رواية ملاذي و قسوتي – الفصل الرابع
“عينك هتوجعك ياصاحبي ..”همس له فارس بهذه الجملة بمكر…
نظر له سالم بضجر وكاد ان يرد لكن قطع الحوار وليد الذي هنأ سالم بطيبه زائفة…
“مبروك ياابن عمي وللهِ فرحتلك ..”
نظر سالم له بأشمئزاز ووليد ياعانقه بمباركة خبيثه همس إليه وليد اثناء تهنيائه بمكر…
“خد بالك من حياة اصلي خايف عليها اوي منك ..”
ابتسم سالم بخبث وحاوط بيداه ظهر وليد متكا على عضلت ظهره بشدة قائلاً بنبرة مهيبة…
“أوعى تخاف يا ابن عمي دي مرات سالم شاهين اوعى تنسى…… حرم سـالم شاهين …”
اتكأ باسنانة على آخر كلمة لعل الغبي
يفهم مكانتها الآن أمامه..
تركه بحدة خفيه…نظر له وليد بإبتسامة مستفزه وابتعد عنه …
بعد مغادرة الجميع بساعتين ..
قال فارس بحماس وهو يخرج مفتاح من جيب بنطاله..”خد ياصاحبي هدية جوازك ..”
كانت تجلس حياة بجانب راضية وتابعت الحديث بإنتباه وقلق….
سأله سالم باستفهام
“اي ده يافارس مش فاهم ..”
رد فارس بأيجاز…
”ده ياسيدي مفتاح الشليه اللي في اسكندريه بتاعي قدام البحر مانتَ عارفه ، خد مراتك وقضي كام يوم هناك…. واهوه جدعانه قبل ماسافر دبي بكره وريحك من غتتي… .”
عقب سالم بـ…..
“انت مسافر بكره …”
“ااه رايح اشوف اهلي وقضي معاهم اجازة الصيف المهم سيبك مني قولت إيه هتروح الشليه ولأ إيه “
وقبل ان يرد ويعترض على الذهب الى اي مكان بسبب عمله ..
ردت حياة قائلة بحدة خفيه ولكن شعر بها بوضوح سالم من لهجة اعترضها ..
“اكيد مش هنروح عشان شغل الدكتور سالم وعشان ورد بنتي ، شكراً يادكتور فارس بــ..”
نظر سالم لها نظره اخرستها حادة الى ابعد حد و رد بصرامه قائلاً بعناد فقط ينولد امام رفض رغبتها لشيء
“اكيد هاجي وهقعد في اسكندريه شهر بحاله شهر عسل.. ..” نظر لها بتوعد قاتم….
بلعت ريقها بخوف قائلة بتوتر ..
“طب و…..و ورد هنسبها لوحدها مينفعش و..”
”ورد هتيجي معانا متقلقيش ياام ورد ..”
نبرته كانت مُخيفه ومحذره لها بضراوةً يصحبها التحذير عن اي اعتراض قادم الان منها امام الجميع…..
لفظ بأمر…..
“اطلعي حضري الشنط احنا لازم نمشي دلوقتي ،شهر العسل بدأ ياعروسه ..”
رمقها بسخريه لإذاعة…
ربتت راضية على يدها هامسه بإقناع لها..
“اسمعي كلام جوزك ياحياة صدقيني سالم طيب بس عايز اللي يفهمه ….ويغيره وده في ايدك…”
ظلت تنظر لها باستهجان من كل ما يحدث حولها….
استعجلها سالم مرة اخرى بنبرته الشامخة…
”يلا ياام ورد قدامنا سفر طويل بالعربية على مانوصل اسكندريه ..”
نهضت قائله بتوتر ورهبه داخلها …
“اقسم بالله ما مرتحالك شكلك ناويلي على نيه شبه قلبك …”
وقفت عند ركن ما في البيت بعيداً عن الأنظار رفعت سماعة الهاتف على أذنيها قائلة بحده ..
“بقولك وليد سالم والزفته حياة مسافرين اسكندريه ويمكن يقعدُه هناك شهر بحاله …”
رد عليها وليد من الناحية الاخرى بفرحة مريضة..
“حلو اوي البعد ده …حاولي تعرفي ليا هيقعدُه فين بظبط في اسكندريه عشان نبدأ نتكتك ، وساعتها التنفيذ يبقى اسهل !؟”
….٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠……………..
صعدت بجواره داخل سيارته وفي احضانها ورد الصغيرة التي غفت بعد ان انتلقت السيارة بربع ساعه فقط ….
نظر سالم نحوها بهدوء
“نامت ..”
مررت يداها على شعر ورد قائله بخفوت
“ااه شكلها بدوخ من العربيات فى نامت على طول….”
اومأ لها بهدوء ثم اوقف السيارة وفتح مقعد سيارته من الخلف كسرير صغير ..حمل الصغيرة ووضعها في المقعد الخلفي ودثرها بالغطاء جيداً ثم نظر الى حياة بفتور
“لو حبى تنامي ارجعلك الكرسي لورا وتريحي شوي عشان المشوار لسه طويل ..
هزت راسها بنفي وحرج قائلة…
” لا شكراً…….مش عايزه انام ..”
انطلق بسيارته مرة أخرى بدون ان يعلق…
ظلت تتطلع من نافذة السيارة بشرود من تقلب الحياة معها من يوم ان كانت فتاة بضفاير في ملجأ للفتيات تعرضت لمواقف عديدة إهانات وجع تعب وايضاً تحرش من أشخاص من المفترض انهم في سن جدها كانت تحيا حياة قاسية لا تعلم عن حياتها شيء غير اسمها (حياة)اصبحت حياتها جافة
يحملها الغموض بعد زواجها من هذا السالم
تعلم إنها ليست ضعيفه او سهلة المنال بعد ما رأته في هذا الملجأ المشؤوم والحياة به ، ولكن ايضاً سالم ليس هين برغم من كرهها لتسلطه واومره عليها و زواجها منه بنهاية …
وانها برغم كل شئ كانت تريد العيش لأجل ابنتها وذكريتها مع زوجها حسن إلا انها لا تنكر ان سالم مصدر إعجاب لها كلما نظرت الى قسوته وحدّته معها حتى امتلاكه وغيرته على كل من يخصه يكن بداخلها الإعجاب ويزيد بشكلٍ مُخيف ، هذا الإعجاب تخشاه اوقات
واوقات تقنع نفسها ان الجميع يأتي عليه فترة زمنيه يشعر بالإعجاب بأشخاص عابرين من حياته ،(ولكن هل سالم شخص عابر بعد هذا العقد الأبدي ياحياة بينكما ؟ .)…
سالها عقلها باستنكار …..
تنهدت بصوت مسموع وخوف من تطور هذا الإعجاب لشيء أكبر بعد هذا العقد بينهم والذي تبرهن انه مدى الحياة حتى ان لم يتفاهمون يوماً ….
نظر لها بعد ان زفرت بارهاق واضح من كثرت التفكير ذهب عقله الى جملة اخيه حسن له قبل موته وهو ميقن ان اذا كان الله أطال في عمر حسن دقيقةٍ واحده كان اوصى عليه بان يتزوج حياة ويرعاها هي وابنته الصغيرة ….
منذ ثلاث سنوات
كان حسن يستلقي على فراش المشفى بعد حادث لعين لم يعثر على مدبره حتى الان
قال حسن بتعب “سالم ..”
اقترب منه سالم بحزن وقلق عليه وهو يتفقد
شقيقه الصغير وصديق عمره وابنه ايضاً بهذا
الشكل المتعب لروحه ..
“ايو ياحسن…. بلاش تكلم الدكتور قال ان الكلام غلط عليك ….”
رد عليه باصرار وتعب…
“اسمعني ياسالم مفيش وقت ..انا عايزك تاخد بالك من حياه و ورد بنتي …سالم عيلتي الصغيره امانه في رقبتك وانت سندهم ولازم تحميهم ..”
رد سالم عليه بتفهم وهدوء ….
“متخفش ورد في عنيا وان شاء الله تقوم بسلامه وتربيها بنفسك بس كفايه كلام …”
قال حسن بجدية…..
“عشان خاطري ياسالم خد بالك من ورد وحياة احميهم وحافظ عليهم وبذات حياة اوعى تبعدها عنك لحظه انا عارف انك
الوحيد اللي ممكن تفهمها وتفهمك ويمكن تقدرو تكملو بعض و… “
سعل بقوة وهو يحاول التقاط أنفاسه وقد بدات الأجهزة الموصله به تعطي جرس إنذار ..هلع سالم للخارج ينادي الطبيب
لياتي بعد الفحص الطويل الخبر الصاعق له.. وتظل الوصيه التي لم تكتمل تدوي في اذنيه دوماً باصرار غريب…
نفض الأفكار من عقله بضيق فإن صدق ما يملي عليه ضميره سيجعله يتهاون مع هذهِ الفتاة التي لا تستحق غير هذهِ المعاملة منه …(القسوة )
لم تكون هي او اي أمرأه غيرها (ملاذه )يوماً بل مستحيل ان يحدث هذا مستحيل ان يضع قلبه المتحجر في يد اي امراه… لم يكن له تجارب مع هذا الجنس الناعم ولم يكن معقد يوماً منهم ! ولكن اخذها قاعده بحياته ان هناك زواج واطفال نعم وهناك عشرة وتاقلم حتماً لكن لم يكن في قواعد الزواج( حب )لم يكن ولن يكون عنده هذا الشيء ابداً وهو غير معترف بهذا الضعف المزين امام الجميع على هيئة حب ومشاعر متبادلة !….
(نضع القواعد بأنفسنا ولكن يختار القدر قواعده الخاصه لنا… وبدون اختيار منك تجد نفسك تحيا بقواعد تختلف عليك كلياً….. ؟!)
اوقف السيارة قليلاً واستدار لها قائلاً قبل ان يخرج
”هجيب سجاير وجاي ، تحبي اجبلك حاجه معايا “
هزت راسها بنفي ، زفر بضيق وهو يغادر يعلم انها حتى إذا كانت تريد شيءٍ فلن تخبره …
دخل( السوبر ماركت) واشترى سجائر وبعض
الأشياء السريع لاكلها …دلف للسيارة مرة اخرى وجلس قليلاً وضع الاكياس امامها ..نظرت له بتسأل
“انا قولتلك يادكتور سالم اني مش عايزه حاجـ…”
قاطعها ببرود وهو ينفث سجارته على مضض…
“ده مش ليكي….. ده لورد لما تصحى من النوم “
سعلت بشدة وبدات تحرك كف يدها في الهواء امام وجهها بضيق من هذهِ الرائحة التي تفوح من سجارته …
حدق بها قليلاً ونظر الى ورد الذي تنام في المقعد الخلفي فتح سيارته مرة اخرى وأغلق الباب عليهم وظل ينفث في سجارته خارج السيارة اي بجانبها.
نظرت له وهو يوليها ظهره ونظرت الى الأكياس بجانبها بدأت معدتها تصدر أصوات مزعجة ….
تنهدت بتافف وهي تختلس النظر إليه ثم قالت بتبرم …..
“انا جعانه اوي ماكلتش من الصبح ، وهو قليل الذوق مش هاين عليه يغصب عليا اكل… ”
بدات تقلد صوته بضيق ..
“ده مش ليكِ ده لورد لم تصحى من النوم….غتت اوي ..”
فتحت بعضاً من الاشياء الموضوعة امامها وبدأت باكلها بجوع بعضا من الشوكلاته وبعضا من الكيك والبسكويت وشبيسي ومياة غازيه لأ تعرف كم مر من الوقت وهي تاكل بهذا الجوع ولكن هي كانت تتضور جوعاً فمن الصباح لم تاكل واصبحت الساعة الخامسة مساءٍ ….
انهى سجارته واستدار لها لكِ يصعد السيارة ويكمل رحلتهم لكنه وجدها تاكل بسرعه وبجوع شديد وايضاً بأن عليها التذمر ….
ابتسم على حركتها الطفولية يشعر دوماً ان ورد ابنتها تفوقها ذكاءًا وحسن تصرف …
انتظرها قليلاً حتى انتهت وصعد السيارة بعد مدة وجيزة نظر لها سائلاً بمكر …..
“اي ده هي الأكياس خست في ايدك كده ليه انا كنت جايب تلات كياس دلوقتي بقوا اتنين… التاني راح فين؟!…”
نظرت الى الناحية الاخرة قائلة بحرج …
“معرفش شوف بقه انت ودتهم فين …”
كبح ضحكته ثم اسطرد بجدية خبيثه…
“عندك حق ..انا نازل اشوف الراجل بتاع السوبر ماركت ده يمكن نستهم جوا….”
مسكت يداه قائلة بترجي وارتباك …
“انا من رأي عفا الله عما سلف و…..و يلا
بينا عشان اتاخرنا …”
رد عليها بخبث….
“ازي يعني انا لازم ادخل اشوف الاكياس راحت فين…. .”
احمر وجهها بحرج أكبر من الازم وبدأت
تموت خجلاً أمامه، شعرت بندم من اكلها
بهذهِ الطريقه عنفت نفسها بشدة وغضب…
ابتسم سالم على صمتها وتشنج ملامحها الواضح عليها ….أكتفى بهذا القدر الأن
فمزال أمامه الكثير ليفعله بها بعد مقلبها السخيف معه….
اقترب من وجهها ببطء ونظرت هي له
بتوتر قائله بخجل….
“دكتور سالم في إيه انتـ “
“هششش …”اكتفى بهذا الصوت لتصمت وانفاسه تداعب وجهها الأحمر وقربه يخدر حركتها ويشتت عقلها بدات تتنفس ببطء وتوتر وصدرها يصعد ويهبط امامه من شدة قربه منها…
مد يده وبدأ بمسح شفتيها السفلى وما حولهم ببطء وهو يحدق في عينيها بقوة…. أغلقت عيناها بخجل من لمست أصابعه الخشنة على خطوط شفتيها وكانتى عيناه تطوف على ملامحها المشدودة الحمراء بجرأه لم يعرفها إلا مع تلك المرأه…..
بعد ان انتهى ابتعد عنها قليلاً قائلاً بسخرية لاذعة…
“حاولي لم تيجي تاكلي بلاش تأكلي وشك معاه!؟”
اتسعت مقلتاها بصدمة وغضب وحرج منه
انطلقت السيارة بعدها بصمت مريب …..
وبها شَخص مُنتصر واخر يموت حقدٍ من
انتصاره عليه …..
————————————————
بعد مرور ساعتين …
دلف سالم وحياة الى داخل هذهِ الفيلا الصغيرة ذات الديكور وتصميم مبهج وانيق يريح النظر إليه….ومايميزها انها تطل
على البحر مباشرةً …
نظر سالم لها قائلًا بارهاق …
“اطلعي على فوق هتلاقي على ايدك اليمين اوضتين جمب بعض ، نايمي ورد في واحده منهم …”
صعدت الى فوق وملامح الأستغراب تكسو وجهها وسؤال يتردد في عقلها ….
من اين علم بدقة تلك التفاصيل ؟ مؤكد أنه اتى الى هنا عدة مرات مع صديقه فارس شهقت فجأه قبل ان تكمل الصعود بعد ان اتى في عقلها التحليل المنطقي لهذا الأمر .نظرت له بصدمة
كان يحدق بها بعد ان سمع شهقتها العالية
وحدقت هي به بحنق…سالها بعدم فهم ..
“مالك وافقه كده ليه …..”
سألته حياة بخفوت ….
“هو انت كنت بتيجي هنا مع صاحبك
فارس كتير.. ”
رد عليها بجديةٍ صادقه
“ااه كتير بتسألي ليه …”
مزالت تحمل ورد النائمة بين احضانها
وقالت بسرعة وعفوية….
“يالهوي يعني انتوا كنتُ بتجيبوا ستات
هنا …”
فغر شفتيه بصدمة من هذا الظن المشين له ثم لم يلبث إلا قليلاً حتى رد عليها بابتسامة خبيثة..مجيب بمروغه …..
“يااااه ياحياة فكرتيني ليه ماكُنت نسيت
الحاجات دي… برضو الذكريات إللي من النوع ده بتحرك المشاعر ولاحاسيس وانا بنادم من لحم ودم …..استغفر الله العظيم …”
احمرت وجنتيها بخجل وحرج وضيق ليس غيرة بل قلة إحترام لها وحتى ان حدث هذا الشيء واخبرها بمنتهى الصدق كما يفعل الآن، لماذا يتحدث بكل هذا الفخر عن نزواته وتجاربه عن هذا المكان القذر الذي إتى بها اليه….
تمتمت بضيق وصوت خافض…
“البجاحه مش بتطلع غير من الرجاله وبذات وهما بيتكلموا عن نزواتهم مع ستات مشفتش نص ساعه تربيه ..”
سمع حديثها بوضوح…
نفث سجارته التي اشعلها واجابها بلهجة تحذير…….
“مم انتي صح ..بس لسانك الطويل ده هيوديكي معايا لطريق مسدود…. لانها مش بجاحا دي صراحه ياحضريه صراحه بس
انتوا للأسف مش بتتقبلوها !..”
نظرت له باستفزاز وقالت بخبث لترد له اهانته
لكبرياء انوثتها….
“فعلاً الصراحه متزعلش حد….. تعرف انا كمان بصراحه يعني جيت على البحر هنا كتيير اوي وعلى الشاط برضه وكتير اكلت لب وترمس وفريسكا وايس كريم وهحح… ايام ياسولي…. ايام ..”
ضيق عيناه واقترب منها سائلا بخفوت مريب…“لوحدك طبعاً…….”
القت القنبلة بكذب وفخر انثوي أحمق…..
“لوحدي هو في واحده قمر كده زيي تروح البحر لوحدها ليه قلقاسه انا ولا اي ..”
لم تكمل الجملة ….فقد صعدت بسرعه للأعلى
وهي تبتسم بنصر على اشعال غضبه لم تشعر بالغيرة قط…. لكن كبريائها كانثى يحتم عليها ان تكون امامه الأولى والأخيره وحتى ان لم يكن بينهم حب يكفي عقد يثبت الرابط القوي بينهما وعليه إحترام هذا…
——————————————
اخذت حمام بارد يرطب جسدها من ارهاق السفر ويغيب عقلها ولو للحظات عن التفكير بسالم زواجها الذي تم اليوم منه…..
خرجت من المرحاض ونظرت الى ورد التي تنام منذ اكثر من اربع ساعات قبلتها بحنان في وجنتيها… وارتدت قميص اسود اللون قصير ذات حمالات رفيعه يظهر قوامها الفاتن للعيون ويعكس بشرتها البيضاء بطريقةٍ مُغريه ..وكانت تطلق شعرها الأسود الناعم بحرية على ظهرها ….
اوسدت الباب جيداً عليها بالمفتاح ودلفت
الى الفراش بجانب ابنتها لتاخذ قسط من… الراحه…اغمضت عيناها بارهاق وتجاهلت الخروج الى سالم مرةٍ اخرى…..فهو لم يراها منذ ان صعدت بابنتها للأعلى…..
جلس في غرفته ينفث سجارته بضيق وشراسة وهو يفكر في حديثها الوقح معه
قال بضيق ساخر..
“كنت منتظر اي يعني ياسالم من واحده حضريه عاشت لوحدها سنين بعد ما طلعت من الملجأ وحسن ..”
زفر بحدةٍ متابع بمقت…
“حسن هو اللي وقعنا فيها الله يرحمك ويسامحك ياحسن على اختيارك اللي هفضل ادفع تمنه لحد ما اموت …”
نظر الى ساعته بضيق مرت اكثر من ساعتين وهي داخل هذه الغرفة تختبئ بها ..
نهض بضيق بعد ان اطفئ سجارته …
واتجه نحو الغرفة الماكثه بها كاد ان يطرق على الباب ولكن علم ان ورد تنام بداخل معها
مسك مقبض الباب وحاول فتحه ولكن ارتفع حاجبه فوراً بإستنكار بعد ان علم انها اوسدت الباب عليها….قال بتوعد غاضب ….
” بتزودي على نفسك اكتر ياحياه ، زودي
اكتر وماله……”
دلف الى غرفته من جديد ثم احضر نسخة اخره للغرفة ووضع المفتاح بمزلاج الباب فتح ودلف بهدوء وجد الغرفة هادئة يكسوها الظلام الحالك….
اقترب من الفراش ببطء وتطلع إليها وجدها نائما بجانب ابنتها وتكاد لأ تشعر بنفسها من شدة الأرهاق حاول ايقظها فظلام… فالغرفة مظلمة وفقط مايضيء الغرفة انوار خافته منبعثة من الباب المفتوح عليهم ….
“حياة…. حياة قومي عايزك ..”
تمايلت بضيق ولم تتحدث فقط حركتها تدل على عدم الرضا عن إيقاظه لها …
مسح على وجهه بضيق متمتماً بإصرار…
“ماهو كل اللي عملتيه من امبارح لنهارده مش هيعدي بنومك جمب بنتك…. وقفلك للباب …”
حملها على ذراعه بخفه وهدوء لخارج الغرفة
خرج بها من الغرفة ونظر لها بحدة لكنه تفاجأ بهذا الشكل التي تنام به ذاك القميص القصير الذي يكشف اكثر مما يخفي والذي عكس واظهر جسدها التي كانت تخفيه عن عيونه بملابس محتشمة واسعه الى ابعد حد…. وشعرها الأسود الذي ينساب وراء ذراعه الموضع عليه مؤخرة رقبتها …
اطلع بعيناه على ملامحها البريئة والهادئه التي تخفي خلفها (العناد )و (تحدي )تمنى ان تصبح هكذا لا عناد ولا تحدي ولا خلاف بينهما يبرهن انها ستكون افضل من ما هي عليه ….
شعر بفوارن في جسده شيءٍ ينفجر داخله بمشاعر عديدة أمام أمرأه أصبحت حلالًا….
ولاول مرة يتأثر بالجنس الناعم بشكلا فاق التوقع…
اغمض عيناه بغضب ودلف بها الى غرفته وضعها على الفراش بأهمال وقوة حينها استيقظت سريعاً بفزع….
فتحت عيناها بعد ان شعرت بارتطام جسدها بشيئاً ما نظرت حولها بهلع لتجد سالم ينظر لها بدون تعبير مقروء…..
“اي ده انا جيت هنا امتى ….انت بتعمل إيه ..”قالت اخر جملة لها وهي تحدق به بصدمة…
فقد كان سالم يخلع ملابسه امامها ليقف امامها بقطعه واحده فقط داخليه يرتديها
في الاسفل ..رد عليها بمكر مستفز …
“على مااعتقد انهارده ليلة دخلتنا ومينفعش خالص تنامي وتسيبي عريسك نايم في اوضة تانيه لوحده مش اصول خالص …”
رفع حاجبه باستنكار مستفز وهو ينظر لها بخبث..
وقفت امامه قائلة بحدة وكد تناست ما ترتديه تماماً وبدات تحرك جسدها بعفوية اكثر ولا تعلم انها تزيد الامر صعوبة أمامه،هادرة
بضجر….
“إياك تكون بتفكر في حاجه كدا ولا كده…انا مش هعمل معاك حآجه برضايا أبداً…لكن لو عايز تغصبني دا شيء تاني….”
هبطت عيناه على جسدها للحظة ثم عاد
لعينيها متابع التمثيل بوقاحة….
“مش سالم شاهين اللي يلمس واحده غصب عنها ..بالعكس انتي اللي هترضي بده وكمان هتتجوبي معايا من غير اي ضغط عليكي ..”
بدا يقترب منها وعيناه تاسرها بلمعة جذابة
جعلت قلبها يخفق بخوف وهي تقول بتوتر.
“على فكره احنا جوزنا على الورق انت متجوزني عشان خاطر ورد بنتي ولا نسيت… .”
“اكيد ده سبب من الأسباب …”رد عليها ببرود وهو يميل عليها اكثر اغمضت عيناها بخوف واشاحت براسها بعيدًا عنه ..
مال هو على اذنيها وهتف بخبث…
“ماتيجي نتكلم شوي وانا وإنتي بالوضع ده يمكن ألاقي اجابه صادقه منك على عمايلك السودا معايا..”
فتحت عينيها قائله بارتباك…
”عمايل إيه انا معملتش حاجه انـ”
قاطعها وهو يقول بجدية..
“والملين اللطيف اللي كان في شاي …”
بلعت ريقها وهتفت بتوتر وسرعة…
“دا .دا….دي غلطه بس مش مقصوده…”
“كدابه …”
نظرت له وهي تكاد تبكي من هذا القرب اللعين هي نائمه على الفراش وهو فوقها ويضع كلتا يداه الأثنين على الفراش محاصر إياها كما يحاصر أفكارها ، مشتتًا عقلها يشل
حركة جسدها…
وانفاسه…انفاسه الساخنة المحملة برائحته الرجولية تزيد الأمر سواءًا داخلها فهذا يجعل
خفقاتها تكاد تصل للعنان…..اهذ رعب ام
شيءٍ آخر ؟!!…..
“انت عايز إيه بظبط.. ” وجدت صوتها بين ركام مشاعرها المتناثرة حولها…..
لم يبالي بسؤالها فقد تابع مستنكرًا بغيظ…
“لا وكمان بتكلمي بكل بجاحه من ساعتين وبتقولي البحر وشاط والبرسيم …”
ردت عليه بحنق..
“انا مقولتش برسيم …”
نظر لها بضيق وهو يحدق في وجهها الجميل
المستفز…..
“ده اللي انتي فالحه فيه تصلحي كلامك لكن
توازني الكلام اللي بيطلع ليا لا ….. صح …”
احتدت عينيها وردت بعناد….
“انا مش غلطانه في حاجه ، وبعدين انا حُرة..”
وضع كف يداه الاثنين على يداها ليقيد حركتها اكثر على الفراش ..وقال بضراوة قاسية وهو يقترب من شفتيها الذي اصابته بتخدير منذ ان راها تحركهما بتبرم وعناد …
“فعلاً انا حـر فيكي لكن إنتِي مش حرة ابداً
في نفسك…”
اتسعت عيناها وهي تراه ينقض عليها مقبلها
بقوة بدات تتملص منه بعنفوان رافضه هذا القرب بشت الطرق لكن هو كان اعند منها مصمم على النيل منها بشهوة ذكورية اصابتها
بالاشمئزاز منه ومن نفسها…..
وحينما تحررت منه بعد معافرة طالت لدقائق
أسفل قبلة كادت تسحب روحها بعد انفاسها المسلوبة….
ابتعدت حياة عنه بغضب بعد ان نال منها
بهمجية لا تخلو من القسوة….
“انت فكرني اي واحده من اللي كنت بتجبهم
هنا تتسلى بيها انت وصاحبك ..”
وضعت اصابعها على شفتاها قائلة بضيق
وهي تتحسس شفتيها المنتفخة باصابعها …والحمراء أيضاً بنقاط الدماء التي تحكي
الكثير…..
“انت ازاي تعمل كده ازاي تاخد حاجه انا رفضاها انت نسيت اني مرات اخوك ..”
كان يرتدي ملابسه وهي تتحدث اليه ثم
بعد ان انتهى من ارتدى ملابسه…
قال وهو يكاد يخرج من الغرفة ..
“لا مش ناسي انك كنتِي مرات اخوي حسن الله يرحمه …بس كمان بلاش تنسي اني
بقيت جوزك ..”
ردت عليه ببكاء وكره ….
“وانا رفضه لمستك حتى لو بقيت جوزي شعوري من ناحيتك متغيرش يادكتور سالم. ”
لم ينكر ان جملتها إثرت عليه …والحقيقة هو يرغب بها ولكن ليس حب فقط شهوة ورغبه تحركه بشدة نحوها….نفض افكاره واستعاد صلابته…وهو يرد عليها بغطرسة…..
“مخك ميروحش لبعيد ياحضريه ..انا مش عايز حاجه فيكي غير جسمك وبس…. ومش لازم اوصل لقلبك عشان اوصل لحقوقي الشرعيه منك ممكن اخدها من غير ما ابص للتفاهات دي … “
وقفت امامه قائلة بتحدي وجراة وكره لنفسها بعد حديثه وغايته بها …خلعت هذا القميص القصير و وقفت امامه بالملابس الداخليه
لترد عليه بكره وغضب اعمى …..
“تقدر تاخد حقوقك الشرعيه مني زي ماانت عايز ..بس ياريت تقبل فكرت جسم بس معاك لا روح ولا قلب لأنهم ادفنو مع اخوك في تربته…. يتبع
دهب عطية
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية ملاذي و قسوتي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.