رواية الحب كما ينبغي – الفصل التاسع والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
بعتذر على التأخير 🥹🥹
الفصل صغنن مقارنة بباقي الفصول وأنا بعترف بـ ده بس حقيقي مرهقة جدًا وفاقدة الشغف ومقدرتش اكتب اكتر من كدة ومردتش الغيه علشان مخلفش كلمتي معاكم لأني كنت وعداكم ينزل النهاردة و وعد مني ليكم الفصل الجاي هيكون كبير وتعويض ليكم بس مش هينزل الجمعة لأن لسة المعرض شغال وأنا نازلة يومها واحتمال انزل يوم الاتنين كمان وأنا برجع مهدودة حرفيًا، فـ هتأخر شوية في تنزيله علشان يبقى كبير واكتب فيه براحتي وأول ما اخلصه هنزله علطول. 🩷🩷
_______________________
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل التاسع والثلاثون:
عاد أحمد من الخارج مطلًا على عائلته الجالس بعضهم بحجرة الصالون بـ طلته البهيـة وابتسامته التي تعلو ثغره وتزين وجهه ملقيًا عليهم التحية:
-مساء الخير على أجمل عائلة بالكوكب.
رد عليه جابـر وعيونه تلتقط ذلك الصندوق الممسك بـه أحمد:
-مساء الخير يا بني، أين كنت أنت؟؟ وما هذا البوكس أخبرني؟
تحول نظر صابـر وآسـر وأشرف على يد أحمد والذي سرعان ما رفع يده يخبرهم بحماس:
-ده صابـر صديقي الصدوق اللطيف الجديد، قط متشرد لقيط رُبما تم الاستغناء عنه من قِبل صحابه ورُبما هرب ورُبما يكون ضائعًا وعشان كدة قررت أنقذه ومسبهوش للشارع.
أنهى حديثه جالسًا أرضًا يفتح ذلك الصندوق كي يحرر ذلك القط، قائلًا لـه:
-هيا يا صابـر سلم على عيلتك الجديدة، هيا لا تخجل.
رفض القط الخروج وظل ماكثًا داخل الصندوق يبصر الجميع بخوف وقلق واضح من عيونه، مما أثار فضول الآخرين، فارق آسـر مكانه أولًا مقتربًا منهما ثم مال بجسده ينظر لذلك القابع بالداخل متحدث معه ببسمة مرحة:
-ما تخرج يا عم التقيل هنتحايل عليك ولا إيـه، اخرج يــاض بالذوق بدل ما أخرجك بالعافية وتحت تهديد السلاح.
اعترض أحمد على طريقته بالحديث مع القط فقال ينهره:
-احترم نفسك ولمها كدة و كلم صابـر صاحبي عدل بدل ما الطشلك واصقف على قفاك أو وشك أيهما أقرب.
اقترب جابـر هو الآخر وجلس أرضًا هو الآخر أمام الصندوق، قائلًا للقط:
-يا صابـر يا حبيبي اخرج متقعدش عندك اعتبر البيت بيتك و متخافش وأنت حلو كدة وابن ناس عن ولاد الكلب دول، يلا يا حبيبي اخرج من عندك.
رد أحمد على والده بيساطة:
-ويعتبر ليه هو خلاص بقى بيته أنا مش هسيبه ولا همشيه هيفضل معايا أنا حبيته خلاص مش شايفني سميته صابـر.
التوى ثغر آسـر وقال بتهكم:
-بقى القمر ده سميته صابـر مسميتهوش آسـر ليه.
-معلش المرة الجاية لما أجيب كلب إن شاء الله هسميه آسـر ومش أي كلب لا هجيبه بلدي أي خدمة.
ضحك صابـر عاليًا وقال مصفقًا لأخيه:
-لا حلوة عجبتني جامدة دي، أقسم بالله في الجون.
-اقسم بالله همسكك أنت وهو أعجنكم و….
قاطع أحمد آسـر ملوح له بيده بلا مبالاة مصوبًا كلماته الأولى لـه:
-هش أنت دلوقتي واقعد على جمب، قولي يا صابـر إيـه رأيك في الاسم لو مضايق أني اديته اسمك اغيره عادي.
هز صابـر رأسه ينفي انزعاجه موافقًا على ما فعل:
-لا متغيرش حاجة.
توقف عن الحديث تزامنًا مع خروج القط من الصندوق أخيرًا مصدرًا صوتًا خافضًا للغاية فصاح أحمد صارخًا ما أن استمع لصوته:
-الحمدلله طلع بينونــو كنت فاكره اخرس منونوش نونوه واحدة من ساعة ما لقيته والله لو بعرف ازغرط كنت زغرط.
التقطه آسـر بين ذراعيه وحمله وهو يسأل أحمد بوجه منكمش ضيقًا:
-قط ده ولا دبدوب؟
اخذه أحمد من يده عنوة هاتفًا بضيق:
-الله أكبر خمسة في عينك، لا خمسة إيـه ده عشرة في عينك هتقر عليه لا عاش ولا كان اللي يقر على ابني وأنا موجود وبعدين متحتارش بينه وبين الدبدوب متعملش زينا لما بنحتار بينك وبين النسناس.
-يا أحمد بقى مش عايز امسكك اعجنك والله.
-ولا تقدر أنا دلوقتي عندي اتنين صابـر واحد أخويا والتاني ابني ممكن اسيبهم عليك، صح يا صابـر.
أبصر أخيه وهو ينطق حديثه الأخير مما جعل صابـر يجيب عليه مازحًا معه:
-صابـر أنا ولا صابـر القط؟
-أنت يا خويا متتلغبطش من أولها لا صحصح معايا.
هنا وهتف جابـر مازحـًا مع أحمد لا يبالي بذلك الشجار الطفولي القائم بين الشباب:
-يتربى في عزك يا قلب أبوك.
-الله يخليك يا بابي.
~~~~♡♡♡♡~~~~
تقف جهاد بالمطبخ تحديدًا أمام الموقد، تقوم بتسخين العشاء لوالدها وبتلك الأثناء شعرت بالضجر مما جعلها تأتي بهاتفها وتبدأ بالتقليب به.
آتى قبالتها بث مباشر لاثنان مرتبطان من مشاهير السوشيال ميديا.
حيث يقوم الشاب بـه بمفاجأة الفتاة بالكثير من الورود والحلوى والهدايا بعد أن أخبرها بأنه ينتظرها أسفل منزلها وذلك تعبيرًا عن مدى عشقه وتقديره لها.
مما جعل الفتاة تتأثر بشدة وتبكي على الفور من شدة فرحتها ما أن رأت ما أعده خصيصًا لهـا وظلت تقفز من صدمتها وعدم استيعابها لما تراه.
تنهدت جهاد بعد أن شعرت بالضيق لا تدري لما حظها عاثر لتلك الدرجة.
لما لم يبادلها صابـر حبها ويقدرها مثل هذا الشاب المشهور.
فهي كأي فتاة ترغب وتطمح بل تطمع بأن يشعر بها من يدق القلب لأجله ويعبر لها عن هذا الحب على طريقته الخاصة.
أغلقت الهاتف وقذفته أمامها على رخامة المطبخ بضيق وغضب مصوب لنفسها أولًا قبل أن يكون لصابـر.
-يلا هي جت عليك يعني ما أنا حظي وحش في كل حاجة، ناقصني أنا إيـه عشان متحبنيش وتعمل معايا وعشاني زي ما اللي اسمه عادل بيعمل لسارة، كل اللي شوفته منك تهزيق وقلة قيمة بس خلاص أنا هفوق لنفسي، هبطل أفكر فيك وهمحيك وهمسحك خالص من قلبي زي الاستيكة كدة.
على الطرف الآخـر.
عقب إغلاق وإنتهاء البث المباشر عن هذا الثنائي.
تبخرت البسمة التي كانت تعلو ثغر الفتاة تدريجيًا، وبعد أن كان وجهها يضحك بسعاة باتت تعابير وجهها تعيسة تمامًا.
فتلك الدموع التي سقطت من عيوتها تأثرًا كانت بالحقيقة دموع حزن ليس سعادة على الإطلاق.
تاركة كل شيء محله من هدايا و ورود لـه صاعدة لمنزلها مرة أخرى تاركة الآخر خلفها والذي كان لا يبالي بأمرها وتركها تفعل ما تشاء متحدث مع صديقه والذي تكفل بأمر التصوير.
دخلت منزلها ثم اتجهت صوب غرفتها.
اغلقت الباب عليها ثم التقطت هاتفها الذي كان لا يكف عن الرنين.
ردت عليه ليأتيها صوت صديقتها المعاتب لها:
-إيـه يا سارة ده أنا لسة شايفة اللايف بتاعك أنتِ وعادل أنتِ رجعتيله تاني، لا تاني إيـه المفروض أقول عاشر أنتِ يا بنتي مبتحرميش؟؟ ضحك عليكِ تاني بكلمتين.
تنهدت سارة وهي تدفع بجسدها أعلى الفراش، قائلة:
-لا يختي مرجعتلوش المرة دي ولا حاجة من الكلام ده هو كلمني من بدري واتفقنا على اللي هيحصل ونفذنا وعملت فعلا نفسي طايرة من الفرحة و مبسوطة على مصدومة، المرة دي كان شغل وطلعنا من اللايف بسبوبة حلوة أوي كمان وفي جميع الأحوال مش هينفع أعلن دلوقتي أننا انفصلنا في إعلانات وشغل المفروض نعملهم سوا مش هينفع اعتذر عنهم.
أخذت سارة نفسًا عميقًا مقابلة صمت صديقتها.
اعتدلت بالفراش تشعر بضيقها منها، فقالت توضح لها تحاول إرضائها:
-اوعدك أني اخلص بس من الإعلانات وبعدين هطلع أعلن أني سبته وارميه رمية كلاب وإن شاء الله الريتش عنده يقع ما يقوم تاني، ساعتها هيجيلي حافي عشان الريتش يعلى من تاني عنده بس وحياة أمه ما هرجعله خلي البنات اللي كان يعرفهم عليا يعلوله الريتش، المعفن نسي أن محدش كان يعرفه وأن أنا اللي عملته وشهرته في الآخر بيعمل معايا أنا كدة، أنا مكنتش استاهل اشوف واعيش كل ده بس الصبر جميل.
-قولتلك يا سارة مليون مرة أنه كان بيستغلك ومكنش بيحبك ولا نيلة، عشان خاطري متخليهوش يستغلك أكتر من كدة.
-متقلقيش زي ما عملته هعرف انهيه وبعد ما الناس عرفوه وحبوه بسببي هخليهم يكرهوه برضو بسببي أنا هعلمه درس مينسهوش في حياته وهخليه يفضل فاكر سارة علمت عليه إزاي…
~~~~♡♡♡♡~~~~
فيما بعد، عادت جهاد لغرفتها التي باتت لها بمفردها بعد زواج إسلام.
اغلقت الأضاءة وتمددت على الفراش راغبة في الحصول على قسط كبير من النوم لتباشر عملها بالغد بكل نشاط وحيوية.
لكن فارقها النوم وآبى أن يأتي وظلت مستيقظة تارة تتقلب يمينًا وتارة يسارًا وعندما فقدت الأمل مسكت بهاتفها وقررت أن تعبث به قليلًا لعلى وعسى أن تنعس بتلك الأثناء.
تجمدت مكانها بعد أن جاء أمامها صدفة فيديو يجمع شقيقاتها إحسان وعصمت.
اتسعت عيونها وسريعًا تداركت صدمتها وتأكدت مما تراه عيونها فتحت الصفحة التي تعود لـ إحسان ولم تكن تعرف عنها شيء.
وبالفعل وجدت أن ما تراه صحيح والاثنان قاما بتصوير العديد والعديد من الفيديوهات المماثلة لتلك المقاطع المنتشرة والتي تراها كثيرًا سواء كان أغاني يحركان شفايفهم معها أو يميلان بأجسادهم ويقومان بتنزيلها للعامة.
ويتمكن الجميع من رؤيتها بل والتفاعل معها وترك تعليق بل والأبشع تحميلها على هواتفهم.
صرت على أسنانها لا تتخيل مصيرهما إذ وقع كل هذا أمام أبيهم من المؤكد بأنه سيقتلهم لا محال.
هرولت تجاه غرفتهم ودخلت على حين غرة.
تفاجأ الاثنان بدخولها المفاجئ وعلى الفور حاولت إحسان تخبئة الهاتف وأزالت الحجاب الموضوع بأهمال على رأسها فمن سوء حظهما أنهما كانا يصوران.
بينما ابتعدت عصمت جالسة على الفراش مبتلعة ريقها بفزع.
اوصدت جهاد الباب من خلفها ثم اقتربت من إحسان.
كادت تقبض على خصلاتها وتقتلعهم بين يديها من كم الغضب المتواجد بداخلها لكنها تماسكت ولم ترغب في أن تخرج أصواتهم وتصل إلى شكري قائلة بخفوت يحمل الكثير من السخط والاستنكار:
-اعمل فيكم إيـه ها، اولع فيكم أنتوا الاتنين، عارفين أبوكم لو الفيديوهات دي وقعت تحت أيده هيعمل فيكم إيـه؟؟ عارفين ولا مش عارفين؟؟ ده مش بعيد يموتكم فيها هتنبسطوا؟؟ طالعين تترقصولي على الأغاني وتعملوا على التريندات عايزين تبقوا تريند ده أبوكم هو اللي هيطلع بيكم تريند لو عرف بس، وهيطلع بخبر موتكم.
تلجلجت إحسان وقالت بتلعثم واضح:
-جهاد اسمعيني بس والله.
-اسمع إيـه اخرسي مفيش تبرير للي عملتوه أنتي وهي.
تحدثت عصمت مدافعة عن نفسها وهي تشير تجاه إحسان:
-والله يا جهاد هي إحسان السبب و…
قاطعتها جهاد من بين أسنانها:
-اخرسي مسمعش صوتك زيك زيها الفيديوهات والقرف ده كله هيتمسح هاتي الموبايل أنتِ وهي هاتوا.
رددت الأخيرة بقوة وعزم فما كان من إحسان وعصمت سوى الأستسلام ومنحها الهواتف بعد أن قامت كل منهما بفتحه وادخال كلمة المرور.
انتشلتهما جهاد من يدهما ثم آتت بذلك التطبيق وقامت بحذف جميع ما نزل عليه ثم مسحت الحساب نهايئًا، تأكدت من باقي التطبيقات على الهاتف وقامت بالمثل لتحذف جميع الحسابات بعد أن حذفت ما نشر بهم…
بعد انتهائها من هاتف إحسان قامت بالمثل بهاتف عصمت.
وما أن انتهت نهائيًا قالت بلوم وعتاب عليهم:
-من النهاردة أنتِ وهي هتبقوا تحت عيني، عيني مش هتغفل عنكم أنا غلطانة أني سيبتلكم السايب في السايب واحمدوا ربنا وصلوا ركعتين شكر أن أبوكم معرفش وإلا كان شرب من دمكم.
~~~~♡♡♡♡~~~~
اقترب محمد من باب المنزل الذي يقرع جرسه، على يقين بأن الطارق ليس سوى “يوسف”
كما اعتاد.
ضاربًا بتلك الورقة المعلقة على الباب عرض الحائط.
فتح الباب دون أن ينظر من العين السحرية فلا يحتاج لها.
ولكن فشل يقينه وهو يرى عامل توصيل إحدى المطاعم يقف قبالته.
كبح العامل بسمته ومنعها من الظهور على وجهه بعدما قرأ ما كُتب على تلك الورقة، قائلًا:
-اتفضل يا فندم الاتنين بيتزا دول لحضرتك.
عقد محمد حاجبيه لا يفهم شيء مما يحدث،
لم يكتم جهله هذا وقال بعدم فهم واضح:
-بس أنا مطلبتش حاجة، وأنت دخلت إزاي مين اللي فاتحلك؟ البوابة بتاعة العمارة مفقولة.
جاءه الرد ولكن ليس من العامل بل من يوسف الذي فتح باب شقته وأجابه:
-أنا اللي فتحتله وأنا اللي طلبت وأنا برضو اللي قولتله يخبط عليك عشان عارف أني لو خبط عليك أنا مش هتفتح وعشان الورقة اللي أنت علقتها دي واحد غيري كان ولا عبرك بس أنا عملت بأصلي وبتربيتي معاك يلا خسارة فيك وألف هنا على قلب أخت مراتي.
التقط محمد الطعام من يد العامل هاتفًا ببسمة بشوشة:
-طيب يا سيدي مش عارف الحقيقة أقولك شكرًا على ذوقك ولا على غلطك فيا… ثواني معلش متمشيش.
صوب محمد كلماته الأخيرة إلى العامل، غائبًا بداخل المنزل.
انتهز يوسف غيابه ذلك فبدأ يسرد على العامل سبب هذا الحوار الذي دار بينهم للتو.
-تعرف أن أنا وهو ولاد عم ومتجوزين أختين وللأسف بقينا جيران، بس هو من ساعة ما اتجوز وهو اتغير مش فاهم مضايق ليه مني إيـه المشكلة لما اخبط عليه هو مش الجار للجار ما بالك بقى أحنا ولاد عم والله بفكر أرجع في اللي عملته وأخد البيتزا منه، إيـه رأيك اخدها ولا اسيبها؟
رد العامل بتهذيب وبسمة بسيطة على محياه:
-خلاص معلش سيبها وخلاص وأهو ثواب برضو.
هز يوسف رأسه في ذات اللحظة الذي عاد بها محمد مانحًا الشاب بيده ورقة نقدية “بقشيش”
حاول الشاب الرفض ولكن مع إصرار محمد رضخ الشاب واخذ النقود منه وهو يشكره.
بعد رحيل العامل انتبه محمد لنظرات يوسف المطولة تجاهه فقال قبل أن يغلق الباب:
-شكرًا يا ابن عمي هردهالك في القريب العاجل إن شاء الله، انتظرني.
رد يوسف بصوت عالي محتقن مع غلق محمد للباب في وجهه:
-مش عايز من وشك حاجة.
فتح محمد الباب من جديد قائلًا:
-على فكرة أخلاقك باظت من ساعة ما اتجوزت ولسانك بقى طويل أنا واخد بالي و…
أغلق يوسف تلك المرة الباب بوجهه بطريقة طفولية بحتة.
تاركًا محمد يضرب كف بالآخر وهو يكاد يقسم بأنه قد جن تمامًا.
صدح صوت برق والتي كانت تأتي بالصحون من المطبخ تسأله:
-خد البيتزا ولا إيـه اللي حصل؟
-خدها آه.
اتسعت بسمتها وهي تخبره:
-إسلام هتفرح بيها أوي، وممكن تاكل العلبتين كمان من محمد ده في حالة أنها جعانة.
ورغمًا عنه ابتسم بعفوية من حنان قلبها وتفكيرها بأختها فـكانت هي صاحبة لفكرة جلب طعام لهما معهما.
وهو لم يتأخر أو يرفض لها طلبًا
مخبرًا إياها بتلك الكلمات التي آسـرت قلبها وجعلتها تخجل بشدة:
“بس كدة ده أنتِ طلباتك أوامر يا بـرق.”
بالشقة المقابلة تبسم وجهه إسلام عندما وجدت واحدة منهما كما تحبها تمامًا “ميكس جبن” لتدرك بأن بـرق من طلبتها لها لمعرفتها بتفضيلها لهذا الطعم.
لم يصمت لسانها وقالت تعبر عما يكمن بداخلها:
-دي أكيد فكرة بـرق أنا متأكدة.
~~~~♡♡♡♡~~~~
في صباح يوم جديد، استيقظ آسـر باكرًا ليصلي صلاة الفجر.
والآن وبعد بعض الوقت يقف قبالة المرآة يستعد للنزول والذهاب إلى عمله.
لكن قبل أن يخطو أي خطوة خارج غرفته، تعالى رنين هاتفه يعلن عن اتصال.
اخرج الهاتف ورد سريعًا تتملكه حالة من الدهشة حول هوية المتصل والذي يتصل عليه بمثل هذا الوقت.
-ألو.
وصل إليه صوتها المتوتر والتي حاولت أن يخرج ويصل إليه طبيعيًا لكنها فشلت بذلك:
-صباح الخير.
شعر بأن قلبه على وشك الخروج من جسده.
لا يصدق ما تسمعه أذنيه.
ظن بأنه يتوهم أو يخيل إليه.
لولا صوتها الذي خرج مجددًا ظنًا بأنه لا يصل لـه أو لا يسمعها.
-صباح الخير..!!
نطق اسمها بترقب منتظرًا تأكيدًا على ما يسمعه:
-ضياء!
-أيوة.. صباح الخير يا آسـر.
للمرة الثانية لا يصدق ما يسمعه.
هل تحدثه بذلك اللطف حقًا!!!
أما أنـه من شدة حبه وتمنيه لتلك اللحظة يتوهم كل هذا.
هل هو بداخل حلم الآن.
فلو كان بحلم فلا يرغب بالاستيقاظ عله يظل نائمًا هكذا ويسمع هذا الصوت الحنون الدافئ وهو ينطق حروف اسمه الذي ازداد جمالًا بنظره.
اخرجه صوتها من أفكاره تؤكد لـه بأنه واقع وليس حلم بتاتًا.
-أنت سامعني.
ابتلع ريقه وخرج صوته رغمًا عنه متحشرج من فرط المشاعر التي تملكته عقب استماعه لصوتها:
-معاكي يا ضياء..أنتِ عاملة إيـه يارب تكوني بخير.
أكدت لـه قائلة:
-الحمدلله.. أنت أكيد مستغرب وبتسأل نفسك أنا متصلة ليه..فـ أنا هجاوبك وأقولك أني مكلماك علشان أقولك شكرًا يا آسـر، شكرًا من كل قلبي ليك.
ضاقت عيونه لا يفهم لما تشكره وعلى ماذا!!!
عبر عن دهشته وسألها:
-بتشكريني على إيـه يا ضياء؟؟؟
مع انتهائه من الحديث تذكر طارق وما فعله معه وتهديده له بألا يحدثها أو يتعرض لها من جديد.
تساءل بينه وبين نفسه هل علمت بما فعله ولو حدث هذا فكيف!!!!
هل تعرض لها من جديد.
تسلل القلق إلى قلبه وقبل أن ينطق بحرف أضافي كانت تقول:
-على اللي عملته مع طارق هو كلمني وحكالي وأنا بصراحة في الأول اتصدمت وفكرت كتير بيني وبين نفسي و….
قاطعها متمتم بتشنج وغضب من طارق الذي عاد من جديد بل وتجرأ وتحدث معها ضاربًا بتهديداته عرض الحائط.
-هددك تاني الحيوان ده؟؟؟ بيكلمك ليه أصلًا وربنا ما هحله و…
-ممكن تهدأ وتسمعني الموضوع انتهى أساسًا بفضل ربنا أولًا وبمساعدة منك ثانيًا، وطارق مكلمنيش يهددني ولا حاجة طارق كلمني يعتذر وعايز يقابلني عشان يرجعلي الفلوس اللي…
توقفت عن الحديث بفضل تدخله ومقاطعته لها متحدث بغضب يشوبه غيرة تسللت إلى صدره ونهشت بـه نهشًا دون رحمة:
-اوعي تقابليه أنتِ سامعة، إياكِ تثقي فيه تاني، أنتِ تبلكيه دلوقتي حالًا ومتكلميش معاه تاني يا ضياء، الله أعلم بيخطط لـ إيـه أو إيـه اللي في دماغه.
ردت عليه تؤكد على كل حديثه:
-كدة كدة مكنتش هقابله أكيد أنا بس بحكيلك اللي حصل الحق عليا يعني؟ ده أنت غريب جدًا.
-لا يا ستي الحق عليا أنا أني مشربتش من دمه وريحتك وريحت نفسي من قرفه، أنا غلطان والله.
حاولت فهم سبب كل هذا الغضب الصادر منه، ابتلعت ريقها منصته إلى كلماته الأخيرة المتوعدة:
-متقلقيش مش عايزك تخافي من حاجة، أنتِ بس بلكي رقمه اللي كلمك منه وأي رقم غريب يتصل عليكي مترديش عليه وأنا هتصرف معاه.
-ممكن متعملش أي حاجة أنا مش متصلة أشتكيلك أنا متصلة اشكرك واحكيلك وأقولك أني أسفة على قلة ذوقي معاك وكلامي اللي كان زي الدبش.. وبالنسبة لطارق فـ ده اللي كنت هعمله من غير ما تقول ولو سمحت متعملش أي حاجة تاني وهو لو ضايقني هقولك صدقني.
-طيب على الله يا ضياء تقابليه اقسم بالله لو عملتيها لشرب من دمه وازعل أبوه وأمه عليه.
تشنجت من تشنجه وسخطه الواضح فقالت:
-هو أنت ليه بتندمني أني كلمتك دلوقتي؟؟ وليه متعصب بالشكل الاوفر ده؟ هو في إيـه؟!!
هنا وحاول تمالك أعصابه والتحلي بالهدوء.
رسم بسمة على ثغره وقال من بين أسنانه:
-أنا متعصب بشكل اوفر!!! فين ده أنا زي الفل أهو.. أنا مش متعصب أنا عادي خالص على فكرة.
-يمكن.
قالتها باستهزاء واضح فأغمض عينيه وضم شفتاه يمسك لسانه من الإنفلات وقول ما قد لا تحب.
تابعت حديثها تخبره:
-على العموم شكرًا مرة تانية وأسفة لو اتصلت بدري كدة ومتقلقش لا هقابل طارق ولا هرد على أي أرقام غريبة ولو اتعرضلي تاني هبلغك المهم متتهورش أنت بس وصدقني لو حصل حاجة هقولك مش هخبي عليك، يلا سلام بقى.
لم تغلق ترقبت رده عليه.
آتاها صوته مجيبًا على حديثها:
-ماشي يا ضياء… مع السلامة.
بعد إغلاقه معها سيطر عليه شعور لا يمكن وصفه راغبًا في تحطيم كل شيء حوله قابل للتحطيم…
خائفًا ومرعوبًا من عودتها لذلك الشاب وتعرضها لشيء شنيع على يده.
لكنه على الفور طرد ونفى كل تلك الأفكار من رأسه ونفضها عنه متوصلًا لذلك القرار:
-أنا ساكتله ليه أنا هقتله المرة دي واخلص منه خالــــــص……..
««يتبع»»….
فاطمة محمد.
يارب الفصل يكون عجبكم متنسوش الڤوت وكومنت بتوقعاتكم و رأيكم في الفصل، بحبكم وبس كدة🥹🩷🩷
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.