رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام الفصل الثامن 8 – بقلم روز

رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام – الفصل الثامن

بارت 8

على صلاة الفجر ؛
طلع الدكتور وباقي مساعدينه من غرفة العمليات وكان بإنتظارهم سُميه وسلمان عم عزيز ، كانوا خايفين ولكن استبشروا خير من وجه الدكتور وفعلاً طمنهم ان العمليه انتهت على خير ، وان عزيز وضعه الصحي تمام ، لكن ماراح يصحى قبل 24 ساعه من تأثير البنج.
سلمان : الحمدلله
سميه : عادي اشوفه ؟
الدكتور : حالياً لا ، بعد ساعتين
سلمان : تعالي يابنتي بتشوفينه ان شاءالله
جلس وجلست جنبه وهي تتذكر دعوته الأخيره ” معقوله هو الصح ؟ معقوله ماخطفني ؟ ياربي لا راسي بينفجر من التفكير ، اصدق مين ؟
سلمان : فيك شي ياسميه ؟
سميه : اي فيني ، انا بسألك سؤال وبالله انك تجاوبني بكل صدق وصراحه
سلمان : مالك الا الصدق يابنتي ، امري ؟
سميه : تعرف اللي خطفني ؟
سلمان : لاوالله ماعرف الا ان اسمه مناف ، حنا بعد مااعلنا اننا محتاجين متبرع ، اتصل علينا وقال متبني بنت من دار الايتام وبجيبها لكم مقابل مبلغ مادي وقلناله ابشر ، وقدر الله وصار حادثك !
سميه : طيب اوصف لي شكله
سلمان وهو يحاول يتذكر : مااذكره لكن متأكد لو اشوفه مره ثانيه بعرفه
سميه تنهدت : يارب
سلمان : انتي لك عداوات قديمه ؟
سميه : اي عداوات بس ياعمي انا مااعرف احد عشان اعاديه ، ماعرف غير اهلي
سلمان : اكيد فيه ، تذكري
سميه : والله مافي يـ،
تذكرت شي وحست قلبها بيوقف من الصدمه وقالت بهدوء : محمد !
سلمان : منهو محمد
سميه : هذا التافه خطب اختي ولما رفضت قال بيفضحها بموضوع بينها وبينه ، وانا ضحيت عشان ماتنفضح اختي وقلت له بوافق عليك ، ولكن مناف خطب على خطبته ووافق ابوي على مناف ، وانقهر محمد وخطب رؤى وتزوجها امس ، مدري احس راسي بينفجر جد ماني قادره افكر.
سلمان : نقول ان شاءالله اننا مسكنا طرف الخيط !
سميه سرحت ولمعت عيونها بحزن ، واذا طلع محمد سبب هالمشاكل كلها ، وش اسوي بقلبي وقتها ، ظلمت مناف بدون ذنب ، وبظلم عزيز اللي ماله ذنب بعد ، قد قلتها يامناف محد خسر غيري ، يارب افرجها علي.

اليوم الثاني ، كان يوم ملكة سعد ووسن ، وبنفس الوقت كانت ام سعد وبناتها يجهزون للسفر ، سعد مو كأن هو اللي بيملك على وحده وبتشاركه حياته ، كان يبي يغفر همه بأي طريقه ، اهم شي يشوف ولده اللي غلق شهر وهو ماشاله ولا سمّاه ، جاه عقاب من ابوه يكفيه العمر كله ، عارف انه ظلم وسن ، وظلمها كثير بعد لكن غصب عنه ، نفس الشيء عند وسن ، كانت متبلده تماماً ، ومستسلمه للي بيصير ، ونوعاً ما مرتاحه لإنها قدرت تنتقم لو شوي من ثامر ، بغض النظر عن الخطر اللي طاحت فيه الا ان مجرد اختيارها لغيره هالشيء بيجرحه وهي متأكده انه الحين جسد بلا روح.

 

ثامر 28 حرف ماتوصف اللي حس فيه وهو جالس بخطبتها ويسمع الناس تبارك لأبوها ولسـعد ، يحس انه جالس بعزا احد غالي عليه ، حزنه على وسن من زمان لكن عمره ماتوقع بيوم ملكتها انه بيحزن لهدرجه هذي ، الحزن اللي وصل له بهاللحظه حزن غريب ومحد قد وصل له ، بلع غصته ونطق بصعوبه : مبروك ياخالي .. ومبروك ياسعد
سعد ببرود : يبارك فيكم ، اقدر امشي يبه ؟
ابوه وثامر فهموا عليه قال ابوه بسرعه : وشوله العجله اجلس
سعد : ماقدر اتاخر عندي موعد مهم ، بالإذن
قام وطلع ، وطلع ثامر وراه وقال بحده : مستعجل على زوجتك الأولى !
سعد ناظر له بصدمه ماله مجال ينكر : كيف عرفت !
ثامر : نسيت اني .. نسيبك !
سعد عصب على رهف يحسبها هي السبب ، ثامر قرب له وقال بحده : ترا وسن تدري انك متزوج لكن مجبوره تاخذك وتسكت ووصتني اسكت انا بعد ، لذلك بسكت على زواجك لكن !
ضرب على صدره بخفيف وقال بنظرات غريبه : بتجي يوم وتعرف هي ليش سكتت عليك ، وداعتك بنت خالي يالنسيب ، لاتزعلّها عشان لاازّعل الدنيا عليك !
سعد لازال مصدوم : وش هاللغز اللي جايبه لي ، انت تبيها ؟
ثامر : ابيها وتبيني لكن كلن مشى بسبيله !
مشى وترك سعد بدوّامة صدمه وقهر عميييييييقه ، ماانقهر انه يحب وسن لإن الحب مو عيب وقالها بنفسه ” كلن مشى بطريقه ” لكن اللي قهره انه متزوج اخته ولاقدّرها ، لحقه بسرعه لكن مالقاه ، مشى ثامر وترك روحه بهالمكان ، وتحديداً عند وسن اللي مجرد ماوقعت وطلع ابوها انهارت تبكي على خواتها ، لآخر لحظه كانت منتظرتهم يرفضون ، منتظره يصير شي وتخرب الخطبه ، لكن الله قدّر والله يلطف.
خلود : اذا ماتبينه ليه توافقين ، من جابرك
رنا : تبين تقهرين ثامر صح !
وسن خزتها وصدت بسرعه وضحكت رنا : ياحليلك ، ثامر لو يبيك مافرط فيك ، انتي ماقهرتيه ، قهرتي نفسك !
وسن بحرقه : اللي بيني وبينه كبير ، ماتفهمونه !
رنا تبيها تفضفض : ودامه كبير ليه فضّل غيرك عليك !
وسن : ماادري كيف اقولكم السالفه لكن ، اتركوني بحالي
خلود بخوف : بسم الله في سالفه بعد ! قولي
رنا : ماراح تتكلم لاتتعبين نفسك ، خلينا نطلع لين ترتاح ونجيها ، وان شاءالله تفضفض لنا وتحسسنا اننا خواتها مو اعدائها.
وسن : خلاص لاتظغطون علي ، اطلعوا
طلعوا البنات ودخلت عمتهم ام ثامر ، كانت متضايقه لضيقة ثامر ، جلست قدامها وقالت بهدوء : ليش وافقتي على سعد !
وسن : ليه هو اختار رهف !
ام ثامر : اها يعني بتنتقمين
وسن صدت وهي تمسح دموعها وكملت ام ثامر : انا اعرف ولدي ، في شي اجبره ياخذ رهف
وسن : اخذها وانتهى الموضوع ، والله يهنيهم ! انا صرت على ذمة رجال وحرام اتكلم عن رجال غيره !

 

 

كريمه كانت بالمطبخ مطلعه الصحون كلها ونافضه المطبخ نفض من جديد مع انه نظيف لكن عادتها اذا تضايقت تشغل نفسها بأي شي ، واذا مالقت شي عادي تحوس وترجع ترتب من جديد.
سندس كانت جالسه على الطاوله وتاكل تفاحه : جيتي بوقتك ، فكيتيني من المطبخ ، احس ايديني جافه من كثر المويا
كريمه : احمدي ربك ماعندك اطفال بالبيت ولا كان عرفتي الجفاف الصحيح
سندس : الا ياليت عندي اخوان صغار ، احس هم حلا البيت ، احلى من الهدوء اللي عايشين فيه واذا صار ازعاج ازعاج امي وابوي على اشياء تافهه
كريمه : بتتزوجين ويجيك اطفال وتعرفين قيمة البيت الهادي
سندس تضايقت من الموضوع : انتي ليش ماترجعين لبيتك
كريمه : ارجع وانا مطلقه
سندس استوعبت انها احرجتها وقالت بسرعه : اقصد يعني ارجعي قبل مااتعود عليك ثم ترجعين ، تعبت من هالوضع
كريمه : اي وضع !
سندس : كنت متعلقه بحليمه لإنها كانت اقرب لي من امي ، تحبني وتخاف علي وتسهر اذا تعبت ، لكن توفت الله يرحمها وانكسر قلبي مره ، وتعلقت بسميه اللي كانت تضحي بكل ماتملك عشان مانتضايق ، كم مره وقفت بوجه ابوي عشاني ، وكم مره كذبت عليهم بشيء انا سويته وتحملت اغلاطي ، لكنها راحت ، وحتى لو رجعت مااتوقع انها بترجع مثل اول ، فعلاً الإنسان مايحس بقيمة الشيء الا اذا فقده ، تدرين الحين صرت افزّ من نومي خايفه على نجلاء ، مابقى لي غيرها ، اخاف بأي لحظه القى ابوي مزوجها واحد مايخاف الله !
نجلاء دخلت وهي متأثره من كلامها وقالت بإبتسامه : عشان كذا تصيرين قاسيه علي بعض الاوقات وماتحترميني ، خايفه نتعلق ببعض اكثر !
سندس صدت تخفي دموعها : يمكن ، واحياناً احس بالبرود واقول هذا حال الدنيا وكلنا نفس المصير.
كريمه : اقول بلا دراما واحمدوا ربكم على الصحه والأمان ، وش عندك نجلاء
نجلاء : ابو العيال برا ويبيك
كريمه برجفه : سالم !
سندس : ليه عيالك لهم اب ثاني ! اعترفي
كريمه عصبت : استحي على وجهك
سندس ضحكت : مدري عنك
نجلاء : اطلعي له ، ابوي يقول واضح انه ندمان و استعجل
سندس : وابوي مايهمه كرامتنا ، اهم شي يفتك مننا
نجلاء : كريمه لاتنسين انك على وجه سفر ، سامحيه ولاتخلين الشيطان يدخل بينكم اكثر ، هو استعجل ومحد معصوم من الغلط !
سندس : شوفي صدق اني ضد ابوي بأشياء كثير لكن للأمانه سالم مايستاهل ، كم مره وقف بوجه امه عشانك ، وانتي لإنه وقف بوجهك مره وحده بتنسين كل اللي كان
نجلاء : يعني صح هو طلقك وهالشيء بحد ذاته جرح كبير لك ، لكن تذكري “من عفا واصلح فأجرهُ على الله”
سندس : شوفي ياعزيزتي انتي تحبينه وهو يحبك ليش تكبرون الموضوع !

 

سندس : شوفي صدق اني ضد ابوي بأشياء كثير لكن للأمانه سالم مايستاهل ، كم مره وقف بوجه امه عشانك ، وانتي لإنه وقف بوجهك مره وحده بتنسين كل اللي كان
نجلاء : يعني صح هو طلقك وهالشيء بحد ذاته جرح كبير لك ، لكن تذكري “من عفا واصلح فأجرهُ على الله”
سندس : شوفي ياعزيزتي انتي تحبينه وهو يحبك ليش تكبرون الموضوع ، ياما وياما شفنا ازواج وصلت مشاكلهم للموت وتدخلت بينهم اهل وقبايل ، واخرتها رجعوا لبعض بقلب نظيف ، وقفت عليكم انتم ياللي مشكلتكم تافهه !
نجلاء : صادقه اذا مابترجعين له عشانه ، ارجعي عشان عيالك و.
كريمه صرخت : خـــــلاص ، وش ذا بالعين راديو قرقرقرقرقرر ، صدعتوا راسي حسبي الله عليكم مدري كيف بقابل الرجال الحين !
سندس : والله مثل ماتعرفين مكتومين ومافي احد غيرك جاء عندنا ف طلعت كل الطاقه عليك
كريمه طلعت وهي مستانسه لإن سالم حس وجاها ، صحيح انه جرحها وزعلّها كثير لكن بعد هذيك امه ولها حق عليه.
دخلت لمجلس الرجال وقام ابوها : حياك ياكريمه
طلع وهي ظلت واقفه ومرتبكه ، كان جالس وجنبه عياله ” انس وفهد ”
وقف وبلعت ريقها وقلبها يرقص تنتظر منه اي كلمه وتسامحه خلاص.
قرب لها وهمس بهدوء : جبت لك العيال خليهم عندك لإني بتزوج !
لحظات صمت ، مافي اي نفس ، حست بكهرباء نفضت بجسمها كله ، زادت رجفة قلبها ولمعت عيونها وناظرت فيه بضعف تمنتّه يقول مزح مقلب يختبرها اي شي.
سالم : لو يبوني ماجبتهم لك لكن يبونك انتي ، وانا بمرهم كل يوم وماراح اقصر عليهم بأذن الله.
كريمه استجمعت نفسها وقالت بألم : كذا بهالبساطه هنت عليك سالم !
سالم : مانبي نتعمق بالكلام لكن امي اهم !
كريمه : واذا كانت امك هي الغلطانه والظالمه ؟
سالم : تبقى امي ولو تطلب الروح فداها
كريمه : اطلع برا
سالم بصدمه : تطرديني ياكريمه !
كريمه بصراخ وهي تسحب عيالها : اطردك واردى ماشوف انت وش متوقع مني بعد مانهدم بيتي وتشتتوا عيالي ، حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل
طلعوا خواتها على صراخها وعلى دخلة رهف كانت جايبه لهم عشاء واستغربت : خير شفيكم
سندس : بسم الله كريمه وش صار
كريمه بين دموعها : اي حب واي اعتذار واي خرابيط اللي كنتوا تتكلمون عنه ، هالحقير جايب لي عيالي لإنه بيتزوج ومو ناقص مسؤوليه !
ناظروا فيه كلهم نظرات حقد وكره وصرخت سندس : مالومه غبي مثل ابوه يوم طلق ام ثامر عشان امه مسوّدة القلب ، من يفرط فيها ام ثامر ! ومن يفرط بأختي كريمه غير الغبي اللي رافس النعمه برجوله !
سالم ارتفع ظغطه : احشمي نفسك وابلعي لسانك لايجيك علم مايسرك !
رهف نزلت الصحن اللي بيدها ، ورفعت اكمامها : جابك الله.

 

 

سالم ارتفع ظغطه : احشمي نفسك وابلعي لسانك لايجيك علم مايسرك !
رهف نزلت الصحن اللي بيدها وشمرت اكمامها : جابك الله ، حنا نبي العلم اللي مايسرنا هذا ، ندوره دواره
مسكتها نجلاء لكن رهف برمشة عين نزلت جزمتها وضربته بكل قوتها وارتفع الصراخ لما هجم عليها سالم بيرد لها الضربه وانمسك بقوه ، سكتوا كلهم لما شافوا ابوهم ماسكه وعيونه موّلعه قال بقهر : تهجم على بناتي في بيتي !
سالم بعصبيه : وبنتك تضربني عادي ؟ مو عيب !
ابو سعد : ماتنلام ، من حر ماشافت من اخوك ومنك
سالم : وام عيالي تطردني و.
قاطعه ابو سعد : وانا بعد اطردك ، وحياة بناتي ماتوقف عليكم ، يالله توكل ولاتشوفك عيني بهالحاره ابد !
سالم طلع وهو مقهور ، كريمه نست صدمتها من سالم وطغت عليها وعلى خواتها صدمتها بردة فعل ابوهم ، عمره بحياته ماوقف معاهم ، كانوا متوقعينه يطربق الدنيا على روسهم ويطلع الف غلط لو مالقى غلط واحد ، لكن وش الطاري ؟ معقوله عرف قدر بناته بالوقت الضايـع ؟
التفت عليهم وقال بهدوء : بنسافر بعد ساعه ، تجهزوا !

محمد دخل بيته وشياطينه داخله قبله وناوي رؤى بالشينه وينادي بأعلى صوته لكن سكت لما شافها ، كانت ايه بالجمال وزايد جمالها بعينه لإنه اول مره بحياته يشوفه ، بنت صغيره وحلوه وطبيعي اي احد يشوفها بتسلب عقله ، رؤى شافت نظراته وابتسمت بخبث ” وصلنا لمربط الفرس ، اعلمك شلون تعصب علي ”
محمد : اخبارك ياقلبي !
رؤى قربت له وهمست بدلع : تمام حبيبي ، متعشي ؟
محمد بهاللحظه انمسح على عقله وقلبه : لا ، بتذوقيني شي من يدك الحلوه ؟
رؤى : وليش مو انت تعزمني ، يعني عروسه وتبيني اطبخ ؟
محمد : والله ودي ياعمري بس تأخر الوقت مابه مطاعم !
رؤى : خلاص اجل عطني حق العشاء
محمد : وش الطمع هذا
رؤى : بتعطيني ولا ازعل وانام
محمد : لالالا ، فداك المال والحلال ، كم تبين بس
رؤى : اللي يجي منك خير وبركه
محمد : عشرين الف تنزل بحسابك الحين
رؤى : ماعندي حساب ، وش ذا الوهقه بس ، خلاص مابي بنام
محمد : ماتنامين ، ماعندك حساب توصلك كاش الحين
رؤى سوت كأنها تذكرت شي وقالت بسرعه : خلاص حوّلهم بحساب اختي وانا باخذ الصرافه منها
محمد : حاضرين.

 

 

بعد ساعه ، كريمه طفت انوار البيت وسحبت شنطتها بتطلع ووصلتها رساله ايداع عشرين الف بحسابها ، توسعت عيونها بصدمه ، تلقائياً توقعته من سالم لكن قطعت الشك باليقين لما وصلتها رساله ثانيه من رؤى كاتبه فيها ” حولت لكم مبلغ تستانسون فيه بالكويت ولاتخلون شي يأثر عليكم ويضايقكم واذا نقص كلموني احول لكم اكثر ”
دمعت عيونها كريمه لما عرفت مقصد رؤى من زواجها بمحمد.

 

وردت لها : ماقصرتي لكن لاتعودينها ، بطلي استغلال
رؤى : هو بنفسه استغل ابوي بزواجنا ، حافظكم الله
كريمه ركبت شنطتها ورا وانفتح باب ابو مناف ، وطلع مناف ناظر لهم ببرود لين مشوا ، عرف انهم مسافرين ، اظلم بيتهم وهو مظلم من يوم تركته سُميه.
تنهد لما تذكرها : وش اللي جرى لك ياسُميه ليه هالتغيير ليه ، ليه مارضيتي مثل مارضوا خواتك ، ليش جزعتي ووقفتي بوجهي واتهمتيني باطل وانا اللي مبديك على روحي وانا حالف مايجي مكان شجن احد وجبتك مكانها ! هذا جزاي ؟
وقفت سيّاره ثانيه ونزلت منها سُميه وكأنها تقرا افكاره ، نزلت بسرعه وطقت باب بيت اهلها وتدعي انها ماتأخرت.
مناف نزل ومشى لها وقال ببرود : للأسف تأخرتي !
خابت امالها وحست بضيق مو طبيعي ، التفتت له ونظراتها مكسوره : وين ابقى ؟ عزيز بالمستشفى وانا مستحيل اجلس بالبيت لحالي !
مناف : شكلك تفقدين الذاكره ثلاث مرات باليوم
سميه عصبت : وش قصدك !
مناف : لنفترض انك رجعتي واهلك موجودين ، تتوقعين بيقبلونك ؟ ياهوه انتي ناسيه وش سويتي لهم ؟
سُميه بحرقه : امي ماتتركني !
مناف : انا اقول ارجعي لبيتك لايرجع عبدالله ويشوفك وينحرك
سميه بعناد اشرت للسواق يمشي ومشى ، طلعت بنسه من شنطتها وجلست تحاول تفتح الباب وسمعت ضحكته الساخره : من وين تعلمتي حركة الأفلام ذي ؟ حتى تلفزيون ماعندكم
سميه بقهر : من الجوال اللي طلعته من ورا اهلي
مناف : لا بفضل عزيز ، فتره قصيره لكنه علمك كيف تواجهين الحياه ، واول شخص واجهتيه انا
سميه : لو تفزع لي كـ بنت جار لها حق عليك ابرك من الكلام اللي ماله داعي !
مناف تزايد غليله عليها وعلى عزيز اللي ماسح مخها مسح ، ابتسم ببرود وقرب لها ومد لها مفتاح : تفضلي ، هذا من امك قالت لي اذا جت سميه عطها.
سميه اخذته بسرعه وفتحت الباب ودخلت ، مناف اخذ نظره على الحاره ، كانت فاضيه ومافي احد ، دخل وراها وشهقت لما قفل الباب اكثر من قفل وقال بهمس : ولا كلمه !
سميه برجفه : مناف نعم وش تبي ؟ وش فيك انهبلت ؟ اطلع بسرعه
مناف : ابي اصفي حساباتي معاك ، داري انك تبيني للحين ، وعايشه تجاملين نفسك وتجاملين عزيز وباقي الناس ، بس انا ماتجامليني ياسُميه !
سميه بخوف : استح على وجهك انا مره متزوجه !
مناف : واذا ؟ يستاهل الخيانه واحد خاطفك مني
سميه : انا متى صرت لك عشان تقول كذا ، كل اللي بيننا كان كلام !
قرب لها و مسك خصرها وسحبها له وقال ببرود : اللي بيننا اكبر من الكلام !

 

‏انا دخيل الله من نظرة العين ‏
عجزت اوصّف بالحلا معجزتها.

 

 

..

 

سميه نقطه ويوقف قلبها رجفت بشكل ملحوظ وحطت ايدينها على اكتافه ودفته بقوه وقالت بصوت مهزوز : ابعد يا.
شد عليها وكمل بهمس : قلبك معي وعقلك مع عزيز ، طيعي قلبك لو مره وحده بحياتك ، واتركي عزيز قبل يربطك فيه شي اكبـر
سميه بين دموعها : انت ماتحبني ليش متمسك فيني
مناف سرح شوي وقال بهدوء : يمكن لإنك تشبهيني بكل شي
ابعدت عنه بالقوه وعدلت عبايتها ، مناف اخذ نفس وقال بحده : كم تبين عشان تخلعين عزيز ؟
ناظرت فيه بصدمه : مستحيل مناف ماصدق انك اناني كذا ، الرجال تعبان بالمستشفى وانت تقول اخلعيه !
مناف : اذا قام بالسلامه ، وبعدين انتي ليه ترحمينه وهو اللي خـ،
قاطعته بحده : مو هو اللي خاطفني
مناف ارتفع ظغطه : يعني انا
سميه بربكه : ولا انت ، اللي خطفني مجهول يبي يسوي زوبعه بحياتي
مناف : او الحمدلله نقدر نقول رسينا على بر
سميه : مطول انت عندي ؟
مناف وهو يتأملها : تقريباً
سميه برجفه : اطلع احسن لك لاتخليني انادي ام عبدالله
مناف : افا ، تفزعين زوجة ابوك على حبيبك
سميه صدت عنه تحتول تداري نبضاتها ورجفتها وكمل مناف : عموماً ام عبدالله مسافره مع امك ، نسيتي ان ابوك عادل
سميه راحت بتفتح الباب ومسك ايدها وسحبها له وقال بسرعه : اعرفه اللي خطفك !
سميه : اتركني
استوعب وتركها وكملت سميه بحده : تعرفه تعرفه ولا عذر عشان تجلس
مناف : اقطعي الشك باليقين ، محمد اللي خاطفك
سميه برجفه : كيف عرفت
مناف : العامل راعي البقاله اعترف لي .. وانا مابلغت عليه لإني كنت عارف انك بتنتقمين منه اول ، لكن اتركيه لي انا اتولاه !
سميه : يابرودة قلبك ، اطلع بسرعه
مناف اخيراً حس على نفسه وطلع وقبل مايطلع وبدون ماتنتبه سميه سحب المفتاح معاه .. سميه مجرد ماطلع فصخت نقابها وتنفست براحه : حقير
دخلت وهي تفكر بكلامه فصخت عبايتها ودخلت للمطبخ وصبت لها كاسة مويا وشربتها وسرحت ثواني وهمست : اول مره احسه صادق ، وتأكدت ان محمد هو اللي مسوي هذا كله، بس المصيبه وش اسوي كيف اتصرف !

ابو سعد اول مامسك الخط اتصل جواله واستغرب : ثامر يدق !
رهف كشرت : قفل بوجهه
ابو سعد رد : هلا ثامر
ثامر : عمي انا وراك ، وقف
ابو سعد بصدمه : ليه !
ثامر : اوقف
وقف ابو سعد على جنب ورهف خافت لما شافت سيارة ثامر وقفت جنبهم ونزل منها مستعجل ، وناظر فيها وفتح بابها : انزلي بسرعه !
ابو سعد نزل : عسى ماشر وش بلاك !
ثامر بحده : ابي زوجتي ، ممنوع ؟
ابو سعد : موقفنا على الطريق وتبيها ؟ توك تتذكرها؟
ثامر : اتذكرها وقت ماابي محد له شغل بيننا
رهف بصراخ : لا مو بكيفك ، بسافر غصب عنك !

 

سحب يدها بقوه ونزلها وهي تصارخ : وريني كيف بتسافرين
ابو سعد : اتركها لا تحدني على الردى
ثامر : محد مسؤول عنها غيري ، ماسمحت لها تسافر
رهف بصراخ : اتركنـي يـ،
سحبها بقوه وركبها للسياره وابوها ماقدر يتكلم ، انقهرت رهف وصرخت : يبه تكلم قول شي ، ولا بس شاطر علينا !
ابوها عصب : انخرسـي
رهف : وربي الا تندمون كلكم ، مايكون اسمي رهف اذا مابكيتوا دم !
ثامر شغل السيّاره ومشى وهو ماسك يدها عشان ماتفتح الباب وترمي نفسها لإنها مجنونه وتسويها.
رهف ببحه : يعني افلست من حبيبة القلب وجيت تتمسكن عندي صح !
ثامر طنشّها وزاد السرعه وقالت رهف بسخريه : بشويش بشويش لاتنفجر عروقك ، ترا كلها بنت لاراحت ولاجت ، ماتوقعتك خفيف كذا !
ثامر لازال ساكت ، رهف تبي تحرقه قالت بنبرة اعجاب : بس الصراحه ماتنلام تحزن عليها ، ماشاءالله جمال واخلاق وثقافه وركاده ، ياحظ سعد فيها بس ، بكرا يكره اللبنانيه ويكره البنات كلهم عشان وسن !
ثامر بهدوء : نشوف !
رهف بثقه : نشـوف !

رؤى كانت جالسه تناظر للتلفزيون وهي مستانسه فيه ، اول مره تجلس قدامه ، حز بخاطرها انها مستانسه بشيء يمكن يكون للناس شي عادي ، ماتدري تدعي على ابوها ولا تسامحه ، اتصل جوالها واستغربت لما شافت رقم غريب ، خافت وقررت ماترد ، اتصل مره ثانيه وثالثه وردّت : هلا
ببحه : رؤى
رؤى بصدمه : سميه !
سميه : لاتجيبين طاري عند محمد اني كلمتك ، لكن حبيت اقولك رؤى ان الأنسان اللي اخترتي تعيشين حياتك معه هو الإنسان اللي خطفني ودمر حياتي !
رؤى : انا ادري انه حقير بس ماتوقعت لهدرجه
سميه : اكثر من ماتتوقعين ، عشان كذا رؤى حاولي تبعدين عنه ، مابي اخرب بيتك بس لمصلحتك لأن محمد ماراح يبقى ، اذا مامات بينسجن !
رؤى دمعت عيونها : انا ماخذته وانا ادري انه حقير وله يد بخطفك ، بس بلعب فيه شوي ياسميه ، ادري ان اللي سويته حرام وظلمت نفسي لكن غصب عني ، طالما قدامي طريقه اقدر اساعدكم فيها ليش مااستعملها ، سامحيني سميه لأني ماراح اتطلق الا بعد مااخذ حقك !
سميه : مالك ذنب يارؤى لاتضيعين نفسك ، حقي انا باخذه !

بالكويـــت ؛
ابو سعد نزل عند فندق وترك البنات بالسيّاره ؛
سندس : تعبت بموت ، هذا سادس فندق وزحمه الناس فيه
كريمه : ان شاءالله هذا فاضي
امهم : كلمتوا سميه ؟
كريمه : ايه وتسلم عليك
امهم : الله يسلمها ، تمنيتها معانا
ام عبدالله : ياليتها معانا هي ورهف ورؤى
ام سعد : ماش مقرودات ، حسبي الله على اللي كان السبب
رجع ابو سعد وهو معصب : الفندق فل زحمه
ام سعد : زحمه ولا غالي وماتبي تدفع !

 

ابو سعد : اقصري الشر احسن لك
كريمه : اذا على السعر انا ادفع بس خلنا نرتاح يبه بسرعه
ابو سعد بتفكير وبتأنيب ضمير : انا عندي خاله هنا ، بنروح لها
ام سعد وهي تتذكر : ايييه خالتك فاطمه الله يذكرها بالخير ، معقوله للحين عايشه ؟
ابو سعد : اي انا كل مااجي ازورها ، مسكينه طايحه وتعبانه ماعندها الا ولد واحد ومو داري عنها
ام سعد : والرجال اللي فضلته على اهلها ، توفى ؟
ابو سعد : ايه توفى ، وترك حلال كبير لولده عزام وصار رجل اعمال مشهور ، الوكاد غرته الفلوس ونسى امه
سندس : غبي ، الأم ماتنّسي ، الأب اي عادي ينساه
ابوها خزها : افا ياسندس !
سندس بلامبالاه : مااقصدت
عكس الطريق ومشى متوّجه لبيت خالته وهو خجلان ويحس بالذنب ، ماجاها الا لما احتاجها وهي طول عمرها وحيده ماسأل عنها.
بعد نصف ساعه وصلوا لبيتها وهم مستغربين وضعه ، اردى البيوت الموجوده بالمكان.
ابو سعد : لاتنزلون اغراضكم خلونا نشوف الوضع اول
ام عبدالله : انت سويت لها مداهمه ، كان اتصلت فيها
ابو سعد : ماعندي رقم لها وماتوقع ان لها رقم من الاساس ، يالله تعالوا
فتحوا الباب الخارجي وشهقت سندس : لا ارجعوا
ابوها عصب : اقصري صوتك وادخلي
سندس : احس الجدران بتطيح علينا ، حرام عليك طلعنا وين جبتنا !
ابوها : قلت ادخلي لا اقطع عقالي على ظهرك اخرتها
ام سعد سحبتها ودخلتها بالقوه ، طقوا الباب الداخلي وانتظروا دقايق على مافتحت لهم عجوز ماسكه عصاها وحانيه ظهرها للأخير والشيب ماكل شعرها اكل ، ناظرت فيهم ونزلت نظرها ورجعت ناظرت وابتسمت : هلا بولدي.
ابو سعد باس راسها : هلابك ، كيف حالك طمنيني عنك
ام عزام : الله يعلم بحالي
ابو سعد بضيق : جايب لك حريمي وبناتي يسلمون عليك
ام عزام بفرحه : حياهم الله
ابو سعد بقوه : سلموا عليها
دخلوا بالدور يسلمون عليها ، وقلوبهم متقعطه لوضعها وحالتها، وسندس عينها لسقف البيت خايفه يطيح عليهم بأي لحظه.
نجلاء بحزن : يمه كيف عايشه لحالها وهي كبيره بالسن ماتقدر تسوي شي ، حتى الباب جلست ساعه على مافتحته
ام سعد : الله يرحم حالها ، هذي قبل 30 سنه وقفت بوجه امها وابوها عشان الشخص اللي تحبه ، وتزوجته فعلاً وتبرؤوا منها اهلها ، وشوفي حالها الحين لا اهل ولا عيال
كريمه : يقول ابوي عندها ولد ، وينه الخسيس !
ام سعد : قاطع امه ومسكنها بهالخرابه الله يكفينا شر الدنيا بس
نجلاء : من جد اللي يشوف مصايب غيره تهون عليه مصيبته
سندس : يبه وين ننام ؟
ابوها خزها وردت امها : بتنامين هنا
سندس : خواتي لاتنسون الوتر وقراءة سورة الملك قبل النوم عشان اذا طاح علينا السقف ومتنا تكون خاتمتنا زينه.

 

 

سُميه طلعت من البيت بنفس الوقت طلع مناف ، طاحت عينها بعينه وسرحت شوي وصدت.
مناف وهو يمشي لها : اخيراً تنازلتي وقررتي تنورين الحاره ؟
سميه : وانت ماتطلع الا اذا انا طلعت !
مناف : محاسن الصدف مالي يد فيها
سميه : لا واضح انها صدفه !
مناف : رغم الظروف لاتزال ثقتك موجوده وماهزها اللي صار كله ، وهذا شي يُحسب لك واهنيك عليه !
سميه بقهر : لايكثر الهرج وللمره الثانيه اقول استح على وجهك ، اذا مو محشم زوجي حشم ابوي وجيرته !
مناف : لو محشمه ابوك ماوقفتي بوجهه وطردتيه من بيتك ، ولو محشمه زوجك ماتركتيه كل هالفتره بالمستشفى !
سميه نقطه وتنفجر شافت السواق يقرب لهم وقالت بسرعه وتهديد : اذا طلعت قدامي مره ثانيه تحمل اللي يجيك !
وقفت قدامها السياره وركبت بعد مارمت نظرة غريبه لمناف ، مناف لما راحت تنهد بضيق ، كاسره خاطره وبنفس الوقت يحس مقهور منها ، ركب سيّارته وراح.
سميه اتجهت للمستشفى ؛ مالقت عزيز وسألت عنه وقالولها انه طالع من يومين ، حست بخوف منه وعليه ، رجعت للسيِاره ورجعها السايق لبيتهم ونزلت مستعجله ، دخلت وكانت بتصعد لكن استوقفها صوته بالصاله ، ناظرت فيه بربكه وصدمها شكله التعبان وكيف ماسك جنبه مكان العمليه.
سميه : الحمدلله على سلامتك
وقف بتعب : الحمدلله على سلامتك انتي ، والحمدلله تذكرتيني
سميه : عزيز لاتشد على نفسك مو زين كذا ، اهدا
عزيز ضرب الطاوله اللي قدامه وانكسر اللي عليها وقال بصوت مرعب : اهلك مسافرين وش تسوين في بيتهم وش تسوين !
قرب لها وكمل بصوت اعلى : ولاعشان تكونين قريبه لحبيب القلب
سميه بخوف : عزيز لو سمحت لاتـ،
قاطعها بحده : مالك شغل ، دامك ماسألتي ولاخفتي علي وانا بين الأجهزه لاتخافين الحين
حس جرحه انفتح من كثر عصبيته وتغيرت ملامحه وخافت سميه ومسكت ايده : عزيز اجلس تـ،
دفها بقوه : ارجعي للمكان اللي جيتي منه
سميه : افهمني انا رجعت لإن مافي احد هنا وخفت لحالي ، وماقدرت اجيك لإن عبدالله كان موجود وخفت يشوفني ويسويلي سالفه
عزيز : انتي ماتفهمين مـ،
حس بدوخه وغمض عيونه ، سميه قامت له بخوف : فيك شي عزيز
عزيز بهدوء : ابعدي عني
رجع بسرعه وجلس ع الكنب واخذ نفس وشهقت سميه : عزيز دم !
جلست جنبه ورفعت تيشرته بسرعه وتوسعت عيونها برعب : جرحك ينزف ، بتصل على الإسعاف
مسك يدها قبل لاتقوم وقال بتعب : مايستاهل اسعاف
سميه : ليش مايستاهل هذي عمليه وانفتحت حرام عليك !
عزيز : خليه ينزف لين اموت ، مااخذت شي من حياتي
صد عنها شوي وناظر لها بعيون تلمع : حتى البنت اللي حبيتها راحت لغيري وهي على ذمتي ، على الأقل اصبري لين اموت !

 

 

سميه حست انه قتلها بكلامه ، دمعت عيونها لاشعورياً ومسكت ايدينه بكل تملك وهمست بين دموعها : والله العظيم مارجعت عشانه ، يمكن اكون حبيته بيوم من الأيام لإني ضمنت عمري معاه ، بس تغير كل شي وضمنت عمري معك انت ، والله يطول بعمرك معي !
عزيز سحب ايده منها وقال بجفاء : اظغطي على جرحي لين يوقف النزيف
شال ايده وحطت ايدها على الجرح ، سند ظهره وغمض عيونه يداري الألم اللي داخله ، سميه ذابحها ضميرها لإنها مخليته يحس بعدم اهتمامها ، لكن ماتنلام هي كل تفكيرها هالفتره كيف تنتقم.
عزيز تنهد تنهيدة الم : خلاص خلاص ، ابعدي
سميه ابعدت وركز عزيز على الخاتم اللي بيسارها كانت هديه منه ، وأول مره يشوفها على سميه ، هالشيء بحد ذاته خلاه يستانس ويحس بأمل ولا وضح لها لكن سميه حست ، وهي متعمده طلعت الخاتم ولبسته بسرعه عشان تحسسه انها فعلاً تبيه مثل مايبيها.
عزيز : تعشيتي ؟
سميه : بتعشى معاك
عزيز : مالي نفس
سميه وهي تنزل عبايتها : مجرد ماتشم ريحة طبخي يصير لك نفس غصب
عزيز وهو يسند ظهره : ورينا ابداعاتك.

الساعه 4 العصر :
رهف كانت نايمه النومه اللي نص صاحي ونص نايم ، من كثر التعب مانامت الا الفجر ، ضايقه فيها الدنيا بدون امها وخواتها ، طق الباب بقوه وفزت برعب ، زاد الطق وقامت بسرعه وفتحته وشافت ام سالم معصبه : ماخذينك اميره حنا اربع وعشرين ساعه نايمه ؟ ليش ماتطلعين تشتغلين معانا
رهف سكتت شوي تستوعب ، نفسها تمسك ام سالم وتفصل راسها عن جسمها قالت بهدوء : صارت عناد الحين ، بذمتي مااطلع من غرفتي ووريني وش بتسوين ؟
ام سالم : اي معروفات يابنات ابو سعد ، اكل ومرعا وقلة صنعا
رهف : بلاك والله من الغيره ، لحد الآن انا ماسكه نفسي مابي ارد عليك رد قاسي
ام سالم : ياربي تكفيني شرها خوفتني الصراحه
رهف : للأسف ماراح يكفيك شري اليوم لإني مو كريمه اسكت عشانك ام زوجي ، ويارب لك الحمد ان ام زوجي قلبها ابيض ونظيف ، تكه واجيك
دخلت لغرفتها وفتحت دولاب ثامر تدور اي شي يبرد حرتها بهالعجوز الغبيه ، كل اللي كان موجود مايسوي شي ابد ، حطت كرسي وصعدت فوق الدولاب ونفس الشيء ماكان فيه شي ولكن طاحت عينها على بخاخ لونه اسود حق اطار سيّاره ، ابتسمت بخبث واخذته ، ونزلت وطلعت لها : هلا حبي ايش كنا نقول ؟
ام سالم : اكل ومرعـ،
رهف برمشة عين حطته بوجهها وبخخخخخت بكل قوتها ونزلت بخت على ملابسها وكل شي وهربت ام سالم وهي تصارخ وتبكي ورهف لحقتها واستمرت تبخ بحقد تبي تطلع قهر كريمه وقهرها منها.
البنات مجرد ماشافوا اللي داخله عليهم اسود بأسود صرخوا بكل صوتهم : جــــنـــــــي

 

 

ام سالم تبكي من قوة الحراره اللي حستها بعيونها وعلى جلدها ، حست بالموت من قو الألم والبنات قالوا لأبوهم لكن ماقال شي لإنه يدري ان مرته هي السبب ويعرف لسانها بغض النظر ان اللي سوّته رهف شي كبير لكن شي اجبره يسكت عنها.
اتصلوا على ثامر وجاهم خايف مايدري وش السالفه لكن كل اللي عرفه ان رهف وام سالم صاير بينهم شي.
ثامر : شفيكم عسى ماشـ،
سكت بصدمه لما شاف ام سالم : شفيها ، محترقه ؟
غاده اخته : ليتها محترقه كان عرفنا طبّها ودواها ، لكن هذا بخاخ حق سيارات رشته زوجتك على امي ، بالله كيف يروح الحين ، حسبي الله عليها ، اذا انت مو قد المسؤوليه وماتقدر تأدب مرتك ليش تتزوج من الاساس وتفشل نفسك عندنا !
ثامر قرب لها ومسك يدها ولفها لين التوت تحته وصرخت بألم وقال بحده : ماني اصغر عيالك انا يوم تكلميني بهالأسلوب
غاده بألم : اسفه
تركها واتجه لغرفته كانت مقفله وطق الباب بهدوء وفزت رهف بخوف : ماراح افتح
ثامر : افتحي ماراح اسويلك شي والله
فتحت له وهي ترجف ودموعها بعينها ، ناظر فيها بهدوء وقفل الباب وهو معصب عليها ومقهور من حركاتها قال بحده : مرتاحه كذا ؟
رهف بغصه : كنت مرتاحه في بيت ابوي وناره اللي ارحم من نارك ، وش متوقع مني بعد ماحرمتني السفر مع خواتي وخليتني اقابل زوجة ابوك المتخلفه وابلع الشوك واصبر على مرّ خيانتك وحبك لوحده ثانيه وهجرك لي ، من يوم ماتزوجنا ماقلت لي كلمه حلوه ولا نمت بغرفتي ولاناظرت فيني ، كل هذا لإنك عرفتني عن طريق جوال كنت استخدمه خدعه عشان اخوي يوصل لك ! انت من اي طينه مخلوق ؟ سحبتني من نص الطريق وقتلت فرحتي ، اول مره بحياتي اجرب شعور السفر وحرمتني منه ، ابوي هذيك الليله كان طيّب ووقف معانا وضحك لنا ، لولاك كنت بجرب شعور الأبوه لاول مره بحياتي بعد ، صار لي يومين جوعانه ومريضه وبفراشي موّاته وانت ما مريت ! ولا سألت حتى ، ولما طق الباب وفزيت احسبه امي رجعت ، طلعت المتخلفه تقول اشتغلي ، بدون احساس ولا ضمير ولا خوف من الله !
ثامر قلبه تقطع مليون قطعه لشكلها وكلامها ، كانت ناحفه ومره وذبلانه وتحت عيونها هالات مو طبيعيه ، تعبانه نفسياً وجسدياً ، تضاعف احساسه انه حقير ، ماقدر ينطق اي كلمه ، بدون تفكير ضمها لصدره بكل قوته ودفن راسه بشعرها وهمس لها : مالي وجه اعتذر منك ، حقك تزعلين وتسوين اللي تبينه ، الليله انا رهن اشارتك
رهف زادت شهقاتها ، كانت بتعارضه لكن ماقدرت ، استسلمت له وبكت لين صفى راسها ، مكسوره كبر الدنيا ومافي اي شي ممكن يجبرها ، لاحضن ولا اعتذار ..

 

فيني حزن شايب ماعنده عيال
تايـه ويمشي مـع جنايـز بناتـه.

 

 

..

 

ثامر سحبها وجلسِها جنبه على السرير وكان حاضنها من الجنب ، وصوت شهقاتها لاعب بحسبته ، لام نفسه بهاللحظه اكثر من اي شي ثاني.
قال بهدوء : خلاص رهف من اليوم بستأجر لنا بيت عشان ترتاحين فيه وتتحسن نفسيتك
صدت رهف مسحت دموعها وكمل بضيق : لاتحسبيني مرتاح وانا مخليك كذا ، ورب البيت ماتهنيت ولا غفت عيني ، كل ماابي اجيك احس في شي يلهيني عنك ، وبالنسبه لموضوع الفندق وهذيك الليله انا نسيت كل شي ، وانا متأكد ان مالك ذنب فيها ، وعارف ظروفك ، اما بالنسبه لزوجة ابوي فهذي سفيه والرد على السفيه مذلّه ، واللي جاها يكفيها.
هدت شوي رهف وناظرت له وابتسم وغمز لها : بس حلوه الحركه ، شوهتيها ، اه منك صعبه ماينقدر لك ، اخت عبدالله !
رهف : هذي سبه ولا مدحه ؟
ثامر : مدحه ، يالله خلينا نطلع نتقهوى برا
رهف رفعت حاجب وقالت بحقد : لا مابعد طاح الحطب ، واللي بقلبي عليك مايروح بسهوله !
ثامر : ادري انك مو مسامحتني ، لكن بطلعك عشانك ، استانسي وغيري جوّ
رهف : ماابي ، انا موخفيفه كلمه توديني وكلمه تجيبني ، اعمللي الف حساب مره ثانيه ، عن اذنك
طلعت وتركته ، ماانصدم بالعكس كان متوقع اكثر ، تنهد بضيق وطلع وراها يدورها مالقاها ، وطلع من البيت كله.

بالكويــت :
سندس : بموت طلعونا جايين نتانس ولا ننحشر
كريمه : لو ادري انها بتصفى على بيت العجوز ماجيت
سندس : بقوم اقول لأبوي واللي فيها فيها
نجلاء : لاتخلينه يعصب
سندس : بحريقه ، والله ماخليها بخاطري
طلعت بسرعه ودخلت عليه بغرفة ام عزام : يبه نبي نطلع طلعنا !
ابوها بعصبيه : ماتعرفين تستأذنين ياقليلة الحيا ، مافي طلعه ، يالله اذلفي
اتصل جواله ورد بلهفه : هلا بعبدالله هلا بولدي وعضيدي
سندس كشرت : نشوف ينفعك عبدالله ولالا
ام عزام بصعوبه : سندس
سندس : هلا خاله
ام عزام : شوفي الرف هذاك تحته فلوس خوذيها انا ماحتاجها ، من ولدي عزام قبل سنتين عطاني وماصرفتهم لهالحين
سندس بضيق : لا ياعمري ماني محتاجه فلوس ، محتاجه اطلع
قفل ابوها وناظر لها وقالت بقهر : شوف عزام وش مسوي بأمه ، واعتبــر ، لو كان عندها بنات ماكان هذا حالها !
ابوها كان بيقوم عليها ومدت عصاها ام عزام : بوجهي
هدا ورجع مكانه وطلعت سُندس معصبه.
ام عزام : طلبتك لاتخليها بنفوسهم ، طلعهم لاتحرمهم من شي ، ترا الحرمان يذبح ويحرق القلب
ابو سعد : خير ان شاءالله
قام وقال بحده : ام سعد تعالي انتي وبناتك كلهم ماعدا سندس
سندس نطت قبلهم بفرحه لكن لما قال ماعدا سندس ، وقفت بخيبه وانكسار ولمعت عيونها.
ام سعد بحده : مااخلي بنتي انا رجلي على رجلها
سندس : لا يمه روحي انا بجلس عند ام عزام !

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق