رواية ملاذي و قسوتي – الفصل الثالث
سأله سالم باستغراب…
“وابوك ليه مش شغال.. ليه سابك تسرق ..”
ابتلع عمرو مافي حلقه قائلا بحرج…
“ابويا بعد موت امي تعب جامد بعدها… وللاسف مبقاش قادر يمشي من الضغط اللي حصله بعد فراق امي ونصب عمي عليه…. طلعت انا عشان اســ…”
نظر له سالم بعتاب واكمل عنه بخزي….
“طلعت تأكل اخواتك حرام وتعالج ابوك من الحرام مش كده ياعمرو ..”
نظر له بندم وقلة حيلة …
فالحياة تختبره وهو مزال صغير على فهم اختبارتها له ماذا يفعل ان فقد الشخص الأمان والحنان معًا واصبح مسؤول عن صغار يحتاجون اليه ويتمنون ان لأ يخزلهم….
رد بصدق عليه ..
“انا عارف اني غلط بس انا كنت عايز اساعدهم بقي طريقه..”
تنهد سالم ببطء ثم اخرج مبلغ كبير من
جيب السترة واعطاه الى عمرو قائلاً
بهدوء..
“خد ياعمرو دول عشان تجيب الاكل
لاخواتك وعلاج ابوك كمان …”
ابعد عمرو يد سالم الممدودة
له وقال بضيق
“انا مش عايز شفقه منك …”
نظر سالم لرد فعله بصدمة وغضبه كذلك
علت الدهشة وجه فارس الذي يستمع
للحديث دون تدخل….
لكز جابر كتف الصبي بغضب….
“انت اتجننت ياحرامي إنت …حد يزق ايد الكبير كده… “
رد عمرو بجدية وهو ينظر الى سالم مره اخرى تعمّد إلا ينظر او يتحدث الى هذا الجابر الذي لا يتفاهم معه أبداً ..
“انا مش عايز فلوس انا بس عايز اشتغل واصرف على اخواتي وارجعهم المدرسه من تاني ، انا عارف انك في المصنع بتاعك مش بتعين شباب سنهم صغير بس انا ممكن اشتغل بنص تمن المرتب الشهري بس الله يخليك شغلني وسامحني على سرقتي لعمي …”
رد عليه سالم بخشونة …
“مالفلوس دي يااستاذ عمرو بتاعت مرتب الشهر لانك هتشتغل في المصنع من انهارده وكمان هخلي جابر يقدملك في المدرسة من تاني بس منازل يعني هتشتغل في المصنع وتدرس في لبيت واخر السنه هتنجح عشان متزعلنيش منك ،وكمان جابر بكره هينقلك انت واخوتك وابوك لبيت تاني ودي
مش شفقه ده لمصلحتي انا عشان عيني تبقى
دايماً عليك وكمان لان المصنع قريب من البيت ولمدرسه ، فاضل بقا موضوع اسامحك ممكن اسامحك بس بشرط تنجح في كل حاجه ذكرتها شغلك….درستك ….إخوتك…. مسئولية ابوك وراعيتك ليه متقلش ….واكيد لو ثبّت نفسك في كل ده هسامحك ياعمرو …ها قولت إيه…. ”
ابتسم عمرو بسعادة وقال….
“اوعدك هعمل كل اللي طلبته مني كتر خيرك ..”
اشار سالم بيده الى رجل من رجاله الواقفين بجانبه اتى عليه احدهم
“سيد خد عمرو على المصنع وخلي المهندس علي يعلمه على مكنة الـ*** ..”
اومأ له الرجل وغادر هو وعمرو الى حيثُ المصنع
قال جابر بضيق مكتوم ….
“ازاي تعمل كده بس معاه ياكبير دى عيل حرامي واكيد بيكدب …”
ضيق سالم عينيه ناظراً له بصمت قبل ان يسأله باختصار……
“بيكدب ازاي يعني الأرض اللي كان بيسرق منها مش ارض عمه ..”
قال جابر بحرج..
“ايوا ارض عمه…. “
“طب يعني مش بيكدب لم إعترف ان سرق من ارض عمه ..”
رد عليه جابر بضيق…
“بس ياكبير احنا هنصدقه في حتة الورث ديه اكيد بيكدب عشان يفلت من العقاب ..”
نظر له سالم قال بشك …
“موضوع الورث ده انا هعرفه من الطرف التاني.. “
ساله جابر بتوتر…
“اللي هو مين ؟ .”
رد عليه سالم ببساطة وهو يرمقه بشتكيك…
“عمه ! إيه مالك نبرة صوتك مش مريحاني ..”
رد عليه جابر بحرج ….
“عمه يبقى غريب الصعيدي ….وانا من رأيي
بلاش ندخل سكت غريب الصعيدي بلاش
دا راجل شراني ومش بيسيب حقه دا غير انه من عرق صعيدي ومش بيتفاهم دايما رصاصه هو اللي بيرد…..بلاش ياكبير ……”
ابتسم سالم بسخرية ورد عليه بسخط…
“اول مره اعرف ان دراعي اليمين دراع حرمة مش راجل بشنبات ..”
اسبل جابر عينيه بحرج وهتف باعتذر
“مش قصدي ياكبير انا مش خايف على نفسي
انا خايف عليك غريب الصعيدي غدار ولو وقفنا على سكته هـ”
رفع سالم كفه للأمام كعلامةٍ تدل على سكوت
جابر عن المتابعة وبالفعل حينما سكت جابر هتف سالم بصلابة وحزم……..
“خلّص الحديث لحد هنا غريب الصعيدي لو فعلاً واكل حق عمرو وأخواته يبقى انا اللي هجيبه … بس انا هأجل الموضوع لبعد بكره وساعتها هتصل بيك واقولك تجبلي غريب ازاي وعلى فين …”
غادر القاعة الكبيرة وبرفقته فارس يسير معه
وهو يتحدث إليه عن كل ماحدث داخل قاعة المجلس….
رد سالم بجدية….
“كان لازم اعمل كده يافارس إنت نسيت اني عشت جزء بسيط من حكاية عمرو ، بس انا كان عندي أبويا وجدتي راضيه في ضهري وكمان حسن الله يرحمه كان معايا في كل خطوه فحياتي ..”
تنهد سالم بتعب لعله يقدر على اخراج ماضيه
الأسود مع عمه( بكر) وابنه( وليد )….
(امضي يارافت بقا متتعبناش معاك ..)
تحدث (بكر) شقيق رافت ووالد وليد
بإقتضاب
نظر رافت الى سالم ذو الخامسة عشر عام بقلة حيله ،ثم وجه نظراته الى شقيقه قائلا بترجي
(مش شايف يابكر ياخويا ان الفلوس قليله اوي على الارض اللي ببعها ليك …ماانت عارف انها كل ما أملك في ورث ابونا ..)
رد بكر بجمود ….
(مش عايز بلاش ….وخلي مراتك مرميه في المستشفى مستنيه عفو ربنا وحنية جوزها اللي بيبص على كام مليم زيادة ….مع اني شايف اني بديك اكتر من حقك لانك لأ اشتغلت في اراضي ولأ تعبت مع ابوك في حياتك زيي دايماً عايش في البندر وتعلمت هناك وجوزت وعشت كمان هناك وبعد موت ابوك جاي تطلب ورثك …… عجايب ..) انهى بكر كلامه وهو يمط شفتيه بسخط وسخرية لعينه….
ابتسم وليد قائلا بتهكم…..
(امضي ياعمي بقا ورأنا مصالح تانيه مش نقصين فقرة الشحاته اللي على الصبح…..)
تقدم سالم بغضب وكادَ ان يلكم وليد ولكن منع تقدُمه والده وهو يهتف له بترجي ….
(خلاص ياسالم خلاص يابني…… عفى الله عم سلف .)
صمت سالم ، و وقف بجوار والده بإحترام وظل يرسل الى وليد نظرات قاتله حارقة استقبلها وليد ببرود ساخر وشماته لاذاعة ..
مضى رافت على العقد واخذ نقود عملية زوجته وخرج من الغرفة الى خارج البيت بأكمله…
كادَ ان يخرج سالم ويتبع والده ولكنه توقف
للحظات واستدار لهم قائلا بوعيد ونبرة
عازمة على التحقيق….
(يمكن رافت شاهين هيخرج من نجع العرب وهو لايملك شيء فيه ….لكن ابنه سالم رافت شاهين هيرجع نجع العرب وهو أكبر واغنى واحد فيه…واعتبره ده وعد مني ليكم…..)
عاد من شروده مبتسمًا وهو يقود سيارته فقد تخلى عن حلمه بان يصبح طبيبًا مشهورًا في مجاله كي يصل لحلم وهدف أكبر في هذا النجع الكبير وقد حقق ما سعى اليه في فترة قصيرة وأصبح كما هو عليه الآن !! ….
قال فارس بصدق وإعجاب بصديق طفولته ..
“قدرت توفي بوعدك وبقيت اغنى واكبر واهم واحد في نجع العرب ، بجد تستحق اللي وصلت ليه ياصاحبي ربنا ياقويك ..”
اومأ له بامتنان …وللحظة قفزت في عقله (حياة )وعبثه وعناده معها على مادة الإفطار
ابتسم بسمة من نوعًا اخر برزت أسنانه كلها..
هتف فارس بخبث بعد ان لمح تغيره
الواضح….
“ركز ياشبح في سكه لحسان نعمل حادثه
وبعدين كفايه سرحان كلها ربع ساعة ونبقى قدام البيت ونشوف تيته راضيه مش كنت بتفكر برضو في تيته راضيه …”
انتهى فارس من جملته بغمزة مراوغة…
نظر سالم الى الطريق ولم يرد عليه وتلاشت ابتسامته سريعًا…..
__________________________________
كانت تجلس حياة تقلب في شاشة هاتفها ببعضًا من الملل وهي تطلع بين الحين ولاخر على هذهِ الوقحة ريهام التي تجلس تشاهد التلفاز وتضع ساق على الأخرى وكأنها
في بيتها…
قالت ريهام بخبث…
“إنتِ قاعده مستنيه إيه ياحياة ماتدخلي تنامي دا حتى الوقت اتاخر وكل اللي في البيت ناموا دا حتى الضيف ده اللي اسمه فارس جه العصر اتغدى معانا ودخل اوضته مطلعش منها…”
ردت عليها ببرود ساخر…
“عنده دم بصراحه ، مش زي ناس قعده هنا من الصبح ودم عندها اتحول لمايه سقعه .. “
ابتسمت ريهام بضيق على تلميح حياة وقالت بالامبالاة…
“انا من رأييّ تدخلي تنامي وتاخدي بنتك اللي
نايمه على الكنبه جمبك ديه على فوق ..”
زفرت حياة بضيق ثم ابتسمت بمكر قائلة…
“لا انا هستنى سالم عشان احضرله العشا
اصله محضرش معانا الغدى ومن ساعة ماطلع الصبح مرجعش وانا قلقانه عليه اوي …عندك اعتراض ياريهام استنى خطيبي ..”
ضحكة ريهام بغلا مكبوت…
“ده إيه البجاحة دي خطيبك قوام كده نسيتي حسن ابن عمي الله يرحمه ابو بنتك ..حكم هنتظر إيه من واحده لا ليها اصل ولا فصل …”
كادت ان ترد وتعنفها ولكن هناك صوت جهوري
صاح بحدةٍ باسم هذهِ الوقحة
“ريــــــهــــــام ..”
نهضت ريهام ووضعت الحجاب بطريقة عشوائية على راسها واتجهت إليه قائله بابتسامة مهزوزة… وصوت ارغمته على
ان يكون ناعمًا الى أبعد حد
“حمدالله على سلامتك ياابن عمي ..”
أول ما اصبحت امامه مسك ذراعها بقوة
قائلاً بغضب صارم….
“انا مش مية مره قولتلك بلاش تلغبطي
في كلام مع حد من أهلي ..واي حد يخصني… “
فغرت حياة شفتيها من الكلمة الجديدة
برغم من تشفيها في ريهام إلا ان كلمة (تخصه )لم تروقها ابدًا بل اغضبتها لانها لأ تخصه ولأ يملكها رجل بعد زوجها الراحل !…
نظرت ريهام له بإرتباك ثم قالت باعتذار… ..
“حقك عليا ياابن عمي ، بس انا عصبية
شويه ماانت عارف و…”
“انتي مش غلطانه فيا انا ، أنتي غلطِ فى مراتي ولازم تعتذري ليها …”
قاطعها بهذه الجملة التى اشعلت صدرها فقالت من بين اسنانها مدعيه الندم والطيبة
الزائفة….
“حقك عليه يامرات سالم مكنتش اقصد ازعلك .. ”
شعرت حياة بغصة حاده لم تقدر على بلعها ليس من اعتذار ريهام ، فهي تعلم انه زائف مثل كلماتها ولكن كلمة (مرات سالم )
نعم ستكون زوجته عاجلاً ام اجلاً ستكون
غداً ستكون ملكاً له !..
نظر الى ساعته وهو يقول لها بضيق….
“أنتي مروحتيش ليه ياريهام لحد دلوقتي…. .”
انحرجت من سؤاله فقالت بتلعثم..
“اصل الوقت خدني وانا قعده اتكلم مع
حياة فى محستش بالوقت ..”
رفعت حياة حاجبيها من هذه الكاذبة المخادعه أمامها ….
قال سالم بزفرت حنق…..
“طب اطلعي نامي في اوضتك اللي كنتي دايماً بتيجي تباتي فيها ..”
نظرت له بإبتسامة رقيقه وهمست برقه ناعمة
“تسلم ياابن عمي…..تصبح على خير ..”
صعدت الى فوق بهدوء وتمايلت في خطوتها ظنًا منها ان سالم يتطلع عليها ولكن كانت عيناه تطلع فعلاً ولكن على هذه الحياة التي حملت ابنتها على يداها متوجها بها الى الأعلى حيثُ غرفتها هي وابنتها ..
اوقفها سالم قائلاً بخشونة
“على فين ؟…”
وقفت ونظرت له باستغراب مجيبه…
“هيكون على فين…. على اوضتي هنام انا وبنتي في حاجه ..”
نظر لها ببرود….. “ااه فيه انا جعان “
ارتبكات قليلاً ثم قالت بهدوء
“طب الخدم كلهم ناموا و…”
سالها جازع النظرات…..
“مين قال اني عايز الخدم… حطيلي إنتي الأكل ولا صعبه ..”
حمل الصغيرة ورد على ذراعيه بخفه عكسها
تمامًا ثم عقب بحمائية…
“بلاش ورد تنام برا اوضتها تاني وتبقي مضطره تشليها على دراعك البنت كبرت
واكيد تقيله على أيدك.. .”
نظرت له ببلاهة…فصعد على السلالم امام عينيها هاتفًا بأمر بارد…
“حضريلي الأكل وهاتيه في المربوعة.. “
زفرت بنفاذ صبر وهي تشعر بانها خادمة معاليه….
وضع الصغيرة في غرفة والدتها ودثرها جيداً بالغطاء ثم أخفض الأنوار حتى لا تخشى من الظلام ….
توجه فوراً الى غرفته لياخذ حمام بارد يمحي
به اثر زتعب اليوم مابين المجلس للمصنع ومناطق اخره من المفاوضات بين عائلات كبرة في النجع أدى كل هذا الى تأخره خارج المنزل الى نصف الليل ….
ارتدى ملابسه بأكملها ثم مشط شعره امام المرآة وهو يتنهد بتعب نازلا الى الأسفل في
الجلسة العربية الانيقه حتى يستريح على
أحد المساند المريحة بانتظارها…
قبل ان يستلقي على الفراش بإرهاق منتظر الطعام حتى ياكل وياخذ قسط من الراحه فاليوم كان يدور هنا وهناك بدون ان يأكل او حتى يستريح قليلاً…..
طرقت حياة على باب (المربوعة) بخفة
فاعطاها الأذن… “ادخل …”
دخلت حياة وبين يداها صنية الطعام وضعتها
جانبًا….وقالت بهدوء….
“الأكل يادكتور سالم …”
نظر لها سالم بعينين متعبتين يسالها
باجهاد…
“حياة مفيش معاكِ برشام صداع ، دماغي وجعاني اوي …”
“عندي بس كُل الاول عشان تاخد البرشام وتنام على طول …”قالت جملتها وهي
تضع الصنية امامه …..
رد بهدوء وارهاق وطريقة حديثه الهادئة صدمتها ولكن اقنعت نفسها انه بسبب وجع راسه ليس إلا…
“مش هعرف اكل لوحدي…كُلي معايا تفتحي
نفسي على الأكل….”
قالت برفض….. “بس انا مش جعانه….”
نظر بتساؤل…. “ليه انتي اتعشيتي؟ ..”
ردت بايجاز…
“لا، اصلي مش باكل بليل ….شكراً..”
مسك معصمها واجلسها رغمًا عنها قائلاد بتحكم
“مينفعش معايا الكلام ده تعالي كُل معايا
نفتح نفس بعض…”
نظرت له بضيق وهتفت بعناد
“بس انا مش جعانه ،وياريت متغصبش عليا في حاجه انا مش عيزاها…..”
نظر لها بحدةٍ من هذا العناد الذي يظهر دومًا امامه فاستفسر ببرود ..
“يعني إيه ياحضريه بتعصي أومري مثلاً ؟”
كادت ان ترد ولكن لمحة طيف الغضب يحتل
وجهه وعيناه السوداء تزيد قتامة محذره إياها من التمادي….
ردت بعد الأستغفار قائلة ببعضٍ الهدوء…
“انا مش بعصي اوامرك انا بس عايزه
أقول اني مـ..”
قاطعها وهو يضع المعلقة أمامها..
“ومتقوليش حاجه كُلي وكفاية كلام ..”
فتحت فمها بصدمه فوضع أول معلقة ارز
في فمها في لمحة خاطفة…جعلها تضع يدها
على فمها تمضغ الطعام سريعًا وهي تساله
بدهشة…..
“إنت هتأكلني ؟! ..”
وضع المعلقة في فمه هو ايضًا بعد ان ملاها
بالارز….مجيبًا بهدوء….
“للاسف مفيش غير معلقة واحده وهناكل منها احنا الأتنين وبما ان حضرتك معترضه انك تاكلي بليل فأنا من رأيي اكلك بنفسي افتحي بوقك… ”
قال اخر جملته وهو يضع في فمها اللحم ..
انحرجت من افعاله وتمتمت قائلة بخجل
حتى تهرب من هذا المأزق ..
“طب انا هروح اجيب معلقه تانيه يعني
مينفعش ناكل من نفس المعلقه …”
نهضت وهي تتحدث أمسك معصمها واجلسها مره اخرى بجواره قائلاً ببرود…
“مفيهاش حاجه لو كلناا من نفس المعلقه
بلاش تحاولي تشتغليني عشان عيب..”
ظلت تاكل تارةٍ من يده وياكل هو وعيناه لا تفارق وجهها الخجول ، وهو يعلم ان مايفعله تحدي وعناد معها ليس إلا ولكن كان للطعام معها وبمفردهما لأول مره شعور اخر من السكينة والراحه…
وكانها الملاذ ؟!!…..
وبعد تناول الطعام أمرها سالم بغطرسة بعد
ان راها تحمل صينية الطعام وتنوي المغادرة
او الهروب من أمامه
“ودي الصنية واعمليلي كوبية شاي
تقيله ، بس بسرعه قبل ما انام …”
اكتفت بايماءة وهي تخرج من( المربوعة)
تلعن نفسها واليوم الذي تزوجت به حسن لتقابل هذا المتعجرف عديم الأحساس ..
ولكن بعد ان دلفت الى المطبخ اتى في عقلها
فكرة شيطانيه فأبتسمت بخبث وتوعد له….
……………………………………………..
وقفت ريهام في شرفة الغرفة تتحدث في
الهاتف بحدةٍ قائله لاخيها..
“يعني إيه ياوليد امشي اليوم كده عادي من
غير حتى ماحاول اوقف الجوازه إنت عايز
تقهرني…..”
رد وليد عليها من الناحية الاخرى قائلا
بصرامة
“ماتعقلي بقا ياريهام اصبري لحد مايتجوزها وساعتها هنوقع مابينهما …وبعدين بلاش تنسي مصلحتنا احنا الاتنين أنتي عايزه سالم وانا عايز حياة فانصبر شويه وبعد جوازهم
انا أخطط وأنتي تنفذي ، وحاولي على قد ماتقدري تطولي في القعده عند سالم عشان التنفيذ يبقى اسهل …”
سالته بشك…
“طب وابوك هيوفق على قعدتي هنا في بيت
رافت شاهين ..”
ضحك وليد وقال بسخرية…
“ابوكي نفسه تفضلي في بيت رافت شاهين على طول عشان يرجع حبل الود مابينهم ومصالحة تمشي تاني معاهم….يعني لو اتجوزتي سالم ابوكي أول واحد هيستنفع من النسب ده فركزي إنتي بس معايا وسيبي
حوار ابوكي ده على جنب ..”
****
صعدت حياة الى غرفته وهي تبتسم
إبتسامة ماكرة….حاملة بين يداها كوب
من الشاي كما أمر….
طرقة على باب غرفته فاذن لها بدخول ،
دلفت ووضعت كوب الشاي امامه وقالت بهدوء غريب عليها ..
”تأمر بحاجه تانيه يادكتور سالم ..”
نظر لها بشك ثم رد عليها قائلا بالامبالاة …
“لا شكراً ، روحي نامي انتي عشان الوقت اتأخر وإنتي بتصحي بدري ..”
تمتمت بتبرم وهي تخرج من الغرفة…
“ياسلام على الشهامة لسا فاكر ان الوقت اتأخر واني بصحى بدري….حلال فيك اللي هيحصلك بعد الشاي….”
ارتشف الشاي بإستمتاع وبعد ان انهى كوب الشاي وضع راسه على الوسادة ليأخذ قسط من الراحة قليلا وكاد ان يغرق في نوم إلا انه استيقظ فجأه وهو يدلف الى المرحاض ممسك معدته التي تتلوى من الداخل بقوة بضطراب مسبب له وجع شديد وغريب
لن يرتاح منه إلا بالدخول الى الحمام !! ….
خرج من الحمام بعدها بدقائق طويلة يمسك
معدته وهو يقترب من السرير بتعب والارهاق زاد اضعاف على وجهه…
شرد بعينيه للباب المغلق خلفها وهو يلفظ بتوعد …
“اقسم بالله ماهفوت المقلب السخيف ده ياحضريه….يتبع
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية ملاذي و قسوتي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.