رواية الحب كما ينبغي – الفصل الرابع والخمسون
الفصل الرابع والخمسون
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل الرابع والخامسون:
تدور جهاد حول نفسها داخل غرفتها وهي تضرب بكف يدها على صدرها برفق وخفة، تحاول التفكير وإيجاد حل لتلك المشكلة التي وقعت بها من صور وأحاديث متداولة عنها لا صحة لها:
-يا مصيبتي، يا مصيبتي، أعمل إيـه…أعمل إيـه بس….يارب أقف معايا وخليك جمبي يارب…أنا مكنتش رايحة أحب فيه ده أنا كنت رايحة عشان إحسان….
هنا وكأنها كانت تتناسى أن إحسان هي السبب فيما توصلت إليه الأمور.
فلولا كذبها وتصويرها مع عـادل ما كان سيحدث معها كل هذا وتصبح كالعلكة في فم الأخرين.
كزت على أسنانها وفارقت مكانها منطلقة نحو الخارج بحثًا عنها والإنفجار في وجهها.
وقع بصرها عليها تفتح باب المرحاض وتخرج منه، مما جعلها تبدل خطواتها من التحرك صوب الغرفة لنحوها وصوب دورة المياة.
انتبهت إحسان إلى وجهها الثائر والذي كان لا يبشر بالخير على الإطلاق، تسألها ببراءة لا تليق بها وبأفعالها:
-في إيـه يا جهاد مالك.
-مالي!! ليكي عين تسألي، أنتِ السبب ورا كل اللي بيحصل معايا ده، أعمل فيكِ إيـه أسلمك لأبوكي دلوقتي وأقولـه على اللي عملتيه وأنفد أنا بجلدي.
مسكت بها جهاد من ذراعيها أثناء حديثها معها، تغرز من أظافرها داخل لحمها.
تأوهت الأخرى ونفضت يدها بعيدًا عنها وهي تردد بضيق وحنق:
-آه حاسبي يا جهاد دراعي، براحة عليا هو أنا حملك…وبعدين وضحي كلامك وقولي في إيـه أنا مش فاهمة منك حاجة.
ومن بين أسنانها أجابتها جهاد محافظة على نبرة صوتها خافضة كي لا تصل إلى شكري النائم داخل غرفته وبابها مغلق عليه:
-فيه أن أختك حد صورها وهي قاعدة مع عـادل تحل مصيبتك…ومش بس كدة دول بيتكلموا عليا وبيخوضوا في شرفي ومش سايبين حاجة مش قايلنها عليا ونازلين مقارنات بيني وبين سـارة، شوفتي آخر القرف اللي عملتيه إيـه؟؟ الكلام ده لو وصل لأبوكي أنا اللي هشرب الطين ومش هيصدقني ولا هيصدق أن فعلًا مفيش حاجة بيني وبين اللي اسمه عادل ده.
بعد كل تلك الكلمات التي تحمل العتاب والخوف مما ينتظرها وتجهله….لم تبالي أو تفكر إحسان إلا بنفسها.
ابتلعت ريقها وسألتها تتأكد منها بعيون قد ملئتها الدموع:
-طب وهو بابا لو وصله الكلام أو عرف هتعرفيه موضوعي وأنك روحتي قابلتيه عشاني وعشان يمسح الفيديو اللي نزل ومينزلش حاجة تاني، ولا هتخبي عليه وتستري على أختك ومتفضحنيش عنه، أنتِ عارفة أنه ممكن يقتلني فيها….
وبكل تلقائية وبدون ذرة تفكير ردت جهاد عليها:
-ولما أنتِ عارفة اللي فيها عملتي كدة ليه ها؟؟ عمومًا لو أنتِ مخوفتيش على نفسك أنا هخاف عليها، أوعى تعيطي أنتِ سامعة؟…ميغركيش الكلمتين اللي هلفط بيهم أنا مستحيل أعمل كدة فيكي و اسلمك لـ بابا…أهم حاجة عندي أنك تكون اتعلمتي وتركزي في مذاكرتك وبس……سبيني بقى دلوقتي أحاول أفكر في حل أو كلام أقولـه لـ أبوكي لو وصله الكلام أو الصور… يارب استرها معايا، يلا ادخلي ذاكريلك كلمتين ينفعوكي.
استجابت إحسان لحديثها و ولجت غرفتها وأغلقت الباب خلفها ولكنها لم تفتح كتابًا أو تذاكر شيء.
بل كانت منشغلة كليًا في شيء آخر تفكر بـه وخطر على جالها.
ترغب كثيرًا في تتفيذه ولكن هناك جزء بداخلها يحثها على عدم الإقدام وفعل شيء كهذا.
لكن طال التفكير وتذكرت أفعال وحديث جهاد مسبقًا معها وكيف منعتها من تحقيق حلمها وطلبت من عـادل أن يقوم بحذف الفيديوهات كما سلبتها هاتفها العزيز..
يعتريها رغبة بالانتقام منها خاصة أنها قد عرفت بأنها والدها لن يعرف شيء عما فعلته.
وبالنهاية حتى لو فعلت وأخبرت والدها أين الدليل؟؟؟
لا يتواجد دليل بحوزتها يثبت صحة أقاويلها لذا….
عرفت بسمة خبيثة طريقها إلى وجهها، وسارعت بالنهوض من مكانها وترك الغرفة وهي تتلفت حولها بهدوء وتتسلل إلى غرفة والدها النائم.
مغلقة للباب بحرص وحذر كما فعلت وهي تفتحه و تلج للداخل.
دنت من الفراش وهي تنادي عليه كي يستيقظ:
-بابا… بابا…
لم يستيقظ واستمر في نومه يصدر شخيرًا عاليًا أثناء نومته.
تأففت بزهق ورفعت من نبرة صوتها تكرر ندائها عليه:
-بابا… يا بابا قوم شوف المصيبة… يا بابا قوم ألحق….
تلك المرة نجحت في إيقاظه وفتح عيونه منتبهًا لكلماتها التي تنم وتخبره عن وقوع مصيبة ما فوق رؤسههم.
-في إيـه يا بنت الكلب أنتِ على الصبح في إيـه انطقي.
-فين موبايلك افتحه أوريلك وتشوف بعينك اللي حاصل.
آتى شكري بهاتفه وعلى الفور قام بفتحه ومنحه لها، وعلى وجه السرعة جاءت بالمنشورات التي كانت تتواجد بها شقيقتها وتفعل معها ما لا يفعله عدو في عدوه.
وضعت الهاتف أمام عيونه قائلة:
-بص يا بابا حد مصور جهاد وهي قاعدة مع واحد وكله بيكلم عليهم و………
لم تتابع وتوقفت بفضل انتفاضه جسده ونهوضه عن الفراش وهي ينادي بأعلى صوت وبطريقة تفزع أي شخص:
-جهـــــــــــاد… أنتِ يا بنت *****
غادر الغرفة تاركًا إحسان خلفه تبتسم بسمة تطلق شر ولؤم وشماتة فيما ينتظر جهاد الآن هامسة بينها وبين نفسها:
-تستاهلي اللي هيجرالك وهيعمله فيكي…اشربي بقى ألف هنا وشفا على قلبك.
على الجانب الآخر، داهم صوت والدها تفكيرها الطويل وخلوتها بنفسها.
وبدون أن تدرك معرفته بشيء إلا أن صوته كان له الفضل في انتفاضه جسدها وارتجاف أطرافها خوفًا من أن يكون قد عرف بشيء أو رأى الصور المنتشرة لها بصحبة رجل غريب عنها لو رآها أي شخص لظن بها السوء….
لكن سرعان ما نفضت خوفها عنها، مؤكدة لحالها أنه من سابع المستحيلات أن يكون رآها وخاصة بتلك السرعة.
تحركت خطوتان دون أن تجيب عليه وقبل أن تخطو أي خطوات أضافية كان الباب يفتح ويطل من خلالـه والدها والذي انعكس على تعابير وجهه الشر وما ينتظرها من هلاك وجحيم لن يخلصها منه أحد.
تلاشت ثقتها بأنه لم يرى شيء وعاد الخوف متمكنًا منها مرة أخرى، مستمعة إلى صوته الذي هز الأركان حولهم من قوتـه، واندفاع جسده نحوها مستقبلة هجومًا لم تتوقعه ولم تقدر على التصدي لـه ساحبًا إياها من خصلاتها لخارج الغرفة.
-ماشية على حل شعرك يا بنت ***** بتخرجيلي مع الرجالة يا شمال يا ***** وبتقعدي معاهم في كوفي شوبات و رحمة أمي وأبويا وكل الغاليين ما هسيبك النهاردة ولا حد هيعرف ينجدك من بين أيديا يا ****
ومن بين صرخاتها التي انطلقت بجميع أرجاء المنزل، قالت تنكر أي تهمة يلصقها بها:
-أنت بتكلم عن إيـه في إيه براحة أنا مش فاهمة.
-مش فاهمة…اه اعملي عبيطة، أنا شايف صورك بعيني، فاكرة نفسك ناصحة وهفضل مختوم على قفايا كتير، ورحمة الغاليين لكون قتلك.
هنا وأدركت حقيقة رؤيته لصورها بالفعل، وأن الإنكار لن يفيدها بشيء وسيكون بلا جدوى، لذا عليها الدفاع عن نفسها، وأخلاقها وشرفها الذي يطعنها بها، مجيبة بصوت مكتوم ومن تحت يداه وقدميه اللذان يضربان بها بعدما اسقطها أرضًا، متجاهلًا محاولات شقيقاتها في دفعه بعيدًا عنها:
-أنت فاهم غلط والله يا بابا الموضوع مش كدة والله ما عملت حاجة ودي كانت أول مرة أشوفه.
لانت قسمات وجه إحسان وظنت بأنها قد تخلف توقعاتها وحديثها معها وتخبره تحت تلك الظروف والضربات التي تتلاقاها دون شفقة أو رحمة وكأنه لا يملك قلبًا… فقط جسدًا دون قلب ينبض ويؤلمه على حاله وما توصل له من أفعال في بنته!!
تابعت جهاد متحججة أمامه بأول وأي شيء حتى ولو كان غير منطقي، عدا أخباره عما فعلت إحسان وأنها السبب الحقيقي والرئيسي والأول في مقابلتها لهذا الرجل:
-مفيش حاجة بيني وبينه والله صدقني، أنا كان بيكلمني في شغل وأنا رفضت وبعدين سبته ومشيت.
عادت البسمة تزين وجه إحسان من جديد وأثناء انشغال شكري فيما يفعله وباقي الفتيات في الدفاع عن شقيقتهم تعالى صوت جرس المنزل معلنًا عن قدوم زائـر.
لم يتحرك أحد لفتح الباب ورغم ذلك أصر الزائر على البقاء والاستمرار في قرع الجرس لحين فتح الباب…
وبعد ثواني قررت إحسان التحرك صوب الباب وفتحه فتحة صغيرة دون إظهار والدها وهو يلقن جهاد ضربًا.
وهنا حلت عليها الصدمـة وجعلتها تُشل وتجمد أطرافها وذلك نظرًا لوجوده أمامها ومجيئه حتى باب منزلها مدهوشة من معرفته للعنوان رغم كذبها وأخباره بعنوان سكن آخر لها.
ما لبث أن ينطق عادل حتى استمع لبعض الأصوات التي تنم وتخبره عما يحدث.
لم يصوب كلمة لـ إحسان ودفع الباب دفعة بسيطة وبتلقائية تحركت من طريقه تفسح لـه مجالًا.
ركض نحو شكري وجهاد الواقعة أرضًا، أبعده بيده عنها هاتفًا بعصبية من عنفه الشديد نحوها:
-إيـه اللي حضرتك بتعمله ده مينفعش الأسلوب ده، في لسان تكلم بيه.
جالت عيون شكري على من أوقفه وأبعده رغمًا عنه وعلى الفور تعرف عليه هو الآخر، فما كان منه سوى لكمه في منتصف وجهه على حين غرة.
نهضت جهاد عن الأرض بمساعدة من روضة وضياء وهي في حالة لا تسر عدو ولا حبيب وحتى دون حجابها وخصلاتها مبعثرة تعكس ما كان يحدث بها.
ابتلعت ريقها وسارعت بالحديث تلحق عادل كي لا يخرب ما قالته وتظهر في صورة الكاذبة أمام والدها.
-أهو..أساله هيقولك أني قابلته في شغل كان بيعرضه عليا وأنا رفض مش كدة يا أستاذ قول حاجة أبوس أيدك.
اشتعلت عيون إحسان وما لبثت أن تنظر تجاه عادل حتى اشتعلت أكثر وأكثر وهي تسمع جوابه وتأكيده لما تفوهت به جهاد:
-أيوة حصل وأنا جاي النهاردة عشان أوضح لحضرتك سوء الفهم في حالة أنك بقى عندك خبر وكمان اجدد عرضي على آنسة جهاد وعلى حضرتك.
وبعدم فهم لما يحدث هتف شكري بانفعال وعصبية مفرطة:
-أنا مش فاهم حاجة منكم!!!!
وبهدوء متخطيًا ما فعله به منذ ثواني:
-طيب ممكن تهدأ الأول ونقعد نتكلم أحنا التلاتة لوحدنا.
_____________________________
-لا جهاد مش كدة والكلام ده كدب، مستحيل تبقى ماشية معاه، وأنا واثق من كلامي ده.. بقولك إيـه يا بن عمي..
ألقى أحمد كلماته على مسامع آسـر المتواجد داخل غرفة الآخر يتحدثان حول ماهية الصور والأخبار المنتشرة عن جهاد.
رد آسـر بهدوء يشوبه مرح في ذات الوقت:
-قول يا بن خالتي.
-متجبش سيرة الموضوع ده قدام صابـر…وأكد على قُصي كمان ميتكلمش فيه ولا يفتحه قدامه، أنا واثق أنه هيشوفه أصل التليفون لازق في أيده تمانية وأربعين ساعة في الأربعة وعشرين ساعة مش بيسيبوا.
فُتح باب الغرفة وطل صابـر الذي استمع إلى حديثهم الأخير الغامض حول جهاد.
وبحاجب معقود ومشاعر متخبطة سألهم بترقب:
-موضوع إيـه ده؟ ومالها جهاد.
ابتلع أحمد ريقه وتبادل النظرات السريعة مع آسـر ثم قال ببسمة عريضة واسعة يمزح معه كي يلطف الأجواء ويبدل الحديث:
-بتسلم عليك، متشيك كدة و رايح على فين بالأناقة دي كلها أوعى تكون رايح تخطب ولا تجوز من ورانا والله ازعل وانكد عليكم نفر نفر.
-أحمــد متستعبطش.. مش عايز استهبال، سألت سؤال وعايز رد متقعدش تلف وتدور عليا.
من جديد نظر نحو آسـر المثبت بصره عليه، وسريعًا أشار أحمد لـه بعيونه كي يثبت على موقفه ولا يخبر صابـر شيء.
قائلًا بمرح مستمر لم يزول بعد:
-بقى أنا بلف وبدور!! ربنا يسامحك يا شيخ، ربنا على الظالم وعلى المفتري..أنا لا لفيت ولا دورت أنا واقف مكاني ولم أتحرك ولن أتزحزح.
شعر صابـر بالضجر والملل من أفعال أحمد والذي يحفظها ويصمها، قائلًا من جديد بتهديد وتحذير:
-أحمد مش هكرر كلامي تاني..انطق وقول في إيـه أحسن لك صدقني.
ابتلع ريقه وقال بتوتر:
-أنت فاكرني هخاف كدة يعني ولا إيـه احترم نفسك واحترم الخمس دقايق اللي بينا يا قليل الأدب والاحترام، عشت وشوفت الأخ الصغير بيهدد الكبير…لا وألف لا…
-أحمـــــــــــــــد، انجــز.
-طب على بلاطة كدة في صور نازلة لجهاد مع الواد الملزق اللي اسمه عـادل ده معرفش تعرفه ولا لا.
____________________________
تجلس معهم بعدما هندمت حالها ولملمت شتات نفسها و وضعت حجابها على رأسها تخفي خصلاتها، تستمع إلى حديثه مع شكري وعرضه وطلبه موافقته كي تعمل جهاد معه.
لاح عدم الفهم على قسمات شكري القاتمة وسأله بأسلوب جاف:
-مش فاهم برضو، أنت عايز إيـه بضبط منها؟؟ عايز تصور معاها يعني؟؟ هو حد كان قالك أنها سيدة الشاشة؟ دي جهاد!! محدش يعرفها والكلام والهري اللي بتقوله ده لمؤاخذة ميدخلش دماغي ولا هيدخل.
تنهد عـادل ثم قال يوضح لـه أكثر:
-حضرتك مش فاهمني برضو، أنا شايف أنها هيبقى ليها مستقبل في الموضوع ده والناس هتحبها، ردود الأفعال على الصور اللي نزلت بتقول كدة، آه في ناس معندهاش دم ولا ضمير وطلعوا اشاعات وقالوا كلام مش صح، بس كمان في ناس كتير شكروا فيها وشايفين فيها قبول، كمان حوارات وشغل السوشيال ميديا بيكسب جامد، وكمان في لايفات واللايفات دي أي حد بيحبك يقدر يعبر عن حبه ليك بالدعم، أنا شايف أن آنسة جهاد هتوصل وهتعدي وهيبقى عندها ناس كتير بتحبها وبتدعمها.
وقبل أن يأتي جواب من شكري آتى من جهاد التي قالت بجمود ودون النظر إليه مستشعرة صدق رغبته في العمل معها وجعلها تخوض تلك التجربة الجديدة كليًا عليها:
-بس أنا مش موافقة ومش عايزة الشغل ده.
حرك شكري رأسه وطالعها بغضب وحنق، قال بغيظ منها وعند معها:
-أنتِ تخرسي خالص ومسمعش حسك، أنا هنا اللي أقرر وأقول آه أو لا….وعندًا فيكي بقى هتشتغلي معاه ما أنا مش هقعد أصرف عليكي وعلى أخواتك طول العُمر وشايل همكم.
طالعته جهاد بأعين على وشك البكاء من حديثه الجاف عديم المشاعر وأمام غريب عنهم!!!
استمع شكري لصوت رنين هاتفه، فسارع بالنهوض والذهاب نحو غرفته..
بعد نهوضه تحدث عـادل يستفسر منها بهدوء:
-ليه مش عايزة تشتغلي معايا!!! أنا عايزك معايا يا جهاد، كلامي مش حل لمشكلة أو موقف وأني أطلعك صادقة قدام والدك، أنا فعلًا عايزك معايا.
ضاقت عين جهاد وأبصرته تسأله دون تردد:
-مين اللي صورنا ونزل الصور!!! مين السبب في المشكلة والمصيبة دي؟؟ وليه أساسًا! ليه حد ممكن يأذي شخص مأذهوش ولا جه جمبه!!!!
اخفض عـادل رأسه وأخبرها بهدوء:
-ســارة اللي ورا الموضوع مفيش غيرها..وهي كمان اللي كانت ورا الصور اللي نزلتلي قبل كدة مع البنات والكلام اللي طلع عني، هي بتحاول تنتقم مني وتنهيني، بس صدقيني أنا مظلوم من كل الكلام والإشاعات اللي طلعت عليا وفي حقي هي حاليًا بتحاربني وعايزة تشوه صورتي وتطلعني راجل خاين، بس أنا مش كدة…..جهاد أنا عايزك معايا، نصور ونشتغل مع بعض، أنا حاسس لا مش حاسس أنا عارف أن الناس هيحبوكي وبكرة هتشوفي وصدقيني الموضوع مربح جدًا وهتكسبي جامد من وراه وهتقدري تستقلي وتصرفي على نفسك ومتحتجيش لحد، أنا مش عايز منك قرار دلوقتي أنا بس عايزك تفكري، خدي وقتك وفكري براحتك أنا مش مستعجل.
_____________________________
يجلس في مقعده داخل سيارته خلف المقود، هاتفه بين يديه، وعيونه لا تتحرك عن شاشة هاتفه، يطيل النظر بصورها المنتشرة لها ويتحدث الكثير عنها سواء كان بالسلب أو الإيجاب.
قلبه يتمزق بل ويحترق.
حانقًا وغاضبًا من أفعالها، مخبرًا ذاته أنها لم تتغير..
هي كما هي لم يحدث تغيرًا.
لاتزال طائشة، متهورة، لا تضع حدود مع الرجال!
والدليل تلك الصور.
ابتسم بسخرية من حالـه وحال قلبه الذي عشقها وكان على وشك أخبارها بأن القلب قد خفق ودق لها.
لايصدق حقًا بأنه انخدع وأوهم نفسه أنها تغيرت.
هل حقًا كان يتوهم أم أنها أجادت التمثيل.
كز على أسنانه واحتكوا ببعضهم البعض بغل وغضب ودفع الهاتف باهمال على المقعد المجاور لـه، وانطلق بالسيارة بسرعة فائقة مسببًا ضجيجًا خلفه مشابهًا للضجيج المقام داخل رأسه وعقله.
________________________
تجلس سـارة رفقة صديقة لها والتي بعد صمت قد طال سألتها بفضول:
-أنتِ اللي ورا الصور اللي نزلت دي يا سارة؟؟
حدقت بها سـارة ثم أجابت عليها بصدق:
-لا مش أنـا.
وبنظرات شك سألتها مجددًا:
-يا سـارة عليا برضو؟
تأففت سـارة ثم قالت مدافعة عن نفسها:
-بقولك مش أنا، آه أنا اللي نزلتله الصور اللي نزلت قبل كدة بس المرة دي الموضوع برة عني، أنا مش فاضية ولا مشغولة بيه للدرجة دي أكيد.
-أومال مين اللي ورا الوش اللي حاصل ده كله!!
__________________________
-عملت إيـه؟؟ وافقت تشتغل معاك؟
نفى عادل حدوث هذا وقال يسرد لصديقه ما رآه وحدث معه اليوم:
-لا موافقتش، روحت لقيت أبوها نازل فيها ضرب، حوشته عنها وقعدت اتكلمت معاه قصادها والراجل إيـه مقولكش طماع و زبالة درجة أولى وأنا واثق أنه هيوافق، وأكيد هيجبرها تشتغل وتصور معايا عشان يكسب من وراها.
ابتسم صديقه وقال بسعادة:
-بقولك إيه في كتير حبوكم مع بعض ولسة لما تصوروا وتنزلوا أكيد هتطلعوا ترند.
هنا وتذكر عادل وقال بسخرية:
-صحيح مش سألتني مين ورا اللي حصل والصور اللي نزلت.
-وقولتلها إيـه؟؟
-لبستها لسارة طبعًا، أكيد مش هروح أقولها أن أنا وأنت ورا اللي حصل…………
««يتبع»»
فاطمة محمد.
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.