رواية تمرد عاشق الفصل السابع والعشرون 27 – بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق – الفصل السابع والعشرون

البارت السابع والعشرون

البارت السابع والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

قمة الخذلان أن أهبك الثقة فتضيعيها، أن أنشد في ظلك الأمان فتسلبي مني أماني واستقراري، وتتركيني هائم على وجهي وقد فقدت ثقتي بكِ وبنفسي وبكل من حولي، فأي خذلانٍ هذا الذي ألبستيني إياه، حتى صار الخذلان لباسي ووسادتي وغطائي.

خرج من قسم الشرطة.. ناظراً في ساعته وجدها  الثانية ظهرا.. تذكر موعد محاضرتها قام بالاتصال بزاهر

– إيه الاخبار يازاهر…. أجابه زاهر على الطرف الاخر

– كله تمام زي ما حضرتك طلبت.. متخافش فيه كام بنت كدا جوا الجامعة مراقبنيها.. حمحم زاهر واكمل استرسال حديثه

– فيه حاجة النهارده لاحظتها على الدكتوره.. ضيق عيناه واردف متسائلا

– ماتقول يابني ايه اللي حصل هتنقطي بالكلام

حمحم مردفا بهدوء:

– الدكتورة النهارده شكلها مكنش طبيعي.. اقصد يعني كانت معيطة، كان باين عليها..

ركن بجانب الطريق و كأن كلمات زاهر اخترقت قلبه… تذكر حديثه معها بالأمس عندما قام بالاتصال بها ليلا

– عاملة إيه حبيبي… لسة صاحية ولا بتستعدي للنوم… كانت هادئة بحديثها على غير عادتها عندما اجابته

-براجع حاجة وهقوم اصلي القيام وأنام

معلش يا جواد مرهقة جدا هقفل تعبانة… ارجع حديثها لتعبها

خرج من ذكراه عندما تحدث زاهر

– هي قدامها نص ساعة وتخلص

تنـ.ـهد بوجع اعتقادا ان حزنها لإشتـياقها لوالدها واخيها… اجاب زاهر

– انا في الطريق قدامي عشر دقايق وأكون عندك متخرجش إلا لما اوصل

❈-❈-❈

بعد فترة وصل بسبب ازدحام الطرق بهذا الوقت… نزل من سيارته متجها حيث وقوف زاهر… حاوطت نظـراته المكان بتفحص.. اتجه زاهر له عندما رآه

– حمد الله على السلامة.. خـ.ـلع نظارته ونظـر بداخل الحرم الجامعي أمام كليتها

– الله يسلمك.. أنا هاخدها، وبكرة حاول ترتاح علشان اليومين الجايين هيكونوا صعبين شوية… هنسافر الفيوم..

تذكر زاهر زفافه

– الف مبروك يا باشا مصر… ضحك عليه جواد متذكراً ايام جامعتهم

– لسة فاكر.. المهم عايز أقولك خلي بالك كويس.. جالي معلومات انهم ممكن يأذوا حد من أهلي ويؤذوني كمان.. نـظر لزاهر واردف

– زاهر أنا ثقتي فيك لا تحصى.. غزل أمانتك الوحيدة يعني مالكش دعوة بالكل غير حمايتها بس.. أنا عارف قدراتك ومتأكد انك اد المسؤلية علشان كدا رشحتك للمهمة دي

ربت زاهر على اكتافه بمحبة

– متخافش ياحضرة الضابط… جاسر كان اقرب صديق ليا وامانته قبل امانتك

لكمه جواد بصدره

– لا يا حيلتها ماتسوقش فيها دي مرات جواد الالفى يالا يعني مش أمانتك خالص

ضحك زاهر عليه بقوة

– فكرتني بكلام جاسر الله يرحمه عليك..

الله يرحمه.. روح انت وأنا هجيب مراتي

– لا هستنى وهمشي وراك  تأمين منعرفش إيه المستخبي… تركه وتحدث

براحتك بس متعمليش حامي الحمى ياض

وقف أمام مدخل مبنى الكليه… خرجت مايا تتحدث بهاتفها وجدته واقف… ساند بجـزعه على السور الحديدي… تحركت سريعا متجهه اليه

– ازي حضرتك ياحضرة الضابط

أماء براسه وتحدث

– كويس الحمد لله.. هي غزل مخرجتش ليه.. زفرت بغضب من أسلوبه البارد كما وصفته ورغم ذلك ابتسمت وتحدثت بغنـج أمامه

– تلاقيها واقفة تسأل بابي في حاجة… معرفش دماغها صعبة مبتفهمش بسهولة

أقـترب منها بهدوء وهو يحدجها شـزرا.. ثم رفع نظارته الشمسية على شعـره ونظر لداخل عيناها:

–  غزل مش غبية ولا داخلة الجامعة دي بفلوس.. لا ابدا، ثم استطردا حديثه

-حبيبتي بس اللي شطورة وبتحب تعرف كل حاجة… قاطعتهم غزل عندما توجهت حيث وقوفهم

“جود”  نادته غزل بهدوء… رفع نـظره لها

اشتبـكت عيناه بعـيناها التي تسحره وقف ولم يستطع التزحزح بنظره عنها… كأنه لا يوجد أحدا في المكان غيرهما

تقدم منها ومازالت  نـظراته عليها وحدها

جـذبها لأحـضانه فقد اشتاقها كأنها غائبة عنه لأعوام  … حاولت الخروج من أحضـ.ـانه مردفة بهدوء

– جواد بتعمل إيه عيب إحنا في الجامعة.. تركها مرغما عندما شـعر انه تسرع فالمكان غير مناسب

صوبت مايا لهم نـظرات غاضبة… لم تعلم بزواجهما… اتجهت لهما وقطـعت نظـ.ـرات الاشـتياق بينهما

–  هو حضرتك  كنت مسافر بقالك فترة ولا ايه.. أنا على ما أعتقد شوفت حضرتك هنا من كام يوم… سـحب جواد غزل من يـديها ولم يهتم بحديث مايا

وقفت مايا تضـرب قدمها بالأرض عندما وجدته غير مبالي لها… ولكنها توقفت فجأة وحدثت حالها

– بابي قالي انه اخوها… طيب ايه النظرات والأحـضان  دي… يكونش بيحبها حضرة الضابط.. بس الصراحة هو يتحب… اتت صديقة لها ووقفت بجوارها

– مالك يامايا واقفة تكلمي نفسك ليه

اتجهت بنـظرها لصديقتها

– تعرفي غزل اللي معانا في الدفعة اللي عاملة فيها حضرة الدكتورة النجيبة

– قصدك غزل الحسيني

أمأت برأسها:  ايوة هي الامورة غزل

– مالها يامايا… غزل معروفة بتفوقها واحترامها.. امـسكت يـديها وتحدثت قائلة

تعرفي عنها حاجة اصلي بحـسها  غامضة كدا وفي نفس الوقت بحـسها حد مهم بشوف الكل بيهتم بيها في الجامعة غير الحراسة.. وكمان كل يوم واحد يوصلها… ثم وقفت فجأة

– شوفتي الدكتور سيف بتاع الهندسة الجنتل دا… طلع يعرفها  … وقفت صديقتها التي تدعى برشا

– دا اخو حضرة الضابط.. ونصيحة مني شيلها من دماغك..نظـرت لها تحدثت متسائلة.

انتِ تعرفي حاجة يا رشا

نفـخت رشا وتحدثت

– يابنتي دي من فترة كانت حديث السوشيال ميديا… امـسكتها من يـديها

– تعالي اوصلك يا رشا و ندردش شوية

❈-❈-❈

في سيارة جواد

جلست بهدوء في السيارة… رفع ذقنها ونظر لداخل عيناها

– وحشتيني أوي يا جنيتي… إيه مفيش وحشتني يا جود.. ولا موحشتكيش

أردف بها عندما اسند جـبهته فوق جبـهتها  مغمضا عينيه وبدون سيـطرة ضـم  خـصرها لحـضته ولـف ذراعيه حـول جـسدها… حتى قربها منه واصبحت بداخـل أحـضانه.. ملتقطا كرزيتها المنتـفخة الشهية

بعد فترة فصل قـبلته الجامحه وهو يلمـس خديها بأصبعه

– وحشني صوتك وهمسك ياقلبي… مالك ساكتة ليه… نـظرت له وعيناها محجرة بالدموع.. وصراعها الداخلي  بين قلبها وعقلها وصور آخيها الشهيد لا تفارق عيناها منذ الامس

انتصر قلبها على عقلها ورفعت يـديها على و جهه مملـسة عليه ونظـرت لداخل عيناه وخاضت معركة العيـون بينهما بالعشق.     الدفين… اقتربت لاغية عقلها وكل شيئا يبعدها عنه وقامت بتقبيله كأنها تثبت لعقلها انه وحده ولا غيره تحيا به الحياة..

– وحشتني طبعا ياحبيبي.. أطبق جـ.ـفنيه متلذذا بلمـساتها… رفع يـديها التي تضعها على و جهه وقبـلها بهدوء…روح حبيبك إنتِ ابتسمت برضا  من إثر كلاماته التي دغـ.ـدغت مشـ.ـاعرها… طـ.ـوقت خـ.ـصره دافـ.ـنة و جهها بين حنايا عنـ.ـقه قائلة

– وانت الحياة لحبيبتك

عـ.صرها فترة بأحـضانه… ورغما عنه تركها حتى يقوم بتشغيل سيارته للاتجاه للمنزل

وضعت ر أسها على كـتفه وهي مغمضة العيـنين لا تريد تصـ.ـارع افكارها.. داعـبت عنقه مستنـشقة رائحته الرجولية حتى تخرج من تفكيرها الذي سيؤدي بها الى الجـحيم لحياتهما سويا.. رفعت نظـرها وهي تضع ذقنها على كتـفه اثناء قيادته للسيارة… رفعت يـديها وامسكت نظارته التي يضعها على شعـ.ـره

-متلبسش نضارات تاني… بتلفت نـظر البنات

عارف مش علشان النضارة… ثم نظـر لها بنصف عين:

– علشان جو.زك حلو ويعجب

لكـمته في كـتفه:  والله مغرور

لا ياحبيبي  دي ثقة مش غرور

–  على فكرة انت مستفز وأنا امرتك بموضوع النضارة دا يبقى خلاص

قُضي الامر يا حضرة الضابط

ضحك عليها بصوته الرجولي جعل دقات قلبها في الإرتفاع… وضعت يـدها على شـ.ـفتيه متمنية اقـترابه مرة أخرى… وكأنه شعـر بها عندها توقف بسيارته  لامـ.ـس و جهها بيـديه

– هتخليني اخدك مكان بعيد عن عيون الكل محدش يشوفك غيري… ومستحيل اخليكي تطلعي من حـضني خالص… وضعت رأسها موضع نبضه وتمنت أن يفعل ما يقوله… هي تشـعر بأنها ليست على مايرام… ربت على رأسها.. وقام بفـك حجابها بعدما اتصل بزاهر الذي يحـاصرهما بسيارات الأمن  الخاصة

– زاهر روح إنت وخلي تليفونك مفتوح دايما

اتجه لجنيته الصغيرة عندما شعـر بوجود خطب بها وتهـرب به إليه بقـ.بلاتها تيقن انها تخفي شيئا

قاد السيارة وهو يحاول الضبط على انفاعله الداخلي وبدأ يتحدث لها كعادته عندما تهـرب منه… جمع شعرها جانب كتـفها

– احنا هنروح على الفيوم نشوف ايه الناقص في شقتنا وايه اللي محتاجة تغيريه…

لم تجب عليه ظلت كما هي.. تضع رأ.سها بأحـ.ـضانه وصور جاسر تدا.همها بقوة وهو غـريقا بدمائه أغمضت عيناها

خرجت من تفكيرها عندما تحدث معها عن محاضرتها اليوم:

– عملتي ايه في الباثولوجي النهاردة كان كله تمام

أمأت بر.أسها بدون حديث… نفـخ بحـزن من حالاتها… ولكن لا يغيب عنه تعامله معها منذ طفولتها

– بقولك يا زوزو ما تكلميني حبيبي شوية عن الباثولوجي أشوف نفس معلوماتي، ولا انت تفوقتي على استاذك… إعتدلت و ابتسمت عندما تذكرت اشادت الدكتور بذكائها

– بص يا سيدي الباثولوجي دا بيدرس انواع الورم… كل مكان بورمه… يعني نوع الورم و جيناته وتاريخه وكمان بنعرف نحدد ان كان فيه فرصه ان يرجع للمريض مرة تانية ولا ولا… بس دا طبعا عن طريق التحاليل الخاصة به ودا ياحبيبي مش بيظهر من التحاليل العادية لا… دا بيتم من خلال تحليل الانسجة. من خلال التحليل بيوضح معلومات تفصيلية عن الحالة وعن طبيعة الورم وعن طرق علاجه

رفعت نظرها له…  مرض الأورام دا صعب أوي ربنا يعافي كل مبتلى… و يبعده عننا يارب من ساعة ما بدأت اتعمق بدراسته

… وابحث عنه لاقيته صعب اوي.. على اد ان فيه نسب شفاء بس مهما كان مراحل علاجه اصعب بمراحل منه

ضم رأسها لحـضنه مفتخر بصغيرته الذكية الرحيمة… قـبل رأ.سها واردف

– ربنا يشفي جميع مرضى السرطانات ياحبيبي ويجعلك سبب في تخفيف الامهم

رجعت نامت بحـ.ـضنه و أردفت متذكرة

– كنت نفسك تكون دكتور مش كدا… أماء برأسه وابتسم على الذكرى

– كنت دايما وأنا صغير بقول هكون دكتور علشان أخفف و.جع الناس.. و هفتح مستشفى كبيرة و أعالجهم ببلاش

رفعت رأ.سها ونظـرت له بحب

– علشان كدا خليت حازم يعملك تصميم لمستشفى كبيرة عايز تعملها بالمجان مش، كدا

لامـس وجهها بيـديه و ابتسم

– وحبيبي هيكون مديرها وهو المسؤل عنها كلها…

تنـهدت بحـزن وتحدثت بيقين

– عارفة أنا السبب في انك متجبش مجموع الطب… انشغلت بيا ونسيت طموحك صح

نظر لها ثم نظر للطريق

– ليه بتقولي كدا ياقلبي… متفرقش مين فينا المهم نكون سبب في تخفيف الام الناس.. أنا ولا إنت مش هتفرق وعايز اكدلك مش انت خالص… للاسف انا اللي زهقت من مذاكرة الثانوية تحـسيها مكلكعة كدا… ضحكت عليه وعلى حركاته التي يفعلها حتى لا يحزن قلبها

– لا يا راجل اومال مين اللي كان بيقعد يذاكرلي بالساعات… ثم استرسلت حديثها مفسرة

– دا انت بتشرح أحسن من المدرسين بتوعي… جـ.ـذب رأسها الى حضنه

– حبيبي بس اللي ذكي وكان بيفهم بسرعة

ضحك بذكرى لجاسر التي شـقتها لنصفين ورجعت للذي تتهـرب منه

– الصراحة جاسر الله يرحمه هو اللي جنني هو كان اخره فعلا شرطة مينفعش في الطب خالص… نظرت اليه بصدمة من ذكراه لجاسر… وبدأت تتصارع افكارها وبدون وعي سألته سؤال الذي شـق قلبه

– هو جاسر ما ت ازاي ياجواد…

وهل فعلا انت لك يد بمـ.ـوته.. وعلشان كدا كتبتلي البيت وليه تكتبلي بيتكم اصلا

– دا تمن دم جاسر فعلا يا جواد… رد عليا وريح قلبي… قولي كل اللي شوفتيه دا كذب أنا ماليش دعوة بيه… اخوكي مـات بأجله… قولي مش انت  اللي  فضلت تكابر بقرارتك لحد ماوديته بايـدك للموت… كذب اللي شوفته وقولي لو موقفش قدامي

كان زمانه عايش مكاني… ليه هو اللي يموت… وانت تفضل عايش.. متعرفش ان كل حاجة تتعوض إلا الأخ… يعني جاسر ميتعوضش يا جواد للأسف بس الحبيب ممكن… هنا وقفت عن الحديث

بكت بإنهيار واضعة يـديها على وجـهها عندما علمت انها أوجعته بحديثها

جحظت عيناه من كم الاسئلة التي حاصرته بها.  شعر بانسـحاب الهواء من حوله…شعر بعدم قدرته على الحركة..كأن أعـضاء جـسده شـلت بالكامل.. ولكن كل ما يشغله نـظراتها التي تغيرت مليون درجة أثناء حديثها واتهـمامها العلني له

غير اتجاه السيارة متجهاً لمنزله بالقاهرة بعدما قرر ذهابه للفيوم… كأنه تلقى ضـربة قوية بقلبه.. لا كأنه تلقى بصاعقة من أعلى القمم الجبلية… لا كأنه ذبـح بسـكين بارد بكل جـبروت من عاشقة الروح

❈-❈-❈

في لندن

استيقظ صهيب صباحا وجدها تنام على صـدره بهدوء… كانت كالملاك هيئـتها الجاذبة له التى جعلته غير متحـكم بنفسه… رفع شعـرها الناعم من على وجهها.. ثم جـذبها حتى أصبحت بأحـضانه… فتحت عيـ.ـناها عندما شعرت به

اغمضت عيناها مرة آخرى عندما تذكرت ليلتهم الاولى.. توردت خدودها على ذكراها

… رفعت نظـرها إليه عندما همـس بأسمها

“نهى” اصطدمت بوجـهه القريب ونظـراته التي خـدرتها فقد كانت تبعث في جـسدها قشـ.ـعريرة لذيذة وانفـ.ـاسه التي اختلطت بأنـفاسها ثم اردف بهدوء

– مبروك  بقيتي حر.م صهيب الالفي قولا وفعلا حبيبي.. مـسد على شعرها بحب مقبـلا جبـهتها

– بحبك اوي كنت خايف اخسرك أوي.. امـسك يديها عندما وضعتها على و.جهه

– اوعدك هخليكي ملكة قلبي ياروح قلبي

لمـست وجهه بحب و اردفت

– ربنا يخليك ليا ياحبيبي… ثم استرسلت مفسرة

– أنا لو كنت شاكة في حبك ليا كنت مستحيل افضل دقيقة واحدة معاك

جـذبها بأحـضانه و ابتسم من ثقتها

– انا مش بحبك بس أنا بمـ.ـوت فيكي ياحبي

خرجت من أحـضانه وتحدثت بخجل

– عايزة اقوم ومش عارفه ممكن تخرج برة علشان اعرف اقوم… عايزة أصلي الضحى

قـ.ـبل خديها ود.اعب أنفها

– تدفعي كام وأقوم… اغمضت عيـناها من همسه المحبب لروحها… نظر لعيناها المغلقة… ثم أخفض رأسه وتذوق عسلها المصفي في قبـلة شغـوفة أقرب للالتهام

حـاوطت عنـقه مرحبة بعالمه الخاص وحركات يـديه على جـسدها منتقلا إلى جنته الصغيرة الخاصة بهما

❈-❈-❈

في غرفة حازم

استيقظت مليكة باكرا أدت فرضها من صلاة الفجر..لمحبة صلاة الفجر للرحمن فقد قال الحبيب “صلاة الفجر تبرء من النفاق” اي لا يشهدها منافق..اللهم اجعلنا .من مقيمي صلاة الفجر…ولما قال الحبيب “ركعتا الفجر خير من الدنيا ومافيها”

. ثم جلست تذكر ربها فترة من الوقت..بالتسبيح والتهليل لانها تعلم بقول الرسول “من قال سبحان الله وبحمده  مائة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل ذبد البحر”…

ثم قامت بتلاوة وردها اليومي… ماأجمل من اللجوء لرب العزة في ازالة الكروبات والهموم

خرجت إلى الشرفه تسـتنشق بعض نسمات الخريف الباردة… فالطقس اليوم بارد جدا.. تذكرت جاسر في ذلك الوقت لأنه كان يعشق هذا الجو… تساقطت دموعها رغما عنها عندما لامت نفسها و عاتبتها بالتفكير به و ذكراه رغم إنه متوفي… إلا ان الفكرة احزنتها بل دبـحتها

تنهـ.ـدت بوجع فهي اليوم بعصمة رجل آخر… وليس مجرد رجل.. انما هو عشق الروح… هو الرجولة  في  اسمى معانيها.. هو الحصن المنيع للوجع… جلست تنـظر بشرود

وهي تستغفر ربها

تذكرت  قصيدة أنا العبد الفقير وبدأت تنشدها

أنا العبد الفقير الذي اضحى حزينا

على زلاته فزعا كئيبا

انا العبد السقـيم من الخطايا… وقد اقبلت التمـ.ـس الطبيب

أنا العبد المفرط ضاع عمري… ف ياحزناه من حشري و نشري

من يجعل الولدان شيبا… و يا خجلاه من قبح اكتسابي،

إذا ما بدت الصحف العيوبا… و يا خوفاه من نار تلظى… اذا زفـرت وافزعت القلوب

ألا فاقلع وتب واجتهد

فانا راينا لكل مجتهد نصيبا

وكن للصالحين اخا وخلا… وكن في هذه الدنيا خليلا

وقل أنا العبد الفقير ظلمت نفسي… وقل أنا المقطوع فارحمني وصلني

وقل أنا المضطر ارجو منك عفوا…

فمن يرجو رضاك فلن يخيبا

اغمضت عـيناها تتمنى حياة مليئة بالحب والعيش بما يرضي الله… هي لم تكن خائنة ابدا فهي متز.وجة من نعم الرجال… عليها الان دفن الماضي تحت الركـام حتى لا تغـضب ربها…

اتجهت للداخل وقامت بصلاة الضحى

التي لا يختلف اثرها في الثواب والغفران… لتفوز بحجة وعمرة…

” اللهم ارزقنا اياها يا ارحم الراحمين ”

بعد فترة من الوقت اتجهت لغرفتها..

وجدت حازم قد انتهى… بسط يديه إليها.. القـ.ـت نفسها بأحـضانه وهي تبكي بقوة لما صار لها

ربت على ظـهرها بحب… هو يعاني مثلها ولكن ما باليد حيلة

قبل رأسها بهدوء.. فهو استمع لها وهي تنشد انشدوتها المحببة بحزن

خرجت من أحـ.ـضانه ووضعت وجـهه بين راحتيها

-حازم متزعلش مني مقصدش أزعلك حبيبي والله… غصب عني ثم استطردت حديثها مفسرة

– إنت حبيبي وروح قلبي… انت النبض والحياة… بس هو.. قاطعها عندما قام بتقبـيلها بقبلة  عاشقة حتى يخرج نفسه قبلها مما يشـعر به من وجـع الحياة

نظـ.ـر لعيناها بشوقه الجارف رغم  اقـتراب الاجساد ولكن روحيهما كانت تبتعد لمسافة لبعض الوقت…

– وحشتيني ياملاكي… وضعت رأسها في حـضنه

– وانت كتير ياحبيبي

طـوق خـصرها بيديه ورجع لشـفاها ليـبث شوقه وعشقه على جـسدها بالكامل… حتى تلاحـمت الاجـساد وكل منهما يجـازف ليصل لقلب الاخر بعشقه الذي يستحقه..

بعد فترة ليست بالقليلة التي اخرج كلاهما

العشق الدفـين الذي يحتويه للاخر

مليكة التي حاولت أن تثبت له انه عاشقها الروحي الوحيد وما صار إلا ماهو ذكريات للماضي… أما حازم حاول ان يثبت لها أنه يثق بها… وحدها التي امتلـكته ولا غيرها… ذهبا في سبات عميق

❈-❈-❈

بغرفة سيف

جلس في شرفته حزينا كأنه يعاني من إختناقا شديد ولا يعلم أثره

قام وتوجه للواحد القهار ليشكي له ألامه… فكيف نذهب لغيره وهو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم

بعد فترة من إنتهاء صلاته… قام الإتصال بها حتى تقوم بأداء فرضها… ثم اتجه لشرفته يجلس ليشاهد شروق الشمس مع استذكاره لحديثها بالأمس الغير مقتنع به

وقف بالسيارة أمام النيل ثم صوب نظـراته الهادئة لها رغم نيران قلبه

– احكي سامعك… ياريت تحترميني شوية وتقولي مالك

تنهـدت بوجـع ورغم حديثه الذي تعلم أنه لا يتركها مهما كلفه الامر… هي لاتريد أن تحزنه عليها… لا تريد ان ينـظر لها بشفقة وخاصة عندما وجدت كم حبه لها

– مفيش ياسيف كل مافي الموضوع

اني عرفت مشكلة قديمة بين ماما و عمو حسين وعرفت إنه مستحيل يوافقوا على جو.ازنا

ضيق عيـناه ونظر لها بغموض:

– انتِ بتكلمي واحد أهبـل يا ميرنا… إنت عارفة أنا ميهمنيش حد في الدنيا غيرك… و قولتلك قبل كدا مستعد اتجـوزك حتى لو غـصب عن اي حد

– بس دي الحقيقة ياسيف… أنا مش عايزة مشاكل مع حد، استدارت له وتحدثت بهدوء

– أنت شاب ناجح وأي واحدة تتمناك.. غير انك جـذاب ومن عيلة مرموقة… يعني انساني وابدأ حياة جديدة بعيد عني

قام بتشغيل سيارته

– هوعدك أفكر في موضوع الجواز  ..  ثم قاد السيارة دون حديث آخر..

يكفي هذا لقد اخترقت قلبه بلهيب حديثها… كيف له يحارب من أجلها وهي التي تد.وس عليه دون رحمة

❈-❈-❈

خرج من شروده عندما استمع لبكاء غزل في الشرفة التي تجاوره.. اعتدل متحركا متجها للغرفتها.. قام بالطرق عليها

فتحت له بعد فترة وجيزة

نـظر لعيناها المنتفخة ووجهها الأحمر من شدة بكائها

– غزل مالك بتعيطي ليه كدا… وبعدين

جواد لسة مرجعش لحد دلوقتي

هنا تذكرت لقائها بها ومظهره الذي ينم عن الوجع والخذلان منها

– غير مسار السيارة متجها للمنزل دون حديث آخر… حاولت الحديث معه ولكنه لا يريد الاستماع لشيئا آخر… نعم أخـطأت تعلم وليس خطأ عادي… بل ألقته بضربة قسمت قلبه قبل ظهره لنصفين

وصل إلى المنزل و أردف وهو ينظر من خارج النافذة

–  قدامك ست أيام على الفرح… إحنا لسة

في الأول يعني لو عايزة ننفصل معنديش

مانع… كمان هيكون أحسن… بس عايز أعرف مين قالك دا كله.. مين اللي خلاكي تطعننيني وتكـسريني كعادتك

اخرجت الهاتف بهدوء عندما وجدت حالته لا تنم عن شيئا سوى الوجع

امـسكه ونـظر في الفيديو والصور التي أرسلت لها… حاول تعبئة رئـتيه

المتألمتين بالهواء ولكنه لايشعر سوى

بألآم في انحاء جسده… ماذا صار له

هل هو بالفعل بالشخص الضعيف العاجز عن مواجهتها..

وضع يديه على عجلة القيادة ومازالت نظراته تبعد عنها

– انزلي وفكري في اللي قولته… مفيش قدامك وقت… طبعا زي ماشوفتي الكل عرف انا فرحنا بعد اسبوع… اردف بها وهو يضغط على قلبه بكل قسوة

امـسكت يديه تستعطفه بنـظراتها وحديثها

جواد أنا آسفه… عارفة اتسرعت في الكلام وعارفة

قاطعها بالحديث قائلا

ميرضنيش دكتورة غزل حزنك ووجعك وخصوصا بعد ما عرفتي ان حبيبك اللي ممكن تعوضيه انه قتل اخوكي… ثم استدار ونـظر لعيناها بقوة

– أصل الاخ مستحيل يتعوض… لكن جواد الحبيب يتعوض… ظل ينظر لها تبكي بصمت… رفعت يديها تلمـس خـديه

ابعدها عنه بهدوء عندما انزل يديها

– مالوش لازمة اللي بتعمليه… اتكـسرت والحمد لله… بس خلاص اتعودت على كدا.. ثم اقـترب من شـفاها واردف وهو ينـظر لها

-كسـرة الثقة اوجع بكتير من كـسرة القلب.. تخيلي انت كـسرتي الاتنين… جـذبها من رأ.سها واضعا جبـهتها فوق جبهته

– شكرا مراتي الحبيبة على كـسرك ليا كل مرة… شكرا حبيبة الروح على دبحك ليا

شكرا ياغزل جواد الالفي على ثقتك واتهـامك لجـوزك ودلوقتي انزلي لو سمحتي

❈-❈-❈

جـذبته بقوة وأردفت ببكاء

– أنا مش بتهـ.ـمك أنا اتفاجأت انك تخبي عني حاجة زي كدا… ليه محكتليش دا

كله.. ليه خبيت عني.. ليه خليتهم يسيبوا فرصة يتحكموا فيا… وضع يديه على وجهه عندما وجد  دموعها… خبأ  آهاته الصـ.ـارخة وخيباته بها داخل قلبه المتألم

ثم رفع ذقـنها مملسا على وجهها بحنان رغم جـرحه العميق ولكن ماذا يفعل وهو يعشقها هي بالنسبه له نبض الوريد… اغمض عـيناه بقهــر ووجـع عندما شـعر أنها عالمه الذي حرم جميع صنف حواء عليه إلا منها وحدها… نـظرت اليه بتمعن وترقب وعلمت انه يصـارع قلبه.. اقتـربت  و قبـلته بكل عشقها له… كفى صراعا بينهما… كفى الضغط على مشـاعرهما… كفى وكفى

ظلت تقـبله ودموعها تغـرق وجـهها عندما وجدته فـاقد كل شيئا ورغم ذلك تركها تفعل ما تريده… وضعت جبـهتها فوق خاصته

– اتأكد إنك نبـض حياتي يا جواد… أمـوت لو بعدت عني انسى حبيبي لو سمحت… كأني كنت بهلوس في كابوسي..

– أنا مكنتش السبب في موت جاسر معرفش هو عمل كدا ليه… صدقيني لو أعرف مستحيل كنت اسـيبه يعملها.. أنا افديكم كلكم بروحي واتمنيت وقتها اكون مكانه… رفع نظره لها واكمل استرسال حديثه بوجع روحه

– هو ارتاح و سابني في الدنيا توجع فيا

عارف مهما اقولك مش هقدر أوصلك وجعي من فراقه…

سحب نفسا ثقيلا يعبأ به رئـتيه المتألمتين ثم زفره على مهل كانه يختنق ثم استطرد مكملا:

جاسر مكنش ليا مجرد واحد شغال معايا… او مجرد صاحب… جاسر كان زي ابني والله اتقسمت بمـوته… ابتسم ابتسامة باهتة خاليه من الحياة واكتمل حديثه

– كان اقرب شخص ليا بعد سفر حازم… رغم فرق العمر اللي كان بينا بس كان بيفهمني من نظـرة من كلمة… اكمل صارخا بوجـعه

أنا اللي مفروض احميه مش هو ابدا… بس معرفش عمل كدا ليه، كان نفسي يعيش واعاقبه على أفعاله دي، عصر عيناه بقهر

بس هو سابني ألطش في الدنيا، ألقت رأسها بأحضانه عندما شعرت أن كل ذرة بمشاعره تنتحب وحزينة نادمة على ماتفوهت..طوقت خصره وهو مغمض العينين لا يعلم ماذا عليه فعله

ايوجعها بالفراق،؟ ام يوجع روحه؟  ام يختار شخصيته المسيطرة عليه ويتركها للأبد؟ ولكن وكيف؟

بادلها أحضانها عندما سيطر قلبه عليه

مسحت رأسها بحضنه قائلة

-عارفة مهما اقول مش هتصدقني لاني  ما وثقتش فيك  و اتهمتك بس والله ما اقصدي اتهمك

رفعت بصرها إليه وهتفت

جواد اوعى تعاقبني وتبعد عني، اعرف انك هتموتني، لو عايز تخطفني دلوقتي ونسيب كل حاجة ونمشي أنا موافقة

وضع إصبعه على شفاها واردف

-فكري ياغزل، خدي وقتك بالتفكير، قبل ماترجعي تندمي وتحسسيني أني السبب،في انك وحيدة

فكري علشان الاخ عمره مايتعوض لكن الحبيب يتعوض

صرخت بوجهه وبدأت تلكمه بجنون

انا مهما اقول عارفة و حفظاك يا جواد عمرك ما هتسامح، لكمته بصدره بقوة مما تأوه من كلماتها

انا مش هتحايل عليك سامعني، ياله امشي مش عايزة اشوف وشك هتفضل تذلني بحبك..ثم صرخت بوجهه

انت بتعاقبني علشان حبيتك،

اقترب من وجهها بعدما سيطر على جنونها، واردف بهدوء

انا مش حبيتك بس ياغزل أنا أدمنتك، عشقتك أنا مش هقول اني ندمت على كل لحظة ، لا هقول اجمل لحظاتي في الدنيا وانتي جوا حضني، بس للأسف دايما مفيش ثقة، ودايما مبررات  لجوازنا منكرش أن الوصية هي اللي أجبرتني بجوازنا، بس فيه الأهم من دا

أشار على قلبه واستأنف بألمه الحاد

-لو عايزة تمشي امشي، ولو عايزة ننفصل براحتك

ودلوقتي انزلي عندي مشوار… رفعت نظـرها وعيـونها التي انتفـخت من كثرت بكائها… لو هتمشي وتسـبني كدا اعتبر انتهينا يا جواد… حاول تهدئة نفسه من كلمات هذه المعتوهه كما وصفها

ولكن كيف وهو يشـعر كانها أشـعلت صـدره ببنزينا سريع الاشـتعال

نزل من سيارته متجها لجهتها ثم فتح الباب وجـذبها بهدوء من السيارة بعدما وضع  حجابها على شعـرها

خرجت معه جـذبها من خـصرها متجها بها لداخل المنزل… رأته نجاة من النافذة… اتجهت اليهما سريعا عندما رأت حالة غزل

وقفت أمامه وتحدثت متسائلة

– مالها غزل ياحبيبي.. حاول تمالك أعصابه والسـيطرة على غضـ.ـبه قدر المستطاع… وقرر الصعود بها لغرفتها دون حديث

“جواد” أردفت بها نجاة بقوة

زفر بحنـق هو يعلم والدته لم تتركه.. نـظر لها

– تعبانة شوية ياماما… صعبان عليها تكون وحيدة في الدنيا.. انتي عارفة بقى يا نوجة الاخ عمره ما يتعوض بس الزوج بيتعوض

أردف بها بوجعا ناظـرا للدرج بهدوء مخـ.ـيف لحالته… وقفت غزل بين يـديه وحدثت نفسها

– متلوميش غير نفسك ياغزل انتِ اللي وصلتيه لكدا

القـت نفـسها عليه واردفت بحزن

-انا مش قادرة اتحرك مش عايزة اطلع فوق… اتجهت نجاة بعدما حزنت على حالتها

– كدا ياغزل أنا يابنتي سـيبتك علشان تقولي إنك وحيدة ولا أخواتك صهيب وسيف ومليكة سـابوكي… ثم رفعت نـظرها لجواد التي رأت حالته ومعالم و جهه الحزينة التي اجزمت منها انها قد قارب على الاغـ.ماء كأنه تعرض لصـاعقة زلز.لت كيانه

وضعت رأ.سها بصـ.ـدره واردفت

– انا تعبانة ياماما بعدين نتكلم لو سمحتي

حمـ.ـلها دون حديث آخر متجها بها للمصعد دون الدرج… حزنت عندما علمت هـ.ـروبه من حـصارها.. رفعت يـديها مطـوقة عـنقه

ضـ.ـمها لصـ.ـدره بقوة… لا يعلم لماذا يشعر بانه متناقض في الشـعور.. تنهد بحزن متجها لغرفتها… اجسلها على الفراش بهدوء ثم تحرك مغادرا..

“جواد”  أردفت بها… وقف وهو يواليها ظـهره.. ثم  تحدث

– نامي يا غزل و ارتاحي دلوقتي انا مش عايز اتكلم علشان متزعليش مني،… ثم تركها مغادرا

اطبقت جفـنيها المتعبتين وتركته يغادر تاركة لدموعها الانسياب عندما علمت انه لن يسامحها بسهولة

خرجت من شرودها عندما سمعت سيف يتحدث لجواد

– خلاص يا جواد متخافش أنا معها اهو وهي كويسه..  رفعت يـديها لتأخذ الهاتف وتتحدث معه ولكنه أغلق سريعا

جلس سيف بجـوارها

– غلطتي ياغزل انا نبهتك كتير بس كالعادة منـدفعة…

وضعت يـديها على  وجهها  واردفت بوجع

– والله ما اقصد اجرحه يا سيف

❈-❈-❈

زفر بحنق وتحدث غبان من افعالها المندفعة

– جواد معدش صغير لتهورك دا وعايز اقولك حاجة انا لو  مكانه صدقيني مستحيل اسـيبك على ذمتي دقيقة واحدة حتى لو بمـوت فيكي… صرخت بوجـه سيف

– إنت عايز تضـغط على أعـصابي ياسيف… بدل ماتهديني

نظر لها باستياء ثم قال بإذعان

– فوقي ياغزل انت معنيتش البنت الصغيرة… انت كبيرة وواعية مافيه الكفاية… الراجل مننا بيحتاج اللي تحـسسه انه اهم واحد في الدنيا مش تتمنى مـوته… مـ.ـسح على وجهه بغضب وتحدث

– انا لو مش متأكد من حبك له والله كنت كـسرت عضمك وخليته يطلقك… يخربيت جبروتك ياشيخة… دا انت خليتي جواد الالفي بذات نفسه زي المراهق… انا تعبت منك ومتفكرنيش صهيب هتصعبي عليا

لا فوقي لنفسك قبل ماتخسري جوزك.. اوقفها وامـ.ـسكها بقوة من اكتافها

حواليكي  عقارب وانت زي الهبلة بتسلميه تسليم اهالي… مفكرتيش اللي باعت الفيديو دا عايز حد منكم يبعد عن التاني… والمصيبة ممكن يكون بيفكر انكم تخلصوا على بعض والاقرب ينتقم من جواد فيكي

وضع وجـهها بين راحتيه

فيه ست عندها عقل بتحب جـوزها الحب دا كله وممكن تكسره كدا… فيه ست عندها عقل عارفة ومتاكدة انها مـستهدفة من اللي حواليها تسـ.ـيبهم ينهـ.ـشوا فيها… فيه دكتورة مش تستخدم  عقلها قبل تهورها بالكلام… فوقي يادكتورة وحافظي على جوزك

امـسكت يـديه بعدما علمت بجرم تهورها  واردفت بتحدي:

– وانا اوعدك ياسيف هرجع جـوزي ليا ومخليش بينا حتى الهوا… ربت على يديها بحنان اخوي

– دا اللي عايزه منك حبيبتي متديش فرصة لحبيب قبل عدو يتحكم فيكي… انا هنزل اجيب صهيب وحازم قدامي نص ساعة… ثم استطرد مشجعا

– امـسحي دموعك واستعدي لفرحك متخليش حد يكـسرك…

ابتسمت له واردفت مؤكدة

– بوعدك  هصلح اللي كـسرته…هو فين دلوقتي…ضحك عليها بقوة

– في الفيوم…رفع حاجبه واردف بخبث

– لو منك اروحله الفيوم حالا

دفـ.ـعته للخارج وهي تبتسم بود ومحبة له

– قول لزاهر يجهز اعمل زيارة لحضرة الضابط

ربت على كتفها

– مالوش لزوم حبيبتي هو في الطريق…اخويا العاشق ميقدرش يبعد عن حبيبته كتير…اردف بها متجها لسيارته

❈-❈-❈

في شقة شهيناز

تتحدث بالتليفون

– ايوة زي مافهمتك هو عنده جلسة محاكمة  النهاردة في محكمة (*****)  عايزاه بدون شوشرة… فلوسكم هتوصلكم لما تهـربوه… أنا بعت نص المبلغ والتاني بعد تنفيذ العملية

جلست بعد انهاء المكالمة وهي تمـ.سك صورة غزل وجواد بعد خروجها من الجامعة اليوم… بدأت تحدث نفسها

– وبعدين معاكم انتوا الاتنين… أنا قولت بعد الفيديو دا هتمـوتوا بعض بس من نظراتكم دي كأني معملتش حاجة… زفرت بغضب ووضعت رأسها بين راحـتيها

– لازم أعمل حاجة تفركش الجوازة دي… ممكن تعملي ايه ياشهيناز… صرخت عندما عجـزت عن التفكير… وبدأت تتحدث بغضب

– لازم تمـوت يا جواد و بأيـد غزل اهو اخلص منكم بضـ.ـربة واحدة  … بس ازاي

استنى لحد عاصم ما يرجع..  ابتسمت عندما تذكرته بلمـساته لقد اشتاقت له كما خيل لها فهو الوحيد الذي يجعلها تشـ.ـعر بالسعادة وهي بين يـ.ـديه… لا تعلم انه يفعل بها ذلك  لعدم امتـلاكه لغزل بها

ظهرا يجلس الجميع على المائدة في جو من الفرح والبهجة تحدث حسين بمحبة

ربنا يسعدكوا ياأولاد واشوف احفادي قريبا

ضحك صهيب وامن على حديث والده

– يارب ياسحس اصل هيكون شكلي وحش اوي… ضغـطت  نهى على قدمه ثم نـظرت له وهمـست

–  ماتحترم نفسك انت كمان… نزل برأسه لها ورفع حاجبه

– ايه يابنتي هو احنا ماشين في الحرام… دا أنا حتى مفرحتش لسة بجوازي… لكـمته بذراعها واردفت بتوبيخ  عندما شعـ.ـرت بسخونة وجـنتيها

– لم نفسك ياصهيب ماشي… قاطعهم سيف الذي يراقب  حركاتهما

– ماتسمعونا بتقولوا ايه ياابيه صهيب… قالها وهو يرفع حاجبيه بشقاوة كالاطفال

حمحمت نهى التي توردت و جنتيها بالخجل

– ابدا دا بيقولي هروح الشركة بعد الغدا مش، كدا ياصهيب

جحـظت عـيناه خاصة بعدما  اردف والده

– اه ياريت يابني انا عندي سفر مهم لاسكندرية وفيه اجتماع النهارده احضره انت وحازم… مط شفتيه بغيظ من زوجته اللعوب.. ماشي يابابا.. سافر انت ياحبيبي

توجه بنظـراته لنهى

انتي عايزة اروح الشركة النهاردة… أمأت براسها دون حديث.. رفع حاجبه واردف بغيظا منها:

-“والله.”.. اجابته بشـماتة

-“والله ” وقف وامـسك يـديها. آسف لازم اريح شوية قبل الاجتماع

– نظرت حولها بخجل من نـظراتهم مع ابتسامة مليكة لاخيها… وضحكات سيف على اخيه… اما غزل فكانت في عالم لوحدها عندما علمت بعدم وصوله حتى الآن

بعد فترة من الوقت

رجع جواد متجه لغرفته وهو يتحدث مع عثمان عن هروب عاصم

جلس في الشرفة وهو يزفر بغـضب مما يحدث حوله… مـسح على و جهه بعـنف… جاذبا شعره للخلف كاد ان يقتلعه

دلفت العاملة بقهوته

– بابا وماما فين مش باينين… وقفت وتحدثت باحترام

– الباشمهندس سافر ونجاة هانم عند الست مليكة بتحضر اوضتها… والباشمهندس صهيب ومراته راحوا الشركة… والباشمهندس سيف لسة خارج من شوية مع  استاذة ميرنا

والدكتورة نايمة بقالها شوية

– أماء برأ.سه خرجت العاملة

قام باشـعال سيجاره لأول مرة منذ شهرين بعدما اقـ.ـلع تماما عنها.. جلس يفكر بحديث باسم

– فيه ناس دخلت البلد مش مريحين… المخابرات مراقباهم بس على مااعتقد دول جاين لهدف

قـ.ـطع شروده دخول غزل بخطى متعسرة اندفعت تركض له وهي تشعر بكم اشتياقها له.. القت نفسها بأحـضانه وبدأت تلـكمه بكل قوتها و أردفت بصياح

–  ممكن أعرف كنت فين بقالك يومين و مبتردش على تليفوني ليه… ايه ياحضرة الضابط هترجع تطلع برودك و استفزازك عليا

أخرجها من أحـ.ـضانه بهدوء رغم اشتياقه الكامل لها… ود لو يسـحقها بأحـضانه ود لو يعـاقبها بطريقته عما تفوهت به

اهتزت نظـراته أمام ثو.رتها فلم تسعفه الكلمات كأن لسـ.ـانه شـ.ـل وعجز عن التعبير عندما وجد حالتها المـ.ـزرية أمامه

❈-❈-❈

مـسح دموعها بهدوء واردف بصوت غلب على نفسه أن يكون طبيعيا

– فكرتي في كلامي ياغزل ولا لأ… فكرتي بعقلك كويس… ضربت اقـدامها بالارض لاستفزازه لها وبدأت تحدثه كالمجنونة التي فقـدت عقلها بالكامل وتهذي له ببعض الكلمات المريبة… هطلق منك يا بارد يامستفز… بدأت تلـ.ـكمه لا هقـتلك ياجواد… لازم اقـتلك زي مابتقـتلني كل مرة بقولك أهو… امـسك يديها محـ.ـاوط خـ.ـصرها وصـ.ـرخ بوجهها عندما وجد  حالتها

– غزل اهدي اتجننتي… رفع ذقنها وتحدث بمغذى:

– عايزة تقـتليني و تاخدي تار اخوكي ماهو أنا السبب في مـوته

ضمته بكل ما لديها من قوة وبكـت بقـهر من عدم مسامحته لها

– بعد الشر عنك ياحبيب غزل… يارب امـوت يا جواد علشان اريح الكل مني..ضغط على ضـمتها

قاطعهم اتصال زاهر به

– جواد فيه عربية مصفحة قدام الفيلا… شكلهم مش مصريين… تركها سريعا ونزل للاسفل… استمع لصوت طلـ.ـقات نـ.ـاريه بالخارج… قابلته والدته و مليكة الذين شـعروا بالذعر

وقف أمامهم حاول تهدئتهم… اتجه حازم اليه واردف متسائلا

– مين دول يا جواد… يعني احنا لسة ناقلين جديد مين يعرف المكان دا

حازم أنا لازم أخرج وانت أمنهم كويس… شوف سـلاحك ممنوع حد يخرج منهم… وكلم صهيب هو على الطريق وشوف سيف فين ركزلي على سيف ياحازم فهمتني

اماء براسه حازم… تمام متخافش هتصرف… هتصل بالامن واعرفهم

امـسكته غزل من يـ.ـديه

– مش هسيبك تخرج لو فيها مـ.ـوتي سمعتني يا جواد… ربت على ظـهرها

– غزل لازم اخرج… مش عايز دلع… دفـعها على حازم.. اتصرف يا حازم… متخلهاش تخرج مهما يحصل… ثم اتجه سريعا للخارج… أسرعت خلفه… وقف فجاة وطلـقات الرصاص تحاوطهم

أسرع اليها مُقـبلا رأسها

– حبيبتي اهدي علشان نعرف نخرج من هنا خليكي واثقة فيا.. رفعت يـ.ـديها الي وجهه

– هتاخد بالك من نفسك… اماء برأسه وخرج سريعا…

قام الاتصال بأمن الفيلا ومتابعته لزاهر عبر اللاسلكي… عرف انهم ينتمون للمافيا… حاول أن يسيطر على الوضع الامني… ولكن تدربهم على أعلى مستوى.. يعرفون اماكن اصطيادهم بدقة… سقـ.ـط الكثير من أمن الفيلتين… حاول جاهدا عدم دخولهم للفيلا… كانت تتحرك ذهايا وإياباً  لم تستطع السـيطرة على أعـصابها وماهي الا لحظات اختفاء حازم  اتجهت سريعا للخارج وهي تبـكي تبحث عنه بكل مكان.. ارتاح قلبها عندما وجدته اخيرا

❈-❈-❈

اتجهت له… نظر جواد للشخص الذي يوجه سلاحه على احدا ما خلفه… استدار ينظر

هوى قلبه عندما وجدها تسرع اتجاه ببكاء.. رفع سلاحه ليطلق رصاصته ولكن سلاحه فارغ… لم يتأن له الوقت

وقف امامها عندما اقتربت منه ولا يفصلها سوى سنتيمترات

❈-❈-❈

وقفت سريعا بعد سقوطها من دفعـته لها

اتجهت اليه تبكي جلست بجواره ورفعت رأسه على ساقيها

جواد حبيبي افتح عيونك.. حاول جاهدا ان يظل ثابتا حتى يحميها ينظر في الاتجاهات ليرى احد يقترب ولكنه سمع اصواتا كثيرة، عرف حينها ان الشرطة وصلت.. رفع يـديه على وجهها وازال دموعها، انا كويس متخافيش

نزلت بجـسدها، وضعت جبـينها على جبـينه ودموعها تتساقط بغزارة عندما وجدته يقاوم  لفتح عيونه.. ملـست على وجهه وأردفت بصوتا باكي:

حبيبي اوعى تسبني مش هسامحك، هتسيب غزالتك  يا جواد.. مش مسمحولك تبعد عني ولا دقيقة

فتح عيناه بصعوبة  وحاول ان يتحدث

نزلت بوجهها إليه اكثر حتى تلامست الشـفاه وأردفت باكية:

انا بحبك اوي يا جواد.. بحبك لدرجة الجنـون والعشق.. خلي عشقي ليك يرجعك ليا ويديك طاقة حبيبي… جواد والله كان كلام هموت لو حصلك حاجة… صرخت بأعلى صوتها… والله هموت لو حصلك حاجة

حاول رفع يديه ولكنه شعر بتخدير جـسده وفقد الحركة تماما

بدأ يتمتم بعض  الكلمات.. غزل

بكـت بقوة عندما فتحت قميصه ورأت موضع الرصاصة التي توجد بمكان حساس..

وضعت يديها على جرحه وضـغطت عليها

نظر إليها وحاول الكلام

وضعت أذنها بجانب شفتيه… بحبك يابنتي الحلوة ثم أغمض عينيه… جحظت عيناها عندما غاب عن الوعي.. رفعت يـديه لترى نبـ.ضه

نظرت إليه وجدته وكأنه فارق الحياة.. هزت رأسها ورفعت رأسه الى أحضانها وظلت تردد لا… لا

ثم اطلقت صر خات  باسمه وهي تكاد تفـقد أحبالها الصوتية  … وصل جميع الموجودين بالداخل والخارج

اسرع صهيب اتجاه الصوت، وجد اخيه غرقان بدمائه..وغزل تضمه إلى صدرها  وقف وكان اقدامه شلت ولا يستطيع الحركة.. اتجه حازم اليه

حاول ان يسـحب غزل من احضـ.ان جواد ولكنه لم يستطع… جلس أمامها يجـذب جواد من أحضانها ضمـته بكل قوتها وهي تتحدث بصوت باكي

– مستحيل تسبني ياجواد.. صرخت وبدأت تمتم:    – مش  مسمحولك… نظرت لحازم وصرخت محدش هياخده مني ابعدوا عني.. اردفت بها وهي تدفع حازم ومليكة بقوة… اما نجاة التي جلست بجواره ولا تشعر بشيئا غير فلذة كـبدها فاقد الحياة أمامها نظرت لغزل تحاول ان تكذّب عيـناها التي  رأت انه حقيقة مفجعة

وضعت رأسها فوق رأسه وهي تبــكي.. قوم ياحبيبي وحياة غزالتك ياجواد… شوف عايزين ياخدوك مني زي مااخدوا جاسر… بس مستحيل اسيبهم ياخدوك… ضـمته اكثر وأكثر وبدأت وكانها جُنت بالفعل

– قوم ياقلبي هموت يا جواد والله هموت… “جوااااد  “صاحت بها بقهر رافعة  رأسها للسماء

❈-❈-❈

– يارب رحمتك بيا يارب…

وقف حازم عندما وجد حالتها قاربت على الانهيار العصبي

قام بصفع صهيب عندما وجده واقفا ولم يبدي اي حركة

ظلت تصر خ باسمه حتى هوت فاقدة الوعي… . بينما جواد وصلت سيارة الاسعاف لنقله للمشفى

انتشر الخبر سريعا…  ووالده الذي لم يكن موجود…

وصل الجميع  الى المستشفى .. خلف سيارة الاسعاف… تجلس أمام غرفة العمليات كأن  روحها فارقت الحياة… تر تعش شفاها وهي  تردد اسمه و تتذكر حديثه دائما لانه مستعد للتضحية بعمره من أجلها… تتذكر حديثه بانها ستصبح أرملة

جالسة تنظر في نقطة ما بشرود لا تشعر بما حولها كأنها الوحيدة بالمكان

استمعت لبكاء مليكة بجوارها وهي تدعو له بالسلامة… اغمضت عيناه

وضعت يـديها على وجهها وهي تبـكي بنشيج مرة أخرى عندما استمعت لأسمه … اتجهت نهى وضمتها  بأحضانها… وهى تنظر لصهيب الذي لا يقل حالة عن غزل… تخاف عليه من الصدمة… تدعو ربها

ألا يضرهم فيه… أما والده الذي نقل إلى الغرفة التي تجاورهم عندما ساءت حالته بعدما عرف بحالة ولده

نظرت لمليكة التي يضمها حازم ويكاد يخـتنق حزنا من نظراته الشاردة… أما سيف الذي يجلس بجوار باسم ويضع رأسه بين راحتيه ضاغطا عليها بقوة

اتجهت ميرنا وجلست بجواره… ممسدة على ظـهره بحنان… أغمض عيـناه ونظر إليها لعل يجد عندها طوق نجاته في محـنته… نظرت لغزل التي وضعت رأسها على الحائط و دموعها  تتساقط بصمت

حاولت نهى الحديث إليها ولكنها لم تشــعر بشئا غير صورته… همـساته، ضحكاته، لمـساته… رجعت للخلف واسندت على الحائط ودموعها تتساقط بصمت…

اتجه حازم إليها عندما رأها بتلك الحالة

جلس على عقبيه أمامها

– زوزو حبيبتي بطلي عياط هيقوم بالسلامة… لم تنظر له وكأنه لم يكن

ابتسمت عندما تخيلته سيف … فسيف يشبه كثيرا.. حاولت التحدث ولكن عـجز اللسان عن الحديث

وقف حازم  وحاول ايقافها ولكنها ظلت كما هي… فجأة صرخت باسمه عندما توجه سيف وجلس على عقبيه يمسح دموعها واردف بهدوء

– غزل بلاش تعيطي سمعاني… جواد هيقوم.. أنا متأكد من كدا… جوزك مش ضعيف ولا إنتِ ايمانك ضعيف… ظلت تبـكي بصوتا مرتفع… امسك اكتافها واردف بصياح  :

– مش عايز اسمع حد يعيط.. جواد لسة عايش.. مسمعش صوت حد فيكم… قالها وهو يوزع نظراته بينها وبين مليكة ووالدته

اتجه  حازم مرة اخرى  بجوارها وضـمها لأحضانه عندما وجد جـسدها يرتعش من كلمات سيف

– غزل حبيبتي جواد كويس

استدارت برأسها عندما استمعت لأسمه

–  فين جواد يا حازم… هو فين.. هو جوا بين الحيا والموت وضعت رأسها في حضنه أنا السبب يا حازم هو نجاني بنفسه… انا السبب، قولت لكم قبل كدا أنا نحس على الكل.. لف ذراعيه على جسدها واردف

– اشش.. اهدي حبيبتي، هيكون كويس صدقيني هو مش هيسيبك… اخيرا وقفت واتجهت لغرفة العمليات… كان صهيب يقف بجوار الباب… وجدها متجهة  اليه… ومظهرها المـبكي.. وقف أمامها عندما وجدها تتوجه للباب الغرفة

– عايزة ادخل اشوفهم اتأخروا ليه… بقالهم اكتر من تلات ساعات

جـذبها من ذراعها  :

– اهدي ياغزل.. دلوقتي يخرجوا و يطمنونا

قاطعهم خروج الطبيب من غرفة العمليات

أسرع إليه صهيب وسيف أما حازم تلقى مليكة بين يـديه عندما سقـطت مغشيا عليها

– ايه الأخبار يادكتور… نظر الطبيب لهم وتحدث بعمليه

– احنا عملنا اللي  قدرنا  عليه والباقي على ربنا… امسـكه صهيب بقوة من ذراعه

– يعني ايه انت كدا طمنتنا

تنهد الدكتور بحزن واردف

–  الرصاصة كانت قريبة من القلب.. مع اننا خرجناها بس لسة فيه خطر على حياته… ادعوله… اردف بها ثم تحرك مغادرا.

جلست مكانها على الأرض وهي فاقدة الحياة  كأنها  فقـدت  والدها… اتجهت نهى ووالدتها إليها:

– حبيبتي جواد هيقوم بالسلامة… هيرجعلك مستحيل يسيبك لوحدك

وهتتجوزوا   وتخلفوا كمان

فاقت مليكة بعد فترة وجدت غزل بهذه الحالة… توجهت وجلست بجوارها  :

– تعرفي كلمني امبارح وقالي اتصل بيكي اشوفك عايزة اجبهولك… ابتسمت بحب لأخيها الحنون

– قالي مش عايز ينقصها حاجة

❈-❈-❈

نظرت اليها بدموع حمراء منتـفخة من كثرة البكاء

– هو عمل كدا وانا كنت عمّالة أوجعه بالكلام يامليكة… هو بيجري على سعادتي… وانا بدور على وجعه.. وقفت فجأة ومسـحت دموعها…لازم يرجعلي  اتجهت سريعا لغرفة العناية… اتجهت وارتدت الملابس الخاصة بالعناية

– نظرت للمرضة الخاصة بالعناية

– انا مراته و دكتورة امتياز عايزة ادخل اشوفه متخافيش مش هتأخر

-ممنوع يافندم معنديش تعليمات  بدخول أي شخص

دفـعتها بقوة… أنا مش مستنية اخد اذن حد علشان ادخل لجوزي

دخلت وأغلقت الباب خلفها بهدوء… اتت الممرضه لاخراجها منعها  صهيب:

– سبيها لو سمحتي… خليها تشوفه شوية… اتجهت له وهي تذرف دموعها

اقتربت  منه وجلست  على ركبـتيها أمام فراشه… كان يوصل جـسده بالابر  ويوضع على وجهه جهاز التنـفس الصناعي… لا يشـعر بما حوله

رفعت يـديه التي تغزر بها  بعض المحاليل

وقبـلتها ونزلت دموعها

– حبيبي وحشتني أوي ينفع كدا تفضل نايم ومبتردش عليا… من امتى يا جود غزالتك بتحتاجك ومتكونش موجود… ملست على شـعره بحب واقتربت مُقبله جـبينه وهمست له

– غزالتك هتموت من غيرك… وحياتي يا جود تفتح عيونك وتضمني بيها.. لمست خديه باصبعها

“بحبك ياعمري أنا  آسفه حبيبي”

قبلت خـديه… عارفة إنك زعلان مني اوي.. بس أنا هموت من غيرك حبيبي

وجدت مو ضع الرصاصة

– لمــستها بهدوء ثم قبلتها:

– ياريتني كنت أنا ياحبيبي… وحشتني ياجود

ظلت بجواره  لبعض الوقت وهي ممـسكة بيديه وتضعها على خـديها

خرجت بعد وقت متجهة للخارج بحثت بعيناها على صهيب لم تجده… اتجهت لمليكة تسألها عنه

– فين صهيب يامليكة..؟

نظرت لها بوجع واجابتها

– راح يشوف بابا… بابا تعبان اوي دخل في غيبوبة سكر..

اغمضت عيناها واردفت داعية له:

– ان شاء الله هيقوم بالسلامة عمو قوي و هيفوق… تنهـدت مليكة بحزن وهي تشعر بوجع شديد و اردفت داعية

– يارب رحمتك بينا… اتجهت وجلست بجوار ليلى وسيف… ضـمتها ليلى لأحضانها

– جوزك عامل ايه حبيبتي؟

رفعت كتفها ولا تعلم بما تجيبه

بعد فترة من الوقت وجدت حركة غير طبيعية بالطرقات … وصوت انذار لجهاز العناية التي يوجد بها جواد

أسرع الجميع إلى الغرفة ينظرون من خلف الزجاج… تقف تضع يـديها على الزجاج وتنظر للجهاز الذي وقف النبض عنه… هنا وقف التـنفس…هنا وقفت حركة دوران الكون حولها…هنا فقط فقـدت الحياة…وضعت رأسها على الزجاج وأغمضت عيناها وتذكرته

❈-❈-❈

– اعرفي ان الحياة لجواد هي غزل…انتِ غزل الجواد…طول مافيكي حياة أنا هكون على قيد الحياة..ثم رفعها من  ذراعيها…وأركبها جواده ببيت المزرعة

تعرفي الحصان دا اسمه ايه :

رفعت حاجبها وهزت رأسها ب لا

هسميه” عشق ” علشان دا هديتي في أجمل يوم بحياتي… قطبت جبيناها

مش فاهمة حاجة… صعد خلفها على جواده… وتحرك سريعا واضعا رأسه على كتفها

–  الحصان دا “باسم” هادهولي يوم ما اعترفتي بحبك… مسـح على شعرها واردف

“بحبك اوي ياغزالتي” خرجت من ذكرياتها عندما سمعت صرخات حولها

نظرت وجدت مليكة تصرخ بأحضان حازم… وصهيب الذي يحضن والدته التي تشـعر بأنها فاقدة للحياة… نظرت لسيف الذي يصوب لها نظرات بهدوء… اتجهت سريعا تنظر للغرفة وجدت الطبيب يسحب الجهاز من جـسده

أسرعت للداخل كالمجنونة:

– ايه الهبل دا… انتوا بتعملوا ايه… دفـعت الممرضة التي تسـحب جهاز التنفس..

– وسعي كدا مبنخدش منكم غير انكم تريحوا دماغكم…. قامت بوضع الأجهزة بجسده

– ياله حبيبي عارفة إنت عايز تعرف بحبك أد ايه بس صدقني… بحبك اد الكون و ما فيه… جواد سامعني… شوف مراتك هتعمل عليك دكتورة اهو.. ووعد مني مفيش دكتور هيدخلك تاني… دخل باسم وسيف الذي يتحرك كأنسان آلي وتحدث بهدوء

غزل مينفعش كده… انتِ مؤمنة بقضاء ربنا  جواد  خلاص… رفعت يـديها وهي بتحاول انعاش قلبه:

– اخرص ياسيف.. اشارت لقلبها… دا بينبض ثم توجهت بنظرها لجواد

– يبقى دا عايش.. دموعها تتساقط بقوة لا تعلم  شيئا سوى شعـورها بأنه مازال قلبه ينـبض.. اتجه الطبيب المسؤل إليها:

لو سمحتي يادكتورة المريض فارق الحياة

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية تمرد عاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق