رواية الحب كما ينبغي الفصل الثالث والأربعون 43 – بقلم فاطمة محمد

رواية الحب كما ينبغي – الفصل الثالث والأربعون

الفصل الثالث والأربعون

الفصل الثالث والأربعون

تفاعل حلو بقى على الفصل ومتنسوش الڤوت وكومنت برأيكم وتوقعاتكم بعد ما تخلصوا الفصل🫶🏻🫂

___________________

الحب كما ينبغي.

فاطمة محمد.

الفصل الثالث والأربعون:

تجلس جهاد فوق فراشها، تضم قدميها إلى صدرها، تنظر أمامها في اللاشيء.

بشرتها باهتة، فاقدة للشغف والرغبة في الحياة.

لم تذرف دمعة واحدة بعد إنتهاء المحادثة بينهما، تعايش صدمة عاطفية..ونفسية شديدة، تجعل منها جامدة دون أي تعابير قد تخمن من خلالها ما تصارعه وتشعر بـه، لا تقدر حتى على البكاء فقط صمت وسكون غريب بأمره.

صدى كلماته لا يزال يتردد بأذنيها تتذكر كلماته القاسية التي لا تعرف للشفقة أو الرحمة سبيلًا.

كلمات تركت ندبات بقلبها لا تدري متى ستزول، ربما سترافقها دائمًا.

أوصدت جفونها بقوة شديدة تتذكر صدمتها مما نطق بـه لسانه غير مراعي لمشاعرها أو عشقها الكبير نحوه.

حينها صمتت رغمًا عنها بعد أن تاهت الكلمات وضاعت من على طرف لسانها.

لسانها الذي انعقد تمامًا هو الآخر.

وكذلك عقلها قد توقف عن التفكير أو الإستيعاب.

أما عن قلبها فكانت حالته الأصعب من بينهم فقد تم كسره وشرخه بإتقان ونجاح.

بعدما قابل صمتها ولم يحصل على أي رد منها أضاف بقوة يتابع ما توقف عنده، فحديثه اللاذع الكاسر المحطم لفؤادها لم يحين وقت إنتهائه بعد، وتلك ما كانت إلا البداية فقط.

“لازم تفوقي من اللي أنتِ فيه ده قبل فوات الآوان وصدقيني محدش هيشيل الطين غيرك، وكله هيجي فوق دماغك أنتِ، مفيش راجل بيقبل واحدة متساهلة بالشكل ده، الموضوع مش واقف على حبك ليا زي ما بتقولي أنتي زي ما كنتي بتكلميني روحتي وكلمتي أحمد اللي برضو في الأول والآخر راجل وغريب عنك، وكمان قُصي!! إيـه اللي بتعمليه في نفسك ده!!! لا وفي الآخر جاية تقوليلي أنا بعمل كدة عشان بحبك أو على الأقل في شوية إعجاب بس أحب أقولك أن حتى لو في أنا همحيه تمامًا عادي جدًا.

علقت غصة بحلقها ابتلعتها بصعوبة بالغة، ثم عقبت بهدوء لم يتوقعه:

” طلعتني الوحشة الشمال اللي بتعمل كل حاجة حرام وغلط وبتكلم كل واحد شوية!! طب وأنت مبتغلطش خالص مش كدة؟! ”

“أنتِ إيـه البجاحة دي؟؟ فهميني بس وقوليلي جايبة البجاحة دي منين؟؟ لية مش قادرة تفهمي وتشوفي غلطك وتعترفي أنك فعلًا غلط ومينفعش تقعدي تكلمي وتضحكي وتهزري مع ده وده وتقولي إيـه المشكلة ده زي أخويا ولا حتى صاحبي! مفيش منه الكلام ده!! ونصيحة مني يا بنت الناس الراجل منا لما بيحب يجي يتجوز حتى لو كان مقضيها وخاربها برضو بيحب ياخد البنت اللي عارفة تحط حدود في التعامل وعارفة إيـه اللي يصح وإيـه اللي ميصحش، أنتِ عايشة في مجتمع شرقي مش في أوروبا، في دين و عادات وتقاليد لازم تعملي بيهم وده عشانك أنتِ قبل أي حد.”

تماسكت أمامه وأجابت بكلمة واحدة لم يتوقعها:

“خـلصت!!”

نجحت في أثاره استفزازه وجعل الدماء تصعد لرأسه… كما برزت عروق رقبته، متحدث بتشنج وانفعال مفرط بأمره:

“تصدقي أنا غلطان أني بكلمك وبفهم فيكي، الكلام خسارة معاكِ أصلًا ومضيعة للوقت، ومش عارف أنا حارق دمي على إيـه، أنتِ واحدة مبتشوفيش نفسك على غلط، اللي بيجي في دماغك بتعمليه من غير ما تفكري، أول مرة لما قسيت معاكِ في الكلام كنت عايزك تفوقي قولت كلامي هيخليكي تراجعي نفسك، بس طلعت غلطان، اعملي اللي تعمليه يا آنسة جهاد وكلمي اللي تكلميه، وهرجع وأقولك مش هيجي غير على دماغك أنتِ في الآخر، وآه قبل ما أقفل هقولهالك تاني أنا وأنتِ مفيش أي حاجة هتربطنا أو هتجمعنا أحنا مش لبعض بطلي أوهام وأحلام وخرجيني من دماغك……..”

بعد إنتهائه من قول كل ما لديه ونفث عن غضبه منها وربما كان لنفسه نصيب أيضًا من هذا الغضب الذي وصل لذروته، أغلق المكالمة، واضعًا رقمها على قائمة الحظر، منطلقًا بطريقة مرة أخرى وبداخله ثوران صبه في مقود السيارة ضاربًا عليه عدة مرات متتالية بقبضة يده بطريقة عنيفة…..

مر عليها وقت لم تدري أو تشعر بـه كأن الوقت قد توقف عند تلك اللحظة المشؤمة والتي تسببت في هدر كرامتها وكبريائها كأنثى.

ولجت روضة الحجرة وهي تنادي باسمها.

سقط بصرها عليها جالسة على الفراش، هيئتها مريبة بالنسبة لها.

تكاد تقسم بأن من أمامها ليست جهاد، بل فتاة أخرى شاحبة اللون، والشرود يتضح عليها فكيف لا تدرك بأن هناك ما طرأ جعلها تصل لتلك الحالة.

أغلقت الباب خلفها مقتربة منها تسألها بقلق واضح:

-مالك يا جهاد وشك أصفر كدة لية؟؟؟ وبعدين اختفيتي فجأة وفضلت اتصل عليكي عشان أشوفك روحتي فين وأسألك أقفل المطعم ولا لا بس تليفونك مقفول.!!!

قابلت الصمت منها، حتى نظراتها لم تحول عليها بل ظلت كما هي.

نهش القلق والرعب قلب روضة، واقتربت أكثر منها جالسة في مواجهتها رافعة يدها تهزها برفق وحنو تعيدها إلى رشدها و وعيها:

-جهاد أنا بكلمك مبتنطقيش لية؟؟ في إيـه مالك أنتِ عاملة كدة ليه متقلقنيش عليكِ؟؟ طب تعبانة طيب؟؟؟؟ ردي عليا متفضليش ساكتة كدة عشان خاطري.

نجحت روضة في انتشالها من حالة الضياع والحزن، مسلطة بصرها عليها ونظرتها تتحول لأخرى مدهوشة من تواجدها متسائلة بصوت خافض بعد أن ابتلعت غصة مريرة كانت عالقة بحلقها:

-أنتِ جيتي أمتى؟؟

تسلل الخوف أكثر إلى روضة، مجيبة إياها:

-محستيش بيا ولا إيـه.

نفت جهاد برأسها، فأضافت روضة راغبة في الإطمئنان عليها:

-أنتِ كويسة؟

من جديد هزت جهاد رأسها تنفي أنها بخير، قائلة:

-مش كويسة، أنا تعبانـة.. تعبانـة أوي.

رفعت روضة يدها ولمستها واضعة إياها على ذراعيها ترغب بضمها.

لم ترفض جهاد بل استجابت لرغبة روضة، فأكثر ما تحتاج إليه بهذا الوقت هو أن يعانقها ويحتويها أحد.

وما أن أضحت بين ذراعيها وذقنها على كتفها ويد روضة على ظهرها حتى انفجرت بالبكاء فكان لملمس يدها وعناقها تأثيرًا على جهاد، وعبرت عما تشعر بـه من ألم كبير و وجع بالقلب لا تتحمله بتاتًا…..

صاحب بكائها شهقات عالية متقطعة فزعت روضة كثيرًا فما كان بيدها سوى ضمها أكثر محاولة التهوين عليها قدر الإمكان كذلك لسانها كان يردد بعض الكلمات التي لم تسمعها جهاد من الأساس بل كل ما تفكر بـه كان ما فعلته منذ البداية حتى محادثة صابـر معها اليوم……………..

~~~~♡♡♡♡~~~~

-بتعمل إيـه يا يوسف؟

التفت يوسف برأسه تجاه بـرق، مبتسمًا لها بسمة واسعة مشرقة، لم تراها بعد والفضل يعود إلى عيونها التي تتفحص ذلك المريول الذي يرتديه و وقوفه أمام الحوض، يقوم بغسل بعض الأكواب الزجاجية والصحون التي تركتها برق بعد تناولهم للغداء مراكمة إياهم مقررة غسلهم بعد أخذها قسط من النوم والراحة بعد يوم شاق ومرهق بالجامعة وحضور محاضراتها.

ولكن ما فعلته بعد استيقاظها هو المذاكرة بعد إصرار منه على عدم الأهتمام بما يتواجد بالحوض وصب تركيزها وكامل اهتمامها بما خلفها من مذاكرة ومواد ومحاضرات.

عاد يبصر أمامه ويتابع غسل ما يتبقى، يجيبها:

-بغسل الكام كوباية على الكام طبق دول، بقولك إيـه صحيح مجوعتيش، أنا حاسس أني بدأت أجوع تيجي نطلب أكل من برة؟ قوليلي نفسك تأكلي إيـه.

دنت منه برق راغبة في جعله يترك ما يفعله، قائلة بنبرة غلفها الضيق:

-يوسف سيب اللي في أيدك ده وأنا هعملهم لو سمحت.

أبعد يدها التي تدخلت وابتلت بفضل الماء المفتوح، رافضًا ومتحججًا في الوقت ذاته:

-لا مش هسيب حاجة، أنا خلاص يعتبر خلصتهم، ردي بس وقوليلي مجوعتيش؟

هزت رأسها تنفي شعورها بالجوع، وقبل أن يأتي دور لسانها للحديث أعلن هاتف يوسف عن أتصال، فطلب منها بهدوء:

-حبيبي ممكن تجيبي الفون أشوف مين اللي بيتصل.

فارقت المطبخ كي تأتي بالهاتف، تزامنًا مع انتهائه وغلقه للصنبور وتجفيف يده وخلعه للمريول.

غادر المطبخ هو الآخر وما لبث أن يخطو خطوتان حتى وجدها أمامه تمد يدها لـه تخبره بهوية المتصل بعدما رأتها:

-دي طنط وعـد.

لاحت شبه بسمة على وجهه ثم أخذ الهاتف من يدها وأجاب على والدته، متمتم بحب:

-أزيك يا ماما عاملة إيـه يا حبيبتي؟

-لسة فاكر تسألني عاملة إيـه، خلاص نسيت أمك يا يوسف يعني لو أنا مكنتش اتصلت مكنتش هتعبرني مش كدة.

كاد يتحدث ويبرر لها بل ويعتذر أيضًا فلا يهون عليه حزنها رغم كل ما تفعله وفعلته معها، فبالنهاية هي والدته ومن أنجبته، ورغم كل شيء يحبها ويطمح في رضاها.

لكنها سبقته تخبره بهدوء:

-اخرج افتحلي بوابة العمارة أنا واقفة برة، قولت أجي أشوفك.

-إيـه ده بجد، حاضر ثانية واحدة.

أغلق المكالمة متحركًا نحو مكان المفاتيح كي يأخذهم ويفتح لها، مخبرًا بـرق المتابعة لـه والتي فهمت تواجدها بالخارج:

-ماما واقفة برة هخرج افتحلها.

-طيب.

أخذ المفاتيح وفتح باب شقته ثم خرج وفتح لها البوابـة، وعلى الفور استقبلها فاتحًا لها ذراعيه متمتم باشتياق حقيقي وهو يضمها لـه:

-ماما حبيبتي وحشتيني.

بادلته عناقه وهي تربت على ظهره:

-وأنت كمان.

ثم خرجت من أحضانه تخبره وهي تشير نحو سيارة الأجرة التي جاءت بها:

-أنا جبتلك شوية حاجات خدها من العربية وخلينا ندخل الجو برد وأنت مخفف خالص مش متقل ليه؟ كدة تاخد برد!

لم يعقب على حديثها وذهب باتجاه السيارة والتقط الأغراض التي آتت بها لـه.

تقدم نحوها وهو يحثها على الدخول، تقدمته وبات خلفها وقبل أن تهتف بحرف آخر سقطت عيونها على بـرق التي وضعت خمار على رأسها وتقف في انتظارهم على الباب، مبتسمة لها بسمة كبيرة وبعيون تلمع قالت بترحيب وهي تهم بالاقتراب منها وتقبيلها:

-أهلا يا طنط، ده إيـه الزيارة الحلوة دي.

ابتسمت لها وعـد بسمة بسيطة، تبادلها تحيتها تجيبها بهدوء:

-شكرًا، عاملة إيـه؟

افسحت لها بـرق مجالًا كي تلج للداخل وهي تجيبها بعفوية:

-بقيت أحسن لما شوفت حضرتك.

دخلت وعـد ويوسف من خلفها، متمنيًا أن تسير الأمور والليلة على ما يرام وألا ترتكب والدته أي أمر قد يتسبب في حزن معشوقتة و زوجته.

اتجهت تجاه حجرة الصالون وجلست على الأريكة مستمعة لكلمات يوسف وهو يخبرها:

-هدخل الحاجة المطبخ وجاي علطول.

كاد يتحرك لولا بـرق التي مدت يدها نحو الأغراض الذي يحملها قائلة:

-خليك أنا هدخلهم وهعمل لطنط أحلى كوباية عصير برتقال، وأنت اقعد معاها شوية أكيد واحشين بعض بس ربعاية كدة واطلبلنا عشا حلو نتعشا سوا.

استحسن يوسف تلك الفكرة فهذا أفضل من أن يتركهم سويًا بمفردهم.

بعد غياب بـرق، دنا يوسف من والدته وجلس بجوارها والتي سريعًا ما رفعت كفها واحتضنت وجهه تسأله باشتياق جارف:

-عامل إيـه يا حبيبي؟ مبسوط؟ مرتاح؟ بتزعلك ولا بضايقك قولي الحقيقة متخبيش عليا.

احتضن كف يدها طابعًا قبلة بباطنه يخبرها بصوت هادئ خافض في ذات الوقت:

-الحمدلله يا ماما، مبسوط جدًا ومرتاح فوق ما تتخيلي، بـرق إنسانة جميلة و زوجة صالحة، مبتزعلنيش وبتحاول تريحني وتبسطني على قد ما تقدر، ماما هو أنا ينفع أطلب منك حاجة وتعمليها وصدقيني دي هتكون أكتر حاجة بسطاني؟ ممكن؟

ابتسمت لـه وقالت باستسلام خاصة بعد تلك النظرات المرجوة التي تراها بعيونه، بالله لو كانت سترفض فبعد ما تراه لن تقدر على الرفض:

-إيـه هي؟

-متحكميش على بـرق من غير ما تعاشريها، عامليها وحبيها زي ما بتحبيني، اعتبرينا واحد، خليها تحس أنك بتحبيها وأنك زي والدتها الله يرحمها، العلاقة بينكم لو بقت حلوة فـ أنا وقتها مش هبقى عايز أو طمعان في حاجة أكتر من كدة وهبقى مبسوط فوق ما تتصوري مش أنتِ برضو عايزاني مبسوط.

وبدون تفكير كانت تؤكد لـه:

-أكيد، هو أنا ليا مين غيرك يا يوسف؟ أنت ابني الوحيد اللي طلعت بيـه من الدنيا، لو مش هعوزك أنت مبسوط وفرحان هعوزها لمين؟ أنا عارفة أن في حاجات كتير عملتها غلط معاك وأثرت عليك، بس صدقني كنت بعمل كل ده في الأول والآخر ليك ولمصلحتك، كنت عايزة أشوفك أحسن بني آدم على وجه الأرض.

أخفضت رأسها، وتنهدت مطولًا، ثم تابعت:

-صدقني من حبي ليك في حاجات بعملها غصب عني، بعد ما كنت بعملها وبضايقك كنت بندم وبقول مش هكررها تاني بس من خوفي وحبي فيك كنت بغلط نفس الغلط من تاني، مش عايزاك تبقى زعلان مني أو تفتكر أني ممكن أخرب عليك، لو كنت عايزة ده الجوازة دي مكنتش تمت من الأول، ومدام ده اللي أنت عايزه حاضر، أنا هديها فرصة واتنين وهعتبرها زي بنتي وهحاول احتويها وأهو برضو في الآخر هيبقى خير ليك أنت.

~~~~♡♡♡♡~~~~

يقف محمد أمام إسلام مباشرة يسرد عليها ما فعله اليوم من ذهابه إلى الحارة و مقابلة والدها بل والجلوس معه، مقترحًا عليه الإقتراح الأول الذي جاء بذهنه وهو أن يأتي بشباب يعملون بالمطعم بدلًا من الفتيات، ولكنه اعترض، متجنبًا الحديث أمامها عن رغبه شكري في فتح المقهى مخبرًا إياها بأنها فكرته هو أن يفتتحون مقهى ويتشاركون بـه وتجلس الفتيات بالمنزل.

سألته إسلام بترقب وفضول:

-و وافقك ولا اعترض؟

وبثقة زائدة أجابها محمد:

-قالي هيفكر، بس أنا عارف أنـه هيوافق وبكرة تشوفي وتقولي محمد قـال.

-جايب الثقة دي منين بس قولي، احتمال كبير ميوافقش.

-يا ستي وأنا بقولك هيوافق اسمعي مني، وأقولك على حاجة عشان ترتاحي؟ حتى لو موافقش هفضل ازن عليه لحد ما يرضى ويوافق ويقولي يلا يا محمد نفتح الكافية، أنتِ مسمعتيش عن المثل اللي بيقول الزن على الودان أمر من السحر ولا إيـه.

ابتسمت لـه تنفي جهلها بهذا المثل:

-لا إزاي أكيد سمعت بس..

-مفيش بس، تفائلي بالخير، وخلي عندك ثقة في ربنا ثم فيا، أنا موجود في الدنيا دي عشان أخليكي مبسوطة وفرحانة ومرتاحة، ومدام أخواتك لو قعدوا من الشغل هتنبسطي وهيخليكي مش قلقانة عليهم أنا هفضل وراه، وبعدين هما مش أخواتك لوحدك، دول أخواتي أنا كمان، قوليلي نفسك في إيـه دلوقتي؟ ويتحقق حالًا.

سألته مازحة:

-ليه الفانوس السحري.

-لا محمد خليل، جربيني كدة بس، اتمني وهحققلك.

ادعت التفكير ثم قالت تخبره بشغف وكأنها عادت طفلة صغيرة:

-عايزة أنزل أنا وأنت نروح نشتري كام حاجة مش كتير يعني من أي سوبر ماركت كبير.

-بس كدة خشي البسي واجهزي.

قفزت من فرط الفرحة والسعادة راكضة من أمامه كي تتجهز وتستعد مثلما قال ولكنها ما كادت تغيب عن عيونه التي ترصدتها حتى توقفت وعادت لـه من جديد تاركة قبلة على وجنتيه، متسببة في ارتجاف قلبه وارتسام بسمة على شفتيه….

~~~~♡♡♡♡~~~~

طرقات هادئة على الباب انتشلته من حالة الشرود المسيطرة عليه، رغم وجود إحدى الكتب بين يده والذي حاول من خلاله إشغال نفسه وفكره عما حدث اليوم، ولكن وجود الكتاب بين يده كان مثل عدمه فلم ينجح في إشغاله…….

سلط صابـر بصره على الباب ونهض من جلسته على فراشه بعدما ترك الكتاب جانبًا.

فتح الباب فوجد أحمد قبالته.

وعلى الفور وبدون تردد سأله أحمد:

-مختفي ليه ومش قاعد معانا؟ زهر جت مع وسام و…..

أثناء حديثه معه تحرك صابـر واتجه نحو الفراش جالسًا على طرفه ولكن قبل ذهابه وتحركه من أمام أحمد لم يغيب عنه عيونه الغريبة نوعًا ما.

أوصد أحمد الباب من خلفه ثم دنا من صابـر مغيرًا مجرى الحديث يستفسر منه بقلق واضح:

-في إيـه؟

نظر صابـر داخل عيونه، ولم يفكر كثيرًا بل اعترف له وصارحه بما حدث اليوم وفعله مع جهاد.

تبدلت تعابير وجه أحمد أثناء حديث صابـر وسرده لما حدث ولكنه لم يقاطعه وتركه ينهي حديثه بالكامل.

ظل يسمعه بتركيز واهتمام وعقب انتهائه قال بترقب:

-أنت ليه عملت كدة؟ هي صح مش كدة وهو ده اللي خلاك تتنرفز وتسمعها الكلام ده صح؟؟ نرفزتك وعصبيتك كانوا من نفسك قبل ما يبقوا منها، عشان كل اللي هي بتعمله أنت مش راضي عنه ومش عجبك بس رغم ده انجذبت ليها معأن المفروض والعقل والمنطق بيقول أنك متبقاش عايزها ولاتفكر فيها.

طال التواصل البصري بين الاثنان ولم يجد أحمد رد من أخيه مما جعله يتقن بأنه محق.

تنهد ثم تحدث مرة أخرى:

– أقولك أنا مش عايز أسمع أنا صح ولا غلط مش هضغط عليك بس هقولك أنك قسيت عليها وأوي كمان ولو فعلًا كنت عايز تنصحها كان المفروض أسلوبك يبقى غير كدة، طب ليه محاولتش تاخد الموضوع معاها واحدة واحدة مش يمكن كانت تتغير هي بتحبك على فكرة، أنت كدة قفلت كل الأبواب.

أكد صابـر لـه رغبته في حدوث ذلك، متمتم بهدوء على غير العادة:

-وهو ده اللي أنا عايزه مش عايزها تتعشم، واللي أنا عملته أول مرة كان لمصلحتها بس المرة دي بجد خرجتني عن شعوري، كلامها معاك ومعايا ومع قُصي كله غلط وعك هي بتفكر إزاي أنا نفسي أفهم، ليه بني آدمة تعمل كدة في نفسها، ليه توصل للي قدامها أنها سهلة، اقسم بالله يا أحمد لو وقعت مع واحد ابن حرام ما هيعتقها وحتى لو هي كويسة زي ما بتقول هو مش هيبقى مقتنع بـ ده ما الدنيا متسهلة وزي الفل وعشرة على عشرة كمان.

-طيب أنا ممكن اتكلم معاها و….

منعه صابـر من الاسترسال وهو يندفع من جلسته وينهض واقفًا، متحدث بتشنج وانفعال:

-لا متكلمش معاها أحنا مش وصيين عليها تعمل اللي تعمله وتعك بعيد عننا ويكون في علمك لو عرفت أنك بتتواصل معاها هزعل وهزعلك….

استنكر أحمد كلمته الأخيرة فصاح يعبر عن هذا الاستنكار:

-هتزعلني!! طيب يا سيدي شكرًا.

كاد يرحل من الغرفة ويتركه ولكنه تراجع واقفًا محله من جديد محاولًا معه مرة أخرى كي يغير صورته عن تلك الفتاة والذي يعزها كثيرًا ويدري بمدى عشقها لـه:

-على فكرة مفيش بني آدم مبيغلطش، أنا وأنت.. زهر.. بابا وماما.. جدو وتيتا، وعمي عابد… آسـر، ويوسف ومحمد كلنا بنغلط محدش فينا مبيغلطش، بس اللي بيغلط ممكن يلاقي اللي ينصحه ويطبطب عليه وياخده براحه ويخليه يعقل وساعتها لو متعدلش يبقى اللي نصحه عداه العيب وازح، بس أنت معملتش ده معاها أنت حتى لو صح فطريقتك غلط وقاسية كمان وهي متستاهلش كدة منك حتى لو كانت عاملة إيـه على الأقل كنت راعي أنها بتحبك، وعلى فكرة حبها ليك كان ممكن يبقى دافع ليها عشان تتغير، بس أنت حتى محاولتش يا صابـر.

اقترب صابـر خطوة منه معقبًا على حديثه بقوة:

-غلط عن غلط يفرق يا أحمد لما بنت تلعب في عداد سمعتها ومتبقاش هممها الناس تشوفها إزاي ده يبقى أكبر غلط أنا مبقولش أني مبغلطش لا بغلط على فكرة بس هي غلطها بالنسبالي مش مقبول، وأوقات الواحد بيبقى لازم ياخد قلم على وشه عشان يفوق لنفسه ويراجع نفسه.

-وأنت اديتها القلم ده مش كدة.. برافو عليك.

صفق لـه أحمد بطريقة ساخرة، ملقيًا تلك الكلمات في وجه صابـر قبل أن يترك لـه الغرفة ويختفي من أمامه:

-أنا لو مكانها مفكرش فيك بعد اللي عملته لثانية ما هو مش هيبقى أنت وأبوها والزمن، هي تستاهل حد يقدرها ويساعدها تبقى أحسن من غير زعيق وشخط ونطر، حد يبقى حنين و يقدر حبها ومشاعرها، أنا مش فاهم أنت شايف نفسك عليها ليه؟؟ نصيحة مني يا صابـر قبل ما تشوف عيوب اللي قدامك بص لنفسك الأول وصلح منها.

~~~~♡♡♡♡~~~~

مـر نصف ساعة من بعد ترك أحمد لـه مع كلماته الأخيرة التي لازمته وظلت تتكرر على مسامعه تأبى تركه.

فالآن وبعد معاتبة أحمد بات منقسم من داخله لنصفين.

النصف الأول يرى نفسه على حق وأن ما فعله وقاله كان بالقليل وأنها تستحق أن تسمع ما هو أكثر كي تبدأ بمراجعة نفسها و رؤية خطأها، أما النصف الثاني يرى أن أحمد معه كامل الحق فيما تفوه بـه، فكان قاسيًا متحجرًا القلب…..

تناقض شديد بين النصف الأول والثاني، جعله لا يفهم نفسه.

فكيف لـه أن يرى نفسه محقًا ومخطئًا في ذات الوقت.

كيف يجدها تستحق ولا تستحق ما ألقاه على مسامعها في آن واحد!!

كيف لهذا أن يحدث!!!!

ما هذا التناقض الذي يصارعه ويواجهه….

هنا وقرر أن يفارق غرفته ويهبط كي يرى شقيقته.

بالأسفل انشغل وسـام بالحديث مع سلطان وخليل، أما عن زهـر فكان تتوسط الأريكة وعلى يمينها يجلس جابـر أما يسارها فجاورها أحمد.

يتحدثان معها بصوت شبة هامس يستفسران عن أحوالها، كما طرح جابـر عليها تلك الكلمات:

-قولي الحقيقة والصراحة، متخبيش على أبوكي يا قلب أبوكي، لو بيضايقك أو حتى بيزعلك قولي عشان أشدلك ودنه، أنا خايف تكوني كتومة وبتخبي والله بعد كل ده.

نفت زهـر سريعًا تنفي شكوكه الغير سليمة بالمرة:

-يا بابا والله العظيم مش بخبي حاجة ولا أنا كتومة، وسـام مبيزعلنيش وحتى لو حصل فـ هو بيراضيني علطول مش بيسبني زعلانة منه.

هنا وهتف جابـر ممسكًا بدليل على صحة حديثه وظنونه التي تُصر على نفيها:

-أهو شفتي قولتي حتى لو حصل يعني ابن خالد بيزعلك يعني أنا شكوكي صح وفي محلها، سبوني عليه بقى والله لوريه.

كاد ينهض لولا يد زهـر التي مسكت وتعلقت بـه تخبره بهدوء:

-يا بابا أنت بتتلكك، وبعدين ما طبيعي نزعل من بعض ونرجع نتصالح، مفيش أي علاقة طبيعية خالية من المشاكل، ده لو مفيهاش مشاكل تبقى وقتها دي أكبر مشكلة وفي حاجة غلط ومش مضبوطة بتحصل، وبعدين مضايقنيش بقى بدل ما تلقوني ولدت فجأة.

عقب أحمد يؤكد على حديثها:

-لا كله إلا أنك تولدي بدري وفجأة، خلاص يا بابا بقى بدل ما تولد مننا.

-تولد إيـه يا بني أنت وهي متجننونيش، هو في واحدة تولد بدري كدة، قولوا كلام يدخل العقل متكسفوناش بقى.

تنهدت زهـر ثم قالت وهي تنهض من جلستها:

-أنا رايحة المطبخ أشوف وأقعد مع الستات اللي زيي الغلابة اللي واقفين في المطبخ يعملونا العشا.

بعد رحيلها كاد جابـر أن يغادر محله ويقترب من وسام والبقية لولا عيونه التي سقطت على آسـر الذي يجلس على مقعد مقابل لـه وعلى الفور تذكر ما فعله معه في الصباح من توقيع بينه وبين زوجته وبدلًا من تهدأتها كان يشعلها أكثر.

تنحنح بخفوت ثم هتف بصوت مسموع وهو يضع قدم فوق الآخرى:

-صاحبي اللي فكرته أصيل بيقول عليا كلام من العيار التقيل… ده أنا لسة بصحتي وأقدر أجبكم كلكم تحت جزمتي.

فهم أحمد لما يلمح ويرمي والده فصاح مصوبًا حديثه إلى آسـر يجذب انتباهه إليه:

-الكلام ليك وعليك يا ابن خالتي.

رفع آسـر عيونه ثم سأل بعد فهم:

-كلام إيـه؟

هتف أحمد يخبر جابـر:

-مسمعش مكنش مركز قول تاني يلا كلاكيت تاني مرة…

أخفض جابـر قدميه ثم رفعها و وضعها فوق الآخرى من جديد مكررًا لكلماته مجددًا:

-صاحبي اللي فكرته أصيل بيقول عليا كلام من العيار التقيل.

وخد دي كمان ياض، ده أنا لسة بصحتي وأقدر أجبكم كلكم تحت جزمتي.

وببراءة لا تليق بـه ولم يعتادها أي أحد من أفراد عائلته عقب آسـر:

-الله يسامحك.

استنكر أحمد رده وهتف معترضًا:

-إيه ده بس كدة!! مش هتتخانق معاه!! أومال اشمعنا أنا بتمسك في كلمتي وبضايقك أوي ولا هو عشان عمك!! حتى دي بقى فيها واسطة! يا عم ماشي.

-أنت بتسخنه يا واد عليا.. على أبوك! ما خلاص هو خاف وكش.

جاء صوت صابـر متدخلًا بالحديث يسألهم ببسمة أجاد إتقانها:

-مين ده اللي خاف وكش؟

رد عليه والده يخبره:

-آسـر هيكون مين غيره، أبوك مش سهل برضو ومش أي أي ولا زي زي، أبوك وحش كاسر ياض ولـه هيبة كدة كله بيخاف منه، هتقولي اديك مثال، هقولك ابن عمك عابد وخالتك وئام هو خير مثال.

اومأ لـه صابـر برأسه ثم تحرك مقتربًا من وسـام والذي ما أن لمحه حتى بادر بتحيته بحفاوة وحرارة.

وبالطبع لم يغيب عن صابـر السؤال عن شقيقته وأين هي.

وما أن أدرك مكانها حتى رحل وذهب مكان تواجدها مستقبلًا إياها بإشتياق وتوق صادق.

~~~~♡♡♡♡~~~~

أوقف يوسف سيارته أمام منزل عائلته، ثم استدار برأسه مسلطًا عيونه على والدته ليصل لها شكره لها بعيونه قبل لسانه.

تراقص قلبها لرؤيتها لتلك الفرحة التي تراها بوضوح.

نطق لسانه معبرًا عن مشاعر الفرحة والإمتنان التي تعتريه بتلك الكلمات “شكرًا يا ماما.” بعد أن استجابت لـه ولحديثه بالفعل وليس القول فقط.

فقد مر الوقت بينهم على ما يرام وتفاعلت وعد مع بـرق وتبادلوا أطراف الحديث كما أصرت هي ويوسف على إيصالها وعدم تركها تعود بمفردها.

وبتلك اللحظة بالتحديد اعترفت بسرها بأن الجميع كان على حق وأنها سابقًا كانت على خطأ معه ولم تكن أم جيدة وتلك ليست بالمعضلة الآن فليس ذنبًا أن تدرك بأنك كنت على خطأ وتحاول فيما بعد إصلاحه والتكفير عنه ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في المكابرة وعدم الإعتراف بأننا كنا على خطأ….

ومن الآن فصاعدًا ستكون أم وحماه جيدة لن تفتعل المشاكل أو تحاول هدم سعادة ابنها، وستعوضه كثيرًا.

قبل أن تهبط من السيارة، دنت منه وقبلته على وجنتيه قائلة ما لم يكن يتوقعه بالمرة:

-أنا آسفة يا حبيبي.

اعترته الصدمة والدهشة ولم يفهم بعد لما تعتذر لـه، فقال بعدم فهم:

-آسفة على إيـه يا ماما؟

-على كل حاجة عملتها معاك وضايقتك يا يوسف، أنا بس عايزاك تبقى عارف أن كل حاجة كنت بعملها معاك وتحكمي وحبي لفرض سيطرتي اللي كان غلط في غلط كان من حبي وخوفي عليك، يارتني سمعت من أبوك و..

التقط يوسف يدها بين يده، مقاطعًا لها يخبرها:

-ماما أنا مقدر خوفك وحبك ليا ومتفهم جدًا كل اللي عملتيه معايا وأنه كان عشاني، بس أنا مش عايزك تضايقي اللي فات مات وأنا مش زعلان ولا مضايق مفيش حاجة في أيدنا نقدر نعملها عشان نغير اللي فات فالندم والزعل ملهمش لازمة بس أحنا نقدر نخلي اللي جاي أحلى كتير ونعوض حاجات كتير أوي، وهرجع أقولك أني بحبك وأنك ليكِ مكانة في قلبي مختلفة محدش وصلها ولا هيوصلها….

ختم حديثه منحني برأسه مقبلًا يديها، مما جعلها تربت على رأسه بحنو مبتسمة لـه قائلة:

-تصبح على خير يا حبيبي، طمني عليك لما تروح وسوق على مهلك وحط حزام الآمان متسوقش من غيره ماشي؟

-حاضر يا ماما اللي تؤمري بيـه، سلميلي على الكل واعتذريلهم أني مدخلتش بس عشان مسبش برق أكتر كدة.

~~~~♡♡♡♡~~~~

راسل قُصي آسـر راغبًا في الخروج معه والسهر مثلما كانوا يفعلون مسبقًا متجنبًا الحديث أو السؤال عن صابـر، ولكن الآخر رفض وأخبره بتلك الكلمات:

“لا، وأهمد أنت كمان بقى ها أهمد.”

زفر قُصي، ثم قذف هاتفه بجواره وتمدد على الفراش نائمًا على ظهره، وعيونه تبحلق بالسقف.

بعد ثواني من التفكير والشعور بالملل، التقط هاتفه من جواره من جديد.

عبث بـه قليلًا وفجأة وبدون سابق إنذار، جاء أمامه فيديو نزل للتو وكانت صاحبته هي تلك الفتاة المدعوة “ســارة.”

وبالطبع لم يتخطاه ويأتي بغيره مادامت بمفردها دون ذلك السمج.

أمعن النظر بتفاصيل وجهها وتلك التنهيدة الطويلة التي خرجت من فوها والتي كانت محملة بالكثير والكثير.

قائلة بهدوء:

-أول حاجة أزيكم يارب تكونوا كويسين، أنا طالعة المرة دي أتكلم معاكم جد شوية وعشان تعرفوا مني أنا الأول وعشان تبقوا فاهمين اللي بيحصل.

ابتلعت ريقها، رافعة يديها تعيد تلك الخصلة التي هربت ونزلت على وجهها خلف أذنيها، متابعة من مكان توقفها:

-أنا وعادل سيبنا بعض، وملناش نصيب في بعض والموضوع مفيهوش رجعة وأنا حبيت أطلع أعرفكم لأن أنتوا عارفين مش بخبي عليكم حاجة، بالنسبة للأسباب فـ مينفعش أقولها لأن الموضوع مينفعش يتحكي فيه ولا أني اتكلم فيه، أنا بس كل اللي بتمناه تبقوا معايا الفترة دي واللي جاية لأن أنا حاليًا بمر بفترة صعبة أوي، أنا مجروحة وموجوعة فوق ما تتخيلو بس الحمدلله على كل شيء، وأتمني محدش يسألني عن الموضوع ده تاني أو يجيب سيرته في أي كومنت على حاجة بنزلها، وأوعدكم أني هحاول أتعافى بسرعة وأرجع سارة اللي عرفتوها وحبتوها.

علت بسمة كبيرة واسعة ثغر قُصي ونهض من نومته بعيون تلمع لمعة غريبة مردد بصوت خافض:

-هو ده الكلام ولا بلاش..ده اللعب شكله هيحلو يا واد يا قُصـي…..

على جانب آخر لم يكن قُصي فقط من يشاهد بل شاهدها الآلآف ومن ضمنهم كان عـادل والتي غدرت بـه فمنذ نصف ساعة تقريبًا أغلق معها بعد أن طلب منها مسامحته ومنحه فرصة جديدة فأغلقت وأنهت معه المكالمة على وعد بالتفكير.

ولكنها خلفت بوعدها معـه وغدرت بـه وطعنته بظهره.

ولكن عن أي غدر وطعن يتحدث وهو من قام بخيانتها مرات عدة!!!!!!

كاد يحطم الهاتف من ذروة غضبه ولكنه تماسك وخرج غضبه على هيئة كلمات صارخًا بعنفوان وقوة:

-يا بنت الكلب…..يا بنت الكلـــب، كدة أنتِ بتاخدي حقك مني يعني، ماشي يا سارة والله ما هسكت ولا هحلك واللي حصل مش هيعدي…………..

هكذا ظن عادل بأنها قد حصلت على انتقامها منه، جاهلًا بأن انتقامها من خيانته لها لم ينتهي بعد وتلك كانت الخطوة الأولى لتدميره وجعله يعود لنقطة الصفر…………..

««يتبع»»…………

فاطمة محمد.

بتمنى الفصل يكون عجبكم وميعادنا يوم الجمعة مع الفصل الجديد. 🫶🏻❤

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق