رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل التاسع والخمسون 59
تريد أن تكون سيدة المنزل
كان من النادر أن تثور رهف فكانت عادة مهذبة وسلسلة التعامل مع |
الآخرين
وكان الناس يرونها عادة بأنها “البنت المثالية” بسبب جمالها ولطفها. لذلك، فإن
الدهشة أصابت صديقاتها عند رؤيتهن لها وهي تفقد أعصابها، ونظرن إليها في
اندهاش كانت الأجواء من حولهن ساكنة بشكل غريب، وتمالكت رهف نفسها
بعد أن أدركت الهدوء الذي ساد من حولها. أدركت ما كانت قد فعلته للتو، بعد
أن لاحظت كيف أن الجميع يحدقن فيها. من تفسير ما
فتحت رهف شفتيها الحمراوين وترردت ولهة قبل أن تمكنت
حدث. “أنا آسفة، لقد فقدت أعصابي؛ لأنني كنت في مزاج سيء قبلاً. اعتذر.”
لم يكن لدى رهف خيار سوى الاستمرار في الاعتذار للحفاظ على انطباعهن
الجيد عنها. بدأت الدموع تترقرق من عينيها قبل أن تنساب على خديها. كانت
صديقاتها قد اندهشن من انفجارها الغاضب المفاجئ من قبل، لكنهن الآن شعرن
بالتعاطف معها عندما بدأت تعتذر وتبكي.
“ماذا حدث، يا رهف؟ لا بتكي”
“أخبرينا ماذا حدث. إننا جميعنا هنا للمساعدة.”
هذا صحيح، يا رهف ألم تكن هذه مكالمة مع حسام منذ قليل؟” بدأت
الصديقات في مواساتها ومدها بالمناديل استغرق منهن الأمر بعض الوقت قبل
أن تتمكن أخيراً من تهدئتها كانت رهف شابة فائقة الجمال، ولكنها بدت هشة
وضعيفة بشكل خاص عندما كانت تبكي مررت أصابعها البيضاء عبر عينيها
لتجفف دموعها، ثم همست في أسى: “نعم. تحدثنا في المكالمة منذ قليل، لن
يتم الطلاق الآن”
كانت عملية فضيلة الجراحية قد تأجلت بعد أن فقدت الوعي، مما يعني أن
طلاق حسام وفايزة سيتأجل أيضاً على الرغم من أن رهف شعرت بالاحراج
إلى حد ما، إلا أنها أدركت أنها لن تتمكن من اخفاء الحقيقة عن الأخريات. سألت
احدى صديقات رهف : “ماذا؟ لن يحصلا على طلاق الآن؟ لماذا؟”
” فعلاً. ألم يقولا أنهما سيحصلان على الطلاق بعد الانتهاء من جراحة السيدة
منصور الكبيرة؟ لماذا قاما بتغيير خطتهما؟”
“أنا أعرف لابد أن هذه الساقطة فايزة قد تشبثت بحسام بلا حياء لم تكن
تريد الحصول على الطلاق أليس كذلك؟” فتحت رهف شفتيها لتفسير الأمر بعد
سماع كلمات صديقاتها في تلك اللحظة، تحدثت احدى الصديقات الأخريات:
“لطالما كنت متأكدة أن فايزة تخطط لأمر ما. هل تتذكرن كيف كانت تبدو
عندما ذهبنا للبحث عنها آخر مرة؟ هل تعتقد حقاً أنها ستحتفظ بلقب السيدة
منصور لمجرد أنها كانت مع حسام لمدة عامين؟”
“لا تقلقي، يا رهف إن حاولت أن تخطف حسام منك، فستعلمها درساً لن
تنساه”
“يجب أن نجعلها تتذوق طعم فعلتها.”
في البداية ظنت رهف أنه لن يكون أمامها خيار سوى الانتظار إلى أن تنتهي
فضيلة من الجراحة إلا أنها بعد سماعها لرغبة صديقاتها في تلقين فايزة درساً
تذكرت رهف الطفل في بطن فايزة. إن … إن تمكنت من استغلال صديقاتي
للتخلص من الطفل في بطن فايزة … فما نتيجة ذلك؟ قد يكتشف حسام الأمر
إن تم الكشف عن الأمور فيما بعد، ولكن حتى في هذه الحالة، لن تمثل فايزة
تهديداً بعد الآن؛ لأنها لم تعد لديها طفل. علاوة على ذلك، لن يكون علي تحمل
أي مسؤولية طالما أنني لست الشخص الذي تسبب في ايذاء فايزة. سأظل
منقذة حسام.
على الرغم من هذه الأفكار، إلا أن رهف ظلت تتصرف ظاهرياً بشكل لائق.
وتمتمت بنبرة هادئة : “لا ينبغي لكن أن تتحدثن عن مثل هذه الأمور. أنا متأكدة
أن فايزة لديها أسبابها.”
“ما السبب الذي يمكن أن يكون لديها؟ كيف يمكن لشخص أن يكون لديه سبب
للتشبث بصديق شخص آخر طيلة هذه الفترة الطويلة؟ أراهن أنها لا تسعى
سوى أن تكون العازول بينكما على الأرجح أنها لا تريد أن تعيد حسام إليك. يا
لها من ساقطة بلا حياء. هسهسة احدى صديقات رهف.
قالت صديقة أخرى: “نعم. لماذا تتخلى عن دور السيدة منصور بينما تحصل
على العديد من الامتيازات من أدائه؟ أنت لطيفة جداً، يا رهف لماذا لم تنطقي
عندما أراد حسام الزواج صورياً منها؟”
لماذا لم أنطق أردت أن أنطق، ولكن … خفضت رهف رأسها دون أن تقول
الكثير. تمتمت صديقة : “فلنكف عن استجواب رهف. ألا تعرفن مدى طيبة
رهف؟ على الأرجح شعرت رهف بالشفقة تجاه فايزة عندما رأت عائلة فايزة
وقد انحدرت إلى الفقر. تحاول فايزة فقط أن تبدو مثيرة للشفقة
من خلال
المبالغة في حالة الفقر التي وصلت إليها عائلتها. لم أر شخصاً بال حياء مثلها
من قبل ”
“لا تقلقي يا رهف سنضمن انصافك هذه المرة.”
“كفى يا صديقاتي ” نظرت رهف إليهن والدموع تترقرق في عينيها، وقالت:
“أعلم أن نواياكن جميلة، لكن فايزة كانت تعتني بجدة حسام في المستشفي.
إنها فتاة ذات قدرة على الاعتناء بالآخرين”
قالت احدى الصديقات بعد سماع الجميع لتفسير :رهف: “فعلا؟ حسناً، في هذه
الحالة، يمكننا أن نعلمها درساً بعد انتهاء اهتمامها بجدته. يجب أن ندافع عنك. ”
قالت رهف بمظهر عاجز على وجهها: “لا أريدكن أن تقدمن على فعل شيء
سخيف. سوف اتحدث إليها بعد ذلك” ثم جففت دموعها قبل أن تبتسم
لصديقاتها ابتسامة مصطنعة : “حسناً لننتهي من هذا العشاء الذي أقوم باعداده.
إنني سعيدة أنني اشتريت فائض من الطعام. سأطلب من أحدهم أن يرسل
المزيد من الطعام إن لم يكن هذا كافياً.”
“یا رهف ..”
“لتكف
عن الحديث عن
هذا الموضوع. يجب أن نشرب جميعنا حتى ننسى
همومنا فتحت رهف زجاجة من النبيذ قبل أن تتجه إلى الخزانة للحصول على
المزيد من الكنوس. نظرت بعض الصديقات إلى رهف ثم تبادلن الأنظار بينهن.
اتخذن قرارهن في التو واللحظة.
قامت فايزة و حسام برعاية فضيلة طوال اليوم. لم تكن لدى فايزة شهية كبيرة
في ذلك ايوم، لذا استندت إلى حافة السرير، وقد اعتلى وجهها مظهر مريض.
كانت تبدو وكأنها هي المريضة في الغرفة في وقت لاحق، ساعدها حسام على
النهوض لتناول بعض الطعام. وقال لها: “يجب أن تتناولي شيء ما.”
قطبت فايزة حاجبيها وقالت: “ليس لدي شهية”
همهم حسام بعد وهلة من الصمت: ” أتظنين أنك قوة عليا لا تحتاج إلى الطعام
للبقاء على قيد الحياة؟ ” لم تكن لديها شهية طيلة اليوم، لذا لم تتناول أي
شئ
على الاطلاق. لاحظ حسام أن فايزة كانت قد فقدت الكثير من وزنها، لكنه لم
يكن متأكداً إن كان ذلك مجرد نسج من خياله. لم تعترض فايزة بعد ذلك، لذا
سلمها حسام طبق من العصيدة. يجب أن تتناولي بعض منها. حتى لو كان
مجرد بضع ملاعق
قطبت فايزة بين حاجبيها عندما رأت العصيدة أرادت أن ترفض عرضه في
البداية، لكنها تردد لحظة قبل أن تقبل الطبق منه التقطت الملعقة، وأجبرت
نفسها على أخذ بضع ملعقات من الطعام في فمها. لم تكن فعلاً تشعر بأي جوع،
ولم تكن لديها أي شهية. ومع ذلك، لم تملك أن تفعل ما تشاء؛ لأنها الآن لديها
طفل في بطنها. هذا الطفل كان على وشك أن يصبح جزءاً من عائلتها في
المستقبل. وكانت تعرف أنه من واجبها كأم أن تعتني بطفلها.
عندما أدركت ذلك، استعادت فايزة شهيتها. لم تعد تكافح من أجل انهاء طعامها،
وإنما أخذت طبقاً ثانياً من العصيدة بعد أن انتهت من الطبق الأول. رفع حسام
حاجبيه عندما رأها تتناول المزيد من الطعام. كان مندهشاً للتغير المفاجئ في
سلوكها. إلا أنه لم يعلق كثيراً على ذلك؛ لأن التغير الذي طرأ كان مفيداً لها.
انتهى كلاهما من وجبته في صمت لم يكن لدى حسام نفسه الكثير من الشهية
– عادة كان يأكل ضعف الكمية التي أكلتها فايزة، لكنه في ذلك اليوم تناول
فقط ذات الكمية من الطعام.
بعد الانتهاء، بدأ حسام في رفع الأطباق، بينما اكتفت فايزة بالجلوس على
الأريكة تراقبه اعتادت على ذلك – كانا يعرفان بعضهما البعض منذ نعومة
أظافرهما، وكانت فايزة غالباً ما تحت حسام على التنظيف وراءه عندما لم
يكونا يتواعدان. كان حسام عادة يستجيب لطلبها، وبعد ذلك، كان يفعل ذلك
حتى قبل أن تطلب منه فايزة ذلك. كانت تفاعلاتهما تنبع :
نمطاً منتظماً، حيث
كان حسام يعتني بها ويلبي احتياجاتها.
كانت فايزة على طول الخط تستمتع برعايته، ولم تفكر في الأمر كثيراً. بل أن
ارتباطاً عاطفياً قوياً تجاهه كان قد تكون لديها بعد أن لاحظت معاملته لها
طوال فترة زواجهما الصوري. إلا أنه في هذه اللحظة من الزمن، كانت فايزة
تلاحظ تفاعلاتهما، دون التفكير في زواجهما، وأدركت أن تلك التفاعلات تكاد
تتطابق، سواء كانا زوجين أم لا.
رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل الستون 60
أحاسيس متشابكة
من الأرجح أن حسام كان مهتما ومعتنياً بفايزة بشكل خاص لأنهما كانا
صديقين منذ الطفولة، أو لأن عائلتيهما كانتا متقاربتين من بعضهما البعض. قد
يعام لحسام فايزة كأخت له وربما كان هذا هو السبب في تعامله اللطيف،
بغض النظر عن زواجهما. إلا أن ما وجدته فايزة مثيراً للضحك هو تلك المشاعر التي تكونت لديها على
طول الطريق. أغلقت عينيها لتتوقف عن النظر إلى حسام. استيقظت فضيلة
حوالي الساعة 8:00 مساءً، وفتحت السيدة العجوز عينيها لتجد وجه فايزة
يحوم فوق رأسها. كانت عينا فايزة تحدقان في عيني فضيلة، وكان طرف أنفها
يكاد يلامس أنف فضيلة بدت شديدة القلق وهي تقول: “لقد استيقظت يا
جدتي. كيف تشعرين؟ هل تشعرين بأي عدم ارتياح ؟ هل أنت جائعة؟”
ابتسمت شفتا فضيلة وهي تنظر إلى الفتاة ذات البشرة الفاتحة والعيون
الواسعة أمامها. كان من الواضح أن فايزة قلقة، لذا هزت فضيلة رأسها بسرعة
وفكرت في بالها هذه الفتاة الصغيرة لطيفة جداً لعقت فايزة شفتيها في توتر
عندما رأت فضيلة تهز رأسها، وتلتزم الصمت انتهى الأمر بفايزة ترفع يدها أمام
فضيلة.
وسألت فايزة: “انظري إلي يا جدتي ما هذا العدد؟
كان بإمكان فضيلة أن ترى بوضوح أن فايزة قد مدت اصبعين، وكانت تعتزم أن
تفتح شفيتها وتعطي الاجابة الصحيحة عندما راودتها فكرة، فقالت فضيلة:
“واحد” وكانت تقصد مجرد المزاح مع فايزة. لكن ظهر على وجه فايزة تعبير
ذهول عندما سمعت اجابة فضيلة: “يا جدتي .
كانت فايزة على وشك أن تستدعي الطبيب عندما شعرت بحسام يمسك
بمعصمها. فقالت ووجهها مذهول: “أفلتني، يجب أن استدعي الطبيب” نظر
حسام إليها لحظة دون أن يتركها ثم سأل بصوت متعجب: “هل أنت متأكدة
من ذلك؟” ثم قهقهت السيدة العجوز في رقة وقالت: “كنت مجرد أمزح معك.
يا فتاتي العبيطة. أنا بخير
لاحظت فايزة الابتسامة على وجه فضيلة عندما عادت ونظرت إليها. إذاً
كانت قد ذكرت الاجابة الخطأ عن عمد قبل قليل؟ إنها لا تشعر فقط بالتحسن .
إنها تشعر بالصحة الكافية لتلعب المقالب معي ) أليس كذلك؟ أخيراً، اطلقت
فايزة تنهيدة ارتياح. وقالت فايزة وهي تمد يدها لتعانق فضيلة: “فعلاً يا
جدتي، لقد اصبتني بصدمة” بعد ذلك، قدمت فايزة لفضيلة بعض العصيدة،
وبدأت فضيلة تتناول الطعام في بطء، مع فترات طويلة بين اللقمة واللقمة.
بعد أن انتهت من نصف الطبق، لم تعد فضيلة تريد المزيد من العصيدة. كانت
قد استيقظت للتو، ولم يكن جهازها الهضمي يعمل بكفاءة شاب صغير، لذا
قررت فايزة أنها لن تقنع فضيلة بتناول المزيد وإنما قالت: “سوف أطعمك مرة
أخرى عندما تشعرين بالجوع لاحقاً. لم تقل فضيلة الكثير بعد ذلك
جلست ببساطة في صمت.
–
وإنما
في هذه الأثناء، انشغلت فايزة بأمر آخر. لقد كانت شخص يعتني بالآخرين، لذا
انطلقت على عجل إلى الحمام وأخذت منشفة بعد انت انتهت فضيلة من
وجبتها. غمرت فايزة المنشفة في الماء الدافئ، واعطتها لفضيلة لتمسح يديها.
بعد برهة، أعلنت فضيلة: “يجب أن تعودا إلى البيت” تسمرت فايزة، ورفع
حسام حاجبه، بعد أن سمعا ما قالته فضيلة وسأل حسام: “ما الذي تقولينه يا
جدتي؟”
إلا أن فضيلة استطردت بنبرة هادئة مسالمة – ولم يبد أنها انزعجت من نبرته
الخشنة على الاطلاق، وتمتمت قائلة: “أنا طاعنة في السن، ويجب ألا تضيعوا
وقتكما معي. إن النوم ضروري للشباب في سنكم. لذا يجب عليكما العودة إلى
البيت ونيل قسط من الراحة. لدي هنا الممرضات معي”
حتى حسام أدرك أن هناك خطب ما فيما كانت فضيلة تقوله، فسألها: “ما الذي
تعنيه يا جدتي عندما تقولين أننا نضيع وقتنا؟ نحن نقضي معك الوقت في
المستشفى. كيف يكون هذا مضيعة للوقت؟” ألقت فايزة نظرة واحدة على
حسام ، وكان بامكانها أن تدرك أنه لا يوجد انسجام. لذا وضعت فايزة الأشياء
التي كانت بين يديها، واتجهت إلى فضيلة وسألت برفق: “إننا لا نقض معك
الوقت يا جدتي من باب واجب نحن نرغب حقاً في أن تكون هنا معك. كيف
يمكن أن يكون ذلك إضاعة للوقت؟”
ربتت فضيلة ظهر يد فايزة لتظهر لها أنها لا نية لها أن تفقد أعصابها مع فايزة.
ثم التفتت فضيلة لتنظر إلى حسام : “يجب أن تأخذ فايزة إلى المنزل لتستريح
قليلاً. سأكون بخير، حيث ستعتني بي الممرضات.” لم تفهم فايزة لماذا كانت
فضيلة ترفض وجودهما وكانت قد استفاقت للتو. بعد سماع حسام لكلمات
فضيلة، لم يحرك ساكنا – بل ظل ببساطة جالساً في مقعده وقد ذم شفتيه.
ظهرت على وجهه الوسيم نظرة وجوم.
وسألت فضيلة مرة أخرى: “هل تنوي العصيان، يا حسام؟”
قطب حسام بين حاجبيه وتدخلت فايزة على عجل لتقف أمامه. “هل لديك أي
مخاوف يا جدتي؟ هل تريدين التحدث عنها؟” كانت فايزة قلقة لرؤية تصرفات
فضيلة، خاصة بعد أن فقدت وعيها من قبل.
“ليس لدي أي مخاوف. اعتقد فقط أن طريقة تفكيري قد تغيرت بعد أن تقدمت
في العمر. لا أريد منكما أن تبذلا كل هذا الجهد لرعايتي. لا أريد أن ازعجكما.”
تنهدت فضيلة وهي تتحدث إلى فايزة في لطف: “لم يعد يهمني أن أجري
الجراحة يا فايزة ليست مهمة بالنسبة لي”
وجمت فايزة عند سماعها كلام فضيلة . “ماذا تقصدين أنه لم يعد يهمك؟ ماذا
أنها ليست مهمة يا جدتي؟ أنت لاتزداليا بصحة جيدة بما يكفي للتعافي
تعني
منها، ويقول الطبيب أن الجراحة ستكون ناجحة. هل أنت خائفة؟ في هذه
الحالة، سأبقى معك حتى يتم اجراء الجراحة، حسناً؟” انزعجت فايزة عندما
سمعت أن فضيلة لا ترغب في اجراء الجراحة أمسكت فايزة على عجل بيد
فضيلة، قبل أن تربض على الأرض وقد اعتلى وجهها الهلع. كان الأمر تقريباً كما
لو أن فايزة هي التي يجب أن تجري الجراحة.
شعرت فضيلة بالذنب عندما رأت تعبير وجه فايزة كانتا تعرفان بعضهما منذ
سنوات، لذا عرفت فضيلة أن فايزة لم تحصل أبداً على حب الأم في الماضي.
فهمت فضيلة أن فايزة أمست تعتمد عليها حيث أنها أنثى أكبر عمراً. لو كانت
فضيلة أصغر سناً، لكانت رأت فايزة تعاملها باعتبارها أم لها.
حدقت فايزة في فضيلة بابتسامة أمل على وجهها: “اتفقنا يا جدتي؟ سأبقى
في دار المسنين معك، أو … إن لم تعجبك دار المسنين، يمكننا الذهاب إلى
مكان آخر. قال الطبيب أنه يمكنك اجراء الجراحة في أي وقت لا تشعرين فيه
بالقلق والتوتر بشأنها كان تعليقها على دار المسنين بالظبط ما كانت فضيلة
تحتاج أن تسمعه.
ضمت فضيلة شفتيها دون أن وتوافق فايزة أو تعارضها عندما رأت فايزة نظرة
السيدة العجوز، كان لديها شعور بأنها ربما أصابت الهدف. لذا، بعد التفكير في
كلماتها بشكل أكبر، وبعد تأمل الوضع اجمالاً، حاولت فايزة طرح اقتراح آخر.
“لماذا لا نأخذك أنا وحسام إلى البيت؟ ألقى حسام ، الذي كانت منصتاً
الحديثهما، نظرة على فضيلة أيضاً.
التزمت فضيلة بالصمت لبعض الوقت، لكنها لاحقاً نظرت إلى فايزة قبل أن تهز
رأسها. احتارت فايزة وقالت: “جدتي ؟ ” هل أسأت الفهم؟ اعتقدت أن جدتي
تفضل العودة إلى البيت معنا؟ ظننت أن جدتي لم تعد تحب البقاء هنا؛ لأن
اقامتها هنا طالت كثيراً.
أخذت
قالت السيدة العجوز بصوت متماسك: “لا أريد أن أعود إلى البيت، فأنا لا أرغب
في ازعاجكما بوجودي في دار المسنين هناك على الأقل من يعتني بي”
تلوح بيدها وهي تضيف: “لقد تأخر الوقت يجب أن تعودا إلى البيت الآن.
يمكنكما طلب الممرضة لتبق معي. إنني متعبة واحتاج إلى المزيد من الراحة.
كانت فايزة تريد أن تقول شيئاً آخر، ولكن حسام أمسك بذراعها وساعدها على
النهوض “حسناً. يجب أن تستريحي يا جدتي. سنعود غداً” عند سماعها كلمات
حسام
القت فايزة عليه نظرة شك. كانت على وشك أن تدفعه بعيداً عنها،
عندما نظر إليها نظرة ثاقبة. كانت قبضته قوية، وسرعان ما قادها إلى خارج
الغرفة.
- يتبع.. (رواية ولادة من جديد) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.