رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام الفصل العشرون 20 – بقلم روز

رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام – الفصل العشرون

بارت 20

سميه كانت حاضنه رؤى ويبكون من اعماقهم ودموعهم جفت من كثر مابكوا بهالليله من هول المصايب اللي صـارت..
اما منـاف حاول يوقف نزيف مشاري وسوا له تنفّس صناعي وركبه بالسيّاره وقال بحدّه : سميه ، رؤى ، يالله تعالوا نوديه للمستشفى مافي وقت
رؤى بعدم استيعاب : ماتوا كلهم ، محمد وولده
مناف : مامـات مشاري استعجلي قبل يموت ، اما محمد موتة كلـب ، شر وزاله الله.
سميه ورؤى ركبوا ورا واخذهم للمستشفى بسرعه قياسيه، اسعفوا مشـاري وصياح رؤى مسوي توتر بالمستشفى ، اما سُميه ماكانت اقل منها لكنها متماسكه..
بعد ساعه وربع ، بشرهم الدكتور ان حالة مشاري مستقره وانه راح يفيق خلال 24 ساعه.
رؤى كأنهم مبشرينها بالجنه ، جلست على الأرض واخيراً وسندت ظهرها ولفظت انفاس التعب ، جلست جنبها سميه وهمست : الحمدلله يارب ، انتهى كل شي
رؤى ببحه : الحمدلله ان مشاري مافيه شي ، مو متخيله انه يموت ، ضحى بحياته علشاننا ، وانقذنا من اشياء كبيره ، واخرتها يموت ، لالالاا يارب تحفظه وتعدي هالكم ساعه على خير
مناف : يالله قوموا خلونا نرجع ونرتاح
سميه : حرام ، نتركه لحاله ؟
مناف : الدكتور يقول ممنوع الدخول قبل 24 ساعه ، يعني جلستنا مالها داعي ، فخلونا نروح نرتاح على مايصحى
سميه : يالله رؤى قومي
قامت رؤى وساعدتها سُميه لين طلعوا وركبوا السيّاره وراحوا لشقتهم.

ام سعد كانت ماسكه صورة بناتها لما كانوا صغار ” كريمه وحليمه وسميه ونجلاء وسندس ” وتسولف على الصوره وكأنهم قدامها ، كل ماشتاقت لوحده فيهم طلعت الصوره وجلست تسولف ، والحين كلهم غايبين عنها ، كريمه رجعت لسالم قبل اسبوع ، وسميه ماتدري اذا عايشه ولاميته ، ونجلاء وسندس كل وحده ببيتها وماتشوفهم غير مره او مرتين بالأسبوع ، اما حليمه حكايه خاصه ، من يوم ماالله اخذ امانتها وامها كل يوم تدعي لها ، وتتصدق عنها ، كل اهلها نسوها وانشغلوا بحياتهم الا امها ، ماحطت راسها على سجادتها الا وذكرت اسمها ، ماشافت محتاج او سمعت عن محتاج الا وراحت وتصدقت عليه عنها ، والشيء اللي محد يدري عنه المسجد اللي بنته لها ، والأبيار اللي بالدول المحتاجه ، الإنسان بالحياه لو ماعنده غير امه تكفيه ، وفاقد امّه فاقد كل شي..
اتصل جوالها ورفعته وناظرت بالأسم مره ومرتين وثلاث ، ماستوعبت المكتوب ” سميه ” دمعت عيونها وردت بلهفه : الو سميه ؟
سميه بنفس اللهفه : هلا ياروح سميه ، يابعد الدنيا واهلها يايمه اشتقتلك حيييل
امها بكت ، سميه تقاوم دموعها قالت بغصه : لاتبكين يمه ابشرك انا بخير ورؤى بخير ويومين بالظبط ونكون عندكم
امها : وش صار لك ؟ وين اخذوك ووش عملوا فيك ؟

 

 

ام سعد : وش صار لك ؟ وين اخذوك ووش عملوا فيك ؟
سميه: اجي ونتكلم عن كل شي وعد يمه ، اهم شي الحين ارتاحي ولاتفكرين فيني
دخلت سندس مع ام عزام وعزام وكانت معصبه سندس من حركاته كالعاده همست بقهر : اتركها انا امسكها وجع
عزام : امي ولا امك ؟
سندس حدت على اسنانها بقهر : امي انا و..
سكتت لما سمعت امها قالت بفرحه : سندس تعالي كلمي سُميه
سندس ناظرت لعزام بصدمه وضحك : حبيبتي سميه بالجوال مو بوجهي
سندس تركت ام عزام وراحت خطفت الجوال من امها وردت بصرخه : سميــه
سميه : ااخ فجرتي اذني ، نعم شتبين ؟
سندس بغصه : وش هالأسلوب ياوقحه هذا وانا مشتاقه لك
سميه كاتمه ضحكتها : محد قالك تشتاقين لي ، خلي شوقك لأهل الكويت
سندس : ياتبن تكلمي زي الناس ، والله اشتقت لك
سميه ضحكت : والله حتى انا ، يومين واكون عندك واعلمك ان الشوق ماهو بالكلام
سندس : لا واضح انك تسلكين ، ترا انا سندس مو مناف ، وترا عزام يسلم عليك وواعدك بحفله اذا رجعتي لاصارت ولا استوت
عزام توسعت عيونه بصدمه : متى قلت يالكذابه ؟
سميه : جزاه الله خير ، يالله انتهى وقتك بكلم رهف باي
سندس : الله معاك حبي.
قفلت منها وناظر فيها عزام بحده : تكذبين وانا موجود ؟
سندس : انا اكذب ؟ معاذ الله انت قلت قبل شوي
عزام : ماش انتي ماتتوبين لين يلعب عقال على ظهرك
سندس : ولازال يقول تكذبين ، خاله انتي سمعتيه صح ؟ ماقال سلمي على سميه وقوليلها حفلتها علي ؟
ام عزام : الا صح قال
عزام : متفقين علي اجل ، يصير خير
ام سعد : ماعليك منها كذابه
سندس ضحكت وقام عزام وسحبها بقوه وصرخت : يمه انقذيني منه
ام سعد : ماانقذ الكذابين انا
شالها ودخلها لأول غرفه قدامه ونزلها وقفل الباب وشهقت : هيييه ياغبي ترا مو جالسين في بيتنا
عزام : مااخذ راحتي ببيتنا ، شكلي بجيب امي عند امك ويسلون بعضهم
سندس : اي فكره حلوه وانا اجلس عندهم اداريهم واشتغل لهم
عزام : وانا من يداريني ؟
سندس : تزوج
عزام : فكره حلوه ، خلاص اجل خلك عندهم وانا بتنور بيتي وحده ثانيه
سندس رجعت شعرها ورا وقالت بثقه : هذاك اول كنت تقدر تحب وتختار اكثر من بنت ، لكن بعد ماشفتني اتحـداك تغلب قلبك وتناظر مجرد نظرات لغـيري
عزام غمز لها وابتسم : ياحركات ياواثقه ، ماطحتي الا بواحد يحب التحدي
سندس : نشوف حبك للتحدي وين بيوصلك
عزام : يوصلني لمكان احبه ، وانتظر اوصله من زمـان
سندس بربكه : اقول لاتنسى حفلة سميه بس ، ابعد
فتحت الباب وطلعت وطلع وراها وهو يدندن بصوت واطي لكن سمعته : الله مكبـر غلاك ، ينبض بحبك فؤادي.

 

 

سميه ورؤى ومناف ومشاري وصلوا للسعوديه بسلام ، مشاري كان تعبان لكن ماقدر يصبر وسجل خروج من المستشفى على مسؤوليته ، ابو سعد رجعوه للسعوديه وبما ان ثبتت عليه جريمة القتل الأولى والثانيه باقي له جلسه وحده ويتحدد الحكم النهائي، بنات ابو سعد متضايقات عليه ، بغض النظر انهم يكابرون ويحاولون يقّسون قلوبهم عليه ، لكن يبقى ابوهم ومستحيل انسان يقسى على ابوه مهما قسى هو عليه ، وسميه اولهم ، قالت له كلام كثير وجرحته لكن كان مجرد كلام فقط ، مستحيل تفرح لموته ، وكثر ماظلمها وكثر ماجرحها وكرهها الا انها ماوصلت للحد اللي تشوفه عدوّها وتفرح لمصيبته ، عدوها الوحيد بالقصه كلها هو محمد ..
وصلوا للمطار وكان بإستقبالهم ” ام عبدالله وام سعد ونجلاء وسندس ورهف ، وام مناف وبناتها ، وام مشاري وبنتها ” نوف ”
سميه اول ماشافت امها طاحت من يدها الشنطه وراحت لها وحضنتها بكل شوق ، كان حضنها بالنسبه لها ملجأ من قسوة الحياه ، نثرت كل تعبها وهمومها وأوجاعها ، ورؤى نفس الشيء ماصدقت ان كل شي انتهى و تحررت من قيود محمد وخباثته وكرهه لأهلها وسُميه بالتحديد ، بغض النظر انها تزوجت بكامل رضاها ، بدقيقه ممكن تتغير طريقة تفكير الإنسان ونظرته للحياه
بقمة سعادتهم وبين سلامهم وضحكاتهم مع بعض طلعت من بين الزحمه ام مشاري وسحبت رؤى ودفتها بقوه وصرخت بحرقـه : ارتحتي يوم اخذتي الرجـال من عياله وذبحتيه ؟ ارتحتي ؟
سميه : احترمي نفسك ، زوجك هو اللي بغاها ومات لو مااتزوج وحده فينا
رهف : وبعدين محد ذبح احد ، افعاله اللي ذبحته
ام مشاري : افعاله ؟ شايفينا هنود ولا بنقاليه تمشون علينا الكلام ونصدقه ، انا ادري انه من طبخكم خليتوا ابوكم يذبح زوجي وييتم عيالي ، عشان تورثونه وتاخذون الاول والتالي ، بس حامض على بوزك ريال واحد
رؤى : وانتي من متى تحبينه وتخافين عليه ؟ من يوم تزوجك وهو ساحب عليك ، وحتى الحين ادري انك مستانسه وتحقق حلمك وهو موت محمد اللي طالما انتظرتيه عشان تاخذين ورثه ، لكن لا مو كل الناس مثلك ، انـا تطلقت منه قبل يموت وكنت متأكده انه بيموت لكن ماطمعت بفلوسه
ام مشاري : طبعاً بتقولين كذا لإنك اخذتي وخلصتي ، كم عماره عطاك وكم مليون بحسابك ، واضحه خططكم يابنات الفقر وتعرفون كيف تلفون على الرجال وتاخذونه من مرته وعياله
رهف : ياليل هذي وش حارق رزها ، رجالها متوفي وجايه تزاعق ، بعدين تعالي انتي مو بالعده ؟ وش مطلعك ياخزيييياه وش يقولون خلق الله طالعه عشان الفلوس ، شوفي اذا مالقيتي شي بحساب محمد قوليلي اسلفك ، ماتسوى عليك جايه تراكضين ورا الفلوس واخرتها رصيدك الحالي صفر ..

 

 

ام مشاري انقهرت من كلام رهف وكانت بترد لكن سبقتها بنتها نوف : وانتي من وين لك الفلوس بعد ؟ سارقه واحد من زوجته ولهطتي فلوسه صح ؟ خبري فيكم بنات فقر وابوكم يموت لو يعطيكم ريـ..
مشاري بحده : نوف ولا كلمه ! يمه خـلاص خـلاص ، تعالي
امه : لا اتركني ، ماراح امشي لين ابرد قلبي ببنت الفقر
رهف : ترا ابلشتينا ، سرقتوا رجالي وسرقتوا رجالي ، ياماما قلنالك رجالك هو اللي كان يفحط عندنا وماعطيناه وجه وانقهر ، واخذ رؤى عشان ينتقم مننا كلنا ، وشوفة عينك انقلب السحر على الساحر ومات
نوف : وللحين تكذبون بعد ؟ اعترفوا انكم مسوين خطه تزوجونه بنتكم وتذبحونه وتاخذون فلوسه
ام مشاري : والله مااخلي معاكم ريال واحد يالسراقين يالمجرمين
ام سعد : بـس ياحرمه واقصري الشر وامشي من هنا ، اللي فينا يكفينا ، لاتخليني اسوي شي مايرضي احد
ام مشاري : وش بتسوين ؟ بتذبحيني بعد ؟ حلو عشان يقولون الأبو ذبح الزوج والأم ذبحت الزوجه
رهف : والبنت ذبحت البنت
نوف بقهر : تخسين
رهف : ليه اخسي ؟ هي خاربه خاربه
هجمت عليها بتضربها ومسكها ثامر بقوه وقال بعصبيه : ولد انتي ؟ نسيتي انك حامل ؟
سحبها وطلعوا من المكان كله ومناف قال بحده : ام مشاري ، امنعينا من الردى وتوكلي على الله ، يالله سميه ، يالله يابنات
راحوا كلهم ركبوا سياراتهم ومشوا .
مشاري بتعب : امشي يمه حرام عليك ، امشي
ام مشاري بقهر : حتى انت كنت بتموت بسببهم
مشاري : يمه خلاص ، ماتدرين ابوي الله يرحمه وش سبب لهم ، قلب حياتهم فوق تحت ، وابو سعد هذا هو بيقصونه ، اما رؤى والورث فـ ابشرك كل شي محفوظ لك ، يالله خلينا نمشي.
طلع معاهم وشاف مناف واقف عند سيّارته وجنبه سميه ويناظرون فيه بنظرات عجز يفسرها.
تقدم له مناف وقال بهدوء : بصراحه ماادري وش اقولك يامشاري ، وقفت معانا وقفة رجل ، وان شالله ماانسى لك هالمعروف ، واي شي تبيه تراني حاضر وموجود
مشاري بضيق : ماقدر اقولك ماسويت شي وهذا واجبي ، مو واجبي اني اوقف ضد ابوي ، ماكنت ادري انه بيموت يامناف
نزل راسه يخفي دمعته وهمس : الذنب ذنبي
مناف ربت على كتفه بقوه : لا يامشاري لا خلك قوي ، انت من طيب راسك مارضيت تشوف ابوك يغلط وتسكت ، انت كنت معه ماكنت ضده ابد ، لكن هو ظلم نفسه كثير ، عسى الله يغفر له ويرحمه ، لاتضايق ولاتشيل هم ، دعواتك له اهم شي.
مشاري صد ومسح دمعته : الله يسامحه ويغفر له.
مناف : امين يارب ، توصي شي
مشاري : سلامتك
مناف ؛ الله يسلمك ، فمان الله
مشى مشاري ورجع مناف لسُميه ، كانت متسنده على السياره ومتكتفه وتناطر فيه بشرود..

 

 

وقف قدامها واخذ نفس عميق وقال بهدوء : وش هالنظرات ؟
سميه استوعبت وارمشت بسرعه وصدت عنه وفركت ايدينها : مـ، مافي شي
مناف عرف وش تفكر فيه ، وتضايق: اركبي
لف وركب وركبت سميه وشغل السياره ومشى ، والصمت سيد الموقف.
سميه سرحانه وعيونها تلمع همست : مناف
ناظر فيها وكملت بضعف : طلقنـي
مناف صد وركز بالطريق وكلمتها ترن بمسامعه شد على الدركسون وزادت السرعه.
سميه : ماادري وش تفكر فيه لكن انا وعدتك ان زواجنا ماراح يطول ، وانت دقيت الصدر وماقصرت معي ، لاتحكر نفسك فيني و.
مناف بحده : سميه خلاص نتكلم بعدين !
صدت عنه ومسحت دمعتها ، صحيح انتهت معاناتها لكن بتبدأ معاناه جديده ، وهي فراق مناف اول شخص حبته وأول شخص عطاها امل للحياه.

بعد يومين بالمحكمـه ؛
كانت عائلة ابو سعد موجوده تنتظر الحكم ، وابو سعد بقفص الإتهام ، ومنزل شماغه على عيونه ومايبي يشوف احد..
الجميع من اصغر الى اكبر شخص موجود متأكدين تماماً انّ الحكم قصاص ، لاتراجع ولا تفكير ولاتأجيل ، ولكن رغم ذلك كانت سميه وخواتها عندهم امل ، اهل محمد موجودين ، واهل القتيل الأول موجودين ، والصمت سيد الموقف ، مرت اكثر من ربع ساعه بهدوء تام الا من همس القاضي مع مستشارينه ، وبعد ساعه الا ربع رفع القاضي اوراقه ولبس نظاراته والجميع شد انتباهه معاه.
كتموا انفاسهم ، لحظة ترقب ، صمت فضيع ، نظرات حزينه وقلوب تترقب..
ارتففع صوت القاضي : بسم الله الرحمن الرحيم ، إن قتل النفس التي حرم الله عدواناً يعد من اكبر الكبائر ، يبين ذلك قول الله تعالى ( يا أيُها الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

 

بعد الإطلاع على الأوراق وبعد الإستماع لجميع الأطراف واكتمال الأدله ، قضت المحكمة الجزائيه ، وبإجماع الآراء بمعاقبة الجاني عامر بن سعد الـ* بالإعدام قصاصاً ، بعد أن أُدين بجريمتي قتل للمجني عليهما ” محمد الـ* ، وناصر الـ* ،رُفعت الجلسه.
لايزال الصمت سيد المكان ، والنظرات المصدومه حاضره ، طلع الجميع ، ومابقى الا بنات ابو سعد ، يبكـون حزن عليه.
صدمة عمـر ، ابوهم ماانصدم بالحكم ، انصدم من بناته ، محد وقف له غيرهـم ، بناته اللي ماوقف بهالمكان الا من ظلمه لهم ، انا وش سويت لهم شي حلو بحياتي عشان يوقفون معي بهاللحظه ويبكون علي ؟

 

..

 

لو الدموع تفيد فادنّ الأيتام
ولو الكلام يفيد عادت فلسطين.

 

 

وقفوا قدامه كلهم ، ناظر فيهم وحده وحده ، هـذي كريمه ، زوجتها وهي صغيره ، ماتهنت بطفولتها ويمكن الحسنه الوحيده ان سالم كان زين معاها بغض النظر عن كل المصاعب والظروف اللي مرت بها وانها اكبر بناتي وتحملتني وشافت ازود من اللي شافوه خواتها ، وهذي رهف ، كانت دايماً تضحك لي وتحاول تتقرب مني حتى وانا اضربها ، كانت قويه لكن بداخلها طفله مكسوره ، كسرتها يوم كسرت لعبتها وقلتلها ليت الله مارزقني فيك ، وهذي نجلاء ، اي هذي نجلاء اللي قتلت طموحها ، من كثر ماشان واقعها بسببي ، صارت تبني احلام وطموحات عشان تكوّن مستقبل سعيد عكس طفولتها البائسه ، لكن انا بلحظه قتلت الحلم ، بلحظه هدمت بنتي ، اما هذي سندس ، اذكر مره رجعت للبيت الفجر ولقيتها صاحيه وعصبت وعطيتها كف ماتنساه بحياتها وقلت لها ان سهرتي مره ثانيه بكسر راسك ، قالت لي انا صاحيه عشان احط لك عشاء وماتنام جوعان ،لكن تدري انت ماتستاهل وانا اكرهك واكره اليوم اللي صرت فيه ابوي ، ومن يومها حلفت مااضربها حتى اذا طولت لسانها علي اتحملها ، وهذي رؤى اصغر بناتي ، المفترض تكون مُدلله ، وطلباتها اوامر ، وكلمتها ماتنرد ، لكن رؤى كانت عكس بنات ادم كلهم ، حتى عكس خواتها ، كانت ضعيفه وخوافه ومُحطمه ومن كثر ماهي مُحطمه ماتفكر بنفسها وحياتها ، واول شخص تقدم لها وافقت ورسمت احلامها معه ومادرت انه بيموت على يد ابوها ، متأكد انها شايله عليه بحجم السموات والأرض حتى لو تظاهرت بالحزن ، لأنه لو شجعها ورفع معنوياتها واعطاها حب وحنان واهتمام ماراحت تدوره برا ولاتدمرت حياتها بين
ليله وضُحاها ، وهذي عاد هذي سميه ، لو قالوا تنازلنا عنك بقول لا اقتلوني ، ابي ارتاح من همي ، ابي ارتاح من ذنب سميه اللي اثقل من الجبال ، اكثر وحده كنت اضربها لإنها ماتمسك لسانها وتدافع عن البيت كله وماترضى تشوفني اهاوش امها ولاخواتها ، وكل ماضربتها كل ماعاندت لين صرت اتلذذ بضربها واحب اشوفها ذليله منهاره واذا مابكت اخليها تبكي غصب ، ليش ماكنت اضمها اذا بكت ، ليه ماكنت اسكت عنها اذا تكلمت ، ليه ماجلست معاها اذا تضايقت ، شفتها انخطفت ولا قدرت اسوي لها شي ، ترملّت وعايرتها وطردتها من بيتي ، قالوا كلام عنها وصدقته وصرت قاتل ومشوه سمعة بنتي ومشتتها بدوله اجنبيه تنقذ نفسها من ابوها ، الله يالدنيا الأب امان ، كيف صار شقاء وعذاب !
سندس مسكت يده من خلف القضبان وقالت ببحه : حنا معك يبه
سميه مسحت دموعها واخذت نفس وهمست : راح نوقف معاك بكل مانملك..

 

 

حس انه بيموت من الندم والقهر من حاله ماراح يموت قصاص ، معقوله هذول البنات اللي كنت اشوفهم تفاهه ، وغلطه ، وعـار ! طلع تفكيري العار ، واشكالي هم العار على البشريه ..
رهف بصوت مهزوز : شوفني مابكيت لإني متفائله انك راح ترجع ، وتعوضنا عن الأشياء اللي انحرمنا منها
سندس بين دموعها : بقولك شي ماعمري قلته لك ، تذكر لما قلت لك اكرهك ؟ ترا انا احبك مااكرهك والله ، بس كنت ابيك تجي وتراضيني ، لكن ماجيت !
مسحت دمعتها وكملت : بس انا واثقه انك بتجي وتراضيني وتجلس معي
نجلاء : عمرنا مازعلنا منك ، كنا نشيل عليك لكن فتره وننسى ونسامحك ، لإنك ابونا ، كنا نشوفك شي صح مثل ماكنت تشوفنا غلط
سميه بغصه : صح انا قلتلك راح افرح بفراقك ، لكن ماقلتها من قلبي ، كنت احاول اثبت لنفسي اني اكرهك ، لكن الحقيقه اننا نحبك ونحتاجك
نجلاء : اللي نبيه الحين انك تكون قوي وتتماسك
رهف : لاتضعف يبه وتأكد ماتضيق الا على الله فرجها
رؤى : وماراح نخليك وعد
سندس : عادي نخسر كل شي مقابل خروجك
سميه : يبه خلاص ارفع راسك وناظر فينا
ابوهم غمض عيونه بقوه وطاحت دموعه وقال بصوت مختفي من التعب : لا يا يبه ، لاتساعدوني ، لاتطلبونهم يتنازلون ، انا مااستحق الحياه ، مااستحق اكون اب ، انا الله عطاني كل شي ، واكبر نعمه انتم يابناتي ، لكن اهملت النعمه وماشكرتها ، كنت اقدر احط هالدنيا بكبرها تحت رجولكم ، وكنت اقدر اوقف وراكم مثل الجبل واتحدا اي احد يذلكم ولايهينكم ، لكن شاركت بظلمكم ، طيحتكم مارفعتكم ، ليه جايين اليوم ترفعوني ؟
كريمه : يبه خلاص لاتفكر بالماضي ، حنا مسامحينك وهذا اهم شي
العسكري : يااخوات انتهى الوقت لازم ناخذه
فتح الباب وكلبش ايدينه واخذه معاه ، وطلعوا وراه البنات لين ركبوه السياره واخذوه واختفى عن نظرهم.
كريمه : لاحول ولاقوة الا بالله..
سميه : الله يفرجها ، يالله خلونا نرجع
مشوا كلهم لسيّارة سعد وركبت كريمه قدام وانتبه سعد ورفع راسه وصد عنهم يخفي دموعه ، ماقدر يشوف ابوه بعد الحكم ، رغم انه كان عارف لكن الموقف صعب انه يسمع اسم ابوه يحاكم.
انتبهوا له خواته لكن ماحبوا يحرجونه ، شغل السيّاره ومشى.
قال بهدوء : يمكن شال بخاطره لأني ماتكلمت معه بعد الحكم ، بس غصب عني من يوم كنت صغير ماحب اشوفه ضعيف ، ضعفه يضعفني ، تعودت اشوفه قوي وصارم
سميه : لا هو يدري انك موجود ويدري انك تضايقت وماقدرت تشوفه وبعدين طول الفتره اللي طافت محد وقف معاه غيرك وتعبت كثير عشانه
رهف : صح العتب مو عليك العتب على عبدالله اللي طايح لي غراميات ومغازل ، ياربي ادعي عليه ؟ مايصير حرام .

 

 

كريمه : ماعليه التمسوا له العذر عبدالله ، تعقد من السجن ومشاكله
نجلاء : ايييييه يايبه ، هذا عبدالله اللي بديته علينا وافتخرت فيه ، مانفعك بشي
رهف : هيه وش هالكلام ! ترا مااسمح لك تتكلمين عن اخوي كذا
نجلاء : قولي والله بس ؟ وانا مو اخوي يعني
رهف : لكن انا اخوي الشقيق ، ولاتنسين وقفاته معانا ، صحيح انه حيوان احياناً لكنه بمية رجل
نجلاء : انطمي بس ، محد سبه ولحد تكلم عليه ، انا اقارن بمعاملة ابوي لنا وله ، والحين اتضح الفرق
سميه : وش رايك ياغبيه انتي وياها تنطمون كلكم ، لإن ابوي عرف غلطه وندم وسامحناه واللي فينا مكفينا ، فماله داعي يادكتوره يامثقفه تفتحين المواجع انتي والغبيه الثانيه
رهف : ياربي انا وش حادني اجي مع خبلات ، لو جايه مع ثموري ابرك
نجلاء : ويع ثموري ! كل هالطول والبطن قدامك وتتدلعين ؟
رهف : شسوي طفوله متاخره ، انا بصراحه اول مره اشوف بنات شيخوختهم قبل طفولتهم ، الحمدلله على كل حال بس
كريمه : سعد ليش ساكت
سعد : مااتدخل بنقاش اطفال انا
رهف : اشكرك على الرقي اللي عايش فيه
نجلاء : بصير دكتوره انا وهذا للحين يقول طفله
سعد اتصل جواله وابتسم لم شاف الأسم : غريبه والله ، هلا عزام
سندس كانت سرحانه بالطريق ولا هي معاهم لكن لما قال اسمه التفتت له بسرعه وشدت انتباهها.
سعد : الله يسلمك ، خيره ان شاءالله ، الله يفرجها على الجميع ، والله مالها داعي الكلافه ، اي مطعم ؟ جزاك الله خير ، مع السلامه ياهلا
سندس : وش يبي ؟
سعد : عازمنا ، حجز لنا عشاء خاص
سندس : غريبه ماقال لي
سميه : شوفي جوالك يمكن متصل
سندس : جوالي نسيته بالبيت
كريمه : وكيف تبينه يقولك دامك ناسيه الجوال ؟
رهف : شكلها تنتظر يرسل رساله عبر الزمن ههه الحمدلله والشكر اختي غبيه والله
انحرجت سندس وضحكوا كلهم وقالت بعصبيه : انقلعوا انا اقصد ماقال قبل لااجي
سميه : عاد يبي يفاجئك ، ماش انتي مو وجه مفاجئات تدور الشر دواره
سندس : انا ادور الشر
كريمه : صح كلام سميه ترا حرام عليك كل ماسوا شي هبيتي بوجهه ، عطيه وجه
سندس : ياكل تبن ، اجل انا يبي يتزوج علي
سميه : يابنت الحلال يمزح معاك والله يمزح
سندس : ادري ، بس ابي اخليه يتوب مايجيب طاري العرس مره ثانيه
رهف : خلاص تلقينه اعرس وخلص ، وخلي عقاباتك تنفعك يامخفه
سندس بقهر : ترا مزحك صاير ثقيل
رهف : سعد صح عزام قال لك انه تزوج وهالعزيمه رضاوه لسندس ؟
سعد : لا
رهف : اوكيه
سميه : لو رايحه مع ثمورك ابرك وافضل لجبهتك
رهف : الشكوى لله مو فاضي لي ولا كان سحبت عليكم
سندس : والله كفو سعد عرف كيف يسكتها
رهف : يمون عزوتي جعل مايسكتني غيره.

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق