رواية صرخة في الظلام الفصل الخامس 5 – بقلم بهار الطائي

رواية صرخة في الظلام – الفصل الخامس

 

ربيتك بديه واخاف يضيع ربايه يمن الصغر
حبك مثل البارود بجلايه

 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 

ايهاب: بقيت واكف بمكاني ، مصدوم
وعيوني توسعت من الي سمعته
درت وجهي ع عمي بس هوه ولا عبرني
كأنو ما شافني حتى ظل باوع على
الرجّال وكاله بنبرة باردة

 

:: إي هوه هذا البيت، تفضل خل ندخل
أشوفكياه من جوا وإذا عجبك
إن شاء الله نتفاهم.

 

: الرجال هز راسه موافق ومشى وياه
بس قبل لا يدخلون، صرخت بكل عصبية

 

وين رايحين؟! هااا؟ شنوو؟ هوه بكيفك
تبيع البيت؟! وجايب هاذا لرجال وياك؟
شنو ناسي هذا بيت أبويه؟
لو أذكّرك يا عمي المحترم!

 

التفت عمي بكل عصبية

 

:: لك شنو هاي؟ تعلي صوتك عليه؟
هذا البيت من ضمن ورث جدك

 

سمعت لو لا؟ أبوك ما له شي منه
ابتعد من الطريق أحسن خل الرجال

 

يشوف البيت. و روح، خلي
ذيج بنت الشوارع تنفعك!

 

ايهاب: من جاب طاري ريناد
وكال بنت شوارع شلت ايدي
هفيته براشدي خليت اذانه تصوفر

 

بس بسرعة رجع يباوعلي بنظرات
كلها كره وحقد. حتى الرجّال
ظل واكف مصدوم ما يعرف شنو يسوي

 

الغريب انو عمي ما كال شي
بس مسح وجهه واردف

 

:: من رخصتك اخويه تكدر تروح هسه
هاي مشكله عائلية بعدين
اني انتصل عليك و نتفاهم

 

: بس كاله هيج و لزمني من يدي
سحبني البيت حتى قبل ما يجاوبه
الرجال سد الباب و اخذني
يسحل بيه متوجه المطبخ معرف

 

شنو يسوي اول ما وصل باب المطبخ
دفعني و جان اوكع ع وجهي اباوع عليه

 

وجهه احمر من العصبيه راح الطباخ
شغله واخذ من السله مالت الماعين سجينه
جان يسحبه و خلاه ع طباخ

 

بصراحه من شفته خلاه السجينه ع طباخ
خفت و رجعت الزكت نفسي ع الحايط
صار يصيح و يشتم بيه

 

اباوع ع سجين صارت حمره جابه
واجه كعد مقابيلي نص كعده و كال

 

:: كلبببب ابن الكلاب شلووونننن
تمد ايدك عليه كدام اليسوه و المايسوه
ابن الكح…. ابن الصاقط….

 

البارحه واليوم صرت بعدك بكد النعال
تريد تمشي كلامتك عليهههه

 

: ماحجيت شي بس اباوع عليه نكلب
عبالك وحش الزم ايدي وكال

 

..

:: هايييي ايدككك الوصخه المديته
عليههه مووو يا صاقط… يا ابن الحرام
تفووو عليكك كواد امسربت

 

: لزم ايدي وخله السجينه بكل وحشيه
اله شاغت روحي من الوجه
لزكه لزك ع جلد بس ابد ما بجيت
ولا خفت وكل ما يشوفني هيج يزيد
بضغطته ع سجينه

 

باوعت عليه وكتله هاي كل قوتك ضحك بسخريه

 

:: تفوو عليك شكد صلف لعد كل حرورت
السجينه وبعدك صلف لعد شكد واحد حيوان

 

ضحكت بصوت عالي وكتله

 

: طبعن غيرر طالع ع عمي حيوان

 

من كتله هيج هفني براشدي اله صوفر
اذاني كلشي ما سمع جان ينزع الحزام
و جر البلوزه بكل قوته جان تنشك

 

:: ههههه اليوم اشوفك الحيوان
شنو يسوي بيك اله اخليك تركع تبوس نعال
بس حتى اعوفك يا كلب يا ابن الكلب

 

: هههه الله ياخذني كون قبل ما انزل
نفسي لواحد مثلك نذل وكلب
جان يضربني اول ضربه بالحزام ع ايدي
الجواه وخله الدم يطافر منها

 

:: سهله سهله يا ابن الحرام اني اعلمك
اذا ما ارجع اربيك من جديد اطلع ناقص
غيرهههه يا كلب

 

جنت بعدني واكع ع الأرض
حاط إيدي المجروحة بحضني الدم يقطر
من بين اصابعي وهوه واكف

 

فوك راسي مثل الوحش ما بيه ذرة رحمة
عيونه تلمع من الغيض وجهه محتقن
كأنو راح ينفجر من العصبية

 

:: ما تفيدك لا رجوله ولا صلابتك
اني أربيك بطريقتي!

 

: گام يلوّح بالحزام من جديد گبل
لا يضربني مره ثانيه صحت بأعلى صوتي

 

: لك كافي!!! شبيك شنووو
من بشرررر انته انييي ابن اخوك تره
ليشش كل هاذا الكرههه شنوو سببه

 

مو كافي عشت حياتي كلها بين ظلمك
مليتتت منك و تريد الصدك

 

انيي اكرهه. تعرف شنوو اكرهك و الو
يضل اخر الحضه بحياتي هم راح

 

يصير كتلك ع ايدي و ساعته
كول ايهاب ما كالييي

 

حسّيت الدنيا وكفت هوه جمد نظرته
تغيرت شويه، ملامحه مثل كانو سمع شي
ما توقعه.

 

بس ثواني ورجع مثل قبل وكال:

 

:: شنو؟ جاي تحجي هههه انته العار تقتلني
ههههه بصراحه كلشش ضحكتني
ولك جلاب منين جايب هاي الصلفه من
خوالك الكواويد موووو حيوانن

 

ركض باتجاهي و اني سحبت نفسي
ع الحايط جسمي كله يوجعني
بس گلت بكلبي

 

“والله بعد ما أسكت… حتى لو موتي
يصير ع إيده

 

وكف ع الباب وصار يباوع أنفاسه سريعه
و بيده الحزام، وصوته منخفض
بس نبرته تقطع الروح

 

:: لا تتحداني دير بالك و شما طرت السماء
بيدي راح اكص جناحاتك دير بالك

 

تخليني احطت بالي
ساعته ابجيك دم و رب العزه

 

سمعتتتت لو لااااا

 

: رفعت راسي و عيوني كلها دموع
بس مخليت ولا دمعه اطيح وگتله بهدوء

 

هههه اني طيرر حر محد يكدر
يكص جناحاتي اطير شوكت ما يعجبني
و انزل شوكت ما يعجبني محد اله سلطه عليه

 

ما حسّيت إلا و امي داخله
ذبّت نفسها عليه، ضمّتني بكل قوتها
وجانت تبچي وتصيّح بصوت يحرك الكلب..

 

:: يمّه وليدي… سوده بوجهي ليش هيچ؟
ولك راشــــــد! بعدني ما ميّتة وانت هيچ تسوي بوليدي؟

 

تضرب بيه؟ حسبي الله ونعم الوكيل عليك،
الله يخلّصنا من شركم و ظلمكم
، الله ياخذ حقنا منكم. يا ضلام

 

خزره و باوع بنظرة كلها حقد
وصاح بصوت عالي

 

:: هاي نتيجت تربيتج الفاشلة!
يا مدام ، يمد إيده على عمه؟ هاي تاليته؟
تفوو عليه وع تربيته السز!

 

ظل يباوعنا بنظرات
كله احتقار، ويحجي بنفعال

 

:: منا الباجر، ماريد اشوف وجوههكم
بهاذا البيت سمعتوووو هذا بيت أبوي
مو إلكم! انتو ما الكم شي عدنه، سمعتي؟!

 

: ضرب الباب بدفره وطلع
ينتفض من العصبيه

 

أخذتني أمي ع سنك تغسل الدم
من وجهي إيديها ترتجف وصوتها
كوه ينسمع تحجي وتسب
غسلت وجهي وتدعي عليهم

 

رادت تعقم مكان الحرك بس ما قبلت
أخذت بلوزتي مسحت الدم

 

چنت حيل تعبان، جسمي كله يوجع
بس كلبي هوه اللي موجر من القهر

 

عفته ورحت الغرفه بقت تصيح
وراي واني مابيه حيل اجاوب عن شي

 

ما لتفتت ولا حتى رجعت
اسمعه بقت تبجي

 

مشيت بخطوات ثكيله كعدت
بالغرفه و سديت الباب

 

ظليت گاعد بمكاني و عيوني
عالباب المسدود والدم ناشف
و الحزن تارس روحي

 

امي فتحت الباب واجتي
يمّي صوتها الهادئ بس كله حزن

 

:: وليدي… كوم، لا تظل هيچ،
لا تخلّي. كلامه يكسرك هاذا الحقير
لا تنسه نفسك انته ابن منو

 

ماعاش اليهينك و اليذلك

 

: باوعت بوجهها، عيونها منفخة
من البچي

 

نهضت بصعوبة جسمي كله يون
مو من الضرب لا من القهر.

 

:: يمه….. وين نروح؟
و هاذا عمك الجلاب معادينه منو النه

 

حجيت بعصبيه

 

: نعيش بالشارع بس ما ننذل!
باوعت بالغرفه وكلت

 

هاذا البيت العشت بي صرت
اكرهه لان بس ريحة غدرهم.

 

نفضت ملابسي وكمت جان بوقته
دنيا اليل و امي

 

:: وين تريد يمه بالليل؟ ما بيه حيل
والله استر عليه يمه، دخيلك.

 

: خطيه شفته خايفه، ف ضحكت
مجاملة، وكتله ههه لا تخافين
ما راح اروح ع عمي الكواد ابو العرك ههه.

 

ضحكت بقهر وكالت

 

:: جا وين تريد العد بنص اليل؟

 

: هنا يم أبو السواق، هسه أجي
بس أشتري كم شغلة وأجي

 

هزت راسها بقبول عفته وطلعت.
واني هاي أول مرة بحياتي أجذب عليها
سامحيني يبعد روحي انتِي

 

ما أعرف، بس حسيت هاذه الحل الوحيد
معندي غيره. رايح له هو الوحيد
اللي دايمًا يساعدني

 

بقيت أمشي عبرت التقاطع والدرابين
وجان الخوف متملكني وهاي الشباب
كل أربعة أو خمسة كاعدين ويشربون

 

بقيت أمشي نص ساعة لحد ما وصلت
دكيت الباب شويه وجان

 

اسمع صوته اللي كله حنان ودفا.
كلش أحبه، يصيح هو ويه يمشي.

 

:: اجيت بويه، اجيت بس ثواني.

 

: ضحكت على كلامه أول ما فتح الباب،
وشافني واكف، استغرب أو يمكن مجان متوقع جيتي بهاذا اليل. جان يكول..

 

:: هلا بيك وليدي شجابك بهاذا اليل
والوضع يخوف

 

: ضحكت ومسحت وجهي بقهر وگلت…
جابني الضيم والقهر، عمي الضيم والقهر.

 

اول ما شافني وكف كدامي
وعيونه مليانة حنان،

 

:: خير بويه ؟ شنو اللي جابك بهل وكت
صاير شي

 

ايهاب: جاوبته واني من داخلي متحطمة
الضيم، جابني و القهر،
عمي بعد مكدر اتحمل تعبت

 

باوع عليه شوية، بعدين سحبني
من يدي و دخلني للبيت

 

:: تعال عمي تعال الدنيا ما تسوه
كل هاذا القهر و داعتك هههه

 

تعالي، اكعد خلي اسوي جاي
ونكعد ندردش اني وياك

 

: كعدت ع زوليه واني اباوع عليه
شلون يضحك و هوه يسوي جاي

 

عاف القوري ع طباخ واجه
كعد مقابيلي وصار يحجي..

 

:: وليدي الدنيا مو مالت ابو احد
وداعتك خلي شويه عندك ايمان بالله

 

وصبر لان الصبر مفتاح الفرج
وليدي انته قوي الزم توكف وماطيح

 

: مسحت وجهي و كلت
ونعم بالله العلي العظيم بس مرات الوضع
يكون فوك طاقتك و ما تتحمل

 

:: الله كريم وليدي
خلي اجيب الجاي واجيك

 

: ماطول شويه واجه وجهه يضحك

 

:: هههه تفضل بويه

 

: زاد فضلك استريح عمي

 

-: اي بويه احجي

 

: يعني كولي شنو اسوي مثلان وعمي
طردنه من البيت اني و امي

 

وين نروح ماعدنه مكان يحتوينه
غير هل بيت

 

-: اشو هاذا عمك شايل العيب
فرد مره شنو سالفته
مخلي عقله و عقلك شبي
اليش كل هاذه الكره الله اكبر

 

: الجلاب يريد يبيع البيت
المحتوينه أني وأمي وهاي الطفلة اليتيمة

 

اليوم جايب رجال و يريد يبيعه اله
واني تعاركت ويه
من قهري ضربته وجواني بيدي.

 

الآن يريدنا نعوف البيت ونطلع.
إحنا وين نروح
ما عدنا غير هذا البيت.”

 

باوعت عليه، شفت وجهه شلون
متغيّر مسحه بكفّه وهوه متقهر وكال:

 

-: “لا إله إلا الله من شنو مصنوع هالبشر؟
انته مو ابن أخوهم اليش هيچ حاقدين عليكم؟”

 

: ضحكت بسخرية گلت..
“لأن هوه مو أخوهم من ابوهم
وهواي اسباب تخليهم يكرهون
أبويه الله يرحمه.

 

جدي، چان يفضّل أبويه
عالكل لأن هوه الوحيد الجابته بيبي

 

والباقين أولاد من زوجته الاوله
وجان كل الشغل و الفلوس والحسابات

 

چانوا بيد أبويه… وعمامي؟
حالهم حال العمال، بس يشتغلون
وما بيدهم شي ف صارو يكرهونه.”

 

تنهدت وضليت احجي من توفى جدي
انكشفت وجوه… عمامي صارو يتعاركون
عالورث بس تخبلو من عرفو

 

إنو كل الأملاك مسجله باسم أبويه
بس أبويه ما چان طمّاع

 

بالعكس چان يريد يقسم بس بالعدل
وبالحق بس همه جانو يردون ياخذون
بالحيلة رفض يسلّمهم الوراق اله بالمحكمه

 

ف همه ا تخبلوا عبالهم
راح ياكل حقهم ومينطيهم شي

 

رفعت راسي قبل لا طيح الدمعة
وكملت

 

رغم إنو أبويه ما ياكل حقهم،
أبد، بس هم يكرهونه كره مو طبيعي…
حقد قديم، متراكم مو بس ع الفلوس،

 

وبيوم من الأيام چان أبويه ماخذنا
نعيد يم بيت جدو، اهل أمي
لأن چان عيد الفطر.

 

بقينا هناك بكربلاء، أني و أمي
وفرحانين بالعيد، ما ندري شنو راح يصير.
أبويه بذاك اليوم، رجع العصر، بس بالليل…
صاروا يدگّون ع باب جدو،

 

طلع جدو يركض وهوه مستغرب،
رجع ويه خبر مثل الطعن بالصدر…
أبويه، توفى…
حادث صارله عالطريق العام.

 

جنت صغير يمكن ما متجاوز الست سنين،
بس كلشي أتذكر
أتذكر أمي شلون صارت تلطم،
و تصرخ، تملخ بشعرها،

 

وجهها مشخط و كله دم
وخالتي ، وخوالي، كلهم يبچون،
مو لان زوج بنتهم لا بس
أبويه ابن خالتهم، وكلش يحبونه و يعزونه

 

ثاني يوم، رجعنا للبيت،
أول ما دخلنا، شفت الناس كلها لابسة سُواد،
كلشي بالبيت صار حزين

 

وشفت بيبي، تلطم ع صدرها وتبچي،
وشويه و جابوا الجنازه
نهارينه، بالبجي والدنيا نكلبت

 

كلب بيتنه
بقينا نبچي ونصيّح،
بس الغريب بالموضوع …

 

إنو عمامي وعماتي،
ما حد منهم نزلت دمعة من عينه،
ولا عبالك هذا أخوهم!

 

واكفین ببرود، كأن ما صاير شي،
كان الجنازة مو إلهم،
بس أهل أمي، وبيبي، وأمي،
حالتهم تبجي الصخر

 

وما تقرّبوا عليه أبد… حتى ما شاركوا
بشيل الجنازة،
خوالي، همّه الي قاموا بالواجب،
ظلوا ويانه الحد ما خلصت الفاتحه

 

وره ما مر أسبوع،
أجا عمي أرشد… و اول شي سواه
جان يطردنا من بيت جدو

 

و أخذ كل الأملاك،
كلشي سجله باسمه
و جان اكو بيت بصف بيتهم
طلع ابويه مشتري و مسجله ب اسم امي

 

ما جانو يعرفون
و من طردونه من بيت جدو
خوالي الله يسلمهم ساعدونه و اشترو النه

 

غراض و حتياجات و من بعده
عشنا أني وأمي وبيبي

 

بس من طردنا، من البيت
بدأت حالة بيبي تسوء، و عرفنه بيه
مرض خبيث، وما إله علاج.

 

كله من وره القهر ع ابويه
كل يوم تبجي و تون من الضيم و القهر و المرض

 

وبعد سنة من موت أبويه،
بيبي انطتك عمره

 

واني وأمي… ظلينا.

 

من ذاك اليوم، لليوم،
ما شفنه الراحة،
عايشين كل يوم نخاف من ضيم جديد،
من غدر عمامي الجلّاب،
اللي ما تركولنا غير وجع يتجدد بكل نفس.

 

~~~~~~~~~~~~~~~~

 

يتبع..

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية صرخة في الظلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق