!”

*حياة اللي حصل ده عاوزك تنسيه*

ضحكت حياة بسخرية ..

“وهو حصل ايه يافندم”

*لما والدي دخل و….. ، لقاني ونا بمسك ايدك*

“يافندم متكبرش الموضوع محصلش حاجة”

*طيب انتي بتعيطي ليه دلوقتي*

“مفيش جالي اتصال وعندي حالة وفاة”

*البقاء لله ، مين مات*

“واحدة قريبتي ، ممكن امشي”

*ان لله وان اليه راجعون ، طب استني انا جاي معاكي*

“لا لا كتر خيرك ، مالوش لزوم”

*والله ابداً انا جاي معاكي*.. قالها وهو يتجه نحو الهاتف ليجري اتصالاً بآحد ما ..

“يافندم مالوش لزوم ، والدك لو عرف ان حضرتك جاي معايا هيقول ايه”

*والدي مش هيقول حاجة لانه مسافر دلوقتي*

“طيب ، بردو مش هينفع”

*هو ايه اللي مش هينفع ، والله لاجي معاكي ، وبطلي لماضة .. اتفضلي انتي روحي جهزي نفسك انا جاي وراكي*

“حاضر يافندم” ..قالتها حياة وتوجهت سريعاً الي مكتبها .

“يالهوي يالهوي ، عزا ايه اللي قولته ده ، هعمل ايه بس دلوقتي ، ولو قولتله مفيش عزا خلاص هيقول عليا اكيد كدابة .. هو يوم مش باين من اوله ، استغفر الله بجد”

اخذت تحدث نفسها وتلوم نفسها حتى خرج آدم ووجدها على تلك الحالة ..

فاقترب منها ..

*حياة متعمليش كدا ف نفسك حرام ، متعيطيش هي دلوقتي في مكان احسن*

نظرت له حياة ثم انهارت في البكاء ، هي لاتبكي على حالة الوفاة بل تبكي على نفسها وعلى كذبتها تلك التي صدقها هو ..

*يابنتي اسكتي بقا ، والله هزعل منك ، طب استني* تحرك آدم نحو المكتب الخاص بحياة وملئ كوب من الماء وعاد اليها ..

“خدي اشربي شوية مياه عشان تهدي”

نظرت له حياة بعيون مليئة بالدموع ، ثم اخذت كوب الماء من يديه ، وشربت منه القليل..

*ها هديتي شوية*

هزت حياة رأسها بنعم ..

*طب كويس يلا بينا بقا*

عادت حياة للبكاء مرة اخرى ..

*يادي النيلة ، يابنتي مصدقت هديتي ، طب بصي تعالي نروح نقعد في مكان تهدي فيه اعصابك وبعدين نطلع على العزا .. ها إيه رأيك؟*

هزت رأسها موافقة ..

*طب حلو يلا بينا من غير عيااااط بس*

“طيب بص ، انا هرتاح لو حضرتك فضلت هنا وانا هروح لوحدي” قالتها حياة بصوت يغلبه البكاء ..

*انتي بتهزري، انتي عيزاني اسيبك وانتي في الحالة دي*

“يافندم انا هبقى كويسة لو سبتني لوحدي والله”

*لأ مستحيل..*

نظرت له حياة باقتضاب .. ارادت ان توبخه ..

ثم جاءت لحياة فكرة سريعه ..

“طيب يافندم بص ،، احنا نروخ نقعد في مكان هادي وبعدين على المغرب نروح العزا ، لان مفيش عزا بالنهار”

نظر لها متسائلاً !؟

*هو مش الكلام ده انا قولته من شوية!؟؟*

ابتسمت حياة وهي مدمعه ..

*طيب خلاص يلا بينا*

تحرك الاثنان من المكتب ،حتى وصلا الي المصعد .

ومن ثم نزلا الى الدور الارضي ..

اخذت نظرات الجميع تتتبعهم ، خاصة نهله التي كانت نظراتها متسائلة ومتعجبه !!

_هي مال حياة ، ياترى المدير زعقلها ، ولا رفدها .. بس لو ف الحالتين ازاي هيمشي معاها ويوصلها .. قالتها نهله لنفسها بتساؤل ..

كان قد وصلا آدم وحياة الي السيارة وصعدا بها ..

وفي الطريق لم يتحدثا قط ..

*شغل يابني قرآن في العربية*.. قالها آدم للسائق ، الذي قام بتشغيل القرآن سريعاً استجابة لأمره ..

حتى وصلا لمطعم قريب من الشركة ..

.. كانا يجلسان في زاوية المطعم بعيداً عن ضجيج الآخرين ..

وطلب آدم الطعام ..

ثم آخذا يتحدثان ..

*قوليلي يا حياة ، هي اللي اتوفقت دي تقربلك ايه*

تصنعت حياة الدموع ومثلت انها تبكي ، فهي لاتعلم بماذا تجيب ..

*خلاص خلاص اهدي انا اسف تعالي نغير الموضوع ده خالص*

“ياريت بعد اذنك” قالتها حياة وهي تنظر الى الارض ..

*طيب انتي اتضايقتي من اللي حصل في الشركة صح ؟*

نظرت له حياة بعيون دامعة ولكن تلك المرة دموع حقيقة ، فهذا الموضوع اثر كثيراً بها ..

*يابنتي انا كل ما اقولك كلمة تعيطي كدا*

“يافندم ما حضرتك بتفتح مواضيع مينفعش تتفتح”

*بصي ياحياة انا مراعي شعورك ومراعي اني كلمتك وحش قدامه ، بس الموضوع مش وحش للدرجادي هو دخل لقاني ماسك ايدك بس، مش حضنك ولا مقعدك على حجري زي ما بتشوفي في الافلام*

“لو سمحت مسمحش لحضرتك تتكلم معايا كدا”

*ع عموم انا بقولك ان ده محصلش ، مش بقولك حصل او بقولك نعمل كدا*

زفرت حياة بضيق بعد جملته ..

“حضرتك مشفتهوش وهو طالع باصصلي ازاي !! انا اتهانت .. ده حسسني انه مسكني في شقة دعارة مثلا”

*معلش هو طبعه وحش كدا ، بالله عليكي متزعليش ممكن*

“حصل خير يافندم”..

ثم جاء النادل ليضع الطعام على الطاولة ..

وبدأوا يأكلوا الطعام ويتحدثوا سوياً ..

واخبرها ان والدته قد توفت بحادث سيارة ..

وحزنت حياة بشدة على ذلك ..

ومن ثم رن هاتف حياة .. فأخرجته لتعرف من المتصل ..

فوجدته نادر !!

“عن اذنك يا فندم هقوم ارد واجي”

نظر لها آدم بتساؤل ، فهو يريد ان يعرف من المتصل ، ولكنه تنبأ انه نادر ..

*اتفضلي*..قالها وهو ينظر الي الطعام ..

ذهبت حياة الي خارج المطعم لتجيب على الهاتف ..

“الوو..”

*ايه يا حياة ، كدا تقلقيني عليكي ، تليفونك كان مقفول ليه ، ومش بتردي عليا ليه*

“براحة يا نادر متتكلمش كدا .. انا اسفة عن اللي حصل ، كنت في حتة مفيهاش شبكة ، انا عندي حالة وفاة في الشعل ولازم اكون موجودة مع صحابي”

*طيب ياستي حتى لو ، مش تعبريني برسالة حتى تقوليلي فيها هتعملي ايه*

“انا اسفة..”

*طيب وهعمل ايه بالأسف ده انا دلوقتي ، بقولك انا روحتلك البيت وكنت رايح الشركة دلوقتي*

“مش مستاهلة كل ده انا مش صغيرة عشان تدور عليا”

*طيب انتي فين عشان اجي اخدك*

ترددت حياة ولم تستطع ان تجيبه ..

“انا هقفل دلوقتي يا نادر ، عشان قاعدة مع صحابي ، هخلص واكلمك ، متقلقش عليا هروح معاهم”

ثم اغلقت الهاتف سريعاً حتى لا يجيب نادر ..

ثم ارسلت رسالة الي والدها بأنها سوف تتأخر قليلاً اليوم ..

ثم اغلقت الهاتف ، وعادت للداخل ..

وجدت آدم يهز قدميه بعصبيه شديدة ..

قذهبت اليه وجلست امامه ..

وجدته ينظر الى الطعام ويضع يديه اسفل ذقنه ، ولم ينظر اليها قط ،كأنه لم يعلم بوجودها بعد ..

“انا جيت على فكرة”

لم يجيبها آدم ..

“احم احم .. انا جييت”

نظر اليها ببرود ..

*اعمل ايه يعني ، انا اكلت ، اتفضلي كلي عشان نلحق نروح العزا ومتتأخريش على البيت .. ولا تحبي تتأخري عادي*

“اولاً انا شبعت مش عاوزة اكل ، ثانيا مش هحب اتأخر اكيد ولو حضرتك متأخر مكنتش جيت من الأول”

نظر آدم اليها بعصبية ..

*اه قولي كدا عايزة تمشيني عشان سي نادر يجي يوديكي .. صح*

“ايه سي نادر دي ، على فكرة انت بتتكلم على خطيبي مش واحد ماشية معاه ، وبعدين مش جاي ياخدني ، انا هروح لوحدي واجي لوحدي”

*تروحي وتيجي لوحدك ازاي ؟ .. مش العزا ده واحده قريبتك واهلك هيكونوا هناك؟؟ يعني هتيجي معاهم .. مش لوحدك؟؟*

نظرت اليه حياة بتوتر وخجل ..

“لا مش قريبتي دي صحبتي”..

*بس انتي قولتي قريبتك ؟*

“من الصدمة مكنتش عارفة بقول ايه*

*طيب هعديها دي ، يلا اوديكي ولا هتروحي مع نادر*

“انت بتتكلم معايا ليه كدا ، ولا انت ولا هو انا هروح لوحدي” ..

*مش هينفع قولتلك*..

ظل الاثنان يتعاركان وصوتهم كان يسمعه كل من في المطعم .. حتى لاحظ آدم ذلك ..

*طب قومي قومي وتعالي نتكلم ف العربية .. قومي خلصي*

قامت حياة بعصبية وتحركت الي الخارج وهي تزفر بضيق ..

وضع آدم النقود على الطاولة وذهب خلفها سريعاً..

وصعدا الاثنان الي السيارة ..

*قولي يلا صحبتك الله يرحمها ساكنة فين؟؟*

نظرت حياة اليه ، ولم تستطع ان تجيبه ، ماذا ستقول له الآن !!

#يتبع …

#بقلم_روان_رشاد

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية حياة (ادم وحياة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق