رواية تمرد عاشق – الفصل الثلاثون
البارت الثلاثون
“لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ”
لا يُعادل قُربك بجانبّي ، كُل الأشياء
التي أُودّ أن تَستمِر هيّ أنت .!
جواد الألفي
عمري
إنني أعيش في فلك حبّك
وأسكن شغا ف قلبك
فأحاول جاهداً ما استطعت أن أسعد قلب من استحليت
لأني بسعادته أسعد وبشقائه أتعذّب
إنّ في قلبي أحا سيس ومشا عر تضطرب كلّما رأيتك
فكأني أريد أن أختفي من هذه الدنيا
وأندمج في روحك، لأن نفسي توّاقة إليك
مولعة بك فأصبحت لا أستطيع أن أستغني عنك
فرفقاً بي بيـ. ديك سعادتي
ايقظها رنين هاتفها ليقظها لصلاة الفجر.. فقامت باغلاقه فوراً لشــعورها بالتعب فهي لم تنم سوى ساعتين… اغمضت عـيناها مرة آخرى ولكنها وجدت نفسها بين أحــضان د.افئة… كانت غارقة بالنوم ولم تتذكر ماصار إلا عندما شـعرت بسخونة انفا سه. اتجهت بوجهها له
نظــرت لوجه النائم جو ارها وهو يضــمها لأحــضانه بقوة كأنها ستهر ب منه… رفعت خـصلاتها.. التي تغطي عيـناها بالكامل كى ترى محبوب الروح
وضعت يــديها على و جهه بحنان فكان مستغرقا بنومه… كان نومه هادئا كطفل رضيع بات ليلته بمحبة بين احــضان والدته وهى تهدهد له بأغانيه المفضلة… دققت النــظر لهدوئه.. ثم ضيقت عــيناها فجأة عندما شبهته بملاكا… لمــست شـ ـعره بحب وتمتمت بينها وبين نفسها
– معقول اللي كان معايا من ساعتين هو نفسه الشخص اللي نايم دا… اقتــربت من انفا سه ولمــست شــفتيه بحب ابتسمت عندما تذكرت جنونه بالأمـس. فالآن لايشبه جموح ليلته الأولى معها… جعل جوارحها تذ وب بين يــديه كقطعة شيكولاته.. شعـرت بدماء الحرج حتى توردت خـد ودها… عندما تذكرت همـساته لها وكلماته التي لأول مرة يلقيها عليها
اقتربت ووضعت نفسها دا خل أحـضانه وهي تشعــر بسعادة العالم تتملكها
رفعت يــديها ووضعتها على جانب و جهه مقتــربة برأسها من أنفاسه حتى ذهبت مرة في سبات عميق
❈-❈-❈
في غرفة صهيب
جلست بين أحــضانه بعد قضاء ليلة جا محة بينهما… أثبت كل منهما عشقه للاخر بطريقته التي ابدع بظـهورها
جلست تأكل حبات من الفروالة وهو يشاهد التلفاز على بعض القنوات الاخبارية… ولكنه توقف فجأة عندما وجدها تقوم بأكل الفروالة بكل استـمتاع بطريقة جـذابة اذابت مشــاعره.. على حين غرة… خــطف حبة الفروالة وهي تضعها بفــمها فجأة قبل الوصول لشــفتيها
أموت انا في الفراولة يافرولتي… ايه يابت الجمال دا… قاعدة تاكلي وسايبة جوزك كدا.. اقترفت شــفتيها بسمة وتحدثت قائله:
– أنا عزمت عليك ياحبيبي وإنت قولت ماليش نفس… اقترب هامـسا وهو مازال يأكل الفراولة وتحدث:
مكنتش أعرف انها طعمه كدا… رفع حاجبه واردف بخبث
– عجبتني كملي عايزة ادوق نكهة الفراولة… ضيقت عـ.ـيناها وأردفت متسائلة:
– هي ايه دي… امــسك حبة فروالة ووضع نصفها بفمها ثم اگل باقيها
وضعت رأسها على كـتفه عندما علمت مايدور بخلده… تنهــدت وتحدثت بارهاق
– صهيب أنا تعبت وعايزة أنام الفجر هيدن خلاص… قوم ننام
جذبها من خـصرها بشدة واردف بدعابة:
– لما ادوق طعم الفراولة الأول.. مستني اهو ياله… وبعدين ايه كتر النوم دا ياقلبي
رفعت حا جبها بسخرية
– اومال مين اللي لسة واكل حبيتين دلوقتي.. لكــمته في كتــفه
– قوم بقى انت بتبص لنومي وأكلي والله شكلي هنام هنا على رجلك
لم يدعها تكمل حديثها
في غرفة حسين
انتهى من قيام صلاته… جلس يذكر ربه.. ثم جلس يحمد ربه على ماوصل له
دخلت عليه نجاة بكوب عصير من الليمون
جلست بجواره مربتة على كتـفه
– عامل ايه دلوقتي طمني عليك
ابتسم لها وأجابها
– أنا كويس حبيبتي الحمد لله.. قست السكر والضغط كويس متخافيش،
أنا الفرحة مش سعياني الليلة يانجاة… فرحتي بجواد غير أي فرحة… ربنا يسعده واشيل عياله قريب
أمنت نجاة على حديثه.. ثم ربتت على يـديه
– ربنا يخليك لينا ياحبيبي.. ثم اتجهت له بسؤالها
– تفتكر ممكن يأجل إتمام جوازه… اصلي الصراحه شوفت غزل قبل ماجواد يطلعلها
كانت حالتها صعبة وعماله ترتعش… خليت مليكة تقعد تهديها علشان مهما كان قريبن من بعض عني
ثم استطردت حديثها قائلة:
– خايفة جواد يتهور ويخوف البنت وممكن يأذيها
نظر لها بصدمة من حديثها وتحدث بهدوء:
– اتجننتي يانجاة هو انتي مش، عارفة إبنك ولا إيه… دا بيخاف عليها أكتر من روحه.. نظرت له وتحدثت بيقين:
– عارفة دا كله بس مهما كان ياحسين دا راجل… وكمان يعني بحبها
جذبها لحــضنه مقــبل رأسها
– ابنك مش حيو ان مهما كان مستحيل يزعل غزل… دا روحه فيها
في غرفة جواد
استيقظ بعدما سمع صوت آذان المساجد وهي تدعو إلى الحي القيوم لأداء صلاة الفجر التي خير من الدنيا ومافيها… وجد شعــرها يغطي صــدره ووجهها في حنايا عـنقه… ويــديها على خديه… امـسك يــديها مقبـلها
رفع شعــرها من على وجهها.. يتملى بالنــظر لها… بدأ يسأل حاله :
– كيف تحمل دفن حبه لفترات طويلة… أيعقل أنه لم يعرف شعـوره حينها..؟
أطبق جفــنيه متلـذذا عندما تذكر ليلته الأولى معها… تنــهد بحب وهو يمـلس على شــعرها بحب عاشق
– كيف لكِ صغيرتي التسلل لداخلي حتى اصبحتي بأعماق قلبي كقناص محترف القى رصا.صته بإتقان حتى أستقرت في ثنايا الروح وصعب على الأطباء إخراجها
ظل يلمـس وجهها بظــهر يــديه مما أثار نعومة بشرتها حواسه… فجأة نزل بوجه يحرك أنـفه على وجهها يستـنشق رائحتها مـ.ـستـمتع بنعومة بشرتها… فتحت نصف عـيناها عندما لفــحها بانفاسه الساخنة نظـر لوجهها الملائكي مازال آثار النوم تشغل جـسدها المـنهك… ولكن صورتها الخلابه أمامه بجـسدها العا ري وتناثر شــعرها بعشوائيه جعله يضــمها وبحركة اجفلتها
رفعت ذراعيها وتحـيط عـنقه تطوقه وتضـم جـسدها له.. وضعت أناملها الرقيقة وسط خصلاته تحركها بهدوء مما جعلها تتبعثر بفوضوية… نظــرت له وهو ساكن بأحضــانها
أعجبها هيئـته التي بعثرت كيانها
أغمضت عــيناها هروبا من نــظراته المحببة إليها… فجأة حملها وضــمها على صــدره وجـذ بها بذ راعيه يطـوقها…أطبق جفـنيه مـستـمتع بقربها وأنفاس تتثاقل شيئا فشيئا …وضع رأسها موضع نـبضه لتسمع دقات قلبه العازفة بأسمها وضعت يـديها الصغيرتين موضع نبـضه ثم قــبلتها … رفعت رأسها له ونظــرات العشق تنطلق من كليهما
.. كانت دقات القلوب تنشد لهما معزوفة العشق الابدي الخالد لروحيهما
ظل على هذه الحالة لفترة ليست بالقليلة ناسيا الزمان والمكان لم يتذكر كلاهما سوى روحهما المتكامل… فبدت ليلتهما الأولى من أعذب وأرق الليالي لكل منهما… فاصبحا يعيشان بجنة عشقهما
بعد فترة ضــمها لصــدره مقــبلا رأسها وكلا منهما يشــعر بسعادة روحه الكامنة في الآخر
قطع صمتهم جواد
– غزالتي عاملة إيه ياروحي.. مــسحت رأسها كعادتها وأجابته
– كويسة حبيبي… عايزة أقوم علشان نصلي الفجر أذن إيه مسمعتوش
ضحك على مرواغتها له
– أنا مــسمعتش غير حاجة واحدة.. رفعت نـ.ـظرها له وتحدثت بتحذير
– والله ياجواد هزعل منك.. وفجأة حاوطت عــنقه وهى ترفع حاجـبها له
– على فكرة انت خبـيث بتضحك عليا وبتغشني… قهقه عليها وأردف مبتسما وهو يرفع خصــلات شعــرها المتناثرة حول وجهها بعشوائية
– أنا اللي هتقولي عليه مش مشكلة… حتى لو عملتي إيه فيا أنا راضي.. أهم حاجه إنك كويسة و في حــضني وبين ايــدي… والله لو قولتي دراكولا ولا هتلر معنديش أي مشكلة… اقتــرب مداعبا انفها
– أهم حاجة إني مبسوط وأوي كمان… وإنتِ بخير وجوا حــضني بعد كدا الكل يهون
يالله ماذا وقع على اذني من كلمات اذابت جوارحي وجعلتني عاشقة حد الثــمالة
ياالله من يكون هذا الرجــل… هل هو بشر مثلنا ام ملاكا أرسله ربي رحمة بي
رفعت يــديها المرتعشة من هول كلماته عليها ووضعتها على وجــهه ناظـ.ـرة لعــينيه
❈-❈-❈
حــملها فجأة بين ذراعيه متجهًا بها الى المرحاض . صرخت فيها وخجلت من نظــراته إليها
ظل يقهقه عليها:
– يابنتي دا أنا كنت بحمــيكي نسيتي ولا إيه
ثم رفع نـظره لجــسدها مرة آخرى ورفع حاجبه بشقاوة وأكمل
– بس الصراحة مكنتيش بالجمال دا يابت يازوزو… لكـمته بصـدره ووضعت و.جهها بصـدره وظلت تســبه
– بس ياقليل الادب… إنت ازاي تبــصلي كدا وسع كدا موديني فين
أوقفها ضــامما جــسدها إليه وقام بتشغيل المياه لفترة حتى اصبح البانيو مكتملا وهو مازال مطــوق خـصرها وهي تحاول الفكاك منه
حــملها فجأة ووضعها داخل المغطس… خليكي شوية في المية الدافيه حبيبي وشوية راجعلك… أغمضت عيـناها هروبا منه وتوردت خـدودها عندما تحدث بهدوء متحاشيا النــظر عن ماكان عليه من فترة
مـسد على شــعرها بحنان وأردف
– حبيبي انا جوزك يعني الحاجات دي طبيعي جدا.. حتى ممكن ادخل معاكي البانيو دلوقتي… بس هسيبك براحتك المرادي بس، ماشي… مازالت تنــظر للمياه التي شــعرت بالراحة بعض الشئ
ثم تحدثت وهي مازالت على حالتها
– فيه حاجات ممكن تجبهالي من الدرج اللي وراك
التفت وتغير تماما وكأنه هذا الذي لم يمزح منذ قليل… بسط يــديه وناولها الاشياء التي طلبتها منه… ثم غادر وهو يقول:
أنا هروح الحمام التاني وإنتِ خلصي براحتك علشان نصلي ورانا سفر تماما
أمات براسها دون حديث
ظلت جالسة تستمع بدفئ المياه الذي أزالت تعبها الذي تخلل جـسدها بالكامل ولكنها لم تظــهر له… ولكن كيف لم يعرف شعــورها وهو الذي يحفظ تفاصيلها من صغرها
في شقة بثينة التي تجلس بها
جلست تحتسي مشروبا دافئا وهي تتذكر لقائها بجواد بعد عدة سنوات
فلاش باك
امـسكت هاتفها بعد خروج ناجي لمقابلة الرجل الاول لتمويل المخدرات بالقاهرة
وقامت الاتصال على مكتبه
– لو سمحت عايزة أتكلم مع العقيد جواد الالفي ضروري… أجابها باسم عندما علم هويتها
– انا باسم يابثينه جواد مش هنا في الغردقة قدامه يومين تلاتة لما يرجع… تحدثت لباسم سريعا عندما تذكرته منذ حادثة جاسر واختها الفقيدة
– حضرة الضابط باسم فيه مركب هتدخل مصر عن طريق الحدود لدولة (_) أنا كنت عايزة اعرف جواد بس تليفونه مقفول… وقوله مش بثينه اللي تبعتلها حتة عيل يراقبها حتى لو مهندس… ضحك باسم على ذكائها… وتحدث:
– مين اللي بعته الأول يابثينة على العموم بلاش تأذي هيثم يابثينة هو مالوش ذنب.. وأنا هعرف معلومات المركب دي
انتي فين دلوقتي
– انا في بيروت بس هننزل قريب… عايزة جواد يسامحني ممكن منعرفش نتقابل بس عرفه ياحضرة الضابط
– أنا عملت دا علشان اخد حق اختي مكنتش أعرف إنه اتلعب عليا بس ورحمة جنى لاوقعهم كلهم
زفر باسم بغـضب
– إنت ليه مفكرة انك دايما صح والباقي غلط… متقربيش من جواد علشان هو حالف ماهيرحمك نسيتي عملتي في اخته ومراته إيه بلاش جواد حاليا… كفاية اللي حصل منك يابثينة وعايز أقولك لولا صهيب صدقيني جواد كان دفنك يومها
صرخت عندما تذكرت جواز صهيب
– واهو نسي اختي وراح إتجــو ز ياحضرة الضابط… مين وصلنا لكدا مش حضرة الضابط… زفر بضيق مُنهياً الحديث.
– عرفيني بس خروج المركب وبعد كدا نشوف موضوع جواد وصهيب
بعد شهر من حديثها مع باسم
كان يجلس يتناول العشاء مع أسرته
فجأة قاطعهم هاتفه
– ايوة مين
– أنا بثينة ياجواد ايه نستني
فيه بينا حساب لازم نصفيه ياحضرة الضابط.. لو عايز هيثم يفضل عايش تعالى في العنوان اللي هقولك عليه
جحظت عـيناه وقف سريعا
– أنا جايلك إياكي تتحركي من مكانك لازم نصفي الحساب يامدام
بعد فترة وصل إليها كانت بشقتها القديمة تجلس تنتظره… دخل سريعا
نـظر إليها ثم لهيثم الذي يجلس والرعب يظهــر على وجهه
تحرك جالسا أمامها واضعا ساق فوق الاخرى
– ولا زمان يابوسي هانم… نظــر لها بتقييم وأشار بأصـبعه وأكمل مستطردا حديثه
– يارب يكون عجبك حالك يامدام ناجي… يارب تكوني مبسوطة بعد ماايــدك اتلوثت بأشياء كتيرة
وقفت أمامه وصرخت مشيرة له
– انت السبب.. إحنا كنا عايشين مبسوطين لحد مادخلت إنت واخوك حياتنا… دمرتني وموتها… وقف أمامها وتحدث بغضـب
-إنت بتعلقي غلطك على غيرك… مين السبب في موت أختك إنتِ… مين السبب في إنك تكوني بالقرف دا انتي.. أنا أمنت لك وإنت طعـنتيني… روحتي خلتيهم يخـطفوا اختي علشان يموتوها قال ايه تاخدي حقك… كنتي هتعيشي إزاي لو مليكة مــا تت وقتها لولا كرم ربنا ووصول جاسر قبل انفــجار الغاز…
إيه …صرخ بوجهها
تفتكري مخططك القذر لما بعتي ولد صايع يتحرش بغزل ويهــجم عليها علشان يغتــصبها… دار حولها و الشرر يخرج من مقلــتيه
إحمدي ربك وقتها لولا حلفان صهيب عليا صدقيني مكنش مخلوق رحمك وخرجك من بين ايــدي… جيتي على أعز مااملك
فوقي يامدام واعرف جاية تتحاسبي على ايه… على موت أختك اللي كنتي السبب فيه.. ولا ضرب اخويا اللي كان هيمــوت لولا رحمة ربنا بيا… ولا على جاسر اللي فضل في غيبـوبة شهرين وهو ميــت
ولا فزع اختي وهي بين مجر.مين ميعرفوش لا أخلاق ولا دين… ولا بنت لسة في عمر الظهور كنتي عايزاهم يغتــصبوها… ثم ضحك بسخرية لا ومكفكيش دا كله جاية وبكل بجاحة تبعتي حد يخلي اخويا يدمن هيروين… هي شكلها طارت من عقلك ولا ايه
رمقها شزرا، وأردف بجحيم:
– عن اي حق جاية بكل بجاحة توقفي قدامي وتطلبي بحقك… أنا رحمتك بس علشان حاجتين اولهم
– جنى اللي بجد خسارة تكوني اختها
ثانيا العيش والملح اللي بينا واخرهم وأهمهم صهيب اللي مهما يحصل يعز عليا نـظراته المترجية ليا… اوعي تفكري انك واختك اغلى منه…
ثم استرسل بنبرة موجوعة:
– كفاية الضحكة ماتت من قلبه لسنين… كفاية كان شخص من غير روح… مــسح على وجهه بعــنف ونظـر لها
لو هنتحاسب ، اللي عندك ليا كتير أوي يامدام لو قعدتي تحسبي لبكرة مش هتقدري توفيه
ودلوقتي راجعة عايزة ايه… رفع ســبابته أمامها وتحدث محذرا
– اقسم بربي لو مــسكت عليكي ماهرحمك يابثينة… جلست تتنــهد بحزن فهو محق فيما قاله
أنا جايباك هنا علشان أصفي حسابك معايا.. امــسكت أوراق ورفعت يــديها به
– دول ناس كبيرة في الدولة.. عندك اسمائهم في صفقات بينهم وبين المافيا.. مخدرات واسـلحة وكمان غسيل اموال… انا عارفة غسيل الاموال دا تبع قضايا الفساد بس قولت إنت هتتصرف اكتر مني
وقفت امامه وتحدثت بنبرة حزينة:
– بحاول انضف نفسي ياحضرة الضابط وارجع بثينة القديمة… ابويا وامي علموني المال الحرام بيكـوي صاحبه… صدقني أنا ندمانة جدا وياريت يرجع بيا الزمن لتمن سنين ورا مكنتش هعمل كدا… هقول ايه الحمدلله… سامحني ياجواد
المهم إنت عارف الناس دي مبيرحموش الخاين.. هما ميعرفوش لسة اني اللي بلغت على مركب المخدرات… رفعت نظــرها
ايوة اللي حضرة الضابط باسم مــسكها وأوهمتهم انها اتحرقت علشان أعرف ارجع مصر تاني… عايزة لو مــت ياجواد اندفن جنب اختي وامي… عارفة اني لوثت سمعتهم بس مش ربنا رحيم وهيقبل التوبة
ظل ينظــر لها بهدوء ايصدقها… ام يتركها ظنًا انها تتلاعب به
أمـسك الاوراق ونظـر فيها وكان فيها مايصدمه من اسماء مشهورة
زفر ونـظر لها
– انا هشوف الموضوع دا الأول ودي اخر حسنة ممكن تعمليها ليا… ثم اخذ نفسًا واخرجه وتحدث بتحذير :
– بس قسما عظما لو طلع ملعوب لادفنك حيه يابثينة
❈-❈-❈
خرجت من شرودها عندما احضر هيثم بعض المشتروات لها
– حضرة الضابط عثمان بعت دول وبيقول خلاص باقي القليل… بكرة المحاكمة وبعد كدا هنرجع لحياتنا
انسدلت دموعها وتحدثت بصوت باكي
– انت انسان كويس ياهيثم وعندك دماغ حلوة بس لمستقبلك حرام تضيع نفسك علشان شوية فلوس
جلس بجوارها مربتا على يــديها
– وانت حد نضيف صدقيني… تذكر أول مرة تقابل بجواد
– وقف جواد مستندا على السور أمام الكلية وتحدث وهو مواليه ظــهره
– عايز من اخويا إيه يالا… عمال تدور وراه ليه… اتجه بنظــره له وتحدث بصوتا كفحيح افعى:
– أنا عند اخواتي مبرحمش ممكن افـعصك تحت رجلي… قولي زي الشاطر إيه حكايتك ومين البنت اللي زقتها عليه
ثم أشار لكيس أبيض بيــديه
– وليه تحط في قهوة اخويا سـم هاري… تعرف أنا ممكن اسجنك طول الحياة… او اموتك ومش هاخد سؤال عليك واحد تعرف ليه
اقـترب منه وتحدث بهدوء مخيف
علشان الكاميرا مصورة كل بلاو.يك… فاتكلم متخلنيش افقد اعصابي
– واحدة أسمها مدام بثينة… والله أنا عملت كدا غصب عني… عندي اختي مريضة سر.طان دماغي وعايزة عمليات كتير وانا عاجز
بثينة ..بثينة وبعدين معاكي
مـسح جواد على وجهه بعدما علم بصدق حديثه…فهو بحث عنه وعلم بكل مايخصه
– نظــر بغضب له وأردف
– إنت أهبل… يعني الفلوس الحرام اللي هتشفيها… زفر بضيق ونـظر له
– أنا أعرف ان تقديراتك كويسى واهلك غلابة وطيبين… أنا هساعد اختك وبفلوس حلال ياحما ر… هدخلها المستشفى العسكري كمان وهم هيهتموا ويعملوا اللازم ويشوفوا هيودوها على فين بس بشرط
– عايزك تدخل بينهم وأعرف كل كبيرة وصغيرة وتفضل زي ماأنت متابع كليتك لحد ماتخلص وتاخد شهادتك وكمان… وتفرح أبوك الغلبان اللي شغال ليل نهار علشان يفرح بيك يابشمهندس
وسيبك من الخبث اللي فيك دا… استخدم ذكائك في حاجه مفيدة
خرج من شروده عندما تحدثت بثينه له
– ايه اخبار مقابلتك في شركات الالفي… حضرة الضابط عامل شغله كويس معاك ولا لا
ابتسم لها وتحدث بفخر:
– تعرفي مهما اشكرك مش هقدر اوفيكي حقك… لولا معرفتي بيكي مكنتش وصلت لدا.. اختي الحمد لله ربنا اتم شفاها، هو مش أوي بس الحمدلله… واتخرجت واتعينت في أكبر شركة…
ضحكت عليه وأردفت
احمد ربنا ياهيثم إني عرفت الصح في الوقت المناسب لولا كدا كنت دفنتك… مبحبش الخاين يالا
في فيلا حازم
استيقظت على ألم بمعدتها اسرعت إلى المرحاض وقامت باستفراغ مافي جوفها
جلست بأرضية الحمام منهكة الجـسد… أصبح وجهها شاحب. ذهبت منه الحمرة بسبب حملها المؤلم… أسرع اليها حازم ، وجعه هيئتها قام باسنادها، إلى ان وضعها على الفراش ومــسح على رأسها بحنان
– هتفضلي كدا على طول حبيبي
ربتت على يــديه وتحدثت:
– أنا كويسة حبيبي دا طبيعي في أول شهور الحمل… غطيني بس وهنام واصحى اكون كويسة… القى بجــسده بجانبها ضامما اياها لحضــنه بعدما دثرها بالغطاء جيدا
صباحا استيقظ على رنين هاتفه.. فتح عيونه جاذبا هاتفه
– صباح الخير مين معايا
– انا مارسيليا… اعتدل سريعا يمـسح على وجهه ثم اتجه بنظره لمليكة الغافية باحضـانه
– جبتي رقمي منين ..؟!
– حازم انا اشوفك النهاردة في الشركة.. لازم نتكلم
اغلق هاتفه وهو يستغفر ربه
في غرفة سيف
يجلس يعمل على مشروع طلبه والده منه
استمع لصوت اذان الفجر… وقف واتجه للمسجد بعدما اتخذ وعد مع نفسه بالالتزام الكامل… ارسل رسالة لمحبوبته
“لقد وجب صلاة الفجر فهيا استيقظي ”
ثم اتجه للمسجد وجد صهيب أمامه
سـحبه من كتفه وتحدث بفخر إليه
– فرحتلك جدا ياحبيبي ربنا يتمم سعادتك على خير مبروك… ميرنا كويسة وتستاهل
– تسلملي حبيبي… خلاص ياصهيب دخلنا الجد ومبقاش ينفع إننا نلهو في الدنيا.. ربنا رحيم بينا وبيبعتلنا إشارات للتراجع فيه اللي بيعدي لبر الامان وفيه اللي يفضل زي ماهو
ربت على ظــهره بحنان
– ربنا يجعلنا من الصامدين على ابتلائه ويثبتنا على دينه ويكرمنا بحسن الخاتمة ياحبيبي… الدنيا تلاهي واحنا بقينا بنلهي نفسنا في الفاضي لا ينفع دينا ولا دنيا
اتجه له بحديث آخر عندما وجد حزنه
– عملت ايه في المشروع اللي بابا كلفك بيه… ابتسم ثم اجابه:
– بحاول اكمله قبل الفترة اللي بابا طالبها…
طالعه مفتخرًا بعزيمته:
– هتكملها وهتقدم مشروع ولا أروع.. إنت اي حد يالا دا إنت المهندس سيف الالفي
ضحك سيف عليه
– لا متفتخرش أوي كدا… بكرة اصدمك
ظل يتحدثون الى أن وصلوا المسجد
في غرفة جواد
خرجت من المرحاض وجدته يفرش سجادات الصلاة… رفع نـظره إليها ثم اخفضها وهو يستغفر ربه
– يابنتي عايز أصلي وأنا كلي يقين… خارجة كدا ليه؟ تسائل بها
نـظرت للأرض بخجل وتوردت خدودها
– ماهو أنت شلتني ونسيت اخد هدومي أعمل ايه… تحركت من أمامه سريعا وهي تمــسك البورنس بيــديها… ضحك عليها وعلى طفولتها
بعد قليل انتها من صلاتهما
جلست بجواره وامـسكت يــديه وفتحتها وبدأت تسبح على انامله.. نـظر إليها مستغربا حركتها ابتسمت مردفة
– علشان تاخد الثواب معايا ياحبيبي… كل عبادة ينفع تجمعنا وناخد عليها ثواب جماعي نعملها مع بعض زي مثلا التسبيح الاذكار… انك تحكي لي شوية عن الفقه وتتصدق ليا واتصدق ليك كدا
رفع ذقـنها واحتضن وجهها بين راحتيه
– ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك وندخل الجنة من أوسع أبوابها ياحبيبي… متخافيش هتصدق باسمك علشان الصدقة دي مطهرة للذنوب والمعا.صي… وكمان الصوم ياغزل كل ماتحـسي إنك حاسة فيه حاجة نقصاكي في إيمان قلبك وخايفة تدخلي بذنب
صومي الصيام دا أكبر عبادة بين ربنا وبينا عباده… وياسلام يابت يازوزو لو سبتي شوية الكسل والنوم اللي بتاجري فيه دا وقومتي بالليل صلتي ركعتين قيام… تبقي بنت جوزك صحيح
وضعت رأسها على كـتفه وظلت تسبح على أنامـله بعض من الوقت… حامدة ربها وشاكرة لنعمه ثم نظـرت لزوجها الذي ينظــر إليها بصمت
– نسيت الاذكار ياحبيبي… نسيت قول الرسول عليه السلام
مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره كمثل الحي والميت
لمـس جانب وجهها حامدا ربه على نعم الزوجة الحنونة المتقية ربها
بعد فترة كانت تضع رأسها على ساقيه
– جواد ليه طلبت مني آخد مانع حمل… تنفس بهدوء يعبأ رئــتيه ببعض الهواء لان هذا الحديث يحزنه… يتمنى ان ينجب منها الكثير من الأطفال ولكن كيف بحالتها هذه تذكر قبل زفافهما بفترة وجيزة
دخل عليها الغرفة وجدها تجلس وتضع بعض الكتب والاشياء الخاصة بكليتها ويظهــر عليها الإرهاق الجـسدي والذهني
جلس بجوارها بهدوء بعدما رأى الحزن يسكن عيناها
– مالك حبيبي زعلانة ليه…؟
اتجهت بنظــرها له:
عايزة أنام شوية ومفيش وقت عندي تيست بكرة وريسرتش في حاجات كتيره لسة مخلصتهاش… وضعت رأسها على كــتفه.. عايزة أغمض عينــيا شوية بس ياجود بس خايفة ملحقش أخلص
ضــمها بقوة لأحــضانه وتحدث:
– تعالي أساعدك شوفي إيه الناقص… عايزة ريسرتش في إيه واعملهولك… اشارت على ورقه توضع بجانبها
عن بعض انواع أمراض السرطانات.. وكان منها اللوكيميا..
جذب بيـديه اللاب الخاص بها وظل يبحث لها ويدون بعض الاشياء وهي مازالت في احضــانه… إلى أن ارهقت تماما وذهبت بالنوم وهي بأحــضانه
ظل يتحدث ويشرح لها بعض المعلومات التي حصل عليها… ولكن فجأة وجد سكونها… أيقن أنها ذهبت بالنوم… حملــها ودثرها بفراشها مقـبلا جبــينها
ثم اتجه واكتمل جميع أبحاثها… وقام بترتيب بعض الملاحظات إليها للمناقشة فيها… ثم أغلق الضوء وخرج بهدوء
مساء باليوم التالي
رجع من عمله متجها لغرفتها وجدها تكمل أبحاثها… وقفت عندما دلف إليها وارتمت بأحــضانه وهي تشكره على مافعله لها… رفعها من خــصرها متوجها لفراشها
جلس واجلسها بأحـضانه
بعد اسئلته عن يومها ومناقشتها في المحاضرات اتجه بنظــره متحدثا:
– فيه موضوع لازم نتكلم فيه حبيبي ومهم ولازم تسمعيني للنهاية
قطبت جبيـنها واجابته:
– سمعاك ياجواد قول
إحنا فرحنا بعد عشر أيام ولسة قدامك سنة بلاش نقول سنة بس لسة فيه مجهود للتخرج حتى لو شهر… عارف ان الطب صعب وعايز مجهود… وعارف كمان الامتياز دا مقرف مابين العملي والنظري ومستشفيات وابحاث وغيره
قاطعته في الحديث
– ناوي تأجل الفرح ولا إيه…؟
أنا مش موافقة طبعا……
– اهو دا اللي ممكن اعمل جريمة حقيقي فيه يازوزو… حرام عليكي دا أنا بتمنى يكون بكرة أأجله
ضيقت عيــناها واردفت متسائلة:
– اومال عايز ايه ياجواد… بتخوفني بكلامك ليه…؟
ضحك عليها واردف من بين ضحكاته
-وحياة ربنا المفروض يتعملي تمثال على ضبط النفس معاكي.. اقترب، عايزة نتجوز يازوزو.. عايزة تباتي في حــضني كدا… ارتعشت من كلماته وانفاسه التي بدأت تضرب عنــقها… وشعــورها بارتفاع دقات قلبه تحت يــديها
حاولت اخذ شهيقًا بهدوء وزفرته ببطئ حتى لا تصاب بالاخــتناق من حديثه الهامــس المدمر لها
رفع ذقنها بأنامـله وتحدث بهدوء:
– عايز أقولك اننا هنأجل موضوع الحمل دا شوية… يعني مش عايزك تحملي إلا لما تخلصي جامعتك تماما
نزلت بنــظرها بخجل
– عيب على فكرة تكلمني في الحاجات دي… لكــمته بصــدره
– قوم امشي ياله.. صدمة ألجمته من تورد خـدودها وخجلها الذي أضفى على جمالها مزيدا لالتهام
-غزل انتِ مكسوفة مني… يابت دا انت مراتي وبعد كام يوم
قاطعته وهي تتمتم ببعض الكلمات ووضعت يــديها على وجهها عندما شــعرت بحرارة وجهها
– جواد لو سمحت كفاية
ووقف وتحدث:
– خلاص حبيبي مش هتكلم… ثم أخرج لها علبه ووضعها بجانبها
❈-❈-❈
– علشان خاطري أنا خايف عليكي… شوفي دا كويس أنا لقيت انواع كتيرة… الدكتورة قالتلي بدل أول مرة وكدا خليها تاخد من دا… وأنا شايف ان لازم تاخدي منه من دلوقتي… نــظرت للارض التي تمنت ان تنشــق وتبتــلعها من تلميحه لها بمعرفته مابها
خرج عندما شـ.ـعر بحالتها رأفةً بها
خرج من شروده وذكراه لها
مـسد على شعــرها بعدما خلــعت اسدالها
– علشان تقدري تتفرغي للامتياز حبيبي… العمر لسة قدامنا… وانتِ لسة صغيرة… ومادام حاجة ممكن تتعوض يبقى صحتك أهم عندي من أي حاجة
اجهزي يالة علشان هنتحرك دلوقتى قدامنا ساعة يادوب نلحق الطيارة
قام الاتصال على باسم
– ايه الاخبار ياباسم عندك
ضحك باسم عليه… صباح الخير ياعريس
إيه ياعم شكلك واطـيت راسنا ياحضرة الضابط قايم من الفجر وأنت في شهر العسل تسال عن اللي حصل
زفر جواد بضـيق من تلمـيحاته فحياته الخاصة ممنوع الاقتراب منها
– باسم انت عارف مبحبش الهزار.. أنا كويس الحمدلله قول اللي عندك…
وقف باسم ينظر لمرور الناس بالشوارع وتحدث بجدية
زي مااتوقعت عاصم اقتـحم الفيلا المتزينة للعروسين… واتقبــض عليه فعلا… حاول يهر ب بس انضر ب بالنار وهو دلوقتي في المستشفى حالته خطـيرة
مين اللي ضر به…؟ تسائل بها جواد
مـسح على وجهه واجابه
– أنا اللي ضر بته بعد ماأخد نهى مرات صهيب رهــينة وحاول يهرب بيها
خرج سريعا للشرفة حتى لا تسمعه غزل
– نهى حصلها حاجة… صهيب كان موجود.. ماترد يابني
ز فر باسم بضيـق
– للأسف ياجواد نهى كانت حامل وفقـدت الجنين لان ابن الكـ.لب ضر بها جامد في بطـنها لما مـ.سكها… لا صهيب مكنش موجود
بس جه لما عرف الأخبار
جلس وحاول تنظيم أنفاسه التي اوشكت عن التوقف من سماع الخبر
-راقبه كويس ياباسم وقول لعثمان يدورلي على الزفته شاهي لانهم مع بعض اكيد.. وقف عن الحديث لحظة؛
– ممكن تحاول تزور المستشفى بتـنكرها… راقب كويس وعاصم ماتسبوش إلا لما الدكتور يقولك دا مات
اكمل استرسال حديثه
– ايه اخبار الضباع التانية وقعوا كلهم ولا لسة.
– في منهم هرب برة مصر… بس عايز اقولك الموضوع مش سهل ابدا ياجواد… خلي بالك من نفسك… وكويس انك معرفتش حد بمكانك
نظر للفراغ وتحدث:
– أنا أسبوع كدا وهنزل… عارف ومتأكد إنهم مش هيسيبوا أهلي في حالهم.. تذكر بثينة وتسائل:
– بثينة عاملة ايه لسة في الشقة ولا خرجت…؟
– لا بثينة زي ماهي بس نزلت الغربية عندهم يوم ورجعت… زارت قرايبها
– ازاي تسبها تنزل وتخاطر بيها ياباسم… ز فر باسم بغـ.ضب وتحدث
– انت عارف دماغها لما بتبقى عايزة تعمل حاجه… هي قالت حضرة الضابط مش هيقول حاجة…
وقف عن الحديث فجاة متذكرًا شيئا واردف:
– قابلت صهيب ولا لسة؟
– لسة انا مأجل الموضوع دا لرجوعك
كويس أوي ياباسم… بلاش يقابلوا بعض دلوقتي… انا هكلمه دلوقتي واعرف اخبارهم سلام
ضـ.مته من الخلف واضعة رأ سها على ظـ.هره
– بتعا كس في مين من ورايا… استدار لها وهو يضحك
– لا ماهو أنا اكتفيت ياحبي بالمعاكسة… رفع ذقنها ونظر لعيناها
– فيه حد يبقى معه القمر ويبص لحاجة تانية… وضعت رأسها في حضـنه
إحنا كدا خلصنا ياحبيبي العمرة ناوي نقعد كتير هنا
ليه السعودية مش عجباكي… دا حتى انتي في أطهر بقاع الارض…
خرجت من أحضـانه مردفة
– مش قصدي طبعا بالعكس أنا فرحانة جدا هنا… ثم جـذبته من قميصه… حبيبي شكله اللي زهق ورجع يمـسك تليفونه بعد ماوعدني مفيش حاجه هتبعدنا… قاطع كلماتها عندما حملها فجأة متجها بها للداخل… حبيبك عنده كلمة سر خايف حد يسمعها لازم يقولها حالا… قبل مانسافر في رحلة هتعجبك اوي
طو قت عـنقه وهي تضع رأسها في حضـنه
بعد عدة ساعات وصلا الى جزيرة سيشل
وهي إحدى الجزر المشهور
أمـسكها متجها الى المنتجع الذي يقضون به بعض الايام
وصل لمكانهم المخصص…خرجت للشرفة تنظر إلى المكان الذي جمع بين الطبيعة والحياة …حيث جمعت بين الحياة البرية والشواطئ الاستوائية من غوص ورحلات بحرية…نا هيك عن المهرجانات والاحتفلات التي تقام بالمنتجعات
بعد فترة من نومهم الذي استغرقوه للراحة من رحلتهم السفرية… خرجوا للإستمتاع بالمناظر الطبيعية
جلس بحانب إحدى الشواطي وقام باشـعال النير ان أمامهما… جلست داخل أحضــانه وهم يستمتعون بمنظر البحر ومع استماع لاحدى الأغاني المشهورة
جلس أمام المدفأة وحاوط خصـرها وجعلها بأحضـانه
مما جعلها تضع رأسها على كـتفه… تنـهد عندما شــعر بلـهيب العشق يخترق جدار قلبه ونيـران الشوق تؤجج عشقه إليها
لمـس خـديها الناعم مماجعلها تنظر له بنظراتها العاشقة حد النخاع اقترب وضع جـبينه فوق جبينها وتحدث بصوتا مبحـوح مفعـم بالمشـاعر قائلا:
خـذيني كغيمة بلا جناح يحملها الشوق اليكي
خـذيني اليكي كنجمة يغلبها الحنين لتضيئ لياليك
خـذيني كشمس تحـترق في بعدها وتطلب القرب فيكي
خـذيني كنهر يجري ليطـفئ نار شوقي ولهـفتي لعينيكي
خـذيني فقد افــقدني الهـجر عقلي و وطار اليكي
حبيبتي
أشتقت اليكي ونار الشوق تشــدني لعندك
وروحي في هواكي تهيم وتحــترق بحبك
أشتقت للقياكي وحبال الحنين تجـذبني نحوكي
وكل أجزائي ترتجف كلما احـسست بقربك
أشتقت لأنفاسك قربي ولنسائم عطرك
لأطير كفراشة تبحث بين الزهور عن عبيرك
أشتقت لحديثنا وضحكاتنا حتئ خصامك وغضـبك
ولثورات غيرتك ولهـ.يب نظراتك لأكتـوي بجـمر عشقك
وضعت رأسها في حضـنه ولمـست وجهه واستنـشقت رائـحته التي تعشقها وتبسمت قائلة
…….حبيبي
ولك في قلبي نبضة
كلما زاد حنيني لك عزفتها
ولك في انفا سي حياة،
كلما زاد شوقي لك تمنيتك
عصــرها داخل احضـانه… ثم وقف وحملها متجها لجنا حهما الخا ص… ليعيش في جنة الخلد الخاصة بهما
❈-❈-❈
بعد شهر تجلس بغرفتها تراجع اخر محاضرتها فغدا ستختم سنتها الدراسية
سمعت طرقات على باب غرفتها.. توجهت وجدت مليكة تدخل و التي زاد وزنها بعض الشئ… جلست بجوارها وتحدثت
– ماتيجي نروح نقعد مع نهى شوية حالتها صعبانة عليا.. نظرت لكتبها ثم لمليكة وارفت:
– ماشي بس مش هقدر اقعد كتير عندها
نظرت لوجهها الحزين
– مالك يامليكة… شكلك حزين ليه… اتجهت مليكة بنظرها للجانب الآخر.. واردفت
– مفيش حبيبتي… الحمل ومشاكله… ادارت وجهها واردفت متسائلة
– حازم مزعلك؟
غيرت مليكة الحديث متسائلة:
عاملة ايه مع جواد؟
ابتسمت لها واردفت بسعادة:
– مبسوطة اوي الحمدلله… جواد حنين أوي معايا.. وبيراعي ظروفي وتعبي في الكلية وساعات بيساعدني كمان
مـسدت على شـعرها بحب
– ربنا يسعدكوا ياقلبي… انتوا تعبتوا كتير وتستاهلوا السعادة
ياله نروح لنهى علشان معطلكيش
امأت بالموافقة متحركة للخارج
مساء دخل غرفتهما اتجه إليها كانت تجلس تنظر من النافذة على قطرات المطر
جلس أمامها وامسك يـديها
نظرت له وعيناها تغشاها الدمو ع
– طلـقني ياصهيب… كفاية لحد كدا
باليوم التالي.. خرجت من جامعتها وجدت شخص غير زاهر ينتظرها بالخارج.. قامت الاتصال بجواد
– عاملة اي ياحبيبي…
– كويسة هو زاهر سافر، فيه واحد بيقولي أنا مكانه هو عنده مشوار
وقف سريعا وخرج من مكتبه يتحدث إليها:
– عربية الأمن التانية مش عندك ولا ايه… نظرت حولها ولكنها فجأة فقدت الوعي
الو غزل.. روحتي فين
حاول الاتصال بها ولكن الهاتف أجابه
هذا الهاتف ربما ان يكون مغلق
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية تمرد عاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.