رواية الحب كما ينبغي – الفصل الحادي والأربعون
الفصل الواحد والأربعون
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل الواحد و الأربعون:
الحب ليس مجرد كلمة عابرة ينطق بها اللسان، الحب أعمق من كونه كلمة قد تتفوه بها أو تعترف بها، فهو يتسلل إلى القلب دون إستئذان أو شعور منك، لا يطلب منك أذنًا بالإقتحام أو الإستيلاء عليك، بل تجد نفسك دون مقدمات مغرمًا وبالهوى ساقطًا….
وهذا ما حدث مع أحمـد.
فالحب قد داهمه، وقع ضحية لـه، وبات عقله وقلبـه مشغولًا بها رغمًا عنه.
فها هو يطيل النظر إلى حبيبة قلبه، ومن ملكته وسلبته إيـاه لا يرغب بالحديث أو الثرثرة كعادته بل يكتفي برؤيتها والإنصات إليها منحازًا بل مطبقًا لتلك المقولة الشهيرة
“الصمـت فـي حـرم الجمـال جمـال……”
وهي للحق وعلى ذكر الجمال، جميلة وفاتنة، عيونه لم ترى من أجمل منها ولا يظن بأنه سيحدث…
كانت وستظل أجمل فتاة يراها في حياتـه بأكملها.
ورغم وجود الكثير من الأشخاص حولهم إلا أن عيونه لا تراهم حقًا.
كأنهم أشباح غير مرئية….
ظل هكذا شاردًا بها مصيبًا إياها بالتوتر والإرتباك و… الصمت.
ابتلعت ريقها الذي جف عنوه ورمشت عدة مرات متتالية قبل أن تقترح الذهاب والعودة إلى المنزل…
وافقها محمد على الفور مستحسنًا تلك الفكرة قائلًا أنها فكرة جيدة كي لا تطيل الجلسة أكثر وتصاب زهـر بالإرهاق مما جعل وسـام المدرك لنواياه الحقيقية ألا وهو الإنفراد بزوجته، يعقب بهمس لم يصل سوى لزوجته التي لكزته كي يصمت.
-لا يا شيخ بقى عشان زهر برضو شوف إزاي.
نهض يوسف من جلسته على الأريكة ثم مد يده تجاه بـرق.
سعدت من مبادرته واهتمامه بها الذي يصل لتلك المرحلة.
مستجيبة لدعوته بالإمساك بيده.
مدت يدها وتعانقت الأيدي، مبتسمًا لها، ثم نظر تجاه الفتيات يبدي اهتمامه بهم أيضًا:
-مين يحب يركب معانا نوصله ومين يركب مع محمد وإسلام؟
وقبل أن ينطق الجميع سبقهم أحمد وهو ينهض بحماس مقترحًا تلك الفكرة:
-طب وليه؟؟ بذمتك ينفع توصلوهم وأحنا موجودين، أنت و زوجتك المصونة ومحمد و زوجته المصونة تروحوا وأنا وصابـر هنوصل البنات…
اشتعلت عين آسـر وقال بتهكم واضح:
-يا سلام يعني هو أنت وأخوك اللي جدعان والشهامة بتنقط منكم وأنا لا.
وبعدم فهم سأله أحمد:
-أيوة عايز إيـه أنت يعني؟ ماذا تريد اشرحلي فضلًا وليس أمرًا.
-صابـر وقُصي يروحوا وأنا وأنت نوصلهم سهلة وبسيطة..
رد عليه أحمد ببساطة:
-خلاص قُصي يروح بالسلامة، وأنا وصابـر ناخد تلاتة من البنات و أنت تيجي ورانا بتلاتة برضو..
استحسن آسـر تلك الفكرة، فكم يرغب بأن يحظى بدقائق أخرى كي ينعم بهم برؤيتها عله يطفي نيران قلبه المشتاق الهائم كما لم يحدث من قبل..
وقبل أن يتحدث ويخبرها ويخبر اثنان آخرين بالقدوم معه صدح صوت أحمد قائلًا:
-روضة و جهاد وضياء تعالوا معايا أنا وصابـر وآسـر هيجي ورانا مع عصمت وإحسان ورضا يلا..
لاحت شبه بسمة على وجه صابـر سعيدًا وفخورًا باختيار أخيه.
ولكن سعادته تلك لم تدوم واختفت كليًا وتبخرت ما أن رأى ذلك الحديث والوداع الحار المفعم بالكلمات والضحكات بين جهاد وقُصي وكأنهم على معرفة أو أصدقاء منذ زمن طويل…..
كز على أسنانه وهو يحملق بها لا يدري متى سينصلح حال تلك الفتاة وتكف عن تلك الأفعال المتهورة والمندفعة والتي قد تجعل من أمامها يسئ الظن بها…
وما كان يشعل صدره أكثر أنه يعرف قُصي جيدًا فهو بالحقيقة لا يختلف عن آسـر كثيرًا فالاثنان وجهان لعملة واحدة….
وعلى ذكر آسـر فقد أغمض جفونه وهو يسب أحمد سبات أشكال وألوان بسره بعدما انتهى من الحديث…
فقد خرب لـه ما كان يرغب بحدوثه.
ولكنه لن يستسلم ومع تحرك الجميع والوداع القائم بين وسـام و زهـر للجميع انتهز الفرصة ودنا من أحمد يهمس لـه:
-أحمد.
-ماذا تريد مني؟؟
-بدل معايا و وصل أنت وصابـر عصمت وإحسان ورضا وأنا هاخد معايا جهاد و روضة وضياء.
وبدون تفكير وصدر نهشته الغيرة ما أن نطق الأخير اسم حبيبته هتف بقوة وجدية وغيرة جميعهم اجتمعوا سويًا وخرجوا على هيئة رفض:
-لا.. انسى.
-أحمد متعصبنيش بـ..
قاطعه أحمد مصًرا متمسكًا بالرفض فلا يوجد لدية أي نية لترك روضة تذهب بصحبته:
-ما تتعصب، أنت لما تقولي متعصبنيش هخاف أنا كدة وهكش منك، متتعصب عادي، ويلا بقى هش خليني اسلم على أختى وجوز أختي قبل ما امشي أنا وصابر نوصل البنات يلا هش…ياض متبرقليش كدة هش بقولك…..
~~~~♡♡♡♡~~~~
يقود السيارة بوجه عابس..و رُبما غاضب، بعدما حدث عكس رغبته وما يتمنى من تواجدها معه تحت سقف السيارة حتى ولو كان لوقت قصير ولن يستطع الحديث معها.
يكفيه شعوره بأنها حوله ومعه في مكان واحد..حينها لاستطاع اختطاف بعض النظرات وجعل قلبه يسكن….
يتساءل ألف سؤال بينه وبين نفسه
ترى هل سيأتي يوم وتشعر بـه وتبادله مشاعره الصادقة، هل هناك احتمال بأن تكون من نصيبه و زوجته ذات يوم.
بالله لو حدث ليكون وقتها أسعد رجل على وجه الأرض…
رفع يده لتتغلغل داخل خصلاته الناعمة، ثم مررها على وجه يمسحها ملتقطًا نفسًا طويلًا…..
لم يكتفي بهذا بل سارع بفتح النافذة كي يلفحه الهواء البارد عله يطفئ تلك النيران المشتعلة داخله ولا يدري عنها أحد.
فمن كان يصدق بأن يبدله الحب بهذا الشكل ويجعل منه رجل آخر غير الذي كان عليه ويندم على أفعاله مسبقًا ويتمنى محوها تمامًا من ذاكرته وأن يغفر له ربه ويتحقق مبتغاه بالظفر بها وبعشقه…
ياليتها تحبه ولو قدر بسيط فلو حدث سيكون راضيًا فـ أقل شيء سيسعده لا شك بهذا…
تنحنحت رضا الجالسة بجواره والتي أصرت على الجلوس بالمقعد الأمامي المجاور لـه..
أخرجه حديثها من تفكيره وشروده وحالة الاشتياق واللهفة تلك:
-أنت كويس يا آسـر….
نظر نحو الصغيرة وعلى الفور أجبر نفسه على الابتسام لها بحنو يجيبها منتهزًا تلك الفرصة الذهبية كي يكف عن التفكير بها:
-الحمدلله يا رضا وأنتِ كويسة؟ شكلك عايزة تنامي، أنتِ وراكي مدرسة بكرة صح؟
اومأت برأسها تؤكد على حديثه الأخير:
-عندي مدرسة آه، بس مش عايزة أنام، أو ممكن تقول كنت بس من ساعة ما ركبت معاك والنوم طار من عيني.
تبادلت إحسان وعصمت النظرات بالخلف يكتمون ضحكاتهم مدركين إعجاب تلك الصغيرة بـه.
بينما تساءل آسـر بعدم فهم:
-إيه ده اشمعنا؟
وبطريقة تعكس إعجابها وانبهارها بـه وبوسامته قالت بصراحة مطلقة:
-عشان أنت تطير النوم من عين أي حد، بقولك إيـه ما تستناني لحد ما أكبر وتتجوزني إيـه رأيك؟؟
لم يستطع كبح ضحكاته وانطلقت عاليًا..
ليس هو فقط من فقد سيطرته على نفسه بل كان لـ إحسان وعصمت نصيب أيضًا..
انزعجت رضا من ضحكات الثلاث، فالتفتت لشقيقاتها متحدثة معهم بتحذير وهي ترفع سبابتها بتهديد و وعيد لا يليق بعُمرها الصغير:
-بطلي ضحك أنتِ وهي بتضحكوا على إيه اتلموا بدل ما أقوملكم والله.
تدخل آسـر وقال يهدأ من روعها:
-لا قلبك أبيض أهدي.
وبالفعل هدأت وكأن وقع كلماته عليها سحرتها وجعلتها تستجيب لـه كالمغيبة:
– حاضر عشان خاطرك أنت بس يا غالي، قولي موافق تستناني؟
زم شفتاه ثم أجابها بعقلانية لا يرغب بأعطائها أمل زائف أو يمزح معها في موضوع كهذا فقد تأخذ كلمته على محمل الجد:
-بس أنتِ صغيرة خالص وبعدين متفكريش في حوارات الحب دي أنتِ لسة صغيرة ولسة بدري أوي، ركزي في مذاكرتك وأنك تنجحي.. حطي هدف وحلم قدامك وركزي عليه، أما الحب والجواز هيجي في وقته وبعدين خديها نصيحة مني أوعى لما تكبري تجري ورا راجل.
لم ينتهي ونظر من خلال المرآة لـعصمت وإحسان مصوبًا حديثه لهما أيضًا:
-النصايح دي كمان ليكم خدوها مني واعتبروها نصايح من أخوكم الكبير…..
ثم عاد يبصر الطريق أمامه مرة أخرى ولسانه لا يكف عن إلقاء النصائح لهما متحليًا دور الأب الذي يعلم بوجودة صوريًا فقط:
-اوعوا تخلوا حد يضحك عليكم تحت مسمى الحب، متجروش ورا واحد خلوه هو اللي يجري وراكم ويبقى عارف قيمتكم كويس أوي، متثقوش ومتدوش الآمان لأي حد، وأعرفوا أنكم غاليين وأوي كمان..
ابتلع ريقه ثم تابع ما توقف عنده:
-وبعد الشر لو حصل معاكم أي حاجة و وقعتوا في مشكلة روحوا لواحدة من أخواتكم واحكوا متتصرفوش من دماغكم وتخلوا الشيطان يسوحكم أو لو حبيتوا كلموني واحكولي وبعون الله هبقى قد الثقة وهعمل كل اللي يطلع في أيدي عشان أحل المشكلة……أنتوا فاهمين أنا بقول إيـه ولا أنا كلامي صعب ومش مفهوم..
تبادلت عصمت وإحسان النظرات من جديد لا يدرون سبب هذا الحديث وكيف ولماذا يخرج منه هو تحديدًا…
ولكن ما يدركونه بأنهم شعروا بالآمان لأول مرة فهناك أخيرًا من يدافع عنهم ويقف لهم…و إذا حدث وأصاب أحدهما مكروهًا أو سوءًا سيكون موجودًا يحميهم…………
~~~~♡♡♡♡~~~~
في سيارة صابـر، حيث كان يقبع خلف المقود، وأحمد جالس بالمقعد المجاور لـه، أما بالخلف جلست الثلاث فتيات.
ضياء خلف أحمد وجهاد بالمنتصف أما روضة تواجدت خلف مقعد صابـر..
تنظر من النافذة المغلقة وهي لا تزال تشعر بالتوتر لتواجدهم معًا بذات السيارة متجنبة النظر تجاهه حتى ولو عن طريق الخطأ خوفًا من أن تفضح أمامه ويدري بعشقها لـه.
أما عن حال أحمد فلم يكن بالبعيد أو المختلف عنها…يقوم بهز قدميه بتوتر يقاوم رغبته بالإلتفات وتسليطه عيونه عليها….
لاحظ صابـر حركة قدمه مما جعله يبصر نحوه لوهلة قائلًا:
-بطل هز في رجلك يا أحمد وترتني..
وقبل أن يعقب أحمد تدخلت جهاد وصاحت تدافع عن أحمد:
-ما يهز رجله براحته هي رجلك ولا رجله وبعدين بص أنت قدامك بدل ما نتقلب ونودع الدنيا.
تلك المرة التفت صابـر برأسه نحوها يرمقها بشزر فقالت بخوف معلقة على التفاته إليها:
-لا بص قدامك كدة هنتقلب بجد..
بلل شفتيه ثم سألها ببرود تعمده:
-أنا وهو أخوات ثم أنا بكلمه هو بتدخلي بينا ليه ما تخليكي في حالك.
علق أحمد وهو يعقد ساعديه:
-بس متقولش أخوات أحنا توأم.
اغتاظت جهاد من هذا التعليق فبدلًا من الدفاع عنها علق على شيء آخر:
-والله!!! ده بدل ما تقوله ادخل براحتي ده اللي لفت نظرك.
هنا ولمعت عين أحمد وقرر انتهاز تلك الفرصة التي آتت له على صحن من ذهب..
متحركًا من جلسته بكامل جسده ليصبح وجهه ونظراته نحوهم…
أو نحوها إذ صح القول متخذًا من حديثه مع جهاد درع يخفي خلفه حقيقة مشاعره:
-ما أنتِ لو ادتيني فرصتي كنت قولت والله..
-طب اتفضل بص قدامك بقى أنت كمان و ركز مع أخوك ولا بلاش أخوك توأمك يا سيدي، بدل ما نتقلب وأنا لسة في عز شبابي مدخلتش دنيا..
هنا وكز صابـر على أسنانه لا يطيق تلك الجراءة التي تتحدث بها….
في ذات اللحظة كانت نيران الغيرة تنهش روضة نهشًا، وبدون شعور حركت رأسها أخيرًا وبعدما تفادت النظر تجاهه.
تلاقت عيونهم بنظرة كان يحلم بها أخيرًا…….
ليشعر وقتها بأنه لم يعد يرغب في شيء بعدما نال نظرة من عيونها الجميلة للغاية..
أما عن قلبه فدقاته تسارعت وتراقصت بشكل جنوني..رهيب…
أخفضت روضة عيونها خجلًا مبتلعة ريقها بصعوبة…
أما هو وبعد حصوله على مبتغاه عاد جالسًا مثلما كان وأصبح في عالم آخر…
يراها هي فقط به… ونظرة عيونها لا تتركه بل ظلت بمخيلته وكأنها طالت كثيرًا وليس لثواني معدودة…
وبعد ما حدث بين الاثنان لم يهتموا بالحرب التي قامت بين صابـر وجهاد والتي كان سببها تعليق سخيف من جهاد لا جدوى منه فقد أرادت بـه “جر شكله” كما أخبرت نفسها…
-ما براحة يا خويا هو أحنا راكبين طيارة، بقولك مدخلتش دنيا لسة إيـه مفيش دم..
نفد صبر صابـر وقال بتشنج وانفعال تلك المرة:
-هو أنتِ ليه لسانك طويل وصوتك عالي؟؟ ما تكلمي براحة يا بنتي.
-أنا لساني مش طويل على فكرة أنا لساني طبيعي وبالنسبة حتة أن صوتي عالي فـ دي أوهام في دماغك… ولا أنا المفروض لما اجي اتكلم معاك اوشوشك عشان أبقى بتكلم بصوت واطي…
-يا آنسة جهاد بعد إذن حضرتك لو سمحتي أرجوكِ متخرجنيش عن شعوري، وبعدين أنا متكلمتش معاكي ولا وجهتلك كلام ولا هو جر شكل وخلاص؟
خرج صوت ضياء المتابعة بصمت ولكن الآن قد حان وقت التخلي عن هذا الصمت والحل بين الاثنان واللذان يتشاجران لسبب غير معلوم فكل ما حدث لا يستحق كل تلك العصبية والمبالغة من الاثنان:
-في إيـه يا جماعة ما تهدوا محصلش حاجة لكل ده… اهدي يا جهاد.
-ما أنا هادية أهو بقولك إيه سيبك منه وطلعي تليفونك شوفي برق روحت ولا لا اطمني عليها وأنا هكلم إسلام…
تنهد صابـر ما أن رآها انشغلت بشيء آخر..
هاتفت ضياء برق وعلمت بأنها لا تزال بالطريق.. وكذلك إسلام…
أغلقت جهاد معها مؤكدة عليها أن تراسلها ما أن تصل وتلج المنزل…
كادت تضع الهاتف في حقيبتها لولا تلك المكالمة التي آتت لها وأعلن الرنين عن مكالمة…
رأت اسم المتصل والتي قامت بأخذ رقمه مسبقًا ليس هذا فقط بل تابعا بعضهما البعض على صفحاتهم وبات الاثنان أصدقاء.
ردت عليه قائلة:
-أيوة يا قُصي…
تجمد صابـر ما أن استمع اسم قُصي، وعلى الفور نظر لها من خلال المرآة يتابعها أثناء حديثها يشعر بالغضب نحوها ونحو قُصي…
-لا لسة مروحتش في الطريق أهو.. أنت روحت ولا لسة؟
ظل صابـر يكز على أسنانه ورغبة جامحة في أخذ الهاتف وتحطيمه تسيطر على تفكيره..
فكافة أفعالها ليست بالصحيحة ولا تدرك عواقبها…
فكيف لها بالحديث مع قُصي ومنحه رقمها بتلك السهولة!!!!!
هل هناك فتاة تتحلى بالاحترام لنفسها وتعرف دينها والفرق بين الحلال والحرام تفعل ما تفعله!!!
ألا تدرك بأن ما تفعله خطأ وذنب كبير ولا يجوز لها محادثة شاب والاقتراب منه تحت مسمى الصداقة.
فلا يوجد شيء يسمى بالصداقة بين الفتى والفتاة…
ظل متحكمًا بأعصابه حتى النهاية لم يرغب بالحديث معها فلتفعل ما تفعل وتذهب إلى الجحيم لا يهمه.
هو من البداية كان من المفترض ألا يستبعد تلك الأفعال عنها فهي من قامت بمحادثته والركض خلفه كي يقع في شباكها….
وبالنهاية حسم آمره فهو ليس مسؤول عنها وهي ليست بالصغيرة فلتتحمل بالنهاية عواقب أفعالها……
~~~~♡♡♡♡~~~~
عـاد يـوسف برفقة بـرق إلى منزل الزوجية، والذي تعتبره وتراه بـرق عالمهم الخاص البعيد كل البعد عن أي مشاكل أو ضغينة أو مشاعر سلبية…
فهو بالنسبة لها يمثل الآمان، بـه رأت كل الحب، المودة، والسلام النفسي.
سعيدة بالعودة إليه بعد يوم طويل قضته مع شقيقاتها وأقربائه.
تشعر بمشاعر جميلة وامتنان كبير نحوه لا تعرف حتى كيفية التعبير عنه……….
دخلت رفقته إلى غرفة النوم وظلت تحدق بـه بصمت تام.
صمت وهدوء انتبه إليه سريعًا.
مما جعله يلتفت إليها مقتربًا منها بخطوات هادئة يسألها بصوت يشوبه القلق حيالها وحيال هذا السكون:
-مالك يا بـرق أنتِ كويسة يا حبيبتي، تعبانة أو حــ……
ابتلع بقية حديثه بعدما باغتته بفعلتها والتي لم تكن سوى التهام المسافة التي تبعده وتفصله عنها مندفعة لأحضانه، محاوطة إياه بيديها، واضعة رأسها موضع قلبه والذي رغم مرور أيام بل أسابيع على زواجهم إلا أنه لم يتمكن من التحكم بضربات قلبه التي ثارت من ذا القرب والمشاعر المفرطة المحلقة من حولهم بالأجواء.
لم تكتفي بهذا بل أصرت على جعل قلبه ينهار كليًا، معترفة لـه:
-بحبك أوي يا يوسف، بحبك بجد، مش عارفة أنا عملت إيـه حلو عشان ربنا يرزقني بيك، بس أنت بجد نعمة من عند ربنا ورزقني بيك، ومهما قولت و وصفت مش هعرف برضو أوصلك مشاعري ناحيتك عاملة إزاي، ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبدًا.
شدد بيده عليها يقربها له أكثر وأكثر، يشعر برغبة عارمة في تخبئتها بين ثنايا قلبه، وألا يخرجها بتاتًا، مرتعبًا من فكرة أن يأذيها أحد ولو بحرف.
ولكنه لن يسمح بهذا أبدًا، طالما لا يزال بـه النفس لن يحدث أبدًا سيكون أمانها، عشقها، والدها، و والدتها… بل كل شيء بالنسبة لها.
أجاب عليها بنبرة تحمل ما يكفي لفضح حالته:
-أنا اللي بدعي وهفضل ادعي في كل سجدة أني متحرمش منك وتفضلي معايا طول العُمر وأن يومي يبقى قبل يومك…
خرجت من داخل أحضانه وكادت تتحدث بتأثر وتعقب على كلماته الأخيرة لولا أصبعه الذي رفعه و وضعه على شفتيها يمنعها من قول أي شيء كما أن لسانه سبقها قائلًا:
-متقوليش حاجة وسبيني أكمل، أنا اللي بحبك يا بـرق وهفضل أشكر ربنا عليكي، وده ببساطة لأنك أجمل شيء حصلي وهيحصلي، أنا محبتش قبلك ولا هحب بعدك، أنتِ أول وآخر حب يدخل قلب يوسف أشرف سلطان وأنا خلاص قفلت باب قلبي يعني لا ينفع تخرجي ولا ينفع حد يشاركك.
ختم حديثه وهو يقترب منها يمحو أي مسافة تفصله عنها، طابعًا قبلة حنونة شغوفة أعلى رأسها تحمل من الشوق والعشق الكثير..
استقبلت قبلته بكل ترحاب، وما أن ابتعد حتى نظرت داخل عيونه وعلى الفور ارتخت قسماتها صدمة من تلك الدموع التي باتت تملئ عيونه وقبل أن ينطق لسانها كان يحررهم ليهبطوا على وجنتيه.
لم تتحمل رؤيته يبكي واحتارت وتشتت عقلها متساءلة بصوت مسموع عن سبب البكاء وتلك الدموع:
-أنت بتعيط ليه يا يوسف أنا زعلتلك ولا إيـه والله ما قصدي أنا..
صحح لها ملقيًا عليها السبب الحقيقي وراء بكاءه:
-أنتِ حبيبتي ومراتي وبنتي وكل حاجة حلوة في دنيتي، ومتقلقيش دي مش دموع زعل دي دموع فرح يا بـرق، أنا مبسوط أنك معايا وجمبي.
لم يكذب بحرف…..
بكاءنا ودموعنا لا تهبط بسبب موقف سيء أو لحظة حزن تتسللل إلينا فقط، فالبكاء والدموع قد يكون سببهما أحيانًا شدة السعادة…
فقد لا تتحملها بعض القلوب وتهبط على هيئة دموع وحينها تسمى بدموع الفرحة.
و قد كان هو خير مثال فدموعه ليست بسبب حزن أو شيء من هذا القبيل بل كان سببها فرحته وسعادته التي لا تسعه ولم يدري كيف يعبر عنها وتلقائيًا وبدون شعور منه تجمعت بمقلتيه ثم خرجت وتحررت……
فيكفيه وجودها جواره… ويكفيه أن ينعم بشيء ولو كان بسيطًا منها فبالنسبة له بالدنيا بأكملها….
~~~~♡♡♡♡~~~~
بعد انتهاء مهمته وإيصال الثلاث فتيات إلى المنزل استطاع ونجح في سرق بعض النظرات نحوها بعدما وجدها تقف بصحبه جهاد و روضة تقوم بتوديع أحمد وصابـر وشكرهم على إيصالهم……
خلع آسـر الجاكت عن جسده ثم دفع نفسه على الفراش بأهمال….
لا يغيب عنه نظرتها الذي تلقاها منها بعد إنتهائها من مهمة التوديع واقتراب جهاد منه كي تشكره ليلمح وقتها تلك النظرة التي منحتها لـه..
بالنسبة لـه كانت مبهمة… ومريبة لا يدري سببها ولما تطلعت بـه هكذا..
ابتلع ريقه وأغمض جفونه بقوة يحاول أن يجبر عقله على عدم التفكير بها وقلبه على عدم الإنشغال بها.
ولكن الأمر لم يكن بيده كما يتخيل..
عجز وفشل عن فعل هذا، وبعد فشله وجد نفسه وبدون تفكير أو تردد يعتدل بجلسته أعلى الفراش ويخرج بهاتفه.
عبث بـه للحظات حتى آتى برقمها التي حادثته منه من قبل كي تشكره على مساعدته لها والتصدي لـ طارق………
اتصل بها وترقب على أحر من الجمر ردها واستجابتها لمكالمته….
لم تجيب من المرة الأولى مما جعل يمسح على وجهه بقلق وتفكير من أن تسئ فهمه من اتصالـه….
كرر اتصاله للمرة الثانية وكانت النتيجة كسابقتها.
مما جعل أفكاره تتفاقم وتحدث ازدحام داخل رأسه.
داعيًا بصوت خافض:
“يارب تكون مش سامعة الموبايل أحسن ما تكون فهمت غلط..”
ثم تابع محدث نفسه يلومها على تسرعها:
“ده أنا غبي اقسم بالله….”
هنا وبتلك اللحظة أعلن هاتفه عن اتصال منها.
مما جعل عيناه تلمع ببريق من المشاعر، وقلبه لا يصدق بعد معادوتها للاتصال بـه فقد ظن لوهلة بأنها تتعمد تجاهله.
لم يجعلها تنتظر أكثر وسارع بالرد عليها.
“السلام عليكم.”
ردت عليه بصوت هادئ تسبب في تزايد ضربات قلبه العاشق:
“وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، في حاجة ولا إيـه لقيتك متصل مرتين وأنا مسمعتش الموبايل كنت سيباه في الشنطة في الأوضة وجيت اطلعه لقيتك اتصلت في إيـه..”
لم تكن بالكاذبة بل كانت صادقة فهي لم تتعمد عدم الرد بل لم تسمعه من الأساس وعندما أخرجت الهاتف من الحقيبة وجدت اتصالاته…
أما هو فقد باتت حالته لا تسر عدو ولا حبيب، واضعًا يده على جبينه يحاول قول سبب مقنع وحديث عاقل.
“أبدًا كنت حابب اطمن عليكِ، أنتِ هتنامي ولا هتقعدي تذاكري؟؟”
ارتفع حاجبيها ثم قالت بترقب:
“ده السبب اللي اتصلت عشانه!! عايز تعرف هنام ولا هقعد…”
صر على أسنانه وشعر بالحرج كما لم يشعر من قبل، قائلًا بتبرير محاولًا إنقاذ الموقف:
“لا طبعًا أنا لسة بمهد للي عايز أقوله… يعني بصراحة حاسس أنك أضايقتي مني النهاردة بسبب أني قومت وراكي واتكلمت معاكي وأنا فعلًا لما فكرت لقيت أنه مكنش ينفع أعمل كدة أي كان السبب، فـ أنا أسف ليكِ… وجدًا كمان…..”
هل اعتذر لها للتو مجددًا!!!!
أم أنها قد سقطت على رأسها!!
هل آسـر بشحمه ولحمه يعتذر منها مرة أخرى..!
ورغم صدمتها إلا أنها تخطتها وخرج صوتها طبيعيًا:
“حصل خير بس أتمنى ميتكررش تاني..”
“إن شاء الله أكيد….”
تنحنح بخفوت ثم سألها دفعة واحدة:
“طارق كلمك تاني أو حاجة؟”
“هو أنت مش سألتني النهاردة على الموضوع ده وحكيتلك اللي حصل؟؟ ما هو أكيد محصلش جديد في الشوية دول…”
شعر بحماقته وأدرك أن غيرته وحبه هما من دفعاه لسؤالها من جديد.
فهو حقًا مرتعب من فكرة أن تعود لـه وينجح في إستماله قلبها.
رد عليها يوضح لها مغزى سؤاله:
“ضياء أنا بس قلقان عليكِ وخايف يكلمك ومتقوليش، أنا مش عايزك تتأذي بأي شكل من الأشكال..أنا موجود وفي ضهرك في أي وقت..”
كلماته لامست قلبها واستشعرت صدقها.
ابتلعت ريقها بتوتر واضح على محياها، قائلة بامتنان:
“شكرًا يا آسـر….”
لم تتوقف وأضافت:
“أنا لازم أقفل بدل ما حد يسمعني بتكلم معاك ويفهم غلط، تصبح على خير..”
“وأنتِ من أهل الخير..”
أنتهت المكالمة تاركة إياه يصارع هذا الكم من المشاعر والعاطفة بداخله…….
~~~~♡♡♡♡~~~~
خرجت إسلام من دورة المياة وهي ترتدي روب الإستحمام وعلى رأسها منشفة قامت بها بململة خصلاتها المبللة…
جلست أمام التسريحة تزيل المنشفة عن رأسها بشرود انتبه إليه محمد الجالس على الفراش وهاتفه بيده.
ترك الهاتف جانبًا ثم نهض من مكانه واقترب منها حتى بات واقفًا خلفها.
رأت انعكاسه بالمرآة مما جعلها تبتسم له.
بادلها ابتسامتها ومدت يدها كي تلتقط مجفف الشعر لولا يده التي أخذته أولًا متحدث بحنان شديد:
-ارتاحي أنتِ وسبيني أتولى أنا المهمة الحلوة دي وأنول الشرف ده.
امتثلت لرغبته وتركته يفعل ما يشاء دون أن تمانع.
وبعد إنتهاءه من تجفيف خصلاتها التقط الفرشاه وهو لا يزال يمنحها كامل اهتمامه وتركيزه ويلاحظ حالتها ما أن عادوا من الخارج.
خرج سؤاله فضوليًا قلقًا:
-مالك يا إسلام؟ سرحانة في إيـه؟
وبكل صدق كانت تجيبه:
-في أخواتي، أنت عارف أن أنا وبرق وجهاد وأنت معانا اللي كنا ماسكين الشغل بس بابا نزل ضياء وروضة مع جهاد، وهما ثانوية عامة وأكيد نزول الشغل هيخليهم يقصروا محمد هو أنا ينفع أنزل اشتغل مع جهاد على الأقل روضة وضياء يركزوا في مذاكرتهم.
نهضت أثناء حديثها وباتت تقف أمامه، ترجوه بعينيها كي يوافق وتساعد شقيقاتها.
التقط ذلك الرجاء دون أن تتحدث، قائلًا بحنو:
-بس أنا مش عايزك تتعبي وأنا أكتر واحد عارف قد إيـه كنتي بتتعبي، وبعدين أنتِ دلوقتي مراتي يا إسلام وأكيد مش هسيبك تبهدلي نفسك بنفسك ويا ستي لو على أخواتك سيبي الموضوع عليا، أنا هتصرف وهحل الدنيا ماشي؟
لاح الفضول في عيونها فسألته:
-هتعمل إيـه يعني؟؟
-سبيني أفكر وهقولك، خلي بس عندك ثقة فيا وأنا أوعدك هحلها وروضة وضياء مش هينزلوا يمرمطوا نفسهم ولا يسيبوا مذاكرتهم وحتى جهاد لو عايزاها تقعد هخليهالك تقعد معززة مكرمة في البيت لحد ما يجيلها نصيبها.
-واثقة فيك يا محمد، واثقة جدًا كمان لو مش بثق فيك مكنتش أتجوزتك.
ختمت حديثها دافعة نفسها داخل أحضانه تضمه بقوة وامتنان حقيقي.
~~~~♡♡♡♡~~~~
تنام زهـر بجوار زوجها الذي يستعيد معها بعض الأحاديث المرحة التي دارت اليوم خلال العزومة.
وبعد أن توقف وتسللت يده إلى رأسها يربت عليها بحنو، خرج صوتها تخبره بشرود تتذكر ما رأت اليوم.
-شوفت أحمد كان متنح إزاي لروضة؟ أخويا شكله طب يا وسام وبيحب روضة أو على الأقل معجب بيها.
اندهش من حديثها وقال:
-ده بجد؟ مخدش بالي تصدقي.
-أنا بقى انتبهت وأقولك على التقيلة بقى؟
وببسمة واسعة هتف موافقًا:
-قولي يا زهرتي، إيـه هي التقيلة اشجيني؟
-صابـر.
-أشمعنا.
-مكنش على بعضه وحسيته شوية وهيقوم يمسك في زمارة رقبة أخوك.
-ده ليه يعني الواد عمله إيـه ولا هو أفترا!!!
نفت هذا موضحة لـه الصورة:
-ولا أفترا ولا حاجة، بس قُصي طول القعدة مبطلش كلام ولا هزار مع جهاد وأنا كنت مركزة مع كله وخدت بالي أنا مش عبيطة ده أنا بلقطها من قبل ما تطير وتبقى في الهوا، ده أنا بنت جابر على سنح ورمح ولا أنت نسيت؟
ازدادت ابتسامته اتساعًا مقتربًا منها محققًا رغبته في تقبيل وجنتيها الممتلئة، متحدث معها بمرح:
-هو أنا أقدر أنسى، ده أنا انسى أي حاجة إلا الحاجات اللي تخصك.
لمعت عينيها وتابعت ما لديها:
-طب أقولك على حاجة كمان؟
وبتعجب سألها:
-هو لسة في كمان؟
-أومال، طبعًا، أكيد، واسمع وركز شوفت ضياء لما قامت علشان تدخل الحمام وبعدها بشوية راح آسـر قايم.
-قام عشان يعمل مكالمة تقريبًا مش كدة؟
-كدب والله ما حصل، ده قام ورا البت ده عينه كانت هتأكلها ده مفضوح ده وكان باين عليه كل حاجة.
وبعدم تصديق هتف وسـام بطريقة شبه ساخرة:
-ما شاء الله عليكي خدتي بالك من كل ده، وطلعتي أحمد معجب ولا بيحب روضة وصابـر أخوكي كان هيمسك في زمارة قُصي وآسـر هيموت على ضياء، بقى كل ده حاصل.
هزت رأسها تؤكد لـه صحة حديثها وإحساسها:
-أيوة، أسالني أنا ده أنا حفظاهم كلهم أنت ناسي ولا إيـه أننا طول عُمرنا سوا ومتربين في بيت واحد بذمتك مين هيعرفهم ويحفظهم أكتر مني، ده أنا لو مخدتش بالي كان هيبقى عيب عليا والله.. وعشان كدة أنا هحاول أساعدهم وأعمل اللي عليا، أنا عايزة أبقى عمتو الطيوبة البسكوتة اللي هتكسر المقولة اللي بتقول أن العمة حرباية وهبقى أنا أكبر دليل أن مش كل العمات وحشين في عمات قمرات وكتكايت زيي كدة.
-طب نامي يا زهر نامي يا حياتي ربنا يهديكي يلا.
انفعلت قليلًا وكادت تصيح بـه لولا حديثه أولًا مقلدًا طريقتها بالحديث وكلماتها التي كانت على وشك قولها بالفعل:
-ليه شايفني مجنونة ولا بشد في شعري يا وسـام…….
حدقت بـه بنظرات نارية، مما جعله يقول ببسمة لم تغيب عن وجهه:
-ربنا يهدينا كلنا إن شاء الله، يلا بقى ننام دلوقتي وفكك من أحمد وصابـر وآسـر خلينا في حالنا وبس.
~~~~♡♡♡♡~~~~
جلس قُصي بصحبة عائلته قليلًا من الوقت منذ أن عاد من عزومة أخيه يسرد عليهم ما حدث وتلك الأجواء اللطيفة التي لم تكن تخلو من المرح.
ثم أنهى جلسته معهما و ولج لغرفته وعلى الفور تذكر أمر الفتيات فسارع بمحادثة جهاد للاطمئنان عليهم فاخبرته بأنهم لا يزالون بالطريق.
ألقى الهاتف على الفراش ثم ولج دورة المياة، أخذ حمامًا دافئًا وارتدى ملابسه ثم خرج ممددًا على الفراش واضعًا الغطاء عليه.
وهاتفه بين يديه، بعدما شعر بأنه لا يرغب بالنوم بعد.
ظل يقلب بالهاتف حتى جاء أمامه فيديو يعود لتلك الفتاة التي أخبرته عنها جهاد والتي تدعو “ســارة.”
ولكن ليس بمفردها بل كان معها حبيبها المدعو عادل.
تخطى مقطع الفيديو وجاء بغيره ولكن هناك ما دفعه للعودة إليه من جديد وإنهائه.
وبالفعل شاهده بتعابير وجه منكمشة من حبهم المبالغ بـه و ردود أفعالهم الذي رآها مفتعلة.
قائلًا بخفوت نادمًا على مشاهدته:
-ده إيـه القرف ده!! فيك أوي الواد ده.. وبعدين بصتله على إيـه، ده أكيد عملها عمل عشان تبصله…
هل تظن أن الأمر انتهى عند هذا الحد معه!!!
الإجابة ستكون لا.
فكم نالت سارة إعجابه، وعلى الفور وجد نفسه يلج الصفحة الخاصة بها يشاهد جميع مقاطعها التي تكن بها بمفردها، أما التي تكون بها بصحبة عادل كان يتخطاها…
مر الوقت دون أن يشعر منهمك ومنشغل بها ببسمة ارتسمت على محياه.
لم يقاطعه إلا رنين هاتفه بهذا الوقت المتأخر.
نظر على اسم المتصل وعلى الفور ضاقت عينه دهشة متسائلًا بينه وبين نفسه ألف سؤال وسؤال.
لم يتجاهل الاتصال بل أجاب عليه:
-في إيـه!! أنا عملت مصيبة ولا إيـه!!!!
جاء رد الآخر يخبره بقوة:
-أنا واقف برة أخرجلي يا قُصي حــالًا.
-واقف برة ليه؟؟ ما افتحلك وتدخل ده حتى البيت بيتك والله متكسفش.
-أنت لسة هتجادل معايا؟؟ بقولك أخرجلي.
أغلق في وجهه مما جعل قُصي في حالة من الذهول والدهشة متسائلًا عما يدور وما سبب مجئ صابــــــر!!!
««يتبع»»………..
فاطمة محمد.
يارب الفصل يكون عجبكم وميعادنا يوم الجمعة مع الفصل الجديد. ❤❤🫶🏻
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.