رواية الحب كما ينبغي – الفصل الأربعون
الفصل الأربعون
الفصل طويل زي ما وعدتكم فتفاعل حلو بقى عايزين نعلي ريتش الرواية❤
متنسوش الڤوت وهستنى رأيكم في الفصل، وبأذن الله هنرجع لمواعيدنا الثابتة تاني من يوم التلات خلاص❤
لأني يوم الجمعة مش هبقى فاضية ومش هعرف انزل فصل فهنرجع من يوم التلات مرتين في الأسبوع….
_______________________
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل الأربعون:
-رايح فين يا آسـر؟؟ ومعدي من جمبي ولا كأنك شايفني!!! طب حتى قولي صباح الخير يا ماما.
هتفت وئام كلماتها وهي تقف أمام ابنها تعيق طريقه.
رد عليها بلامبالاة محاولًا تخطيها واستكمال سيره للخارج:
-طب صباح الخير يا ماما بعد إذنك معلش علشان مستعجل جدًا.
من جديد وقفت بمواجهته تسأله بحاجب معقود:
-الله!! في إيـه مالك رايح فين بقولك متعصبنيش على الصبح.
-يا ماما رايح اخلص على واحد حارق دمي على الصبح بعد إذنك معلش لما اجي هبقى اصالحك أو أقولك ابقى تعالي زوريني بعيش وحلاوة أصلي ناوي اروح اعترف على نفسي بعد ما اخلص عليه.
رد بنبرة سريعة وجسد يتأهب للتحرك ومفارقة المنزل.
وقفت مجددًا أمامه تصرخ بوجهه:
-الله مش وقت هزار على الصبح، متمشيش دلوقتي استناني هطلع اجهز وننزل سوا.
-مين ده اللي بيهزر؟! أنتِ شيفاني بهزر!! ده منظر واحد بيهزر؟
-ما هو لو مش بتهزر يبقى أنيل؟؟ ده اللي كان ناقص تبقى قتال قتلة و تبقى رد سجون.
جاء أحمد بعدما فارق غرفته هو الآخر مستعدًا للخروج، منصتًا إلى كلمات خالته الأخيرة فسألها بفضول:
-مين ده اللي هيبقى رد سجون؟؟
-تعالى يا أحمد شوف ابن خالتك علشان خلاص قربت أجيب اخري منه.
زم أحمد شفتاه وقال متعجبًا:
-هل اندهشت أنا؟؟ والله ما اندهشت أنا بس لو هندهش هيبقى أنك لغاية اللحظة دي لسة مجبتيش أخرك ده كله يا خالتو، ده أنا أخرى جاب آخره منه والله.
أشار آسـر تجاه أحمد يسألها:
-يا زين ما اختارتي يا ماما، يلا أنا مستعجل سلام.
مرة أخرى لم تتركه وقفت بوجهه قائلة بقوة ومن بين أسنانها:
-اقف هنا وكلمني زي ما بكلمك ومتخليش صوتي يعلى وكله يتلم علينا، تخليص إيـه اللي رايح تعمله، يا بني بقى ارحمني أنت إيـه، جبلة.
تهرب بعيونه من نظراتها لـه، فالتقطت أنفاسها ودارت عيونها من حولها تتأكد من عدم وجود أحد، متابعة بنبرة حاولت الحفاظ على خفوتها قدر الإمكان:
-اقسم بالله يا آسـر لو اتهورت أو اذيت نفسك بأي شكل من الأشكال ليكون قلبي غضبان عليك، اهمد بقى كدة وأكبر بلاش شغل عيال أنت مبقتش صغير، بطل تهور وجنان ولا أنت مش هترتاح غير لما تقهرني عليك ويحصلي حاجة بسببك.
تأثر أحمد كثيرًا من حديث خالته.
ترقب انتهائها ثم صاح بجدية شديدة يؤيد كل حرف نطقت به:
-اسمع من خالتو يا آسـر وبلاش تبقى متهور ومندفع وتعمل حاجة في لحظة غضب وتفضل طول عُمرك تندم عليها، استعيذ بالله من الشيطان الرجيم كدة وبوس دماغ خالتي يلا.
علقت وئام قائلة باندفاع:
-أنا لا عايزاه يبوس دماغي ولا زفت، أنا عايزاه يعقل ويقعد يستناني لحد ما أجهز وعلى الله تمشي من غيري يا آسـر…أنت سامع؟
هو لا يتحلى بتلك الشخصية التي قد تجعله يتغاضى عن الإساءة والغضب المصوب نحوه ولكنها لم تكن بالشخص العادي بل كانت والدتـه.
أعز ما يملك وأكثر من يحب.
لم يتحدث لسانه واكتفى بهز رأسه دلالة على موافقته.
التقط أحمد ذلك الشك المتواجد داخل أعين وئام فقال مسرعًا:
-خلاص هز رأسه متقلقيش مش هيتحرك من هنا ولو اتحرك قدمي هيبقى على قدمه وأساسًا أساسًا مش هخليه يتحرك ولو شيطانه وزه كدة ولا كدة هسيب عليه صابـر وصابـر هنا مش مقصود بيـه صابـر أخويا لا ده القط، هو آه قد يبان ويظهر للجميع أنه قط فرفور بس لا ده أسد متنكر في شكل قط اسمعي مني.
-ماشي يا أحمد كدة كدة كنت طلعالك علشان أقولك تستناني أنت كمان عشان ثراء كمان جاية عايزين نقعد معاكم أنا وهي نتكلم معاكم سوا برة البيت وأنا هطلع دلوقتي أخبط عليها شكلها لسة مصحيتش وأنتوا خليكم هنا لحد ما نجهز مش هنتأخر نص ساعة بالكتير أوي.
اختتمت حديثها مفارقة لمكانها متجهة صوب حجرة شقيقتها كي تطرق بابها.
تاركة خلفها كل من أحمد وآسـر يحدقان ببعضهما البعض بنظرات حائرة يملؤها العديد من التساؤلات.
لم يكبح أحمد ذلك الفضول الذي اعتراه وعبر عنه متمتم:
-أمي وأمك عايزني أنا وأنت مرة واحدة؟! يا ترى يا هل ترى ليه وإيه السبب ولماذا؟
-أنت عبيط صح؟؟ ما ليه هي هي إيـه السبب هي هي لماذا ليه لازم تحط كذا كلمة بنفس المعنى في نفس الجملة ما كفاية تقول واحدة منهم بقى.
-وأنت مالك أنت أنا حر هو أنت شريكي ولا تكونش شريكي ما أقول اللي أقوله يخربيت تناحتك يا أخي تعالى بقى أما نترزع ونستناهم لغاية ما يجهزوا، أمك قالت نص ساعة إن شاء الله فممكن نروح نفطر و نسلي بوقنا ونملى بطننا أو كرشنا.
استنكر آسـر كلماته وقال بتذمر:
-وأنت مصدق أنها نص ساعة بجد؟ ده أحنا ممكن نقعد فيها لبليل دي.
-قد إيـه أنت أوفر وبعدين خالتي مبتكدبش مدام قالت نص ساعة يبقى هي نص ساعة أنا مصدقها.
بعد مرور ما يقارب ساعة ونصف.
يجلس أحمد بحجرة الصالون وبجواره آسـر يسرد له بعض مغامراته مع القط صابـر بالأمس.
-أول ما دخلنا الأوضة بتاعتي بقى كان مستغربها وتحسه في الأول كان مكسوف وكاشش كدة في نفسه وعامل زي الكتكوت المبلول بس والله يا آسـر ولا ليك عليا حلفان ساعة بضبط والحال اتبدل، بقى عمال يجري ويتشقلب ويتمرمغ ولا كأني جايب نسناس، ده أنا لو جايب نسناس مش هيبقى بالشقاوة دي، المهم بعد ما اتشاقى وكل وشرب ولبى نداء الطبيعة طلع جمبي على السرير.
كان آسـر يبصره بنفاذ صبر، يشعر بالضجر سواء من تلك القصص الذي يسردها عليه أو من تأخر والدتـه وخالته بالنزول حتى الآن.
لم يتوقف أحمد وأضاف على حديثه الأخير متابعًا سرده بحماس كبير:
-وبعدين راح قاعد وشوية ولقيته بيبصلي وحبة وراح غمزلي بعينه لسة برفع أيدي اطبطب عليه لقيته طلع نام على بطني وراح مقرب وشه من وشي وراح لاحس في خدي وهوب على غفلة راح بايسني في بُقي و…
-هوب راح بايسك!! هو مين ده اللي باسك يا اللي تنشك في معاميعك أنا برضو قولت كدة من يوم ما شوفتك بالبدلة المهببة اللي كنت لابسها وجبت العار للعيلة بسببها وخليت اللي يسوا واللي ميسواش يتكلم عننا، مين اللي باسك ياض انطق قبل ما اخلص عليك.
نطق مروان بتلك الكلمات التي وقعت على مسامع آسـر وأحمد.
والذي ابتلع الأخير بقية حديثه منتبهًا إلى جده الذي اساء الظن بـه.
ولتصحيح الموقف وتوضيح الصورة وبمنتهى البراءة والسذاجة قال يخبره:
-صابـر يا جدو والله في إيـه مالك أنت أوفر ليه كدة؟!
وضع مروان يده على قلبه بشكل درامي ساخر متمتم:
-آه قلبي هموت، بتقولها كدة عادي يادي الخيبة يادي المصيبة يادي العار.
لم يستطع آسـر التمسك أكثر بذلك الموقف فصدحت ضحكاته عاليًا مما استفز أحمد وقال وهو يلكزه بكتفه:
-أنت بتتنيل تضحك على إيـه وأنت يا جدو دماغك ليه أحيانًا بتحدف شمال كدة أنا قصدي على صابـر القط بتاعي تعالى أوريهولك لو مش مصدقني.
وقبل أن يتحدث مروان جاء صوت جابـر مجيبًا على استفسار ابنه:
-إيـه يا أحمد يا ابني اللي أنت بتقوله ده! في حد يقول لجده دماغك ليه بتحدف شمال.
تشكلت شبه بسمة على وجه مروان وقال مصوبـا كلماته إلى جابر:
-تصدق أنا شكلي ظلمتك كتير وتصدق شكلي هبدأ أحبك.
-عيب يا حمايا الحق حق برضو.
ثم أبصر جابـر أحمد مضيفًا:
-جدك دماغه مش بتحدف أحيانًا شمال جدك دماغه علطول ودايمًا شمال يا بني.
-اقسم بالله هتف عليك أنت وابنك، مش كفاية سمى القط على اسم جدي صابـر الله يرحمه!! والله جدي لو كان عايش كان زمانه اتشل على أيدكم الحمدلله والله ربنا ريحه.
وبتلقائية وعفوية لم يتعمدها جابر قال:
-عقبال ما ترتاح أنت كمان يا حمايا، هدعيلك من هنا ورايح عشان بس تعرف أنا بحبك قد إيـه.
-أنت كدة بتحبني؟
-أومال بكرهك لو بكرهك مش هدعيلك هدعي عليك.
اعجب آسـر بحديث جابـر فصاح معبرًا عن هذا الإعجاب:
-الله عليك يا جابـر أنا كـ آسـر اقتنعت.
-بــابــا حبيبي.
خرج صوت ثراء و وئام متحدثان بذات الكلمات بنفس واحد.
التفت مروان نحوهما مبتسمًا لهما ببسمة مشرقة على الفور.
-حبايب قلب أبوكم.
أجاب عليهما وهو يفتح ذراعيه كي يستقبلهما داخل أحضانه فسارع الاثنان باحتضانه.
بتلك الأثناء تحدث آسـر بتذمر من كل هذا التأخير:
-هي دي النص ساعة وتبقوا جاهزين يا ماما!! كل ده بتجهزوا ده أنا خللت والله.
خرجا من أحضان مروان والذي كان على مشارف الدفاع عن بناته لولا تدخل أحمد السريع المدافع عنهما قائلًا:
-أين التأخير ده! أنت يا أحول يا أحول خالتو قالت نص ساعة فعلًا وفعلًا عدى نص ساعة بس على أربع مرات يبقى هي مكدبتش وبعدين منستناهم عادي هو أحنا عندنا كام ثراء و وئام يعني؟ يكش نقعد نستناهم العُمر كله.
تأثرت ثراء من حديث ابنها فسارعت باحتضانه مغمغمة بحب شديد:
-حبيب قلب أمك أقسم بالله تعالى هات حضن وخد بوسة.
امتثل أحمد لطلبها وسعد بـه كطفل صغير معانقًا والدته مستقبلًا قبلتها بكل ترحاب.
بعد انتهائها لم يتركها مقبلًا إياها على وجنتيها هو الآخر ثم طبع قبلة حنونة على جبينها.
نهشت الغيرة قلب مروان فأقترب منهما وابعده عنها عنوة متمتم:
-خلاص بقى احترم نفسك بدل ما العب في وشك البخت ابعد عن البت ياض مش كفاية أبوك خدها مني كدة عيني عينك.
اعترض جابـر وصاح بانفعال مفرط:
-هو أنت ليه بتحسسني أني ماشي معاها من وراك والله العظيم أنا جوزها ومخلفين 3 عيال والحفيد في الطريق اطلع اجبلك القسيمة؟ أخبرني رجاءًا؟
تأففت وئام من شجارهم المعتاد متحدثة بضجر وضيق:
-خلاص بقى هو كل ما تبقوا في حتة تتخانقوا.
زم مروان شفتيه وأجبر نفسه على التزام الصمت وذلك لأجل بناته فقط أولًا وأخيرًا.
وأخيرًا حول اهتمامه مرة أخرى نحو الفتيات وقال بإعجاب وهو يرمق كل واحدة منهما ويظهر استعدادهما للخروج:
-إيـه الحلاوة دي يا عيال مش معقول الحلويات دي كلها بناتي، اوعوا تتعاكسوا.
اقترب أحمد من والدته وقام بضمها إليه وهو يردد بغيرة بسيطة:
-جدو لو سمحت متتغزلش في أمي أمامي وده ليه يا ميرو؟؟ عشان أنا دمي حامي وبغير عليها ولا ولن اسمح بحدوث هذا مرة أخرى هل تسمعني؟
-لا لا اسمعك اعتبرني اطرشيت وابلع ريقك حبة.
بعد انتهائه حدق بـ آسر الذي بات متابعًا ما يدور ويحدث بصمت تام.
-وأنت مش هتقولي متتغزلش في أمي أنت كمان ولا أنت طيشة مبتغرش على أمك.
وببساطة رد آسـر:
-يعني هو أنت غريب يا مروان ما أنت أبوها.
-إيـه يالا البرود ده أنت معدوم الشهامة والنخوة ليه؟
آتاه الرد من أحمد تلك المرة وصاح بعدم فهم:
-الله بقى أنت مش مفهوم ليه أنت عايز إيـه بضبط يعني لا عجبك اللي بيغير ولا عجبك اللي مش بيغير بقولك إيـه أحنا ماشيين اقعد مع أبي بقى سلوا بعض يلا يا أمي يلا يا خالتو يلا يا آسـر سلام عليكم.
تحرك أحمد رفقة ثراء، وئام، وآسـر للخارج.
لم يصعد أحمد بسيارته بعد أن اقترحت عليه ثراء الصعود بسيارة آسـر والذهاب معًا وبالتأكيد لم يعترض أحمد ورضخ لمطلب والدته الحبيبة العزيزة.
حيث جلس بالمقعد الخلفي جوار أمـه تاركًا خالته تجلس بالمقعد الأمامي جوار آسـر
وبطفولية بحتة شعر برغبة كبيرة تملئ صدره تحثه على النوم على كتف والدته.
لم يقاوم تلك الرغبة وهذا الشعور المُلح واستجاب لنداء قلبه ومال برأسه على كتفيها مغمضًا لجفونه يستمتع بذلك الحنان والآمان والسكينة الذي شعر بـه بهذا القرب..
حتى نبضات قلبه انعكس عليها مشاعره بتلك اللحظة.
لم تتركه ثراء ينام على كتفيها فقط، بل رفعت يديها الدافئة الناعمة وربتت على وجهه ولسانها يدعو له بالصلاح والتوفيق، فأحيانًا يحتاج الابن لهذا الحنان حتى لو لم يبوح بـه فأنه يظل بحاجة إليه من حين لآخر.
نطق لسانه بعد انتهائها بما يحمله القلب:
-بحبك أوي يا ماما.
شقت بسمة واسعة ثغر ثراء وقالت لـه بنبرة صادقة:
-وأنا كمان بحبك أوي يا عيوني.
نظر آسـر لهما من خلال المرآة قائلًا بمزاح بسيط:
-أنا غيران كدة على فكرة، بتحبيه هو بس يعني هو أنا مش ابن اختك وابن جوز اختك وابن أخو جوزك وجوزك يبقى عمي.
أجاب عليه أحمد دون أن يغير موضع رأسه وظل كما هو:
-إيـه اللغبطة دي؟ ما تقولها و أنا علطول وخلاص، لازم الفرهدة دي؟ وبعدين الزم الصمت بقى وسبني انعم بهذا الهدوء والراحة وأنا نايم على كتف ست الحبايب يا حبيبة.
-أنت بتغظني يعني، والله اركن العربية وانام على كتف أمي أنا كمان واخليها تطبطب عليا يمكن الخراب اللي جوايا يختفي.
أثناء حديثه كانت وئام تمنحه كامل اهتمامها وتركيزها، نظرها مصوب عليه هو فقط.
ترقبت انتهائه وما أن حدث واستمعت لتلك الكلمات الأخيرة الذي هتف بها شعرت بآلم يجتاح صدرها على يقين بحدوث شيء معه.
وبدون تردد قالت بقلق وخوف على فلذة قلبها:
-وإيـه سبب الخراب ده يا آسـر، في حاجة حاصلة معاك؟ أنت الصبح كنت عايز تروح تخلص على واحد الكلام ده كان بجد ولا هزار ولا ساعة عصبية ولا إيـه بضبط.
تدخل أحمد مفارقًا ومبتعدًا عن كتف والدته منقذًا لابن عمه:
-أهو شوفت اديك خليت خالتو السكرة قلقت ادعي عليك دلوقتي واحسبن فـ
رفضت وئام كلمات أحمد قائلة له وهي تنظر لـه:
-لا متدعوش على بعض ولا تحسبنو في بعض، افرض الدعوة استجابت؟ الحاجات دي مفيهاش هزار.
أكدت ثراء على حديث وئام وقالت:
-أيوة يا أحمد اسمع كلام خالتك وأنت كمان يا آسـر.
هز آسـر رأسه بموافقة متمتم بامتثال لمطلبهما:
-حاضر.
تنهد أحمد وعاد بظهره للوراء وهو يقول بأعين قد ضاقت:
-في سؤال هموت وأساله من بدري، ترى يا هل ترى التجمع ده برئ ولا وراه حاجة؟ أنتوا ناويين تهزقونا؟ يعني الكلام اللي هتكلموه معانا تهزيق ولا نصايح ولا ما هو نوعه بالتحديد، أخبروني رجاءًا فالفضول يكاد يقتلني.
ردت عليه ثراء وهي تشير له بيدها نحو كتفيها تحثه للعودة إلى النوم كما كان:
-بعد الشر عليك، وارجع نام على كتفي تاني وريح دماغك لحد ما نوصل وبعدين في جميع الأحوال هنتكلم.
وافق وعاد نائمًا وهو يردد تلك الكلمات:
-أيوة صح يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبقى ببلاش.
~~~~♡♡♡♡~~~~
فتح وسـام عيونه المتبقي بها أثار النوم، نظر بجانبه ليجد جانب الفراش التي تنام بـه زهـر فارغًا، ضاقت عيونه قليلًا ورفع ذراعيه والتقط هاتفه القابع أعلى الكومود، فوجد الوقت لا يزال باكرًا وهناك وقت على موعد استيقاظه.
ولولا عدم تواجدها ونومها بالفراش لما كان نهض من الأساس وتابع نومه حتى موعد استيقاظه.
نهض عن الفراش وفارق الحجرة كي يرى أين هي ويطمئن فؤاده.
جالت عيونه بحثًا عنها، ولحظات فقط كان بصره يسقط عليها.
لاح التعجب على وجهه وسألها دون تردد أو تفكير:
-بتعملي إيـه يا زهـر؟
التفتت إليه زهـر تقابله ببسمة واسعة زادتها جمالًا، تاركة ما تفعل بهذا الصباح مقتربة منه طابعة قبلة حنونة على وجنته:
-صباح الخير يا حبيبي.
مع تلك البسمة التي استقبلته بها لم يكن باليد حيلة.
بادلها بسمتها بأخرى رغمًا عن أنفه منصتًا إلى بقية حديثها والذي حصل من خلاله على جواب لإستفساره:
-قلقت من النوم ومعرفتش أنام تاني فقولت قومي يا بت يا زهـر اعملي حاجة مفيدة، وأنا من ساعة ما اتجوزنا مقربتش من النيش ولا عملته فقولت استغل استيقاظي المبكر ده واعمله واحدة واحدة واتسلى.
-طيب مقولتيش ليه كنت خليت ماما شافتلك واحدة تيجي تعمله وتعملك في البيت اللي أنتِ عايزاه بدل ما تتعبي نفسك، وبعدين أنتِ نسيتي أنك حامل أنا مش عايزك ترهقي وتعبي في نفسك، فـ زي الشاطرة كدة سيبي اللي بتعمليه ده و..
لم ينل حديثه إعجابها على الإطلاق.
عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت بتهكم وتذمر واضح:
-لا أنا محبش واحدة غيري تعمل في بيتي، أنا أحب اعمل كل حاجة بأيدي بالك لو متعملتش بأيدي مش هحس أنها اتعملت أصلًا ومش هبقى مبسوطة نفس انبساطي لو عملتها أنا وبعدين ماما قالتلي نفس كلامك واقترحت عليا تشوفلي واحدة على الأقل تساعدني بس أنا بصراحة رفض أصلي أخاف تكسرلي حاجة كدة أو حاجة كدة.
-هو أنتِ وش فقر ليه؟؟ حد يلاقي دلع وميدلعش؟ بقى كل اللي حواليكي عايزين يريحوكي وأنتِ مُصرة تجهدي في نفسك، طيب يا زهرتي لو مش علشانك افتكري أنك حامل والحامل لازم ترتاح وتدلع وتتشال على كفوف الراحة.
-إيـه يعني حامل هو أنا هحارب، ما ستات كتير بيبقوا حوامل وبيشتغلوا عادي، على فكرة أحنا قدها وقدود ثق في مراتك، وبعدين هو أنا مش خايفة على ابني يعني محدش هيخاف عليه أكتر مني صدقني.
زم وسـام شفتاه بيأس ثم قال مستسلمًا:
-طيب تسمحيلي أنا أساعدك ولا مساعدتي كمان مش مرغوب فيها.
ردت عليه وهي توليه ظهرها وتلتقط كوب زجاجي تقوم بإخراجه:
-والله لو عليا كان نفسي بس مع الأسف المفروض تدخل تلبس وتجهز وتروح شغلك وأنا بقى هتسلى فيهم لوحدي وامري لله.
-لا ما أنا مش ماشي النهاردة وقاعدلك مدام فيها عمايل نيش يبقى هقعد ونعمله سوا وأنا هتصل أبلغهم أني مش جاي النهاردة وأجازة.
وبفرحة تشبه فرحة الأطفال قالت:
-بجد يا وسـام هتقعد معايا ومش هتنزل النهاردة!! بس اوعى تكسرلي حاجة.
أكد لها وهو يشارف على التحرك والعودة لغرفته كي يقم بتلك المكالمة:
-عيب عليكِ أكسر إيـه هو أنا تلميذ، عيب خلي بالك لما تقوليلي كدة، أنا سايب كل حالي ومحتالي وكل اللي ورايا علشانك وعشان مهونتيش ولا تهوني عليا تعملي كل ده لوحدك.
فارق مكانه وهو يردد الكلمات الأخيرة مما جعلها تصرخ بحماس:
-يالهوي بحبك بجد ربنا يخليك ليا يا أحلى وسـام في الدنيا.
غاب بالداخل وأجرى تلك المكالمة الهاتفية والذي انهاها سريعًا ثم ولج إلى دورة المياة غسل أسنانه و وجهه، ثم خرج إليها وقبل أن ينشغل معها أخبرها بأن تترك ما بيدها كي يحضران الفطار سويًا.
وافقت على حديثه وجهزا الفطار وتناولا معًا، وبعد انتهائهم أعدت كوب من الشاي لـه وسكبت كأس من العصير لها مقررة النهوض واستكمال ما توقفت عنده بعدما تنهي كأس العصير.
وما أن انهت مشروبها حتى تنحنحت وقالت تصارحه بذلك الشعور الذي يعتريها الآن:
-وســام.
-عيونه.
-أنا عايزة أنام، تيجي ننام ساعة واحدة بس ولما نصحى نعمل النيش سوا؟
رفض هذا الإقتراح وقال:
-أنا مش جايلي نوم بس قومي أنتِ نامي وأنا ممكن أقوم اتمرن شوية.
وافقت وقالت:
-ماشي بس اوعى تفكر تعمل النيش من غيري، أنا كدة كدة هنام ساعة واحدة بس مش اكتر من كدة.
-لا مش هعمله هستناكي تصحي نعمله سوا.
كان حديثه يحمل شيء من السخرية ولشدة رغبتها بالنوم لم تستطع تمييزها.
وصدقت حديثه ونهضت تاركة إياه خلفها و ولجت الغرفة وتمددت على الفراش ترغب في نيل قسط من النوم.
لحظات وكانت تغط في سبات عميق……
~~~~♡♡♡♡~~~~
تجلس ثراء بجوار وئام على واحدة من الطاولات يتبادلان أطراف الحديث معًا، وعلى مسافة ليست بالبعيدة يقف آسـر وأحمد بجانبه يتهامسان بتلك الكلمات:
-تفتكر ياض يا آسـر أمي وأمك بيخططوا لـ إيـه، أنا شامم ريحة مش حلوة.
وبذات الهمس آتاه جواب آسـر ينفي معرفته:
-مش عارف بس في حاجة غريبة في الموضوع، المفروض قالوا عايزين نقعد ونتكلم سوا وأول ما وصلنا مرضيوش ياكلوا حاجة و وزعونا وكل شوية يبصوا في الساعة ومرة جاتلهم مكالمة ومرة تانية هما اتصلوا على حد، يارب ما يكون اللي في بالي.
-وهو إيـه اللي في بالك، فتح عيوني يا بن عمي متسبنيش على عمايا.
وقبل أن يخبره بأي شيء، انتبه لوالدته وشقيقتها وهما ينهضان من جلستهما ويقفان يرحبان بشخص ما.
نظر تجاه عيونهم فأبصر تلك السيدة المقاربة في العُمر لوالدته و………..
تأكد حدسه ما أن رأى اثنان من الفتيات في مقتبل العشرينات يرافقناها.
-الحق دول طلعوا مستين ناس، هو في إيـه ومين دول وإيـه اللي بيحصل ده أنا مش فاهم حاجة يا آسـر.
عض آسـر على شفتاه وتحرك بجسده ليقف بمواجهة أحمد وهو يخبره بما يحدث ويدور من خلف ظهرهم:
-أمك وأمي بيدبسونا يا أحمد وعايزين يجوزونا صالونات………
-آسـر…أحمد…تعالوا هنا.
تفوهت وئام بتلك الكلمات تنادي عليهما كي يأتيان ويتقدمان منهم.
صر آسـر على أسنانه وببادئ الأمر كاد يتجاهل والدته لولا كلمات أحمد والذي نصحه بجدية وعقلية كبيرة:
-متمشيش مينفعش تمشي كدة هتحط خالتي في موقف مش ألطف حاجة وهتخلي شكلها وحش قدامهم.
وباندفاع وانفعال مفرط رد من بين أسنانه:
-وهي وخالتي كدة محطوناش في موقف زي الزفت هو أحنا صغيرين، بيحطونا قدام الأمر الواقع يعني.
دافع أحمد عن نواياهم يخبره بهدوء محاولًا جعله يتراجع عن إحراج خالته:
-معلش، عادي الكبير يحط الصغير في موقف مش ألطف حاجة بس عيب لما الصغير يحرج الكبير ودول مش أي حد دي أمي وأمك، وحتى لو تصرفهم مش عجبنا مينفعش نجرحهم بذات لو هما بيعملوا ده لمصلحتنا بوجهه نظرهم، ثم أحنا مش هنقعد نكتب كتاب دي قعدة عادية بالطول بالعرض هتعدي محدش يقدر يجبرنا على حاجة مش عايزينها يلا بينا.
استجاب آسـر وتحرك رفقته تجاه الطاولة.
رسم أحمد بسمة زائفة مجاملة على وجهه بينما ظل آسـر عابسًا.
أشارت ثراء تجاه أحمد وهي تخبر صديقتها التي لم تكن يومًا بالقريبة لها أو لوئام وتراها على فترات متباعدة.
-ده أحمد ابني يا منال أكيد عرفاه، سلم يا أحمد دي منال صاحبتي، والبنوتة القمر دي ولاء بنتها، ودي صاحبتها خديجة.
ازدادت ابتسامة أحمد اتساعًا وهو يرحب بهم:
-أهلًا وسهلًا نورتونا والله.
جاء دور وئام والتي صاحت تعرف آسـر على منال:
-دي منال صاحبتي أنا وخالتك يا آسـر سلم عليها وعلى البنات ولاء وخديجة.
وعلى مضض هتف آسـر دون أن يمد يده تجاه أي واحدة منهما:
-أهلًا وسهلًا.
لاحظت وئام بروده معهم فقالت بطريقة ذات مغزى:
-اقعد يا آسـر أنت وأحمد عشان ناكل كلنا سوا يلا.
وقبل أن يتهور آسـر ويرفض هذا كان أحمد يسبقه بتلك الخطوة موافقًا بل مرحبًا بهذا.
مر بعض الوقت حل خلاله العاملين واضعين أشكال وأصناف عدة من الطعام، ثم شرع الجميع بالبدء.
بتلك الأثناء ارتكز بصر ولاء الجالسة أمام أحمد مباشرة راغبة بفتح حديث معه فقالت لـه:
-الأكل طعمه حلو جدًا على فكرة، شكلي هاجي أنا وخديجة هنا كتير ولا إيـه يا خديجة.
هزت الأخرى رأسها بإيجاب قائلة:
-ده حقيقي، على فكرة يا آسـر أنا عملالك فولو على الإنستغرام.
وبجمود أجابها:
-طيب.
-طيب بس؟ يعني ده بدل ما تقولي إيـه ده بجد وتسألني اسم الاكونت بتاعي إيـه وتعملي فولو أنت كمان ونتابع بعض ونبقى صحاب، بقولك إيـه اديني رقمك و.
وعلى سبيل الصدمة قال آسـر مقررًا إنهاء تلك المهزلة:
-آسف مش هينفع مبقتش أصاحب بنات، الكلام ده كان زمان، يمكن لو كنتي جيتي قبل كام شهر بس كان الوضع أختلف وكنت أنا اللي سبقت وخدت اسمك ورقمك كمان بس دلوقتي مبقاش ينفع، أصل أنا وقعت خلاص واتكعبلت كمان على وشي واللي كنت بعمله زمان وشايفه عادي بقيت قرفان منه دلوقتي، يلا بالهنا والشفا بعد إذنكم.
لم يكذب بأي حرف نطق بـه، فقد أضحى ضحية الحب.
حب غير متبادل… حب من طرف واحد.
لا يعرف نهايته أو مصيره كل ما يدركه الآن هو طعم الآلم وأن تكون عاشقًا متيمًا بشخص لا يراك ولا يصدق مشاعرك.
بعد ذهابه وغيابه عن أنظارهم تبدلت تعابير وجهه كليًا بعدما ذكر ماضيه.
ماضيه الذي يعلن من تلك اللحظة كرهه وبغضه لـه.
متذكرًا كيف كان لعوبًا، شيطان، يلعب على أوتار المشاعر مستغلًا وسامته التي كان لها دور كبيرًا في لعبته وتجعل الفتيات يرفعون راية الاستسلام ويسلمن له قلوبهم……..
ذلك الماضي الذي أطلق عليه “وصمة عار”
يتمنى لو يزول ويمحى من ذاكرته ولكنها بالنهاية تظل أمنية لن تحقق…..
بعد رحيله لم ينطق أحمد حرف مع الفتاة وانهمك بإنهاء طعامه.
وما أن حقق المراد حتى نهض يودعهم:
-الحمدلله، عن إذنكم يا جماعة هدخل الحمام وبعد كدة همشي علشان ورايا مشوار مهم، مبسوط أني شوفتك يا طنط منال والله، سلام يا آنسة ولاء سلام يا آنسة خديجة استودعكم الله.
رحل هو الآخر، ولم يتبقى سوى وئام وثراء مع تلك الصديقة وابنتها وصديقتها.
دقائق وكانوا يرحلون أيضًا.
بعد ذهابهم على الفور نهضت وئام بطريقة ساخطة مما حدث وكيف أغلق ابنها الباب في وجه الفتاة ولم يترك مجالًا للحديث والتعرف عليها.
أدركت ثراء نواياها فمسكت بذراعيها قائلة بهدوء:
-وئام اهدي ومتتعصبيش، العصبية مش حل ويفضل متكلميش معاه دلوقتي اتكلموا بعدين.
أصرت وئام على الذهاب والحديث معه، متمسكه بموقفها راغبة في التعبير عن مدى غضبها:
-لا يا ثراء هتكلم معاه دلوقتي مفيش بعدين.
رحلت هي الآخرى تاركة ثراء خلفها تفكر هل تلحق بها أم تتركها.
وبالنهاية قررت الإلحاق بها.
اقتحمت وئام المطبخ واتجهت صوب آسـر المنشغل بالحديث مع واحد من العاملين.
لم تبالي بوجود أحد واقتربت منه متحدثة بغضب أعمى:
-إيـه اللي أنت عملته ده!!! بتحرجني يا آسـر قدام الناس.
ابتعد الشاب الذي كان معه، واستدار آسـر لها مشيرًا نحو نفسه:
-أنا أحرجتك! فين الإحراج ده! واحدة وعايزة رقمي وأنا رفض إيـه المشكلة في كدة.
-يا سلام ما أنت رقمك مع أمه لا إله إلا الله جت على الغلبانة دي وعملت نفسك محترم.
أخذ آسـر نفسًا عميقًا ثم زفره ببطء يحاول التمسك بهدوئه قدر المستطاع:
-ماما أنا بحاول وبعافر علشان أبقى محترم فساعديني معلش، وبعدين الحركة مفقوصة أوي وكان باين هما جايين ليه وهنا بذات معأن كان ممكن تروحوا أي مكان تاني، وكمان الست جاية ببنتها وصاحبة بنتها هو ده كلام!! مش كنتوا تقولوا من بدري طيب بدل ما تحطونا في موقف زي ده، وبعدين لو على الإحراج فـ أنا محرجتيش لا أنتِ ولا خالتو أنا روحت وسلمت على صاحبتك و وجبت معاهم ونزلتلهم المنيو كله كمان.
تدخلت ثراء وقالت بهدوء:
-خلاص يا وئام كملوا كلامكم بعدين مينفعش كدة.
رفضت وئام وقالت:
-لا يا ثراء أنا مش هتكلم معاه في حاجة تاني وأنا غلطانة أصلًا أني فكرت فيك وقولت أشوفلك واحدة بنت ناس محترمة تجوزها وتعقل كدة بس كان واضح أني غلط وبجد ندمانة من هنا ورايح أعمل اللي أنت عايزه أنا خلاص فـ….
-في بنت بحبها يا ماما، لما قولت أني وقعت واتكعبلت فـ أنا كان قصدي أني حبيت، عشقت..ومش عايز غيرها خلاص، أنا مستنيها وهفضل مستنيها لحد ما تحس بيا إن شاء الله أفضل مستني لآخر العُمر.
~~~~♡♡♡♡~~~~
التقط وسام ثمرة من الفاكهة، قام بالتهامها وعيونه تبصر ذلك المدعو “النيش” والذي أوشك على الإنتهاء منه بعد ما أخرج كل ما يتواجد بداخله وانتهى من تنظيفهم وإزالة الغبار عنهم والآن يتبقى فقط إعادة كل شيء لمحله…
فقد تخطى نوم زهـر الساعة ولم تستيقظ مثلما أخبرته، فأراد مفاجئتها وإدخال السعادة لقلبها عند استيقاظها ورؤيتها لما فعل لأجلها.
فهو بالأصل لم يكن يرغب بتدخلها لتنظيفه لذا انتهز تلك الفرصة التي جاءته على صحن من ذهب.
لكن اتسعت عيونه صدمة ممزوج بخوف من أن تستيقظ من نومها بفضل جرس المنزل الذي على صوته بالإرجاء معلنًا عن مجئ ضيف.
لم يتوقف الأمر عند الجرس بل زاد عندما بدأ الزائر بالدق على الباب بيده كأنه يدق على طبل بلدي وليس باب منزل.
أسرع وسـام من خطواته كي يفتح الباب وفي نيته تعنيف من جاء….
وقبل أن يفعلها وصل إليه ذلك الصوت الذي جعله يتعرف على هويته بسهولة بالغة:
-افتحي يا زهـر، افتح يا وسـام أنا عارف أنك جوه روحتلك الجيم عشان أعمل الفورمة قالولي أنك مجتش وأجازة افـــ…..
وأخيرًا فُتح الباب بالفعل بواسطة وسـام الذي قابله بنظرات نارية كادت تحرقه بمحله، متمتم بتشنج ومن بين أسنانه بغل:
-إيـه في إيـه بتخبط كدة ليـه يا حيوان أنت.
وباستنكار ردد أحمد كلماته:
-حيوان!!!!!!! ربنا يسامحك يا أخي، والله ما هرد عليك عارف ليه؟؟؟
وقبل أن يستفسر منه وسـام الذي تحرك لداخل المنزل عن السبب باغته أحمد بعد ولج وأغلق الباب بعده باحتضانه وهو يردد بسعادة:
-عشان بحبك في الله يا جوز أختي والله، أومال فين البت أختي…. قتلتها ولا إيـه!!!! شكلك عملتها وأنا أقول اتأخر ليه على ما فتح، قول كدة بقى… زهـر.. أنتِ فين يا زهـر…..أين أنتِ؟؟
-أنت عبيط يا بني، بطل هبل بقى شوية واعقل وانضج كدة شوية و وطي صوتك ده أختك نايمة.
رد عليه بتذمر طفولي يدافع عن نفسه:
-أنا لست بعبيط أو أهبل، وعاقل وناضج يكون في معلومك أنا بس فرفوش وبحب أهزر في فرق خلي بالك….. إيـه ده أنت بتعمل إيـه في النيش، أنت فتحه كدة عادي؟؟ اقفله بسرعة قبل ما زهـر تشوفك النيش ده للست زي المتحف كدة بضبط متحبش حد يفتحه ولا يقرب منه والحاجات اللي جواه ممنوع الاقتراب منها أو حتى تصويرها أنت بقى فتحه ومخرج اللي جواه مش خايف حاجة تكسر منك! أنت إيه الجحود اللي فيك ده يا جدع.
ضحك وسـام بإستهزاء وهو يخبره:
-يا راجل يعني مش باين أني بعمله وبنضفه؟
-لا مش باين، وبعدين اش فهمك أنت في الحاجات دي يا بتاع الجيم والحديد أنت، أنت هتعرف ترص النيش تاني؟
-آه أعرف عادي هو أنا هخترع الذرة!
-يا سلام طب أتفضل رص فرجني أنا عايز أتفرج عليك وأنت بترصهم.
وقبل أن يمد وسام يده بشيء أبدى اعتراضه وقال:
-لا ما أنا مش هرص كل ده لوحدي أيدك معايا يا أخو مراتي اتفضل.
-لا معلش عذرًا فـ أنا ليس بمقدوري ترتيبه أو حتى الاقتراب منه أنا لا استغنى أو أتخلى عن حياتي، أنت بايع كدة كدة فـ اتفضل أنت برة عني معلش.
رمقه وسـام بنظرات كادت تصيبه بمقتل قائلًا بطريقة ذات مغزى:
-أنت هتساعدني فيه ولا لا هي كلمة واحدة!
ابتلع أحمد ريقه ثم قال وهو يخلع عن جسده الجاكت الذي يرتديه ويضعه بعيدًا عنه ثم شمر عن ساعديه وبدأ بمساعدته بالفعل:
-إزاي يعني مش هساعدك، لازم أساعدك طبعًا هي دي فيها كلام، يلا بينا بس براحة عشان مفيش حاجة تكسر منك خلي بالك.
-مني أنا؟!! المهم مفيش حاجة تكسر منك أنت، أنا ماشي زي الفل الحمدلله، والله لو كسرت حاجة أختك هتمسك في زمارة رقبتك……..
ما أن انتهى وسام من حديثه حتى سقط كأس زجاجي من يد أحمد رغمًا عنه.
اتسعت عين وسام والتفت ينظر له فوجده يحملق بالكأس المكسور متناثر زجاجه أرضًا:
-أحيـه، ألحقني يا وسـام..الكاس اتكسر مني، زهـر هتعلقني.
-هعلقك بس؟؟ هعلقك دي كلمة بسيطة متجيش حاجة في اللي هعمله فيك، كسرتلي النيش يا أحمد وارتحت!!!
تفاجئ الاثنان من استيقاظها بل ورؤيتها لذلك الكأس المحطم.
خرج صوت أحمد يحاول الشرح لها:
-اسمعيني بس أنا كنت بمد أيدي لوسام اديهوله قام وقع مني غصب عني وبعدين فدايا خد الشر وراح، أنا اسمع أن كسر الكأسات خير.
ردت عليه وهي تقترب منه بخطوات تسبق الهجوم الوشيك:
-كسر الكاسات اللي خير برضو؟ يعني مش دلق القهوة والله ما سيباك كسرتلي النيش يا أحمد.
اندفعت تجاه مع حديثها الأخير فسارع بالتحرك والإحتماء خلف وسام، معلقًا على كلماتها:
-نيش إيـه اللي كسرتهولك، أنتِ أوفر ليه، مكنش كاس يعني اتكسر والله أجبلك طقم غيره أو هجبلك أخوه أكيد هو مش طقم لقيط أكيد ليه أهل شبهه، ولو ملقتش أخوه هشوفلك ابن عمه.. ابن خاله.. أبوه.. عمه…
ردت وهي تحاول الوصول إليه من خلف وسـام:
-أنت بتهزر ليك نفس تهزر وأنت كاسر لأختك النيش.
انفعل وسـام من غضبها وقال يحاول تهدأتها:
-حبيبتي.. زهرتي، خلاص اهدي حقك عليا أنا هجبلك غيره والله خلاص.. عجبك كدة بوظت كل اللي بعمل فيه من الصبح، وأنا اللي مستني اخلص وادخل اصحيها عشان افاجئها..
صدح صوت أحمد من خلفه وهو يردد بطريقة مسرحية درامية:
-خلاص أحمد دلوقتي بقى الشرير بقى الوحش في رواية أحدهما… ومش أي أحدهما دي أختي وجوز أختي، ده بدل ما تقولولي فداك يا حمادة، أخص… لا بجد وحق وحقيقي أخـــص… أنا ماشي وتفو على وشي لو هوبت وجيت هنا تاني…..
~~~~♡♡♡♡~~~~
مر شهر على تلك الأحداث، والآن وبداخل منزل وسـام وزهـر اللذان قاما بدعوة كل من بـرق ويوسف، إسلام ومحمد، جهاد، ضياء، روضة، إحسان، عصمت، ورضا.
كذلك قاما بدعوة أحمد، صابـر، آسـر، وقُصي إلى منزلهم.
مقررين دعوة باقي العائلة الأكبر سنًا لاحقًا، فقد رفضوا الدعوة مسبقًا واقترحوا عليهم بأن يستضيفوا الشباب والفتيات أولًا ويستمتعون بوقتهم معًا متحدثين مع شكري لأخذ الموافقة وبالفعل في بادئ الأمر كان رافضًا لكن بعد تحدث سلطان معه وافق بسهولة.
وبتلك اللحظة كانوا يجلسون حول طاولة السفرة التي تحوي العديد والعديد من أصناف الطعام المختلفة والشهية بذات الوقت، فلم تكن زهـر هي من أعدت الطعام بل طلبه وسـام من الخارج بعدما رفض أن تتولى زهـر تلك المهمة الشاقة في نظره.
مما جعل زهـر تنزعج من هذا الدلال المبالغ في أمره.
فقد جلس كل زوج بجانب زوجته، كذلك جلس الشباب بجوار بعضهم البعض وأمامهم جلست الفتيات.
وبالطبع لم تخلو الجلسة من القصص التي يسردها محمد عن يوسف وبـرق والتي كانت كالآتي:
-هو يخبط مرة بليل وبـرق تخبط مرة الصبح، لحد ما أنا و إسلام زهقنا روحنا جايبين ورقة وعلقناها على الباب.
اتسعت عين أحمد وقال بعدم تصديق:
-بتهزر، أكيد بتهزر يوسف ميعملش كدة.
وقبل أن يجيبه محمد ويؤكد لـه فعله يوسف الذي كان على وشك الحديث هو الآخر وشكر أحمد على حسن ظنه بـه لولا وسـام الذي قال مصوب حديثه لـ أحمد:
-يوسف آه ميعملش كدة بس أنت تعمل عادي يا معلم، مش نسيهالك خلي بالك وبعون الله مردودة أصبر بس واتقل عليا.
التوى ثغر أحمد وقال بأسلوب مصطنع لا يليق بـه:
-والله لو تعرف تصرف معايا أصرف و وريني آخرك.
أوشك وسـام على الرد لولا زهـر التي قاطعت ذلك الشجار الطفولي الذي على وشك النشوب، واضعة بعض من الطعام أمام زوجها كنوع من الإلهاء:
-خد يا وسام يا حبيبي الحمامة دي من نصيبك، كُل يا حبيبي.
لاحق صابـر حديث أخته متحدث مع وسـام:
-آه ياريت تاكل يا وسام يا حبيبها أفضل وأحسن كتير.
-قصدك إيـه؟؟
سأله وسـام فسبقته زهـر وهي تضع أمامه حمامه أخرى:
-مقصدوش ده خايف عليك وعايزك تتغذى سيبك منهم بقى وكُل يلا.
هنا وتحدث قُصي متذمرًا وهو يرى زوجة أخيه تضع له حمامة أخرى في صحنه:
-الله أنتِ بتحطيله حمامة تانية ليه، مش لما ياكل الأولى الأول، وبعدين عايزين تغذوه ليه هيروح مننا فين تاني ده كله عضلات في عضلات، خافي على نفسك يا مرات أخويا بدل ما يصحى في مرة جعان يشوفك حمامة فيروح واكلك.
نال حديث قُصي إعجاب جهاد وجعلها تبتسم، فقالت معلقة على مزحته، متعمدة تجاهل صابـر تمامًا منذ أن جاءت و وجدته، متحكمة في نظراتها كي لا تقع عليه ولو عن طريق الخطأ:
-أنا مع قُصي في الكلام ده، الراجل من دول لما بيجوع ممكن ميشوفش قدامه، وممكن يأكل أكل مراته عادي، ده أنا بشوف فيديوهات من النوع ده كتير، معرفش هل ده بجد ولا تمثيل ولا فوتوشوب ولا إيه حكايتهم بضبط.
ارتفع حاجب قُصي وقال لها بسعادة:
-أيوة وأنا كمان بيقابلني فيديوهات كتير من النوع ده وبيبقوا حلوين بقعد اتفرج عليهم لا وفي فيديوهات تاني يا جهاد كدة معرفش دول صينين ولا يابانين ولا كوريين بتلغبط بين التلاتة بيقعدوا يخبوا الاكل من بعض عشان كل واحد يأكله هو، مش فاهم هما لما بيعملوا ولا بيجيبوا الأكل بيبقوا ناسين طيب أنـه في حد معاهم هياكل، يعني فرضًا لو الست طلبت مبتطلبش لجوزها ليه معاها ليه الخناق يعني.
ردت عليه بشغف على ذكر الكوريين قائلة:
-الله أنا بحب الكوريين أوي، أنا بقالي فترة بقيت اتفرج على كوري كتير وبقيت كيدرامية لو ليك في المسلسلات الكوري قولي وأنا أقولك على شوية مسلسلات إيـه عنب ولوز اللوز هيعجبوك أوي.
أثناء حديثها كان صابـر منشغل بتناول الطعام… أو هكذا رغب أن يظهر.
لا مبالي.. لا يهتم.. لا تفرق معه سواء هي أو حديثها.
ولكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا عما يظهر للجميع.
فهناك حرب قد اندلعت داخله والسبب بتلك الحرب كانت هي.
ومن غيرها..
حديثها وراحتها بالحديث مع قُصي جعلت النيران على وشك إحراقه.
رفع بصره واقتطف نظرة سريعـة نحوها ويا ليته لم يفعل فتلك النظرة لم تفعل شيء إلا أنها فاقمت الوضع سوءًا بداخله.
فقد كان بصرها واهتمامها مصوب لقُصي، هناك شغف وحماس يلمع بعيونها استطاع بسهولة تمييزهم.
فيما بعد انتهت تلك الجلسة حول السفرة ولملمت الفتيات السفرة والصحون سويًا رافضين مساعدة الشباب لهم.
وبعد انتهائهم من ترتيب المطبخ وإعادته كما كان رافضين توريط زهـر بترتيبه بمفردها وبعد ذهابهم.
جلسوا معًا من جديد..
انتهز يوسف إنشغالهم بالحديث ومال على أذن بـرق يخبرها:
-لو تعبتي أو زهقتي وعايزة تروحي قوليلي متكسفيش أنا عارف أن بكرة عندك محاضرات.
نظرت داخل عيونه بطريقة عاشقة ممنونة لكل ما يفعله لأجلها ليس فقط منذ أن عادت الدراسة بل منذ اليوم الأول لهما كزوج وزوجة.
فكم كان حنونًا عطوفًا، عوضها عما افتقدته ومنحها ما أرادت وأحتاجت دومًا من حب واهتمام لا نهاية لـه معه.
لم يقل اهتمامه درجة واحدة حتى الآن بل كلما مر يوم يزداد أكثر فـ أكثر.
ردت عليه بهمس كي لا يسمعهم أحد:
-لا بالعكس يا يوسف مبسوطة خالص ومش تعبانة اليوم بجد حلو أوي.
تأمل ملامح وجهها وجمالها أثناء همسها لـه، ابتسم بحب معلقًا على حديثها:
-حلو بوجودك أنتِ يا عيوني، عارفة لو مش قاعدة، كانت القعدة هتبقى دمها تقيل.
-يا راجل.. يا جدع بقى، يخربيت طعامتك.
رغمًا عنها ومن شدة خجلها من كلماته وغزلـه بها خرج صوتها عاليًا جاذبًا الأنظار نحوهم.
شعرت بما ارتكبت وتجمد وجهها خجلًا.
لم يتأخر بعونها، ينظر للجميع يخبرهم بمرح:
-ما تبصوا قدامكم، الله.. والله أخد مراتي وأقوم أروح.
نظرت ضياء أمامها وهي تكتم ضحكاتها واضعة يديها على فمها.
وبالصدفة سقط بصرها على الجالس قبالتها ومسكت بـه بالجُرم المشهود.
فقد كان يختلس النظرات إليها.
ابتلع ريقه بتوتر لم يعتاد عليه ولم يكن يأتيه بالأساس ولكن معها هي كل شيء مختلف.
زفرت مطولًا ثم نهضت راغبة في دخول دورة المياة.
هبت من جلستها بعدما همست لجهاد التي كانت لا تزال منشغلة بالحديث مع قُصي بتلك الكلمات:
-أنا هدخل الحمام وجاية.
نهضت بالفعل وتحركت صوب دورة المياة، ولجت لداخلها واوصدت الباب من الداخل.
وقفت أمام المرآة تنظر لإنعاكسها لا تدري لما باتت ترى نظراته لها بمنظور آخر وبطريقة مختلفة عن ذي قبل.
خرجت تلك الكلمات الخافتة تحدث نفسها ترغب بأفاقة ذاتها وقلبها قبل أن يقع ضحية لـه:
-فوقي يا ضياء… فوقي، ده آسـر اللي كان حبيب يارا، اللي مكونتيش بتحبيه ولا بطقيه بسبب لفه حواليكي وهو معاها، ده واحد ملوش آمان، بيحاول يخدعك ويوهمك أنه بيحبك وأول ما تسلميله قلبك هيخلع وهيظهر وشه الحقيقي، هو مبيحبكيش هو بس مش عارف يطولك، ولو طالك محدش هيتأذي غيرك، قلبك لازم يفضل ملكك أنتِ وبس…
عقب إنتهائها قامت بغسل وجهها الذي كان طبيعيًا خاليًا من أي زينة.
جففت وجهها ثم خرجت من دورة المياة، أغلقت الباب وسارت خطوتان ثم توقفت فجأة بعدما ظهر أمامها من العدم.
خرجت شهقة خافضة منها وهي تردد واضعة يديها أعلى صدرها:
-خضتني.
-أنا أسف.
نطق عذره بنبرة عذبة جعلتها ترفع عيونها تنظر لـه وهي تسأله بعدم فهم:
-أسف على إيـه ولا عشان إيـه؟
-عشان خضيتك، مش قصدي أنا بس كنت حابب اطمن عليكي، ومردتش اتكلم معاكي برة قدامهم عشان محدش يفهم غلط، وكمان مرضتش اتصل عليكي من ساعة آخر مرة كلمتيني وقولتيلي أن زفت طارق كلمك بس عشان أنتِ متفهمنيش غلط، عملتي إيـه كلمك تاني أو قابلتيه؟
ردت عليه بوجهه جامد خالي من التعابير:
-لا مقابلتوش، بس كلمني تاني مصمم يرجعلي الفلوس اللي خدها بس أنا مرضتش ومبقتش أرد عليه، ويلا لو سمحت خلينا نرجع نقعد معاهم عشان لو حد شافنا وأحنا واقفين كدة هيبقى شكلنا وحش أوي وأصلًا ميصحش الوقفة دي، بعد إذنك.
سبقته وتخطته عائدة للجلوس بينهم تاركة إياه خلف ظهرها يبتسم بسمة محبة عاشقة لحد النخاع ليتها فقط رأتها فلو حدث لكانت أدركت مدى عشقه ومشاعره الصادقة تجاهها، وضربت بحديثها مع نفسها عرض الحائط…
انتظر للحظات ثم تحرك عائدًا لهم هو الآخر واضعًا هاتفه بجيبه مرة أخرى يدعي انتهائه من مكالمة ما كي لا يثير شكوكهم نحوهما.
جالسًا بجوار قُصي المتحدث في ذات اللحظة الذي جاوره آسـر به، ينفي معرفته:
-إيـه ده لا معرفهمش مين دول يا جهاد وريني حاجة ليهم كدة.
رددت جهاد بدهشة قائلة:
-إزاي يعني متعرفش سارة وعادل دول أشهر من النار على علم.
خرج صوت صابـر يسخر منها:
-وإيـه المشكلة يعني لما ميعرفهمش، معرفته بيهم هتزوده أيد ولا رجل.
باغتته بهذا الجواب معلقة على سخريته:
-والله أنت واحد ملكش في الكلام ده ولا تفهم فيه، أنا بكلم قُصي لما ابقى بكلمك أنت ابقى اتكلم…
اعترى صابـر شعور بالغضب لم يشعر بـه من قبل راغبًا في تحطيم وجهها وقطع لسانها..
ولكن ليس هي فقط بل هي وذلك الأحمق الذي لم يتوقف عن الثرثرة والمزاح معها اليوم.
نظرت جهاد تجاه قُصي تخبره وهي تعبث بالهاتف كي تأتي بهذا الثنائي:
-استنى يا قُصي يا بني هوريك مين سارة وعادل لو شوفتهم هتحبهم أوي دول أفخم قصة حب ممكن تشوفها في حياتك، لا والواد عادل ده رومانسي بشكل وبيحبها أوي الحب بيبقى باين في عيونه كدة وهو بيبصلها.
في ذات الوقت كان أحمد في عالم آخر لا يتواجد بـه سوى روضة.. أو “رضوى” كما يحب أن يدعوها.
فقد كان يجلس بمقعد منفصل عنها ولكنه بجوارها، مخرجًا لهاتفه يجعلها ترى تلك الصور الذي التقطها رفقة صديقه صابـر ذلك القط الذي عثر عليه بمنطقتهم وتولى أمر رعايته..
-دول بقى يا ستي صور ليه وهو لوحده من غيري، أخبريني هل نالوا إعجابك.
اومأت برأسها دلالة على إعجابها بل حبها لهم، قائلة بصدق نابع من قلبها وعيونها:
-كل الصور حلوة جدًا، أنت عارف أن مفيش حد لحد دلوقتي سأل على القط وشكله كدة فعلًا متسرب، بجد مش فاهمة لما الناس مبقتش قد تربية القطط ورعايتهم بيحببوهم فيهم ليه ويعلقوهم وبعد كدة يسيبوهم في الشارع مش حرام عليهم بجد…………
لم يعد أحمد منصتًا لأي شيء فقط يتأملها ويحفظ ملامحها وطريقة انفعالها أثناء الحديث….
ابتلع أحمد ريقه وهو يخفض بصره موضع قلبه يكاد يقسم بأنه يستمع لضربات قلبه التي باتت جنونية بفضلها……….
معترفًا بينه وبين نفسه بأن قلبه منذ تلك اللحظة لم يعد ملكًا لـه بل أضحى من نصيبها هي وظفرت بـه وأصبح من العاشقين أخيـــــرًا………….
««يتبع»»………………..
فاطمة محمد.
يارب الفصل يكون عجبكم وحبة أرجع افكركم أن مفيش فصل يوم الجمعة بس في يوم التلات وخلاص هنرجع لمواعيدنا القديمة وهننتظم عليها والفصول هترجع تنزل تلات وجمعة تاني من يوم التلات بأذن الله. 🫶🏻
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.