رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام الفصل السابع 7 – بقلم روز

رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام – الفصل السابع

بارت 7

عزيز ماستوعب اللي قالته قال بهدوء : سميه فيك شي ؟
سميه كانت تناظر للبيت بصدمه ، ورجفتها تحكي الخوف اللي داخلها.
عزيز مسك ايدها وصرخت برعب : لاتلمسني ، اصلاً انت شلون تسمح لنفسك تلمس وحده ماتصير لك ياوقح ياواطي يا.
عزيز بحده : انا زوجــــك !
سميه كأنها طاحت من برج عالي بعد كلمته توسعت عيونه وقالت بهمس : ايش ؟
عزيز : سميه انتي بعد الحادث فقدتي الذاكره و.
ناظرت فيه بهدوء وعيونها تلمع.
عزيز اخذ نفس وقال بهدوء : بقولك كل شي ، بس انتي اهدي
سميه : الله ياقوّ قلبك ، مخطوفه وماادري عن امي هي حيه ولاماتت ! وتقول هدي
عزيز : سميه ! انتي لك شهر ونص عندي
سميه تضاعفت صدمتها وقالت بعدم تصديق : كذب ، انا امس انخطفت ، متأكده
عزيز : انفعالك مايغير شي ، انا وياك تزوجنـا
سميه : مستحيل اصدقك
عزيز قام لغرفته ثواني ورجع معاه عقد الزواج وحطه قبالها.
سميه اخذته بيدين راجفه ودمعت عيونها لما شافت اسمها جنب اسمه ، صدقت كلامه وصدقت انها فقدت الذاكره ، طاح منها وغطت وجهها وبكت بشكل يُرثى له ، بكت بألم وحرقة قلب ، وش صار لها ، وش اللي غير مجرى حياتها كذا.
كانت تستعد لزواجها من مناف ورسمت معاه احلامها ، وفجأه تلقى نفسها متزوجه شخص ماتعرفه ، ولا عمرها شافته ، وماتدري وين موقعها بالأرض.
عزيز توّتر من صياحها ، ومايدري كيف يقول لها الموضوع ، دامها سألت عن اهلها فـ اكيد انها مو يتيمه ، وان مناف يكذب ، وانه فعلاً خاطفها ، لكن كيف يوصل لها هالمصايب كلها.
سميه بقهر : وش صار لي ؟
عزيز : انا فيني فشل كلوي ومحتاج كليه ، وعمي اعلن انه يحتاج متبرعين ، وبعد ايام جانا واحد وقال انه في بنت من دار الايتام مستعده تتبرع ، وجابك ، وانتي تعبتي بعد الحادث وماطاوعني قلبي اتعبك اكثر ، لأن كان لازمك عمليه براسك عشان يرجع وضعك طبيعي ، ورفضوا يسوون لك العمليه لإن مامعاك اوراق رسميه ، واظطريت انا اتزوجك عشان ادرجك بسجل العائله ويقبلون بالعمليه ، ابد ماكانت عندي نيه اأذيك ، واساساً انا نسيت مرضي معاك ، نسيت اني مريض وبموت بأي وقت ، صار كل همي وشغلي الشاغل اني اشوفك ترجعين لعافيتك ، انا مايهم اتعب واموت !
سميه سكتت شوي ودموعها تنزل بصمت من هول اللي تسمعه قالت بهدوء : انا مو يتيمه ، انا انخطفت من قدام بيت اهلي ، وانا ادري انه محمد اللي خطفني ، بس ليش ؟ انا وش سويت له انا ماعمري ضريت احد ، اصلاً انا كنت بضحي بحياتي وعشان اختي ووافقت عليه ، ويقوم يخطفني كذا ويكذب هالكذبه ؟ هذا انا ماراح اتركه ، بيموت على ايدي
عزيز بأستغراب : مين محمد
سميه : اللي جابني لك
عزيز : بس اللي جابك اسمه مناف !

 

سُميه تسترجع كلامه ” اسمه مناف اللي خطفك ” تحس انها بحلم ، بهاللحظه تحس الدنيا ومافيها واقفين ضدها ، ظلت تناظر فيه لحظات تنتظر يقول اي شي بعد ، يقول انه يمزح ،يختبرها ، مناف ثاني ، تشابه اسماء ، لكن للأسف ملامحه كانت جاده ، وواضح انه مايدري وش يعني مناف لسُميه ، صدع راسها من الألف فكره وسؤال طرى عليها ، ليه مناف بالذات ، وش اللي بيني وبينه ؟ مايبيني ؟ انجبر علي ومالقى يتخلص مني الا بهالطريقه ؟ بس كان بإمكانه يتركني بهدوء ، مو كذا ، وش صــــــار يا اللـه ؟ برمشة عيـن تغير حالي كِذا ، والله شي غريب احس اني بحلم وبصحى منه ، مستحيل اللي انا فيه ، مستحيل !
عزيز : تعرفينه ؟
سميه بغصه : خطيبي
عزيز سكت شوي يستوعب ، واحتدت ملامحه : متأكده من كلامك !
سميه سرحت شوي ورجعت عيونها تنزف دموع قالت بغصه : اول انسان حبيته بحياتي ، غدر فيني
عزيز تحرك فيه شي ماتوقع يتحرك ابـد قال بحده : خلاص الحين بطلقك وارجعي له !
سميه : تتطنز ؟
عزيز قرب لها وقال بنبرة الم وعيون تتوسلها : ايه ، ماتوقع كرامتك بتخليك ترجعين للي باعك ، وتتركين اللي باع كل شي عشانك !
ناظرت فيه بصدمه : انت من متى اصلاً تعرفني عشان تبيني لك
عزيز : ماصار لي كثير اعرفك ، لكن من عرفتك وانا انسان ثاني ، حتى الهدف اللي جبتك عشانه نسيته ، وبديت صحتك على صحتي ، ونسيت كل شي
سميه قالت وهي تمسح دموعها : كل هذا كلام فاضي
عزيز عصب ، سند ظهره وقال بأريحيه : خلاص اجل ، جاك ماتبين ، بترجعين لأهلك هذاك الباب ، بترجعين لخطيب الفلس ، بعد هذاك الباب
سميه وقفت وقالت بصوت مهزوز : ليش تستغلني ليـش
عزيز : لو بستغلّك كان استغليتك بأضعف لحظاتك وانتي فاقده الذاكره ونايمه بحضني وتصيحين من كثر الألم ، كان بإمكاني اخذ منك كليتك واتركك ، لكن سويت اللي بمصلحتك ونسيت مصلحتي.
جلست على الكنبه الثانيه ومسكت راسها وسرحت والحزن يتناطق من عيونها.
عزيز : بتصل ابلغ على مناف ، وبقول انك عندي عشان اهلك يعرفون ويجون
سميه فزت بخوف : لالا ، لاتبلغ عليه
عزيز كتم غيضه وقال بهدوء : تخافين عليه ! معقوله سميه بعد كل اللي سواه !
سميه صدت عنه وقالت بضعف : اللي يقهر ويموّت اني ماضريته بشيء ولاصار بيننا شي يستدعي كل هذا الخبث ، لكن بنتقم منه وارد له الصاع صاعين !
عزيز وهو يقوم : قومي ارتاحي ، واضح انك مشوش تفكيرك للحين
سميه بحده : مالك شغل ولاتعيش الدور انك زوج ومسؤول
عزيز انحنى لمستواها وهمس : الا بعيش الدور ، وبتعيشينه معي ، وبتنسينه هذاك اللي مايستاهل حتى شفايفك الحلوه تنطق اسمه ، تمام ؟

 

 

في بيت ابو مناف.
على الغداء ، كانوا مجتمعين كلهم كالعاده بإستثناء مناف.
ابو مناف : وسن ، اخر مره اسألك ، موافقه على سعد او لا ؟
وسن انسدت نفسها وقالت بربكه : موافقه
ام ثامر تناظر بضيق ، كانت تتمنى وسن لثامر من يوم هم صغار لإنها متأكده مافي احد يحب ثامر كثر ماتحبه وسن ، لكن الله ماكتبهم لبعض.
ام مناف : الله يوفقك حبيبتي
وسن طاحت منها الملعقه لما استوعبت انها وافقت ، يعني خلاص بتتزوج ، يعني بتنفضح ، تمنت لو يصير شي يلغي كل شي ، تمنت ثامر يدخل ويخرب الخطبه كلها ، تمنت موضوع زواج سعد من لبنانيه ينتشر ويوصل لأبوها ويرفضه.
رنا : عاد سعد مزيون حسافه ليته خاطبني انا
خلود : تبينه خوذيه ترا للحين مارسينا على بر
رنا : يبه عادي تغشه ؟
ابو مناف بضحكه : انتي يجيك نصيبك
رنا رفعت يدينها : يارب يجيني واحد مزيون
امها : مزيون واخلاق ، ماينفع الزين بدون اخلاق
رنا : يارب ويكون غني
امها : غني وكريم ، ماينفع الغني البخيل
ابوها : كم واحد جاك بهالمواصفات ورفضتيه
رنا : انا عندي نظره مستقبليه ، ابي اتخرج واتوظف واضمن مستقبلي وبعدين افكر بالزواج
خلود : والدعوات اللي من قلبك وش وضعها
رنا : خير الواحد مايدعي لمستقبله يعني ؟
طلع مناف وهو يكلم ومستعجل : عرفتوا مكانها وين ؟ انا جاي الحين ؟ تستهبل واذا خطر يعني ، خطيبتـي !
امه وقفت بخوف : خطر ؟ وين بتروح ؟
مناف بعجله : عرفوا مكان سميه
رنا بفرحه : الحمدلله
ام مناف : لا ماتروح !
مناف : لاتخافين
امه : الا بخاف ، وش صارت سميه تبي تضحي بحياتك عشانها ، ترا ماصار بينكم غير خطبه
مناف : يايمه الله يخليك انا حاس بالذنب البنت انخطفت من قدامي ولا قدرت اساعدها ، خليها ترجع وبعدين نشوف وش يصير ، عن اذنكم.

سعـد كان نايم وصحى على صوت جواله يتصل ، قرا الأسم ورد بلهفه : هلا حبي
ايما : اهلين حياتي
سعد : وينك ياظالمه حارمتني منك ، ليش مقفله جوالك عني !
ايما : منشان تتعدل ، ابنك صار عمره اسبوعين وانت ولاهامك ، ع الأقل ابعث له فلوس الحليب !
سعد : حبيبي والله مو بيدي ابوي مجمد حساباتي و..
سكت وقالت ايما بقهر : كمل شوو ؟ بدك تتجوز
سعد : حالف علي ماارجع لك الا وانا متزوج ، وانا ابيك وابي رضا ابوي ، يعني مافي حل غير الزواج ، بس لك وعد مني ماتطول معي و.
قفلت الخط بوجهه وماتركته يكمّل ، دخل ابوه وكان مستعجل : قم ياولد ، عرفوا مكان اختك !
سعد بصدمه : سميه
ام سعد دخلت وهي تبكي : تكفى ابي اروح معاكم ، ابي اشوف بنتي تكفى
ابو سعد : مايصير يامره هذي مداهمه ، بنجيبها لك ان شاءالله ، يالله ياسعد مشينا.

 

رهف فـزت وصرخت بدون شعور : لقيتوها ، وين ؟ بروح لها مافيني صبر
ثامر : لحظه لحظه ، اذا رجعت بوديك لها
رهف وهي تسحب عبايتها : ماقدر اتحمل حرام عليك اختي ، يالله مشينا
طلعت قبله وماعطته مجال يمنعها ، واجهت ام سالم بالصاله مكشره وواضح انها تبي تتكلم ، سفهتها وطلعت بسرعه وثامر وراها.
ثامر : بوديك عند اهلك
رهف : لاودني لمكان سميه
ثامر : تستهبلين ؟ وانا وش دراني وينه ، كلمني مناف قال بشر زوجتك
رهف : يارب يارب تتم فرحتنا يارب ماننكسر اذا لقيناها
ثامر : تنكسرين بإيش
رهف بضيق : البنت مخطوفه ، يعني بالعقل وش يبي فيها الخاطف اكيد بيضرها
ثامر : لاتوسوسين وادعي لها.
رهف : يارب تحفظها لي.

عند سُميه ، كانت جالسه بغرفتها وسرحانه بهمها ، تفكر بأمها وخواتها ، ومناف واللي صار لها من وراه ، وليش وكيف تقدر تواجه اهلها بعد هالشهر اللي ماكانت حاسه بطوله وثقله عليهم ، دخلت عليها فاديه ومعاها فستان ورمته ع السرير جنبها : يالله سميه قومي تروشي بسرعه عشان ارتبك واطلع وراي مشوار
سميه تناطر بصدمه ويدها ترجف : من انتي ؟
فاديه استغربت : مساعدتك الخاصه
سميه : مساعدتي ؟ ليش انا مجنونه ولا ناقصني ايدين
فاديه : لا بس فقدتي ذاكرتك وعلى الأغلب ماتعرفين شي
سميه قامت ووقفت قدامها وقالت بحده : رجعت لي ذاكرتي ، وماني بحاجة مساعدتك ، اطلعي برا
فاديه : لاتصارخين علي ماني اصغر عيالك
سميه زادت بصراخها : الا بصارخ عليك ، يالله اطلعي
دخل عزيز على اصواتهم وقال بحده : شفيكم ؟
فاديه : عصبت علي بدون سبب
عزيز : طيب اطلعي انا اشوف الموضوع
فاديه طلعت وسميه لازالت واقفه وترجف.
عزيز بهدوء : هذا جزاها ، محد ساعدك بكربتك غيرها
سميه : انا مو مجنونه عشان تجيب لي وحده تعلمني وش اسوي !
عزيز : كنتي تعبانه ونفسيتك بالحضيض
سميه : انا مو محتاجتكم بحياتي
عزيز : ترا الموضوع مايستاهل كل هالعصبيه ، ارتاحي شوي للحين مابرا جرحك
سميه : برا ولا مابرا ، انت لاتتدخل !
عزيز كان بيرد لكن سكت بصدمه لما سمع اصوات الشرطه بالحي كله وارتفع صوت اعلى : المكان محاصر.
سميه برعب : مُحاصر !
عزيز : انتي مبلغه شي ؟
سميه : لاوالله
عزيز : البسي عبايتك وتعالي معي ، بسـرعه !
سميه بحده : اخاف خطه ، انا ماعاد اثق بأحد
عزيز عصب : فاضيه انتي ، اخلصـي علـي !
سميه تحجبت ونزلت معه على فتح باب البيت ودخلوا رجال الشرطه ومنـاف وابو سعـد وسعـد ..
مناف ابتسم لا شعوري لما شافها بكامل صحتها اما هي بادلته الإبتسامه بدموع ونظرات قاتله وامال خايبـه.
عزيز شاف نظراتهم لبعض وسحبها وخباها وراه بتملّك.

 

ابو سعد ومناف وسعد عجزوا يحددون شعورهم بهاللحظه ، فرحه بشوفتها بنفس الوقت صدمه من فعل عزيز.
سعد قرب لها وقال بهدوء : علامك ياسميه ؟ مافرحتي بشوفتنا
سميه كابرت على دموعها وقالت بحده : لا ، وش تبون جايين بيتي بهمجيه كذا ؟
صــدمــة عـمـر للجميع ، من اكبر واحد الى اصغر واحد ، حتى عزيز مصدوم ماتوقع هالرد منها لكنه فهم تفكيرها.
سميه نزلت ووقفت قبال مناف ، خفق قلبها حب وكره بوقت واحد دمعت عيونها وقالت بحزن : مرتـاح ؟
مناف مافهم نظراتها ونبرتها سرح فيها شوي وقال بهمس : انتي اللي مرتاحه ؟
سميه : بعد اللي صار لي بسببك مااعتقد !
ابو سعد : سميه ليش تـ،
قاطعته بصرامه : انت بالذات لاتتكلم
سعد عصب : سميــه ! مسحوره انتي ؟ وبعدين من هذا ؟ وش تقولين بيتي ومابيتي !
سُميه اخذت نفس وناظرت لعزيز وقالت بهدوء : هذا زوجي !
حسوا كأن صاعقه ضربتهم ، ابوها حس بهبوط وفتح ازارير ثوبه.
الظابط : يعني انتي هاربه ، مو مخطوفه !
سميه بحده : ايـه ، ماابي اهلي ، مليت من العيشه عندهم ، ناظرت لمناف وقالت بقهر : وكان ابوي يعرض فيني للزواج من شايب لشايب ، وانا حياتي وراحتي اولى !
مناف شد قبضة يده وحس قلبه يتبخر من الصدمه والقهر ، طول هالفتره مانمت من احساسي بالذنب وإنتي تقولين بكل برود كذا انك هاربه ، وش صايـر !
سميه : خلاص تطمنتوا علي ؟ ارتحتوا ؟ يالله عطونا عرض مقفاكم ، وبلغوا سلامي لأمي وخواتي ، واذا يبوني يجون هنا ، انا ماراح اجيهم !
مناف ناظرها بنظرة احتقار اوجعت قلبها للموت ، طلع وتركهم ، سعد ماقدر يتكلم دامها متزوجه هالشيء ريحه شوي ، ابو سعد يحس انشل كل شي فيه ، ماقدر ينطق كلمه ، وطلعه سعد بالقوه، الظابط اخذ معلومات من عزيز واثبات الزواج عشان يتأكد بس انها مو مخطوفه ومو مجبوره تقول هالكلام.
عزيز دخل عليها وكانت تفرك ايدينها بتوتر وخوف ، قال بعصبيه : وش اللي سويتيه ؟ ليش ماقلتي الصدق
سميه : كل واحد يسوي اللي بمزاجه وانا سويت اللي بمزاجي
عزيز : سميـه !
سميه : ابوي لولاه ماصار اللي صار ، بمزاجه كان بيزوجني مناف ، ومناف بمزاجه اتفق مع ناس يخطفوني ، وانا بمزاجي احرقهم مثل مااحرقوني ، لو قايله ان مناف السبب كان سجنوه وخلاص وانا مااستفيد شي ، انا ابي انتقم بدون ماحد يحس غير هالمناف !
عزيز : اي انتقام وأي اكشن اللي ناويه عليه ، ترا انتي مو بأوروبا ، وحركات الشباب ذي تتركينها ، ومن بكرا اخذك تعطينهم اقوالك وتتركين مناف ينسجن وياخذ جزاه وخلصنا ، انتي مو رجل عشان تنتقمين وتسوين مشاكل ، فاهمه !

 

سميه : لا ماافهم انا ، واللي براسي بسويه ، واذا ماتبي توقف معي لاتوقف ضدي واتركني ، انا انظلمت كثير ، جا دوري ارد حقي ، واذا ماتبي تتحمل طلقني، اعرف ادبر نفسي ترا !
عزيز بصرامه : نشوف ياسميه بتسوين اللي براسك او لا ؟
سميه : اصلاً انت مريض وبتموت يعني كذا كذا بسويه ، فيك وبدونك !
عزيز حس بخدش بقلبه قال بهدوء : لاتتشمتين بمرضي ، ماابي الله يبلاك ، واذا مت سوي اللي تبين ، لكن الحين مُستحيل !
طلع من البيت كله وتركها ، سميه مجرد ماطلع نزلت دموعها ، بكت ايام وسنين ، ماتوقعت يجي هاليوم ، لكنها مجبوره تسوي كذا عشان نفسها ، كرامتها ، من يكون مناف عشان يهدر كرامتها بهالطريقه ويجي يمثل دور البريئ بكل وقاحه ، ومن يكون عزيز عشان يتحكم فيها ويمنعها ، كلهم رجال وكلهم قاسيين مثل ابوها ومستعده تسوي المستحيل عشان ترتاح منهم وترد كرامتها.

دخل مناف بيتهم وكانوا امه وخواته ينتظرون على نار.
رنا : ها بشر لقيتوا سميه ؟
مناف مارد ابد ولا سمعها ، انصدموا من شكله.
ام مناف بخوف : يمه مناف بشرنا وش صار
مناف بألم : سميه بخير
امه : الحمدلله
رنا تنهدت براحه : الحمدلله بنروح نشوفها
مناف : مافي روحات ، واللي بتعتب رجلها باب بيتهم بكسرها لها !
ماعطاهم مجال للنقاش ودخل غرفته ومن التعب طاح ع السرير وفتح ازارير ثوبه ، مكتوم وشابه حرايق بصدره ، كل هذا تسويه سميه عشان ماتاخذني ! انا صرت شايب بعينك ، لو رفضتيني والله مااخذك وبحترم رفضك ، لكن تلعبين كل هالألعاب ، وانا لي شهر ماذقت الراحه ، شايل همك وكأنه جبل ، صدمتيني ، بس الشرهه مو عليك ، الشرهه على قلبي اللي ارتاح لك وقرر يجيبك مكان شجـن ، انا قايل من اول مافي احد مثل شجن ، ماحد يوصل مواصيلها عندي.
جلس ومسك راسه بقوه وقال بقهر : انت يامناف تبهذلك كذا بنت !
قام اخذ شماغه وطلع بسرعه وعيونه تناظر بعيد والقهر يتولد داخله ، ماسمع امه تناديه وهي خايفه عليه ، طلع وطاحت عيونه على بيت ابو سعد وقال بقوه : الحين صار الموضوع عناد ياسميه ، ماكون مناف اذا مانكدت حياتك !

في بيت ابو سعد ؛
ام سعد طاحت من طولها لما عرفت السالفه ، وزادت رجفتها ودموعها ماوقفت ابد.
نجلاء : يمه خلاص حرام عليك
ام سعد : حرام عليها هي ، تاركتنا عايشين بجحيم وهي مستانسه ومتزوجه ، ليه تسوي فيني كذا ، مايكفي حليمه راحت مني
سندس : ماتدرين وش ظروفها ، اناعن نفسي مستحيل اصدق ان سميه تسوي كذا ، الا في شي جابرها ، لازم نقابلها عشان نتأكد
ام سعد عصبت : مابي اقابلها وماني راضيه عليها
نجلاء : تعوذي من ابليس ، لازم تقابلينها
ام سعد : انا ماعندي بنت اسمها سميه !

 

سندس : وشوقك لها يمه ودعواتك ودموعك ، وين راحت !
ام سعد بحرقه : قلت اللي عندي ، واللي بتسوي مثلها وتحرق قلبي عليها مااسامحها ليوم الدين !
نجلاء : مستحيل نسويها ، وحتى سميه ماسوت كذا الا لسبب ولازم نعرفه.
ام سعد : مابي اعرفه انا
ابو سعد بضيق : تعالي يانجلاء
قامت وطلعت له وقال بهدوء : عندي شغل بالكويت وباخذكم معي انتي وامك وسندس ، تجهزوا
نجلاء : بهالظروف ؟
ابو سعد : ابيكم تغيرون جو
نجلاء : متى بنمشي
ابوها : بعد زواج رؤى ، يعني بعد اسبوع !
نجلاء بصدمه : تذكرت رؤى مسكينه
استغلت هدوء ابوها وقالت بسرعه : يبه كنسل زواجها حرام تاخذ شايب ومعدد !
ابوها : لمصلحتها.

كريمه كانت جالسه عند رهف وقلوبهم ترجف ينتظرون اي خبر عن سميه ، امهم مقفله جوالها وسعد مايرد ، كل ماتأخر الوقت زاد خوفهم ، اخيراً دخل ثامر حامل معاه اجوبه لأسئلتهم وهو متضايق عليهم ، ينتظرون وينتظرون واخرتها تكسر مجاديفهم سميه وتصدمهم صدمة عمرهم.
رهف فزت ومسكت ايده بتوسل : وينها ؟ سميه وينها
كريمه : طمنا ياثامر.
ثامر : والله مادري وش اقول لكن ! ياحسافة خوفكم عليها وشوقكم لها ، اختكم طلعت هي اللي هاربه بمزاجها ، محد خطفها ولاحد اجبرها على شي ، ومتزوجه بعد !
كريمه حست بدوخه من الصدمه وجلست بسرعه : مستحيل مستحيل ، ماتسويها سميه ، تربيتي
رهف براحه : احسن ماسوت ، ابعدت عن المتخلفين
ثامر بهمس : رغم اللي سوته ، الا انه افضل من اللي سويتيه انتي !
رهف : لا وبسوي اشياء اكثر واكثر ، بخليك تتقطع من الندم والقهر ، صبرك علي بس !
دخل انس ولد كريمه يبكي ، كريمه قامت بخوف وجلست عنده : ليش ماما ؟ شفيك ؟
انس : جدتي ضربتني ، وقالت انت مريض ومنغولي وماحد يحبك
كريمه تجمعت شياطين الأنس والجن حولها وقامت بصرخه : انا اوريها
رهف مسكتها : لاتجيبين لنفسك المشاكل
كريمه : والله مااسكت كثر ماسكتت ، ابعدوا عني
طلعت عليها وهي ثايره وصراخها بالبيت كله : ارتحتي يالشمطاء بعد ماتعبتي نفسية الولد ، الله ياخذك ونرتاح منك يالعجوز الغبيه يالنشبه !
ام سالم : احترمي نفسك واحترمي المكان اللي ضافك ، وولدك هو مريض يعني تبين تكذبين عليه بعد !
كريمه انهبلت وهجمت عليها ووقف بينهم ثامر وقال بقوه : اذكري الله ياام انس ، تبقى ام زوجك واجب تحترمينها
كريمه : تخسـي احترمها
رهف بخوف : ع الأقل احترمي سالم وطنشيها تكفين
كريمه : سالم لو يدري بكلامها عن ولده يمكن يسوي اكثر مني ، لكن تراب على احترامهم دام الموضوع فيه عيالي والله مااسمح لأي شي يأثر عليهم !
ام سالم استانست لما دخل سالم وشافته انصدم من كلام كريمه ولمعت عيونها بخبث.

 

رهف سحبتها بقوه وقالت بهمس : لاتخربين بيتك تكفين ، هي تسوي كل هذا عشان تسوي مشاكل بينكم ، طنشيها
كريمه اخذت نفس ورفعت سبابتها وقالت بتهديد : اقسم بجلال الله لأخليك تندمين على كلامك ياليهوديه ، في جده تقول لحفيدها انت مريض ! انتي بأي عصر عايشه
ام سالم عصرت وجهها ودموعها وقالت بتمثيل : انا يهوديه ياكريمه ؟ لإني خايفه على ولدك من كلام الناس صرت يهـ،
كريمه قاطعتها بقهر : اي اي يهوديه ، الله ياخذك ويريحني من شرك يالظالمه يـ،
سالم بصوت ارعبهم وارتفع بالبيت كله : كريمـه
ناظرت فيه برعب وبلعت ريقها وقالت بإندفاع : قبل لاتقول اي شي ، اسأل ولدك وش قالت له!
سالم اعماه الغضب لما شاف دموع امه : انا صبرت كثير ، وماكنت اصدق امي اذا قالت لي انك تضايقينها ، لكن الحين والله مااتحملك ، والله مااكسر امي كثر ماكسرتها عشانك !
قرب لها وقال بقهر : انـتـي طـالـق !
ثامر بإندفاع : اعوذ بالله وش صار لك انت ، كذا على طول بدون لاتفهم !
سالم : افهم ولا ماافهم ، حتى لو امي غلطانه ، ماتقلل من احترامها كذا
كريمه تحس رمى قنبله ماقال مجرد كلمه , انكسر كل مافيها بهاللحظه واحساسها بالظلم طغى عليها ناظرت لأم سالم وقالت بهدوء : حسبي الله ونعم الوكيل !
رهف بصدمه : افا يابو انس ، تهدم بيتك وتبيع العشره عشان شفت دمعتين نزلوا بالغصب ! هانت عليك دموع انس اللي كل ماشاف جدته الا تذكره انه مريض وتستنقص من مكانته ، الله لايسامحكم.
مسكت كريمه وسحبتها : امشي وانا اختك ، لايهمك احد ، ناس ماادري كيف عايشه ومتأقلمه مع نفسها ، المريض مو اللي ربي كاتب له المرض ، المريض اللي ربي مكمله بعقله وهو ملزم يوري الناس همجيته وحقارته !
التفتت بحده على سالم : وانت لاتجي بكرا تترجاها ترجع لك ، ونتقابل بالمحكمه ان شاءالله تدفع المؤخر طرق و.
قاطعها ثامر بحده : خوذي اختك وادخلي
رهف خزتهم ودخلت ، كريمه اتصلت على سعد ومارد واتصلت على عبدالله وجاهم بغضون دقايق ، وطلعوا له ، وكان سالم وثامر جالسين ويناظرون بقلة حيله.
كريمه ركبت جنب عبدالله واستسلمت لدموعها.
عبدالله : وش فيك ؟
كريمه : ولاشي
عبدالله : رهف وش صاير
رهف : طلقها الكلب
عبدالله بإندفاع سحب عصا من ورا وقال بعصبيه : بايع نفسه ذا
كريمه بخوف : لحظه لحـ،
ماسمعها لأنه نزل وكانت بتنزل وراه لكن مسكتها رهف وقالت ببرود : خليه يوريه شغله ، الدنيا مو فوضى
كريمه اخذت نفس وقالت بهدوء : صدمني ، ماتوقعته يفزع لي
رهف : شوفي هو عبدالله صحيح مغرور ومايهمه الا نفسه لكن وقت الشده ابد حطيه على يمناك ومايلحقك ضيم.
سمعوا صوت غريب ونزلوا بسرعه وهم خايفين.

 

عبدالله رفس الباب برجله ودخل وقال بصوت ارتفع بالبيت كله : سالـــم
انفح الباب الداخلي وطلعوا سالم وثامر على الصوت مامداهم يتكلمون الا هجم عليهم عبدالله بأقصى سرعه وضرب سالم على راسه ضربه شبه افقدته وعيه وكان بيكمل لكن مسكه ثامر وسحب منه العصا ورماها بعيـد ومسك سالم بخوف : سالم فيك شي !
سالم بألم : لا ، بقدر موقفك و.
عبدالله بقوه : لاتقدر موقفي وورني مراجلك يالخسيس مو تطلعها على الحريم
ثامر : ياشباب مايصير كذا كلكم فاهمين الموضوع غلط
عبدالله ضرب صدره بخفيف وقال بحده : دام اخوك طلق اختي حتى انت انسى ان لك حرمه عندنا ، ويمين بالله لولا العيب لأدفنكم هنيا وامشي.
ثامر نزل ايدينه وقال بهدوء : علي نذر لله اني مااطلقها ، وكانك رجال ورني كيف بتمنعها عني !
كريمه : عبدالله خــلاص ، تعال
سحبته بالقوه وطلعوا وراحوا ، سالم حاس بالذنب بيموته ، ماكان يبي الطلاق لكن مامسك نفسه لما شاف امه تبكي ، دعى ان كريمه تسامحه وترجع قبل يتطور الموضوع.

سميه دخلت للمطبخ وهي حاسه بجوع فضيع ، فتحت الثلاجه وبلحظه جاها شعور انها مو مشتهيه وسكرتها ، وطاحت عينها عليه واقف ع الباب متكتف ويطالعها.
عزيز : ليه ما اكلتي ؟
سميه : جوعانه بس مو مشتهيه لاتسألني كيف ، تبي اسويلك شي
عزيز بجفاء : لا ، انا ميت ميت ، سواء جعت او شبعت
سميه حست برجفه من كلامه : وربي مادري كيف طلع مني الكلام ، كنت بموقف صعب
عزيز اخد نفس وقال بهدوء : مسموحه
سميه : لا ، قولها بنفس !
سكتت شوي وقالت بضيق : قالت لي الدكتوره عن كل شي سويته لي ، الله يقدرني وارد لك الجميل
عزيز : مابي منك شي ياسميه غير انك تنسين اللي صار ونبدأ حياه جديده !
لمعت عيونها وقالت بضعف : مااقدر
عزيز : ليش ؟
سميه : تبي الصراحه ، ولا اجاملك !
عزيز : صارحيني
سميه بضعف : احب مناف
عزيز بلع غصته وقال بهدوء : اللي سوّاه قليل ؟
سميه : كثير ، مو المشكله بحبي له ، المشكله في اللي بسويه له ، ولا الحب عادي تمحيه الأيام
عزيز : وانا طيب ؟
سميه سكتت وكمل عزيز : انا ماراح اجبرك ، الحب مو غصب
قرب لها وركز عيونه بعيونها وهمس : لكن تهمني كرامتك ، لاتذلين نفسك لناس ماتستاهلك.
سميه رجفت من نبرته وكلمته ، قالت بإندفاع : اللي بياخذ حقه يصير ذليل !
عزيز حس وده يضربها عشان تفهم انه يغار ، يبيها تنسى مناف بأي طريقه.
اخد نفس وقال ببرود : خلاص سميه ، سوي اللي تبينه.
كان بيطلع واستوقفه صوتها : لحظه عزيز
وقف بدون مايناظر فيها ، وقفت قدامه وقالت بعزم : قبل مااسوي اللي ابيه ، بتبرع لك بكُليتي !

 

 

عزيز سكت لحظات ، يستوعب كلامها ، قال بهدوء : سميه انتي مستوعبه اللي تقولينه ؟
سميه : اي مستوعبه ، مافيها شي لو عشت بكليه وحده ، وتأكد ياعزيز لو غيرك مااعطيه ، لكن انت مجبوره ارد لك جميلك ووقفتك معي ، لولا الله ثم لولاك ماكنت موجوده الحين !
عزيز نزل راسه وابتسم بألم : لا مو مجبوره تعطيني ، انا راضي بالمقسوم
سميه بإصرار : بتبرع لك !
عزيز : خلينا من السوالف هذي ، انا عازمك على المطعم اللي تحبينه
سميه : انا احب مطعم ؟ انا متى دخلت مطعم بحياتي اصلاً
عزيز توهق : انا احبه قصدي
سميه بضيق : قصدك يوم فقدت الذاكره ، يالله مقبوله عزيمتك ، بروح البس واجيك
ابتسم لها لين طلعت ، اخذ نفس وهمس بوجع : عساك تحسين بس ، عساك تحسين !

في بيت ابو سعد :
دخلت كريمه تبكي من قلب ورهف ماسكتها تهديها ، ام سعد بغى يوقف قلبها من الخوف ، صارت تفكر بكل شي ، وتحس بأي لحظه بتفقد وحده من بناتها ، وقفت ومسكتها بقوه : ليش تبكين وش فيك تكلمي ، وش صاير !
كريمه : سالم يمه طلقني
ام سعد براحه : الحمدلله ، مو شي كايد
سندس : يمه تقولك تطلقت ، يعني هذا مو شي كايد
ام سعد : اهم شي انها بخير ، ولا الرجال طز فيهم وبعشرتهم بعد ، مافيهم الطاهر ، حسبي الله ونعم الوكيل عليهم ، الله يحرقهم مثل ماحرقوا قلبي على بناتي ، الله يوريني فيهم ايام اسود من قلوبهم ، تعالي حبيبتي تعالي ولاتبكين ولا شي ، هو الخسران.
دخلت كريمه وجلست تهديها امها وفعلاً كان كلامها كأنه مرهم لجروح كريمه.
نجلاء بضيق : بنسافر للكويت
سندس : هذي كذبه ولا حلم تبيني افسره ؟
نجلاء : صدق اتكلم ، ابوي قال تجهزوا عشان تغيرون جو
سندس : يستهبل ، طول عمرنا عايشين بنكد وطفش ، ماقرر يسفرنا الا بهالظروف !
نجلاء : والله عاد قولي هالكلام له مو لي !
سندس بربكه : بس يالله زين نسافر ، نطلع نشم هواء
نجلاء : ليش تهايطين طيب ! قولي من اول انك استانستي
سندس : وبناخذ معانا كريمه بعد ، توسع صدرها.
نجلاء : انا مستحيل استانس وهذا حال خواتي ، سميه ماندري عنها ، وكريمه متطلقه ، ورؤى بتتزوج شايب ، الله يستر من الجاي ، الدور علي انا وياك !
سندس ناظرت بعيد ولمعت عيونها بحزن : والله العظيم ماراح اسمح لهم يهدمون حياتي ، وبسوي اللي ابيه انا واعيش حياتي بالشكل اللي انا راسمه له ، وبذكـرك !

 

ثامر ضايقه فيه الأرض الوسيعه من يوم عرف ان وسن وافقت على سعد ، قلبه ينزف غيره وحب ، ولا هو قادر يسوي شي ، صام ثلاث ايام تكفير لحلفه انها لو توافق على غيره بيفضحها عنده ، اساساً حتى حلفه كان تمويه لها عشان ماتوافق ولا هو مستحيل يفضحها ، لإنها بنت خاله قبل لاتكون البنت اللي يحبها ، وصل لبيت خاله ونزل ، وبنفس الوقت نزل سعد.
ثامر ناظرله بنظرات ناريه ولهيب مايطفي ابد ، شياطين الدنيا توسوس له يذبحه ، لكنه مسك نفسه ، سعد بادله النظرات ببرود ونفس الشيء وده يبرد خاطره فيه هو وسالم ، اللي سووه لخواته مو قليل ، لكن ماحب يتدخل ، بالنهايه كل شخص وله حياته ومشاكلها ، عطاه ظهره ودخل ، ثامر انقهر اكثر من برود سعد ، ماهو مثل عبدالله اللي يحرق الدنيا اذا عصب ، ومايسكت عن حقه ، اخذ نفس وكان بيدخل لكن في شي منعه.
رفع راسه وهمس بضيق : يارب انت اعلم بحالي وحالها ، يارب اختار لها ولاتخيّرها ، اللي فيه خير اكتبه لها ، تستاهل كل خير بنت الخال.

بيوم زواج رؤى ، كانت رؤى مستانسه لشيء واحد بس ، انها بتطلع من بيت اهلها وتبعد عن تسلط ابوها ، ورغم فرحتها كانت خايفه من هالحياه الجديده تكون اسوء من حياتها القديمه ، لكنها بتمشي على خطط رسمتها بمساعدة خواتها ، بغض النظر ان محمد كبير بالعمر وعنده ثلاث زوجات ، هي اختارت هالعيشه ولازم تكون قد اختيارها.
رهف مسحت دموعها ودخلت عليها للغرفه : ها خلصتي
رؤى : كنتي تبكين !
رهف صدت : لا
رؤى : اعرفك
رهف بغصه : ياليتني وافقت على محمد يوم خطبني ولا دبستك فيه انتي وسميه ، انا اقدر اتحمل يا رؤى ، انا قويه ، لكن انتي ماراح تتحملين ، ليش وافقتي ليش.
رؤى تحاول تتماسك : راح وقت هالكلام ، انتي مالك ذنب ، كل واحد اختار حياته ، رهف انا انسانه متفائله رغم كل شي ، بيجي يوم ونصير من اسعد الناس !
رهف : الله كريم.
سُندس كانت واقفه وراهم وسامعه كل كلامهم وتقاوم الدمعه قد ماتقدر ابتسمت ودخلت ومعاها بخور : يازين عروستنا
رؤى : هلا بأهل الكويت ، عاد مالقيتوا تسافرون الا يوم تزوجت
سندس : ابوك يختي مو صاحي والله ، عاد انتي بتفرين العالم الحين
رهف : وش الفايده افر العالم ومعاي وجه يسد النفس
رؤى : لايسمعك ويطلقني
سندس : ماظنتي اللي يشوف هالجمال يستغني عنه
رهف : مالت علينا ، جمال بلا حظ
سندس ضمت رؤى : مبروك ياروحي ، الله يكتب لك السعاده
رؤى : عقبالك
رهف : عقبالها مع واحد يحبها ، ويقدرها ، ويبديها على الخلق كلهم ، مو تصير مثلنا
سندس : يمكن انتم استعجلتوا على رزقكم ، لكن انا ماراح استعجل ، بصبر على نار ابوي ، لين يجي اليوم اللي ارتاح فيه !

 

وقف بسيّارته الفخمه قدام القاعه ، وقلبه يدق للي راكبه جنبه ، وصوت اساورها مجننه ، تمنى يشوفها لكنها ماعطته مجال.
التفت لها وقال بهدوء : ملزمه تحضرينه ؟
سميه : زواج اختي
عزيز : انتي عجيبه ! تبين تقلبين عرسهم صياح !
سميه : اساساً ماهو فرحه ، وحده ماخذه شايب كيف تفرح
عزيز : سميه ، انا اقول لو تخلينها بكره افضل
سميه : لاتخاف ماراح يصير شي
عزيز : انتبهي لنفسك.
سميه ابتسمت ونزلت ، طاحت عيونها ع السياره اللي وقفت وراهم ، كانت سيارة مناف ونزلوا امه وخواته ، ودخلوا ، ماعرفوا سميه ابد ، لكن مناف عرفها لإن عزيز كان يناظر فيها ، سميه رجفت خافت عزيز يلاحظ ، ودخلت بسرعه ، دقيقه لين تأكدت ان عزيز مشى وطلعت ، مناف كان متوقعها تطلع عشان كذا مامشى ، نزل وتصادمت نظراتهم الحاده.
سميه قلبها خفق له تمنت لو تطلع قلبها وتدوس عليه ، مناف مقهور منها بشكل لايصدقه العقل.
قرب لها وقال بهمس : قبل لاتقولين اي شي ، موحلوه وقفتنا كذا ، اركبي معي ونسولف براحتنا !
سميه : ومن قالك اني بسولف معاك ، انت حتى وقتي الفاضي استكثره عليك !
مناف رفع حاجبه : طيب ليه طلعتيلي ؟
سميه بربكه : بس بقولك اني اكرهك ، وبتندم على اللي سويته لي
مناف : لا ماطلعتيلي لإنك تكرهيني وبس ، عيونك ماتكذب ، داخلك مصايب ، تعالي لسيارتي
سميه : تبي تخطفني مره ثانيه
مناف : اخطفك ! ومره ثانيه بعد ؟ ماشاءالله طلعت خاطفك من قبل وانا مدري
سميه : سو نفسك بريء وانا بسوي نفسي نسيت ، عشان اخذ حقي بيدي ، مااخلي القانون ياخذه لي
مناف عصب : وش هالكلام اللي قاعد اسمعه ، انتي حاسه بنفسك ولا للحين فاقده الذاكره
سميه دمعت عيونها : انت اللي خطفتني
مناف بصدمه : الله اكبر
سميه : اي لاتنكر ، مالقيت تفتك مني غير بهالطريقه
مناف : انا اذا عفت الشيء ارميه بكل بساطه ، مااحتاج بحياتي كل هاللف والدوران ، انا انسان واضح ، يوم بغيتك طقيت بابك وقلت هالإنسانه محد يناسبني غيرها ، بس طلعتي تافهه وخيبتي توقعاتي
اخذ نفس وابتسم ابتسامه مالها معنى وقال بهمس : تأكدي من اللي خطفك وتسبب بحادثك وتزوجك عشان يلف عليك وياخذ منك مبتغاه ، بس الغريب اني مااعرفه ، كيف هو عرفني وحط السالفه براسي
سميه خلاص وصلت لمرحله ماتقدر تتحمل اللي داخلها قالت بصوت مهزوز : مايسويها عزيز
مناف : ليتك دافعتي عني بداله ، انا ماقررت اخطبك الا بعد ماسمعتك تشكين لأختي رنا عن قسوة ابوك ، وماخطبتك الا بعد ماتورطتي مع محمد ، نيتي كانت طيبه ، واللي خطفك ذكي ، قدر يفرق بيننا وبنفس الوقت ياخذ حاجته منك ، انتي الخاسر الوحيد بهاللعبه.

 

 

سميه تحس انها ضايعـه ، ماتدري تثق بمين وتكذِب مين ، شكت بنفسها ، وباللي حولها كلهم ، لما تناظر لعيون عزيز تحسه اصدق شخص بالدنيا ، ولما تناظر لعيون مناف تحس مافي احد صادق معاها غيره ، هاجمها صداع قوي واظلم كل شي حولها وغمضت عيونها بقوه ومسكت راسها.
مناف حس بخوف لكنه مسك نفسه : عسى ماشر !
سميه بتعب : ليش تقول اني خسرت ؟ وش ذنبي انا عشان اخسـر
مناف : ذنبك انك مافهمتي شي ، على طول اتهمتي باطل وظلمتي ، تأكدي من اللي تسبب عليك ، وبعدها نحدد من اللي خسـر !
ركب سيّارته ومشى وتركها ، ماتقدر تحدد شعورها بهاللحظه ، اخدت نفس وقررت ماتضعف ولا تبكي ابد ، لإنها داخله على خواتها وماتدري وش يصير لها.
دخلت واتجهت على طول لغرفة العروس وقبل تدخل سمعت ضحكات خواتها واصواتهم كلهم ” كريمه ورهف ورؤى وسندس ” حست قلبها يرقص فتحت الباب عليهم ودمعت عيونها لاشعورياً لما شافتهم متجمعين حول رؤى بفستانها الأبيض ، ويحاولون يخففون عليها صعوبة هالليله ، وقفوا كلهم وتوسعت عيونهم يحاولون يستوعبون ان اللي قدامهم اختهم.
رهف رجف كل شي فيها وقالت بصدمه : سميه !
قربت لها ومسكت ايدينها بقوه واستسلمت لدموعها وقالت بشهقه : اخيراً رجعتي سميه اخيراً برتاح من اللي انا فيه
سميه ابتسمت بين دموعها وحضنتها بقوه وبكوا بشكل يقطع القلب ، كريمه لازالت مو مستوعبه ، حتى دموعها مانزلت.
سندس غطت وجهها وبكت من قلبها ورؤى ماسكه نفسها.
سميه ابعدت عن رهف ورفعت راسها وقالت بحده : مالك ذنب لاتبكين ، خلاص انتهى كل شي ، شوفيني بخير قدامك.
مايمديها رفعت راسها الا كلهم بحضنها ويبكون ، كانت حالفه ماتخرب جوهم لكنها خربته وبكت مثلهم واقوى منهم ، مرت عشر دقايق ومايسمعون غير صوت شهقاتهم ، لين انفتح الباب ودخلت امهم وهي متضايقه : يالله يابنات المعرس يبي يـ.
سكتت لما شافتهم متجمعين على شي ويبكون ، سميه رفعت راسها لامها وزادت دموعها ، امها اللي محد بالكون حبها مثلها ، محد صبرها على عيشتها الا امها ، ومحد تعب وسهر وضحى عشانها الا امها ، كرهت نفسها للمُوت بهاللحظه لإنها ضايقتها ونزلت دموعها.
امها ماقدرت تمسك دمعتها لكنها صدت بسرعه وقالت بحده : وش جايبك !
سميه قربت لها وقالت بضعف : ابيك يمه محتاجه حضنك وحنانك ، محتاجه امان من زمان يمه وانا ضايعه بهالحياه ، تعبت يايمه ارحميني و ضميني تكفين يمه لاتكسريني فوق كسري ، مابقى لي غيرك لاتقسين علي عقبها وين اروح !
تقطع قلب امها من الكلام وزادت لهفتها لسميه لكن لازالت مقويه قلبها : روحي للي بديتيه علينا وتزوجتيه من وراي ، مشيتي ممشى سعد واحرقتي قلبي عليك.

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق