رواية حياة (ادم وحياة) الفصل الثامن 8 – بقلم روان رشاد

رواية حياة (ادم وحياة) – الفصل الثامن

* الفصل الثامن *

* الفصل الثامن *

..كانت حياة تجلس شاردة على مكتبها في يأس وملل، فقد مرَّ اسبوع على سفر آدم ولم تعلم عنه شئ ، فقط علمت انه سافر الي عائلته بالأسكندرية وهذا يحدث عادة كل شهر مرة ليطمئن عليهم ، ولكنه تلك المرة تأخر ففي العادة يذهب يومان ثم يعود ولكنه تلك المرة تأخر اسبوع كامل !!

عادت حياة من شرودها وأكملت عملها بملل ..

ثم بدأت في ان تحدث نفسها بصوت مسموع كشخص يسأل وآخر يجيب:

_انتي مالك شاغلة تفكيرك بيه ليه؟

=مش عارفة بقيت بفكر فيه اكتر من نفسي..

_شكلك حبتيه ؟

=بس ازاي هحبه ده انا معاشرتوش الا اسبوع ،وكمان شكله متجوز ..

_طب مانتي كمان مخطوبة ولا نسيتي ؟

=لأ طبعا منستش، بس المشكلة من ساعة المفاجاة اللي عملها وانا قلبي مش على بعضه..

_طب ازاي متجوز وعملك مفاجأة كدا ؟

=ايوة صح، ازاي!.. طالما عمل مفاجأة وقرب مني كدا يبقى اكيد اكيد مش متجوز ..

_فرحتي ليه كدا؟ شكلك نسيتي تاني انك مخطوبة.. نسيتي نادر ؟

=ييييي بقا والله منستهوش، بس اللي انا حسيته مع آدم ف اللحظة دي محستوش مع نادر في الشهور اللي فاتت كلها ..

_لا انتي فعلا بتحبيه..

=حتى لو ، مدير هيبص للسكرتيرة بتاعته؟ طب ازاي ؟

_كتير قصص حصلت في الافلام والمسلسلات، وغني اتجوز فقيرة، ومدير اتجوز سكرتيرة ..

=الله!! جواز انا قولت جواز!! يعني ممكن انا وآدم نتجوز !!

.. ثم تنهدت وآراحت ظهرها للخلف وشردت مرة اخرى ..

..فعادت وفتحت مذكراتها وأمسكت بقلمها وبدأت في كتابة خواطرها .. فهي اعتادت ان تكتب ما يجول بخاطرها دائماً ..

_أأنت سعيد !!

عندما تراني اشتاق اليك .. واعشق النظر في عينيك ..

واتشوق للمس يديك ..

يا معذبي.. يكفي الي هذا الحد فانا كالنهر فاض بي العشق ..

اريد الاعتراف وامام الجميع اني قد ذوبت في عينيك في شفتيك في قامتك الجذابة ..

اني قد ذوبت في روحك و رائحتك ..

واعلن عن استسلامي امامك كالعدو الخاسر المنهزم .. اعلن اني لك وحدك ولن اكون الا لك ..

_ابتسمت حياة عما كتبته فتلك الكلمات تأتي من أعماق قلبها، وليس من عقلها ، هي تشعر بها..

ثم رن هاتف المكتب ..!

“الوو..”

_ايوة ياحياة انا نهله..

“خير يا نهله”

_مستر آدم على وصول النهاردة ، عايزاكي تبقي مخلصة شغلك كله ومش ناقصك حاجة ..

“حاضر حاضر ان شاء الله”

فرحت حياة بشدة كانت تود ان تطير من على مكتبها ..

ولكنها فجأة عبست وجهها وحدثت نفسها ..

“ماشي يا آدم انا وانت والزمن طويل ، تغفلني وتسافر لأ وايه عاملي مفاجاة قبلها ، علقتني بيك كل الوقت ده ، والله لهجننك ، إما وريتك مبقاش انا حياة”..

ثم بدأت تُنهي عملها بأكمله لكي يجد كل شئ على ما يرام ..

وبالفعل انهت كل شئ قبل وصوله ..

وذهبت للحمام لتعدل هندامها وتضع مستحضرات تجميل بسيطة على وجهها ، حتى يعود ويراها جميلة..

وعندما عادت لمكتبها وجدت هاتف المكتب يرن ..

“الو..”

*حياة تعاليلي*

خفق قلب حياة بشدة عند سماع صوته ..

“حاضر يافندم”

ثم اغلقت الهاتف .. وذهبت امام الباب وهي تحاول ان تحافظ على هدوئها ، فهي قد اشتاقت اليه بشدة ..

ثم زفرت بهدوء ، واطرقت الباب ..

*اتفضل*

“حمدلله ع السلامة يا فندم”

ابتسم آدم لها ابتسامة عذبة ، واخذ ينظر لها باشتياق شديد ، حتى لاحظت حياة ذلك ..

*الله يسلمك يا حياة.. ايه الشغل كان عامل ايه من غيري*

“كويس جدا يا فندم اطمن”

*بقولك من غيري يا حياة*

“ااه .. اسفه مخدتش بالي .. كان وحش جدا يافندم ودمه تقيله”

*هو مين ده*

“الشغل يافندم”

آخذا الاثنان يضحكان عل ماقالته حياة ..

*طب ايه وقف معاكي حاجة*

“لا يافندم كل حاجة تمام”

*طب مش عايزة تسأليني في أي حاجة*

ارادت حياة ان تساله لما لم يخبرها بسفره ، ولكنها تراجعت سريعاً عن تلك الفكرة ، فلا يحق لها ان تسأله سؤال كهذا ..

“لا يافندم مفيش اي أسالة”

*طب تعالي اقعدي واحكيلي حصل ايه الاسبوع اللي فات*

ذهبت حياة وجلست امامه على المكتب واخذت تسرد له ماحدث بالكامل ، وهو منصت اليها بشدة ، او انه يتصنع ذلك ، فهو منصت لصوتها الذي اشتاق اليه وليس للكلام الذي تقوله ،وينظر بتمعن الي ملامحها وكأنه يراها لآول وآخر مرة ..

“بس يافندم ده كل اللي حصل”

“مستر آدم!!*

آفاق آدم من شروده ..

*هه!!*

“ده كل اللي حصل يافندم”

*لأ مش قصدي ع كدا ، انتي قولتي مستر آدم ف آخر الكلام صح*

“ايوة قلت كدا !!” قالتها حياة بتساؤل ..

*تقريباً انتي من ساعة ماجيتي ومنطقتيش اسمي*

نظرت حياة بخجل الي الارض ..

*من هنا ورايح بلاش يافندم دي وخليها مستر آدم.. اتفقنا؟*

“اتفقنا يا مستر آدم”

*ايوة كدا الله ينور عليكي*

“حضرتك دلوقتي عندك مواعيد كتير جداا ومقابلات الاسبوع ده”

*طب بصي ظبطيهم ع قد ماتقدري وبلاش تحطي كذا ميعاد ف يوم واحد ، لسه الاسبوع طويل*

“حاضر يافندم”

*حياااااة !!*

“اسفة .. حاضر يا مستر آدم”

قالتها حياة وكأنها تجيب معلمها في الفصل وليس مديرها في الشركة ..

ضحك آدم على طريقتها الساخرة ..

“ممكن سؤال ؟!”

*اه طبعا اتفضلي*..

“انا اول يوم جيت الشركة قالولي ان حضرتك يعني ..” صمتت حياة ولم تكمل جملتها ..

*ايوة قولي ياحياة ، متخافيش*

“قالوا ان حضرتك شديد وعصبي جدا ومعاملتك وحشة”

*طيب ونتي شايفه كدا فعلا !*

“بصراحة خاالص”

*طيب ده يدل على ايه !*

“لأ مش عارفة”

*يدل على اني مش بتعامل حلو مع حد اصلا ألا نادراً جداً*

“امممم ، فهمت”

*وانتي بقا من الناس اللي بعاملها حلو ، ولا تحبي اعاملك زيهم ؟*

“والله براحتك يافندم ، اللي تشوفه” قالتها حياة رافعه كتفيها لاعلى ..

*لأ مانتي شغلك حلو ، هعاملك وحش ليه ، صح*

“ايوة صح”

طيب انا هستأذن يا مستر آدم عشان اشوف شغلي ..

*اتفضلي..*

همت حياة بالذهاب ولكنها كانت تمشي في تردد وكأنها تريد اخباره بشئ ولكن عقلها يمنعها من فعل ذلك..

*تعالي ياحياة*

التفتت حياة اليه في تساؤل !

*تعالي ، عايزة تقولي إيه ؟*

“ابداً يامستر ولا حاجة”

*لا عايزة تقولي حاجة ، ومتقوليش لأ ،مش بحب الكدب ، قولي متخافيش*

صمتت حياة تفكر ، ثم اخذت الجرأة في ان تسأله ..

“مستر آدم هي عيلتك اللي في اسكندرية دي ، مامتك وباباك وكدا ، ولا مرات حضرتك واولادك”

ضحك آدم كثيراً ، وكأنه كان ينتظر ذلك السؤال منها ..

*لا ياحياة انا معنديش اولاد*

وقعت كلامته على حياة كالصاعقة ..

لأن ما يعنيه انه متزوج ولكنه لم ينجب حتى الآن..

“اممم.. ربنا يرزقك بالذرية الصالحة يافندم”

قهقه آدم .. مما آثار استفزاز حياة ..

“حضرتك انا قولت ايه يضحك دلوقتي! ، عن اذنك انا رايحة على مكتبي ، وانا اسفة لو سألت في حاجات متخصنيش”

*استني تعالي هنا ، انا بضحك على الدعوة بتاعتك*

“طب وايه يضحك فيها يعني”

*اصلك بتدعي اني اجيب عيال وانا اصلا مش متجوز .. اضحك بقا ولا مضحكش*

زفرت حياة بارتياح ، حتى لاحظ آدم ذلك ..

“اه طبعا تضحك ، ايه الهبل اللي انا قولته ده” قالتها حياة بابتسامة حرجة ..

“ان شاء الله تتجوز وربنا يرزقك باولاد .. حلوة الدعوة دي”

*بردو لأ*

“ايه ده ليه كدا” قالتها بحزن مصطنع ..

*اصل انا شكلي كدا مش هتجوز خالص وبصراحة مش عاوز* قالها ايضاً بحزن مصطنع ..

“طيب وايه يمنعك؟”

*اصل انا كنت ناوي بس البنت اللي نويت اتجوزها طلعت مربوطة*

“يعني ايه مربوطة ؟”

*يعني مخطوبة وهتتجوز خالص*

ضحكت حياة فرحة بداخلها ولكنها لم تظهر ذلك..

“اوه يا حرام .. خلاص ربنا يعوضك بغيرها”

*صعبت عليكي صح؟*.. قال جملته وهو يتحرك نحوها ..

فتوترت حياة لفعلته تلك ..

“آاااا ..اكيد ، ربنا يعوضك باحسن منها”

قرب اكثر منها واصبح امامها مباشرة ..

*مستحيل الاقي احسن منها*

“لو من نصيبك اكيد هتاخدها”

*ايوة انا متأكد اني هاخدها بالذوق او بالعافيه هاخدها*

ابتسمت حياة بخجل ..

“ربنا يجعلها من نصيبك” قالتها وهي تنظر في الارض ..

*الله .. احلى دعوة ، هي دي الدعاوي ولا بلاش*

“عن اذنك يا فندم، انا رايحة المكتب”

*ما تخليكي شوية*

نظرت له حياة بتساؤل ..

“ورايا شغل كتير يا فندم”

*انتي مش قولتي خلصتي شغلك* قالها وهو يمسك يدها ويقربها منه ..

ثم فُتح الباب !!!

ففزعت حياة وفزع آدم مما حدث، وكاد ان يوبخ الفاعل ، لكنه وقف صامتاً عاجزاً عن الكلام ..

وترك يد حياة سريعاً ..

مما أقلق حياة كثيراً، وابتلعت ريقها بصعوبة شديدة ..

فقال بحزم ..

*روحي على شغلك يلا ، وظبطي المواعيد زي ما قولتلك*

نظرت له حياة نظرة تساؤل ثم نظرت الي الرجل العجوز الواقف هناك، فكان ينظر لهما نظرة بلا معنى فكان لا يظهر على ملامحه اي انفعال او غضب او اي شئ آخر ..

شعرت حياة بالخوف الشديد منه..

وخرجت من المكتب مسرعة ..

#يتبع …

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية حياة (ادم وحياة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق