رواية بنات الحارة – الفصل السابع والثلاثون
الفصل 37
بنات الحاره 4cats
بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili
الفصل 37
✨ المقدمة
في كل حارة بتتخبّى أسرار وبتتوارى جروح ورا جدران البيوت، لكن مهما طال الزمن، الحق بيطلع، والستر لو اتهزّ بيهزّ معاه أرواح ناس بريئة.
✍️ كلام نسرين….
كل مرة كنت أكتب، كنت أحس إن البنات اللي حوالينا مش مجرد شخصيات، هما صدى لكل بنت عاشت خوف، أو وقعت في ظلم، أو اتكسر قلبها على غفلة. الفصل ده بالنسبة لي مش مجرد أحداث، هو صرخة علشان نقول : “الستر مش رفاهية، ده حياة.”
في بيت أسماء وأسامة….
البنات متجمعين حوالين الطرابيزة، الشاي معمول، لكن الجو مش هادي، الكل شايف التعب في وش زينب.
أسماء بصت لها بحزن وقالت..
أسماء : سامحيني يا زينب، عارفه إنك رجعتِ عند صفية غصب عنك. كان نفسي تقعدي هنا معانا، بس الشقة ضاقت بينا.
زينب دمعت وهي بتقول بصوت مخنوق.
زينب : ما تلوميش نفسك يا أسماء، أنا متعودة على القسوة. بس الوجع مش في الضرب ولا في الإهانة، الوجع إني كل مرة أرجع تاني عندها كأني ماعنديش مكان في الدنيا غير بيتها.
نورهان حاولت تهدي.
نورهان : إحنا معاكِ يا زينب، حتى لو رجعتِ عندها، قلبنا معاكِ وبيتك هنا مش هناك.
رحاب دخلت كلامها بسرعة.
رحاب : طيب كويس الكلام ده، بس عايزة أعرف حاجة، إنتِ يا أسماء إيه طبيعة علاقتك مع أسامة؟ يعني إنتِ متجوزاه بجد ولا مجرد ورق؟
أسماء وشها احمر من الخجل.
أسماء : إحنا كتبنا كتاب وكل حاجة رسمي قدام الناس، بس هو محترم، قال كل واحد في أوضته.
رحاب بهمس فيه سخرية.
رحاب : يعني متجوزاه وعايشه معاه، وبتقوليلي كل واحد في أوضته؟! تصدقي ما بلعهاش.
زينب إتنرفزت وقامت واقفة.
زينب : بجد يا رحاب كفاية، إنتِ مالكش أي حق تسألي الأسئلة دي. أسامة وقف معاها لما كانت لوحدها، واللي عمله مش قليل.
رحاب رفعت صوتها.
رحاب : أنا باسأل عشان خايفة عليها، مش أكتر. إنتِ دايمًا واخدة الموضوع كأن الناس بتغير منكم.
أسماء ماقدرتش تمسك دموعها.
أسماء : أنا مش ناقصة، كل اللي محتاجاه حد يواسيني، مش يفتح عليا كلام ويحاسبني. كفاية اللي أنا فيه.
نورهان وقفت بسرعة وحطت إيدها على كتف أسماء.
نورهان : خلاص يا بنات، إحنا مش محتاجين مشاكل بيننا. العالم كله واقف ضدنا، ماينفعش نكون ضد بعض.
الجو سكت شوية، وزينب مسحت دموعها وقالت بصوت حاسم.
زينب : إحنا مهما حصل هنفضل إخوات، حتى لو رجعت عند صفية، حتى لو اتفرقنا، هيفضل قلبنا واحد.
نسرين بلعجيلي
رحاب قربت من أسماء وهي شايفة وشها مرهق ودموعها واقفة في عينيها.
رحاب : بصي يا أسماء، أنا شايفة إن أسامة راجل كويس، وقف معاكِ وقت ما الكل كان ضدك. ليه ماتحاوليش تكسبينه في صفك؟ يمكن لو خليتِ الجوازة دي بجدية أكتر، تلاقي سند حقيقي.
أسماء بصتلها بحدة، صوتها مهزوز لكنها مصممة.
أسماء : جواز حقيقي؟ إزاي يا رحاب؟ إزاي وأنا كل ما أبص في المراية بحس إني وسخة؟ بحس إني مش نظيفة بعد اللي عملوه فيا، بعد ما داسوا على كرامتي. باكره جسمي ومش قادرة ألمسه حتى، إزاي هسلمه لراجل؟ حتى لو كان أسامة.
نورهان حطت إيدها على إيد أسماء وهي متأثرة.
نورهان : يا أسماء محدش يقدر يلومك.
أسامه كان دخل الشقه من غير ما البنات يحسوا.
أسامة وقف متسمر، قلبه بيتقبض مع كل كلمة سمعها. قرب بخطوات بطيئة، والبنات واقفين مش عارفين يتصرفوا.
أسامة (بصوت هادي ومختنق) : أسماء، أنا آسف إني سمعت من غير ما يكون قصدي، بس لازم تعرفي إنك مش لوحدك، وإن اللي حصل مش بينقص منك حاجة.
أسماء رفعت عينيها وهي مكسورة، ودموعها مغرقه خدودها.
أسماء : إزاي مش بينقصني يا أسامة؟ إزاي؟ أنا جسمي إتنجّس، وكرامتي اتدفنت، إزاي أقدر أبص في وشك من غير ما تحس بالقرف مني؟!
أسامة هز راسه بقوة، صوته عِلي وهو بيحاول يقاوم دموعه.
أسامة : قرف إيه يا أسماء؟ إنتِ أنظف من أي واحدة في الدنيا، الذنب مش ذنبك، الجريمة عليهم هما. أنا عمري ما هشوفك وحشة، بالعكس، إنتِ أشرف وأطهر من أي حد، علشان لسه واقفة وبتحاربي.
البنات إتأثروا بكلامه، نورهان غطت وشها بإيدها، وصفاء دموعها نزلت من غير ما تحس.
أسماء وقعت على الأرض وهي بتبكي بحرقة.
أسماء : أنا تعبت، مش قادرة أعيش وأنا حاسة إني مجرد لعبة اتكسرت.
أسامة نزل على ركبته قدامها، مسك إيدها بحنية وخوف.
أسامة : لو إنتِ لعبة، فأنا عمري كله هقضيه أصلحك، وأرجّعلك ثقتك في نفسك. أنا ما اتجوزتكيش علشان شكلك أو جسدك، أنا اخترتك علشان قلبك، علشان روحك، علشان صدقك.
أسماء بصت له وهي مش مصدقة.
أسماء : يعني مش هتبعد عني بعد اللي عرفته؟
أسامة شد إيدها على صدره.
أسامة : لو بعدت عنك يبقى أنا اللي وحش، مش إنتِ. وأنا عمري ما هسيبك، يا أسماء.
اسماء مابقتش عارفه تفرح ولا تحزن ولا تعمل ايه
البنات بصوا لبعض، وكل واحدة فيهم حسّت إن اللحظة دي مش بس عن أسماء، دي كانت عن كل بنت اتظلمت واتكسرت، ولقت في كلمة صدق أمل جديد.
Nisrine Bellaajili
في غرفة الزيارة بالسجن، فتنة قاعدة ووشها باهت وتبان عليها العصبية، أول ما شافت الحاج اليزيدي اتنهدت وقالت.
فتنة : قُلتلك يا حاج متسيبنيش هنا، أنا مش متعودة على الذل ده. الناس هنا عينيهم مفترسة.
الحاج اليزيدي (بحدة وهو يزفر) : أسكتي يا ولية، اللي عملتيه خرب الدنيا. عصام مراته في غيبوبة والتوأم في الحضّانة، والشرطة ماسكة فينا من كل اتجاه.
فتنة (برعب) : وانت جاي دلوقتي تعمل فيها بريء؟ هو إنت نسيت إن كل حاجة حصلت كانت بأمرك؟
الحاج اليزيدي (يقرب منها ويبص في عينيها) : أنا ما أمرتش إنك تجري ورا أسامة، الولد ده خطر علينا، ماعرفتش إن دمه سخن كده، قلب القضية كلها ضدنا.
فتنة (تتجمد مكانها) : “أسامة؟ هو إيه اللي دخّله في الموضوع وبعدين مش ده المحامي بتاع نواره الله يرحمها و اللي جاي مع المحروصه ربنا يحرقها واخلص منها ؟
الحاج اليزيدي : هو اللي ورا أسماء، وهو اللي طلع يسندها في القسم، والكارثة إنه قال اسمه قدام الناس: أسامة بن فلان. لولا المحامي غيّر الموضوع كنت اتفضحت.”
لا وكمان اتجوز البت
فتنة (عنيها توسعت والدم جمد في عروقها) : إستنى، أسامة ده؟ مش هو اللي أبوه مات زمان واتقال إن حادث؟
الحاج اليزيدي (يتوتر ويشد على عصاه) : بالظبط، وأنا خايف يكون عارف الحقيقة.
فتنة بصتله بذهول، وبعدين ضحكت بس ضحكة عصبية.
فتنة : هههه، كنت فاكراه الحاج عثمان هو اللي ماسك الفيديوهات وبيهددنا، طلعت الغلطة في حساباتي. طلع العيل ده اللي بيقلب الطرابيزة علينا.
الحاج اليزيدي (ضرب الطاولة بقبضة إيده) : وده اللي لازم نخلص منه قبل ما يفتح بقه أكتر. أسامة لو كمل كده، مش هيبقى فينا حد واقف.
فتنة تبلع ريقها، ولأول مرة الخوف الحقيقي يبان في وشها.
فتنة (بصوت واطي) : عارف يا حاج إيه اللي مجنني؟ إني متأكدة إن الحاج عثمان عنده فيديو واضح فيه وانت بتخلّص على أبو أسامة.
الحاج اليزيدي وشه اتغير، الخطوط العميقة في جبينه زادت، وصوته ارتجف لأول مرة.
الحاج اليزيدي : إنتِ بتقولي إيه يا مرة؟ هو مين اللي قالك الكلام ده؟
فتنة (بثقة) : بطة ما بتغلطش. الملامح في الفيديو مش بتكذب، هي قالت وشك باين وانت ضارب الراجل. ودي مصيبة يا حاج لو أسامة وصلت له النسخة أو لو عثمان قرر يفضحك، انتهينا.
و قولتلك الكلام بس انت عملت نفسك مش فاهم وقولتلك بطه شافت الفيديو و هو هددها
الحاج اليزيدي يحاول يسيطر على أعصابه، يضرب بإيده على الطاولة.
الحاج اليزيدي : الفيديو ده طول عمره شوكة في ضهري، وكنت فاكر إني خلصت منه، يطلع مستخبي الدليل ده اللي يوديني حبل المشنقه ؟
فتنة (تميل لقدامه وتهمس) : الحل الوحيد تخلص من أسامة قبل ما يربط الأحداث ببعض. الولد ده لو فتح بقه هيهدمها فوق دماغك ودماغي.”
وكمان خلص على عثمان
الحاج اليزيدي سكت لحظة، وبعدين رفع راسه وعينيه كلها حقد.
الحاج اليزيدي : يبقى لازم أبدأ بيه، أسامة هو الخطر دلوقتي، ولو وقع، كل حاجة هتتقفل.
فتنة ابتسم إبتسامة شيطانية، كأنها بتشعل فتيل الحرب بنفسها.
فتنه : وتخلص على عثمان كمان، ولا أقولك أسماء و أسامه و عثمان في ليله وحده.
في أوضة هاجر ومحمد بعد ما خلصت الدخلة، كان الجو هادي إلا من صوت أنفاسهم المتقطعة. محمد كان قاعد على طرف السرير، بيبص لها بحنية ممزوجة باستغراب.
محمد : إيه يا هاجر، إنتِ طول الوقت كنتِ مرعوبة كده ليه؟ أنا حاسس إنك مش معايا، كنتِ خايفة مني؟
هاجر وهي دموعها نازلة من غير ما تحس.
هاجر : لا يا محمد، والله ما كنت خايفة منك، أنا كنت مرعوبة من الكلام، من الستات اللي كل حياتهم بيقعدوا يتكلموا على الليلة دي. كل كلمة كانوا يقولوهالي وهما بيضحكوا في وشي كانت بتذبحني من جوه. حسيت إنهم مستنيني أقع، مستنيين أي غلطة.
محمد : (قرب منها ومسح دموعها) يا بنتي هو إحنا اتجوزنا علشان نرضي الناس ولا علشان نبني حياتنا؟ أنا عمري ما حسبتها ليلة وأخلص، أنا حسبتها عمر كامل معاك.
هاجر : أنا كنت حاسة إني داخلة امتحان، ولو فشلت مش هيبقى ليا وش أعيش، بس دلوقتي حاسة براحة، إنك جنبي، ومش فارق معاك الكلام ولا نظرة حد.
محمد بابتسامة وهو يمسك إيدها.
محمد : أهم حاجة إنك تبطلي تسمعي للناس. اللي بيني وبينك مالهمش فيه كلمة. أنا وعدتك إني أكون سندك، والليلة دي مش نهاية خوفك، دي بداية أمانك معايا.
هاجر (بتتنهد وبتبتسم رغم دموعها) : ربنا يخليك ليا يا محمد، كنت محتاجة أسمع الكلام ده.
محمد : وإن شاء الله كل الأيام الجاية هتسمعيه، دي مش ليلة خوف يا هاجر، دي ليلة حبنا.
هاجر (تدمع) : عشان كده أنا بدعيلك دلوقتي.
وترفع إيديها للسماء وهي متمسكة بيه وتقول :
اللهم اجعل بيني وبين زوجي مودة ورحمة، واهدِ قلوبنا لبعضنا، واصرف عنا شر الناس وكلامهم، واجعل حياتنا ستر وأمان، وبارك لنا في أيامنا القادمة.
محمد (يبتسم ويمسح دموعها) : آمين يا هاجر. وربنا يكتب لنا الخير كله سوا.
وتحضنه وهي لأول مرة تحس إن الخوف بدأ يتلاشى وإن في صدره أمان حقيقي.
في محل موبايلات في منطقة شعبية
جوز الخدامة (مدمن شرب و مزاج) داخل محل صغير ومعاه الموبايل : بقولك إيه يا معلم، خد ده، موبايل نظيف، محتاج فلوس كاش دلوقتي.
صاحب المحل يشغّل الموبايل عشان يتأكد : “تمام، أهو شغال، بس في قفل.
جوز الخدامة : القفل كسرهولي مره واحد صاحبي، كل حاجه مفتوحه.
صاحب المحل إبتدي يفتش في الصور والفيديوهات علشان يقيم سعره. فجأة يلاقي فيديوهات أسماء، لحظات الاعتداء اللي صورتها فتنة.
صاحب المحل يفتح عينيه بصدمة : “استر يا رب، إيه ده؟
جوز الخدامة : مالك؟
صاحب المحل (بابتسامة مريبة) : “لا ولا حاجة، الموبايل ده فيه شغل جامد، هيتباع بفلوس تقيلة.
جوز الخدامة : يعني كام؟
صاحب المحل : أنا هديك كام مية دلوقتي. والباقي لما أخلص بيع الحاجة اللي جواه.
جوز الخدامة (فرحان) : ماشي، هات الفلوس أنا مش ناقص.
صاحب المحل بعد ما أخد الموبايل، إبتدأ ينسخ الفيديوهات.
بالليل….
صاحب المحل بعد ما فتح الموبايل ونسخ الفيديوهات، قاعد يدخّن سيجارة ويفكر : الحاجات دي تسوى ذهب، لو اتباعت للناس اللي بترفع على المواقع ايباحيه هتجيبلي آلاف.
إتصل بواحد من معارفه (سمسار بيبيع فيديوهات فضايح) : أيوه يا عم، لقيتلك شغل نظيف، بنت صغيىع من الحارة، والملفات كاملة. تدفع كام؟
السمسار : ابعثها دلوقتي على الميل، وأنا هرفعها لك فورًا على المواقع الكبيرة. الفلوس توصلك خلال يومين.
صاحب المحل بعث الفيديوهات..
نسرين بلعجيلي
تاني يوم، واحد من شباب الحارة بيفتح مواقع إباحية بالصدفة، يلاقي الفيديوهات منشورة بعنوان :
“فضيحة بنات من حارة ”
الصدمة خليته يصرخ : يا نهار أسود، دي أسماء بنت الحارة.
في نفس اللحظة، الفيديوهات بدأت تتسرب من موقع للتاني، وتنتشر بسرعة جنونية، واللينكات توصل لشباب من الحارة.
النتيجة : الحارة كلها إبتدت تغلي، البنات إنهاروا، وأسامة بقى في سباق مع الزمن عشان يحذف الفيديوهات ويوقف المهزلة.
قبل ما أسماء تعرف.
مكتب أسامة الصبح…
أسامة قاعد على المكتب، جاله إيميل غريب بعنوان :
فضيحة بنت من الحارة، شاهد قبل الحذف.
فتح الإيميل، أول ما شاف الفيديو وقع القلم من إيده : يا نهار أبيض، أسماء.
إيده بدأت ترجف، عينه دمعت من الصدمة، وقف بسرعة وراح ضرب المكتب بإيده : القذرين نشروا الفيديو. لازم أوقف ده قبل ما يوصل لحد من الحارة.
على طول إتصل بصاحبه اللي بيشتغل في قسم الجرائم الإلكترونية : أحمد، فيه فيديو إتسرب على مواقع إباحية لازم يتشال فورًا. البنت دي في خطر، دي ضحية مش مجرمة دي مراتي .
أحمد : إبعثلي اللينك بسرعة، هنقدم بلاغ رسمي ونحجبه من المواقع.
أسامة : أنا جاي حالًا ومعايا اللاب توب.
على بليل
البنات
زينب و نورهان قاعدين بيحاولوا يداروا موبايل رحاب اللي وشها قلب أبيض وهي ماسكة الموبايل مش قادرة تنطق.
رحاب (بصوت مخنوق) : يا بنات مصيبة. الفيديوهات بتاعت أسماء إتسربت على النت.
زينب خطفت الموبايل من إيدها : إيه؟!! إنتِ بتهزري؟
نورهان : يا نهار أسود، ده موقع وسخ من بتوع بره.
أسماء دخلت عليهم فجأة، وشها فيه ابتسامة صغيرة : إيه اللي بيحصل؟ بتخبوا إيه؟
البنات اتجمدوا، رحاب حاولت تقفل الموبايل بسرعة، بس أسماء شافت الشاشة. قربت منها وهي مرعوبة، خطفت الموبايل وشافت الفيديو وقع من إيدها : آآآه.. لااا.. مش معقول.
أسماء بتصرخ وهي واقعة على الأرض، دموعها مغرقة وشها : أنا خلاص، أنا اتفضحت يا بنات.
زينب مسكتها من كتفها : إهدي يا أختي، مش هتضيعي، مش وإحنا معاكِ.
رحاب قاعدة تبكي معاها : حرام، الناس دي وحوش، إزاي يعملوا كده؟
وفجأة الباب خبط جامد، أسامة داخل بسرعة، وشه متغير : أنا عارف اللي حصل.
البنات بصوا لبعض بخوف.
أسامة اتجه ناحية أسماء، قعد جنبها وحط إيده على كتفها : إسمعيني كويس، اللي عملوا كده هيتحاسبوا. أنا دلوقتي هاخذك القسم، وهخلي الظابط يشوف الكارثة دي. قسما بالله مش هسيبهم، لا فتنة ولا اليزيدي ولا أي حد.
أسماء رفعت وشها وهي مرعوبة : بس الفيديو.. الناس كلها شافته.
أسامة بحدة : مين قال؟ فيه قانون، فيه حق، وأنا مش هسيبك. إنتِ تحت جناحي دلوقتي.
البنات اتجمعوا حواليها، نورهان قالت وهي بتشهق : يلا يا أسامة خذها قبل ما المصيبة تكبر.
أسامة شال الموبايل من إيد رحاب، مسك إيد أسماء بقوة : يلا بينا دلوقتي حالاً على القسم.
“الستر غطاءٌ من عند الله، إذا انكشف ضاع معه الأمان.”
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم اجعل كيد الماكرين في نحورهم، وردّهم خائبين مخذولين، واكتب لبناتنا وأخواتنا سترًا وعزًّا ونصرةً يا أرحم الراحمين…..
يتبع
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية بنات الحارة) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.