رواية صرخة في الظلام – الفصل الرابع
ماعِندي واهِس للحَچي
مِن برّة تِلكاني ابتسِم
ومِن جوّة اطِك مِن البَچي
مابيّة اڪمِّل هالدَرُب
تعبَان ، خلوني انتِچي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ايهاب: بقيت واكف مصدوم و عيوني دمعت من
القلق و التوتر وصدري
يضيق كلما ما شوف أمي ممدودة
عالأرض بلا حول ولا قوة.
ما أعرف شسوي، حسيت الدنيا
اسودّت بعيوني وعقلي فارغ إيدي
ترجف حاولت أگعدها بس متكعد! بسرعه
جبت مي وذبّيته عليها، بس ماكو فايدة.
“يمه، فدوه اصحي شبيج؟! والله
بعد ما أزعلك بس كومي احچي وياي!”
بس ظلت ساكتة ما تحركت كلبي
چان يدگ بسرعة مو طبيعية، حسيت
راسي يفتر تخبلت!
ركضت الشارع صحت باعلى صوتي
: أحد يساعدني امي معرف شبيه
ياناسسس يعالممممم
بس الشارع جان فارغ ماكو أحد،
حسيت إني وحدي بهاي اللحظة
وماكو شي
يكدر ينقذني من هاي المصيب ولا اكو
أحد يجي يساعدني بسرعة.
بلا شعور ركضت ع بيت الجيران
دگيت الباب بقوة وما جنت حاس ع نفسي
شلون جاي ادك ع الباب
الرجال طلع مستغرب ما فهم شي بس أول
ما شافني بهالحالة، سألني بصوت كله خوف
:: خير بويه، صاير شي؟!”
:تلعثمت ما كدرت أرتب الحچي،
كل اللي طلع مني
“عمي، أمي… أمي طاحت بنص المطبخ!
لحگني، خل ناخذه الطوارئ بسرعه
صاح مرته، وكالي
:: خوش عمي ركض، روح كدامي،آني ورايگ!”
: ركضت بسرعه حسيت أنفاسي
تروح وتجي بصعوبة صرت ما حس برجليه
بس ما اهتميت ، كل اللي ببالي هو أمي،
لازم أوصل إلها بسرعة
دخلت البيت، و ريناد چانت تبچي
بصوت مفرفح، مگدرت
أشوفها كل تفكيري بأمي.
دقايق والرجال وزوجته وصلوا ، ركضوا علينا، وساعدوني أشيلها.
جان المره تكول
: خاله لا شيل هم الطفله
اني راح اخذه يمنه و ان شاءلله
من ترجعون تعال اخذه
ايهاب: مسحت وجهي بقلق
وحجيت مشكوره خاله
و عفناها و اخذنا امي
للسيارة، واني ميت من الخوف،
دموعي نازلة بلا شعور، وريناد ظلت
وراي، بس ما چان بيدي
شي غير أوصل للمستشفى بسرعة.
أول ما وصلنا نزلناها ركض للطوارئ
واني كل اللي ببالي ، بس أسمع كلمة
واحدة من الدكتور يكول أمك بخير.”
أجني الممرضين شالوها بسرعة
ودخلوها الغرفة و اني بقيت
واكف عيوني
معلگة بالباب
نفسيتي محطمة وكلبي يدگ بسرعة
“دكتور! أمي شصار بيها؟!”
الدكتور باوعلي بنظرة هادئة بس چنت أعرف وراها شي أخذ نفس عميق وكال
:: إنت ابنها؟”
هزيت راسي بسرعة ولساني سبق
تفكيري
“إي دكتور أرجوك گلي شصار بيها!”
تنهد وكال بصوت جاد:
:: والدتك صار عدها انهيار صحي
بسبب هبوط حاد بالضغط والتعب الجسدي الشديد . هي حالياً غائبة عن الوعي ،
لكن إحنا مسيطرين على حالتها،
ولازم تبقى بالمستشفى للمراقبة.”
: حسيت الدنيا دارت بيه، الزمت راسي،
وغمضت عيوني، من التعب والخوف.
“يعني راح تصحى؟!”
الدكتور هز راسه وكال
:: إحتمال، بس لازم ننتظر، الوضع مو مستقر،
و أي تغير ممكن يصير بأي لحظة.”
:رجعت خطوة لورا ، حسيت بجسمي ثگيل،
و كأنه كل طاقتي انسحبت مني.
مگدرت أتحمل نزلت عيوني،و مسحت
دموعي بإيدي،
واني عيوني بعدها معلگة بباب الغرفة،
أنتظر اللحظة الي أشوف بيها أمي
تفتح عيونها
وتكلي: يمه، لا تخاف، بعدني يمك.”
بقيت كاعد وخطيّة الرجال اللي جابنا
ظل وياه وما عافني. اجت الممرضة
كالت بصوت هادئ ولكن حازم
الممرضة:: “محتاجين نسوّي هاي التحاليل ، ضروري حتى نعرف حالة المريضة.”
ايهاب : “يعني هاي التحاليل ضرورية لو شنو؟”
الممرضة: “طبعًا، كلش ضرورية. الدكتور
طلبهن، ولازم تسويهن ونجيبهن إله.”
مدّت إيدها وأنطتني الورقة، وراحت بسرعة.
واني بقيت حاير، ما عندي فلوس أسوي التحاليل . شراح أسوي؟
الرجال اللي وياي شافني ساكت وضايج
ف اردف و كال..
:: “جيبهن بويه تعال نروح نسويهن ونرجع.”
: “بس عمي ما عندي فلوس أسوي التحاليل.”
ضحك وكال:
:: “أفا عليك بويه، بعد الدنيا بخير. وحق الجار ع الجار ، اعتبرني مثل عمك.”
: بينّي وبين نفسي ضحكت و كلت
انته لو تعرف بعمايل عمي القذر تستنكف حتى
تكولي اعتبرني مثل عمك هههه
هزيت راسي خجلان، وكلت:
“ماشي عمي، الله يوفقك.”
رحت ويّاه نسوي التحاليل،
واني كل شويه أكول بيني و بين نفسي
“إن شاء الله تطلع التحاليل زينه
” لكن كل خطوة جنت أمشيها، جنت
أحس إن همومي تكبر، مثل الحمل على صدري.
وصلنا للمختبر، وسوّينا التحاليل.
و الرجال جان يمّي، ما عافني، حتى وهو
يحاول يهديني. بعد ما خلصنا، رجعنا
بسرعة للمستشفى
وصلنا للغرفة، مالت الدكتور
وكفت كدام الباب، وكلت للرجال:
“عمي، شنو نطوّل؟”
الرجال ضحك، وكال:
“لا تخاف، راح نعرف كلشي قريبًا.”
دخلنا، وكعدنا شوية، جاء الدكتور
باوعنا وكال
الدكتور:: التحاليل طلعت كلها سليمة. المريضة في حالة مستقرة، بس تحتاج راحة.”
تنفست براحه لكن ما جنت كادر
أوكف تفكيري عن أمي. هاللحظة جانت مليانة مشاعر متضاربة بين الراحة والخوف،
بس اهم شي هيه بخير
الرجال كال
:: شفت؟ ماكو داعي الخوف.”
: ضحكت بمرارة وگلت
“إن شاء الله.”
حسيت مثل حمل ثكيل نزل من ع صدري
و رحت ع أمي، وهمسّت لها،
“إن شاء الله تكومين بالسلامة.”
يبعد رويحتي
اني منو ليه من بعدج يحبيبه
اوفف يريحتج ترد الروح
بقينه العصر لحد ما شويّة استقرت
حالة أمي، وكل لحظة جانت تمر،
جنت أحس بالراحة أكثر. بعد ما
هديت نفسي شوي،
اجا الدكتور أخيرًا، وكف كدامنا و كال
الدكتور:: “تكدرون تخرجون الولدة هسة،
حالتها تمام وماكو داعي تبقى هنا.”
: تنهدت براحه ، الحمد لله ، عدت ع خير
وجانت هالكلمات من الدكتور
رجعلي الامل لان اني ماكدر اعيش بدونه
هيه كل شي بالنسبة الي
الرجال اللي وياي شافني مرتاح كال
:: “هاي الحمد لله مرت ع خير وليدي
حسيت فعلاً بالراحة، لان بصراحه من شفت
امي وهيه واكعه بنص المطبخ فقدت الامل
ومجان عندي امل انو ترجع وياي وهيه بخير وسلامه
و هواي الأسئلة جانت تدور براسي، بس
خلتها ع الله، وقررت أرجع وأخذ أمي للبيت.
وفعلاا رجعنا للبيت ونزلت امي من السياره
و شكرت هواي من الرجال لان ساعدنا
رجعنا للبيت، نزلت أمي من السيارة، شكرت الرجال اللي ساعدنا، وكالت
:: ” لا ع بختك بويه، تدلل، شتحتاج؟ أني بالخدمة.”
: رجعت وشكرته مرة ثانية، ودخلنا البيت
فتحت باب الاستقبال، وكعدت أمي
ع الفراش . جبت لها مي
شربت شويّة، واني كل شويه أسألها
ها يمّه، شلون صرتِي؟”
:: “زينه يمّه ، زينه. بس وين ريناد؟
شو ما أسمع لها حس؟”
ايهاب : “ههه مو يمّه من أخذتج الدكتور
خليتها يم بيت جيرانه هسه اروح أجيبه وأجي.”
هزّت راسها وكالت:
:: “خوش يمّه لا تطول تعال بساع.”
: وكمت فتحت الباب وطلع بوجهي عمتي
أول ما شفتها كلبت عيوني بملل
اهووو هاي شجابه الحيه
هسه هم تلزك بيه ام السحوره
سعم ابتسمت مجامله
اشو هاي الزمتني و صارت تبوس
يععع شكد مكروه هاي المره
جان تكول
:: “ها ، ولك يهوب؟ شو لا تسأل لا تكول
خلي أروح ع عمتي اشوفه ليش؟”
ولك هيج صاير كاطع صدك
أمك متخربطه الجهال توه كالولي
وكلت خلي أروح أشوفهم.”
ايهاب : ضحكة بسخرية وكلت “ليش
أنتي متدري؟ ع اساس انو عمامي حزام ضهري! اتبرو مني من ورا طفله هههه.”
:: “يااا ياا جا يعمّه عوفه خل تولي هاي
المدري منين ما معروف أصله من فصله.”
:: “رجان عمه كافي ماريد احجي أكثر
. هاي أمي بالبيت إذا تردين تشوفينها
تفضلي ادخلي و إذا لا فالأحسن
تشوفيني عرض أجتافج
قبل ما تحجي شي عفتها ومشيت
بقت فاكه حلكه من الصدمة
ما عرفت شنو تگول
عفته ورحت ع بيت جيرانه دكيت الباب
طلعت عليه بنت صغيرة تطلع بكدي
سلامت عليها وكلت
:”بلا زحمة خيتي ممكن تجيبيلي الطفلة؟”
البنية بقت صافنة عليّه وتضحك
كلت بيني وبين نفسي
استغفر الله يربي! هسه اني ناقصني مخابيل؟”
جان ازمخ بيه
هيوو يمعودة وين صفنتي؟”
البنية ضحكت وكالت
:: “هسه أجيبه، وأجي.”
: انتظرت شويّة وأمها اجتي شايله ريناد
بحضنها وهي تضحك.
:: “تفضّل خاله، هاي الأمانة بالحفظ والصون.”
: أخذتها منها، وشكرتها
“مشكورة خاله، ما قصرتي.”
رجعت للبيت ولكيت عمتي كاعدة يم أمي، ومدري شنو جانت تدردم عفتها
و دخلت الغرفة. خليت ريناد ع الزولية
رحت ع اساس اكعد يمهن
اشو هاي اول ما شفتني دخلت الستقبال
جان تكوم من مكانه و تتخوصر
وضل تعيط و صيح بكل صوتها و تكول
:: شنو هالحجي ؟ شلون تحچجي ويا عمك
بها لطريقة وتقلل الأدب إحنا هيچ ربيناك
تخلي عمك يتبرّه منك
: باوعت عليه و ضحكت بسخرية
ومسحت وجهي بيدي چنت حاس
بحرگة بصدري ، بس ما خليتها تبين،
كلتلها بنبرة جامدة
: منو الكالج بلا؟! أخوج الجذاب
لو يستحي، چان ما نزل عقله لمستوى طفلة ويريد ياخذها للدار الايتام
بس أعتب ع منو؟ واحد جاهل مخلي عقله ويا طفلة؟!”
سكتت عمتي باوعتلي بصدمة،
وچانت ملامحها متغيرة ، بس أني ما هتمّيت
كل اللي براسي هالظلم اللي دنعيش بيه…
ظلت تباوعلي عيونها توسعت وكأنما
سمعت شي ما متوقعته
عدلت وكفته وتقدمت عليه و صوتها
بعدها محملة بالغضب
جان تكول
:: شبيك تحچي بهالطريقة؟
منين جايب هالحچي؟”
: چنت حاس بكلبي يدگ بسرعة،
بس سحبت نفس عميق براحته
و باوعت عليه بنضره ثابتة
و گلت بصوت بارد:
: “اي عمه، دا أگول الحقيقة،
أخوج يريد يذب ريناد بادار الايتام
ويگول هاذا الشي المصلحته بس الحقيقة واضحة، هو بس يريد يخلص منه،
لا تحاولين تبررينله افعلاه !”
الغرفة صارت هدوء ، و الهوء بيها چان مكتوم، وفجأة الباب انفتح بقوة، وعمّي دخل،
صوته جان عالي ووجهه
احمر من العصبيه والغصب
:: “إنته بعدك صغير وما تدري بمصلحتك
ليش دتحچي بهالطريقة؟!”رفعت حواجبي ونظرتله بتهكم، ضحكتي كانت مرّة وگلت:
: مصلحتي ؟! هههه انته آخر واحد يگدر يحچي عن مصلحتي ، لأن اللي ينبره من ابن اخوه
بسبب طفله صغيره والله شنو
لان الناس يحجون و الناس يكولون خاب
طززز والف طززز ب نااااااس
انته واحد اناني مايهمك غير مصلحتك فقط
سكت فجأة، الغرفة صارت هدوء مخيف، حتى أنفاسي چانت ثكيلة، بس عيونه ظلّت تباوعلي بنظرة ما گدرت أفسره شنو …
عمي ظل يباوعلي بذيج النظرة
اللي بيها حقد وكره
شال ايده وجأن يريد يضربني بس سكت
بلع ريكه. ونزل نظره شويه
جان يستغفر و كال:
:: يابه ما تعرفين شنو اللي دا يصير، الدنيا
مو مثل ما انته شايفه والرجال ما يسوون
شي إلا بحسبة وتفكير، وانته لازم تفهم…”
: قاطعته واني أعصر ايدي بقوة
“عمي من تحچي عن الرجال، ليش ما تحجي
عن الأمان؟ ليش محد يفكر شلون هالطفلة
اللي تريد تاخذها الدار الايتام بشنو تحس؟
ليش الكل يخاف من حجي الناس ؟!”
زم شفايفه وعصب، چان يقترب مني،
بس عيونه بيها تردد، كانه ما يعرف
شلون يقنعني
:: “تره اللي دتحجي مو من صالحك
إذا متتعلم تحجي باحترام، وياي عادي
اعلمك بطريقة ثانية تنفع احسن
: ضحكت بسخريه وهزّيت راسي، چنت حاس برجفة خفيفة بيدي، بس ما خليت
أحد يلاحظ،
چان يتقدم عليه بسرعة، نظراته كلها غضب، وبدون أي مقدمات شال ايده وضربني،
حسّيت بحرگة قوية بوجهي،
صوت الصفعة ظلت ترن بأذني،
و الدنيا ظلّت تلف بيه ثواني.
رجلي ترجعّت خطوتين، خليت ايدي ع خدي
من الوجع، بس ما نزلت عيوني
عنه، و لا دمعة نزلت ولا حتى صوتي
اهتز، بس جوايه چان بركان ما يهدأ.
عمتي شهگت وهي تحط ايدها ع صدرها:
“يا شنو سويت انته ؟! يمه سوده بوجهي
تضربه و هوه. رجال بطولك جان استحيت
ايهاب : گلت بصوت ناصي ، بس ثابت
“بعد تريد تضرب يا عمي المحترم
سكت للحظة، شفته يخزر بيه
بس بعدين زم شفايفه وطلع من البيت
بدون ما ينطق حرف.
حسّيت قصه بلعومتي ، بس ما خليت احد
يحس رفعت راسي وباوعت لعمتي
چانت بعدّها مصدومة، ما تعرف شنو تكول
جان اصيح بكل صوتي رجيت البيت رج بصوتي
“هسهههه صدگتيييي يا عمهههه؟ هذا
اللي تخافين ع زعله؟ هذا اللي تحچين عن رجولته شفتِ شلون يعاملني؟
عبالك عبد عنده ؟”
ما انتظرت ردها، عفته و طلعت من البيت
كله بقيت امشي بشارع ماعرف وين
واني صافني و الدمعه يطيح من عيوني
بقيت امشي الحد ما وصلت المقبره
ماحسيت اله واني واكف يم كبر ابويه
جان انام بصف الكبر حضنته و صرت
ابجي بحركه وقهر و احجي ويا وعاتبه
ليشش يابه عفتني اخخ يابويه ابنك
تعبان يابه الدنيه هدت حيل والله تعبان يابه
اوفف وينك كوم ةشوف ابنك شلون الدنيه
ذلته بغيابك
بقيت ابجي واحجي يم كبره
بعدين مسحت دموعي و كمت
رجعت البيت
حيلي مهدود كوه امشي من القهر
والضيم
دخلت البيت الكيت عمتي
ماكو رايحه يمكن و امي نايمه
دخلت الغرفه الكيت ريناد كاعده
من شافتني كامت تضحك
تقدمت عليه بخطوات ثكيله
بسته من عيونه وشلته بحضني
اخذته و طلته المطبخ رميته ع زوليه
حتى اسويله حليب بعدني اريد اخذ مي
وما اسمع غير دكات ع الباب
طلعت من باب المطبخ
حتى افتح الباب
جان اول ما فتحت الباب طلع بوجهي
عمي و يا رجال جان الرجال يباوع
ع عمي و كاله هاذه هوه البيت الي عرضته البيع…..
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية صرخة في الظلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.