رواية الحب كما ينبغي الفصل الثاني والأربعون 42 – بقلم فاطمة محمد

رواية الحب كما ينبغي – الفصل الثاني والأربعون

الفصل الثاني والأربعون

الفصل الثاني والأربعون

عايزة تفاعل حلو على الفصل لو سمحتم لأن في فصول الڤوت بتاعها عالي وفصول الڤوت قليل وأنا عارفة أن أغلبكم بينسى الڤوت فلو بتحبوا الرواية حمسوني وشجعوني بتفاعلكم معايا على الفصول بڤوت وكومنت سواء برأيكم أو توقعاتكم للي جاي❤

______________________

الحب كما ينبغي.

فاطمة محمد.

الفصل الثاني والأربعون:

ثواني وكان قُصي يطل بطلته البهية على صابـر والذي قام بتوصيل أحمد أولًا حتى المنزل ثم أخبره بأنه يرغب بالسير قليلًا والتجول بالسيارة.

عرض عليه أحمد الذهاب معه وتسليته ولكنه رفض بهدوء وأحترم أحمد رغبته بالإنفراد بذاته.

تمتم قُصي بفضول وقلق في ذات الوقت:

-في إيه يا عم أنت؟ ومش عايز تدخل ليه؟ وبعدين غريبة زيارتك دي وجايلي لحد البيت وأنا كنت لسة معاكم! وده شيء غريب ومريب بجد.

أثناء حديثه كان صابـر يقف أمام سيارته عاقدًا لساعديه ينظر لـه ببرود وجمود بث في الآخر القلق.

ظل ملتزمًا بالصمت مما أثار حفيظة قُصي أكثر وأكثر وجعله يهتف:

-أنت ساكت ليه؟؟ سكوتك ده بيرعبني بيحسسني أني عملت مصيبة، والله أنا لا روحت ولا جيت في حتة حتى اسأل آسـر هيقولك.

زفر صابـر ثم قال وهو يفك عقدة ذراعيه:

-أنت عارف أنا كام مرة النهاردة حوشت نفسي عنك؟؟؟ ولحد اللحظة دي يا قُصي مش عايز أمسك فيك عشان ساعتها محدش هيعرف يحوشني عنك ومسيطر على نفسي وعلى أعصابي بالعافية.

-طب في إيـه فهمني أنـا عملت إيـه؟؟ بلاش الألغاز دي وقولي أنا هببت إيـه.

صرح صابـر أخيرًا وقال يخبره بفعلته:

-أنا وأنت والدنيا كلها عارفة أنك مش سالك وبتاع بنات، وكل شوية ترتبط بـ دي وتفركش مع دي، عشان كدة متفكرش أني مخدتش بالي النهاردة باللي كنت بتعمله مع جهاد اللي تعتبر واحدة من العيلة والمفروض كلنا نعاملها ونعامل أخواتها زي زهـر بالضبط، فـ أنا مش هسمحلك بـ ده.

ضاقت عين قُصي وقال بعدم فهم حقيقي:

-لا معلش مش فاهم حاجة مالها جهاد يعني.

-أنت هتستعبط يــالا ده على أساس أني مش فاهم أنك طول القعدة بتحاول معاها وهي عشان هبلة ومتعرفكش واخدة الموضوع عادي، بس أنا عارف نيتك كويس أوي أنا مش مختوم على قفايا ومش هستنى لما جوازة يوسف ومحمد تخرب وتبوظ بسببك وبسبب وساختك ودماغك اللي علطول حادفة شمال.

-بس أنا مفيش في نيتي حاجة والله..ربنا يشهد..الكـ….

قاطعه متمتم بتشنج واضح وغير مبرر بالنسبة لقُصي الذي يرى أفعاله وتصرفه مبهم للغاية بل ومبالغ في رد فعله:

-ده بأمارة أنك اتصلت عليها معأنك لو عايز تطمن عليهم كان ممكن أوي تكلمني أو تكلم أحمد أو حتى آسـر بس إزاي.

شعر قُصي بالضجر من كل ما يحدث فقال بنفاذ صبر كي ينتهي هذا الأمر بأكمله:

-طب أنت عايز إيـه دلوقتي مني عشان برضو مش فاهم؟

-عايزك تعقل وتبطل عوق والشغل الشمال ده، والكلام مش على جهاد بس، أنت لازم تفوق لنفسك وتبطل تتسرمح وتكلم دي و دي، ولو عايز تجوز قول محدش هيقولك لا.

تفهم قُصي بما يرمي بحديثه فصاح يخبره موافقًا:

-طيب أنا فهمتك ولو على جهاد لساني مش هيخاطب لسانها يا سيدي وهعملها Unfriend، ومش هتصل ولا هكلمها تاني، بس تقدر تقولي لو اتجمعنا تاني في أي تجمع عائلي حلو لطيف هقولها إيـه لو سألتني عملت كدة ليه ومبقتش أكلمها أو أرد عليها؟

-ابقى قولها أنك اكتشفت فجأة أن ده مينفعش وممكن تتفهموا غلط وأن لازم يبقى في حدود دايمًا في التعامل هي مش سبهللة هي.

حرك قُصي رأسه هاتفًا بتهكم:

-حاضر يا صابـر أي أوامر تانية؟؟

~~~~♡♡♡♡~~~~

بعد صراع وساعات طويلة مرت ببطء شديد على البعض في الليل فهناك قلوب تنعم بالحب والسعادة، الآمان والأستقرار بعد طول انتظار، وقلوب أخرى تتألم وآبى النوم زيارتهم مما جعلهم يذهبون في سبات عميق بعد صلاة الفجر.

حلت شمس يوم جديد…

استيقظ أحمد من نومه متأخرًا بمساعدة من القط الذي اشتاق إليـه وقرر إيقاظه أخيرًا قافزًا على الفراش واقفًا جوار رأسه مصدرًا أصواتًا عالية أجبرت أحمد على الإيفاق من تلك الغيبوبة.

فتح عيونه ومد يديه يداعب ذقن القط بحنان، ثم نظر بالوقت فوجده قد تأخر كما أنه كان يشعر بالإرهاق والتكاسل الشديد.

ابتسم بسمة مشرقة وهو يحسم أمره قائلًا وهو ينهض عن الفراش كي يلج إلى دورة المياة:

-مش هيحصل حاجة لو مروحتش الشغل النهاردة، الدنيا مش هتخرب ولن يحدث شيء.

ولج دورة المياة وبعد خروجه وضع بعض الطعام المخصص للقط في الصحن الخاص بـه، مما جعل الآخر يندفع تجاه ويبدأ في التهام وجبته التي وضعها لـه أحمد.

داعب رأسه تلك المرة، ثم قرر الهبوط للأسفل وتناول شيء ما بعدما داهمه شعور بالجوع.

بالأسفل، كانت ثراء تجلس بجوار زوجها المنشغل كليًا بهاتفه.

حاولت التحلي بالهدوء والصبر ولكن هناك طاقة ونهاية لكل شيء.

عقدت ساعديها وهي تسأله بطريقة مباشرة دون مراوغة:

-بتكلم مين على الصبح كدة ومخلي الضحكة من الودن للودن؟؟؟

أبصرها جابـر وقبل أن يجيبها قالت مخمنة لما كان على وشك أخبارها بـه وكأنها حفظت ردوده:

-طبعًا هتقولي بكلم صديق عُمري مش كدة؟

هز جابـر رأسه بكل براءة، ثم قال مازحًا معها:

-بضبط كدة.

جاء صوت آسـر والذي نما إليه حديثهم الأخير فصاح يخبر خالته:

-خلي بالك يا خالتو أنا مش مرتحاله بقاله فترة كدة مش مضبوط وشكله كدة والله أعلم متجوز عليكِ أو مصاحب وفي جميع الأحوال اسمها خيانـة.

اتسعت عين جابـر وقال بصدمة:

-ماذا دهاك يا آسـر آسورة؟!!! هل توقع بيني وبين زوجتي؟؟؟ بقى أنت تعمل كدة؟؟ تيجي منك أنت؟؟؟ ده أنا كنت اتوقعها تيجي من أي حد.. من أبوك ماشي، من عمك نضال مش بعيد، عمك أشرف ممكن، جدك مروان، لكن أنت؟؟؟؟ حقًا لم أموت من السهم لكنني مُت بعدما رأيت الفاعل.

-مش كدة يا أبي العزيز الحبيب، بتتقال كدة اسمع وركز واحفظ، حين أصاب السهم قلبي، لم أمت، ولكني مت حين رأيت من رماه!!!

ها لقطها؟ ولا أكرر؟؟ هكررهالك التكرار يفيد الشطار، ركز تاني معايا، حين أصاب السهم قلبي، لم أمت، ولكني مت حين رأيت من رماه!!!

ابتلع ريقه ثم سأله سريعًا بفضول وغضب طفولي:

-مين بقى اللي أصابك بالسهم في قلبك قولي، أخبرني سريعًا عشان أخزقلك عينه وادب السيخ المحمي في صرصور ودنه واقطعله لسانه، وبكدة هيطبق مقولة لا اسمع لا أرى لا أتكلم.

أشار جابـر تجاه آسـر وهو يخبر أحمد بما حدث:

-الواد ده، بيوقع بيني وبين أمك وبيدخل الشك قلبها ناحيتي.

ردت ثراء ناهضة عن جلستها تدافع عن آسـر:

-متلبسهاش بس لـ آسر، و رد عليا بتكلم مين يا جابـر كتير كدة، وكل شوية تخرج وتختفي وترجع ومتقولش أنك بتبقى مع الراجل اللي جه هنا قبل كدة.

هنا وفار دم أحمد وتحول غضبه الطفولي نحو والده واقفًا بظهر والدته يسأله هو الآخر:

-أيوة ياريت تجاوبنا يا بابا وتقول؟ أنت بتخون ماما؟؟ مصيبة لتكون عندك بيت تاني ومخلف غيرنا ومغفلنا طول السنين دي.

لم يقف الأمر عند أحمد فقط بل اقترب آسـر هو الآخر واقفًا بجوار ثراء والتي بعد تقدمه منها باتت تقف بالمنتصف بين ابنها وابن شقيقتها، هاتفًا هو الآخر:

-مستنين ردك يا جابـر اتفضل.

انفعل جابـر وصاح بوجه آسـر قائلًا وهو يهب من مكانه:

-جابـر حاف كدة يا قليل الأدب؟؟ خلاص من النهاردة متقوليش يا جابـر ولا يا جابـر جبورة ولا أنا هقولك يا آسـر آسورة هقولك يا بن عابد، عشان أنت متستاهلش تقولي جابـر، بقى بدل ما تقف في ضهري سخنت الدنيا وشعللتها يا بوتجاز ستة شعلة أنت.

ردت ثراء بغيرة واضحة وضوح الشمس:

-متغيرش الموضوع ومتكلمهوش هو، كلمني أنا، أنا اللي بسألك فمتسبنيش أكلم نفسي وتمسك في العيال تتخانق معاهم، ها بتخرج وبتكلم مين كتير كدة؟ ومتقولش صديق عُمري.

تنهد جابـر ثم أجابها وهو ينظر داخل عيونها كي يجعلها ترى بعيونه صدقه معها والتي ترفض تصديقه:

-مع أبو كريمة نمبر تو، عشان كريمة نمبر وان ابنه كسرها، ولو كريمة مش عجباكي في أصيلة برضو.

هتف أحمد بأعين قد ضاقت يسترجع ذاكرته:

-مش كريمة دي الشيشة اللي كانت معاه باين؟

-أيوة ر…

قاطعته ثراء متحدثة بانزعاج ارتسم على محياها:

-أنت بتهزر يعني أقولك متقولش صديق عُمري تروح قايلي أبو كريمة.

-أومال اكذب يعني وأقولك أني آه بخونك بالعافية يعني، يا ستي والله ما بخونك، والله عيني ما شافت غيرك ولا قلبي دق لغيرك، أنتِ قاعدة ومربعة جوه يا أم العيال، وبعدين معقول يعني أبقى متجوز ثـراء وابص برة طب تيجي ازاي طيب اقنعيني؟ بقى حد يبقى معاه ألماس، ويبص للفضة!

هدأت تعابير وجهها كليًا، ونجح في جعلها تقتنع.

لم يكتفي بهذا وتابع يخبرها كي يجعلها ترتاح وينفي أي شكوك بقلبها تجاهه:

-عندي استعداد اتصلك عليه حالًا بالًا والله ويا ستي هلغيلك الباسورد بتاع الموبايل أو حتى هديهولك وتبقي عرفاه وابقى اتأكدي من كلامي.

تلك المرة لم يأتي التعقيب من أحمد أو آسـر أو حتى ثراء بل جاء من صابـر والذي ظن الجميع بأنه قد غادر للعمل ولا يتواجد بالمنزل بعد.

-كدة الراجل عداه العيب وازح بصراحة وبعدين بابا مش خاين ولا كداب، بابا بيحبك يا ماما متسمعيش للشيطان وتفتحيله باب يدخل منه، وأنتوا الاتنين مش مكسوفين على نفسكم وأنتوا بتولعوا الدنيا بدل ما تهدوها المواضيع دي مفيهاش هزار.

شعر جابـر بالفخر والسعادة في آن واحد، ذهب تجاه صابـر محتضن لوجهه أولًا متمتم بعدم تصديق:

-تربيتي فيك مراحتش هدر تسلم أيدي وتربيتي صحيح طمر فيك تعبي……

ختم حديثه معانقًا إياه بحماس، لم يبعده صابـر أو يقدم على فعل أي شيء أحمق بل بادله عناقه واثقًا بأن والده لا يتحلى بتلك الأخلاق التي تجعله يجروء على التطلع بـ امرأة أخرى غير والدته، على يقين بأنها تكفيه ولا يرغب في غيرها……………

~~~~♡♡♡♡~~~~

-بـرق، حبيبي يلا اصحي.

هتف “يوسف” كلماته بهدوء بالغ، جالسًا على طرف الفراش جوارها يقظها بصوته الحنون.

لكن عندما لم يجد أي رد فعل صدر منها واستجابتها لمحاولته في إيقاظها، مد يده يهزها بأنامله بحنو ولسانه يردد اسمها يحثها على الاستيقاظ:

-بــرق، يا بـرق اصحي يلا.

وأخيرًا امتثلت لطلبه وله وفتحت عيونها فتحة بسيطة، وما أن رأت وجهه حتى منحته بسمة قائلة دون شعور:

-سبني انام يا يوسف، مش قادرة أقوم.

-لا طبعًا مينفعش اسيبك تنامي أكتر من كدة، لازم تقومي وتفطري وبعدين اوصلك الجامعة تحضري محاضراتك..

أجابته راغبة في الحصول على قسط أكبر من النوم.

نوم مريح هادئ بمنزل يعم بالحنان والحب لم تحصل عليه بمنزل والدها الذي كان دائمًا ما ينهرهم ويعبر عن بغضه لهم لأنهم أناث وليس ذكور:

-سبني أنام وأوعدك بعد كدة مش هفوت محاضرة واحدة، بس سبني دلوقتي.

رفض يوسف أن تتغيب وقال مُصرًا وهو يجذب الغطاء عنها ويجبرها على النهوض ومفارقة الفراش:

-لا معلش، أنا عايزك تجيبي تقدير حلو الترم ده، فـ يلا بقى خليكي حلوة وقومي ادخلي الحمام عقبال ما اوضب السفرة ولا تحبي يا برنسيسة أجبلك الفطار لحد عندك.

تنهدت بـرق وقالت مقتربة منه وجهه واضعة قبلة على وجنتيه، رغبت أن تعبر بها عن المشاعر التي تعتريها نحوهه:

-لا يا حبيبي مش للدرجة دي، وبعدين أنا كدة هاخد على الدلع خلي بالك وهتعبك.

-تعبك راحة..

رد عليها بصدق نابع من قلبه وهو يتحرك للخارج تاركًا إياها تصارع مع دقات قلبها التي تسارعت من رده العفوي الصادق المفعم بالعشق، لتتساءل من جديد للمرة التي تجهل عددها عن كيف يكون متفهمًا، حنونًا يتحلى بكل تلك الصفات التي تجعلها كل يوم تقع في عشقه مجددًا….

فكل يوم يمر تكتشف بـه صفة جيدة تكون أفضل وأجمل من سابقتها.

لم تكن تتوقع أن يكون هناك رجل يجمع كل تلك الصفات وكل ما هو جيد ويأسر ويسرق قلب المرأة.

والحقيقة أن ليس كل الرجال سيئين مثل والدها بل هناك رجال جيدة وخير مثال على ذلك هو زوجها ومن سلبها قلبها…يـوسف.

في ذات الوقت أعلن هاتف يوسف عن اتصال.

ترك ما يفعله واتجه صوب الهاتف.

التقطه من مكانه وحالة من التعجب والذهول تسيطر عليه بعدما قرأ اسم المتصل والذي يكن سوى شكــري.

~~~~♡♡♡♡~~~~

-صباح الخير يا بنات، أخباركم إيـه؟

ابتسمت الثلاث فتيات لـ محمد زوج شقيقتهم، والذي ولج للمطعم ملقيًا عليهم التحية بأسلوب مرح يمزح معهم وكأنه لم يراهم منذ فترة طويلة وليس بالليلة الماضية، ردت ضياء و روضة على سؤاله بهدوء على النقيض بجهاد التي جارته في مزاحه قائلة ببسمة واسعة:

-الحمدلله كويسين عاش مين شافك والله.

-الله يكرمك…أومال حمايا فين كدة؟ لسة نايم ولا صحي؟

ردت جهاد عليه وهي تهز كتفيها بعدم معرفة ويديها وعيونها منشغلين بما تقوم بـه بتعبئة طلبات الزبائن:

-مش عارفة، لما نزلنا كان نايم لسة، بس لو عايز اتصلك عليه.

-لا خليكي مش عايز اعطلكم، أنا هكلمه، أنا حبيت بس أصبح عليكم.

قام بتوديعهم ثم فارق المطعم مخرجًا لهاتفه محدثًا شكري، الذي سرعان ما أجاب عليه وأخبره بأنه مستيقظ بالفعل وأن يصعد لـه وألا يظل واقفًا بالأسفل هكذا فلا يجوز هذا..

عقب إغلاق محمد معه، التوى ثغره سخرية من حديثه بينه وبين نفسه

فهو يرى بأنه لا يجوز أن يظل زوج ابنته واقفًا بالأسفل.

ولكن يجوز أن يترك فتياته يديرون العمل ويتعرضون للمضايقات من حين لآخر ولا ترحمهم عيون بعض الرجال.

صعد البناية و وصل الطابق وفتح لـه شكري بعدما قرع الجرس.

رحب بـه بحرارة شديدة ثم ولج رفقته وجلس معه بحجرة الصالون وقبل فتح أي حديث أصر على النهوض ومضايفته أو كما قال:

“لازم أعمل معاك الواجب عيب ميصحش ده أنت جوز بنتي…”

غاب عنه قليلًا ثم عاد له بكوب من العصير وصحن يحوي على بعض المخبوزات المتواجدة بالمنزل.

وضعهم فوق الطاولة ثم جلس قبالته على المقعد المريح، مربتًا على كتفيه يعامله جيدًا، كما لم يعامل بناته من قبل:

-كُل يا بني كُل أنت مش غريب.

ما أن صمت حتى تنهد بصوت مسموع يخبره بما يعانيه من ألم:

-كان نفسي أوي أخلف واد ويشيل عني، كان نفسي يبقالي واد يبقى في ضهري ويشيل اسمي.

تفكيره و رغبته لم تكن بالغريبة فلم ولن يكن أول رجل يرغب في إنجاب الذكور وليس الإناث ولكن في حالته هو كان الوضع مختلف قليلًا ولم يكن متساهلًا مع الفتيات بل جعلهم يعانون، فعل ما لا يجب على أي أب فعله، كان قاسيًا وقلبه كالحجر، صلب لا يلين أو ينصهر.

كبح محمد شعوره بالغضب والسخط مستنكرًا حديثه، قائلًا ببسمة لم تصل لعيونه:

-ربنا يخليلك بناتك، هما مش مقصرين معاك وشايلين شغل وتعب المطعم عنك، كان الأول إسلام وبرق واقفين مع جهاد، بس أنا خدت بالي أن ضياء و روضة واقفين معاها دلوقتي، هما مش وراهم دروس ومذاكرة، دول ثانوية عامة، يعني سنة مهمة جدًا ولازم يستغلوا كل ثانية ودقيقة.

عاد شكري بظهره للخلف، رافعًا حاجبه، مخمنًا سبب مجيئه ملقيًا إياه على مسامعه:

-هما اشتكولك مني ولا إيـه؟ ولا تكون مراتك اللي….

نفى محمد سريعًا وقال مدافع عن زوجته وشقيقاتها:

-لا طبعًا أنا مكنتش أعرف أصلا، وكنت جايلك عشان أشكرك أنك سمحت للبنات أمبارح أنهم يجوا عزومة زهـر، بس شوفت البنات واقفين تحت.

رد عليه شكري يؤكد له:

-آه لازم يقفوا ويشيلوا الشغل مع أختهم، الشغل كتير ومش هتلاحق عليه لوحدها.

حمحم محمد بخفوت قبل أن يقترح عليه:

-طيب تسمحلي أتكلم معاك في الموضوع ده، يعني بصراحة بفكر أنك تخليهم يقعدوا في البيت معززين مكرمين وده عشانهم أنا قعدت فترة بشتغل معاهم وأكتر واحد عارف بيتعرضوا لـمضايقات ومعاكسات عاملة إزاي بذات لو حد من برة المنطقة..

-لا ده كدة يبقى اشتكولك بجد…هما اللي قالولك تيجي تحكي معايا عشان اقعدهم في البيت.

هتف كلماته بانفعال من فكرة شكوته إليه وتشويه صورته الذي لا يدرك بأنها أكثر من كونها سيئة بالأساس.

أجاب محمد عليه ينفي شكوتهم:

-محصلش طبعًا، هما لو عايزين يشتكوا كانوا اشتكوا من زمان بس هما شايلين المحل على ضهرهم وأنا دلوقتي في مقام أخوهم وعشان أنا أكتر واحد عارف اللي بيحصل معاهم عايزهم يرتاحوا..

-والمطعم!!!مين يقف فيه!! ده هو اللي فاتح البيت.

رد عليه محمد بعقلانية شديدة:

-ممكن أشوف لحضرتك شابين ولا تلاتة يقفوا مكانهم.

لم تنال تلك الفكرة إعجاب شكري وصاح معترفًا بسبب اعتراضه:

-والله وهما الشابين ولا التلاتة دول هيشتغلوا ببلاش ما كدة هضطر اديهم مرتب ولا يومية أي كان وكدة الدخل هينقص كتير.

لم يستسلم محمد، وتابع محاولًا معه، حاسمًا أمره بعدم الإستسلام وفعل كل ما بيده من أجلها قبل أي شخص آخر:

-طيب إيه رأيك ادفعلهم أنا، أنا يعتبر دلوقتي في مقام ابنك واتمنى تعتبرني كدة برضو، وتسمحلي اعمل ده.

لمعت عين شكري ثم قال بلئم لم يغب عن محمد:

-لا ما أنا مضمنهمش، وبعدين بقالي فترة بفكر أقفل المطعم وافتح كوفي شوب، مش اسمه كوفي شوب برضو.

ابتسم له محمد مجبرًا معدلًا له:

-اسمه كافيه، أو اللي تحبه مش هتفرق.

هنا وجاء بذهنه فكرة نطق بها على الفور ولم ينتظر أو بتمهل:

-طب أنا جتلي فكرة إيـه رأيك نشوف مكان نعمله كافيه ونبقى أنا وحضرتك شركا فيه؟ وبكدة البنات مش هتنزل وكمان هيبقى في ناس شغالين في الكافية يعني مش هتتعب في حاجة ولا هتبذل مجهود ولو حبيت كمان ممكن تبقى تقعد فيه بدل قعدة البيت دي..

مط شكري شفتاه ثم قال بتفكير زائف:

-مش عارف سبني أفكر.

~~~~♡♡♡♡~~~~

حالة من التشتت والتية تعتري آسـر ولا تفارقه بتاتًا.

جزء بداخله يرغب بهـا زوجة وحبيبة وابنه بشدة بل بجنون فلتلك الدرجة وصل بـه الحال.

وذات الجزء يخبره بأن يتخذ خطوة ويتقدم لها لعله يحدث حينها معجزة وتوافق ويظفر بهـا بحياته ويكون رابحًا.

وجزء آخر يحثه على عدم التهور وأتخاذ قرار كهذا فـ رُبما يخسرها وقتها، وتلك المحادثة البسطية ورؤيتها كل حين وآخر يحرم منها ويصبح خاسرًا.

ماذا يفعل حقًا!!!!

سؤال يكرره على ذاته مرارًا وتكرارًا وحتى الآن لا يجد جواب….

سبق وعرض عليها رغبته وطموحه بالزواج بها والبعد كليًا عما كان عليه.

لأجلها هي فقط مستعد أن يضحي بحياته.

يحاول دائمًا إلهاء نفسه سواء كان بالعمل أو حتى الإنخراط في الأحاديث مع عائلته.

يبتسم ويمزح ويمرح معهم وأمامهم ولكن ما يكمن داخل القلب عكس ما يظهره.

ضحكته خلفها ألم لا يعرف أحد عنه شيء.

لا شيء ينجح في إلهاء عقله وقلبه عنها…..

لتلك الدرجة أصبح مُتيم بها.

سحب مقعدًا عائدًا لطاولة فارغة في إحدى زوايا المطعم الذي يديره ويهتم بـه، ثم ازدرد غصة مريرة بحلقه كان سببها حالة الهيام والألم والإشتياق والتوق الشديد.

كما كان لقلبه نصيب وشعر بنغزة لم يسبق لـه أن شعر بها لأجل فتاة.

ولكن هي ليست كأي فتاة بل هي تختلف عن الجميع.

فمن تفعل بـه كل هذا دون أي مجهود أو سعى منها بالتأكيد فريدة.

مسح على وجهه ثم دفنه بين كفيه يردد ذات السؤال:

“أعمل إيـه…أعمل إيـه…حاسس أني بموت بالبطئ ومفيش في أيدي حاجة أعملها، لو طلبت منها نتجوز تاني ممكن ترفضني، ولو روحت اتكلمت مع أبوها من غير ما ارجعلها أخاف يغصبها عليا وساعتها تكرهني، وأنا مش هستحمل تكرهني مش هقدر… أعمل إيـه بس…….”

~~~~♡♡♡♡~~~~

تركت ضياء العمل بالمطعم ذاهبة إلى درس كانت تحضره مسبقًا برفقة روضة والتي رفضت الذهاب وحضوره وترك جهاد بمفردها، مُصرة على البقاء معها ومساعدتها وذهاب ضياء والتي ستتولى مهمة الشرح لها بالمساء.

والآن ها هي تسير وشعور بفقدان الشغف يملئ صدرها، تشعر بأنها ترى كل شيء يحدث حولها بلا طعم أو لون، بل تراه باللون الأبيض والأسود كالأفلام القديمة.

تشعر بالزهق من كل شيء، تفكر بأنه رُبما لو كانت معاملة والدها معهم مختلفة لاختلفت حياتهم وطباعهم وأشياء كثيرة حدثت لم تكن ستحدث.

تعترف بأنها أخطأت كثيرًا ولا يكون مبرر لها أو ما يغفر لها ارتباطها في هذا السن الصغير، وثقتها التي وضعت في المكان الخطأ ألا وهو طارق الذي لم يكن يستحق أن تمنحه وقتًا.

تسرعت و وقعت في خطأ وذنب تقع فيه الكثير من الفتيات في مثل عُمرها الصغير…

ولكن ما حدث كان اختيارها فكان أمامها أن تختار.

أما تكون مثل صديقاتها يارا وهمسة وترافق الشباب.

أما تكون مثل شقيقتها روضة التي تراها حافظت على نفسها وقلبها وقررت ألا تقع في مثل هذا الذنب والخطأ التي قد تكون عواقبه وخيمة ربما بوقتها وربما لاحقًا……….

ولكنها بالنهاية اختارت الخيار الأول وانجرفت وراء مشاعرها التي رغبت بالشعور أنها مرغوب بها وهناك من يهتم بها ويمنحها ما لا تحصل عليه من والدها……

باتت على مقربة من موقع الدرس، أطلقت زفرة طويلة ثم رفعت رأسها لتجد من يأتي نحوها ويقترب منها.

اندهشت من ظهوره المفاجئ الغير متوقع بالمرة، متابعة وقوفه قبالتها يمنحها ابتسامة جعلتها ذات يوم تعجب بـه.

وقبل أن يتحدث سألته بجمود:

-عايـز إيـه يا طـارق! وسع لو سمحت ورايا درس ومش عايزة اتأخر.

-ضياء عندي كلمتين ممكن تسمعيهم وصدقيني مش هاخد من وقتك كتير خمس دقايق بس، ممكن؟

وافقت على مضض وقالت بملامح وجه جامدة لا تعطي لمن أمامها أي تعبير عما تشعر أو تفكر بـه:

-خمس دقايق مش أكتر من كدة، وكمان متوقفنيش الوقفة دي تاني مفهوم!

هز رأسه بموافقة ثم قال بنبرة يسيطر عليها الندم:

-أول حاجة حابب أقولك تاني أني أسف على كل حاجة عملتها معاكي، أنا كنت بني آدم قذر، سامحيني، كمان كنت حابب أرجعلك الفلوس اللي خدتها منك اتفضلي.

نظرت ليده الذي مدها بالنقود الذي سبق لـه وأخذها منها:

-مش عايزة منك حاجة كفاية تبعد عني وتسبني في حالي مش عايزة أكتر من كدة، والفلوس دي خليها معاك يمكن تفكرك أنت كنت قد إيه زبالة و واطي معايا وخنت ثقتي فيك، أنت بسببك مش هعرف أثق في حد تاني…

-ضياء أنا أسف والله بس.

قاطعته قائلة بقوة:

-لو مفيش حاجة تانية عايز تقولها ياريت تمشي أو سبني امشي وخليني في حالي.

وبشجاعة لا تدري من أين جاء بها، تمتم:

-ضياء أنا طمعان في فرصة تانية، حابب نبدأ صفحة جديدة و أعوضك و..

قاطعته مجددًا بشراسة وتهكم مما يهرتل بـه:

-أنت مجنون مش كدة؟ فاكر أني ممكن أثق فيك تاني أو في أي راجل؟ فاكر أني ممكن أرجع أكلمك تاني من ورا أهلي وأكرر غلطي، لو..

تلك المرة قاطعها هو يخبرها بنواياه الحسنة:

-لا يا ضياء مش عايزك تكلميني من وراهم، أنا بس عايزك تستنيني، ولو عايزاني أروح أكلم أبوكي هكلمه وأقوله أني شاريكي، وأني هخلص بس ثانوية عاملة والنتيجة تطلع وأنجح وادخل الجامعة و

لم تعد تشعر برغبة في الاستماع لمخططه فصاحت ترفض منحه أي فرصة:

-مش عايزة اسمع منك أنت ناوي على إيه، فلوس ومش عايزة منك حاجة خليهالك واشبع بيها، فرصة تانية ومفيش، أنا زي الفرصة اللي بتيجي مرة واحدة في العُمر يا تعرف تكسبني يا تخسرني للأبد وأنت خلاص خسرتني، أنا مبقتش أشوفك بنفس النظرة القديمة، أنت سقط في نظري خلاص ومتورنيش وشك تاني يا طارق…………..

~~~~♡♡♡♡~~~~

توقفت جهاد عن العمل تأخذ استراحة جالسة على أحدى المقاعد كي تريح قدميها وظهرها وكذلك ذراعيها.

وبالطبع لم تخلو جلسة الإستراحة من مسك هاتفها والعبث بـه…

وعلى الفور جاء بذهنها أن تلج للصفحة الخاصة بـ قُصي علها تجد صور لم تراها من قبل لـصابر سواء كان في كبره أو صغره، فبالنهاية قُصي من العائلة ولابد من تواجد صور ما له بصحبته.

ابتسمت مع تلك الفكرة ولكن سرعان ما تبخرت تلك البسمة محاولة تكذيب شكوكها ولكن بعد وقت لم يخلو من محاولاتها للتأكد أيقنت بأن شكها كان بمحله وأن قُصي بالفعل قام بإلغاء الصداقة بينهما، فلن تلغى من تلقاء نفسها مؤكد هو الفاعل.

جاءت برقمه وقامت بالإتصال عليه كما أتصل عليها بالأمس.

لم يجيب عليها بالمرة الأولى… كذلك الثانية…. الثالثة.. الرابعة..

ألحت في الإتصال عليه، وفي المرة الخامسة أجاب عليها بصوت ناعس وبدون أن يرى اسم المتصل:

-جود مورنينج.

-وهيجي منين الجود، وأنت لاغي الادد، معملتليش بلوك ليه بالمرة ما هو ده اللي كان ناقص.

وبصوت ناعس وذاكرة لم تحضر بعد بالشكل الصحيح:

-هو مين اللي معايا؟

ثم أبعد الهاتف وفتح عيونه ونظر بأسم المتصلة التي لم يتعرف عليها بعد.

وما أن تعرف عليها حتى أغمض جفونه من جديد وهو يلعن صابـر فبسببه هاتفته وعلى وشك أن تتسبب له بصداع لا ينقصه سواه.

آتاه ردها متمتمة بتهكم:

-أنت كمان بتسأل يا بجاحتك.

أوصد جفونه من جديد لا يزال يشعر برغبة بالنوم:

-أزيك يا جهاد، عاملة إيـه.

-والله لو قفلت في وشك دلوقتي هيبقى حلال فيك، بقى بتلغي الأدد ماشي يا قُصي.

تنهد ثم وقع بالحديث وذل لسانه وهو يخبرها بما حدث:

-والله صابـر هو السبب، جالي امبارح وقعد يزعق ويشخط ويهزق وقالي متكلمش معاكي تاني وأنا عشان أكبر دماغي لغيته و……

فتح عيونه باتساع منتبهًا لما تلفظ بـه معترفًا بفعله صابـر معه.

أما هي فضاقت عيونها تسأله من جديد باستنكار:

-صابـر هو اللي خلاك تعمل كدة!!! طب أقفل أنا هوريه إزاي يتعدى حدوده.

~~~~♡♡♡♡~~~~

أنهى صابـر عمله بالمطعم باكرًا طامحًا في العودة إلى المنزل، وها هو يقود سيارته وفي طريقه للعودة وأخذ قسط من الراحة والهدوء و…. التفكير.

قطع هذا الصمت الذي يعم أجواء السيارة رنين هاتفه.

نظر بـه فوجد رقم غير مدون، لم يشغل باله بهوية المتصل وأجاب سريعًا كي ينتهي هذا الرنين المزعج بالنسبة لـه.

فتح المكالمة وقبل أن ينطق بأي حرف وصل إليه صوتها الغاضب والذي لم يكن من الصعب التعرف عليه:

-أنت إزاي تتخطى حدودك وتخلي قُصي يلغي الأدد، أنت بتدخل في حياتي على أي أساس، ولا أنت عايز إيـه مني بضبط، ولا هو عيني فيه وأقول أخيه.

عقب على علو صوتها متمتم بنبرة رأتها باردة:

-وطي صوتك يا جهاد وأنتِ بتكلمي معايا.

-مش هوطي زفت أنا حرة، أنت مش وصي عليا علشان تروح تكلم قُصي من ورايا وتقعد تزعق وتشخط.

-أنا مش مضطر أبررلك أي حاجة، ولتاني مرة بقولك وطي صوتك واتكلمي عدل، الصوت العالي ده مش بياكل معايا.

-إن شاء الله عنه ما كل، أنا عايزة دلوقتي مبرر وسبب اللي عملته…

ضغط على الفرامل فجأة، واقفًا على جانب الطريق، متحدث بانفعال واضح:

-طب مدام أنتِ مُصرة أوي كدة تعرفي، هقولك أن قُصي في الأول وفي الآخر راجل غريب عنك وأنتِ وهو امبارح الموضوع أفور منكم أوي هزار وتهريج وضحك وكمان يتصل عليكي، أنا أعرف قُصي أكتر من حضرتك، فمتتكلميش بعشم وكل شوية تقولي قُصي قُصي كأنك متربية معاه وحفظاه.

ابتسمت بسمة جانبية تخبره باستفزاز:

-آه فهمت كنت قول من بدري.

عقد حاجبيه وسألها بترقب:

-فهمتي إيـه بضبط.

-فهمت اللي أنت مصمم تنكره، أنت بتحبني يا صابـر متنكرش، في حاجات كتير بتقول أنك……..

لم يمنحها فرصة للمتابعة أو أضافة حرف زائد، متمتم بقوة وقسوة صدمتها:

-أني إيـه؟؟؟ بتحلمي يا جهاد…أنتِ لو آخر بني آدمة على وجه الأرض ومفيش غيرك برضو مش هاخدك ولا هفكر فيكي، عارفة ليه؟ علشان أنا عايز واحدة عاقلة أبقى واثق فيها ثقة عمياء وأنا سايبها في بيتي، عايز واحدة محترمة ومتربية على الحلال والحرام عشان هي اللي هتقعد مع عيالي أكتر مني، فمن سابع المستحيلات أخد واحدة بأخلاقك العالية اللي بتبيح مكالمة راجل غريب عنها وتجري وراه، وكمان تهزر وتضحك وتاخد رقم واحد متعرفوش كويس وتبقى شايفة أنها صح مبتغلطش، كلمتك مرة وقسيت في كلامي معاكي لمصلحتك يمكن تفوقي من القرف اللي أنتِ فيه وبتعمليه بس واضح أنك مفقود فيكي الأمل ومفيش مجال للتغيير……………

««يتبع»»……….

فاطمة محمد.

يارب الفصل يكون عجبكم واستنوا الفصل الجديد يوم التلات بأمر الله. ❤🫶🏻

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق