رواية تمرد عاشق – الفصل الثامن والعشرون
البارت الثامن والعشرون
لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أمـسـكت جهاز الصدمات الكهربائية والكل يقف أمامها يبكي على حالتها قبل وجعهم على فر اقه… ذهبت اليه وتحدثت اليه بصوتا باكي
– لو فعلا جواد الالفي يبقى موت وسبني… همست له و موتني بايدك كمان… قبلته على جـبينه… جواد أنا بموت.. وضعت راسها على جبينه وملـست على قلبه
– مراتك بتموت حبيبي… يرضيك تسيب مرا تك لوحدها.. قبـلته ودموعها تسا قطت بغزارة وقامت بمحاولة انعاش قلبه مرة ومرة… ضـمته وظلت تلكـمه على صدره وتبكي
– انا بقولك بموت يا جواد… لدرجة دي مش فارقة معاك.. ضـمته لصــدرها وظلت تبـكي بصوتا مرتفع… اتجه حازم الذي يحاول التما سك بعد افعالها
– غزل حبيبتي تعالي جواد ودموعه تساقطت رغما
جـذبها حازم من يـديها بقوة
– غزل اتجننتي.. دفـعته وصرخت بوجهه
– محدش له دعوة بيا اطلعوا برة قالتها بصياحا مرتفع… اتجهت لجهاز الصدمات مرة اخرى وقامت بتزويد سرعة ضربات القلب… امـسكت وجـهه بقوة
– مش بكيفك على فكرة انك تموت وتسبني سامعني وزي ماقولت قبل كدا يا جواد… طول ما انا عايشة لازم انت تعيش
صرخت كالمجنونة وقامت مرة ومرة… اتجه اليها سيف وقام بصفعها
– فوقي جواد مات اتجـننتي… دفـعته بقوة ورفعت سبابتها امامه:
– والله لاخليه يعاقبك ازاي ترفع ايـدك على مراته… امشي برة صرخت… دخل في ذلك الوقت الطبيب المسؤل عن العملية واخذ منها جهاز الصدمات… وقفت أمامه
ومسحت دموعها
لسة قدامنا دقيقة لوسمحت عندي أمل في ربنا كبير
هستخدم
Ventricular defibillation
لاخر مرة لو سمحت يادكتور معدش عندنا وقت.. اسرعت للجهاز مرة اخرى ثم قامت بوضع… التالوكسون مرة… ارتعش جسدها بالكامل نظرت له ايه مفيش.. لا مستحيل هو هيفوق .. طيب ممكن الابينيفرين لوسمحت…
اجابها الدكتور دا مش توقف رئوي… ماهي الا لحظات واستمعت الى نبضات قلبه مرة اخرى
جحـظت عيناه وابتسمت ووضعت يديها على وجهها وهي تضحك… ثم اتجهت له وقـبلت جبينه وهي تشعر بسعادة الدنيا تمتـلكها… نظرت للجميع بالخارج من خلف الزجاج… اكمل الطبيب عمله بعدما وجد جسدها يرتعش بالكامل
وامر الممرضة بتوصيل الاجهزة مرة اخرى على جسده… اتجهت له وهمـست
– شكرا ياحبيبي علشان اتمـسكت بالحياة
قبـلت جبهته مرة اخرى ودموعها تتساقط مرة اخرى حتى اصبحت عيناها منتفخة حمراء
❈-❈-❈
جلست بجواره بهدوء وهي تملـس على شعـره و تحمد ربها ثم تحدثت
– أنا هفضل جنبه مش محتاجة للمرضة… رفع الطبيب الذي يبلغ من العمر خمسةو ثلاثون عاما نظره… ابتسم لها وتحدث
– انتِ دكتورة… مسـحت وجهها ونظرت له ثم اتجهت بنظرها لمتيمها
– لا لسة امتياز… حاولت انهاء الحديث معه لانها لم تقو على الحديث… هي تحتاج ان تضـمه فقط… نظر الطبيب لعلامات الارهاق التي تظـهر على وجهها وتحدث
– ممكن تروحي ترتاحي وهخلي الممرضة تفضل جنبه… نظر ليديها وابتسم عندما وجدها فارغة لا يوجد بها خاتم خطوبة
– لا مش هسيبه هفضل لحد مايفتح عيونه.. الضغط كويس والنبضات كويسه… ولكنها وتوقفت واردفت متسائلة
– ليه القلب وقف فجأة؟
اجابها بمهنية:
– دا طبيعي بيحصل بعد العمليات الصعبة دي متنسيش ان الرصاصة قريبة جدا من عضلة القلب… انا بقول الحمد لله ان نجى منها… اقترب منها وابتسم
– الفضل يرجعلك… دخل سيف عندما وجد الطبيب يتحدث معها… نظر لجواد ثم رفع نظـره لغزل وهو آسفا نادما على مافعله بها
❈-❈-❈
– ايه الاخبار…؟ قالها حينما ضـمها من اكتافها.. ابتسمت له واتجهت لجواد
– كويس ان شاء الله يفوق ويطمنا
– ان شاء الله حبيبتي…
الف سلامة ربنا يقومه بالسلامة… قالها الطبيب ثم خرج ولكنه توقف
– ياريت تخرجوا علشان مينفعش تقعدوا في الرعاية والممرضة هترافقه
– لا انا هفضل جنبه مالوش لازمة للممرضه
جلست بجواره على المقعد وهي تنـظر له بابتسامة مؤ مة
اتجه سيف وجلس على عقبيه أمامها… امـسك يـديها واردف:
– غزل انا آسف اني رفعت ايـدي عليكي… ربت على يـديه بحنان
– ولا يهمك حبيبي.. انا أهم حاجه عندي انه رجع للحياة… كدا انا اعرف اتنـفس… بس يفتح عيونه ويريح قلبي
– هو لسة فيه خطر على حياته؟
مسـحت على وجهها بعنـف وتحدثت بصوتا حزينا
– للاسف لسة فيه خطـر ربنا يعدي الساعات الجاية على خير،…
وقف واردف متسائلا:
– يعني نعرف ازاي انه عدى مرحلة الخـطر
وضعت رأسها بين راحتيها
– معرفش ياسيف.. اللي، اعرفه لو عدى اكثر، من اتنين وسبعين ساعة وفضل كدا هيكون مش كويس ممكن يدخل في غيبوبة… بس كل حاجة ماشية طبيعي دلوقتى… انا هروح اتوضى … خرجت من الغرفة وكأنها انسانا آلي ليس له حياة لا يشـعر بما حوله اسرعت مليكة تضمها بقوة
– غزل جواد عامل ايه…؟ اغمضت عيـناها واردفت داعية له:
– ان شاء الله هيقوم بالسلامة يا مليكة املي في ربنا كبير… ثم تحركت للمرحاض
كانت نهى تستند على كتـفه وذهبت بالنوم من الارهاق الجـسدي… حملها صهيب متجها بها الى الغرفة بجانب والدتها التي اغشـي عليها بعد خبر موته الكاذب
دخل لوالدته قبّـل رأسها
– الف سلامة عليكي ياست الكل… جواد كويس ياماما… نبضه اشتغل حبيبتي
وقفت سريعا وتحدثت قائلة
– خـ.دني لأخوك ياصهيب عايزة اطمن عليه ياحبيبي… نظـر لنهى التي تغفو على الفراش المقابل وتحدث
– ماما دلوقتي مش هينفع ارتاحي هنا شوية وبعد كدا ادخلي شوفيه مانعين حد يدخله مفيش غير غزل علشان دكتورة
وقفت متجهة للمرحاض وتحدثت:
– هقوم اصلي وادعيله يابني… عارفة ربنا رحيم بينا وهيقومه بالسلامة.. ثم استطردت حديثها
– ابوك عامل ايه… مســح صهيب على وجهه بوجع
– زي ماهو الدكتور بيقول الغيبوبة بتفضل ساعات باليوم او ساعات.. لسه منعرفش هيفوق امتى
اتجهت نجاة للخارج واردفت
– هروح اشوفه واطمن قلبي عليه… ياحبيبي مستحملش يشوف ابنه البكر ي كدا
❈-❈-❈
بعد فترة وصلت أمل ووالدتها
اسرعت تبـكي وقفت أمام صهيب الذي يجلس بجوار حازم وسيف بالخارج امام العناية المركزة
– جواد عامل ايه ياصهيب وازاي ماحدش يعرفنا…
– كويس ياأمل… احنا كنا في ايه ولا ايه
وقف سيف وهو يحاول السيطرة على اعصابه
– صهيب غزل من امبارح مااكلتش ولا نامت… ادخل قولها حاجة هتوقع من طولها
اجابه صهيب:
– مليكة ونهى حاولوا معها بس هي رافضة
– انا هدخلها واحاول اخليها تروح تغير هدومها اللي كلها دم دي؛ هذا ماقاله حازم
نظـرت لهم أمل… هي غزل كانت مع جواد وقت ماانضرب بالنار
وقف سيف وهو يضع يـديه بجيب بنطاله
– لا ماكنتش موجودة بس،… هو حماها بعمره يعني كانوا عايزين يقتلوها… بس هو دافع عنها بروحه… حب روحي بقى ياأمل تقولي إيه ممكن حد يحب كدا
نظرت له بغضـب متجه لوالدتها التي اتجهت الى نجاة
جـذبه صهيب وأردف بلوم عليه:
– ايه اللي بتقوله دا يالا… ازاي تتكلم معها كدا، مهما كان دي بنت عمتك
جلس بجواره بعد ذهاب حازم لغزل
– دي واحدة حقيـرة متعرفش عملت ايه
مـ.سـح وجهه بعنف
– ابوك حاكي لعمتك على موضوع كتب جواد البيت باسم غزل… الكلـبة دي راحت قالتها… كتبلك البيت تمن دم جاسر، اللي مو ته
جحظت عين صهيب
– انت بتقول ايه… وغزل عملت ايه؟
ابتسم سيف بسخرية وتحدث:
– انت تايه عن المجـنونة… كالعادة مفكرتش قبل المواجة… لكنه توقف عن الحديث
– بس فيه حاجه مر يبة… بعتولها فيديو وجاسر بيمـوت في الوقت اللي امل قالتلها كدا… تفتكر ان امل لها
نظر صهيب بشرود لنقطة ما:
– لا دا مش شغلها في حاجة ناقصة… امل قالت كدا من دافع الغـيرة وعايزة تبعدهم عن بعض… بس اللي بعت الفيديو دا له تخطيط تاني بدليل بعته قبل الفرح باايام مع ان جاسر ميـت بقاله خمس سنين ليه دلوقتي الفيديو يطلع… وكمان مين اللي صورهم حد من الشرطة وعايز ينتـقم من جواد ولا مين بالضبط
وصل حازم لهما
– رافضة خالص تسيبه… شكلها صعب وخايف عليها.. ربت صهيب على كتفه واردف
– روح ارتاح وخد مليكة كمان شكلها تعبانة
اماء برأسه ووافقه:
– همشي ولو حصل حاجه كلموني.. وانت قوم ياصهيب خد مراتك وماما كمان بقالهم يومين غير رجعوكم من السفر… وانا هفضل هنا مع بابا وجواد… وصل باسم لهما في هذا الوقت
– ايه الاخبار
وقف صهيب مرحبا به:
– بقى احسن الحمدلله… نظر لوجوهم الذي يظهر عليه اثار الارهاق
– فيكم تروحوا ترتاحوا وانا هفضل معاه هنا… ثم اكمل حديثه
– المستشفى فيها أمن علشان تأمين جواد… ممكن يحاولوا مرة تانية
ربت صهيب على كتـفه
– متشكرين ياباسم تعبناك معانا ومسبتناش
ضـم باسم اكتافه بحنو
– جواد اخويا قبل مايكون اخوكم متنساش بينا عمر يعني بقالنا اكتر من خمستاشر سنه
قاطع حديثهم خروج نجاة وعمته وأمل
عايزة اشوف جواد
خطى سيف متجها لها
تعالي حبيبتي هدخلك… ثم رفع نظره لعمته… معلش ياعمتو مينفعش تدخلوا لان الدخول لاكتر من واحد ممنوع
في شقة شهيناز
جلست بحضـن عاصم تضحك بهستريا بعد قرائتها الاخبار بمـوت اسد الداخلية جواد الالفي…نظرت له وهي تتحـسس صـدر عاصم الذي منشغلا بالتفكير بغزل
– بيقولوا عليه اسد الداخلية وهو اتصفى…اعتدلت مردفة بسؤال
– مين اللي عمل فيه كدا ياعاصم؟
– وقف بعد ارتداء ملابسه
– انا لازم اروح اشوف الوضع ايه.. وقفت امامه بجـسدها العاري الا من الشرشف الذي تلفه حول جـسدها
– انت مجنون تلاقي المستشفى ملغمة عساكر وشرطة.. اهدى ياعاصم لسة خبر موته مش يقين… وبعدين هتلاقيهم بدوروا عليك في كل مكان.
زفر بغضب وصرخ بوجهها
– لازم اوصل لغزل قبل مايفوق ابن الالفي… ثم نظر لها بغموض
– بعتي الفيديو صح؟
– ايوة بعته بس بعدها اللي مراقبينها بعتوا صور لهم وهو بيجبها من الكلية
كان يسير ذهابا وايابا بالغرفة… ثم وقف فجأة… دا مش دليل انهم كويسين… احنا لازم نطمن من الشغالين جوا الفيلا
امسكت ذراعه
– مين حاول يقـتل جواد ياعاصم
ابتسم بسخرية:
– دا مـسك اكبر عصابة في الشرق الاوسط بيهربوا اسلحة على الحدود… تفتكري هيسبوه عايش عاملي فيها فهلوي وامن جوا وبرة واهو اتصفى دمه… عقبال مايدفنوه ونرتاح منه ابن الالفي
وضعت يـديها على ذقنها علامة تفكير
– يعني العصابة دي مش مصرية؟
رفع كأس من مايحرم الله واجترعه وضحك بشماته:
– لا ياقلبي دول من مختلف دول العالم… بس مين اللي وصله المعلومات الكافية على الصفقة دي… دا اللي مجننهم.. رفع نظره لها
– دول روؤس كبيرة يا شاهي يعنى الغلطة عندهم بمو ته تقدري تقولي كدا دول المافيا بحد ذاتها… يعني ابن الالفي ميت
❈-❈-❈
في المستشفى العسكري
جلست بجـواره مستندة على المقعد
ممسكة بيديه وتتحدث وكأنه يسمعها
– بقالك يومين ينفع كدا… هقع من طولي وحضرتك عمال تدلع عليا.. اقولك على سر
فاكر يوم عيد ميلادي الخامستاشر… لما رجعت انت وجاسر من مهمة وكانت صعبة على الطريق الصحراوي بتاع اسماعيلية كان على ما اعتقد ارهابيين … المهم انت كنت راجع تعبان ياحبيبي مطبق بقالك يومين… اكملت مبتسمة لذكراها ذلك اليوم
– انا اللي دخلت وخدت الرصاص ورمـيته في البيوتي… ضحكت بصوت مرتفع… وأنا اللي قطـعت زارير القـميص علشان حضرتك محضرتش عيد ميلادي… اقتـ.ـربت مقبـ.ـلة جبـينه واردفت بوجع
– دي كانت اول مرة تغيب عن عيد ميلادي مع انك جبتلي هدية قبلها بيوم… بس كان أهم حاجة عندي انك تكون جنـبي وتضمني لحـضنـك… وجودك عندي أغلى حاجة في حياتي… ابتسمت بوجع واكملت مردفة
– بابا الله يرحمه مكنش بيفرق وجوده معايا زيك عارفة اني كدا بنت مش كويسة بس غصـ.ـب عني والله انا كنت بحبه اوي برضو… لمـست شـعره بيديها
– بس انت كل حياتي فتحت عـيوني لقيتك انت… اول مااتعلمت امشي كان بايدك انت… اول كلمة بابا كانت ليك انت… مـسحت د.موعها عندما تذكرت هذه الايام
واكملت مستطردة حديثها الموجـع لقلبها
– اول يوم دراسة ليا كنت دايما انت… حتى أول ماعرفت يعني ايه عيد ميلاد اتعملي كان بايدك انت… رغم ان ابويا واخويا موجودين… بس انت استحوذت على كل حياتي… وضعت رأ.سها على صـ.ـدره وبدأت تلمـ.ـس صـدره كزوجه عاشـقة حد النخاع
❈-❈-❈
– اول مرة احـس بالحب وقلبي يشـ.ـعر بالسعادة معاك انت وقت ما نجحت في تالتة اعدادي… جريت عليا وحضنتي وانت بتـلف بيا وتقولي مبروك ياحبيبة قلبي الاولى على المدرسة يازوزو… كانت فرحة عمري كلها الوقت دا… مش علشان طلعت الاولى ابدا… علشان وقتها سمعت نبـض قلبك لأول مرة.. لأول مرة احـ.ـضنك فيها واحـس انك حبيب مش أخ ابدا… لأول مرة اتمنيت أفضل أكبر وقت في حضنك
ظلت تلمـس مكان اصابته بحنو وتقبلها
واكملت بعيون عاشقة له وحده
– اتمنيت اخبيك عن العالم كله معرفش كنت بغير عليك بجنون… دا كله وانا مش فاهمة شعـ.ـوري دا ايه… كنت لما بحضن جاسر بحـس بشعور تاني خالص… وضـ.ـعت سـبابتها على شـفتيه… واردفت
– مرة شوفت جاسر بيبوس مليكة كان يوم كتب كتابه… لما رجعتني بالليل يوم خطوبتك… اقتـربت من وجـهه واردفت بحـزن
– وقتها كان قلبي مولـع نار من فكرة إنك عملت زي جاسر و بـوست ندى.. لمـست شفـتيه واردفت بغل
– تعرف كان نفسي أعمل ايه وقتها
اقـتربت وقبلته بجانب شفتيه بسبب وجود بعض الاجهزة الموصلة به
كنت عايزة احط سـم على شفايـفك دي علشان لما تقـرب منها تمـوتها… لمـست خديه بحب… عارفة كنت مجنونة، بس أعمل ايه مجنـونة بحبك… ملـست على شعـره مرة أخرى
– قوم وفتح عـيونك حبيبي وحشتني اوي لدرجة مش قادرة اتنفس من غيرك
جود حبيبي قوم ووعد مني مستحيل افارق حضنك ولا دقيقة… اقترفت شـفتيها ببسمة عذبة واقتـربت من شـفتيه قائله بصوت يملأه الحب
– عايزة نتجـوز بقى عايزة اكون مالكة لكـيانك بالكامل… ينفع كدا الفرح يتأجل بسببك… على فكرة لازم اعـاقبك على تأجيل الفرح… احتـقن وجـهها بدم الحـ.ـرج بما ستقوله ولكنها تعرف انه لا يسمعها
تبسمت وتحدثت بصوتا هامس
– عارف لو مفقتش النهاردة صدقني هبيتك برة الاوضة يوم دخلتنا… وشوف مر.اتك الهـبلة ممكن تعملها وعارفة ومتأكدة حبيبي هيتجنن.. اصلي قرأت معلومات في الموضوع دا ياحبي… شوف مرا.تك بتجهزلك لليلة العمر بكل علم ونباغة… ضحكت بصوتا مرتفع عندما تخـيلته بما ستفعله به… ثم نظرت له بحب
– بس وعد مني لو فتحت عـ.ـيونك وقومت النهاردة هلغي كل اللي حفظته وذاكرته
اردفت بها بخبث… رفعت يـديها على عنقه بهدوء
– افتح عيـ.ـونك بقى متبقاش مستفز… عايزة احكيلك عملت ايه
دخل سيف ووالدته في هذا الوقت
– لسة يابنتي مافقش… ظلت كما هي جالسة تمسد على شـعره بحنان
– لسة ياماما بس هيفوق… عارفة ومتأكدة انه هيفوق.. هو وعدني قبل كدا انه مش هيسبني لوحدي
اتجه سيف وجلس بجواره من الجانب الاخر
– ايه ياجواد ينفع كدا.. تتعب اعصابنا قوم ياحبيبي وحشتنا اوي…
أمـ. سـكت والدته بيديه وقامت بتقبيلها
– جواد فتح عيونك حبيبي متسبناس يانن عيني… ابوك هيموت يابني من الزعل عليك.
جذبها سيف من يديها وخرج
وضعت رأسها بجانب رأسه
وظلت تلــمس وجهه بحب حتى أغمضت عيناها من الارهاق وهي تمـسك بيديه
بعد فترة دخل الطبيب المشرف عن حالته
نظر لها وهي تضع يـديها على وجهه وتغرق بالنوم بجانبه… دخل صهيب
وحازم لسؤال الطبيب عن حالته وجدوها بهذا الشكل… اتجه حازم لها عندما وجد نظرات الطبيب لها بطريقة ملفته
– غزل قومي حبيبتي علشان أوصلك تغيري وترتاحي شوية… امأت برأسها بلا
اتجهت مليكة التي دخلت للتو واترجتها بانها تذهب للمنزل
– حبيبتي لازم تروحي عشان تغيري.. نظرت لحالته واعضائه الحيوية
– هو كويس الحمد لله وهيفوق خلال ساعات.. رفعت نظرها للطبيب مش كدا حضرتك… اقترب الطبيب وهو يبتسم لها
– هتكوني دكتورة شاطرة… بسط يـ.ديه واردف بود:
– دكتور محب… دكتور جراحه عامة… لو احتجتي اي استفسار أنا موجود… اتجهت بنظرها لصهيب لينقذها من الموقف
وصل صهيب اليه بخطوة وامـسـك بيـ.ديه:
– اهلا بحضرتك شكرا يادكتور… دكتورة غزل عندها ستف من الدكاترة الممتازين في الكلية
بعد فترة وصلت غزل للمنزل بصحبةسيف وميرنا
اتجهت لغرفتها وقامت بأخذ شاور دافئ
واتجهت لغرفته سريعا… قامت بارتداء قميصه ثم ألقت نفسها على فراشه وهي تستنشق رائحة وسادته وانسدلت دموعها
ثم وقفت مرة اخرى واتجهت للمرحاض وتوضأت ووقفت بين يدي الرحمن بمنتهى اليقين بأنه الواحد القهار… المجيب الدعوات.. المذيب للكربات وقفت وقامت بأداء ركعتين لله
ثم سجدت تدعيه بكل يقين انه سيستجاب لدعواتها.. حتى ذابت جوارحها وانشرح صدرها
عند سيف
بالخارج بعد نزوله من السيارة
اتجهت ليلى له بعد دخول ميرنا… نادته
وقف متجها لها… امسـكته من ذر اعه متجه به لمكانا ما:
– عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم بس من غير ميرنا ما تعرف
نظر لها وبدأ الخوف يدق قلبه كناقوس خطر عندما راى بنظراتها الوجع في حديثها
حاول الهدوء على قدر المستطاع
– سامع حضرتك اتفضلي:
وضعت يديها على المنضدة واقتربت منه
– انت بتحب ميرنا مش كدا..!!
تنفس بهدوء كي لا يظهر خوفه أمامها… عندما شعـر بريبة بحديثها ورغم ذلك أردف:
– على مااعتقد ميرنا حكتلك ايام ماكنا على علاقة مع بعض… بس حاليا افترقنا
كانت تراقب حالة هدوئه الغير متوقعة برده… نظرت حولها وأردفت
– اللي اعرفه عنك انك ذكي وحـساس…
قطب جبـينه متسائلا:
– مش فاهم حضرتك الصراحه تقصدي ايه؟
اجابته بابتسامة با هتة لشعورها بالآلام ابنة أختها
– ما سألتش نفسك ازاي واحدة تحبك الحب دا كله وفجأة تبعد عنك
نظر إليها بتمعن وترقب:
– يعني اللي شكيت فيه صح.. تنهدت وحاولت التنفس بهدوء
– ميرنا بتحبك بجنـون ياسيف دور وراها وشوف ليه عملت معاك كدا ياحبيبي.. ثم استطردت مكتملة لحديثها:
– ساعات بنبعد على اللي بنحبهم علشان منوجـعهمش ياسيف… قالت كلماتها ثم وقفت متجة للداخل
في المستشفى
كانت مليكة تنام على كتـفه شعـرت بألما شديد بمعدتها… اسرعت للمرحاض وقامت باستفراغ مافي معدتها… اسرع خلفها هو وصهيب الذي شعر بالخوف عليها عندما وجدها تتألم
دخل حازم عليها وأمسكها من الخلف وهو تحاول الاستفراغ..
– حاولي تهدي حبيبتي .. ايه اللي حصل.. وضعت يـديها على وجهها وهي تحاول ان تسند نفسها
خرجت من المرحاض وجدت صهيب ينتظرهم
– ضـمها لاحضانه ونظر لوجهها الذي تغير لونه… وجـسدها يرتعش بين يـديه
– مالك حبيبتي ايه اللي حصل
هزت رأسها ولم تقو على الحديث… سندها حازم متجها للغرفة التي يحجزونها للانتظار
في العناية
فتح عيناه وهو يتمتم بأسمها.. وقفت والدته واتجهت له… ملست على وجهه بحنان اموي وحمدت ربها:
– حبيبي حمد الله على سلامتك حبيبي
تمتم بصوتا هامس :
-” غزل.”. ظل يرددها.. قبّلته والدته على جبـينه واتجهت للخارج تخبر صهيب حتى يستدعي الطبيب
بعد فترة وقف الطبيب بجانبه
– لا كدا تمام اوي ياحضرة الضابط… كدا يارا جل تشيّبنا معاك… خليت الكل هيموت عليك
بحث بنظره عليها ولكنه لم يجدها
اخفض صهيب رأسه له عندما وجد نظرات اخيه عليها واردف:
– بقالها تلات ايام منمتش ولا غيرت هدومها وماما حلفت عليها وهددتها لازم تروّح.. بقالها ساعة بس ماشية من جنبك نظـر الطبيب اليهم وتحدث بمهنية
– دلوقتي هيتنقل لاوضة عادية ممكن تنتظروه هناك… حالته كدا تمام مش محتاح العناية… رفع نظـره لجواد واردف بدون علمه انها زوجته
– انت عايش بفضل ربنا ثم الدكتورة الامورة غزل… ماشاء الله عليها هيكون لها مستقبل باهر
رفع نظـره بتعب لصهيب حتى يأخذ هذا الا حمق من أمامه كما ادعى
في فيلا الالفي
دخلت عليه وجدته نائما بهدوء على فراشه وهو عاري الصدر… اتجهت له وملـست على وجهه بحب
– جود حبيبي قوم أنا تعبانة اوي شكل ابنك هيشرف النهاردة… فتح عيناه سريعا
جـ.ـذبها بهدوء وأجلسها على الفراش
– اهدي حبيبتي هنادي لماما ولا اقولك هنزل المستشفى… ولا اقولك هتصل بالدكتورة حالا… كان مرتبك ولا يعلم ماذا يفعل… مسدت على ذراعه العاري وقـبلته
– بقولك ياحبيبي تعبـانة و شكلي هولد… مقولتش اني بولد
ضــمها لصـدره وضحك عليها:
– كان لازم تتشاقي ياجنيتي… لكـمته بصـدره وطوقت خصره
– انا برضو ولا انت اللي عملي زي الوحش المفـترس… ضحك عليها بصوته كله:
– اعمل ايه بس بحاول اخد حقي من اول ماحبيتك واعوض ضبط نفسي عليكي
كله بالميزان ياقلبي
وضعت رأسها بحـنايا عنـقه
– جواد انا بعشقك.. نزل لكرزيتها عله يرتوي من ظمأه الذي مهما يتـذوقها كأنه بصحراء جرداء في يوم مكتظ بالحرارة
فتحت عيناها وهي تبتسم بحب… نظرت حولها استغربت أنها كانت تحلم… هي اعتقدت انه حقيقة… وضعت يديها على وجهها وهي تدعو ربها بتحقيق حلمها
نظرت لساعتها وقفت سريعا… قامت بأداء واجبتها واتجهت لغرفتها واستعدت لذهاب مرة اخرى له… اتجهت للاسفل تبحث عن سيف وجدته مستغرق بنومه على الاريكة في غرفة المعيشة
وقفت بجانبه وهي تناديه
– سيف قوم وصلني ولا اروح مع زاهر… فتح عيناه ناظرا لها ثم اتجه بنظره لساعة يديه
– هتمشي دلوقتي منمتش كمان شوية ليه
جلست بجواره وتحدثت حزينة
– كفاية نمت ساعة معرفش نمت ازاي اصلا.. ازاي نمت وهو تعبان ياحبيبي مكنتش اعتقد اني هنام كدا.. ملس على رأسها بحنان اخوي
– دا ارهاق ياقلبي بقالك كام يوم منمتيش حتى قبل اصابته مكنتيش نمتي فدا جيه مع بعضه.. دخلت ميرنا في هذه الاثناء… لا تعلم لماذا احزنها تصرفه وشعرت بألما في فؤادها
رفع نظره لها وجدها تقف تشاهدهم من بعيد اتجهت غزل بانظارها لها مبتسمة
– تعالي ياميرنا واقفة عندك ليه
– كنت جاية اقولكم خالتو عملت أكل ومستنياكم تتغدوا معانا… وقفت ثم اردفت:
لا انا هروح اشوف جوزي وحشني وانتِ اتغدي مع حبيبك قالتها وهي تنظر لسيف بشقاوة
خرجت سريعا وهي تحدثه
– متخافش عليا زاهر برة… سلام
مسح على وجهه وكان اثار النوم تظهر على ملامحه
اتجهت وجلست بجواره وهي تشعر بالاختناق لا تعلم لماذا رأته بجانب غزل كعاشق متيم
نظر لهدوئها وسكوتها ثم اردف
– هتفضلي ساكتة كدا على طول… مش عايزة تتكلمي غير كلامك الاهبل دا
اتجهت بنظره له واردفت بدون وعي
– سيف انت ممكن تحب غزل..
جحظت عيناه من اسئلتها المستفزة له
وقف فجأة ثم جذبها بقوة لاحضانه
– انتِ اتجننتي ايه الهبل بتاعك دا… دي اختي.. رفعت حاجبها له
– ماهي كانت اخت جواد… قاطعها بسخرية وكاد جسدها يشتعل بنيران الغضب
– بس بيحبوا بعض.. بيعشقوا بعض.. تعرفي ليه.. علشان يستاهلوا بعض من صغرها وهي شايفاه امير حياتها… وهو بيعتبرها دنيته… وقفت بكل شجاعة قدامه وقالتله بحبك ومستعدة اضحي بكل حاجة علشان ضمه من حضنك… وهو حارب نفسه وكل اللي حواليه علشان يسعدها ويريح قلبه…
ثم اكمل مستطردا باختناق لاتهامها الغير مجزي بالمرة
– انتِ عملتي ايه… ايه صرخ بها بقوة
اقولك انا… دفنتي راسك في الرمل… ماوثقتيش في حبيبك انه ممكن يتخطى الصعاب علشانك.. امشي ياله عايز انام.. مش هاكل
تساقطت دموعها امامه عندما وجدته يقسو عليها خطت للخارج ولكنه جذبها لأحضانه بقوة
– برضو مفيش فيكي فايدة ليه مُصرة تموتي حبنا ياميرنا… انا بحبك مش عايز ابعد عنك
سيف ” اردفت بها بهمسا جعلته يضمها بقوة لقلبه
– قلب سيف ياحبيبتي
خرجت من احضانه… مسح دموعها بحنان
احكيلي حبيبي مخبيبة ايه عليا.. ميرنا انتِ مريضة من حاجة
القت نفسها بحضنه وبكت بقوة مما جعلت قلبه ينشق لنصفين… وشعر بألما ينخر عظامه من فكرة مرض يصيبها
في المستشفى
وصلت سريعا الى غرفته ولكنها لم تجده.. اسرعت للخارج بخطى متعثرة وهي تكاد تموت اختناقا عندما لم تجد احدا موجودة
قابلت الممرضة في طرقات الممر
– لو سمحتي المريض اللي كان هنا فين
ابتسمت لها وتحدثت بعمليه.. فجميع من في المستشفى يتحدثون عليها
– اشارت لنهاية الطرقة هتلاقي في غرفة رقم (–)
اسرعت اليه بدون حديث اخر
وقفت على باب الغرفة كان الجميع يحاوطونه باسم، صهيب، حازم الذي رجع من الطريق بعدما اخبره صهيب، نهى ووالدته… استنشق رائحتها التي وصلت لرأتيه.. صوب نظراته اتجاه الباب وجدها تقف تشاهده ودموعها محجرة بعينيها
تقابلت النظرات واشتبكت العيون بحديث العشاق… ظل كلا منهما ينظر للاخر باشتياق لعنة العشق…
كانت نظراته تحكي الكثير والكثير،
“هيا صغيرتي اسرعي لاحضان متيمك فلقد اشتاق لكِ حد العنان”
اما هي فنظرت له
” كيف احكي لك عن مدى وجعي وكيف كنت اشعر ان وجودي بدونك ماهو الا موتي…
كيف اصل لك انني اتنفسك عشقا فلقد اصبح عشقك بالفؤاد متيم
حبيبي
في قانون العشق يقولون …
ثمةَ لحظةٌ تبعثُ فيك الرَّوح
تنتزعُ قلبك من الجذور
فتنقلك دفعةً واحدةً مِن قاعِ التِّيهِ
إلى جنةٍ برَبوةِ الحب
فطوبىٰ لك حبيبي
إنْك لقلبي الحُب والحياة بل والنبض الكامل” لاحظ صهيب نظرات اخيه المتجهة للباب… تحدث أمامهم
– وادي غزل جت كنت عارف انها مش هتقدر تقعد وترتاح… اسرعت مليكة تضمها بحب
– جواد فاق ياغزل
جواد فاق ياغزل… شوفتي اهو رجعلك حبيبتي… هنا ابت الدموع بالاختباء واعلنت تمردها على جفنيها
هنا توقف الزمن ولم يتبقى غيره امامها… لم تعد تشعر بشيئا اخر حولها الا نظراته… همسه عندما نادى باسمها
تحركت متجه له كانها متحركة لجنة الخلد الدائمة… حمحم حازم وضم مليكة متجها للخارج
– ياله حبيبي هموت وانام… وفعل بالمثل صهيب… وقبل خروجه نظر لوالدته
– ياله حبيبتي تعالي نشوف بابا علشان نروح… غزل هنا قعدتنا مالهاش لازمة… ثم رفع نظره لجواد الذي انفصل عنهم بجنيته
فهمت والدته حديثه واتجهت للخارج
تحركت حتى وصلت له
جلست بجواره وجـسدها يرتعش… ودموعها تتساقط… أمسك يـديها ووضعها بين راحتيها حاول الحديث ولكنه لم يقو بسبب تعبه… لمـست وجهه بحنان
جواد انت كويس حاسس بإيه ياحبيبي
– انا كويس حبيبي… هنا خارت قواها بالكامل… القت نفسها بأحضانه مبتعدة عن اصابته وظلت تبكي بقوة وتتحدث:
– انا موت ياجواد … انا قطع حديثها بعدما حاول رفع يديه وضعها على شفتيه
– اشش بعد الشر عنك ياقلبي… فداكي عمري كله… لم تنتظر اكثر من ذلك
. لمـست شعره بحنان عندما ذهب بالنوم مره آخرى
نظرت له بحب وهي تحدث نفسها
– يارب ماتحرمني منه
وضعت رأسها بجانبه وهي تنظر لهيئته التي تعشقها رغم وجه الذي يظهر اثـار تعبه.. ذهبت بالنوم بجانبه
استيقظ علي آلاما في أنحاء جـسده وخاصة صدره
نظر حوله وجدها تضع رأسها بجانبه
ابتسم وحمد ربه عليها ولما لا
وهي العوض الجميل بعد الصبر الطويل
باليوم التالي
استمعت لآذان الفجر
اتجهت وأدت فرضها وجلست بعض من الوقت تناجي ربها بالدعاء،.. ثم وقفت متجه له وبحثت عن ادويته
فتح عيناه ونظر بحب لها وتحدث بصوتا كاد ان يخرج من تعبه
– كنت بحلم بيكي وانتي عمال تتكلمي كتير، بس نسيته كله
جلست بجواره مملسة على اصابته
– ليه ياجواد عملت كدا.. ليه توجع قلبي عليك نزلت بجسدها وقامت وقبلت اصابته مردفه بتأكيد
– فداك عمري كله ياحبيبي… عايزة اعاقبك على اللي عملته فيا وفي وجع قلبي… قولي، اعاقبك ازاي
أغمض عيناه ولم يتفوه بأي شيئا… دخل سيف اليهما
– حمدالله على السلامة ياحبيبي…
– الله يسلمك بابا عامل ايه ياسيف
جلس بجواره – بقى افضل الحمدلله فاق وسأل عليك
بعد اسبوع
كانت تجلس بجواره تراجع بعد محاضرتها وهو ينام بعمق من اثر الادوية…وقفت متجه تنظر له بتركيز … قامت بقياس ضغطه…اسيقظ على لمساتها له
خرجيني يازوزو مش عايز اقعد في المستشفى… ضمت وجهه بين يديها
لازم الدكاترة يتابعو جرحك
أمسكها من يديها:
– مراتي حبيبتي احسن دكتورة… هتراعيني
لمست وجهه واقتربت تهمس
بحبك اد الدنيا كلها بس مينفعش انا فيه حاجات كتيرة معرفهاش.. خلينا نطمن عليك حبيبي اهم حاجة
في غرفة مليكة
حاولت الوقوف ولكنها لم تستطع… جلست فترة على الفراش… ثم وقفت واتجهت للمرحاض.. فجأة سقطت فاقدة الوعى
دخل حازم بعد فترة وجدها بهذه الحالة اسرع اليها وقام بحملها… وقام الاتصال بالطبيب
بعد فترة خرج الطبيب وهو يبتسم
جلست والدتها بجوارها مبتسمة
– ألف مبروك ياقلبي.. ربنا يكملك على خير ويرزقك بالذرية الصالحة
أمنت مليكة على دعائها… دخل حازم وتكاد السعادة تصل لعنان السماء ضمها لاحضانه
– الف مبروك ياحبيبتي… مش عايزك تتعبي نفسك خالص وانسي كمان موضوع الشغل دا… وقفت والدتها وتحدثت
– اسمعي كلام جوزك ياحبيبتي… ربنا يفرحك دايما يارب وعقبال لما تاخديه في حضنك
في غرفة صهيب
-كانت تنام بعمق في أحضانه وهو يعمل على جهازه المحمول ( اللاب توب)
اتجه بنظره لها بحب… وضع الجهاز بجواره.. ثم رفعها من حضنه واضعها على صدره ثم ذهب بالنوم
كان يجلس بالحديقة
اتجهت له وجلست بجواره
– ماما جت النهاردة هي متعرفش حاجة عن مرضي.. رفع ذقنها وتحدث
– مامتك دكتورة ومشهورة وممكن تعرف تتصرف في الموضوع دا أكتر من كدا يا ميرنا… لازم تعرفيها
تنهدت بحزن
– هتزعل اوي ياسيف… خايفة عليها…
إمسك يديها ووضعها بين راحتيه
– خلي املك في ربنا كبير… ان شاء الله الموضوع يكون بسيط
الايام الجاية هنشغل بفرح جواد… عايزك تاخدي بالك من نفسك كويس
في غرفة جواد
خرجت من المرحاض… وجدته استيقظ من نومه فهو منذ رجوعه من المستشفى وهو ينام كثيرا بسبب الادوية
اتجهت له وجلست بجواره… ايه يا جواد هتفضل نايم كدا حبيبي… قوم علشان تاكل و تاخد دواك
اعتدل وهو يبتسم عليها
– انام ولا اقوم اكلك أحسن.. تعالي عايز اقولك حاجة … تقدمت لفراشه
جذبها بقوة حتى جلست بجواره
– ماتيجي تريحي قلبي ونتجوز يانور عيني… رفعت حاجبها بسخريه
– وماله ياحبيبي اصلنا مش متزوجين اماء برأسه وتحدث قائلا
– لا مش متجوزين… الجواز حاجة تانية… عايز اورهولك.
وضعت رأسها في صدره
– انت واخد جرعة قلة ادب ولا ايه
ضحك عليها… نفسي والله اجربها
لكمته بيديها الصغيرة… ثم نظرت لعيناه
– قوم بالسلامة بس وانا اخلي ايامك كلها عسل ياحبيب زوزو
نظر بهدوء لها… ماذا تقول هذه الصغيرة
ماذا أفعل بعد كلماتها الندية لقلبي المسكين…
بعد فترة كانت تنام بأحضانه … شعر بألما بصدره… حاول الاعتدال ولكنه لم يقو…
استيقظت عندما شعرت بحركته
مالك يا جواد؟
– عندي ألم شديد في صدري… مش قادر اتنفس مفيش مسكن… اتجهت له حاولت اعتداله بيديها كانت تنام على ذراعه
حاول اعتدال نفسه… اتجهت اليه وحملته من ذراعه وامسكته من ذراعه وعدلته
ابتسمت له… كدا تمام حاسس بحاجة… أماء برأسه وتناول دوائه ثم شكرها
فتحت عينها وهي تقوم بالكشف على ضمادته الموضوعة على جرحه الذي بدأ يتعافى
ظل ينظر لها بحب … قاطعهم الطرق على الباب.. دخل صهيب مع الطبيبة
– جواد دي مكان دكتور محب جاية تعملك check up على العملية
دخلت الطبيبة وتحدثت بعمليه
– عامل ايه النهارده يا حضرة الضابط… الدكتور محب موصيني عليك
رفع نظره و اجابها بهدوء
– احسن الحمد لله… بس ساعات بحس بألم شديد في صدري
– هشوف دلوقتي… وأقولك ان كان طبيعي ولا لا
كانت تقف تتأكل من الغيظ… ضحك عليها صهيب واتجه لها
– روحي شوفي نهى عايزاكي
صوبت له نظرات ناريه وتحدثت
– خليك بعيد عني دلوقتي… روح شوف مراتك ياحبيبي
بعد فترة خرجت الطبيبة بعد الاطمئنان عليه
اتجهت له وكانت كالمجنونة.. رفعت سبابتها امامه بغضب
– ازاي تسمح لنفسك تخليها تلمسك كدا وعمال تتنحنح… وتلمس جسمك ازاي
صرخت بوجهه ازاي تلمسك اموتك و اموتها ولا أعمل ايه… جذبها حتى اصطدمت بصدره
مما جعلته يتألم بشدة
– اسفة والله انت اللي شدتني…بس متضحكش عليا لسة المسهوكة قايلة انك زي القطر وتهزم مديرية… نظر لعينها نظرة افزعتها
– اسمع صوتك تاني هنفخك سمعتي يابت ولا لا
– اهو رجع بزعابيب امشير… و يأمر و ينفخ
ماكنش يومك يا زوزو ياللي لسه ما دخلتيش دنيا مع حبيبك وجدت نظراته الشزرة لها
وضعت يديها على وجهها وتحدثت بدلال
– لا مسمعتش زوجي الحبيب… ايه هتعمل ايه
ضيق عيناه وعرف نيتها حاوطها بيديه
ايوة اهم حاجة انك هتدخلي دنيا مع حبيبك
فهمت نظراته وحاولت ان تقف بعد ما صوبت نظرات عطف
– ايوة عايز اعرف هتعملي بعد النظرة دي ايه… ضحكت بقوة واضعة رأسها بين حنايا عنقه
– قفشتني… على طول حافظنى.. جمع شعرها على جنب… ثم وضع يديه على عنقها يتلمسه بحب ناظرا لعيناها التي ارتجفت من لمسته
– “جواد” قالتها بهدوء حاولت الثبات على قدر المستطاع
–
وضع جبينه فوق جبينها
– مراتي حبيبتي احسن دكتورة بتغير عليا ..
لمست وجهه واقتربت تهمس مبتغرش بس لا دا بتحبك اد الدنيا كلها
غزل عايزين نتمم الفرح كفاية كدا… اقتربت منه اكثر واكثر وهي تجلس بأحضانه
. مراتك موافقة على كل حاجة
كان هذا كفيلا له أن يجذبها لأحضانه متذوقا طعم شهدها الذي حرم منه لفترة طويلة، هو لم يحرم فقط من شفاها هو حرم من جنة الدنيا لمدة ايام كانت كفيلة لاحراقه في بعدها…
وجد الخوف على وجهها عليه
_اهدي انا كويس، ممكن يكون ماخدتش بالي حبيبي
نطق أخيرا بصوت أجش
حبيبك فداكي ياروحي
وضع يديه على وجهها وتحدث بصوتا مبحوح ملئ بالمشاعر
انا كويس متخافيش جوزك لسة له عمر يعيشه معاكي… انا بقيت كويس انا قولت لبابا يحدد ميعاد فرحنا بعد عشر ايام
– جواد خد وقتك في الراحة انت لسة طالع من عملية كبيرة
حبيبي العملية عدى عليها شهر
في شقة شهيناز
وقف يدخن سيجاره
– فرحهم النهاردة… لازم نتخبى في الفر ح بزي العمال ونخطفها بأي طريقة يا عصام
دي اخر فرصة لينا
تمام يا عاصم باشا متخفش كله تمام
في فيلا الالفي
ترتدي فستانا من اللون الاحمر الناري..دخلت نهى ونجاة اليها
نظرت نجاة لجمالها الذي يخطف العقول
– ماشاء الله ربنا يحميكي ويحفظك يا حبيبة قلبي.. ايه الجمال دا… اتجهت نهى وضـمتها لاحضانها
– مش عارفة اقول ايه.. همست لها
– غير انك هتجـنني جواد… الف مليون مبروك حبيبة قلبي
ابتسمت لهم بمحبة:
– ربنا يخليكوا ليا… امسكتها نجاة وجلست بجوراها
طالعة زي القمر حبيبتي.. ربنا يسعدك
رفعت ذقـنها وتحدثت بهدوء:
– زوزو دلوقتي حياة جديدة هتدخليها يابنتي بإيـدك تخليها جنة وبأيـدك تخليها نار،.. جواد بيحبك فوق ما تتخيله العقول.. انا حبيت حبكم لبعض… اوعي يابنتي تزعلوا من بعض… ولو جه زعلك متخليش حد يعرف عن حياتكم حاجة
ثم اكملت حديثها متمنية:
– ان شاء الله حياتكم كلها هنا و سعادة… عايزة اقولك جواد مش صغير يا زوزو.. فاهمة قصدي.. بلاش تلعبي بأعصابه
شوفت اللي انتِ كتباه.. ضربتها بخفة على دماغها
ابتسمت بخجل من حديثها… و فركت يـديها
– دا مجرد كلمات يا ماما علشان اغـيظه بس
قبـّتلها من جبينها ووقفت متجه للخارج…
-أنا هنزل وانت يا نهى هاتيها.. ربنا يستر ويعدي اليومين دول على خير… قعدة اشجان هنا مريبة هي وبنتها
وقفت غزل وتحدثت
– ولا يهمك يا ماما سيبك منها… وأنا كمان كأنها مش موجودة علشان عمو حسين… دخلت ليلى و حسناء اليها
– مبروك يا اجمل عروسة… نظرت لهم نجاة
– شوفتوا الجمال… والله خايفة عليها من العـين… تحدثت حسناء،:
– غزل الفستان دا ملفت اوي يابنتي، مش عايزين تتصابي بالعين
ضحكت نجاة و اردفت
– لسة قايلة نفس الكلام دا.. وخصوصا انه مبين جمال انوثتها.. معرفش ازاي جواد جابه الصراحة
فر كت يديها وتحدثت :
– لا ماهو دا مش بتاع جواد… دا هدية من حد عزيز عليا و مينفعش اكسفه
جـذبتها نهى وتحدثت
– نهار اسوح عليكي، يا غزل دا مش فستان جواد… شكلك عايزة تندفني النهاردة
– بس يا نهى سبيها ولا يقدر يعمل حاجه… وبعدين كلنا حريم هو مش هيشوفها اصلا
هذا ما قالته نجاة
همست نهى لغزل
– والله جواد هيفضل ثابت ومش هيجي دا كل شوية يتصل روحي شوفي غزل… لولا عارف بتعب مليكة كان زمانه مرمطها معه هو بس مكسوف مني،
يخربيتكم انتوا الاتنين تقلوش محدش هيتجوز غيركم
لكمتها غزل
– بس يابت هو احنا زي حد ولا ايه… رفعت حاجبها بسخرية
– لا والله … طيب بكرة نقعد على الحيطة ونسمع الزيطة و متجيش تشتكي من استفزازه وبروده
قاطعتهم نجاة
– احنا هننزل يابنات وانتوا بعد شوية حصلونا
بعد فترة… نزلت غزل ونهى ومليكة التي انضمت لهما ولكنها كانت تشـعر بالارهاق من حملها
رأتها أمل بهذا الجمال شعرت بالحقد عليها
اقيمت حفلة بسيطة ببيت ابو غزل بناء عن طلبها تخرج عروس من بيت والدها
عند جواد
يجلس هو الشباب واصدقائه
كان يغني على عوده كعادته في احتفالاتهم الخاصة… تجمع اخواته حوله و بدأوا يحتفلون و يمزحون عليه بما يعرف حفل توديع العزوبية
بعد فترة اتجه لغرفته و يكاد يموت شوقا لضمها فمنذ اسبوع وهي تبعد كليا عنه بأمر من والدته
“عند سيف ”
اتجه لهاشم والدها وتحدث:
– بعد اذنك يا عمو هاشم هاخد ميرنا مشوار ومش هنتأخر
بعد فترة وصل لميرنا
هتمشي معايا ولو سمعت صوتك مرة تانية هطلـقك بالتلاتة
جحـظت عيناها منه
انت بتتكلم ازاي هو احنا اتجوزنا علشان نطـّلق
ضحك عليها… انا كلمتي وعد والوعد عندي ليكي بالجواز ياقلبي.. وقف أمامها مباشرة
قدامنا عشر دقايق للطيارة…
بسط يديه إليها… اختاري
اتجهت بالقرب منه:
– يعني سامحتني… مش زعلان مني
رفع نظره و أجابها:
– احمدي ربنا ان التحاليل طلعت غلط يا ميرنا.. دا اللي اقدر اقوله
وضع يـديه بجيب بنطاله:
– قولتي إيه عايز رد حالا
اسرعت وألقت نفسها بأحضانه… ودي عايزة سؤال
عند غزل دخلت غرفتها بعد مغادرة الجميع سوى نهى ومليكة
استمعت لهاتفها اتجهت له
ابتسمت عندما وجدت حبيب الروح
– عامل ايه اردفت بها برقتها المعهودة؟
كان ملقيا بجـسده على الفراش.. استمع لصوتها الهامس وماهو الا معزوفة موسيقية لقلبه
– مش كويس خالص… ينفع كدا، اسبوع كامل ماشفكيش ولا ألمس نبـض قلبي
قالها وهو يكاد يختـنق حبا وعشقا لها ولكن بعدها عنه شعــره بالعجـز… حاول التقاط انفاسه بهدوء بعدما همـست بصوتها العذب
– الف سلامة عليك ياحبيب زوزو.. كلها كام ساعة واكون معاك للابد مفيش حاجة هتبعدنا ياحبيبي…
تهدجت انفاسه باضطراب واخذ صدره يعلو ويهبط من كلماتها التي نزلت على قلبه اشعـلته اكثر… اعتدل وتحدث
-افتحي الكاميرا ياغزل وحشتيني حبيبي..ثم اكمل: – مش هقدر… متخلنيش اجيلك دلوقتي
ابتسمت بحب وقامت بفتح الكامير
ياالله ماهذا الملاك الذي يجلس بمقابلته
ظل ينظر فقط ولم يستطع البوح عما يعتريه قلبه من طلتها… وضع يديه يلتـمس صورتها بحب
– خايف عليكي ياقلبي… ربنا يعدي بكرة على خير… لكنه توقف فجأة وامعن النظر لفستانها
فستان مين دا… ابتسمت بوجهه
– جود ممكن متزعلنيش النهاردة… الفستان دا هدية من حازم مردتش ازعله وخاصة لما قالي دا اعتبريه من جاسر… ممكن ماتزعلش وتزعلني
مسح على وجهه بحزن من توسلها
– حبيبي اعملي اللي تحبيه… انا بسأل بس
بحبك على فكرة… قالتها بعـيون عاشقة
ماذا تفعل بي هذه الجنية ياربي
رفع نظره وحاول ضبط انفاسه التي خرجت عن السيطرة
– حبيبي اقفلي كتير عليا والله العظيم كدا
والله شكلي هضرب كلامكم وآجي أبات في حضنك الليلة… رغم تمنيها ذلك إلا انها أردفت
– لا حبيبي عاقل ومش هيعمل كدا
ضحك بصوته الرجولي واردف من بين ضحكاته
– لا ماتكونيش واثقة اوي كدا… قبّلها على الهواء واغلق بعدها دون حديث آخر
بعد فترة جلست بمكانها المعتاد كلما تأتي الى الفيوم رغم برودة الطقس الا انها جلست به بوجه يكسوه الحزن تبدو كانها تريد الحديث والبو ح عما يعتر يها من الآلام و الحزن… ولكنها خائفة على حزنه اتجهت
و جلست بفستانها وامسـكت مذكراتها وبدأت تخط بها لحظات اليوم بها
تساقطت دموعها رغما عنها وهي تكتب وتتذكر والدها واخاها الحبيب
النهاردة كانت حِنتي ياجاسر على حبيب قلبي على اد السعادة اللي في قلبي على اد كان نفسي تكون موجود النهاردة… وحشتني اوي ياحبيبي… شوف حازم عمل ايه النهاردة… خلاني احس انك معايا.. بس رغم كدا مفيش حضن يعوضني عنك حبيبي… انا خايفة اوي ياجاسر… خايفة ازعل جواد مني… خايفة مكنش اد المسؤولية… انا بعشقه اوي… مين هيدعيلي النهاردة وبكرة بالسعادة ياحبيبي… كان نفسي ماما او بابا يكونوا معايا قاطعها طرقات على باب الغرفة
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية تمرد عاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.