رواية ولادة من جديد الفصل 57 – 58 – فايزة وحسام

رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل السابع والخمسون 57

كدت أن تقضميه

إلا أنه بصرف النظر عن عدد مرات ندائه لاسمها، إلا أنها لم ترد عليه. كانت كمن

انغلقت تماماً على نفسها عن بقية العالم.

كان قلق حسام يتزايد كلما نظر إليها.

تغيرت اشارة المرور إلى اللون الأخضر. لم يحرك سيارته، وبدأت جميع

السيارات التي كانت خلفه بالتزمير وقد نفذ صبرها.

سمع حسام أيضاً الأبواق اللانهائية، لكنه تجاهلها وانحنى فجأة. رفع ذقن فايزة

وقبل شفتيها.            كما كان يتوقع، كانت أسنانها محكمة الإغلاق. لم يتمكن من اختراقها مهما

حاول

كان قاطباً حاجبيه، ونقل يده إلى خصر فايزة وقام بتقريصها برفق.

إن فايزة سريعة الدغدغة.

لذلك، على الرغم من أنها لم تصرخ أو تتجنب كما كانت تفعل عادة، إلا أن

جسدها المتيبس استجاب للدغدغة.

استغ لحسام بسرعة رد فعلها القصير لفتح صفي أسنانها البيضاء.

نظراً للقرب، اكتشف على الفور رائحة الدم القوية غلا أنه قبل أن يلوم على

فايزة ما اقترفته في حق نفسها شعر بألم شديد جعله يقطب بين حاجبيه

ويتأوه بصوت عال.

“Ial”

كان يعاني من الألم بشدة حتى أنه كان يشعر بالرغبة في دفع الشخص الذي

يحتضنه بعيداً عنه.

إلا أنه تمكن من منع نفسه من ذلك. ثم قام بدغدغة فايزة مرة أخرى، وهذه

المرة بقوة أكبر. عن السابق.

بعد أن سحب لسانه وترك شفتيها، أمسك بسرعة ذقتها، مانعاً إياها من عض

نفسها مرة أخرى ثم قال بخشونة: “إن لم تستفيقي الآن يا فايزة، سأفعل شيئاً

أكثر لك الآن”

ربما نتيجة لنبرته الخشنة ارتجفت فايزة قليلاً وبدأت ترخي فكها تدريجياً.

بعد أن استعادت وعيها كان أو ما سمعته صوت الأبواق التي لا تنتهي،

والصراخ والشتائم للسائقين الآخرين خارج النوافذ 1

أما ما جعلها أكثر صدمة كان الرجل اللاهث أمام وجهها.

كانت رائحة رجولته تحيط بها وأصابعه لا تزال تمسك بذقنها.

“استفقت أخيراً.”

رمشت فايزة عدة مرات وتحركت شفتيها الملطخة بالدم أيضاً.

كانت على وشك أن تقول شيئاً، فأفلت حسام ذقتها وبدأ يقود.

بعد فترة من تقدم السيارة بثبات على الطريق، تذكرت فايزة أخيراً ما حدث من

قبل.

ثم نظرت سرأ إلى حسام ولاحظت أن شفتيه ملطخة بالدم أيضاً، على الأرجح

يسببها.

ربما كان على علم بأنها تنظر إليه سراً، لكنه فجأة فتح فمه وقال ببرود: “طالما

أنك استفقت هندمي نفسك. ستخيفين الناس في دار المسنين إن لم تفعلي.”

نظراً لأنها كانت المخطئة، لم ترد واكتفت باخراج مرأتها من حقيبتها. في

اللحظة التي رأت نفسها في المرأة، فاجأتها.

كانت بقعة كبيرة من الدم قد تكونت في زاوية من فهمها، وامتدت إلى ذقنها.

فعلاً إن وصلت إلى دار المسنين بهذا الشكل فسيخاف الجميع بالتأكيد.

بهذا سحبت بسرعة بعض المناديل المبللة من حقيبتها لتنظيف نفسها. عندما

ضغطت المنديل المبلل على شفتها، تسلل الألم في أن تأخذ نفساً عميقاً.

صاحت دون تفكير: “أوه! هذا مؤلم” ثم، وكأنها قد فكرت في أمر ما، سكنت.

لكن حسام كان قد سمع ذلك. وسخر قائلاً: “لماذا

أمنعك، لكنت قد عضضتي نفسك حتى الموت.”

عضيتي . نفسك بقوة؟ لو لم

كانت فايزة مدركة أنها مذنبة، ولم تستطع سوى أن تعتذر.

“أنا آسفة. لست متأكدة ما حدث من قبل. لكنني لم أتمكن من منع نفسي.

أنت … هل أنت على ما يرام؟”

كانت عن عمد تسأل بشكل عام.

عندما تحدثت تحركت شفتيها أيضاً وكان ذلك مؤلماً. لم تملك سوى أن تحاول

تحمل الألم.

أما حسام ، فقد ضاقت عيناه وسأل في غضب: “أنا ماذا؟ لماذا لم تكملي؟”

أثرت فايزة الصمت.

لم تملك سوى أن تذم شفتيها باحكام، وتظل صامتة. كانت علاقتهما حرجة

للغاية الآن، حتى أنها لم تكن تعرف ماذا تقول.

استطرد حسام في ثبات ألا تجرؤين على الاستمرار؟”

خفضت فايزة عينيها، وشعرت بعدم الارتياح.

وجد حسام سلوكها مسلياً. ثم قال بصوته البارد لحسن الحظ أنني لم أمت.

كان فقط لساني الذي كدت أن تقضميه.

بعد سماع ذلك، رفعت فايزة رأسها، وبدا أنها صدمت.

“هل كان الأمر خطيراً لهذا الحد؟”

“أليس ذلك واضحاً من الاصابة على شفتيك؟”

كانت فايزة في حيرة من أمرها مرة أخرى.

إنه على حق. لقد رأيت نفسي في المرآة منذ قليل. لقد قضمت نفسي بقوة،

ناهيك عنه .

لم تستطع التفكير في أي شيء تقوله رداً على ذلك، لذلك خفضت نظرها

واعتذرت مرة أخرى.

“أنا آسفة. إذا فعلت نفس الشيء مرة أخرى مستقبلاً، فقط دعني لشأني.”

إلا أن حسام عيس. عندما سمع ذلك.

“اتقولين مستقبلا؟ هل تستمتعين بايذاء نفسك يا آنسة بياض الثلج؟ لا

تسمحي للأمر أن يحدث مرة أخرى، هل تسمعينني؟”

لو لم يكن بجانبها اليوم، لكان الأمر مميتاً.

تمتمت فايزة: “ليس لدي سيطرة على ذلك، فكيف سأعرف إذا كان سيحدث

مرة أخرى أم لا؟”

نظر حسام إليها بتجاهل، ووجهه جاد.

إنها على حق. بغض النظر عن عدد المرات التي صرخت بها أو تحدثت إليها قبلاً،

فقد بدا أنها كانت غائبة تماماً . كان عقلها محاصر ولم يستجب سوى جسدها

استجابة طفيفة للغاية للمحفزات الخارجية.

يجب أن آخذها للطبيب عندما ينتهي هذا الأمر.

بعد أن اتخذ قراره، همس حسام بصوت منخفض: “جدتي فقدت الوعي فقط.

على الرغم من أن حالتها حالياً غير واضحة، إلا أنها كانت بصحة جيدة مؤخراً.

حتى لو لا يوجد أي خطب، فإن الأسوأ الذي قد يحدث هو أنها لن تتمكن من

إجراء عمليتها في الأيام القليلة القادمة. فلا تخيفي نفسك”

بناء على ما حدث قبلاً، هدأت فايزة أيضاً.

كنت حقاً مذعورة جداً.

كنت خائفة جداً حتى فقدت عقلي في اللحظة التي سمعت فيها أن شيئاً قد

أصاب جدتي. عندما أفكر في الأمر، فإن حسامعلى حق. كان يجب أن أحافظ

على هدوئي.

“حسناً. فهمته”

ثم وصلا إلى دار المسنين بعد أن توقفت السيارة، فتح حسام الباب وخرج

وتبعته فايزة.

“لحظة.”

التفت حسام إليها وقطب حاجبيه.

“لماذا؟”

سلمته فايزة منديلاً من المناديل المبللة. امسح بقعة الدم التي على شفتيك ”

ذهل حسام للحظة عندما سمع ذلك. ثم أخذ المنديل المبلل ومسح فمه بلا

اکثرات

إلا أن بقعة الدم كانت قد جفت خلال رحلتهم، ولم يتمكن من ازالتها تماماً

بالفرك البسيط . ولم يكن لدى فايزة خيار سوى أن تشير إلى زاوية فمه وتتمتم:

“هناك بعض البقع هنا.”

حاول حسام أن يمسحها مرة أخرى.

قالت: “لا، إنك تمسح في المكان الخطأ”

دم حسام شفتيه ومسح بصبر مرة أخرى.

سالت فايزة: “لماذا تستمر في مسح المكان الخطأ؟”

هنا فقد حسام صبره تماماً. كان حاجبيه متجهمين، إذ سلمها المنديل المبلل

وقال بصوت بارد: امسحيها لي إذل”

صمتت فايزة.

لو لم يكن قد أصيب بسببها، لكانت ألقت المنديل المبلل في وجهه بسبب سلوكه

البارد.

أخذت فايزة المنديل المبلل من حسام وبدأت تمسح فمه.

نظراً لأن حسام كان طويلاً، اضطرت فايزة الوقوف على أطراف اصابع قدميها

لتمسح فمه مما تسبب لها في بعض الجهد. لاحظ حسام ذلك، فانحنى في

صمت قليلاً للأمام، ونظراته غامضة.

ولكن هذا لم يفت عيني فايزة ارتعشت رموشها عندما أدركت ما فعله واصلت

مسح بقع الدم في زاوية شفتيه بعناية مع التحقق من عدم وجود أي اصابات

أخرى على شفتيه.

خفضت عينيها. وبالتالي لم يدرك حسام ما الذي كانت تفعله. بينما كانت

تفحص شفتيه كان هو أيضاً يتفحصها.

بعد لحظة سمعت فايزة حسام يسأل: “ألم تقولي أنك حظيت بنوم جيد الليلة

الماضية؟

رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل الثامن والخمسون 58

کفی یا حسام

نظرت فايزة إليه بدافع غريزي، وألقت عليه نظرة بعد سماع ما قاله. شعرت

بشيء من الخجل عندما نظرت مباشرة في عينيه العميقتين المظلمتين .

شعرت كأنه كان يقرأ أفكارها سارعت بغض بصرها قبل أن ترد بصوت لا مبال:

“نعم”

” فعلا؟” ضاقت عيون حسام قبل أن ينظر إلى المنطقة أسفل عينيها، التي

حاولت تغطيتها بنظارتها. “لماذا لديك” هالات سوداء إذاً؟” وبدا أن حسام أدرك

شيئاً في اللحظة التي انتهى بها من جملته “هذا يفسر ارتداءك للنظارة اليوم.”        لم تجد فايزة ما تقوله. سحبت يدها قبل أن تطلق عليه نظرة ازدراء “لقد

انتهيت من تنظيفك. لكن لديك جرح على شفتيك. يجب أن تحصل على بعض

الدواء لها لاحقاً هيا لنذهب للبحث عن جدتي ” التفتت فايزة للمشي بعد انتهاء

جملتها، بينما تردد حسام لفترة أطول قبل أن تذهب وراءها.

سألها: “عيونك محتقنة، مما يدل على تعب عينيك ألم تنامي الليلة الماضية؟”

أخيراً استدارت فايزة لتنفجر في وجهه: “كفى يا حسام .” ثم سارعت خطواتها،

وكعب حذاءها العالي يصدح على الأرض.

بعد التحدث إلى الطبيب اكتشفا أن فضيلة قد فقدت الوعي بسبب قلقها الزائد.

كانت علاماتها الحيوية جيدة، ولم تظهر أي مشاكل أخرى بارزة بعد وصولها إلى

المستشفى. تنفس ثلاثتهم الصعداء بعد سماعهم الخبر وفكرت فايزة لحسن

الحظ أنها فقدت وعيها فقط بسبب القلق ! إنني شاكرة أنه لا يوجد أي مشاكل

أخرى.

قال الطبيب ناصحاً وقد عبس قليلاً: “لا أنصح باجراء عملية جراحية لها في

الحالة الذهنية التي تعاني منها حالياً إن الأمراض النفسية قد تؤدي إلى مشاكل

أكثر خطورة. إنها مستعدة جسدياً للجراحة، ولكن حالتها الذهنية قد تؤدي إلى

مشاكل أخرى.

سألته فايزة في قلق: “ما الذي يجب أن نفعله الآن إذا؟ هل لديك أي سبل

الاصلاح هذا يا دكتور؟”

قال الطبيب: “نعم. يمكننا أن نعطيها بعض الأدوية لتهدئتها في الوقت الحالي

ولكن قد نحتاج أيضاً إلى وجود عائلتها في جلسات استشارة مع أخصائي

نفسي ” فهمت فايزة الوضع – كانت مشكلة فضيلة مشكلة نفسية أكثر منها

مشكلة جسدية. ضغطت شفيتها الحمراوين معاً وتكون تعبير تجهم على وجهها.

توجه إليها حسام ليعانقها، وقال بصوت هادئ نفهم هذا. سنبذل قصارى

جهدنا لدعم علاجها. نستأذن الآن”

رد الطبيب: “بالتأكيد. يفضل أن تزورا السيدة منصور الكبيرة الآن”

أخذ حسام فايزة – التي كانت تشعر وكأنها تطفو في أحلام يقظة – خارج

المكتب، واتجه بها إلى غرفة فضيلة.

كان هناك ممرضتان تسهران على راحة فضيلة في الغرفة، وقامتا بالوقوف

لتحية فايزة وحسام عندما دخلا قالت احدى الممرضتين: “إن السيدة منصور

الكبيرة لا تزال نائمة الآن، لكنها بخير. لا داعي للقلق.”

أومأت فايزة وصدرها مثقل وقالت: “شكراً. يمكننا الآن السهر عليها، لذا يمكنكما

متابعة أعمالكما الأخرى ثم جلست بجوار سرير فضيلة. كانت حركاتها هادئة

وحذرة، وبدأ خفيفة مثل الريشة حتى عندما جلست على الكرسي. لم يصدر

عنها أي صوت على الإطلاق.

أما فضيلة التي كانت لا تزال نائمة بعمق فكان وجهها مسالم. كانت ذات الهالة

من الأناقة تحيط بها على الرغم من كل الوقت الذي قضته في دار المسنين.

كان بمقدور المرء أن يعرف أنها سيدة خاصة بمجرد النظر إلى رقدتها الساكنة

على السرير. كان فايزة وحسام صامتين أثناء بقائهما في الغرفة.

مرت قرابة نصف الساعة، عندما ملأ رنين هاتف الأجواء. نظرت فايزة بدافع

غريزي في اتجاه حسام ، وسارع هو بسحب هاتفه لكنم الصوت. نظراً لأن

كلاهما كانا جالسين بجوار سرير السيدة الكبيرة، فقد كانت فايزة قريبة بقدر

سمح لها أن ترى هوية المتصل على شاشة هاتف حسام – كانت مكالمة من

رهف التقت نظرة فايزة بنظرة حسام لوهلة قبل أن تغض بصرها عنه. همست

قائلة: “يفضل أن تخرج خارج الغرفة لتلقي المكالمة.”

ظل حسام صامتا بعض الوقت قبل أن يخرج لتلقي المكالمة. بعد خروجه

ظهرت نظرة خيبة أمل في عيون فايزة. لماذا تتصل به رهف في مثل هذا

الوقت ؟ هل أخبرها أننا سنحصل على الطلاق اليوم ؟ هل تتصل رهف لتسأل إن

كنا قد نجحنا في الحصول على الطلاق؟

هذه الأثناء، تأكد حسام من أنه يبتعد عن الغرفة قبل أن يرد على مكالمة

رهف. “حسام؟” جاء صوت رهف من الطرف الآخر للخط. على الرغم من أن

حسام لم يكن في مزاج جيد، إلا أنه حاول قدر المستطاع أن يبدو لطيفاً.

“نعم، لماذا أنت مستيقظة في هذا الوقت المبكر؟”

بدت رهف قلقة. “إنني مستيقظة منذ فترة. في الواقع، لم أحظ بالكثير من

النوم الليلة الماضية؛ لأنني كنت قلقة بشأن السيدة منصور الكبيرة. كيف حالها

الآن؟ حسام، أدرك أن هذا ربما ليس بالوقت المناسب لأطلب منك هذا، ولكنني

حقاً قلقة بشأن السيدة منصور الكبيرة. فهل … هل يمكنني القدوم لزيارتها؟ ولا

تقلق – سأتأكد من أنها لن تراني. سأبقى خارج الغرفة، وسوف أغادر فور

استيقاظها. لن أدخل على الإطلاق”

رفع حسام حاجبيه عندما سمع الوداعة والخنوع في صوتها. إنها منقذته، ولا

تستحق مثل هذه المعاملة. كاد حسام أن يوافق على اقتراحها، لكنه قرر في

النهاية أن لا يوافق عندما تذكر حالة فضيلة “لم تخضع جدتي للجراحة، يا

رهف

توقفت رهف لبعض الوقت بعد سماع كلماته : فعلاً؟ هل تم تأجيل الجراحة

أم …؟”

“نعم. تم تأجيل الجراحة؛ لأن جدتي أصيبت بالتوتر وفقدت الوعي.” ألقى حسام

نظرة خاطفة في اتجاه غرفة جدته بينما كان يتحدث. “ستتأجل الجراحة لمدة

طويلة.”

“ماذا؟ ستتأجل … ستتأجل الجراحة؟” تجمدت رهف عندما نظرت إلى النبيذ

الأحمر والستيك الذي كانت قد أعدته كانت حتى قد وضعت بعض الشموع

المعطرة على الطاولة. لم تتوقع حدوث مثل هذا الوضع في هذه اللحظة.

“نعم. لا نعلم كم من الوقت سيستغرق حتى تتمكن جدتي من الخضوع

للجراحة. إنها نائمة الآن، لذا سأتصل بك لاحقاً وأنهى حسام المكالمة، وعاد

إلى الغرفة بعد ذلك.

بييب بيييب. تسمرت رهف عندما أدركت أن حسام كان قد انهى المكالمة.

خرجت احدى صديقاتها من الغرفة المجاورة، وسارت صوبها للتندر عليها عندما

رأت أن رهف قد وضعت هاتفها على الطاولة. كيف” سار الأمر يا رهف؟ هل

أجريت المكالمة؟ ”

أومأت رهف إلا أن صديقتها فيما يبدو لم تدرك مدى انخفاض معنوياتها. “وااو.

تهانينا، إذا! هل سيأتي حسام لاحقاً؟ هل يمكننا البقاء للاحتفال معكما؟ سألتها

الصديقة بحماس.

رائع يا رهف لقد تحرر حسام حبيبك العزيز أخيراً من تلك المرأة. ستصبحين

رسمياً السيدة منصور بعد هذا، أليس كذلك؟”

“أوه، السيدة منصور، رجاء أن لا تنسينا بعد أن تصبحي غنية وصاحبة نفوذ”

سيتعين عليك مشاركة بعض ثروتك معنا عندما يتم ذلك. أنا أتوقع مقعد كبار

الشخصيات في حفل زفافك أتعلمين ذلك؟”

أضافت صديقة أخرى: “أنا أيضاً، أنا أيضاً أريد أن أكون في صدارة القاعة!

بالمناسبة، هل يمكنك أن ترمي باقة الزهور في اتجاهي خلال حفل زفافك يا

رهف؟ أمل أن أتزوج صديقي بحلول نهاية هذا العام”

ردت صديقة أخرى: “حقاً؟ هل تنويين الزواج أيضاً؟ تهانينا” تحدثت الصديقات

بسعادة فيما بينهن ولم تدركن نظرة الوجوم التي على وجه رهف بدت

الصديقات وكأنهن يتحمسن أكثر فأكثر كلما تحدثن.

بعد وهلة، لم تعد رهف قادرة على تحمل المزيد رفعت رأسها وانفجرت فيهن

غضباً: “هل يمكنكن جميعاً التوقف عن الحديث؟”

ذهلت الصديقات؛ لأنهن لم يفهمن لماذا كانت ثائرة: “رهف…”

لم تحاولن حتى فهم الوضع بشكل متكامل وتفترضن افتراضاتكن الخاصة. لا

أحد منكن يهتم حتى بمشاعري. الا تعتقدن أنكن قد تجاوزتن الحد قليلاً؟

أضف تعليق