رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام الفصل التاسع عشر 19 – بقلم روز

رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام – الفصل التاسع عشر

بارت 19

عزام كان واقف وراهم وسامع كلامهم ، والذكريات القاسيه اوجعت قلبه ، كلام امه رجعه ثلاثين سنه وراء ، وتحديداً لليوم اللي مات فيه ابوه ، وقت ماكانت امه جالسه لحالها وتبكيه ، ولا احد واساها ، ابسط شي مكالمه وكلمة عظم الله اجرك ، ماسمعتها ، قعدت اربع شهور بالعده ، ولما رجعت لأهلها ، عصبوا ، وواحد من اخوانها ضربها وطردها ، لإنها بس اختارت الشخص اللي تعيش حياتها معاه ، بالرغم من رضا ابُوها ، ورجعت للكويت لإن ابو عزام ترك لهم ورث كبير ، وهذا السبب بعد الله انهم ماشحذوا ولا ذلوا نفسهم لأحد.
لكن الفلوس ماكانت كل شي ، كانوا وحيدين ، لا اهل ام ولا اهل اب ، بيوم العيد كان عندهم المال لكن ماعندهم لذة العيد ، ماعندهم اهل يشاركونهم الفرحه ، كانت ايام قاسيه لكنها عدت بخيرها وشـرها.
سندس حست ام عزام غفت وانتظمت انفاسها ، ابعدت عنها وسندتها على الكنبه ، ولفت بتجيب لها غطا وشهقت لما شافت عزام واقف ويناظرها : بسم الله خرعتني
عزام مسك يدها وسحبها معاه بسرعه ودخلها للغرفه وقفل الباب ونظراته لها غريبه واول مره تشوفها سندس لدرجة انها ماقدرت تتكلم.
عزام : وش قالت امي ؟ قبل شوي
سندس : شسمه قالت ان.. يعني موضوع اهلها وكذا
عزام : لالا ، في شي ثاني قالته
سندس تتذكر : ماقالت شي ثاني
عزام : في شي قالته وانتي شهدتي عليه !
سندس : ايييي قالت الحب مايعرف قبيله ولادين !
عزام : وش قصدك لما قلتي انا اشهد
سندس : اي اشهد ان الحب مثل الموت مايعرف مسلم ولا كافر
عزام : ليش ؟ مجربه ؟
سندس بتقهره : ياليتني اجرب ، احس الحب حلو
عزام فهم خطتها : يعني للحين ماجربتي !
سندس : بصراحه لا
عزام : تحلفين بالله ؟
سندس بربكه : ها ؟ ايه
عزام بتشديد : تحلفيين بالله ؟
سندس : اوهو خلني اروح اشتغل ابرك
مرت من جنبه ومسك يدّها بقوه وسحبها تجاهه وثبتها بحضنه وهمس : تحلفين بالله انك ماتحبيني ؟
سندس صدت عنه وكمل عزام : احلفي بالله العظيم انك ماتحبيني ! وبعدها لك اللي تبين
سندس لمعت عيونها ماتبي تضعف له وتحسسه بحبها له ابد ، تبي تعذبه ، لكن حطها امام الامر الواقع.
عزام : يالله ، حطي عينك بعيني وقولي اقسم بالله مااحبك ياعزام ! احس انـي ضايع ، حطي نقاط على الحروف وفهميني ، لاتعيشيني بشتـات !
سُندس ناظرت فيه وقالت بقوه : انت شخص فاضي !
عزام : صح انا فاضي ، لكن احلفي ، وبعدها بكيفك
سندس : انتبه عزام ترا حركاتك الغبيه مستحيل تنسيني اللي سويته لي ، وحتى لو حبيتك ماراح انسى !
عزام : احلفي وخلصيني
سندس دفته عنها بصراخ : احـبـك ، ارتحت الحيـن ، برد قلبك ؟ مستانس كذا ؟ لكن عمري ماراح اسامحك لاتنسى هالشيء !

 

عزام الدنيا كلها ماوسعت فرحته هاللحظه لكن حب يرد لها شوي من حركاتها معاه واستفزازها له وقال بهدوء : دامك تحبيني بتسامحيني ، وبدون لا أطلب السماح منك ، كنت متوقعك اثقل من كـذا ، بس طلعتي اخف من الريشه وينلعب على عقلك ومافي فرق بينك وبين باقي البنات اللي طايحين عندي !
سندس انجمرت وصار وجهها احمر : ترا مو انجـاز كذا ، هذا مرض نفسي صدقني ، مو انجاز اذا شفت بنت تحبك تستغلها ، انا صدق حبيتك لكن والله ! والله مااضعف لك
عزام : لاتتحدين قدراتي ، اقدر اخليك تضعفين مثل ماخليتك تحبيني ، لكن برحمك
سندس : نشوف !
طلعت من عنده وهو ضحك من قلبه عليها ، كسرت خاطره لكن لازم يأدبها عن بعض الحركات.
طلع وراها وسمع اصوات فرقعة مواعين ، دخل للمطبخ شافها تغسل بسرعه لدرجة انكسر صحن بين يدينها ورمته بقوه وكملت عليه ، وقف وراها وبرمشة عين دخل ايدينه من تحت صدرها وضمها بقوه وهمس : بشويش ، المواعين مالهن دخل ، وبعدين امي نايمه ازعجتيها
سندس بقهر : اقسم بالله ان مانقلعت عن وجهي لأ اكسر راسك مثل ماكسرت هالصحن
باس خدها : اكسري راسي ، فداك
سندس مسكت صحن وبسرعه ضربته على راسه وانكسر وعزام ماتحرك ابد رغم انه تألم.
سندس : ابعد ماعندك كرامه ؟ اتركنـي
عزام تركها ولفت عليه بسرعه وضمها مره ثانيه وبقوه ماترك لها مجال تتنفس وطبع بوسه على رقبتها افقدتها توازنها وحست بدوخه ورفعت ايدينها تبي تبعده لكن زاد يبوس وضمها اقوى واقوى ليــــــن سمعوا كحه وراهم وابعد عنها بسرعه وشاف امه ارتبك ودخل اصابعه بشعره : هـلا يمـه ، مانمتـي ؟
ام عزام : سمعت صوت تكسير وخفت
سُندس عدلت ملابسها وجهها وضحكت ام عزام : لو تعدلين ملابسك وش يعدل وجهك وملامحك
عزام : وانتي يمه فاضيه تراقبيننا
ام عزام : انا اراقب ؟ حشا لله ، اذا مزعجك وجودي رجعني
عزام : اهبى والله ، البيت بيتك وكل شي حلالك يابعد راسي
سندس راحت لها وهي ترجف : مـ، ماعليك منه ، تعالي معي
عزام : هيه تعالي ومن ينظف جرحي !
سندس : عسى عمره مابرا.
عزام : مقبول ماجا منك ياكامل الزين
ام عزام : ماشاءالله.

رهف كانت نايمه واتصل جوالها ” عبدالله ” ردت عليه وقال لها انه بيجيها ، قامت وتروشت ولبست وطلعت جهزت القهوه وبخرت البيت وهي مستغربه من عبدالله.
بعد نص ساعه وصل ودخل سلموا على بعض وتقهوى ومحتار كيف يفتح معها الموضوع ، تنحنح : رهف كلمتك امي عن مها ؟
رهف : ايه ، وش صار
عبدالله : ماادري بس يمكن امي ماتفهم عليها ، ابيك تروحين لها
رهف : عبدالله بقولك شي بس لاتزعل ، انت شايف ظروفنا ؟ رؤى وسميه ماندري عنهم !

 

 

 

عبدالله : كل وحده راحت مع زوجها اللي اختارته ، انا وش ذنبي اقطع نصيبي عشانهم ، وبعدين مها ابي اتزوجها قبل لاياخذونها عمامها ويحرموني منها
رهف تنهدت : اوك خلاص بروح لها
عبدالله : الحين ؟
رهف : اوك انتظرني البس عبايتي واجيك
طلع ينتظرها ودقيقتين وطلعت وركبت معاه واخذها لبيت مها ، وكان بيدخل لكن منعته رهف ، وطقت الباب لين فتحت مها وناظرت فيها بتعجب.
رهف ابتسمت : مها ؟
مها : اي مين ؟
رهف مدت يدها : رهف اخت عبدالله
مها صافحتها : اهلين ، حياك
رهف دخلت و جلست تنتظرها وثواني ودخلت عليها مها بعصير وصحن ثلج وسحبته رهف منها وقعدت تاكله.
مها تنرفزت : يعع ماحب الصوت هذا تكفين
رهف : شسوي انا وحامي غريب بالله احد يتوحم على ثلج
مها : طيب لاتطلعين صوت
رهف عاندتها وطلعت صوت اقوى ومها سدت اذانها.
رهف ضحكت ونزلت الصحن : خلاص مابي اكل ، قوليلي شخبارك
مها : تمام وانتي ؟ واضح الحمل لاعب بحسبتك
رهف : الله يعين ، شوفي مهاتي انا مابي الف وادور انتي تعرفين ليه جايتك ، اعتبريني اختك ولاتنحرجين مني ، قوليلي شرايك بعبدالله
مها ارتاحت لها اخذت نفس وتكلمت : اشوفه شخص مجرم واحمله ذنب ادمان اخوي ،حتى ولو ماله ذنب ، مو قادره اغير هالفكره
رهف : عبدالله لو كان متسبب بإدمان اخوك لو واحد بالميه تراه تاب ، ومثل ماقال كانت اول واخر مره يكون وسيط بالمخدرات ، مايكفيك انه دفع كامل تكاليف علاج اخوك ؟ ماقولك كذا من باب منه لكن عشان تعرفين انه فعلاً شاريك ، وعشانك مستعد يسوي المستحيل ، حبيبتي الدنيا فرص ، تكفين مها لاتكسرين بخاطره ، قسم بالله انه يحبك
مها بحيره : ماادري رهف ، احياناً اقول انا محتاجه سند بحياتي ، واذا تذكرت ان محد خطبني غير عبدالله اهون ، اخاف يرجع لسوالفه القديمه ويضيع شبابي معه
رهف : عموماً القرار قرارك وماراح نجبرك ، لكن استخيري وشوفي ، يالله عن اذنك ياروحي
قامت واخذت شنطتها وفجأه نادتها مها : رهف
ناظرت فيها : هلا
مها : موافقه !
رهف ابتسمت بفرحه ورجعت ضمتها بقوه : الف مبروك حياتي ويارب ماتندمين على قرارك ابد ويكون اجمل قرار اتخذتيه بحياتك
مها : امييين يارب
رهف رجعت للسياره متلهفه لردة فعل عبدالله ولما ركبت قالت بفرحه : ابشرك وافقت
عبدالله من الفرحه مايدري شيسوي سرح شوي وزغرد بأعلى صوت
رهف ضحكت وضربته على راسه : هيه خيير
عبدالله الابتسامه شاقه وجهه : الله يبشرك بخير ، والله لولا العيب رقصت بنص الشارع
رهف : الله يتمم فرحتك ويارب تكتمل بوجود رؤى وسميه بيننا
عبدالله : الله يسمع منك.

 

نجـلاء ؛ كانت جالسه وقدامها كتبها واوراقها وتذاكر من قلب وناسيه العالم عن بكرة ابيه وحاطه قدام عيونها الإختبار اللي بعد كم ساعه..
دخل سيف وهو مقهور منها ، ومن تطنيشها له ، صار له اسبوع كل مايجيها ماتعطيه وجه ابد.
طق الباب وانتبهت له ونزلت نظاراتها وقالت بعجله : هلا سيف تبي شي ؟
سيف يحاول يمسك نفسه : عادي عندك لي اسبوع مانمت عندك ؟
نجلاء : معليش بس اتوقع انك تشوفني اذاكر !
سيف : وانا متى تعطيني حقوقي
نجلاء : اي حقوق ؟ انت ناسي شروطنا !
سيف سند ظهره وقال بهدوء : عاد انا ماسكه معي الحين اتعشى معاك ، قومي اطبخي
نجلاء : اسفه ، اختباري اهم
سيف عصب : لاتخليني احرمك منه
نجلاء : ماتقدر ، كنت بتموت لو مااخذت فاطمه ، والحين لما اخذتها مناشبني ؟ فكني منك يرحم والديك
سيف استغرب من نفسه ، فعلاً لما اخذ فاطمه وبعد ماتعمقوا وفزوا ببعض اول شي الا ان حالياً لهفته لها باديه تتلاشى ، مايدري مل منها ولا شي ثاني ، رغم انها ماقصرت معاه ومدلعته ، لكن صاير ينجذب لـ نجلاء رغم انها متجاهلته وماتعطيه وجه ابد ، هل هذا بسبب شعوره بالتقصير ناحيتها ، او لإن التجاهل مفعوله قوي.
نجلاء : شفيك ! لاتناظر كذا ، اذا عندك شي متسنع قوله ، اذا ماعندك اطلع وخلني اركز !
سيف وهو يقوم : اسف على الإزعاج ، موفقه
نجلاء : شكراً ، سكر الباب وراك
ناظر فيها ببرود ، وطلع وسكر الباب بقوه ، غمضت عيونها منزعجه من قوة الصوت ، تأففت بملل : وكسر ان شاءالله ، مصدق اني بغار عليه وانتظره يجي ، درب يسد مايرد ، اهم شي مستقبلي ، ماينفعني لا زوج ولا اهل..
سيف دخل غرفة فاطمه وحصلها جالسه وسرحانه ، جلس جنبها وماقال ولاكلمه.
فاطمه : ليش رجعت ؟ خلك عندها
سيف : هذي غيره ولا ايش ؟
فاطمه : اكذب اذا قلت مااغار ، لكن ماراح ازعل هي زوجتك بعد ولها الحق ، ويكفي انك اسبوع مارحت لها
سيف : شسوي ماتبيني ، حاطه تركيزها كله على دراستها
فاطمه : وترا هذا شرطها ، تتزوجني مقابل انها تتفرغ لدراستها
سيف : بس هذي مو حاله ، حتى بالويكند مااشوفها
فاطمه : انا مااكفيك ؟
سيف : الا تكفيني ، بس مابي احس اني مقصر معاها.
فاطمه : التقصير منها ، يعني انت ماعليك ملام
سيف : الله يوفقها
دقايق وطق الباب ودخلت نجلاء وتكتفت ونظارتها بعيونها وكانت لابسه بجامه سوداء ورافعه شعرها ذيل حصان وشكلها بريء وجذاب ، فاطمه تحس انها تحبها لكن اذا شافتها تعصب ، ويقهرها اكثر نظرات سيف لها.
نجلاء : سويت عشاء ، اذا تبي تعال بسرعه
فاطمه : وانا ، مااجي ، ولا ناس وناس
نجلاء : لا ، بس سيف !

 

 

فاطمه مسكت يده بقوه ، وطلعت نجلاء،
سيف استغرب : شفيك ؟ لي اسبوع عندك ولاقالت شي ، ماتبيني اجلس معاها دقايق ؟
فاطمه انتبهت على نفسها : ها ، اي روح لها عادي ، بالعافيه حبيبي
سيف : يعافيك
سيف طلع للصاله وكانت نجلاء جالسه وتنتظره ولما شافته ابتسمت له وبانت غمازاتها لاشعورياً سيف ابتسم لها وجلس جنبها : يسلم يدينك ، واضح انها لذيذه
نجلاء : بالعافيه ، مع انك رفعت ظغطي شوي لكن كسرت خاطري ، واصلاً انا جيعانه تخيل مااكلت شي من امس
سيف : ماشاءالله ، وليش ماتاكلين شي ؟ انا مجوعك ؟ مقصر عليك ؟ البيت فاضي ؟
نجلاء : لا والله بس مالي نفس ، حاطه حيلي كله بالمذاكره
سيف اكل لقمه وناظر فيها : ليش ماتبين فاطمه تاكل معانا
نجلاء : لإنها تعشت قبل لاتجي انت ، فـ اكيد مو جوعانه ، واساساً انا مسويه على قدنا
سيف : زين ، مافي اخبار عن ابوك وخواتك
نجلاء بضيق : ابوي عرفوا انه مسافر لألمانيا لكن مايقدرون يوصلونه ، يارب يوصلونه قبل يوصل لسميه
سيف : انا متفائل خير .. والله كريم

سعـد ؛
كان نايم بعمق ومو حاس بشي ، بعد تعب ثلاث ايام مانام بسبب ابوه والمشاكل اللي صارت من ورا هروبه ، حس بصوت احد يناديه وفتح عيونه ببطئ وشاف وسـن.
وسن : سعد قوم خلاص يكفي نوم ، وترا امك اتصلت تبينا نجيها ، مسكينه فضى عليها البيت وحنا قصرنا معاها
سعد فز لما تذكر امه : ليه ماقلتي لها تجي عندنا ؟
وسن : رفضت ، عجزت وانا احاول فيها بس رافضه ، يالله قوم تروش وانا بجهز ياسر ، ننتظرك لاتتأخر
بعد ربع ساعه ، طلع سعد للصاله وشافها جالسه بعبايتها وياسر اللي بادي يمشي واقف قدامها وكاشخ وشكله يفتح النفس ابتسم له وضحك ياسر بفرحه ومشى له خطوتين وطاح وقام وطاح لين وصله وضمه سعد وقعد يبوسه ويلعبه.
وسن : مطول كذا ؟
سعد : خليني استنشق ولدي مشتاق له
وسن : لاحق عليه ، امك تنتظر
سعد شاله وطلع ووسن تحجبت وطلعت وراه وقفلت الباب وركبوا السيّاره وراحوا لبيت ام سعد ، واول مادخل سعد شاف امه جالسه بالحوش وماسكه صوره ، وسرحانه فيها بعيون حزينه ، تنحنح سعد ، وخبت الصوره بسرعه وابتسمت : هلا يالله حيهم
سعد باس راسها وجلس جنبها : مشتاقلك حيييل ، ماشتقتيلي
وسن سلمت وجلست وام سعد اخذت منها ياسر وقالت بتعب : لا بالله ماني مشتاقه لك ، مشتاقه لخواتك اللي مدري وين اراضيهن ، ولا انت هين عند عيني واشوفك كل يوم وادري وين تنام ووش تاكل ووش تشرب .. حسبي الله ونعم الوكيل
وسن : الله يقر عينك برجعتهم يارب
سعد بضيق : انا باقي لي كم شغله هنا بخلصها واسافر لهم ، وان شاءالله خير.

 

 

المانيــا ؛
كانت سُميه بغرفه صغيره ومربطينها بإحكام ولااكلت ولا شربت من يومين وحالتها يرثى لها ، وتدعي ان محمد مايدخل لإن مافيها حيل ترد وتحرق نفسها زياده على التعب اللي فيها..
مشاري كان جالس مع ابوه بغرفه ثانيه ، خايف تكون ماتت ، جالس على اعصابه ويجامل ابوه ، لين جاء العشاء ، محمد بدا ياكل ، ومشاري يناظر بضيق ، شلون ياكل ويشبع وفي بنت ميته جوع داخل.
محمد : ورا ماتاكل انت ؟
مشاري : مالي نفس ، بودي عشاي للبنت اللي داخل
محمد : اعقب
مشاري : يبه انت خاطفها وحاشرها امننا بالله لكن تقطع عنها الاكل والشرب حرام عليك ، لاتفكر فيها ولاتفكر بأبوها ، فكر بالمسكينه امها !
محمد : ابك انت حتى نصيحه ماتعرف تنصح ، قم عطها اكل وماء ، لكن اسمع ، خلك عندها لين تشبع واربطها زين تفهم !
مشاري وهو يقوم : افا عليك ، تامر امر
اخذ العشاء والمويا وقام واتجه لغرفتها ، فتح الباب ودخل ، انكسر قلبه على منظرها ، نزل اللي بيده واتجه لها بسرعه وفك رباطها وقال بخوف : سميه ، فيك شي ؟
سميه بتعب : و. وين مناف ؟
مشاري بهمس : بالدور الثاني ، ابوي مأمن عليه مع ابوك ، لكن انا ارتحت لما شفت ابوك يعامله زين وشكله ندمان ، لكن مايقدرون يوصلون لك ، فصارت الآمال معلقه فيني ، والليله بينتهي كل شي هذا وعد
سميه : تكفى شوف مناف ، اخاف يكون فيه شي
مشاري : والله مافيه شي ، اشبعي وريحي نفسك ، ورانا مشوار طويل
اكلت سميه شوي وعجزت تكمل : خلاص شبعت
مشاري : براحتك ، عشرين دقيقه ويوصلون الشرطه ، اذا سمعتي اصوات برا اطلعي ، بخلي الباب مفتوح ، لكن انتبهي ، وانا ادري انك ذيبه ماينخاف عليك
سميه : حتى انت انتبه !
طلع من عندها واخذ المفتاح وترك الباب بدون قفل ، ورجع لأبوه وتصنع العصبيه : الشرهه مو عليها بنت الكلب ، الشرهه على اللي يبي يساعدها
محمد : ليه وش سوت ؟
مشاري : تخيل يوم فكيت رباطها رفست الصحن وانكب العشاء وقامت بتضربني ، وضربتها وربطتها وطلعت
محمد : ماعليه خلها تحس انه قويه شوي ، بكره بينتهي كل شي
مشاري : قوّاك الله
طلع من المبنى كلـه مستعجل لين وصل رؤى ،كانت غافيه وماسكه السلاح ، فتح الباب وحست وصرخت ومدت السلاح بسرعه بوجهه.
مشاري : اهدي هذا انا
قالت بخوف : خوفتني ، وش صار ؟
مشاري : عشر دقايق ويوصلون الشرطه ، فكيت سميه وخليت القفل مفتوح ، بنجلس ننتظرهم هنا
رؤى : اخاف ياخذونهم الشرطه مع المجرمين !
مشاري : لا انا ظبطت الوضع وعلمت مناف على مهرب سري ، ارتاحي خوذي لك غفوه على مايجون
رؤى : لالا ، ماراح انام ولاتغمض عيني الا اذا شفت سميه.

 

 

 

محمـد فصخ جاكيته بينام وانفتح الباب بقوه ودخل واحد من رجاله : سيدي المكان محاصر ، الشرطه محاصرينا من كل مكان و..
فجأه ارتفع صوت من برا : يرجى من الأشخاص المتواجدين تسليم انفسهم تجنباً للخطر
محمد توسعت عيونه بصدمه ، سحب سلاحه وطلع بسـرعه لغرفة سُميـه ، كانت الغرفه فاضيه والحبل مرمي والمكان نظيف مو مثل ماقال مشاري انها كبت العشاء ، بغى يفقد عقله من القهر ، محد يعرف هالمكان الا مشاري ، والله لو يطلع هو اللي مبلغ لأذبحه.
طلع بوجهه ابو سعد : وش صاير !
محمد : اظنك سمعت ، المكان محاصر ، وين باقي الرجال ؟ راح نقاومهم لآخر نفس مستحيل ، اسلم نفسـي تفهمون ! وانتم بعد ، اللي يسلم نفسه يجبرونه يعترف علينا ، يعني راح نقاوم للنفس الأخير ، مشينا
طلعوا كلهم للسطح وتوزعوا على الجدران وبدى طلق النار بينهم وبين الشرطه ، وصار الوضع مرعب والموت لابد منه.
سُميه صعدت للدور الثاني كانت تمشي والصوت مرعبها ، المكان اظلم ولاتدل شي حتى مناف ماله اثر ، واذا طلعت بتموت من قوة الرصاص المتبادل ، ظلت تمشي وتتخبط بالجدران لين وصلت للدرج كانت بتنزل بس سمعت اصوات ناس بتصعد عرفت انهم الشرطه لإنهم متأكدين ان الدور الثاني فاضي والعصابه بالدور الثالث ،رجعت خطوتين وكان في جنبها شباك كبيـر جت عليه طلقه وتكسر وشهقت وسدت فمها بسرعه عشان ماتصرخ وتفضح نفسها ، لو ماقوت نفسها ماتت من الخوف ، رجعت بسرعه ودخلت احد الغرف وتخبت ورا الباب ويدها على قلبها وتدعي ان الله يبعدهم عنها ، لأن اذا مسكوها بيحسبونها من العصابه ويسجنونها ، ومافي ولادليل يثبت انها مو منهم ، واللي ذابحها مناف ، اختفى ولا له اثر ، خافت كبر الدنيا انه يكون صار له شي.
فجأه بدت تقل الأصوات ، وحتى اصوات رجال الشرطه بالدور الثاني اختفت ، اخذت نفس عشان تطلع لكن سمعت صوت خطوات اقدام تقرب لها ، والتزمت الصمـت وكتمت انفاسها لما حست احد يدخل ، شافت شرطي دخل للغرفه بسلاحه وماشافها لإنهاوراه ، تقدمت له حس فيها وبرمشة عين التفت لها ورفست يده بقوه وطاح وطار السلاح وهربت بأقصى سرعه وهو ينادي بأعلى صوت عشان ينبه باقي الشرطه ان في شخص موجود ، سميه من كثر ماتركض طاحت وتجرحت وتقطع بنطلونها ورغم كل اللي صار مابكت رغم ان الغصه موجوده والخوف مسيطر عليها ، الشرطي كان يركض ويهددها وانقهر انها ماالتفتت ولا خافت واطلق عليها رصاصه وصرخت سميه من قوة الصوت وطيّحت نفسها بسرعه وتعدتها الرصاصه ، قامت رغم انها متكسره ودموعها على وشك الإنهيار لما شافت المكان اللي قدامها ، مظلم ويخرع ولا في غيره لكنها تماسكت وقررت تقاوم للأخير.

 

 

 

دخلت للمكان المظلم وانعدمت الرؤيه والأصوات ، كان من كثر ماهو ظلام وهادي كأنه مكان ثاني غير المبنى رغم انه بوسط المبنى ، كانت تركض وتركض وفجأه انمسكت من شخص بقوه وسد فمّها وشدها له ، الشرطي مالقى لها اي اثر انقهر وقال للباقي يحاصرون المكان وارتفعت الأصوات ، سُميه انكتمت من قوة حضنه لها ، حتى ماقدرت تدافع عن نفسها ، حست انها بتموت ، فقدت انفاسها ومقاومتها وارتخت ايدينها وغمضت عيونها بإستسلام وفجأه ، رجع لها النفس لما شال يده ، التفتت له بسرعه ، ان ظلام وماشافت وجهه ابد ، رفعت يدها ولمست وجهه ، تبي تتأكد انها ملامحه ، نزل يدها وهمس بحذر : اششش !
سحب يدها ومشوا بخطوات بطيئه ونزلوا ثلاث درجات ودخلوا لقبو ضيّق ومافي اي مجال للحياه ، ماكان يدل شي فيه ومامعه نور عشان يستكشف ، والمخرج الوحيد فتحه صغيره بالجدار ، بدا يلمس الجدار ويضرب عليه لين وصل للهدف اللي قال عليه مشاري ، كانت خشبه بالجدار يعني اللي يشوفها بالنهار مايشك انها موجوده ، نزل يده لأسفلها وسحب الخيط الرفيع وانفتحت الخشبه وشهقت سميه من الرعب لما وصلهم هوا قوي ، دخل راسه وناظر فوق شاف السماء والأشجار ، لكن المصيبه ان المكان ضيق ومستحيل احد يطلع منه الا بطلعة الروح.
قربها له وحس برجفتها ورعبها من هالمغامره اللي ممكن تكون اصعب من كل المغامرات اللي مروا فيها.
همس : اطلعي
سميه : وانت ؟
مناف : مااتوقع ياخذني المكان ، اطلعي وانا بشوف لي مهرب ثاني
مسكت يده بقوه وقالت برعب : مستحيل المكان محاصر ، ماراح اسمحلك
مناف : المكان ضيق زين ياخذك انتي و..
سميه : لاتقول كذا ، بيطلعنا كلنا
مناف : طيب يالله مافي وقت بسرعه
دخلت سميه وحست انها بتموت من الضيق ، مناف شالها لين وصلت للنص ، وثبتت رجلينها وايدينها وبدت تصعد بصعوبه ، لين وصلت للنهايه وطلت براسها ، كان المكان فاضي ويخوف لكنه اهون من اللي قبل.
طلعت كلها ، ودخلت راسها وكان مناف يناظر فيها مرتاح لإنها طلعت.
سميه : يالله ادخل مناف ترا سهل
مناف : والله ضيق مايكفيني ، انتبهي لنفسك دقايق وبكون عندك
راح بسرعه وماترك لها مجال تمنعه ، شهقت برعب ، ماله مجال يهرب خـلاص الشرطه حاصروا المبنى ، يعني مناف بينسجن الا ماشاءالله.
حست بنار تكويها كوي والقهر والحقد يتضاعف ويغلب على الخوف داخلها ، وفجأه ارتفع صوت من وراها : سُميـه !
توسعت عيونها وانتفض قلبها لكـن ! بدا الخوف يتلاشى لما عرفت الصوت ، التفتت بسرعه وشافت رؤى ومشاري يركضون ناحيتها ، وقفت بسرعه وقالت بشهقه : رؤى ؟
رؤى طاحت بحضنها ، وضمتها سميه وانهاروا يبكون وشهقاتهم تعبر عن اللي داخلهم.

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق