رواية بنات الحارة الفصل السادس والثلاثون 36 – بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة – الفصل السادس والثلاثون

الفصل 36

الفصل 36

بنات الحاره 4cats

بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili

📜 المقدمة:

في زمنٍ لا يعرف الرحمة، تُولد الحكايات من رحم الألم، وتتشابك الخيوط بين الحق والباطل، بين من يظن نفسه المنتصر، ومن يؤمن أن عدالة السماء لا تتأخر وإن تأخرت.

هنا، كل كلمة سر، وكل خطوة قد تغيّر المصير.

✍️ كلام نسرين :

الفصل ده من أكتر الفصول اللي حسّيت وأنا بكتبه إن القلم كان بيجري لوحده، كأن الأحداث كانت واقفة على الباب مستنية تتكتب. فيه وجع، وفيه مواجهات هتخلّي القلوب تدق أسرع. وأنا مؤمنة إن أقوى انتقام هو إنك تكمّل طريقك وأنت رافع راسك، واللي بيظلم، بيزرع لنفسه شوك هييجي يوم ويجرحه.

**الفصل 36**

الدكتور خرج من أوضة العمليات ووشه باين عليه القلق، عصام قام واقف في لحظة.

عصام : مراتي عاملة إيه يا دكتور؟

الدكتور : للأسف، حنان دخلت في غيبوبة بسبب النزيف الحاد، إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه، بس محتاجة تفضل تحت الملاحظة الدقيقة.

عصام حس بدقات قلبه بتسرع، وكأنه الدنيا كلها ضاقت عليه.

عصام : والعيال؟

الدكتور : التوأم بنت وولد، الحمد لله طلعوا بخير، بس موجودين في الحضانة لحد ما يتأكدوا إنهم مستقرين.

عصام مسك دموعه بالعافية، إيده ترجف وهو بيحاول يستوعب الصدمة.

عصام فضل واقف في مكانه ومش عارف يعمل إيه، ليلة الجحيم بالنسبة له.

إتصل بأبوه.

الحاج اليزيدي : أيوه يا بني.

عصام : حنان ولدت ولد وبنت، بس هما في الحضانة وهي في غيبوبة. عارف كل ده بسبب فتنة بعثت لها فيديوهات أختها.

الحاج اليزيدي : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أعمل إيه في أم معمولة بمية عفاريت، طول عمرها قلبها أسود.

نسرين بلعجيلي

عصام : أنا مش عارف أعمل إيه، حنان مالهاش ذنب، وكمان أسماء اللي حصل لها ما يرضيش ربنا.

الحاج اليزيدي : بس يرضي فتنة. الفاس وقعت في الراس، وإحنا مش في وقت نقول ياريت اللي جرى ما كان. أنا قدام القسم مع المحامي، أمك لازم تطلع وإلا هتضيع علينا كل حاجة.

عصام : مش للدرجة دي.

الحاج اليزيدي : يبقى ما تعرفش أمك صح.

عصام قفل المكالمة وهو حاسس قلبه بيخبط في صدره، دماغه مش قادرة تستوعب حجم الكارثة. بص لنفسه في مراية المستشفى، شاف وش واحد منهار، نصه غضب، ونصه وجع. فجأة، تليفونه رن تاني. كان رقم غريب.

رد وهو بيقول : أيوه؟

صوت مبحوح على الطرف التاني : يا عصام، دي أنا فتنة امك .

إتجمد مكانه، عرق بارد نزل من جبينه.

عصام : إنتِ بتكلميني منين؟ مش كنتِ في الحبس؟

فتنة : أنا في القسم، المحامي مع أبوك، بس إسمعني، ما تخليش حد يقلبك عليّا، أنا عملت اللي عملته علشان أحمينا.

عصام : تحمينا؟! ده إنتِ خرّبتِ بيوت ودمّرتِ ناس بريئة. حنان بين الحياة والموت، والتوأم في الحضانة.

فتنة : إسمعني كويس، لو أنا خرجت، أقدر أخلي حنان تاخذ أولادها وتطلع من المستشفى، وأقدر أخلي أسماء تتنازل عن المحضر، لكن لو فضلت هنا، محدش هيقدر يعمل حاجة طلعني من هنا

لو مطلعتنيش مش هتعرف غضبي هيعمل فيكم ايه .

عصام حس إنه في دوامة، كل خطوة هياخذها هتدوس على قلبه.

صوت الدكتور جه من آخر الممر : قريب المريضة حنان؟ لازم تمضي على أوراق ضرورية حالًا.

بص عصام حواليه، حس إنه الدنيا بتلف بيه، قدامه طريقين، وكل طريق في نهايته كارثة أكبر من التانية.

في شقة أسماء وأسامة…

أسماء كانت قاعدة مرتبكة، أسامة فتح الصينية اللي البنات كانوا محضرينها لهم.

أسامة : تعالي كُلي علشان تاخذي العلاج بتاعك.

أسماء : ماليش نفس.

أسامة : إسمعيني كويس، إنتِ دلوقتي محتاجة كل طاقتك علشان ترجعي حقك. كُلي وقومي خذي شاور، وبعدين خذي علاجك ونامي، علشان بكرة ورانا يوم طويل عندنا مشوار .

أسماء : مشوار فين؟

أسامة : إفرحي، قَبَضوا على فتنة، وبكرة لازم تروحي تدلي بأقوالك.

أسماء وقفت بفرحة، حتى لو جسمها كله متكسر وبيوجعها.

أسماء : إنت بتتكلم بجد؟

أسامة : آه والله، يلا تعالي كُلي.

أسماء قربت على السفرة وابتدت تاكل بشراهة، وأسامة بيبص عليها.

أسامة بينه وبين نفسه: على الله، حكايتك إنتِ كمان طلعتِ لي منين؟ كنت في تار واحد بقيت في اتنين.

يارب تقدرني وأجيب حقك.

بعد ما خلصوا الأكل، أسامة قام يجمع الأطباق ويحطها على الحوض، وهو بيبص من بعيد على أسماء اللي قعدت على الكرسي  تتنفس بعمق، كإنها بتحاول تستوعب إن فتنة أخيرًا هتقف قدام القانون.

أسامة : خلاص بقى اللي فات مات، إحنا دلوقتي قدامنا خطوة كبيرة، ودي فرصتنا.

أسماء : (بصوت واطي) نفسي أشوفها وهي بتتحاكم، نفسي تحس باللي أنا حسيته.

أسامة : هتحسي، وهتشوفي، وكل كلمة قلتيها هتتكتب في المحضر وتتحول لقضية، وربنا هيجيبلك حقك.

أسماء : (دموعها بتنزل) عمري ما كنت أتخيل إني في يوم هاقف وأقول اللي حصل قدام الناس.

أسامة : وعلشان كده أنا موجود، مش هسيبك لوحدك.

أسماء مسحت دموعها، وبصت له بابتسامة ضعيفة.

أسماء : ربنا يستر طريقك زي ما سترتني.

أسامة : (بحزم) ربنا يسترنا كلنا، ويستر الحق.

في اللحظة دي، دق جرس الباب. أسامة قام بسرعة وفتح، لقى الحاج عثمان واقف، ومعاه كيس فيه أكل وفواكه.

الحاج عثمان : جيت أطمن على بنتي.

أسماء : (بابتسامة ممتنة) ربنا يخليك يا حاج.

الحاج عثمان : بكرة يا بنتي، إحنا وراكي، أنا، والشباب، وكل الحارة.

أسامة : إتفضل إشرب معانا شاي.

الحاج عثمان : قبل الشاي، عايز أقولكم إن فيه كاميرات سجلت قبل الفرح، وفعلاً شافوا الاتنين مش من الحارة، وفحصوا الكاميرات.

أسامة (بفرحة) : يعني بكرة ممكن أسماء تشوف الفيديوهات وتتعرف عليهم؟

الحاج عثمان : أيوه.

أسامة : ياما أنت كريم يا رب، يبقى كده اتحلت، فتنة إتقبض عليها وفي تسجيل من الكاميرات، وهيتم القبض عليهم، وبكده خيوط القضية اتجمعت.

أسماء : الحمد لله يا رب.

الحاج عثمان : ما تفرحوش أوي، الناس دي إيديها واصلة، ماتعرفوش ممكن يعملوا إيه.

أسامة كان عايز يقفل الموضوع علشان أسماء ما تحسش بخوف.

أسامة : ربنا كبير، والحق مافيش حد يوقف قدامه، ربنا إسمه العادل.

الحاج عثمان : ونعم بالله. فين الشاي يا أسامة؟

أسامة : حاضر.

دخل أسامة المطبخ.

الحاج عثمان : إطمني يا بنتي، حقك حيرجع.

أسماء : يا رب.

Nisrine Bellaajili

تاني يوم، الصبح بدري، كان الجو بارد شوية، وأسامة واقف تحت البيت مستني أسماء.

أسماء نازلة لابسة عباية سودة وطرحة، ملامحها فيها قوة وإصرار، رغم إن جسدها لسه تعبان.

أسامة بابتسامة مشجعة : يلا يا أسماء، يوم جديد وربنا هيكرمنا.

ركبوا العربية، والهدوء سيطر على الطريق، لكن جوا أسماء كان فيه عاصفة مشاعر، خوف، قلق، وإحساس بالراحة إنها أخيراً هتحط أول حجر في طريق حقها.

وصلوا القسم، ودخلوا على الظابط المسؤول.

الظابط رحّب بيهم وقال : إحنا شُفنا الفيديوهات من الكاميرات، وفيه أوصاف واضحة للمتهمين، وده هيسهل علينا الوصول ليهم.

أسماء بصوت ثابت : أنا مستعدة أشوفهم وأتعرف عليهم.

عرض الظابط الفيديو على شاشة كبيرة، أسماء شدّت نفسها، قلبها كان بيدق بسرعة، وعينيها مركزة على الشاشة. وفي لحظة، شهقت : هو ده وده اللي كان معاه.

الظابط كتب ملاحظاته وقال : تمام، كده عندنا شهادة متطابقة مع الدليل المصوَّر، والموضوع هيتحوَّل للنيابة فوراً.

أسامة لمس كتفها بلطف : شُفتِ؟ ربنا مش بيسيب حق حد.

أسماء بابتسامة باكية : الحمد لله يمكن دي أول مرة أحس إن الدنيا لسه فيها عدل.

في قسم الشرطة، بعد ما أسماء خلصت أقوالها، أسامة كان واقف جنبها، ماسك الملف. وفجأة، الباب اتفتح بعنف، ودخل الحاج اليزيدي بهيبته وصوته العالي، وراجلين واقفين وراه.

الحاج اليزيدي : أنا عايز أكلم الظابط المسؤول فوراً.

الظابط : خير يا حاج؟

الحاج اليزيدي وهو بيحاول يحافظ على ابتسامته : البنت دي، إحنا أهل وعايزين نحل الموضوع ودي، وأنا مستعد أديكم أي مبلغ يخليكم تتنازلوا عن القضية.

أسماء وقفت، عينيها فيها غضب : إنتَ آخر واحد في الدنيا يجي يكلمني عن الود.

أسامة بخطوة ثابتة : سيبك من أسماء يا حاج، القضية دي مش للبيع.

الحاج اليزيدي وهو بيبص له بحدة : وانت إيه حكايتك؟ مين إنت أصلاً علشان تتكلم معايا بالشكل ده؟

أسامة بهدوء متعمد : أنا أسامة ابن… فؤاد صبري.

اللحظة وقفت، والحاج اليزيدي إتسمر في مكانه، عينه اتسعت فجأة وكأن الكلمة ضربته في قلبه. رجع خطوة لورا، صوته بقى أهدى بس فيه ارتباك : إنت … إنت بتقول إيه؟

أسامة : سمعت كويس. يمكن ما تتذكرش، بس أبويا كان ليه معاك حساب قديم، وحان وقت تسديده.

الظابط قطع الصمت : يا حاج، لو سمحت، مافيش تفاوض هنا. القانون هياخذ مجراه.

الحاج اليزيدي حاول يلم نفسه، لكن ملامحه فضلت متوترة، وطلع من المكتب وهو بيبص لأسامة بنظرة فيها ألف سؤال.

أسماء وهي خارجة مع أسامة : هو ليه اتخض كده لما عرف إسم أبوك؟

أسامة بابتسامة غامضة : الحكاية طويلة، وهتيجي  قريب و الحق يبان

بعد ما خرج الحاج اليزيدي من القسم، وقف عند عربيته، فتح الباب، لكن إيده اتجمدت على المقبض.

المشهد اللي حصل جوه القسم كان شغال في دماغه زي شريط : “أنا أسامة إبن فؤاد صبري”…

الإسم ده كان عامل زي الطعنة، قلب عليه ذكريات قديمة ما كانش حابب يفتكرها.

ركب العربية وقال للسواق.

الحاج اليزيدي : هات لي عم صابر فوراً، دلوقتي مش بكرة.

بعد ساعة، كانوا قاعدين في أوضة مكتب صغيرة في مخزن تابع لليزيدي.

الحاج اليزيدي : عم صابر، أنا عايزك تدور لي على كل حاجة عن واحد إسمه أسامة، وأسامة ده إبن واحد إسمه فؤاد صبري، فهمت؟

عم صابر : فؤاد صبري؟ الإسم مش غريب، بس أفتكر إنه كان…

الحاج اليزيدي بحدة : ماليش في أفكارك، أنا عايز معلومات مؤكدة، مين كان، فين عاش، كان بيشتغل إيه، والولد ده طالع منين. وعايز كل حاجة في أسرع وقت.

عم صابر : أوامرك يا حاج.

بعد ما خرج عم صابر، الحاج اليزيدي فضل قاعد لوحده، ماسك مسبحته، ووشه مليان قلق.

الموضوع ما بقاش بس قضية أسماء، الموضوع بقى مواجهة مع ماضيه، والماضي ده دايمًا بيجي بأسوأ صورة.

في نفس الوقت، أسامة كان راجع مع أسماء الشقة، وعقله مشغول :

الخطوة الجاية لازم تكون أذكى، هو دلوقتي عارف أنا مين وهيدور، يبقى لازم أسبق بخطوة.

عم صابر رجع تاني يوم بدري، ووشه مش عارف يخبيه. دخل على الحاج اليزيدي وهو بيشرب القهوة.

عم صابر : يا حاج، أنا جبت المعلومات.

الحاج اليزيدي رفع عينه : قول.

عم صابر : فؤاد صبري، كان محامي معروف من أكتر من 20 سنة، وكان داخل في قضايا كبيرة ضد رجال أعمال، ومنهم حضرتك.

الحاج اليزيدي وقف مكانه، الكوباية وقعت من إيده واتكسرت على الأرض.

عم صابر كمل : القضية اللي كان ماسكها وقتها كانت بخصوص أرض كبيرة على أطراف القاهرة، واللي فاز بالقضية وقتها حضرتك. بعدها بفترة قصيرة، فؤاد صبري مات في حادث غامض، والناس قالت إنها قضاء وقدر، لكن فيه ناس تانية بتقول إنه اتقتل.

الحاج اليزيدي بحدة : أسكت، مش عايز أسمع.

وقف قدام الشباك، وعينيه ضايعة : يعني الواد ده….. إبن فؤاد صبري؟

عم صابر : أيوه يا حاج، وهو أكيد مش ناسي.

في اللحظة دي، الحاج اليزيدي حس بخطر جديد، القضية ما بقتش بس أسماء ولا فتنة، اللي جاي حرب تانية مع إبن الراجل اللي مات وهو عارف إنه كان بريء.

نسرين بلعجيلي

في كافيه هادي برّه الحارة، صفاء قاعدة على الترابيزة، بتعدل في شعرها وهي مستنية. ريان دخل بخطوات واثقة، لابس قميص أبيض وبنطلون غامق، وابتسامة شبه مخططة على وشه.

ريان : إزيك يا قمر؟

صفاء بابتسامة خجولة : الحمد لله، إتأخرت ليه؟

ريان : زحمة الطريق، وبعدين كنت خارج من اجتماع مهم، مشروع العمر يا صفاء.

صفاء باهتمام : مشروع العمر؟

ريان : أيوه، شغل مضمون، مكسبه مش أقل من 4 أضعاف رأس المال في سنة، بس محتاج سيولة دلوقتي. أنا عندي كل حاجة جاهزة، المعدات، الخطة، حتى العقود، بس ناقصني المبلغ.

صفاء : طب وهتعمل إيه؟

ريان : أنا بافكر آخذ سلفة من البنك، وعندي واحد صاحبي جوه البنك، مش أي حد، ده بيشتغل في الإدارة، هيقدر يقدّم لي الطلب على إنه urgent، وكمان يجيب إمضاء المدير بنفسه.

صفاء : إمضاء المدير؟

ريان : أيوه، وعلشان الطلب يمشي من غير تعطيل، هنحط في الملف ضمانات كثير، عربية، شقة، حتى عقود الشغل اللي عندي، كل ده هيخلي المدير يوافق فورًا. المهم إننا نلحق نقدم الأسبوع ده قبل ما يغيروا السياسات.

صفاء، وعينيها بتلمع : يعني لو السلفة إتاخدت هترجع المبلغ بسرعة؟

ريان بابتسامة واثقة : إنتِ مش عارفاني ولا إيه؟ ده أنا قبل ما الفلوس تنزل الحساب، أكون وقعت العقد، وبعت المنتج، وضمنت المكسب، إنتِ هتشوفي بعينك. صدقيني يا صفاء، دي فرصة مش بتتكرر.

صفاء تهز راسها : طب… وأنا أقدر أساعد إزاي؟

ريان : إنتِ لو قدمتِ على السلفة باسمك، وصاحبي في البنك هيظبط الورق، وهنحط الضمانات اللي قلتلك عليها والمكسب هنقسمه بالنص، وكلمة شرف مني قبل أي ورق.

صفاء، بعد لحظة تردد، ابتسمت : أنا واثقة فيك يا ريان.

ريان، بابتسامة انتصار خفية : وأنا عمري ما هخذلك.

صفاء : بس عندي شرط ……..

الظلم زائل مهما طال، والحق باقٍ مهما غاب.

اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.. اللهم أكفناهم بما شئت، واجعل كيدهم في نحورهم، ومكرهم عليهم مدمرًا، وأرنا فيهم قدرتك، إنك أنت القوي الجبّار.

يا ترا ايه شرط صفاء؟؟؟

يتبع …..

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية بنات الحارة) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق