رواية تمرد عاشق الفصل التاسع والعشرون 29 – بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق – الفصل التاسع والعشرون

البارت التاسع والعشرون

البارت التاسع والعشرون

الفصل التاسع والعشرون

بهمس النفوس وبلغة العيون أردد (أحبك)..

ينبض القلب باسمك وأنفاسي تردّد حبك، وتتساوى الفصول برحيلك وتزهر الورود بمجيئك..

يا من أسرني وفي مراكبه قيّـدني وبغرامه سلبني.

جلست بفستانها وأمسكت مذكراتها وبدأت تخط بها لحظات اليوم بها

تساقطت دموعها رغما عنها وهي تكتب وتتذكر والدها واخاها الحبيب

النهاردة كانت حِنتي ياجاسر على حبيب قلبي على اد السعادة اللي في قلبي على اد كان نفسي تكون موجود النهاردة… وحشتني اوي ياحبيبي… شوف حازم عمل ايه النهاردة… خلاني احـس انك معايا.. بس رغم كدا مفيش حضن يعوضني عنك حبيبي… انا خايفة اوي ياجاسر… خايفة ازعل جواد مني… خايفة مكنش اد المسؤولية… انا بعشقه اوي… والحمد لله العشق دا هيتوج بالجواز… اقترفتت شفتاها بسمة وتحدثت

: هو كمان طلع بيحبني اوي… مكنتش اتصور انه ممكن يحبني كدا… لحد قريب أوي وأنا بقنع نفسي انه متجوزني علشان الوصية. انسدلت دمعة على مذكراتها.. ثم اكملت مستطردة

– لكن طلعت أنا أهم شخص في حياته… كان هيموت بسبب غبائي… مقدرش اتصور حياتي من غيره… كنت محتاجة ماما تدعيلي اوي.. محتاجها اوي اوي…

مين هيدعيلي النهاردة وبكرة بالسعادة ياحبيبي… كان نفسي ماما او بابا يكونوا معايا قاطعها طرقات على باب الغرفة

وقفت متجه لباب الغرفة… قامت بفتحه تفاجأت بحسين يقف أمامها وهو يبتسم ويفتح ذراعيه لها

أسرعت والقت نفسها بأحضانه… ربت على رأسها بحنان ابوي

– ألف مبروك يابنتي الغالية… انسدلت دموعها رغما عنها… خرجت من أحـضانه وهي تمـسح دموعها وتبتسم

– الله يبارك فيك يابابا… ابتسم لها وضم وجهـها بين راحتيه وقام بتقبيل جبينها – أحسن بابا من أحسن بنوتة جميلة في العالم… سحـبته لداخل الغرفة

جلس وأجلسها بجواره

رفع ذقنها يزيل دموعها… ليه اللؤلؤ الغالي ينزل من احسن بنوتة جميلة

ابعدت نظرها عنه واردفت..

– دي دموع الفرح يابابا… الحمدلله على كل حال

ضيق عيناه ونظر متسائلا

– هتخبي على بابا حسين يازوزو

اهتزت نظراتها امامه ولكنها حاولت الا تحزنه… رفعت رأسها واسترسلت حديثها

– ابدا والله إنت احسن أب في الدنيا… ربنا يديمك في حياتنا يارب

ربت على يديها بحنان وأردف بعيون مليئة بالعطف والحب

– غزل إنتِ بنتي بجد اللي مخلفتهاش… أغمض عـيناه وسحب نفسا عميق وكأنه يملي صدره بذكرى صديق عمره

– باباكي كان ونعم الاخ قبل الصديق ربنا يرحمه كان عمره ماشافني في ضيقة وسابني.. ثم استطرد حديثه

– عارفة العز اللي احنا فيه دا بسببه بعد ربنا يابنتي… هو كان شاطر جدا وبيحب الخير للكل.. ميغركيش هروبه منكم كان علشان انه مش كويس ابدا

تنـهد بوجع واكمل مفسرا:

– ابوكي كان بيحب والدتك جدا لدرجة الجنون… والدكاترة منعوها من الحمل بعد موت اخوكي اللي اتولد مع جواد وحازم

رفعت نظرها وتسائلت

-هو كان كبير ياعمو، جاسر قالي ليا اخ قبله، اتولد بعد حازم بخمس شهور، بس مات معرفتش ليه

مسد على خصلاتها

-اه حبيبتي، كان فيه ولد اسمه علي، مات وهو عنده سبع شهور، كان اد حازم وجواد كدا، مامتك تعبت بعد ولادته، وخالتك حسناء هي اللي رضعته، كان حلو اوي، بس ربنا مااردش ومات وهو عنده سبع شهور، وكمان والدتك حالتها وتدهورت وطالبوا منها متخلفش تاني، فضلت خمس سنين لحد ما حست أنها بقت كويسة، وطلبت من ماجد تجيب ولاد بس هو رفض خاف عليها.. بس ازاي هي ترفض تشوف سعادته بالولاد… حملت في جاسر… طبعا ماجد إضايق جدا وفضل يزعقلها علشان كان خايف عليها… قالها كدا قدامي

أنا اكتفيت بيكي وربنا ماأردش يكون ليا ولاد الحمدلله على كل حال

❈-❈-❈

بس هي طبعا رفضت كلامه وخصوصا بعد ماخلفت جواد وصهيب… زعلت حست فرحته ناقصة… الولاد كبروا وهي بقت حزينة كل ماتشوفهم بيجروا عليه ويقولوله بابا ماجد وكمان حازم كان معهم

بعدها راحت لنجاة وقالتلها عايزة أشيل مانع الحمل دا يانجاة واللي ربنا كاتبه هيكون

نجاة زعلت على حالتها وخصوصا لما خالتك حسناء بقت تبعد عنها بسبب شغلها

نجاة كانت طيبة وعايزة تشوفها سعيدة أخدتها وراحوا للدكتور وبعدها فعلا حصل حمل في جاسر… أنا وقتها شوفت فرحة لا توصف على ملامح ماجد لما شاله بين ايديه وضمه لحضنه وقتها بس عرفت ان ماجد كان هو بيحاول يفرحها بس..

هي لاحظت فرحته وحمدت ربها على وجودها في حياته… بس الدكاترة منعوها من الحمل مرة تانية علشان ولادتها كانت متعـسرة

بعدها بكام سنة جاسر كبر وبقوا الاربعة اخوات يشرحوا القلب.. نظر لها واكمل مردفا:

: جواد كان عامل عليهم كبير رغم حازم كان في سنه بس جواد كان له طبيعته الخاصة بيحب يفرضها غير حازم هادي…وقتها جاسر اتعلق بجواد جدا بينهم اكتر من خمس سنين فكان جواد بيعرف يحميه كويس…أما صهيب كان متسرع في غضبه جدا..وبعدها سيف شرف على الدنيا وجاسر كبر، وبقى يقرب أكتر من جواد… بعد كام سنة عرفنا إن حنان حامل فيكي

طبعا كان صدمة للكل علشان أمك كانت بتشتكي من مشاكل فى القلب.. مرديتش تقول لابوكي إلا لما كملت شهرها الخامس وبدأت بطنها تكبر… ماجد اتجـنن وقال الدكتور مانعك من الاجـهاد رايحة تحملي… وزعل جدا منها…

زفر بضيق وتذكر حديث ماجد له

– جالي قبل ولاد تك بيوم وقالي حنان تعبانة جدا… أنا بفكر اخلى الدكتور يولدها حتى لو هنخسر الجنين… طبعا أنا رفضت وقولتله مستحيل حرام واللي ربنا رايده هيكون

بعدها بيوم تعبت جدا ونقلناها المستشفى وولدت مامتك بس للاسف الحالة اتازمت ووفضلت تنازع بعد ولادتك لحد ما ماتت

طبعا ماجد اتجنن وفضل اسبوع كامل قافل على نفسه حب حياته ضاع والدنيا اسودت قدامه في الوقت دا كنا انفصلنا بالشركات لما جه وقالي

عايزن نكبر بالسوق لازم نفصل الشركات

وخاصة بعد موت حسن اخويا كان شريك معنا… فماجد قال أنا هسافر اتولى هناك وإنت خليك هنا… انفصلنا بالمكان بالشركات يعني هو سافر برة وانا هنا

وقفت قدامه وقولت مستحيل علشان ولادك… هو كان موجوع أوي وخصوصا لما بقيتي شبه والدتك جدا… كان كل مايشوفك مكنش بينام كان بيهرب منك علشان مايتوجعش

جه قالي أنا هسلمك غزل ياحسين خليك أب حنين عليها… انا بشوفها متعلقة بيكم أوي وخصوصا جواد… كان عندك تلات سنين في الوقت دا… طبعا أنا مسكتش بس كان بيصعب عليا لما بشوف وجعه أوي جدك قاطعه خالص علشان كان عايزه يتجوز ويجبلكم مرات أب… بس هو مرضاش وقال مستحيل… انا هفضل عايش، على ذكرى حنان… تنهد واكمل استرسالا

– أخد منه جاسر وسافر بيه الفيوم ومنعه أنه يشوفه إلا لما يتجوز.. جاسر كان عنده عشر سنين بس جاسر رفض إن أبوه يتجوز دا اللي خلى جدك يسامح ابوكي

ربت على يديها وأكمل لحد ماجه علشان ياخدك مع إن جدتك كانت تعبانة وما تتحملش مسؤوليتك بس كان عايز أبوكي يرجع من السفر… وشايف اني غريب عليه مينفعش تكونوا عندي

ابتسم لذكرى

جه من البلد وانتي كنتي خمس سنين وبيقولك تعالي لجدو… جريتي على جواد وحـضنتيه وفضلتي تصرخي وتقولي أنا عايزة بابا جود بس.. رفع ذ قنها وابتسم

كنتي عفر يتة جدا يازوزو… جدك قرب منك علشان ياخدك.. قولتي وقتها

تاخد غزل من جود.. أنا بكر هك ياجدو

مسد على شعرها بحنان وأكمل حديثه… يوميها جيتي لعندي وفضلتي تعيطي وتقولي بابا حسين خلي جدو يسيب غزل لجود بس

رفعت نظرها له وتحدثت بخجل

-أنا مش فاكرة حاجة خالص ياعمو… ابتسم لها

– كنتي صغيرة… المهم أنا بحكيلك دا علشان اعرفك إن باباكي يابنتي مكنش سيئ خالص هو بس القدر مكنش في صالحه وانتِ دخلتي حياتنا وكنتي زيك زي مليكة… شلتك يوميها في حضـني

ووقفت قدام جدك لدرجة أنه زعل مني وقاطعني فترة… بس أبوكي جه وصالحنا على بعض

– وكأنك مكتوبة لجواد من يوم ولادتك… رغم صعاب كتير.. ورغم انه خطب والدنيا كانت ماشية تمام.. واطلقتوا.. بس القدر جمعكم تاني علشان يقولكم انتوا قدر بعض.. انتوا مخلقين علشان بعض

دقق النظر إليها واردف:

انا مش هقولك حاولي تكوني حكيمه وتمتصي غضبه… لا هقولك انتِ تربية جوزك يعني اكيد حافظين بعض

ودلوقتي فيه حاجة لازم تستلميها علشان يبقى كملت الأمانة اللي عندي… بس مش معنى كدا اني هسيبك ابدا

أمـسك دوسيه من الاوراق

– دا كل اللي ابوكي سابهولك… كان وصية إنه يفضل باسم جواد لحد ماتتمي الخمسة وعشرين… بس جواد من بعد الحادثة رفض انه حاجة تكون بتعتك مكتوبة باسمه… نقل كل حاجة باسمك

أنا كتبت لولادي كل واحد بيت باسمه حتى مليكة كمان… بس حبيت اهدي جواد بيت العيلة علشان ذكرياتكم كلها فيه

ثم استطرد مفسرا

-أما هو كتبه باسمك ليه… معنديش علم بيه… هو جالي من فترة وقالي:

– بابا مقدمتش مهر لغزل مش عايز تحس انها أقل من أي عروسة

نظر لها وأردف متسائلا

– هو جبلك شبكة مش كدا… أمأت بر أسها بنعم

أمسك يديها ينظر لمحبس الخطبة

– ربنا يسعدكوا يابنتي… انتِ بنتي وهو ابني.. غالين على قلبي اوي.. أنا حكتلك دا كله علشان أعرفك انك مش وحيدة ابدا

زي ماجواد جوزك… أنا ابوكي.. وزي مليكة ما هي اختك صهيب وسيف اخواتك

اوعي أسمع منك إنك وحيدة ابدا… قبل رأ سها وأمسك يديها

– لو جه في يوم زعلك عرفيني بس وشوفي هعملك فيه ايه… ضحك ثم تحدث

– بس مااعتقدش إنه يزعلك هو عصبي اه بس بيحبك وبيخاف عليكي أكتر من نفسه

قاطع حديثهم دخول نجاة وحسناء

نـظر باستغراب لهما

❈-❈-❈

اقتربت نجاة وتحدثت

-بتبصلي كدا ليه.. جاية أبات مع بنتي اخر ليلة في العزوبية… بكرة ابنك المغرور ميخليش حد يقـرب منها ولا حلو ليك واحنا لا

نصب عوده ووقف وهو يبتسم لها بحنان

– شوفي ياغزل دول.. وربنا يعينك حبيبتي وتعرفي تنامي منهم

البنت فرحها بكرة يانجاة أرحميها خليها تفوق لفرحها… ثم اتجه بنظره لحسناء

خدي بنت أختك في حـضنك وخليها تشبع من أمها فيكي… أردف بها بهمسا عندما وجد نجاة تسحب غزل للركنا ثم اتجه مغادرا

جلست حسناء بجوارهما ثم فتحت صندوقا تحمله

– غزل شوفي ياقلبي دا كله ذكريات والدتك… وجواباتها وهي حامل فيكي… هي طلبت مني ادهولك يوم فرحك

ملـست على شعرها وأردفت حزينه

– مهما أقولك وأطلب منك تسامحيني… عارفة مش من حقي بس بجد نفسي تسامحيني اوي يابنتي

القت نفسها بأحضانها

– أنا مش زعلانه منك ياخالتو…. ربنا يخليكي لينا يارب.. كل واحد عارف قدر نفسه

جذبتها نجاة وسعي ياختي دي بنتي ومر ات الغالي أردفت بها مدعية الزعل

لمـست جانب و جهها بحنان:

– مهما أقولك بحبك أد إيه وأنا اكتر واحدة سعيدة في الدنيا دي النهاردة… عارفة محدش هيصدق… غزل وجواد دا كان من رابع المستحيلات… بالنسبالي كانت معجزة

عايزة أقولك غلاوتك من غلاوته ياحبيبة قلبي اوعي تفكري إنك وحيدة… ابدا دا انتي مر ات كبير عيلة الالفي… وأجمل بنوته عندهم كلهم … وأنا أمك وحسين أبوكي وسيف وصهيب ومليكة أخواتك عن حق مش مجرد كلمة

ثم استطردت بعطف أموي

– محدش يقدر يزعل بنتي الغالية كتكوتة العيلة… أوعي تفكري إني حماتك يابت

لا أنا امك ماهي الأم اللي بتربي ياحبيبتي… وأنا ربيتك وعلمتك مش كدا يازوزو قالتها بمغذى رافعه حاجبها

هزت رأ سها بلا وابتسمت :

– غلطانه يانوجة جوزي اللي رباني وهو اللي علمني.. ويادي المـصيبة وهو اللي اتجوزني… ضحكوا عليها

ظل يتحدثوا عن طفولتها ويمزحون مع بعضهما حتى غلبهم النوم ثلاثتهم وذهبوا فى النوم معها

في فيلا حازم

تجلس بأحـضانه تتناول الفواكه… وهو يملـس على بطنها … ويتحدث بسعادة تصل لعنان السماء:

كل ياحبيبي وخلي ماما ترتاح وإياك تزعلها

لمـست و جهه بحب مقـبله خديه

– بحبك أوي ياحازم ربنا يخليك ليا ياروحي

استدرات وجلست مواجه لوجهه

– هتسميه إيه لو ولد ولو بنت ناوي تسميها ايه..

– انا بحمد ربنا اوي على نعمه ليا

– يجي الاول واسمه هيجي معاه حبيبتي

على متن الطائرة

تجلس بجواره ممـسكة يديه

شكرا على الليلة الحلوة دي ياسيف بجد غيرت مودي

رفع ذقنها ناظرا لعـيناها

– المهم اشوف السعادة دي في عيونك ياحبيبتي… الجو حلو النهاردة قولت نعمل جولة بسرعة للغردقة.

سكنت لثواني تحاول تنظيم أنفاسها المضطربة من قربه

– سيف أبعد مينفعش كده… رفع حا جبه وتحدث بسخرية

– أنا خطيبك على فكرة.. اهتزت نظراتها أمامه وحاولت الحديث:

-حتى لو خطيبي مينفعش تقرب مني كدا

سـحب نفـسا وطرده بهدوء

– يعني أفهم من كدا إنك هتلبسي حجاب ياميرنا وتلتزمي

رفعت أصابعها لترجع خـصلاتها وتفاجأت بحديثه

– إنت عايزني اتحجب ياسيف

نـظر إليها بتمعن وترقب:

– ياريت ياميرنا نفسي تلتزمي.. إحنا كبرنا مينفعش نكون سلبين في دينا… الجمال نعمة لازم نحافظ عليها لنفسنا مش للعرض أبداً… فكري علشان أنا قررت أغير حياتي… نفسي أكون زي اخواتي بالالتزامهم

أرتجف قلبها من حديثه… ورغم هذا ابتسمت له :

– اوعدك هفكر بجدية فى الموضوع دا

ابتسم لها ود لو يسحقها بأحضانه في التو والحال… ولكنه وعد نفسه أنه يبعد حتى تكون ملـكه حلاله

نـظر للخاتم الذي وضعته في بُنصرها

– عجبك الخاتم… طبعا هيكون فيه محبس الخطوبة يوم كتب الكتاب… بس هنستنى شوية لحد ماجواد يرجع من السفر

نظرت للخاتم بحب

– دا احسن وأغلى حاجة لقلبي مش علشان هو غالي.. لا علشان دي أول هدية منك

رفع ذقنها ونظر لعيناها الجميلة التي تشبه عين غزل كثيرا

– كنت عايز أعملك مفاجأة خاصة بينا.. والحمد لله قدرت أكون مع أخويا وفي نفس الوقت نحتفل بخطوبتنا

نـظرت للخاتم ثم رفعت نظرها له

– احنا كدا اتخطبنا… ضحك عليها بقوة

– هتجنيني يابنتي.. امال كنا بنعمل ايه

وبعدين باباكي وافق ليه تخرجي معايا من غير مايسألك

على فكرة لسة بينا حساب وبعدين شوفي

الخاتم اللي في ايدك دا بيعمل ايه

تذكر حديث والده

– بابا فيه موضوع عايز أكلم حضرتك فيه

جلس حسين بعد تناوله لدوائه… ثم نظر للمقعد وسمح له بالجلوس

جلس وهو ينظر للارض

– الحقيقة فيه موضوع خاص حبيت اخد رأي حضرتك فيه

– قول ياسيف سامعك

– عايز أخطب ميرنا بنت عمو هاشم واخت حازم قالها وهو ينظر لوالده ليرى ردة فعله

صمت هنيهة حسين ثم استطرد قائلا

– بتحبها بجد ولا دي هتكون تبع حريم السلطان سيف الالفي

قاطع والده وهو يتحدث بيقين

– لا يا بابا دي هتكون مراتي وأم ولادي.. أنا خلاص هبني حياة جديدة والصراحة ميرنا عجباني غير، انها مؤدبة ومتربية دي تربية حازم الالفي اللي هو تربية حضرتك يا بابا

ربت حسين على كتفه

– تمام ياحبيبي ربنا يسعدك وأشوفك أسعد الناس… أنا هكلم باباها النهاردة واللي فيه الخير ربنا يقدمه

بعد فترة اتجه لوالده بعدما ارسل له

اتجه بالحديث لهاشم

– أهو عندك ياهاشم اعصره باسئلتك زي ماانت عاوز

ربت هاشم على ظهره بفخر

– لا الدكتور سيف مش محتاج يتعصر… هو أنا هدور ورا تربيتك ياحسين… ربنا يباركلك فيهم يارب

ابتسم بحب له.. ثم أردف بدون وعي:

– بما إن حضرتك وافقت يبقى تسمحلى أخد خطيبتي ونحتفل مع بعض بموافقتكم دا بعد اذنكم طبعا

رفع يديه وتحدث قائلا:

– تعالى سلم على حماك الاول.. اسرع اليه يضـمه بحب.. ثم اتجه لوالده مقـبلا يديه و رأسه

– ربنا يسعدك ويفرح قلبك وحياتك كلها ياحبيبي

اتجه لهاشم واردف متسائلا

– ايه ياعمو هاشم.. قولت ايه اخد خطيبتي ولا لا

– مش لما اعرف رأيها الاول يابني

أمسك يـديه وتحدث بلطف

– لما نرجع يبقى اسألها اعتبرني قعدت معها علشان نتعرف على بعض ولا انت خايف عليها مني

مـسد على ظهـره بحنان وتحدث

– لا مش موضوع ثقة موضوع لازم اقعد معها واشوف رأيها

– نظر لوالده لكي ينقذه من الموقف

– سبيهم يقعدوا مع بعض الليلة وبكرة اسألها ياهاشم… أماء برأسه

أسرع اليها دون حديث اخر

كانت تجلس بجوار حازم وتضمه

أنا فرحانة أد الدنيا دي كلها هكون عمتو… اخيرا… ضربتها  ليلى على رأسها بخفة

– بس ياهبلة بطلي فضايح… مش عايزين حد يعرف دلوقتي مش شايفة مرات اخوكي تعبانة ازاي قومي روحي شوفي غزل لتكون محتاجة حاجة… نفخت وجنتيها وتحركت للخارج الى ان قاطعها سيف

ميرنا هتيجي معايا دلوقتي… قاطع شروده عندما… لمست يديه رفع نظـره لها وكانت للمـستها اثر على قلبه اليتيم

الفصل التاسع والعشرون

الجزء الثاني

عودة للصفحة السابقة

في غرفة جواد

بعد اغلاقه معها… اتجه للمرحاض.. توضأ وقام يؤدي قيام الليل متجها للواحد القهار حتي يشكره على فضله… بعد فترة انتهى إتجه للشرفة وجلس ينظر للنجوم متمنيا ان يأتي الغد سريعا

ارتجف قلبه كلما تخيلها وهي بين يديه ويذيقها من انواع العشق حتى تذوب بين يديه

جلس يحاول أن ينظم دقات قلبه من تخيل الفكرة نفسها……. شعر حينها أنه يتلظى بنيران الشوق إليها يود لو يراها أمامه الآن لا يعلم كيف سيـسطر على نفسه حتى لا يؤلم جـسدها من ضمته

اقنع حاله بعدم الذهاب إليها لانه غير قادر على سيـطرة قلبه المتمرد عليه في، أيامه الاخيرة عندما أظـهر له كم كان عشقها دفين في الاعماق… حتى وصل لأعلى مراحل الغرام

اتجه بنظره لغرفتها التي أظلمت منذ دقائق بعدما علم بوجود والدته وحسناء بجوارها الليلة… تألم لحالتها… لذلك تحدث لوالدته بالا تتركها في ليلة كهذه

يود لو يهدم الحصن الذي، بينهما ويدخل إليها ويعتصرها داخل احضانه ثم يذهب للنوم… كيف يفعل ذلك

أيقوم باختراق الجدار ويطير إليها حتى يطفئ لهـيب شوقه ويمتلك كيانها… مسح على و جهه بعنف حتى يخرج من افكاره ويحاول ان ينام هذه الليلة التي حرم النوم عليه فيها

اتجه للخارج وصل إلى جناحه الذي، يعد لهما قام بفتح خزانتها… وأخرج منامة لها.. يستنشق رائحتها عله يعبأ رئتيه بها.. بدأ يلمس أشيائها بشوق عاشق… حتى فلـتت أعصابه وأصبح غير مسيطر على حاله… لأول مرة يحدث له ذلك… لأول مرة يشعر بأنه طفلا يحتاج لضمة والدته ولكن في تخيله لم تكن إلا ضمة انثاه التى خلقت له وحده… نظر للساعة الموضوعه على الحائط… زفر بضيق عندما شعر الوقت بطيئ لايمر

❈-❈-❈

في غرفة صهيب

خرجت من المرحاض ترتدي بدلة ر قص حمراء تكاد تصل إلى ركبتها عارية .. بل ذات حملات رفيعة… تركت خصلاتها تنساب خلفها جعلها فتنة أمامه… ناهيك عن رائحتها التي خطفت قلبه… كان يجلس مستندا على الاريكة بغرفتهما يشاهد التلفاز… جحظت عيناه عندما

خرجت عليه بهذه الطلة ناهيك عن مكياجها الذي رسم جمالها الخلاب جعله لا يستطيع الحركة أو النطق

خطت إليه تمشي بدلال أنثى وخلخالها الذي يصدر صوتا مع حركات دلالها

وقفت أمامه وتقابلت نظراتهما في لوعة عشق بينهما… امـسكت تي شيرته الخاص به وتحدثت بدلال

– حبيت أعمل ليلة مميزة لجوزي حبيبي.. ثم رفعت يـديها على عنـقه تلمـسه بهدوء

ضـمها بقوة من خصرها حتى اتصدمت بصدره العريض… و

وقامت بتشغيل هاتفها على موسيقى تستطيع الرقص عليها

ظلت تتمايل أمامه برقصها وبأنوثتها التي جعلته غير قادر على إكمالها لرقصتها … ثم جذبها فجأة حتى جلست على ساقيه… ليريها كيف تكون مفاجأة العشاق… أخذها لعالمه الخاص عالم لم يكن به سواهما

❈-❈-❈

نثرت الشمس أشعتها الذهبية لتفرش الأرض باسطة نورها وتوسطت الشمس فى عنان السماء لتخبر عشاقنا أن اليوم ماهو إلا ساعات لمقابلة القلوب قبل الأجساد

استيقظ جواد الذي لم ينم سوى ساعات قليلة… وقف متجها لمرحاضه لأداء صلاة الضحى… بعد فترة اتجه للخارج

وجد الجميع يعمل قدما وساق فاليوم زفاف النجل الأكبر لعائلة الألفي.. الذي أصر على قيام حفلة زفافه تكون بمنزله

وجد إخوانه ومليكة يجلسون يتناولون طعام الإفطار… اتجه لملاكه وقام بتقبيل جبينها

– عاملة إيه النهاردة ياحبيبتي… اقترفت بسمه على وجهها وهي تنظر لحازم

– الحمد لله ياحبيبي كويسة…جلس بجوارها مردفا

– والولا حبيب خاله عامل إيه…الولد دا محدش هيربيه غيري..أردف بها وهو ينظر لحازم بشقاوة:

رفع حازم حاجبه وتحدث بسخرية

– خلاص قررت أنه ولد وحضرتك اللي هتربيه مش لما تربي نفسك الاول

كان يجلس بصمت يستمع لهما…لكـمته نهى بذراعه وأردفت متسائلة:

– مالك ياصهيوبتي مش عادتك إنك تكون هادي ورزين…أقترب منها وهـمـس بجوار أذنها

– الصراحة بفكر في ليلة إمبارح وازاي كنت هادي ورزين يانهنيهو… وإنك كنتي حاجة وهم… ضغطت على قدمه بحذائه عندما

شـعرت بالحرج من كلماته…وضعت رأسها في صحنها ولم تقو على الحديث…عندما تحدث جواد لهما

– مالكم انتوا الاتنين عمال تهمسوا لبعض ليه …ضحك صهيب بصوته الر جولي

– أنا قاعد هادي أهو بعيد عنك…فخليك بعيد عني ياعريس دا حتى سمعت ان النهاردة دُخلتك … دخل حازم وسيف بمزاح صهيب مما جعل البنات تقف عندما شعروا بدماء الحرج من كلماتهم

– لا إحنا كدا نروح نهزر مع العروسة… أمـسك جواد مليكة من يـديها بقوة مما جعلها تتألم

– عارفة يامليكة لو حد قالها كلمة تزعلها هنفخكم كلكم

– اوباااا على حضرة الضابط… براحة ياعمو رميو دا لسة بنقول ياهادي… انتوا لسة شوفتوا حاجة… دا احنا هنخليكم عرسان بجد… هذا ماقاله صهيب

ضحك حازم بقوة على وجه جواد عندما وجد الغضب يتملك منه… امسك بيضة من أمامه… وألقاها في وجه حازم… وتحدث بسخرية

– اقفل بوقك دا ياحمار ثم صوب نظرات نارية لصهيب وسيف

– كلمة واحدة منكم وحياة ربي أبيتكم في الحجز الليلة بتمهمة الدعارة ياخويا منك له

قالها بشماته ثم وقف متجها للخارج كأنه يريد تحطيمهم

❈-❈-❈

جاء المساء سريعا

تجلس بغرفتها بعد اتمام زينتها… واردتداء فستان زفافها الذي جعلها كملكة متوجة

ارسل رسالة إليها

– يارب الفستان يعجبك… شوفته وتخيلتك بيه

ارسلت له

– كفاية انه منك… تسلميلي حبيب عيوني الفستان أكثر من رائع

دخلت نهى إليها وهي تطلق صفيرا :

– واو عليكي ياعروسة.. والله يابنتي انا خايفة على حضرة الضابط الليلة

رفعت نظرها إليها :

– حلوة بجد يانهى يعني هعجبه… أوقفتها نهى وهي تتحدث بسعادة :

– إنت جميلة من غير حاجة ياقلبي… تخيلي بقى بعد الزينة الجميلة دي… نظرت لفستانها وأردفت مبتسمة:

– والله أنا قولت العيلة دي مفهاش غير حضرة الضابط… ايه الفستان الجميل دا

امـ.ـسكت فستانها بيديها

– عارفة ان ذوقه حلو… من صغري وكل حاجة جميلة ليّا بتكون بتاعته… ضمتها نهى لأحضانها تحدثت متمنية لها السعادة

– ربنا يخليكو لبعض ياحبيبتي ويسعدكوا يارب ياغزل… انتي جميلة اوي وجواد كمان حد محترم… ربنا يسعدكم ويرزقكم الذ رية الصالحة

رفعت ذقنها ونظرت لداخل عيناها

– غزل انتِ عارفة غلاوتك عندي أد إيه.. حبيبتي جواد بيحبك اوي، حافظي على حبك وبلاش تهورك اللي دايما موديكي في داهية…

– صهيب عايز يدخلك هتصل بيه هو تحت

أمات برأسها بدون حديث :

بعد قليل دخل صهيب وهو يبتسم لها… اتجه ووقف أمامها وهو يتحدث بسعادة وروحه الحلوة:

– أميرتي الحلوة كبرت وبقت أحلى عروسة.. ضـم وجـهها لراحتيها مقـبل جبينها

ربي يسعدك حبيبة قلبي.. رفع ذقنها ونظر لعيناها الدامعه:

– ليه الدموع دي بس كدا تبوظي مكياجك وبعدين فيه عروسة بتعيط يوم فرحها ثم اكمل حديثه

– اوعي تفكري انك وحيدة ابدا.. انتِ اختي يا بت.. وأحلى شقـية للعيلة… صعبان عليا حياتي هتكون فارغة بعد كدا… هتكون هادية وأنا مش متعود على كدا

ابتسمت له وتحدثت بهدوء:

– ربنا يخليكوا ليا يارب… أنا بحبكم اوي ربنا يديمكم نعمة في حياتي… اتجه للنافذة ونظر للإضاءة التي سطعت بالمكان لقرب نزول العروس وحضور المعازيم وضع يديه بجيب بنطاله وتحدث

– كان نفسي تتجوزي واحد غير وحش الداخلية علشان اعرف امص دمه واخليه يلف حوالين نفسه… بس عند دا ما اقدرش افتح بؤي دا… حلفلي يابنتي إنه يحبسني لو قر بت منك.. قاطعهم دخول سيف بعد طرقاته على الباب

– ممكن ادخل لأحلى عروسة… عروستي أنا

ضحكت نهى عليه.. وأردفت :

– والله كنت طيب ياسيف… كان نفسى تقضي معنا الليلة، بس ياحرام شكلك هتقضيه في السجن ونجبلك عيش وحلاوة .. اتجه لغزل

– ولا يهمني المهم الغزالة تضحك.. امـسكت غزل يديه وتحدثت بفخر:

– دا سيفو يابنتي محدش يقدر يقربله… ضحك صهيب بسخرية :

– هتفضل طول عمرها هبلة ومتهورة النهاردة فرحها وجاية تتغزل في سيفو.. والله أنا خايف إنها هي اللي تبات في التخشيبة.. ضحك الجميع عليه

دخلت مليكة وحازم الذي أتى لينزل بالعروس … اقترب منها وهو يردد

بسم الله ماشاء الله ربنا يحفظك ويسعدك ياحبيبتي.. ثم قبلها على جبينها

واتجه بها للأسفل

كان ينتظرها فارسها المغوار بالأسفل وهو يقف بطلته الجذابة للقلوب قبل العيون…

رعـشة قوية ضربت جسده عندما وجدها تنزل بطلتها لها سحر خاص حتى جعلته يراقب كل انش بها… حاول تمالك أعصابه والسيـطرة على نفسه عندما ارتفعت وتيرة أنفاسه كانها كانت تخطو على قلبه

اقترب منه حازم وهو يقربها له… ثم نظر له وأردف :

– طبعا انت مش عايز وصية عليها ياجواد لانك الواصي الاكبر على قلبك.. ودي قلبك وحياتك… كان ينظر لها فقط… لا يسمع ولا يرى غيرها… يقسم أن قلبه سيخرج من صـدره… أسبلت أهدابها متحاشية النظر إليه كي لا تتقابل بعـيناه وتلقي نفسها بأحضانه التي كادت تموت شوقا له

اقترب منها رافعا طرحة زفافها من على وجهها… مُقـبّلا جبينها

شعرت برعشة قوية جعلت جسدها يترنح واحست ان ساقيها فقدت القدرة على حملها عندما لامـست شفتيه الساخنة جبـينها

رفعت نظرها له وليتها لم تنظر له

وجدت نظراته لها نظرة عاشق مجنون.. تحجرت عيناها بالدموع من هول اللحظة وشعور بالسعادة يتملكها… انتفض قلبه متاثرا بدموعها التي نزلت على قلبه تكويه

رفع ذقنها باصبعه وخرج أسمها بين شفـتيه بنبرة مثــيرة خافتة

– “غزل” حبيبي مبروك ياجنتي في الدنيا

كانت كلماته رائعة مثيرة جعلتها تحبس انفاسها ودقات قلبها في الإرتفاع

وضعت يديها في يـديه

شـعر كلا منهما بلمـسات كهربائية تسري في جـسدهما كأنهم لأول مرة تتلامس ايديهما… تحرك بها للخارج

دقت الطبول وارتفع صوت الأغاني بأغاني العروس المشهورة “طلي بالابيض”

تحرك بها وسط الحضور للمباركة ثم

اتجه بها لمكانهما المخصص وهو ينظر بجميع الإتجاهات خوفا عليها.. فاليوم اعدائه كُتر ولا يعلم من أين سيأتون له؟

اتجهت العائلة لأخذ الصور التذكارية… ثم وقف وبسط يـديه متجها بها للرقصتهم حتى ينهي الحفل سريعا… بعدما اخبره زاهر… باقتحام منزله بالقاهرة

سـحبها للمكان المخصص… وضع يـديه يحاوط خصـرها… واضعة يـديها تحاوط عنـقه…

ازدادت وتيرة انفاسهما

ماذا يحدث هل هذا العشق الروحي المتكامل؟

هل هذا هو الشعور بالكمال الذي خصه الله بأن الانثى تخلق من ضلع الرجل؟

هل هذا الاكتمال النفسي والروحي قبل الجـسدي؟

هنا اقتربت القلوب للتلاحم معزوفة بنبضات العشاق

إقترب أكثر وأكثر ناسيا الزمن والمكان

ناظرا لعيناه مردفا

“لو تعلمين كم أتمنى أن تغلق حياتنا كجـسدا واحدا… وقلبا واحد لأرويكي من لذات عشقي أيتها الصغيرة”

ثم أكمل وعيـناه مازالت تقابل عينها ملـتفا بخـصرها حول يديه ثم أشار على قلبه

حركتي قلبي الذي كان كالجبل حتى أصبح قديسا للحب لكي وحدك .. وأصبح قلبي يقسم أن لا يوجد نبض به لغيركِ ..

وضعت رأ سها على في حضنه على نبـض قلبه

– كفاية ياجواد حرام عليك.. لو سمحت اسكت أنا اصلا مش قادرة اقف… حاوطها بقوة مقربها اليها

– هتخافي تقعي وإنت في حضـني ياقلبي

رفعت نظـرها له :

– انا وقعت من زمان أوي حبيبي… بس انت لسة واخد بالك… وضع وجه في حجابها المخصص لعرسها

– حبيبك حمـار سامحيه.. إنه ضيع الوقت دا كله وهو بعيد عنك…

خرج من حضنها ونظر لعيناها بشوق جارف… وأردف بهدوء “بحبك”

❈-❈-❈

هذا يكفي على قلبي المسكين حبيبي… فلقد حطـمت سيطـرتي على نفسي… وضعت رأسها في حنايا عنقه تستنشق رائحته كالمدمن لتريح قلبها المسكين في حضرته

بعد فترة ليس بالقليلة انتهى العزف الموسيقي للزفاف

اتجه لحازم ومليكة وتحدث بخفوت:

– خدو غزل طلعوها أوضتها… وأنا عشر دقايق وأحصلكم

امـسكه حازم من ذراعيه

رايح فين ياجواد.. وسايب عروستك… ربت على كتـفه وتحدث مطمئنا:

– متخافش ياحازم هشوف زاهر وهرجع…

وبعدين أشوف الفيلا المتزينة للعروسين

قالها بخبث وتحرك… أنا هرجع أبات هنا وهسافر الصبح مش النهاردة

أماء بر اسه وتحرك متجها لغزل

– اطلعي مع حازم.. هسلم على باسم وهطلعلك تمام ياقلبي

أمأت برأسها دون حديث

بعد فترة توجه لغرفته في بيته الجديد

ذهب الى غرفتهما… طرق الباب وتوجه للداخل.. وقفت مليكة عندما رأته… نظـر لملاكه الذي مازال يرتدي فستان العرس

أقـترب منها مبتسما… خجلت من نظـراته مما أضفى عليها حمرة الخجل… وقف أمامها مباشرة… تركتهم مليكة وخرجت بعدما تحدثت إلى أخيها

– ألف مبروك ياحبيبي بالرفاء والبنين… أماء برأ سه دون حديث.. كل نظراته لجنيته التي جعلته غير قادر على الكلام

هل حقا ما به من هول شعـوره إتجاهها..

ام أنه لا يشـعر بما يدور حوله سوى عيناها المهلكة لكيانه

حاول إخراج صوته فكأنه طفلا يتعلم الحروف… عندما شعر. بهروب مخارجها… اخيرا بعد نظرات العشق والغرام بينهما

نظـرات جعلتهم كفراشة خفيفة الظل ومبدعة الألوان تنتقل بهدوء بين الازهار

أقترب مقبلا رأسها كأنها يحفر لحظته هذه في أعماق ذكرياته

حمـحم حتى يخرج صوته

– ألف مبروك ياحبيبة جود… ربنا يباركلي فيكي ويجعلك قرة عين لي… ويجعلك ام أولادي ياروح قلبي

فركت يديها ولا تعلم لم تشعر كأن الأرض تميد بها ولا تقو على الوقوف

رفع ذقنها ونظر لجمال عينها الساحرة

وتحدث بهدوء

– لو سألوني عايز إيه تاني من الدنيا هقولهم… أنا اكتفيت من الدنيا بيكي

يعني الدنيا بيكي وكفى… مش مصدق ان بنتي بقت مراتي وحياتي

اقتـرب وهـمـس لها… من فرحتي خايف على نفسي..

غزل أنا بعشقك مش مجرد كلمة بتتقال بين حبيبين… ابدا دي نبض بين قلوبنا ولو أطول أمد في عمرك من عمري هعملها علشان دايما أشوفك ضحكتك منورة حياتك

وضعت رأسها في أحـضانه

-وأنا مش عايزة غيرك من الدنيا دي… رفعت ر أسها ونظـرت إليه… وبدعي ربنا ما اموتش بعيد عن حـضنك… ملـس على وجـهها بظـهر يديه وأردف بحب

– كان نفسي أعملك فرح العالم كله يتغنى بيه… بس خايف عليكي… لو عليا مش هتفرق معايا… عايزك دايما سعيدة ياغزل

أوعديني حبيبي دايما أشوف السعادة على وشك… رفعت نفسها إليه وقبـلته مستمتعة بقبلته الذي تولاها بدلا عنها

فصل قبلته وانفاسه الحارة تضرب بشرتها البيضاء… وضع جبـينه فوق جبـينها

– حبيبي مبقتش قادر.. اتحملت مافيه الكفاية… أغمضت عـيناها

مـستمــتعة بكلماته وانفاسه الحارة

رفع ذقنها ونظر لداخل عيناها

– تعالي علشان نصلي ونبدأ حياتنا بالعبادة والتقرب الى الله

أمأت برأسها دون حديث

قامت بفك حجابها بهدوء مع ارتعاشة يديها وجسدها الذي أوضح له خوفها

ضمها من الخلف بهدوء وهمـس بجانب أذنها… حاولي تهدي أنسي أي حاجة افتكري حاجة واحدة بس إنك هتكوني في

حـضني على طول بعد كدا… أغمضت عيناها وهي تبتسم لمجرد الفكرة… تحرك سريعا إلى المرحاض لكي يقوم بتغير ملابسه… أخيرا اتجهت للفراش وجلست عليه بعدما فقدت الحركة تماما بعدما لامست شفتيه عنقها

حاولت خلع فستانها ولكنها غير قادرة… لأنه يُعقد بالخلف بعدة عقدات متساوية تحت بعضهما… انتظرته حتى يخرج من المرحاض الذي غاب فيه لأكثر من عشرة دقائق… خرج أخيرا وهو يرتدى ملابس بيتيه مريحة

اقترب إليها عندما وجدها لم تستطيع خلع فستانها… اتت لتتحدث ولكنه ادار ظـهرها له وقام بفك العقد… وتحرك لغرفة الملابس

غيري واتوضي علشان نصلي… حملت فستانها وإتجهت لداخل المرحاض… بعدما كشف معظم ظهرها أمام عـينيه… ولكنه استدار سريعا ودخل غرفة الملابس وهو يحمد ربه على ضبط النفس

بعد فترة انتها من صلاتهما

جلس بجـوارها وبدأ يحدثها عن مواضيع كثيرة حتى تنسى خوفها… وقف بعدما اتم اكثر، من نصف ساعة في الحديث معها

بسط يديه إليها… وقفت بجانبه ممسكة بيديه… نظر. لخوفها

– إحنا هنام بس ياحبيبي ممكن ماتفكريش، في حاجة غير إنك هتنامي في حضني كعادتك… وقف أمامها وقام بخلع اسدالها بهدوء… كانت ترتدي قميصا أبيض شـفاف اللون يصل مافوق الركبة…اختارته بعناية ليكون مميز لهذه الليلة يظهر مفاتنها بسخاء… رغم انها ارتدت قميـصا أمامه قبل ذلك ولكنه ليس بهذا العُري.. فهذا يخص مايعرف بليلة العمر… كان يظهر بشرتها بل جسدها بالكامل أمامه.. لأول مرة يراها بهذا الشكل… حاول بلع ريقيه.. أطبق جفنيه وصدره يعلو ويهبط بأنفاس تتثاقل شيئا فشيئا لما رآه من جمال طفلته التي سلبت انفاسه بالكامل …رفع ذقنها ونظر لداخل عيناها…لمـس خديها بحب وتحدث:

– لو قولتلك أنا مش مصدق إنك أخيرا بين إيدي الليلة…وانك مراتي مع إننا متجوزين بقالنا فترة كبيرة بس الليلة دي احساسي فيها غير أقتربت منه بعدما وجدت نظراته الحانية قبل العاشقة لها

حاوطت خـصره بيديها

– كان اقصى طموحي إنك تحـس بيا وتحبني بس عمري مافكرت اننا نتجوز…عايزة بس اكون قريبة منك مكنتش أعرف يعني إيه حلال وحرام…المهم اكون جنـبك وبس..

حمـلها بدون حديث وضمها لصدره…وضعت رأسها على نـبضه واغمضت عيناها عندما إستمعت لدقاته العازفة بعشقها وحدها وضعت يـديها تلمـس صدره و نظـرت له وهو مازل يقف ويـظر لداخل عيناها…أمال ملتقطا ثغرها بقبلاته الساخنة ليتذوق شهدها المسكر… تحرك وهو يهمس لها بكلمات عشقه التي أذابها بين يديه… وصل للفراش وضعها بهدوء كأنها أغلى الجواهر لديه… ولما لا وهي الجوهر المكنون لقلبه

❈-❈-❈

تمـدد عليه باسط يديه لتنام في احـضانه كعادتها.. فركت يـديها ونظرت في أنحاء الغرفه تبحث عن مأزرها فهي تشعر بأنها عارية تماما أمامه

جـذب يـديها بهدوء واردف محاولا السيطرة على نفسه قدر الأمكان

– نامي ياحبيبة جود… عايز ارتاح وانتِ في حـضني… عايز الليلة مختلفة عن ليالينا علشان الصبح تكتبي في مذكراتك إنها الأجمل والأسمى لقلبك… جلست بهدوء

وهي ترتعش ولم تستطيع النظـر اليه

– جود هنام كدا بالقميص دا… مليكة قالتلي لازم ألبسه… اغمض عيناه لانه تمنى أن تزيله لانه يلمـس بشرتها الناعمة… فكما قالت قبل سابق… يغير حتى من ملابـسها

بعدما وجدت سكوته… نزلت بجـسدها و نامت في أحـضانه أولته ظـهرها وهي ترتعش…

وضع يديه يلتمس بشر تها الحر يرية برقة… أثا رته نعومة بشرتها اقـترب منها حتى لم يفصل بينهما انش واحد

– أهدي مش أنا جود حبيبك.. ظل يرد عليها كلماته العاشقة ثم

وضع وجهه في عنـقها يستنشق رائـحتها ليملي بها رئـتيه برائحة جــسدها العطرة

تحدث وانفاسه الساخنة تلفح عنقها من الخلف

– بحبك بجنون ولو خيروني بينك وبين العالم كله هتخلى عن العالم لمجرد نـظرة من عيـونك ياروح قلبي… بدأت نبـضات قلبها في الإرتفاع… اذابها بكلماته ولم يرحم قلبها الضعيف… واكمل بهدوء

مملـسا على شعرها بحنان…. استكانت أخيرا واستدارت له.. وتقابلت العيون

نـظر لعيناها وتحدثت العيون- ارحمي قلبي الضعيف مولاتي فأنا حبيبك الذي يتمنى قربك… أما نظـراتها فكانت تتحدث

– حبيبي أنا ملكك لك وحدك فهيا اسقيني من غمرات عشـقك لكي تروي قلبي المسكـين… أقـترب منها..كعازف منفرد على أوتار قلبها وبدأ يعلمها كيف تكتب قصة عشقهما التي تتكون من قـبلاته وهمـساته ولمساته ونظراته العاشقة الخاصة بها وحدها ودقات قلبه التي تنبض باسمها لتكون شريان حياته، … ظل يقبـها كغريق يشكر منقذه.. .. اخيرا انزلق الخوف عن قلبها قبل جـسدها وتركت له ساحة معر كة العشق ليكون المسيطر الأول… بكتابة ألحانه بمعزوفة أنفاسها

– “جواد “أردفت بها بهمـس قاتل لقلبه… مما جعله غير مسيطر على حاله… . ظلا لفترة ليس بالقليلة وهما كطائران بلابل يغردان في سماء صافية وينشدون بأجمل الاصوات ملحـمة العشق المتمرد …. ظلا يغوصان بمنتهى الاستمتاع الذي في القلوب.. حتى أخيرا تلاحمت القلوب واصبحت الاجـساد كجـسدا واحدا…

اخيرا شعر بكيانه وكينونته في حضرة طفلته الصغيرة… التى مهما يرتوي لم يشبع ولكن حالتها التي كانت عليها جعلته رحيما بها… قـبل رأسها ووضعها على صدره وهو يشعر بكم السعادة التي سيطرت على جوارحه… أغمض عيناه حامدا الله على رحمته به وجمال اللقاء رغم العـقبات إلا إنه تحدى حتى وصل لمرسى الأمان… قام بضمها لقلبه وهو يكاد يحطم ضـلوعها بأحـضانه :

مبروك ياقلبي آسف يازوزو .. حاولت امسك نفسي بس مقدرتش حبك جـنني وبقيت ضعيف جدا…لمـست وجهه وتحدثت بصوتا متعب

أنا بحبك أوي ياجواد لا مش بحبك أنا بموت فيك. ومفيش حاجة ياحبيبي…أنا كويسة.. نفسي أسعدك اوي…نفسي أفضل جوا حضنك وما اخرجش منه..

نظـ.رت لعيناه الغارقة بها واردفت ماجعلته غارما حد النخاع

-بحبك بجنون ومش عايزة غير انك تدفني جوا قلبك

ابتسم لها عندما شعر بتضخم قلبه في صـدره من حبها اللامتناهي لها واردف وهو ينـظر لها بعشقا

– انتِ جوايا ومقفول عليكي بأقفال العالم كله حتى انتي نفسك متقدريش تخرجي..رفع رأسها بعض الشي نظر لحالتها التي عليها أجزم إنها كانت داخل معر كة قلوب شرسة..وضع يـديه على شـفتيها المتورمة بعض الشئ..نامي ومش عايز أسمع أي حاجة منك خالص دلوقتي…دا لو خايفة على نفسك، أنا

بحاول أكون رزين معاكي لاقصى حد…

لـكمته بصـدره واردفت بحرج

– كدا ورزين..أمال لو مجنون هتعمل ايه…ر فع نصفها إليها حتى اصبحت بمقابلته

هعمل كتير صدقيني.انتِ جاية لواحد جعان من سنين وحطيتي قدامه اكلة حلوة هتقوليله كل نصها بس…لامس علامات عنقها التى زينها بها واكمل

لا هتكليها كلها ومش هتقومي غير لما تشبعي..لمـس وجـهها بانفه مما جعلها تغمض عيـناها

– أنا جعان اوي ولسة مشبعتش فاهمة كلامي أحسنلك تختفي من قدامي دلوقتي

اغمضت عيناها مـستمـتعة بحالته…مماجعلها ترضى بغرور الأ نثي بداخلها وانه عاشقها حتى الثمالة..وضعت يديها على خديه

انا غزالة الجواد

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية تمرد عاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق